الرئيسيةأعداد المجلة تفاصيل الدراسة

مهددات الأمن الفكرى: دراسة تحليلية تربوية

مُقدِّمة
يُعدُّ الأمن مطلبًا رئيسًا لكل المجتمعات، وغاية تنشدها الإنسانية كلها، وهدفًا يسعى إليه من يريد الاستقرار والتنمية والتقدم، ولا تهنأ الحياة للإنسان إلا به ومعه (الطويل، 1988م، 70).
ويُعدُّ الأمن الفكرى من أهم أنواع الأمن؛ لكونه يتعلق ببنية الإنسان الفكرية والعقلية، والتى تحدد أهدافه ومبادئه، وسلوكه واتجاهاته وعقائده وعلاقاته مع الآخرين. ومن ثم فهو جزء لا يتجزأ من الأمن العام، بل الأساس لأى أمن، وركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار المجتمعى، ومن ناحية أخرى، فاختلال الفكر يؤدى غالبًا إلى اختلال فى السلوك والمعتقدات غالبًا؛ مما ينعكس بشكل مباشر على الإخلال بالأمن القومى (الدهشان، 2016م، 74).
وتمثل الحاجة إلى سلامة الفكر والعقل أساسًا لاستمرار الحياة الإنسانية وديمومتها، ومطلبًا رئيسًا لها، وانعدامها يؤدي إلى عدم الاستقرار والقلق والخوف، ومن ثم فلا بُدَّ من ضرورة توافر الأمن والأمان للفرد، والذى يبدأ بأمن فكره وعقله من أى انحراف، والذى ينعكس على الأمن القومى للمجتمع (شعيب، 2016م، 7).
وانحراف الفكر إنما يعيق العقل البشرى عن القيام بوظائفه العليا من تحليل وتقويم على الوجه الأكمل، ويؤدى إلى حالة من عدم الوفاق مع الآخرين، وقد يؤدى إلى انحراف فى السلوك مما يؤثر على أداء الفرد لأدواره الاجتماعية ومسئولياته تجاه نفسه ووطنه (ماكيريد و.ج.، (د.ت)، 19)، كما يؤثر على أداء الفرد لدوره المجتمعى. ولعل أبرز ما يؤثر على منظومة الأمن الفكرى لدى الفرد جملة من المخاطر والمهددات تدور حول: التعصب الفكرى، والتشدد، والتطرف الدينى، والغزو الثقافى، والفقر والجهل.
وقد أكدت دراسة (الهاشمى، 2008م، 122) على أن الأمن الفكرى يُعدُّ محورًا رئيسًا فى استقرار منظومة الأمن بمفهومها الشامل، وأن العلاقة بين الوسائل التربوية المتبعة فى الأسرة والمؤسسات التربوية الأخرى تُعد من أهم الأساليب التى تعزز الأمن الفكرى للأبناء، وأن المناهج الدراسية تُعدُّ وسيلة فعالة لتحقيق الاستقرار المجتمعى الآمن فكريًا، وأن مواجهة التطرف الفكرى وحماية العقول مسئولية مشتركة لكل مؤسسات الدولة كافة.
وكذا أكدت دراسة (الزهرانى، يوليو 2016م، 93) إلى أن هناك حاجة ماسة لحماية الفكر لدى الطلاب فى ظل ما يشهده المجتمع من صراعات فكرية وثقافية، وغزو موجه  لعقولهم بُغية تشكيل هُويتهم الفكرية، وأوضحت أن حماية الفكر مسئولية مشتركة بين المؤسسات المجتمعية بكافة أنواعها.
أما دراسة (آشبى بتنر (Ashby Butnor, 2010, 29-32)، فقد توصلت إلى ضرورة تحقيق الشعور بالأمن والاستقرار داخل العملية التعليمية، والذى يبدأ بتوفير مناخ ملائم للحوار المنشود والرأى والرأى الآخر، والبعد عن التعصب والضغوط المختلفة، كما أظهرت أن البيئة السوية تُعدُّ عاملاً رئيسًا فى تحقيق الأمن الفكرى لدى طلابها.
مشكلة البحث وأسئلته
إن ما يمر على المجتمع المصرى من أعمال عنف وعمليات إرهابية مستمرة، وغيرها من الحوادث غير المألوفة فى المجتمع المصرى، والتى كان أغلب منفذيها من فئة الشباب، يبرز مدى الانحراف فى الفكر، والخطر الذى يواجه المجتمع، ويهدد أمنه واستقراره.
ولا شك أن هناك جملة من المهددات التى تحول دون تحقيق الأمن الفكرى داخل المجتمع. وهو ما يسعى البحث الحالى للكشف عنه.
ومن ثم تمثلت أسئلة البحث الحالى فيما يلى:
  1. ما مفهوم الأمن الفكرى؟
  2.  ما مهددات الأمن الفكرى؟
أهداف البحث
تتمثل أهداف البحث الحالى فى توضيح مفهوم الأمن الفكرى وأبرز مهدداته.
أهمية البحث
  1. كون الأمن الفكرى بمفهومه الشامل من أهم المتطلبات الأساسية للحياة الإنسانية، ولا يمكن أن يهنأ الإنسان بأى حال من الأحوال بدونه؛ فهو حاجة إنسانية أولية، ولا يستطيع أى مجتمع أن يمارس دوره فى البناء والتنمية فى غيابه.
  2. لفت الانتباه إلى أنه أبرز مهددات المجتمع، تهديد الأمن الفكرى، ومن ثم ضرورة التكاتف بين المؤسسات التربوية من أجل حُسن المواجهة والحد من تداعياتها السلبية على الفرد والمجتمع.
  3. قد يفيد جهات وفئات مختلفة، ومن ذلك: التربويين، وصُناع القرار التربوى، والمؤسسات الإعلامية، من خلال إلقاء الضوء على أبرز المهددات التى تواجه الأمن الفكرى، وعرضها بصورة يسهل فهمها، ثم مواجهتها.
مصطلحات البحث
الأمن الفكرى
هو سلامة فكر الإنسان، وعقله من الانحراف الذى يشكل تهديدًا للأمن الوطنى أو أحد مقوماته الفكرية، والعقدية، والثقافية، والأخلاقية، والمحافظة على فهمه للأمور الحياتية (الجحنى، 2004م، 32)، وحماية وصيانة الهوية الثقافية من الاختراق أو الاحتواء من الخارج، والحفاظ على العقل من أى انحراف فكرى أو عقائدى أو أخلاقى يتنافى مع مبدأ الوسطية والاعتدال (الدهشان، 2016م، 35).
ويعنى إجرائيًا فى البحث الحالى: تأمين وتحصين وسلامة عقول الشباب من الانسياق وراء الأفكار أو الأخلاقيات غير السوية، والمهددة للأمن المجتمعى ومقوماته على اختلاف أنواعها؛ حفاظًا على هويتهم الثقافية.
حدود البحث
اقتصر البحث الحالى على بيان مفهوم الأمن الفكرى، وأبرز مهدداته.
منهج البحث
استخدم البحث الحالى المنهج الوصفى، والذى يسعى إلى وصف الظواهر أو الأحداث، وجمع الحقائق والمعلومات والملاحظات عنها، ووصف الظروف الخاصة بها، وتقرير حالتها كما توجد عليه فى الواقع، ولا يقف المنهج الوصفى - فى كثير من الحالات – عند حد الوصف أو التشخيص الوصفى، بل يهتم بما ينبغى أن تكون عليه الأشياء والظواهر التى تتناولها الدراسة (جابر وكاظم، 1996م، 4).
المحور الأول: مفهوم الأمن الفكرى
ومن أبرز هذه المفاهيم ما يلى:
هو نوع من الالتزام والاعتدال والوسطية الدينية والشعور بالانتماء إلى ثقافة المجتمع وقيمه، وحماية عقل أبنائه من أى انحراف عن الثوابت الأساسية، والحقوق المشروعة المنبثقة من سلامة العقيدة (سليمان، 2008م، 86).
وهو كذلك حماية عقائد الطلاب من الغلو والتطرف فى الدين، والعمل على سلامة عقولهم، وفهمهم من الانحراف السلوكى والأخلاقى، وإكسابهم مناعة ضد الهجمات الثقافية التى تهدد هُوُيتهم (منصور، مايو2010م، 19)
فالأمن الفكرى هو تحقيق الحماية التامة لفكر الطلاب من الانحراف، وحماية المنظومة العقدية والثقافية والأخلاقية والأمنية فى مواجهة الأفكار المتطرفة، وما يتبعها من سلوك منحرف (الهديلى، 2011م، 28)، وهو – فى نظر بعض الباحثين – بمثابة المحافظة على سلامة المعتقدات لدى الطلاب من أى غزو خارجى أو داخلى، مع تزويدهم بأدوات البحث والمعرفة، وبيان طرق التفكير الصحيح بما يحقق أمنهم وسلامتهم وأمن المجتمع واستقراره (الإتربى، إبريل 2011م، 170).
ويذهب آخرون إلى أنه يمثل تلك الآلية التى تمكن الجامعة من تأمين الكيان الثقافى والفكرى للطلاب من التهديدات الفكرية، وتهيئة المناخ المناسب لتعزيز المفاهيم والأفكار الأصيلة لديهم (محمد، يناير2013م، 79)، وبالتالى فهو حماية للهُوُية الثقافية من الاختراق أو الذوبان مع الآخر، والحفاظ على العقل البشرى من أى انحراف فكرى أو عقائدى مخالف للوسطية فى الدين أو فى القيم الأخلاقية للطلاب (الدهشان،2016 ، 35).
ومن خلال التعريفات السابقة خلُص البحث الحالى إلى أن الأمن الفكرى وثيق الصلة بمستويات الأمن الأخرى، من: أمن نفسى واجتماعى وسياسى واقتصادى، بل إنه يُعدُّ أساسًا تبنى عليه بقية مستويات الأمن، ويمثل الانحراف الفكرى صورة مضادة للأمن الفكرى.
المحور الثانى: مهددات الأمن الفكرى
ويتمثل أبرزها فى: حروب الجيل الرابع، والتعصب الفكرى، والتشدد والتطرف الدينى، والاستبعاد الاجتماعى، والفقر والجهل.
1- حروب الجيل الرابع
وهى حروب تستخدم وسائل التكنولوجيا الحديثة من شبكة الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعى بأنواعها المتعددة، ومرتكزةً فى مخططاتها على الشباب، بهدف توجيه أفكارهم وكسب ولائهم، وانتماءاتهم إلى ثقافة اللاهوية، ومرتكزة فى ذلك على التحريف والتشويه للمعتقدات الدينية والثقافية لديهم، مستخدمةً الحركات الاستشراقية التى ازدهرت فى القرن الحادى والعشرين، والتى أساءت إلى الإسلام بوضع أفكار مغلوطة عن صحيح الدين (مِقرى، 2004م، 46).
ويستهدف هذا النوع من الحروب غير المتماثلة إلى نشر الفوضى وإرباك الدولة حتى تصبح دولة فاشلة مفككة، من أجل زعزعة استقرارها، ثم فرض واقع جديد يراعى المصالح الأمريكية، الرامى إلى الهيمنة الثقافية والفكرية على الشعوب (ضياء، 2014، 9-17).
وتمثل حروب الجيل الرابع، النهج الذى اتخذته سياسة التفتيت، والتجزئة لحضارات عريقة، ومتماسكة من أجل السيطرة عليها، فبدلاً من أن يؤدى التقدم العلمى والتطور التكنولوجى لوسائل الاتصال والتواصل إلى تطور الفكر الإنسانى، وزيادة الكم المعرفى والخبرات الحياتية من خلال الاحتكاك بين الثقافات المتنوعة؛ فقد طغى جانبها السلبى على الجانب الإيجابى، وأصبح الإنسان عاجزًا بين ما هو  نافع وما هو طالح، وتحويله إلى آلة تحركها ثقافة الاغتراب، وثقافة القطب الواحد لتمحو هويته الأصيلة (بدران، 2005م، 74- 75). ويعتمد على إحداث تدمير ذاتى داخل الدولة أو الجماعة المستهدفة ويفتتها ويشيع الانقسام بين طوائفها، وبالتالى ينتهى الأمر بتخليق دولة فاشلة يسودها الفوضى والفراغ. ولعل انهيار الاتحاد السوفيتى كان واحدًا من أوضح نتائج هذا الجيل الرابع وإن لم يكن وحده المسئول عن ذلك (ضياء، 2014، 18).
          ففى عصر المعلوماتية والمجتمع الافتراضى الذى يتغلغل فيه الوسيط الافتراضى فى حياة أغلب الشباب الجامعى، والذى أصبح التحكم فى تأثيراته الأخلاقية والثقافية أمرًا بالغ الصعوبة فى ظل السماوات المفتوحة، وشبكات التواصل الاجتماعى، والتراسل الشخصى عبر الحدود الزمانية والمكانية؛ مما يتطلب ضرورة السعى بجدية للحفاظ على الصحة العقلية والثقافية والأخلاقية لهم، وتبنى منظومة قيمية لتعزيز أخلاقيات المجتمع الرقمى رغبة فى أن  يكون محصنًا من التهديدات غير الأخلاقية التى تنعكس سالبًا على ثقافة الحوار والتعايش الإنسانى بين الشباب بصفة عامة وطلاب الجامعة بصفة خاصة (الخضرى وآخرون، 2019م، 8-9).
2- التعصب الفكرى
يمثل التعصب الفكرى صورة من صور إغلاق العقل، وانغلاق الذات على نفسها، وإغلاق باب الحوار مع الآخر مما يجعلها عرضة للانحراف، والتشدد، فإذا كان الحوار والانفتاح على الآخر هو لغة الحضارة الإنسانية فى الرقى والتطور، ولغة العقل ووسيلته فى إظهار الحق، وطريق الولوج فى ميادين البحث والعلم والتقدم والريادة لاحترام إرادة الإنسان وقناعاته، فإن التعصب هو هدر لكل المعانى الإنسانية السابقة (الواعى، 2008م، 265).
ويُعدُّ التعصب انحرافًا للفكر، وقد ينشأ نتيجة الجهل بالأمور أو حيود الفكر وتشدد الرأى، وقد يكون بسبب التربية الخاطئة، وافتقاد لغة الحوار بين الآباء والأبناء، أو بين الأساتذة وطلابهم. فالتربية القهرية من قبل المربين قد ينتج عنها شخصية مستبدة تحاول دائمًا فرض آرائها على الآخرين (عبد الحميد، 1990م، 76).
وقد أشارت دراسة (يوسف، 2006م، 13) إلى ضرورة نشر ثقافة الحوار وضوابطه بين طلاب الجامعة باعتبارهم الفئة الأكثر تعرضًا للتأثيرات الفكرية، والمرحلة الجامعية هى الأكثر فى التشبث بالرأى عند الشباب، لما يتبعها من تذبذب فى الآراء، وأن يتسم الحوار بالشفافية مع ضرورة انتقاء المعلمين والأساتذة بحيث يتم اختيار من يتميز بالفكر المستنير والقدوة الصالحة.
ومن ثم فإن الاهتمام بإعداد المعلم وتدريبه على الفكر المستنير - وتحصينه ضد أنصار التمدن والتحضر الذى يخالف قيم المجتمع وعاداته، وضد من ينتهج التدين الذى ينحرف نحو التشدد والغلو - أصبح واجبًا على كل مؤسسات المجتمع الحكومية وغير الحكومية على حد سواء.
3- التشدد والتطرف الدينى
إن مجاوزة حدود الوسطية والاعتدال، والاتجاه إلى الانحراف فى فهم الأمور الدينية؛ مما يؤدى إلى الاختلاط فى الفكر لدى الشباب وانحرافه عن الوسطية. فالغلو والتطرف سبيل تفتيت لأى بنية مجتمع وخاصةً إذا ما أصاب شبابه (عبد العال، 2014م، 155).
ويعنى التطرف انحرافًا فى الفكر أو فى السلوك، وقد يتخذ صورًا متعددة من تطرف دينى وسياسى وأخلاقى وغيره، وهو يعود إلى تعطيل العقل الإنسانى عن القيام بدوره فى أمور الحياة بما يفتح الطريق إلى التقليد غير السوي من جانب الطلاب، ويصبحون أداة طيعة أمام أنصار التطرف المغلف أحيانًا بغلاف الدين؛ نظرًا لأن الدين بطبيعته يصل بسهولة إلى العمق الإنسانى فيكون من السهل استغلال الشباب للقيام بأعمال إرهابية دون تفكير فى أى عواقب تنجم عنها (زقزوق، 2017م، 581).
          ويمثل التطرف الدينى انحرافًا فى فهم صحيح الدين؛ لما يمثله من تهديد وعدوان على كل جوانب الحياة باعتباره يتعلق بعقيدة الإنسان والتى تشكل فكره، وتوجه سلوكه، وتتحكم فى قناعاته. وغالبًا ما يؤدى إلى الإرهاب بأشكاله المختلفة؛ فالعلاقة بين التطرف الدينى والإرهاب علاقة سببية لاتصال كلاهما اتصال السبب بالنتيجة، فالتطرف هو المقدمة الأساسية، والسبب الرئيس فى صناعة الإرهاب؛ ذلك أن الفكرة التى انحرفت بصاحبها تجعله يعتقد دائمًا أنه يملك الحقيقة والصواب المطلق، وتدفعه للتفكير فى آليات فرضها على الآخرين باستخدام العنف والقوة، وهنا ينشأ الإرهاب (نصار، 2016 م، 136- 140).
ولذا يجب حماية الطلاب من الانخراط وراء الأفكار غير البناءة، ولقد أوصت دراسة (محمد، 2006م، 147) ضرورة تجديد أساليب الحوار والخطاب الدينى ليصل إلى فكر الشباب وقناعاتهم، وضرورة اختيار الشخصيات المؤثرة والأقرب إليهم، وتناول القضايا الخلافية بشفافية ووضوح حتى نحمى الطلاب من الغزو الدينى الممنهج لاستقطابهم تحت شعار الدين.
4- الاستبعاد الاجتماعى
          يُعدُّ الاستبعاد الاجتماعى بأشكاله المتعددة - من حرمان الشباب من المشاركة فى الحياة الاجتماعية، السياسية، وتهميش دورهم فى صنع القرار، ومشاركتهم فى التنمية الاقتصادية، والاجتماعية إلى جانب الشعور بالاحباط نتيجة قلة فرص العمل، والبيروقراطية فى  اتخاذ القرار - أحد الأسباب الرئيسة فى ضعف قيم المواطنة والانتماء والولاء، والتى تؤثر بدورها فى التمسك بالهُوية القومية للمجتمع.
فالشباب شريحة اجتماعية من أبناء مختلف طبقات المجتمع وفئاته، ومن ثم فإن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تترك آثارها السلبية عليهم بدرجة أو بأخرى، وبخاصة فيما يتعلق بارتفاع معدل البطالة وزيادة الشعور بعجز النظم عن توفير متطلبات الحياة الإنسانية، والتهميش لأدوارهم واستبعادهم من المشاركة فى الحياة الاجتماعية والسياسية، ومن ثم يصبحون أكثر استعدادًا لممارسة العنف ومحاولة فرض آرائهم بالقوة مالم يتوافر القنوات الشرعية لذلك بل إن وجودهم داخل الجامعة يفسح المجال إلى التفاعل فيما بينهم، والذى يؤدى إلى بلورة نوع  من الوعى المشترك حول العديد من القضايا التى تتعلق بهم كفئة اجتماعية، وإذا لم يتوافر آليات لتوظيف آرائهم ومناقشة قضاياهم من خلال الاتحادات الطلابية؛ كانوا أكثر استعدادًا للاندفاع، وممارسة  أعمال العنف أو الانخراط فى سلوكيات مغايرة لعادات وتقاليد المجتمع؛ مما يؤثر على أمن المجتمع واستقراره (على، 2012م، 331- 332).
ولقد أكدت دراسة (فهد، 2008م، 12) أن غياب العدالة الاجتماعية، وضعف المساواة فى الحقوق والواجبات، والتفاوت فى توزيع ثروات المجتمع، ومراعاة الشفافية والأمانة، واتباع أساليب المساءلة لكل مقصر، وتوفير سُبل العيش الكريم لكل طبقات المجتمع؛ يُمثل بيئة خصبة للإرهاب بأشكاله الفكرية والبدنية.
5- الفقر والجهل
يُعدُّ الفقر من أهم المشكلات التى يجب أخذها فى الاعتبار عند تناول قضية الأمن الفكرى؛ لما له من أثر فى تشكيل النسق القيمى والثقافى للطبقات الأكثر احتياجًا، وذلك لما تعانيه هذه الطبقات من تدهور فى أحوالها المادية والاقتصادية، والتى تنعكس مباشرة على الجانب الثقافى والتعليمى لأبنائها غالبًا. فقد يؤدى هذا التدهور إلى ظهور ثقافة فرعية خاصة بهم، والتى يعتبر الاغتراب والسلبية، وتدنى الوعى الثقافى والدينى أحد أهم خصائصها، مما يشكل خطرًا على أمن وفكر أبناء هذه الطبقة، ويولد العديد من المشكلات الثقافية والاجتماعية من هجرة غير شرعية، وتطرف دينى وأخلاقى فى كثير من الأحيان (مسعود، 2008م، 221).
ويتسع مفهوم الفقر ليتعدى الفقر المادى أو الاقتصادى ليشمل الفقر فى الأفكار والمعتقدات، والفهم الخاطئ لصحيح الدين، بل إن أشد أنواع الفقر ضررًا الذى يؤدى إلى فقر فى الفكر واختلال فى العقل، ليس الاختلال المرضى، ولكن الاختلال الثقافى، والذى يؤدى إلى التطرف، وزيادة العنف، والتشبث بالرأى، والذى يرتبط بالفقر المادى والاقتصادى ارتباطًا بينيًا؛ إذ غالبًا ما يكون بين الطبقات الأكثر حرمانًا من التعليم، ومن إشباع الاحتياجات الأساسية والأكثر تهميشًا، فالفقر والتهميش للطبقات الأكثر احتياجًا خطرًا يهدد كيان أى مجتمع، ويجعل فئة الشباب من هذه الطبقات أكثر عرضة للاستقطاب الفكرى، والانحراف الأخلاقى؛ إذ إن أغلب مشكلات التحرش والتطرف تخرج من المناطق العشوائية التى تضم أكثر الطبقات الاجتماعية فقرًا وجهلاً (المجدوب، 2008م، 239-242).      
وأكدت دراسة (عمر،2012م، 153) أن ثلاثية الفقر والجهل والأمية هى أحد الأسباب الرئيسة وراء الانحراف الفكرى للشباب؛ إذ يصبحون أداة طيعة فى يد من يريد العبث بأمن المجتمع واستقراره؛ لتعلقهم بدوافع العداء، والشعور بالقهر وعدم الرضى تجاه المجتمع، ومحاولة تفريغ هذه الدوافع بالقيام بأعمال تتسم بالعنف، وتخالف قوانين المجتمع وثقافته.
ويعدُّ الفقر والجهل أحد آليات الاستبعاد الاجتماعى للإنسان، بما ينتج عنهما من تهميش، وعزلة، وعدم قدرة الفرد على المشاركة فى صنع القرارات الحياتية والوقوع تحت تأثير جيوب الجهل، كما أنهما السبيل إلى ارتفاع معدلات البطالة فى عصر المعلوماتية الذى تعتمد فيه فرص العمل على قدرات إنسانية، ومعرفية، ومهارات تكنولوجية عالية، وفى إطار متطلبات، وتحديات المنافسة المعرفية العالمية، مما يُعيق الشباب فى الحصول على فرص عمل مناسبة، ويجعلهم غير قادرين على المشاركة فى عملية التنمية، وانضمامهم إلى صفوف البطالة. (العطار وعمرى، 2015م، 70- 71).
نتائج البحث
  1. رغم تعدد المؤسسات التربوية التى تهدف إلى تربية الشخصية الإنسانية وحمايتها وإعدادها للحياة، والتى تلتزم بالقيم الأصيلة والمعتدلة فكريًا، فإن الانفتاح الثقافى والإعلامى والفضاء المعلوماتى من سماوات مفتوحة ووسائل اتصال وتواصل وشبكات إنترنت، أثر سلبًا على الفرد إلى حد افتنانه بالأفكار الوافدة من المجتمعات الغربية، ومحاولة تقليدها بغير وعى فى كافة أشكال الحياة.
  2.  ترتب على إشكالية التقليد غير المنضبط ظهور مشكلات فكرية وأخلاقية بينهم، ومع زيادة العوامل المؤدية إلى انتشار الأفكار والمعتقدات الخاطئة، ومع تعدد التهديدات الداخلية والخارجية على أمن واستقرار المجتمع، واستهداف عقول الشباب، وزيادة مظاهر العنف والتطرف، وأزمة الهُوية التى يواجهها الطلاب من تشتت بين القيم التقليدية والقيم الحديثة، واتجاه بعضهم إلى التطرف الخُلقى بحجة التمدن والتحضر والحرية، واتجاه بعضهم الآخر إلى التشدد والغلو فى الدين، تكون الحاجة أكثر إلحاحًا لحماية عقول الطلاب بصفة عامة والطالب المعلم بصفة خاصة من هذه المهددات التى تسعى إلى هدم القيم والمثل العليا، وتغريبهم عن هُوُيتهم العربية والإسلامية.
  3.  لم تعد مهمة الحفاظ على الأمن الفكرى للطلاب مقصورة على رجال الأمن، وأجهزة الدولة الحكومية، بل يتطلب الأمر تكاتف جميع المؤسسات الحكومية، وغير الحكومية من أجل حماية أبنائنا من أى تطرف. ولا يقتصر الدور على الجامعات والمدارس، بل يتطلب ضرورة تضافر جهود الجمعيات الأهلية بما تملكه من قدرات وإمكانات وطاقات بشرية تسعى لتنمية المجتمع والحفاظ على مقدراته البشرية من أى انحراف فكرى والإسهام فى إعداد الطالب المعلم إعدادًا فكريًا وثقافيًا واجتماعيًا.
  4.  يُعدُّ الفقر بمفهومه الشامل – من فقر الأفكار وفقر مادى - أحد المهددات الرئيسة للأمن الفكرى لدى الشباب؛ بما يوفره من بيئة خصبة لظهور ثقافات فرعية - مثل العنف والبلطجة والتحرش - والتى ترتبط بالفئات الأكثر حرمانًا وتولد كثيرًا من المشكلات الثقافية والاجتماعية النابعة من هذه الفئات.
  5. الثورة التكنولوجية التى شهدها العالم حديثًا، والتى شكلت تحديًا كبيرًا للمجتمعات النامية وقدرتها على تطويعها لخدمة المصلحة العامة، وحماية شبابها من الاستلاب الفكرى نحو ثقافات مغايرة.
  6. شهد عصر المعلوماتية والثورة المعرفية الهائلة تحولاً ملموسًا فى النسق القيمى لدى الشباب، وأدى إلى ظهور نمط من السلوكيات مغاير للثقافة المصرية تراجعت فيه المرجعيات الثقافية والدينية فى ظل فضاء معلوماتى لا يعترف بالحدود الثقافية لأى مجتمع.
  7. تُمثل وسائل الإعلام بما تتضمنه من برامج إذاعية وتليفزيونية وإعلام إلكترونى تهديدًا واضحًا لأفكار الشباب وتشكيل هُويتهم ومحاولة تغريب عقولهم مستخدمًا فى ذلك الانفتاح الفضائي غير المنضبط لغرس ثقافة التعصب والتشتت المجتمعى وشحن النفوس مستخدمة ثقافة الكلمة والصورة لطمس كل ما هو قومى فى شخصيتهم.
  8. لتدافع الحضارات على المستوى العالم والتباين بين الثقافات المختلفة، وتأثير ذلك، والذى قد يصل إلى حد الصدام بين الثقافات  المطروحة على الشباب كل ذلك وغيره كان له أثر على الأمن الفكرى لديهم ووقوعهم تحت تجاذبات متباينة سواء إلى الثقافة الغربية بما فيها من انفتاح وحرية غير منضبطة بعاداته وتقاليده، وبين الميل إلى التمسك بأصالته وقيمه وأخلاقياته المجتمعية.
  9. شكلت حروب الجيل الرابع تهديدًا واضحًا لفكر الشباب وتوجهاتهم نحو القضايا المحلية والقومية، وأدت إلى ظهور أنماط سلوكية مغايرة عن قيم وعادات المجتمع، وأثرت بصورة واضحة على انتماآتهم الوطنية، والذى ظهر واضحًا فى ظهور مشكلات مجتمعية كالعمليات التخريبيه داخل المجتمع؛ والتى زادت وتيرتها فى  الفترة الراهنة.
  10. أدى التطور الهائل فى وسائل التواصل والتطور الرقمى إلى ظهور مهددات جديدة على المجتمع المصرى تتعلق بالأمن السيبرانى من اختراق للخصوصية الذاتية للمجتمعات، والتعدي على الثقافات القومية، ومحاولة فرض الاستعمار الناعم على عقول الشباب لتغيير اتجاهاته وتطويعها لخدمة المصالح العالمية، والذى أدى إلى ظهور جملة من المشكلات الاجتماعية والأمنية والتى برزت فى العديد من عمليات التخريب والعنف عقب ثورة 25 يناير 2011م وحتى هذه اللحظة.
  11. أدى الاعتماد المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعى فى الحصول على المعلومات واكتساب المعرفة فى عصر التكنولوجيا دون التأكد من صحتها إلى فئة من الشباب تدين بالولاء والانتماء للثقافة العالمية، وساعد فى ظهور مشكلات اجتماعية، ومنها: الاغتراب والهجرة غير الشرعية وغيرها من المشكلات الاجتماعية.
 
 

مراجع البحث
  1. أحمد المجدوب (2008م). ثقافة الفقراء: دراسة فى بنية وجذور الثقافة المصرية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة.
  2. أمانى مسعود (2008م). أزمة الثقافة عند الفقراء، الهيئة المصرية لقصور الثقافة، القاهرة.
  3. جابر جاد نصار (2016م). دور المؤسسات التعليمية فى تفكيك الفكر المتطرف، سلسلة قضايا إسلامية، ع (228)، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وزارة الأوقاف، القاهرة.
  4.  جابر عبد الحميد جابر وأحمد خيري كاظم (1996). مناهج البحث فى التربية وعلم النفس، دار النهضة العربية، القاهرة.
  5. جمال الدهشان (2016م): "أثر الأمن الفكرى فى مؤسساتنا التعليمية فى عصر المعلوماتية"،، المؤتمر العلمى السادس، كلية التربية، جامعة المنوفية، المنعقد فى الفترة من 11 إلى 13 أكتوبر، القاهرة.
  6. الحربى سليمان (2008م)."دور منهج العلوم الشرعية فى تعزيز الأمن الفكرى لدى طلاب الصف الثالث الثانوى"، مجلة البحوث الأمنية، ع (42)، وزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية، الرياض.
  7. حسن محمد الزهرانى (2016م)."الأمن الفكرى لدى الطلاب مظاهره وصوره وطرق الوصول إليه"، مجلة كلية التربية، م (32)، ج (1)، ع (3)، جامعة أسيوط.
  8. سعيد إسماعيل على (2012م). الأصول السياسية للتربية، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة.
  9. سعيد إسماعيل على (2016م)."الأمن الفكرى التربوى"، بحث مقدم إلى: مؤتمر التربية العربية وتعزيز الأمن الفكرى فى عصر المعلوماتية بين الواقع والمأمول، المؤتمر العلمى السادس، كلية التربية، جامعة المنوفية، المنعقد فى الفترة من 11 إلى 13 أكتوبر، القاهرة.
  10. سلامة العطار وعاشور أحمد عمرى (2015م). "التربية حرية: دور التربية فى مكافحة الفقر، رؤية مقترحة"، بحث مقدم إلى: المؤتمر السنوى الثالث عشر لمركز تعليم الكبار العقد العربى لمحو الأمية (2015-2024) توجهات وخطط وبرامج، المنعقد فى الفترة من 14-16 أبريل، مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس.
  11. السيد رزق الطويل (1988م)."الأمن والأمانة فى القرآن الكريم"، مجلة الأمن، ع (1)، الإدارة العامة للعلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية، الرياض.
  12. طلعت عبد الحميد (1990م). صناعة القهر: دراسة فى التعليم والضبط الاجتماعى، سينا للنشر، القاهرة.
  13. ضياء الدين زاهر(2014). الحروب غير المتكافئة الجيل الرابع وما بعده" رؤية مستقبلية"، المركز العربى للبحوث والدراسات، نوفمبر، القاهرة.
  14. عبد الحى القاسم عمر (2012م). "الانحرافات الفكرية لدى الشباب وأثرها على الأمن الاجتماعى"، بحث مقدم إلى: المؤتمر الدولى الثانى الأمن الاجتماعى فى التصور الإسلامى، المنعقد فى الفترة من 3 إلى 4 يوليو 2012م، كلية الشريعة، جامعة آل البيت، عمان.
  15. عبد الحى عزب عبد العال (2014م). "التطرف والغلو والوسطية والاعتدال وأثر ذلك على الشعوب والمجتمعات"، بحث مقدم إلى: مؤتمر الأزهر العالمى لمواجهة التطرف والإرهاب، المنعقد فى الفترة من 3 إلى 4 ديسمبر، جامعة الأزهر.
  16. عبد الرازق مِقرى (2004م). صِدام الحضارات محاولة للفهم: أبعاد وأسباب ومآلات العدوان الأمريكى على الأمة الإسلامية، دار الكلمة للنشر والتوزيع، القاهرة.
  17. عبد الرحمن الخضرى وآخرون (2019م). فضاء القيم مجتمع المعلومات والممارسات غير الأخلاقية، المجلة العربية، ع (508)، الرياض.
  18. عبد الله بن عبد العزيز بن فهد (2008م) "الإرهاب الإلكترونى فى عصر المعلومات"، بحث مقدم إلى: المؤتمر الأول حول حماية أمن المعلومات والخصوصية، المنعقد فى الفترة من2 إلى4 يونيو 2008م، جامعة القاهرة.
  19. عبد الناصر راضى محمد (2013م). "دور الجامعة فى تفعيل الأمن الفكرى التربوى لطلابها دراسة ميدانية"، مجلة التربية، ع (33)، القاهرة.
  20. عصام محمد منصور (2010م)."دور المدرسة فى تعزيز الأمن الفكرى دراسة ميدانية عن طلبة المرحلة الأساسية العليا فى مديرية تربية عمان الأولى من وجهة نظر المدارء والمعلمين"، مجلة عالم التربية، س (11)،ع (31)، القاهرة.
  21. على بن فايز الحجنى (2004م). "المفهوم الأمنى فى الإسلام"، مجلة الأمن، ع (2)، الإدارة العامة للعلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية، الرياض.
  22. على محمود شعيب (2016م)."التربية كمتطلب للأمن الفكرى والمجتمعى"، بحث مقدم إلى: مؤتمر التربية العربية وتعزيز الأمن الفكرى فى عصر المعلوماتية بين الواقع والمأمول، المؤتمر العلمى السادس، كلية التربية، جامعة المنوفية، المنعقد فى الفترة من 11 إلى 13 أكتوبر، القاهرة.
  23. ماجد محمد الهديلى (2011م). مفهوم الأمن الفكرى: دراسة تأصيلية فى مستوى الإسلام، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الشريعة، جامعة الملك محمد بن سعود الإسلامية.
  24. ماكيريد .و.ج (د.ت). الخوف، ترجمة سيد محمد غنيم، دار الفكر العربى، القاهرة،
  25. متعب بن شديد الهامشى (2008م). "إستراتيجية تعزيز الأمن الفكرى المفاهيم والتحديات"، من أبحاث المؤتمر الوطنى الأول للأمن الفكرى، جامعة الملك سعود.
  26. محمد شريف محمد (2006م). الهُوية الثقافية لطلاب الجامعات المصرية الخاصة فى ظل العولمة، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة القاهرة.
  27. محمد محمد غنيم (2017م)."تهديد شبكات التواصل الاجتماعى للأمن الفكرى كما يدركها الشباب الجامعى وآليات مواجهتها (دراسة ميدانية)"، مجلة عجمان للدراسات والبحوث، م (6)، ع (2)، دبى.
  28. محمود حمدى زقزوق (2017م). "التطرف وأثره السلبى على مستقبل التراث الثقافى العربى"، من تقديمه لمؤتمر التطرف وأثره على مستقبل التراث الثقافى العربى، المنعقد فى 14 ديسمبر، جامعة الأزهر.
  29. هلال حسين يوسف (2006م). دور الحوار التربوى فى وقاية الشباب من الإرهاب الفكرى، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة أم القرى.
  30. هويدا محمد الإتربى (2011م). دور الجامعة فى تحقيق الأمن الفكرى لطلابها تصور مقترح، مجلة مستقبل التربية العربية، ع (18)، ع (70)، المركز العربى للتعليم والتنمية، القاهرة.
29- Ashby Butnor (2010. Intellectual Safety & Power of Disagreement, Educational Perspectives, V. (44), No. (1).

المزيد من الدراسات