الرئيسيةأعداد المجلة تفاصيل الدراسة

مدى تضمين مهارات الاقتصاد المعرفى فى منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3-12) فى سلطنة عُمان:دراسة تحليلية

  • أ. جليلة البلوشي,  
  • أبريل 2020
  • المجلد السابع والعشرون
  • العدد السادس والعشرون بعد المائة
  • الصفحات.  177-222
المُقدمة
بدأ القرن الحادى والعشرين بتغيُّرات جذرية هامَّة شكّلت فيها المعرفة المدفوعة بقوة التكنولوجيا أسُس الاقتصاد العالمى؛ حتَّى أصبحت سِمة اقتصاد القرن الحادى والعشرين هى الاقتصاد المعرفى.
ويُطلق على الاقتصاد المعـرفى العديد من المُسميات والمصطلحات الأخرى، كالاقتصاد الجديد أو اقتصاد المعلومات أو الاقتصاد القائم على المعرفة وغيرها من المُسميات، والتى تتفق جميعها فى أن المعرفة هى حجر الأساس والعنصر الأهم من عناصر الإنتاج فيه، والمُحرِّك الرئيس للنمو الاقتصادى (عبد المنعم؛ وقعلول، 2011)، وتعرِّف منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الاقتصاد المعرفى على أنه: الاقتصاد الذى يُعبِّر عن وصف اتجاهات الاقتصادات المُتقدمة التى تعتمد بشكل كبير على المعرفة والمعلومات، والمستويات العالية من المهارات، التى يتم توظيفها فى القطاع الحكومى وسوق العمل (OECD, 2005, 28)، كما يُعرَّف أيضًا على أنه اقتصاد قائم على مُنتجات وخدمات قائمة على أنشطة كثيفة المعرفة تساهم فى تسريع وتيرة التقدم التقنى والعلمى (Powell & Snellman, 2004, 201).
كما يُنظر إليه أيضًا على أنه مُرادف للتحول إلى مهارات جديدة عاليةَ الأداء، وطريقة عمل مرنة استجابةً إلى التغييرات والتطورات العالمية (Cairney, 2000)، فيعرَّف على أنه: التمكين من القدرة على مواكبة تطورات العصر بشكل مُستمر من خلال تطوير المهارات التى تضمن استغلال الثروات بشكل اقتصادى مُلائم مبنى على المعرفة وإدارتها وتسويقها (العتوم، 2017، 4)، والتى يظهر من خلاله الدور الواضح الذى تؤديه المعرفة فى تحديد طبيعة الاقتصاد، وأنشطته، والوسائل والأساليب والتقنيات المستخدمة فى هذه الأنشطة وفى توسيعها، وفى ما تنتجه، وما تلبيه من احتياجات، وما توفره من خدمات، ومن ثم فى مدى ما تحققه من منافع وعوائد للأفراد والمجتمعات (عسيرى، 2018).
وحيث أن التحول نحو الاقتصاد المعرفى يستلزم ضرورة العمل على تحقيق متطلباته، والتى من أهمها تنمية مهاراته التى تُعرّفها مُنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD, 2001, 99) على أنها: الكفاءات المُكمِّلة للمقررات التعليمية التى يكتسبها العاملون فى مجال المعرفة، ويتطلَّبها العمل فى ضوء الاقتصاد المعرفى، والتى تُعرَّف الناحية التربوية أيضًا على أنها: مجموعة من المعارف والسلوكيات والاتجاهات اللازمة للطلبة، التى تُمكِّنهم من تطبيق وتوظيف المعرفة وإنتاجها ونشرها، بما يُساعدهم على التكيّف فى مواكبة مُجتمع الاقتصاد المعرفى، ومُواكبة مُستجداته وتحدياته (العنزى، 2015، 9).
وإذ تكمن أهمية هذه المهارات فى ظل الاقتصاد المعرفى فى أن القدرة على إنتاج واستخدام المعلومات بشكل فعال هى مصدر حيوى لمهارات العديد من الأفراد (OECD، 2000)، والتى تتحقق من خلال التعليم الذى يُعد مفتاح المرور لدخول عصر المعرفة وتطوير المجتمعات من خلال القطاع التعليمى الذى يُعد أكثر قطاعات المجتمع تأثرًا بالتحديات العلمية والتقنية (الشامسى، 2011)، حيث أن هذه المهارات تعنى بشكل أساسى أن الطلبة الذين يتخرجون من المدارس سيكون لديهم سلسلة من المعارف والمهارات المتعلقة بالتوظيف يمكن ترجمتها إلى عمل مُنتج فى مؤسسات وسوق العمل (Ghost، 2002).
ونظرًا لأهمية مهارات الاقتصاد المعرفى كأحد مُتطلبات التحول نحو الاقتصاد المعرفى؛ تم تناولها وإبراز أهميتها وضرورة إكسابها - للأفراد بشكل عام والطلبة بشكلٍ خاص – فى العديد من التقارير الدولية للمُنظمات والمؤتمرات والندوات، كالمؤتمر الدولى الثانى "اقتصاد المعرفة 2020" (المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب، 2020) والذى أوصى بضرورة توافر اليد العاملة الماهرة والإبداعية من رأس المال البشرى القادر على إدماج التكنولوجيات الحديثة فى العمل، وضرورة إدخال المهارات الإبداعية وبرامج التعلم مدى الحياة فى المناهج التعليمية، وعلى صعيد الاهتمام التربوى بسلطنة عُمان عُقِد المُؤتمر الدولى للثورة الصناعية الرابعة، وأثرها على التعليم والذى ناقش تأثيرات الثورة الصناعية الرابعة على التعليم من خلال العديد من البحوث والأوراق العلمية التى هدفت إلى الخروج بأفكار وتوصيات تُساعد على تطبيق ثقافة الابتكار والتغيير والتطوير فى المدارس والكليات والقيادات الإدارية والتعليمية؛ من أجل إعداد جيل قادر على مُسايرة التطورات فى شتّى المجالات (المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة ، 2019)، أما الاهتمام على مستوى منهج الدراسات الاجتماعية، فيُعد معيار العلوم والتكنولوجيا والمجتمع أحد معايير المجلس الوطنى للدراسات الاجتماعية فى الولايات المتحدة الأمريكية، والذى أوضح أنه يجب أن تتضمن برامج الدراسات الاجتماعية تجارب توفر دراسة العلاقات بين العلوم والتكنولوجيا والمجتمع، وكيف تؤثر العلوم والتكنولوجيات على المعتقدات والمعرفة والحياة اليومية (NCSS, 2010).
كما برزَ الاهتمام فى الجانب التربوى والتعليمى من خلال اهتمام عدد من الباحثين والتربويين بإعداد الدراسات والبحوث التربوية المُتعلقة بمهارات الاقتصاد المعرفى على مُستوى المناهج الدراسية للتعليم بصفة عامة كدراسة (القرارعة، 2013)، التى هدفت إلى استقصاء مهارات الاقتصاد المعرفى الواردة فى كتاب الكيمياء للصف الثانى الثانوى العلمى ودرجة امتلاك المعلمين لها، والتى أشارت نتائجها إلى أن مهارات الاقتصاد المعرفى الواردة فى كتاب الكيمياء ككل كانت مرتفعة، أما مهارات الاقتصاد المعرفى التى يمتلكها المعلمون فكان تقديرها بصورة عامة متوسطًا، ودراسة تشوانغ (Chuang, 2002) التى هدفت إلى إعطاء تقارير حول تطوير المخطط التعليمى فى هونج كونج بما يتوافق مع احتياجات المعلمين فى ظل الاقتصاد المعرفى، من خلال تطوير برنامج تدريبى لمعلمى المدارس، يجمع بين التعليم المباشر والنظام الإلكترونى؛ بهدف مقارنة المعلمين من خلال تقويم أسلوبهم فى التعليم والتدريس، وأشارت النتائج إلى أن المعلمين أظهروا حبهم للبرنامج كما أصبح باستطاعتهم مقارنة أفكارهم وأعمالهم ونتائجها فى الصفوف بعد تدريبهم فى البرنامج.
أما على مستوى منهج الدراسات الاجتماعية تناولت بعض الدراسات مهارات الاقتصاد المعرفى من جوانب مختلفة، كدراسة العبد اللات (2009) التى هدفت إلى التعرُّف على درجة امتلاك طلبة المرحلة الثانوية فى الأردن للمهارات التكنولوجية اللازمة لتعلم مناهج الدراسات الاجتماعية المطورة، نحو الاقتصاد المعرفى، ودرجة امتلاك الطلاب للمهارات التكنولوجية اللازمة لتعلم مناهج الدراسات الاجتماعية المطورة نحو الاقتصاد المعرفى من وجهة نظر الطلبة أنفسهم، وأشارت النتائج إلى أن الطلاب يمتلكون المهارات التكنولوجية اللازمة لتعلم مناهج الدراسات الاجتماعية بدرجة متوسطة من وجهة نظر الطلاب أنفسهم، أما دراسة العدوان والحمادى (Aledwan & Hamaidi, 2010) فقد هدفت إلى تقييم محتوى كتب منهج الدراسات الاجتماعية والوطنية من الصفوف (1- 3) فى ضوء معايير الاقتصاد المعرفى، من وجهة نظر المعلمين فى الأردن، وأبرزت النتائج أن محتوى الكتب الدراسية للدراسات الاجتماعية لا يشير إلى فلسفة الاقتصاد القائم على المعرفة مُباشرة، وأن هناك محاولة لإدراج معايير الاقتصاد المعرفى فى محتوى كتب منهج الدراسات الاجتماعية والوطنية فى الصفوف الثلاث الأولى، ولكن هذه المحاولة من نظام التعليم الأردنى تحتاج إلى دمج معايير مهارات التفكير بشكل أكثر فعالية من أجل الحصول على المزيد من الآثار المترتبة على ذلك، أما دراسة  محمد (2015)، فقد هدفت إلى التعرُّف على فاعلية برنامج تدريبى مُقترح قائم على الاقتصاد المعرفى لتنمية المهارات الأدائية لمعلمى الدراسات الاجتماعية بالقاهرة، ومهارات توليد المعلومات لدى تلاميذهم، وأشارت النتائج إلى وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطى درجات المعلمين والتلاميذ فى التطبيق القبلى والبعدى، فى كل من بطاقة الملاحظة واختبار مهارات توليد المعلومات لصالح القياس البعدى.
وانطلاقًا من أن التحدى الرئيس للمؤسسات والنظم التربوية وبرامحها المختلفة، ينبثق بشكل عام من التغييرات العالمية المتسارعة، والتى من الممكن للتعليم فيها أن يكون له دور مهم فى ظل الاقتصاد المعرفى من خلال جانبين رئيسين، هما: الأول: أن الاقتصاد المعرفى المدفوع بالتكنولوجيا لديه القدرة على عكس الاتجاهات فى الوصول إلى الموارد التعليمية، والثانى: قدرة الاقتصاد المعرفى على إكساب الطلبة مجموعة من المهارات التى يحتاجها سوق العمل (Lynch, 2003)، مما يحتِّم ضرورة تطوير المناهج الدراسية ومراجعتها وتطويرها باستمرار، وتوفير وتقديم المعرفة والمهارات والخبرات المطلوبة (العتوم، 2017)، والتى تعمل على إعداد الطلاب، ليس فقط من أجل الحصول على الوظائف وإنما تزويدهم بالمعارف والمهارات والقدرات التى تُساعدهم على الاستمرارية، تلك الوظائف والمرونة فى الانتقال للعمل فى وظائف أخرى (Yim, 2004).
وبناءً على نتائج بعض التقارير العالمية، وبعض الدراسات ذات العلاقة بموضوع الدراسة، كتقرير مُنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، "كفايات الاقتصاد المعرفى"، الذى أشار إلى أن توجهات السياسة العامة أقل وضوحًا فى تحسين الأسس التعليمية فى ضوء الاقتصاد المعرفى، وأن مهارات الإلمام بالقراءة والكتابة ومهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالنسبة للجميع أمر لا بُدًّ منه إلا أن هُناك حاجةً إلى مزيد من البحوث لتبرير وتوجيه تغييرات جوهرية فى سياق ومُحتويات وأساليب التدريس، والتعلم بهدف تطوير الكفاءات والمهارات الجديدة التى تتطلَّب إنتاج المعارف وتوظيفها ونشرها فى ضوء الاقتصاد المعرفى (OECD, 2001)، ودارسة ويبر (Weber, 2011) التى تشير إلى أن مُعظم الدول الناطقة بالعربية لم تحقق أهدافها الخاصة بالتعليم، وذلك من خلال الفشل فى جانبين، الأول: إنتاج عمال المعرفة الذين ينتجون منتجات معرفية جديدة مدرة للدخل، والثانى: محتوى نظام التعليم، الأمر الذى يعيق الابتكار بشكل مباشر وغير مباشر على الرغم من التحسينات فى نسبة الالتحاق الإجمالية، وتقرير البنك الدولى (2019) الذى يشير إلى أن العالم يواجه أزمة تعلم، ففى حين تمكن البلدان من زيادة فرص الحصول على التعلٌم زيادة كبيرة، فإن الالتحاق بالمدرسة لا يعنى التعلم، وفى جميع أنحاء العالم يصل مئات الملايين من الأطفال إلى سن البلوغ من دون أن يكتسبوا حتى المهارات الأساسية فضلاً عن بناء مستقبل مهنى جيد لهم.
إضافةً إلى الدور المُهم الذى يشكله منهج الدراسات الاجتماعية، حيث يُشكِّل جزءًا مُهما من المناهج المدرسية، لارتباطها الوثيق بالبيئة التى يعيش فيها الإنسان، وكونه مصدرًا يتعلم منه الأفراد المعارف والمهارات والاتجاهات المختلفة التى تُسهم فى تعايشهم مع العالم من حولهم (الطيطى، 2002)، ويُسهم فى تنمية وعيهم بحتمية التغير فى ضوء التغير العالمى وإعدادهم لتقبُّل هذا التغيير وتشجيعهم على أن يكون عنصرًا فعالاً فى صنع التغيير بما يحقق نفعهم ومجتمعاتهم التى يعيشون فيها (الزيادات،  وقطاوى، 2010). إضافة إلى الأدبيات والدراسات والبحوث السابقة - فى حدود الدراسة -  تُشير إلى قلة تناول الدراسات لمهارات الاقتصاد المعرفى فى مناهج الدراسات الاجتماعية، على المستوى الدولى بشكل عام وفى منهج الدراسات الاجتماعية فى سلطنة عمان بشكل خاص، على الرغم من أن إنتاج المعرفة والتكنولوجيا ونشرها وتوظيفها وتعزيز الوعى بأهمية الاقتصاد المعرفى، واكتساب الكفايات والمهارات اللازمة لمجتمع المعرفة أحد أهداف فلسفة التعليم فى سلطنة عُمان (الأمانة العامة لمجلس التعليم، 2017)، وأحد التوجهات الرئيسة فى رؤية عمان 2040 التى تؤكد على رفع جودة التعليم المدرسى، والتعليم العالى، وتطوير المناهج التعليمية، بحيث يصبح خريجو النظام التعليمى مؤهلين لدخول أسواق العمل المحلية والعالمية، بقدرات وإمكانات ومهارات منافسة، تلبى مستويات الإنتاجية والتنافسية المطلوبة لبناء اقتصاد معرفى (المجلس الأعلى للتخطيط، 2019).
وانطلاقًا مما سبق، وتأكيدًا على أهمية منهج الدراسات الاجتماعية بسلطنة عُمان، وضرورة تطويره بما يتواءم مع مُتطلبات الاقتصاد المعرفى ومهاراته وأهميته فى تحقيق أهداف الاقتصاد المعرفى جاءت هذه الدراسة لتحليل محتوى كتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3- 12) على مستوى المراحل التعليمية الثلاث فى التعليم المدرسى بسلطنة عُمان لمعرفة مدى تضمينها لمهارات الاقتصاد المعرفى، ودرجة اختلاف التضمين حسب نوع التضمين، واختلاف المرحلة التعليمية والخروج بالاستنتاجات والتوصية بما تتطلبه نتائج الدراسة.
مُشكلة الدراسة
يعد الاستثمار فى مجال التعليم أكثر الاستثمارات عائدًا، خاصة بعد بلوغ صناعة رأس المال البشـرى قمة الهرم الاستثمارى فى العصر المعرفى، بصفتها أهم صناعات عصر المعلومات.
وفى ضوء اهتمام معظم الدراسات والبحوث السابقة – فى حدود الدراسة – بتضمين موضوعات مهارات الاقتصاد المعرفى لمرحلة التعليم المدرسى وقِلة الدراسات والبحوث التى تناولت الاقتصاد المعرفى فى مناهج الدراسات الاجتماعية، وانطلاقًا من الاهتمام الوطنى بتطوير النظام التعليمى العمانى، ومواكبة تطورات العصر، وضرورة اكتساب الطلبة للمهارات المطلوبة، وبناءِ موارد بشرية تمتلك المهارات اللازمة للعمل والحياة للعيش مُنتجة فى عالم المعرفة، ومُؤهلة للتكيُّف مع مُتغيرات العصر (ندوة التعليم فى سلطنة عُمان، 2014)، تسعى هذه الدراسة للإجابة عن الأسئلة الآتية:
  1. ما مدى تضمين محتوى كتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3- 12) فى سلطنة عُمان لمهارات الاقتصاد المعرفى حسب قائمة مهارات الاقتصاد المعرفى؟
  2. ما مدى اختلاف تضمين مهارات الاقتصاد المعرفى فى محتوى كتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3- 12) حسب طريقة تضمينها؟
  3. ما مدى اختلاف تضمين مهارات الاقتصاد المعرفى فى محتوى كتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3- 12) حسب اختلاف المرحلة التعليمية؟
أهداف الدراسة
          تهدف هذه الدراسة إلى:
  1. تحليل محتوى كُتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3-12) فى سلطنة عُمان للتعرف على درجة تضمين مهارات الاقتصاد المعرفى فيها.
  2. تحديد درجة اختلاف تضمين مهارات الاقتصاد المعرفى فى محتوى كتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3-12) حسب طريقة التضمين، واختلاف المرحلة التعليمية.
أهمية الدراسة
تأتى هذه الدراسة انسجامًا مع توجهات سلطنة عُمان لتنفيذ إستراتيجية عمان 2040، والتى يُعد فيها تطوير المناهج التعليمية أحد أهم الأولويات الوطنية لتعليم شامل ومُستدام، حيث يصبح خريجو النظام التعليمى مُؤهلين لدخول أسواق العمل المحلية والعالمية بقدرات وإمكانات ومهارات مُنافسة تُلبى مُستويات الإنتاجية والتنافسية المطلوبة لبناء اقتصاد معرفى (المجلس الأعلى للتخطيط، 2019).
وانطلاقًا من الاهتمام بموضوع المهارات التى تحتاج إلى استثمار فى التعليم الذى يُعد المصدّر الأهم للقوى العاملة لسوق العمل، وفى البنية البشرية للمجتمعات (United Nations, 2009) على المستوى الدولى بشكل عام، وعلى المستوى المحلى بشكل خاص، تكمن أهمية هذه الدراسة فى الآتى:
  1. أهمية موضوع الاقتصاد المعرفى الذى يحظى باهتمام دولى وعالمى.
  2. قِلة الأدبيات والدراسات والبحوث السابقة - فى حدود الدراسة - التى تناولت موضوع الدراسة فى مناهج الدراسات الاجتماعية على المستوى الدولى بشكل عام وندرتها على المستوى الوطنى.
  3.  الاستجابة لتوصيات العديد من الدراسات التربوية التى توصى بضرورة الوقوف على أهم المُستجدات التربوية والتعليمية للاندماج فى عصر الاقتصاد المعرفى.
  4. تقديم بعض البيانات لتوجيه أنظار المسؤولين وواضعى المناهج لمُراجعة المناهج الحاليّة، وبناء مناهج قائمة على مهارات الاقتصاد المعرفى، لجعلها أكثر ارتباطًا بالخطط الإستراتيجية للدولة وتوجهاتها للاندماج فى عصر الاقتصاد المعرفى.
حدود الدراسة
          تتحدد حدود الدراسة بالحدود الآتية:
الحدود الزمانية:
          العام 2018/ 2019م.
الحدود الموضوعية:
          قائمة مهارات الاقتصاد المعرفى التى تتكون من خمسة مهارات عامة، هى: مهارات المعرفة الأساسية، والمهارات الرقمية، ومهارات الاتصال، ومهارات الإنتاج المعرفى، والمهارات المهنية والحياتية ويتبعها مجموعة من المهارات الأساسية ثم الفرعية، وكُتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3-12) للمراحل الدراسية الآتية: الحلقة الأولى، والحلقة الثانية، ومرحلة ما بعد التعليم الأساسى.
التعريفات الإجرائية
  1. الاقتصاد المعرفى: هو الاقتصاد الذى يقوم على استخدام وتوليد المعرفة ونقلها لتحقيق منافع اقتصادية (European Communities,  2006, 9).
  2. مهارات الاقتصاد المعرفى: تُعرَّف إجرائيًا على أنها: مجموع المهارات الناتجة من جولات دلفى الثلاث، والتى ينبغى أن إكسابُها الأفراد وتجعلهم قادرين على استخدام وتوظيف وإنتاج المعارف وتسويقها بطريقة تحقق عوائد اقتصادية، وفوائد اجتماعية، وتتكون من المجموع الكلى للمهارات العامة الآتية، وهى: مهارات المعرفة الأساسية، والمهارات الرقمية، ومهارات الاتصال، ومهارات الإنتاج المعرفى، والمهارات المهنية والحياتية.
  3. كُتب الدراسات الاجتماعية: هى كُتب الدراسات الاجتماعية للصفوف (3- 12) فى النظام التعليمى لسلطنة عُمان.
الطريقة والإجراءات
منهجية الدراسة
لتحقيق أهداف الدراسة والإجابة عن تساؤلاتها؛ اُسْتُخدِم المنهج الوصفى باستخدام تحليل المحتوى الذى يُعد أحد أساليب البحث العلمى التى يهدف إلى الوصف الموضوعى، والمُنظم والكمى للمضمون الظاهر من مواد الاتصال، للخروج باستدلالات عن عناصر العملية الإعلامية فى المحتوى (الرميضى، 2018)، وذلك من خلال تحليل مُحتوى كُتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف من (3- 12)، والخروج باستنتاجات وتوصيات الدراسة.
وتمثلت خطوات تحليل المحتوى فى الآتى: أولاً: تحديد أهداف التحليل المُتمثِّلة فى تحديد مدى توافر مهارات الاقتصاد المعرفى فى منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3- 12) بسلطنة عُمان، وثانيًا: تحديد فئات التحليل المُتمثِّلة بقائمة مهارات الاقتصاد المعرفى فى دراسة (البلوشى؛ والمعمرى، 2020)، وثالثًا: تحديد فئة التحليل المُتمثِّلة فى وحدة الموضوع أو الفكرة لمُناسبتها لموضوع الدراسة.
عينة الدراسة
تم تطبيق الدراسة على مُحتوى كُتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3- 12) فى المراحل الدراسية الآتية: (3- 4) التى تُمثّل الحلقة الأولى من التعليم الأساسى، والصفوف (5- 9) التى تُمثّل الحلقة الثانية من التعليم الأساسى، والصفوف (11- 12) التى تُمثّل مرحلة ما بعد الأساسى، حيث تشتمل هذه المرحلة على مُقررات إلزامية ومُقررات اختيارية، وبلغ المجموع الكُلى لكتب هذا المنهج (20) كتابًا كما يوضح جدول 1 ذلك:
جدول (1)
توزيع مُجتمع الدراسة
م المرحلة الدراسية الصفوف مجموع الكُتب
1 الحلقة الأولى 3- 4 4
2 الحلقة الثانية 5- 10 10
3 ما بعد الأساسى 11- 12 6
4 المجموع الكلى 20
 
أداة الدراسة صدقها وثباتها
لتحقيق أداة الدراسة تم استخدام بطاقة تحليل المحتوى من خلال تبنى قائمة مهارات الاقتصاد المعرفى التى أعدها البلوشى والمعمرى (2020)، والتى تكونت فى صورتها النهائية من (76) مهارة، قسمت على (5) مهارات عامة، و(10) مهارات أساسية، ويمُثّل جدول 2 قائمة المهارات النهائية:
 
 
 
جدول (2)
قائمة مهارات  الاقتصاد المعرفى
م المهارات العامة   المهارات الأساسية
 
1
 
مهارات المعرفة الأساسية
1.1 مهارات اللغة الأم
2.1 مهارات اللغة الأجنبية
3.1 مهارات الرياضيات
4.1 مهارات التفكير الناقد
5.1 مهارات البحث الإجرائى
 
2
 
المهارات الرقمية
1.2 مهارات المعرفة المعلوماتية
2.2 مهارات المعرفة الإعلامية
3.2 مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصال
 
3
 
مهارات الإنتاج المعرفى
1.3 مهارات حل المشكلات
2.3 مهارات الإبداع
3.3 مهارات الابتكار
4.3 مهارات ريادة الأعمال
 
4
 
مهارات التواصل
1.4 مهارات الاتصال والتواصل
2.4 مهارات التعاون والعمل الجماعى
3.4 مهارات التنوع الثقافى
4.4 مهارات الذكاء العاطفى
 
5
 
المهارات الحياتية والمهنية
1.5 مهارات التكيّف والمرونة
2.5 مهارات المبادرة والتوجيه الذاتى
3.5 مهارات القيادة والمسؤولية
4.5 مهارات التخطيط والتنظيم
5.5 مهارات الإنتاجية والمساءلة
 
التحليل الإحصائى
  1. التكرارات المتعلقة بمهارات الاقتصاد المعرفى حسب قائمة الاقتصاد المعرفى.
  2. النسب المئوية لكل من المهارات العامة وترتيبها حسب أهميتها فى ضوء النسب المئوية المُتحققة.
ثبات أداة تحليل المحتوى
  1. ثبات التحليل باختلاف الزمن: قام الباحثين بتحلیل محتوى كتب منهج الدراسات الاجتماعية، ثم إعادة التحليل مرة أخرى بعد مرور شهر على التحليل الأول، وحساب نسبة الاتفاق بين التحليل الأول والثانى باستخدام معادلة هولستى.
  2. ثبات التحليل باختلاف المحللين، تم الاستعانة بمحللة خارجية لتحليل وحدة من محتوى ثلاثة كتب فى كتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3-12) للفصلين الأول والثانى بعد تزويدها بقواعد وإجراءات التحليل المتفق عليها، ثم تم حساب معامل الاتفاق بين التحليلين باستخدام معاملة هولتسى (Holisti)، ويوضح الجدول رقم (3) معاملات الاتفاق، والتى يمكن القول بأنها معاملات اتفاق موثوق بها.
 
جدول (3)
جدول معامل ثبات التحليل
م الثبات الفئات التحليل الأول التحليل الثانى الثبات %
1 ثبات التحليل باختلاف الزمن مهارات الاقتصاد المعرفى فى محتوى كتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (4) و(6) والجغرافيا الاقتصادية (12) 739 735 99.4%
2 ثبات التحليل باختلاف المحللين مهارات الاقتصاد المعرفى فى محتوى كتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (4) و(6) والجغرافيا الاقتصادية (12) 739 697 94.3%
 
نتائج الدراسة
السؤال الأول: ما درجة تضمين محتوى كُتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3-12) فى سلطنة عُمان لمهارات الاقتصاد المعرفى حسب قائمة مهارات الاقتصاد المعرفى ؟
للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج مجموع التكرارات والنسب المئوية للمهارات العامة حسب قائمة مهارات الاقتصاد المعرفى، ويوضح جدول 4 النتائج المتعلقة بهذا السؤال

جدول (4)
تكرارات مهارات  الاقتصاد المعرفى حسب قائمة  مهارات الاقتصاد المعرفى
م المهارات العامة م المهارات الأساسية مجموع التكرارات م (ت) النسبة المئوية%
 
1
 
مهارات المعرفة الأساسية
1.1 مهارات اللغة الأم 7602 46.7%
2.1 مهارات اللغة الأجنبية 581 3.6%
3.1 مهارات الرياضيات 101 0.6%
4.1 مهارات التفكير الناقد 3489 21.4%
5.1 مهارات البحث الإجرائى 0 0%
المجموع الكلى 11773 72.3%
 
2
 
المهارات الرقمية
1.2 مهارات المعرفة المعلوماتية 272 1.7%
2.2 مهارات المعرفة الإعلامية 6 0.04
3.2 مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصال 197 1.2%
المجموع الكلى 476 2.9%
 
3
 
مهارات الإنتاج المعرفى
1.3 مهارات حل المشكلات 42 0.3
2.3 مهارات الإبداع 2 0.01%
3.3 مهارات الابتكار 0 0%
4.3 مهارات ريادة الأعمال 0 0%
المجموع الكلى 44 0.3%
 
4
 
مهارات الاتصال
1.4 مهارات الاتصال والتواصل 3041 18.6%
2.4 مهارات التعاون والعمل الجماعى 930 5.7%
3.4 مهارات التفاعل الثقافى 0 0%
4.4 مهارات الذكاء العاطفى 0 0%
المجموع الكلى 3971 24.3%
 
5
 
المهارات الحياتية والمهنية
1.5 مهارات التكيّف والمرونة 0 0%
2.5 مهارات المبادرة والتوجيه الذاتى 0 0%
3.5 مهارات القيادة والمسؤولية 0 0%
4.5 مهارات التخطيط والتنظيم 0 0%
5.5 مهارات الإنتاجية والمساءلة 12 0.07%
المجموع الكلى 12 0.07%
6 المجموع الكلى لجميع المهارات 16275 100%
 
تشير نتائج جدول (4) إلى أن مهارات المعرفة الأساسية هى المهارات الأكثر تضمينًا من مهارات الاقتصاد المعرفى فى محتوى كتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3- 12) بالمراحل الدراسية الثلاثة (الحلقة الأولى، الحلقة الثانية، وما بعد الأساسى) بمجموع تكرارات (11773) تكرارًا، وبنسبة (72.3%) تليها مهارات التواصل بمجموع تكرارات (3971) تكرارًا، وبنسبة (24.3%) ثم المهارات الرقمية بمجموع تكرارات (476) تكرارًا بنسبة (2.9%)، ثم  مهارات  الإنتاج المعرفى بمجموع تكرارات (44) تكرارًا بنسبة (0.3%)، ثم المهارات المهنية والحياتية بمجموع تكرارات (12) تكرارًا وبنسبة (0.07%).
كما تشير النتائج أيضًا إلى أن مهارات اللغة الأم هى المهارات الأكثر تضمينًا لمهارات المعرفة الأساسية بمجموع تكرارات (7602) تكرارًا بنسبة (46.7%)، وأن مهارات الاتصال والتواصل هى المهارات الأكثر تضمينًا لمهارات الاتصال بمجموع تكرارات (3041) تكرارًا بنسبة (18.6%)، وتعد مهارات المعرفة الإعلامية هى المهارات الأكثر تضمينًا للمهارات الرقمية بمجموع تكرارات (272) تكرارًا بنسبة (1.7%)، وتُمثِّل مهارات حل المشكلات المهارات الممثِّلة لمهارات الإنتاج المعرفى فى تضمينها لمحتوى كتب منهج الدراسات الاجتماعية بمجموع تكرارات (42) تكرارًا بنسبة (0.3%)، وكذلك الحال بالنسبة لمهارات الإنتاجية والمساءلة فى المهارات الاجتماعية والمهنية بمجموع تكرارات (12) تكرارًا بنسبة (0.03%) من النسبة الكلية لمهارات الاقتصاد المعرفى المُضمنة فى مجتوى منهج الدراسات الاجتماعية بمراحله الثلاث، وعدم تضمين المهارات الآتية فى جميع كتب المنهج: أولاً: مهارات الابتكار ومهارات ريادة الأعمال التابعة لمهارات الإنتاج المعرفى، ثانيًا: مهارات التفاعل الثقافى ومهارات الذكاء العاطفى التابعة لمهارات الاتصال، وثالثًا: مهارات التكيف والمرونة والمبادرة والتوجيه الذاتى، ومهارات التخطيط والتنظيم ومهارات القيادة والمسؤولية التابعة للمهارات الحياتية والمهنية.
وقد يرجع ارتفاع نسبة تضمين مهارات المعرفة الأساسية دون المهارات الأخرى على اعتماد المناهج بشكل عام على مهارات القراءة والكتابة، حيث تتضمن كتب المنهج بمراحله المختلفة على نصوص يقوم الطالب بقراءتها واستخراج وكتابة الحل منها، أما مهارات التواصل فعلى الرغم من أنها جاءت فى المرتبة الثانية إلا أنها جاءت بنسبة منخفضة وركزت معظم المهارات فيها على مهارات الاتصال غير اللفظى من خلال النظر إلى الصور الموجودة فى الكتاب المدرسى، ومهارات الاتصال اللفظى من خلال التعبير الكتابى والشفهى عن بعض الأنشطة المضمنة فى كتب المنهج، وجاءت مهارات التعاون والعمل الجماعى من خلال تطبيق مهارات المعرفة الأساسية المُتمثلة بتوظيف مهارات القراءة والكتابة ومهارات الاتصال من خلال التعاون بين أعضاء المجموعة.
ويُثير ضعف تضمين مهارات الإنتاج المعرفى إشكالية يجب التركيز عليها، فعلى الرغم من أن هذه المادة عادة ما تركز على المعرفة والمعلومات التاريخية والجغرافيا، إلا أنها لا تركز على إكساب الطلبة المهارات المختلفة التى تمكنهم من توظيف هذه المادة بما تحتويه من معارف فى مواقف الحياة المختلفة، مما يودى إلى قلة وجود الوعى بتطبيقات الدراسات الاجتماعية فى الحياة، بما ينعكس إلى حد كبير على الفرص الوظيفية للطلبة فى المجتمع العمانى، فيشير الغريبى (Al-Gharibi, 2008) إلى أنه على الرغم من أن التعليم المدرسى محط اهتمام الحكومة فى سلطنة عُمان، والذى فى ضوئه تم تنفيذ العديد من التغييرات، إلا أن منهج الدراسات الاجتماعية لا يحظى بالاهتمام الذى تحظى به مناهج  الرياضيات والعلوم.
كما تُشير النتائج إلى ضعف فى تضمين المهارات الحياتية والمهنية فى منهج الدراسات الاجتماعية على الرغم من أن الأدبيات تشير إلى أنها مادة تربط الطالب بالحياة والمجتمع وتساعده على فهمها، فيشير (الطيطى، 2002) إلى أن كتب منهج الدراسات الاجتماعية تُشكِّل جزءًا مُهما من المناهج المدرسية لارتباطها الوثيق بالبيئة التى يعيش فيها الإنسان، وكونها مصدرًا يتعلم منه الفرد المعارف والمهارات والاتجاهات المختلفة التى تُسهم فى تعايشه مع العالم من حوله، مما يُشير إلى وجود فجوة بين أهمية هذه المادة وضعف تضمينها للمهارات المهنية والحياتية، لذا عادة ما تكون اتجاهات الطلبة سلبية نحو المادة لضعف تضمينها هذه المهارات فتشير نتائج دراسة الغريبى (Al-Gharibi, 2008) إلى أن طلبة التعليم ما بعد الأساسى ليس لديهم الرغبة فى دراسة المزيد من الدراسات الاجتماعية فى التعليم العالى لأنها لا تساعدهم فى عملية التوظيف بعد تخرجهم، وكشفت دراسة الخروصى (2014) عن وجود اتجاهات سلبية لدى طلبة المدارس الحكومية والخاصة فى سلطنة عُمان نحو مواد الدراسات الاجتماعية،  وأوصت بضرورة تطوير محتوى مادة الدراسات الاجتماعية، وإتاحة الفرص الحقيقية لمجالات الدراسات الاجتماعية فى المؤسسات الأكاديمية وسوق العمل.
 وبشكلٍ عام قد يرجع ضعف تضمين باقى المهارات بشكل عام إلى أن المناهج الحاليّة أعُدت فى مرحلة زمنية تسبق تزايد توجهات واهتمام الدولة فى التركيز على أهمية التحول إلى الاقتصاد المعرفى، والتركيز على مهاراته، والذى تزايد فى السنوات الأخيرة، حيث تُشير وثيقة منهج الدراسات الاجتماعية إلى أنه اعتبارًا من العام الدراسى (1998/ 1999م) أقرت لجنة الدراسات الاجتماعية فى ضوء الاقتصاد المعرفى تدريس منهج الدراسات الاجتماعية بدءًا من الصف الثالث الأساسى، ثم صدور قرار وزارى رقم (313/ 2018) بتشكيل لجنتين رئيسية وفنية لرسم السياسات العامة لمناهج الدراسات الاجتماعية للصفوف الدراسية (3- 12) (وزارة التربية والتعليم، 2018) وهى فترة زمنية طويلة جدًا تمتد لعشرين سنة باستثناء كتاب الدراسات الاجتماعية للصف الخامس الأساسى الذى تم تطويره حسب القرار الوزارى رقم (315/2016)، وكتاب هذا وطنى الذى تم تطويره حسب القرار الوزارى رقم (382/2017)، ثم أعقبه قرار وزارى رقم (40/ 2020) بتعديل قرار تشكيل فرق عمل تأليف ومراجعة مناهج الدراسات الاجتماعية للصفين الثالث والرابع الأساسى (وزارة التربية والتعليم، 2020).
 حيث كان من المُفترض أن تُواكب هذه المناهج التحولات للاندماج فى الاقتصاد المعرفى على المستوى العالمى بشكل عام، وعلى المستوى المحلى بشكل خاص، المناهج فى تضمين مفاهيمه ومهاراته، وأن تكون المؤسسات التربوية قادرة على التنبؤ بالتحولات المُستقبلية، وتعمل على مواكبتها فى منهاجها حتى تتمكن من إعداد أفراد يستطيعون التفاعل مع العالم بتغيراته المختلفة فى الفترات اللاحقة، وهذا ما تؤكد عليه فلسفة التعليم العمانية الصادرة فى عام 2017م والتى من أهم مبادئها مجتمع المعرفة والتكنولوجيا الذى يتحقق من خلال تعزيز الوعى بأهمية الاقتصاد المعرفى، من خلال إنتاج المعرفة والتكنولوجيا ونشرهما وتوظيفهما وتوطين المعرفة والتكنولوجيا، وبناء القدرة الذاتية فى مجالى البحث والتطور التكنولوجى (الأمانة العامة لمجلس التعليم، 2017)، ووثيقة رؤية عُمان 2040 التى تُعِد التعليم والتعلم والبحث العلمى والقدرات الوطنية أحد أهم الأولويات الوطنية من خلال توجه إستراتيجى يقوم على تعليم شامل ومستدام، وبحث علمى يقود إلى مجتمع معرفى وقدرات وطنية منافسة، كما قد يعود ذلك إلى عدم وجود وثيقة تربوية مُتجددة، تُعنى بتضمين مفاهيم ومهارات الاقتصاد المعرفى التى ينبغى تضمينها فى المناهج على الرغم من وجود وثائق مختلفة كوثيقة التربية البيئية من أجل تنمية مستدامة فى سلطنة عُمان (2012) ووثيقة المفاهيم العامة فى المناهج الدراسية فى سلطنة عمان (وزارة التربية والتعليم، 2019) ، كما يقود ذلك على عدم التركيز على مناهج الدراسات الاجتماعية من حيث التطوير والتحديث كباقى المناهج الأخرى، فخلال عشرين عامًا من بدء التعليم الأساسى فى عمان من (1998-2018) لم يتم مراجعة مصفوفة المدى والتتابع للدراسات الاجتماعية، حيث صدر القرار بذلك فى نوفمبر 2018م (وزارة التربية والتعليم، 2018)، أى أن التجديد يتطلب فترة طويلة جدًا، والمعروف أن العالم خلال هذه الفترة يشهد تحولات كبرى جدًا بشكل متسارع ومُستمر قد تظهر فيه تطبيقات ومنتجات ترتبط بمفاهيم ومهارات جديدة، وقد تفيد  نتائج هذه الدراسة واضعى المناهج والمسؤولين عن النظام التعليمى بسلطنة عُمان فى ظل إصدار قرار بإعادة بناء منهج الدراسات الاجتماعية.
السؤال الثانى: للإجابة عن السؤال الثانى  الذى نصه "ما درجة اختلاف تضمين مهارات الاقتصاد المعرفى فى محتوى منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3-12) حسب طريقة تضمينها؟
للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج مجموع التكرارات والنسب المئوية لكل مهارة من المهارات العامة وطريقة تضمينها ويوضح جدول 5 النتائج المتعلقة بهذا السؤال:
جدول (5)
تكرارات مهارات الاقتصاد المعرفى وطريقة تضمينها
 
م
المهارات نص سؤال صورة خريطة جدول رسم بيانى شكل نشاط عملى
1 مهارات المعرفة الأساسية 3901 5657 180 859 564 69 524 19
2 مهارات الاتصال 201 1019 1583 437 145 27 345 214
3 مهارات الإنتاج المعرفى 0 37 0 1 1 0 2 3
4 المهارات الرقمية 5 380 1 10 5 1 6 67
5 المهارات الحياتية والمهنية 0 6 0 0 0 0 0 6
6 المجموع الكلى 4107 7099 1764 1307 715 97 877 309
7 النسبة المئوية 25.2% 43.6% 10.8% 8.1% 4.4% 0.6 5.4% 1.9%
 

 

تشير نتائج جدول (5) إلى أن مهارات الاقتصاد المعرفى ظهرت بنسبة مرتفعة بصيغة الأسئلة، حيث بلغ تكراراها (7099) تكرارًا وبنسبة (43.6%)، وبذلك جاءت فى المرتبة الأولى، ثم جاءت النصوص بالمرتبة الثانية بمجموع تكرارات (4107) تكرارًا بنسبة (25.2%)، ثم الصور بالمرتبة الثالثة بمجموع تكرارات (1764) تكرارًا بنسبة (10.8%)، ثم الخرائط بالمرتبة الرابعة بمجموع تكرارات (1307) تكرارًا بنسبة (8.1%)، ثم جاءت الأشكال التوضيحية والجداول والرسوم البيانية والأنشطة العملية  بنسب مُنخفضة بمجموع تكرارات (877) و(715)، وبنسبة (5.4%) و(4.4%)، ثم الأنشطة العملية والأشكال التوضيحية بمجموع تكرارات (309) و(97) وبنسبة (1.8%) على التوالى.
وتُشكل صيغة الأسئلة والنصوص بمجموع تكرارات (11206) تكرارًا، وبنسبة (68.8%) من حيث طريقة التضمين فى محتوى كتب منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3- 12)، كما تتركز هاتان الصيغتان أيضًا فى مهارات المعرفة الأساسية بنسبة مرتفعة عن باقى المهارات،  بالإضافة إلى أن الصور هى الطريقة الأكثر تضمينًا فى مهارات الاتصال بمجموع تكرارات (1583) وبنسبة (10.8%)، وقد يرجع ذلك إلى أن المناهج الحالية بسلطنة عُمان تنبنى على فلسفة قائمة على المعرفة، حيث تركز على النصوص وحيث أن الأسئلة مُرتبطة بالنصوص المقدمة فى المنهج، فالنصوص هى التى تُقدم المعرفة ثم تأتى الأسئلة المصاحبة لتلك الأنشطة لقياس مدى تمكن الطلبة من فهم تلك النصوص كمهارات يكتسبها الطلبة، كما أن الصور هى الطريقة الأكثر مناسبة فى الكتاب المدرسى لتوظيف مهارات الاتصال غير اللفظى كون كتب المنهج عبارة عن نسخ ورقية يقوم الطلبة بالنظر إليها، واستنتاج ما فيها من دلالات، وعلى الرغم من أن طبيعة منهج الدراسات الاجتماعية يُفترض أن تكون فيه الخرائط والصور والأشكال البيانية هى الطرق الأكثر حضورًا من الأسئلة والنصوص فى مهارات المعرفة الأساسية كقراءة واستنتاج الخرائط  والجداول والأشكال والرسوم البيانية؛ إذ أن طبيعة هذا العلم قائمة على هذا النوع من طريق التضمين، وهذا ما قد يُفسر ضعف المخرجات التعليمية فى التعليم المدرسى فى مهارات قراءة الخرائط والصور والأشكال البيانية وتفسيرها، وهذا ما أوصت به دراسة (البلوشى، 2014) التى أوصت بضرورة تضمين أكبر عدد من الأشكال التوضيحية، وإعادة النظر فى الأشكال التوضيحية التى عانت من بعض أوجه القصور فى معايير التصميم الفنى فى مناهج الدراسات الاجتماعية بسلطنة عُمان.
السؤال الثالث: ما درجة اختلاف تضمين مهارات الاقتصاد المعرفى فى محتوى منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3-12) حسب اختلاف المرحلة التعليمية؟
للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج مجموع التكرارات والنسب المئوية لكل من المهارات الأساسية ثم المهارات العامة مُجتمعة للصفوف (3- 12) ويوضح جدول 3 النتائج المتعلقة بهذا السؤال:
جدول (6)
التكرارات والنسب المئوية لمهارات الاقتصاد المعرفى حسب المرحلة الدراسية
المرحلة التعليمية المهارات العامة
 
مهارات المعرفة الأساسية مهارات التواصل مهارات الإنتاج المعرفى المهارات الرقمية المهارات الحياتية والمهنية المجموع النسبة المئوية
الصف م (ت) % م (ت) % م(ت) % م(ت) % م(ت) %
الحلقة الأولى الثالث 761 4.7% 485 3% 0 0% 18 0.1% 0 0% 1264 7.8%
الرابع 1221 7.5% 550 3.4% 0 0% 22 0.1% 0 0% 1793 11%
الحلقة الثانية الخامس 743 4.6% 184 1.1% 2 0.01% 28 0.2% 0 0% 957 5.9%
السادس 1244 7.6% 472 2.9% 3 0.03% 25 0.2% 0 0% 1744 10.7%
السابع 719 4.4% 284 1.8% 7 0.04% 36 0.2% 0 0% 1046 6.4%
الثامن 910 5.6% 333 2.1% 4 0.02% 49 0.3% 0 0% 1296 8%
التاسع 784 4.8% 138 0.8% 5 0.03% 31 0.2% 0 0% 958 5.8%
العاشر 926 5.7 240 1.5% 0 0% 42 0.2% 0 0% 1208 7.4%
التعليم ما بع الأساسي الحادي عشر الحضارة الإسلامية 472 3% 125 0.8% 0 0% 36 0.2% 0 0% 633 4%
هذا وطنى 518 3.2% 203 1.2% 2 0.01% 15 0.09% 0 0% 738 4.5%
الجغرافيا الاقتصادية 1150 7.1% 331 2% 9 0.1% 55 0.3% 0 0% 1545 9.5%
الثاني عشر هذا وطنى 640 4% 217 1.3% 5 0.03% 15 0.09% 2 0.01 879 5.4%
الجغرافيا والتقنيات الحديثة 716 4.4% 148 0.9% 0 0% 69 0.4% 10 0.06% 943 5.8%
العالم من حولى للصف 969 6% 261 1.6% 7 0.04% 34 0.2% 0 0% 1271 7.8%
(م) مرحلة الحلقة الأولى 1982 1651 0 40 0 3057 18.8%
(م) مرحلة الحلقة الثانية 5326 1285 21 211 0 7209 44.3%
(م) مرحلة ما بعد الأساسى 4465 3971 23 224 12 6009 36.9%
المجموع الكلى 11773 3971 44 475 12 16275 100%
  تشير نتائج جدول (6) إلى أن الحلقة الثانية من التعليم الأساسى للصفوف (5- 10) تأتى فى المرتبة الأولى فى درجة تضمينها لمهارات الاقتصاد المعرفى بمجموع تكرارات (7209) تكرارًا وبنسبة (44.3%)، يليها مرحلة التعليم ما بعد الأساسى بمجموع تكرارات (6009) تكرارًا وبنسبة (%36.9)، ثم الحلقة الأولى من التعليم الأساسى للصفوف (3-4) بمجموع تكرارات (3057) تكرارًا وبنسبة (%18.8)، وقد يرجع ذلك إلى أن الحلقة الثانية من التعليم الأساسى تتضمن عدد صفوف دراسية أكثر من المرحلة الأولى، ومرحلة التعليم ما بعد الأساسى، على الرغم من أنه منطقيًا أن يكون هناك نوع من التسلسل حسب طبيعة المرحلة الدراسية والمرحلة العمرية التى تتطلب مهارات أعلى كلما كان هناك تقدم فى مستوى المرحلة العمرية والدراسية، حيث أن كتب المرحلة الأولى للصفين الثالث والرابع تتضمن مواضيع بسيطة مقارنة بالحلقة الثانية ومرحلة ما بعد الأساسى، وقد يرجع ذلك إلى تجديد وتحديث كتب المنهج، حيث تعتبر كتب الحلقة الأولى للصفين (3- 4) هما الكتب الأقل تجديدًا وتحديثًا مُقارنة بكتب المنهج الأخرى للحلقة الثانية للصفوف (5- 10)، ومرحلة ما بعد الأساسى (11- 12).
كما تشير النتائج أيضًا إلى أن كتاب الدراسات الاجتماعية للصف الرابع الأساسى للفصلين الأول والثانى يحتل المرتبة الأولى فى درجة تضمينه لمهارات الاقتصاد المعرفى بمجموع تكرارات (1793) تكرارا وبنسبة (11 %)،إلا أن مهارات المعرفة الأساسية تشكل نسبة (7.5%) من مجموع نسبة هذه المهارات، ثم مهارات الاتصال بنسبة (3.4%)، ثم كتاب الدراسات الاجتماعية للصف السادس الأساسى بمجموع تكرارات (1744) وبنسبة (10.7%)، وتشكل مهارات المعرفة الأساسية أيضًا نسبة (7.6%) من مجموع نسبة هذه المهارات، ثم كتب الجغرافيا الاقتصادية  للصف الحادى عشر بمجموع تكرارات (1545) ونسبة (9.5%)، وتشكل مهارات المعرفة الأساسية نسبة (7.1%) من مجموع نسبة هذه المهارات، ثم كتاب الدراسات الاجتماعية للصف الثامن الأساسى بمجموع تكرارات (1296) تكرارا وبنسبة (8%)، وتشكل مهارات المعرفة الأساسية نسبة (6.5%) من مجموع نسبة هذه المهارات، ثم  كتاب العالم من حولى للصف الثانى عشر الأساسى وكتاب الدراسات الاجتماعية للصف الثالث الأساسى بمجموع تكرارات (1271) و(1264) تكرارًا  على التوالى وبنسبة (7.8 %) وتشكل مهارات المعرفة الأساسية نسبة (6%) و(4.7%) على التوالى من مجموع نسبة هذه المهارات، وهذا يُشير إلى وجود فجوة فى تسلسل توزيع هذه المهارات حسب المرحلة العمرية للمستويات الدراسية فى الحلقات الثلاث للمنهج.
وتُشير النتائج أيضًا إلى ضعف تضمين المهارات الرقمية بمختلف مهاراتها الفرعية، وتضمين كتاب الجغرافيا والتقنيات الحديثة لأعلى نسبة (0.4%)، وهى نسبة قليلة جدًا، بالإضافة إلى ضعف تضمين المهارات الحياتية والمهنية فى جميع كتب المنهج بشكل عام، وعدم تضمينها فى جميع كتب المنهج باستثناء كتابى الجغرافيا والتقنيات الحديثة، وهذا وطنى للصف الثانى عشر بمجموع (10) و(2) تكرارًا على التوالى وبنسبة (0.07%) للكتابين وهى نسبة ضعيفة جدًا، على الرغم من أن  المهارات الرقمية تدعم كل جانب من جوانب الحياة فى الوقت الحالى، والتى يتطلب كل منها مستوى أساسيًا من المهارات الرقمية، والتى تعد أحد الركائز الأساسية للتحول الرقمى التى ينبنى فى ضوئها العديد من فرص العمل للأفراد الذين يمتلكونها (الاتحاد الدولى للاتصالات، 2018)، كما تمثل المهارات الاجتماعية والحياتية هدفا تربويا يمثل جانبًا أساسيًا من جوانب شخصية المتعلم، والتى من شأنها أن تمكن الأفراد من التعامل مع أفراد المجتمع والاندماج بفاعلية فى مجال العمل (جوارنة، 2010).
 وتتشابه هذه النتيجة مع نتائج دراسات بعض الدول العربية فى تعاملها مع مهارات الاقتصاد المعرفى، كدراسة (العبداللات، 2009)، التى تشير إلى تدنى تضمين هذه المهارات، ودراسة العدوان والحميدى (AlEdwan & Hamaidi, 2010) التى توضح أن محتوى الكتب الدراسية للدراسات الاجتماعية لا يشير إلى فلسفة الاقتصاد القائم على المعرفة مُباشرة، على الرغم من الأدبيات التى تشير إلى أنها مادة مرتبطة بالحياة، وتغيراتها وتحولاتها المستقبلية، وأنها زاخرة بالمهارات التى ينبغى أن يكتسبها الطلاب، فيشير (تيرنر، 2005) إلى أن منهج الدراسات الاجتماعية يُمكِّن الطلبة من المشاركة فى عالمهم من خلال مساعدتهم على فهم علاقتهم مع الآخرين، وعلاقتهم بالمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من خلال المهارات التى تمكن الأفراد من فهم المشكلات التى تواجه المجتمعات وإيجاد حلول لها، كما يشير (الزيادات، وقطاوى، 2010) إلى أن من الأهداف التى يسعى منهج الدراسات الاجتماعية إلى تحقيقها تنمية المهارات لدى المتعلم تنمية شمولية من أجل إعداده للحياة المستقبلية كمهارات معالجة المعلومات وتحديد مصادر المعلومات وتحليلها وتنظيمها وتفسيرها، واستخدام مهارات الاستقصاء وحل المشكلات وغيرها من المهارات، مما يشير إلى أن الفلسفة التى تحكم منهج هذه المادة بحاجة إلى إعادة نظر يُلبى متطلبات العصر ومُستجداته.
وتوجه نتائج هذه الدراسة بشكل عام أنظار المسؤولين ومُتخذى القرار فى المناهج التعليمية بشكل عام ومناهج الدراسات الاجتماعية بشكل خاص إلى أن القرار الوزارى الذى اتخذ بشأن تطوير مناهج الدراسات الاجتماعية يُعدُّ فرصة كبيرة للتفكير بعمق فى محتوى ومهارات هذه المادة، والتى يجب أن تعكس التطورات والمُستجدات العالمية - خاصة مفاهيم ومهارات الاقتصاد المعرفى - وتوجهات ورؤى وأهداف الدولة فى ذلك، والاستفادة فى التطوير والبناء والتطوير فى ذلك على مستويين: الأول على المستوى العالمى كالاستفادة من معايير المجلس الوطنى للدراسات الاجتماعية فى الولايات المتحدة الأمريكية التى تعتبر المؤسسة الأكثر تأثيرًا  بمعاييرها فى تطوير الدراسات الاجتماعية فى كثير من دول العالم، والتى استفادت من الاقتصاد المعرفى بتوظيفها معايير متعلقة بالاقتصاد  والتكنولوجيا، كمعيار: العلوم والتكنولوجيا والمجتمع الذى يُعدُّ أحد معايير المجلس الوطنى للدراسات الاجتماعية فى الولايات المتحدة الأمريكية، والذى أوضح أنه يجب أن تتضمن برامج الدراسات الاجتماعية تجارب توفر دراسة العلاقات بين العلوم والتكنولوجيا والمجتمع، وكيف تؤثر العلوم والتكنولوجيات على المعتقدات والمعرفة والحياة اليومية (NCSS, 2010).
 أما الثانى:  فهو المستوى المحلى وذلك من  خلال الاستفادة  مما  أنُجز على المستوى الوطنى من رؤى وإستراتيجيات وطنية خاصة فى مجال بلورة مفاهيم ومهارات الاقتصاد المعرفى، وآليات تضمينها تربويا كإستراتيجية عُمان الرقمية 2040 التى تدعم مسيرة التحول نحو تحقيق الاقتصاد المعرفى (هيئة تقنية المعلومات، 2018)، والإستراتيجية الوطنية للابتكار التى تتمحور حول دخول بسلطنة عُمان مرحلة الاقتصاد المعرفى من خلال تحقيق اقتصاد وطنى يرتكز على الابتكار من خلال إيجاد منظومة ابتكار وطنية (مجلس البحث العلمى، 2017)، ورؤية عمان 2040 التى تُركز على رفع جودة التعليم المدرسى والتعليم العالى وتطوير المناهج التعليمية، بحيث يصبح خريجو النظام التعليمى مؤهلين لدخول أسواق العمل المحلية والعالمية بقدرات وإمكانات ومهارات منافسة تلبى مستويات الإنتاجية والتنافسية المطلوبة لبناء اقتصاد معرفى (المجلس الأعلى للتخطيط، 2018).

التوصيات
  • ضرورة تضمين مهارات الاقتصاد المعرفى لتكون جزءًا أساسيًا فى المقررات الدراسية فى المراحل الدراسية المختلفة من التعليم المدرسى.
  • ضرورة تضمين باقى مهارات الاقتصاد المعرفى كالمهارات التكنولوجية، ومهارات الإنتاج المعرفى، والمهارات المهنية، والحياتية بشكل متوازٍ مع باقى المهارات الأخرى.
  • ضرورة تضمين هذه المهارات بأشكال مُختلفة من التضمين وعدم اعتمادها على النصوص والأسئلة فقط.
  • الاستفادة من المعايير العالمية للدول المتقدمة فى بناء معايير منهج الدراسات الاجتماعية، مثل معايير المجلس الوطنى للدراسات الاجتماعية.
  • مراعاة  التسلسل المنطقى فى تضمين هذه المهارات عبر الصفوف فى مصفوفة المدى والتتابع الجديدة.
  • ضرورة مُواكبة مناهج الدراسات الاجتماعية بسلطنة عُمان توجهات الدولة وخُططها الإستراتيجية للتحول والاندماج فى عصر الاقتصاد المعرفى بصورة استباقية؛ إذ تُعتبر المناهج انعكاسًا ومرآة لتوجهات الدول والمجتمعات.
المقترحات
  • بناء برنامج تدريسى مقترح قائم على مهارات الاقتصاد المعرفى فى مراحل التعليم الأساسى بسلطنة عُمان.
  • دراسة مُقارنة فى مدى تضمين مناهج الدراسات الاجتماعية لمهارات الاقتصاد المعرفى بالدول الرائدة.
  • تطوير مصفوفة المدى والتتابع للدراسات الاجتماعية وتضمينها لمهارات الاقتصاد المعرفى.

المراجع
الاتحاد الدولى للاتصالات (2018). مجموعة أدوات المهارات الرقمية، جنيف: الاتحاد الدولى للاتصالات.
الأمانة العامة لمجلس التعليم (2017). فلسفة التعليم فى سلطنة عُمان. سلطنة عُمان.
البلوشى، جليلة؛ والمعمرى، سيف (2020). مهارات الاقتصاد المعرفى المُتوقّعُ تضيمنها مُستقبلاً فى التعليم المدرسى بسلطنة عُمان: دراسة علمية بأسلوب دلفى، مجلة العلوم التربوية بجامعة السلطان قابوس، (4) 2، 229- 249.
البنك الدولى (2019). أزمة التعلٌم: الالتحاق بالمدرسة لا يعنى التعلم. تم استرجاعه من : https://www.educouncil.gov.om/downloads /EHeXp6sXThmk.pdf
تيرنر، توماس (2005). أساسيات التدريس الصفى: الدراسات الاجتماعية فى المرحلة الابتدائية: ترجمة خضر، فخرى، الإمارات: دار القلم للنشر والتوزيع.
جوارنة، محمد (2010). مدى امتلاك طلبة معلم الصف فى الجامعة الهاشمية فى الأردن للمهارات الاجتماعية من وجهة نظرهم. مجلة جامعة الشارقة للعلوم الإنسانية والاجتماعية، (2) 3، 87- 117.
الخروصى، سلطان بن خميس(2014). اتجاهات طلبة المدارس الحكومية والخاصة فى سلطنة عُمان نحو مواد الدراسات الاجتماعية (رسالة ماجستير غير منشورة). كلية التربية. جامعة السلطان قابوس، سلطنة عُمان.
الرميضى، أسماء (2018). اتجاهات البحث التربوى فى رسائل الماجستير فى تخصصى أصول التربية والإدارة التربوية بكلية التربية بجامعة الكويت (تحليل المحتوى) (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الكويت، الكويت.
الزيادات، ماهر؛ وقطاوى، محمد (2010). الدراسات الاجتماعية طبيعتها وطرائق تعليمها وتعلمها. عمّان: دار الثقافة للنشر والتوزيع.
الشامسى (2011). صناعة التعليم نحو بناء مجتمع الاقتصاد المعرفى الإماراتى، أبو ظبى: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.
طعيمة، رشدى، تحليل المحتوى فى العلوم الإنسانية. القاهرة: دار الفكر العربى.
الطيطى، محمد (2002): الدراسات الاجتماعية: طبيعتها، أهدافها، طرائق تدريسها، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
العبد اللات، منتهى (2009). درجة امتلاك طلبة المرحلة الثانوية فى الأردن للمهارات التكنولوجية اللازمة لتعلم مناهج الدراسات الاجتماعية فى ضوء التطوير التربوى نحو الاقتصاد المعرفى (رسالة ماجستير غير منشورة). الجامعة الأردنية، عمان.
عبد المنعم، هبة؛ وقعلول، سفيان (2019). اقتصاد المعرفة: ورقة إطارية، دراسات اقتصادية، صندوق النقد العربى، 51، الإمارات العربية المتحدة.
العتوم، منذر (2017). درجة ممارسة معلمى التربية الفنية فى الأردن لمهارات التدريس فى ضوء الاقتصاد المعرفى من وجهة نظر مشرفيهم. المؤتمر الدولى الثانى: التنمية المستدامة للمجتمعات بالوطن العربى، ‏مؤسسة مصر المستقبل للتراث والتنمية والابتكار‏،  جمهورية مصر العربية.
عسيرى، سارة (2018). مهارات اقتصاد المعرفة اللازمة لطلاب المرحلة الثانوية ومدى تضمينها فى محتوى كتاب الأحياء. مجلة البحث العلمى فى التربية، 9، 471- 512.
العنزى، نوال (2015). درجة توافر مهارات الاقتصاد المعرفى فى كتب رياضيات المرحلة المتوسطة بالمملكة العربية السعودية (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. المملكة العربية السعودية.
القرارعة، أحمد (2013). مهارات الاقتصاد المعرفى الواردة فى كتاب الكيمياء للصف الثانى ثانوى، ودرجة امتلاك المعلمين لها. مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية،13، 1- 22.
المجلس الأعلى للتخطيط (2019). رؤية عمان 2040 وثيقة الرؤية الأولية، سلطنة عمان: المجلس الأعلى للتخطيط.
محمد، هبة (2015). برنامج تدريبى مقترح قائم على الاقتصاد المعرفى لتنمية المهارات الأدائية لمعلمى الدراسات الاجتماعية ومهارات توليد المعلومات لدى تلاميذهم. مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية، 67، 55- 118.
 المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب (2020). المؤتمر الدولى الثانى "اقتصاد المعرفة 2020"، مصر.
ندوة التعليم فى سلطنة عمان (2014). الإستراتيجية الوطنية للتعليم 2040م (التعليم فى سلطنة عمان الطريق إلى المستقبل)، سلطنة عُمان: مسقط.
هيئة تقنية المعلومات (2018). عمان الرقمية 2040. سلطنة عمان: هيئة تقنية المعلومات.
وزارة التربية والتعليم؛ والبنك الدولى (2012). التعليم فى سلطنة عُمان. وزارة التربية والتعليم. سلطنة عُمان.
وزارة التربية والتعليم (2017). الدراسات الاجتماعية للصف الثالث الأساسى (الفصل الأول). سلطنة عُمان: مؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان.
وزارة التربية والتعليم (2016). الدراسات الاجتماعية للصف الرابع الأساسى (الفصل الثانى). سلطنة عُمان: مطبعة الألوان الحديثة.
وزارة التربية والتعليم (2016). وثيقة المفاهيم العامة فى المناهج الدراسية فى سلطنة عُمان. سلطنة عُمان: مركز إنتاج الكتاب المدرسى والوسائل التعليمية.
وزارة التربية والتعليم (2016). الدراسات الاجتماعية للصف السابع الأساسى (الفصل الأول). سلطنة عُمان: مؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان.
وزارة التربية والتعليم (2016). الدراسات الاجتماعية للصف السادس الأساسى (الفصل الأول). سلطنة عُمان: المطابع العالمية.
وزارة التربية والتعليم (2016). الدراسات الاجتماعية للصف السادس الأساسى (الفصل الثانى). سلطنة عُمان: مؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان.
وزارة التربية والتعليم (2016). الدراسات الاجتماعية للصف العاشر الأساسى (الفصل الأول). سلطنة عُمان: المطابع العالمية.
وزارة التربية والتعليم (2016). الدراسات الاجتماعية للصف العاشر الأساسى (الفصل الثانى). سلطنة عُمان: مؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان.
وزارة التربية والتعليم (2016). هذا وطنى للصف الحادى عشر (الفصلين الأول والثانى). سلطنة عُمان: المطابع العالمية.
وزارة التربية والتعليم (2017). الدراسات الاجتماعية للصف الرابع الأساسى (الفصل الأول). سلطنة عُمان: مؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان.
وزارة التربية والتعليم (2017). الحضارة الإسلامية للصف الحادى عشر (الفصلين الأول والثانى). سلطنة عُمان: المطابع العالمية.
وزارة التربية والتعليم (2017). الدراسات الاجتماعية للصف الخامس الأساسى (الفصل الأول). سلطنة عُمان: مزون للطباعة والنشر والإعلان.
وزارة التربية والتعليم (2017). الدراسات الاجتماعية للصف الخامس الأساسى (الفصل الثانى). سلطنة عُمان: مزون للطباعة والنشر والإعلان.
وزارة التربية والتعليم (2017). العالم من حولى للصف الثانى عشر (الفصلين الأول والثانى). سلطنة عُمان: مطبعة عُمان.
وزارة التربية والتعليم (2017). هذا وطنى للصف الثانى عشر  (الفصلين الأول والثانى). سلطنة عُمان: مطبعة عُمان.
وزارة التربية والتعليم (2017). قرار وزاري رقم (382/ 2017) بتشكيل فرق عمل تأليف المناهج الدراسية. سلطنة عُمان.
وزارة التربية والتعليم (2016). قرار وزارى رقم (315/ 2016) بتشكيل فرق عمل تأليف المناهج الدراسية. سلطنة عُمان.
وزارة التربية والتعليم (2018). قرار وزارى رقم (313/ 2018) بتشكيل لجنتين رئيسية وفنية لرسم السياسات العامة لمناهج الدراسات الاجتماعية للصفوف الدراسية (3- 12). سلطنة عُمان.
التربية والتعليم (2020). قرار وزارى رقم (40/ 2020) بتعديل قرار تشكيل فرق عمل تأليف ومراجعة مناهج الدراسات الاجتماعية للصفين الثالث والرابع . سلطنة عُمان.
وزارة التربية والتعليم (2017). الدراسات الاجتماعية للصف الثالث الأساسى (الفصل الأول). سلطنة عُمان: الفردوس للطباعة والعلب إلكرتونية.
وزارة التربية والتعليم (2016). الجغرافيا والتقنيات الحديثة للصف الثانى عشر  (الفصلين الأول والثانى). مزون للطباعة والنشر والإعلان.
وزارة التربية والتعليم (2016). الدراسات الاجتماعية للصف الثامن الأساسى (الفصل الأول). سلطنة عُمان: المطابع العالمية.
وزارة التربية والتعليم (2016). الدراسات الاجتماعية للصف السابع الأساسى (الفصل الثانى). سلطنة عُمان: مؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان.
وزارة التربية والتعليم (2017). الجغرافيا الاقتصادية للصف الحادى عشر (الفصلين الأول والثانى). سلطنة عُمان: المطابع العالمية.
وزارة التربية والتعليم (2017). الدراسات الاجتماعية للصف التاسع الأساسى (الفصل الأول). سلطنة عُمان: مؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان.
وزارة التربية والتعليم (2017). الدراسات الاجتماعية للصف التاسع الأساسى (الفصل الثانى). سلطنة عُمان: مؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان.
وزارة التربية والتعليم (2017). الدراسات الاجتماعية للصف الثامن الأساسى (الفصل الثانى). سلطنة عُمان: مزون للطباعة والنشر والإعلان.
وزارة التربية والتعليم (بدون سنة نشر). وثيقة منهج الدراسات الاجتماعية للصفوف (3- 12). سلطنة عُمان.
 
Al-Edwan, Z. S., & Hamaidi, D. A. H. (2011). Evaluating social and national education textbooks based on the criteria of knowledge-based economy from the perspectives of elementary teachers in Jordan. Education131(3), 684-697.
 Al-Gharibi, Z. M. S. (2009). Attitudes related to social studies with young adolescents in the Sultanate of Oman (Doctoral dissertation, University of Glasgow).
Cairney, T., Sommerlad, E., & Owen, C. (2000). The Knowledge Based Economy: Implications for Vocational Education and Training–A Review of the Literature. Centre for Regional Research and Innovation.
Chuang, W. H. (2002). An innovative teacher training approach: combine live instruction with a web based reflection system. British Journal of Educational Technology33(2), 229-232.
Grime, M. M., & Wright, G. (2014). D elphi Method. Wiley statsref: Statistics reference online, 1-6.
Crawford, M& Wright, G.  (2016). Delphi Method. Wiley Stats Ref: Statistics Reference Online, DOI: 10.1002/9781118445112.stat07879, Retrieved From: file:///C:/Users/lulu/Downloads/Grime-DelphiMethod.pdf.
Arundel, A. V., Hansen, W., & Kanerva, M. M. (2007). Indicators for the Knowledge-Based Economy: Summary report, KEI Deliverable WP2. 5 for the European Commission.
Ghost, S. (2002). VET in schools: the needs of industry. Unicorn (Carlton, Vic)28(3), 61.
 Lynch, D. (2003). Education in a Knowledge Economy. Collection EDCA, CQU, Research Gate, . Retrieved From: file:///C:/Users/lulu/Downloads/EDucationin aKnowledgeEconomy%20(2).pdf
NCSS. (NCSS). National Curriculum Standards for Social Studies (2010 edition).  National Council for the Social Studies. Retrieved from: https://www.socialstudies.org/standards/strands. 
OECD. (2001). Competencies For The Knowledge Economy. OECD Publishing. Retrieved From: http://www.oecd.org/innovation/research/ 1842070.pdf
OECD. (2005). The Measurement of Scientific and Technological Activities: Guidelines for Collecting and Interpreting Innovation Data: Oslo Manual, Third Edition” prepared by the Working Party of National Experts on Scientific and Technology Indicators, OECD Publishing, Paris,
Powell, W. W., & Snellman, K. (2004). The knowledge economy. Annu. Rev. Sociol.30, 199-220.
UNDP, U. (2009). Human development report 2009: Overcoming barriers: Human mobility and development. United Nations Development Programme.
Weber, A. S. (2011). The role of education in knowledge economies in developing countries. Procedia-Social and Behavioral Sciences15, 2589-2594.
Yim-Teo, T. H. (2004). Reforming Curriculum for a Knowledge Economy: The Case of Technical Education in Singapore. In VentureWell. Proceedings of Open, the Annual Conference (p. 137). National Collegiate Inventors & Innovators Alliance.

المزيد من الدراسات