الرئيسيةأعداد المجلة تفاصيل العدد

المجلد السابع والعشرون

العدد الخامس والعشرون بعد المائة - الجزء الاول

  • مارس 2020
الرقم التسلسلي المعياري الدولي (ISSN) :
1687-3572 (الترقيم )
2537-0642 (الترقيم الإلكترونى)
وسائل الحصول على المجلة :
نسخة مطبوعة & نسخة إلكترونية

الافتتاحية

الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اسمحوا لى أن استهل كلمتى بتقديم واجب العزاء لأستاذنا الدكتور/ معتز خورشيد وزير التعليم العالى والبحث العلمى السابق لوفاة السيدة الكريمة المرحومة بإذن الله والدته، وقد عز على سيادته أن يتركنا بل أصر على الحضور؛ التزامًا بوعد سابق، وهكذا يكشف هذا الموقف عن معدنه الأصيل وسمو خلقه وعلمه.
الحضور الكرام:
اسمحوا لى أن استهل كلمتى بشكر واجب، وامتنان صادق، وتحية مخلصة، واعتذار مأمول قبوله.
شكر واجب لجامعة عين شمس وأكاديمية البحث العلمى.
و"امتنان صادق" للمكان والفكرة والرسالة والهدف النبيل لمن شاركونا فى إقامة هذا المؤتمر.
و"تحية مخلصة" لكم جميعًا: مشاركين وحاضرين ومتابعين ومتحاورين.
واعتذار مأمول قبوله حمله لى عدد من رعاة المؤتمر نظرًا لارتباطات مفاجئة لهم مع تمنياتهم بنجاح المؤتمر.
الحضور الكرام: باسم المركز العربى للتعليم والتنمية يسعدنى أن أرحب بجمعكم الموقر لافتتاح مؤتمرنا السنوى الدولى الثانى عشر، والذى ننظمه مع جامعة عين شمس وأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وعدد من المؤسسات والهيئات الإقليمية والمحلية بعنوان: الابتكار والريادة الإستراتيجية للمؤسسات التعليمية والبحثية: خيارات للاستدامة.
          إن العالم اليوم يقتحم بدايات الثورة الصناعية الرابعة بكل تداعياتها وإنجازاتها، ويحاول الإفادة من نتائجها وتوجهاتها وتقنياتها المذهلة، وبات الحديث يدور حول تجسد الجيل الخامس، وتقنياته وتكريسه للذكاء الاصطناعى، وما أدى إليه من تكامل بين تقنية الإنترنت، والحياة اليومية للناس، وكذا تبلور ما يسمى بالشبكة الفائقة Super Network التى تتضمن الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعى، وإنترنت الأشياء كإستراتيجية محورية تقود إلى ظهور تكنولوجيا من نوع جديد تكنولوجيا "سلسلة الكتل" والتى ستحدث تغييرات مذهلة فى العالم وسرعان ما تتحول إلى بنية تحتية هامة تقود حركة التنمية المستقبلية العالمية.
          ولعل الاتجاه نحو منهجية الريادة الإستراتيجية يمثل أحد ثمار هذه الثورة على المستوى الإدارى والابتكارى بل والمؤسسى .. فالريادة الإستراتيجية قادرة كمنهجية على تحقيق التكامل بين نقاط القوة، والتميز التى تتمتع بها المشروعات الصغيرة (من ابتكار ومرونة ورؤية ومخاطرة وتحديد للفرص) وبين القدرات التسويقية للمنظمات والموارد التى تتمتع بها المنظمات الكبيرة (من تعلم تنظيمى وحوكمة ونمو).
          والشاهد أن هذه المنهجية تمثل لمؤسساتنا التعليمية والبحثية خيارًا حتميًا وإستراتيجيًا قادرًا على إحداث التفوق المستدام واكتساب المميزات التنافسية.
          إن على مؤسساتنا التعليمية والبحثية أن تسعى للابتعاد عن نماذج الإدارة العامة التقليدية التى تقيد حركتها للاستدامة.
وهذا يضمن بالضرورة أكبر تأثير لها على الأداء التنظيمى فى الأجل الطويل فيما يتعلق بقدرتها على التكيف، والبقاء، والاستمرار.
إن أى مؤسسة - خاصة الكبيرة – لن تحقق الاستمرار إذا لم تكتسب مهارة حقيقية للريادة الإستراتيجية لذا، فهى بمثابة خيار إستراتيجى لا يمكن تحقيق التفوق واكتساب المميزات التنافسية إلا من خلالها.
إذن فعلى مؤسساتنا التعليمية والأكاديمية والبحثية أن تكون استباقية بدلاً من الانتظار السلبى، وأن تنشر ثقافة ريادة متكاملة، وأن تدعم استقلاليتها باستمرار، وأن تجسر علاقتها بغيرها من المؤسسات والقطاعات داخل وخارج بيئاتها، وذلك ضمن محددات، أهمها نظام إدارى فاعل وقاعدة مالية متنوعة – علاقات وثيقة بالقطاعات لتوسيع المحيط الإنمائى لها.
وهذا كله يحتم علينا ضرورة إعادة النظر والتفكير فى كل عملياتنا الموجودة مسبقًا .. وعلينا أن نكيّف خططنا مع المستقبل بتحدياته، وما يحمله من فرص ومخاطر فطريقة ممارستنا للأشياء لابد أن تتغير .. وطريقة تقديمنا للنشاطات لابد أن تستبدل.
ولاشك أن المؤسسات التعليمية والأكاديمية والبحثية لكى تؤدى المطلوب منها فى هذا العصر الجديد لابد أن يسبقها منظومة تعليمية للتعليم قبل الجامعى قادرة على إعداد أجيال من الشباب الذى يمثل مدخلات قوية للجامعات، وأن يكون مزودًا بأساسيات ومهارات العلم والمعرفة، مع القدرة على التعامل مع المجتمع الجديد بعقلية متفتحة وقيم راسخة.
ولما كانت قناعاتنا الراسخة هى أن التعليم عملية صناعة المستقبل وقيادة التنمية، لذا، فإن أى نظام تعليمى لا تصدق رؤيته وتقويمه وتوجيهه إلا فى ضوء سياقاته التنموية، وما تتضمنه من قوى واتجاهات وأهداف وقيم وإمكانات، ومن أجل هذا ... وجب علينا، كمشتغلين بالتعليم ومسؤولين عنه ومنظرين فيه، أن ندرس المستقبل ونتابع دراساته، وأن نتعرف على السياقات التنموية التى يوجد فيها التعليم الأمر الذى يوفر لنا آليات واضحة ليس فقط لصنع المستقبل بل لقيادته أيضًا.
ومؤتمرنا يسعى لتأكيد هذا التوجه من خلال إعلانه للأهداف التالية:
ومن هنا تأتى أهمية هذا المؤتمر الذى يهدف إلى:
  • إعلاء دور منظومة التعليم والبحث العلمى وجعلها القطاع الرائد للتنمية المستدامة.
  • التقويم الاجتماعى والتكنولوجي لحركة المؤسسات التعليمية والبحثية فى ظل متغيرات الثورة الصناعية الرابعة.
  • تدعيم جهود تطوير التعليم والتخطيط له لتوفير بيئات إبداعية ذكية
  • تحريك فاعلية الجهود والمبادرات الحكومية والأهلية نحو الالتزام بالابتكار والريادة الإستراتيجية..
  • استقطاب مؤسسات "المجتمع المدنى" وتعظيم مشاركته فى الابتكار فى البحث العلمى فكرًا وتمويلاً وتنظيمًا واستخدامًا.
ويتضمن مؤتمرنا هذا اثنين وأربعين بحثًا ويحضره أكثر من مائة أستاذ وباحث ومهتم بقضايا المؤتمر من الجامعات المصرية والعربية
أعدكم جميعًا بأننا سنخرج من هذا المؤتمر أكثر ثراءً وفكرًا، وأكثر وضوحًا.