الرئيسيةأعداد المجلة تفاصيل الدراسة

دور رياض الأطفال فى دولة الكويت فى غرس القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض من وجهة نظر المعلمات

مقدمة:
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل فى تنشئة الطفل وتأسيسه على المبادئ القويمة والتى تتكون خلالها شخصيته وميوله وتترسخ أخلاقه التى ينميها، حيث أن الطفل فى تلك المرحلة يكون فى بداية إدراكه كالصفحة البيضاء الناصعة القابلة لتخط عليها أولى الخطوط التى تحدد مسار مستقبله ونفسيته وقابليته للاختلاط بالمجتمع. ويعد الطفل هو اللبنة الأولى وحجر الأساس للمجتمع فهو يمثل البذرة التى نغرسها ونرعاها لتكون ثمارها شباب المستقبل الذى تقوم على أكتافه حضارة المجتمع وتقدمه، ومتى صلح الغرس صلحت النبتة وأتت ثمارها ناضجة وسليمة من كل سوء، وهذا هو الحال نفسه فى تربية الطفل. فإذا كانت تنشئة الطفل سليمة وصحيحة منذ بدايتها سيكون نتاج ذلك جيل من الشباب الصالح الذى يستطيع أن يقود المجتمع للتحضر والصلاح.
لذا كان الاهتمام بالطفل فى تلك المرحلة من الأهمية بمكان ليصبح هو الشغل الشاغل لباحثى رواد الفكر والتربية وموضع التركيز والاهتمام من واضعى سياسات التربية والتعليم فى الدول المختلفة، وبالتالى بدأ الاهتمام بمرحلة رياض الأطفال، حيث أنها البيئة التى أعدت لتهيئة الطفل ومنحه الأرضية اللازمة ليتكيف مع مراحل التعليم الأساسية التى تبدأ من الصف الأول الابتدائى وتكسبه المهارات والقدرات والخبرة التى يصعب منحها له من خلال المنزل وتزويده بالسلوكيات السليمة وزرع الوازع الدينى والأخلاقى داخله بأسلوب تربوى مناسب (الزليطنى، 2013).
ومن أهم عوامل وأسس نجاح البيئة التربوية والتعليمية لمرحلة رياض الأطفال فى أداء مهمتها، وتحقيق هدفها فى إخراج طفل ذى سلوك قويم، وأخلاقيات صالحة هى المعلمة؛ فمكانتها بعد الأم حيث تكمل الدور الذى تمارسه الأم فى المنزل من خلال دورها الذى تمارسه فى روضة الأطفال من توجيه الطفل، وتلقينه القيم التى لها دور كبير فى توجيه سلوكه، وتشكيل شخصيته، وأخلاقياته، وصقلها وتصبح حلقة الاتصال بينه وبين المجتمع المحيط به والمساعد الأول فى معاونته فى التكيف مع مجتمعه. ونظراً للتطور الهائل الذى طرأ على المجتمع من الناحية التكنولوجية وثورة الإنترنت التى شملت العالم بأسره فقد فرض ذلك التطور ضرورة الاهتمام بتطوير الفكر التربوى والتعليمى لمعلمات رياض الأطفال ليواكب تطورات المجتمع، وليتناسب مع أهداف مرحلة رياض الأطفال من تأهيل الطفل للتعامل مع مجتمعه على صورته الحالية بل والمستقبلية مما جعل تطوير الفكر الذى تتعامل به معلمات رياض الأطفال مع الأطفال هو أمر ضرورى وواجب، وكثف من الدراسات التى تتخذ من مرحلة رياض الأطفال موضوعاً لها لما تبينه الباحثون من أهمية لذلك الموضوع.
مشكلة البحث:
تعد فترة الطفولة هى أهم الفترات فى حياة الإنسان، والتى يجب أن يتم خلالها العناية به وغرس الأسس التربوية والدينية الصحيحة فى داخله، ونظراً لمدى أهمية تلك المرحلة فيجب أن يكون القائم على تنفيذ تلك المهمة هو محور اهتمامنا الأصلى والرئيسى نظراً لعظم دوره فى تنفيذها، ونحن نقصد بذلك معلمات رياض الأطفال باعتبارهن القائمات على رعاية الصغير وتقويمه وتنشئته على القيم التربوية والأخلاقية والدينية القويمة.
لذا تنبع المشكلة التى قام هذا البحث من حيث الأصل لإيجاد حلول لها من موطن مهم، وهو التساؤل عن أسباب قلة ومحدودية الدراسات والأبحاث التى وضعت لمناقشة موضوع الطفولة، ودور المعلمات فى تعزيز القيم الأخلاقية فى رياض الأطفال وأهميته وأساليبه وطرق تطويره (Derili-Iman, 2014).
وحتى الدراسات السابقة التى قام بها بعض الباحثين عندما تعرضت لدور رياض الأطفال فى ترسيخ القيم الأخلاقية قد اكتفت بنبذة بسيطة عن هذا الدور، ولم تتعرض له بالإسهاب الذى يستحقه. حيث أن تلك الدراسات تركزت على جوانب محددة فقط من ذلك الموضوع دون باقى جوانبه ومن أمثلة تلك الدراسات الحمود (2009/2010)، وتركزت على دور معلمة رياض الأطفال فى بناء القيم الاقتصادية، فقط ودراسة عبد الكريم (2015)، ودراسة بركات (2010)، ودراسة آل مراد وحسو (2008)، ودراسة الراشد (2017)، والتى تركزت معظمها على دور الأنشطة والأناشيد والقصص ومسرح العرائس المقدمة للطفل فى تنمية قيمه الأخلاقية دون بحث دور المعلمة فى ذلك، وغيرها من الدراسات الأخرى التى أهملت الدور الفعال لمعلمة رياض الأطفال فى تأسيس التربية الأخلاقية للطفل. ولعل الدراسة المقاربة للدراسة الحالية هى دراسة كاظم (2013)، وهى دراسة كشفت عن دور الروضة فى تنمية القيم الخلقية فى جمهورية العراق. بينما لم يعثر الباحثان فى حدود علمهما على دراسة تناولت تحديدا دور معلمة رياض الأطفال فى تعزيز القيم الأخلاقية لدى الأطفال على مستوى المجتمع المحلى، ممّا تسبب فى المشكلة الأساسية وهو عدم توجيه العناية الواجبة لدور المعلمات فى مرحلة رياض الأطفال؛ مما نتج عنه أن معظم المعلمات فى رياض الأطفال لسن على دراية بالدور الأصيل لهم، وهو الدور التربوى فى تأسيس الطفل وإشباعه بالقيم الدينية والسلوكية والأخلاقية، واقتصارهم فقط على تسليتهم بالألعاب، وتلقينهم بعض الأساسيات التعليمية القرائية والكتابية. مما يجعل دور معلمات رياض الأطفال يأتى قاصرًا عن أداء دوره الكامل فى مجال تأسيس الطفولة المبكرة، وهو ما يقودنا إلى المشكلة الأساسية التى قامت تلك الدراسة للإجابة عليها، وهى: التعرف على الدور الحقيقى لمعلمات رياض الأطفال فى تعزيز القيم الأخلاقية لدى الأطفال؟ وهل الكشف عما يحدث على أرض الواقع العملى هو تنفيذ فعلى لهذا الدور أم أن هناك قصوراً كبيراً فى تطبيقه بشكل عملى؟
أهمية الدراسة:
(أ) الأهمية النظرية
  • بيان وتوضيح ومناقشة جانب مهم – وإن لم يكن أهم جانب - من جوانب موضوع تنشئة الطفل القيمية الأخلاقية.
  • تتجلى أهمية البحث الحالى فيما سيضيفه من تراكمية علمية للبحث العلمى لتحديد دور معلمة رياض الأطفال فى دولة الكويت لتعزيز القيم الأخلاقية لدى الأطفال.
  • مناقشة موضوع يخص مرحلة مهمة فى حياة الطفل وهى مرحلة الطفولة المبكرة.
(ب) الأهمية التطبيقية
  • إبراز الدور الحقيقى لمعلمات رياض الأطفال فى تنمية القيم الأخلاقية لدى الأطفال.
  • تعرف أهمية تأثير مرحلة الطفولة المبكرة وأساليب غرس القيم الأخلاقية المستمدة من ديننا الحنيف فى نفوس الأطفال وتكوين شخصياتهم.
  • قد يعد البحث الحالى إضافة مهمة لتدعيم المختصين فى مجال إعداد المناهج التعليمية بالقيم وأساليب تعزيزها بطرائق متعددة وعملية.
  • إثراء محتوى الدراسات التى أجريت فى مجال الطفولة المبكرة، ودور معلمات رياض الأطفال، وما سيعود على القائمين بالدراسات المستقبلية من فائدة تعينهم على إجراء دراساتهم المتوقعة إذا ما استندوا إلى الدراسة الماثلة.
  • توضيح الدور الحقيقى لمعلمات رياض الأطفال فى إخراج جيل قوى فى أسسه الدينية والأخلاقية والتربوية والثقافية يعد بكل تأكيد من قبيل الصالح العام للمجتمع ككل.
أهداف الدراسة:
  • التعرف على دور رياض الأطفال فى تعزيز القيم الأخلاقية لدى الأطفال من وجهة نظر المعلمات فى دولة الكويت.
  • الوقوف على أهم القيم الأخلاقية التى تعززها المعلمات لدى أطفال الرياض فى دولة الكويت.
  • تحديد أفضل الأساليب التى تستخدمها المعلمات لترسيخ القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض.
  • التعرف على درجة اهتمام معلمات رياض الأطفال بتعزيز القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض.
 
أسئلة البحث:
تتحدد مشكلة الدراسة الحالية فى الإجابة على السؤال الرئيس الآتى:
ما دور رياض الأطفال فى دولة الكويت فى غرس القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض من وجهة نظر المعلمات؟
ويتفرع من هذا التساؤل أسئلة البحث التالية:
  • ما دور معلمات رياض الأطفال فى تعزيز القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض من وجهة نظر المعلمات أنفسهن؟
  • ما القيم الأخلاقية التى ينبغي تعزيزها من وجهة نظر معلمات رياض الأطفال فى أطفال الروضة؟
  • ما الأساليب التى تستخدمها معلمات رياض الأطفال؛ لغرس القيم الأخلاقية لدى أطفال الروضة؟
  • ما درجة اهتمام معلمات رياض الأطفال بتعزيز القيم الأخلاقية  لدى أطفال الرياض.
  • ما الفروق فى الأساليب المستخدمة لغرس القيم الأخلاقية لدى أفراد العينة تعزى إلى متغير (المنطقة التعليمية، الخبرة)؟
  •   ما الفروق فى درجة الاهتمام بالقيم الأخلاقية لدى أفراد العينة من المعلمات تعزى إلى متغير (المنطقة التعليمية، الخبرة)؟
الطفولة المبكرة Early Childhood Education 
قال الله عز وجل فى كتابه الحكيم: ﭑ ﭒ ﭓ ﭑ   ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ  ﭛ  ﭜ   ﭝ [سورة غافر- آية 67] .
فقد أورد الله لفظ (طفلاً) ليبين ماهية أولى مراحل الإنسان وهى مرحلة الطفولة التى تبدأ منذ خروج الجنين من بطن أمه رضيعاً. وفى خلال أولى عاميه، وإلى بلوغه سن الفطام (عامين) يسمى رضيعًا، وتسمى تلك الفترة بمرحلة الرضاعة، ومتى تم الرضيع هذين العامين بدأت مرحلة جديدة من حياته والتى يطلق عليها مرحلة الطفولة.
وقد قسمت مرحلة الطفولة – وفقاً لآراء علماء التربية – إلى ثلاثة مراحل: تتمثل فى الطفولة المبكرة، والطفولة الوسطى، والطفولة المتأخرة. وجل ما يهمنا فى الدراسة الماثلة هو مرحلة الطفولة المبكرة؛ لكونها هى أهم مراحل الطفولة والتى يتم خلالها ترسيخ الأسس داخل الطفل والتى تقوم عليها مرحلتى الطفولة الوسطى والمتأخرة؛ لذا تعد هى المرحلة الأهم من مراحل الطفولة والتى يطلق عليها أيضاً مرحلة الحضانة أو رياض الأطفال.
وتبدأ مرحلة الطفولة المبكرة منذ إتمام الطفل عامه الثانى وتستمر حتى بلوغه العام السادس من عمره. وتتميز تلك المرحلة بأهميتها البالغة فى حياة الطفل، لكونها هى المرحلة التى تتشكل فيها شخصيته ويسهل توجيهه وتعريفه على بيئته المحيطة وإمداده بالعناصر اللازمة ليتكيف معها. وقد أثبتت عديد من الدراسات التى أجريت على الأطفال فى تلك المرحلة على أن غالبية الصفات الشخصية التى يتصف بها الطفل تتشكل وترسخ فى داخله خلال تلك الفترة، ويصعب تغييرها أو إعادة تشكيلها؛ فتكون هى ذاتها الصفات التى ستقوم عليها شخصيته عندما يصل إلى مرحلة الشباب والمراهقة، مما يتبين معه مدى أهمية تلك المرحلة فى تكوين القيادات المستقبلية عن طريق زرع القيم الصالحة فى داخل الطفل فى مرحلة الطفولة المبكرة، مما يقودنا إلى بيان ماهية القيم الواجب غرسها وترسيخها داخل الطفل (صادق وأبو حطب، 2008).
القيم الأخلاقية والاجتماعية Moral and Social Values
أولاً: التعريف اللغوى للقيم Values:
بداية يجب أن نوضح المعنى اللغوى للفظ (القيم) كما جاء بمعاجم اللغة العربية المختلفة من معانى لهذا اللفظ والتى جاءت:
  • فى المعجم المحيط عرفت القيمة (Value) بأنها: [بالنسبة للشىء فهو ثمنه أما بالنسبة للإنسان فيعنى أنه ذو قيمة كبيرة].
  • ويرد تعريفها فى معجم الوجيز بأنها: [بالنسبة لصفة العموم فهى قدر الشىء، أما للمتاع فهي ثمنه وهى من الفعل قوم أى رمم وأصلح].
  • وجاء فى معجم مختار الصحاح كتعريف لها: [القيمة هى مفرد القيم وتقويم الشىء هو استعداله وجعله مستقيماً وقيمته هى قدره]. 
  • أما فى المعجم الوسيط فقد اتفق مع تعريف المعجم المحيط فى أن: [القيمة هى قدر الشىء أو ثمنه].
ثانياً: التعريف الاصطلاحى للقيم Values' Idiomatic Definition:
وردت عدة تعاريف للقيم والتى وإن اختلفت فى تعبيراتها إلا أنها تطابقت فى جوهرها ومضمونها. فقد عرف الخطيب القيم بأنها: "مجموعة القواعد والمبادئ التى تستقر فى وجدان الناس بشكل متفق عليه فيما بينهم، ويعد الميزان الذى يزن أفعالهم ويتم الحكم على تصرفاتهم المادية والمعنوية وفقاً له". (الخطيب، 2003، 127).
بينما يرى أبو مشايخ (2008، 21) أن القيم هي: "من الصفات الشخصية الأكثر تأثرًا بالثقافة العامة، فاختلاف القيم بين الأفراد تنشئ الاختلافات الثقافية بين طبقات المجتمع، مما يؤدى إلى تفاوت بعض الجماعات فى ميولها ورغباتها".
أما شريفاستافا Shrivastava  (2017) فقد بين أن القيم الأخلاقية(Moral Values)  هى المبادئ الاساسية التى توجه الحياة وهى مسؤولة عن التنمية الشاملة للفرد. فالقيم الأخلاقية تشكل شخصية الفرد، سلوكه، مهمته ورؤيته فى الحياة، فهى يمكن أن تجلب السلام الداخلى وتحسين نوعية الحياة، وتحقيق الاستدامة، والوئام فى المجتمع العالمى.
كما عرفها أيضاً ميخائيل على أنها: "المعتقدات الراسخة لدى الشخص أو الجماعة بصورة نسبية، والتى تتعلق بتفضيل طرق محددة فى السلوك أو الفعل، ووضع تقديرات ونسب لها تختلف من شخص لآخر ومن جماعة لأخرى". (ميخائيل، 2002، 143)
وعرفها الخوالدة والشوحة بأنها: "المعايير والمبادئ التى يظن الشخص أنها تحقق له مكاسب أياً كان نوعها فى مجتمعه، ويحدد من خلالها الشخص طريقة وسلوكه فى حياته". (الخوالدة والشوحة، 2005، 143).
ومن مجمل التعاريف السابقة يتضح أنها قد تضمنت فى جوهرها تعريفاً واحداً للقيم يستطيع الباحثان أن يستخلصاه منها، وهو أن: "القيم فى مضمونها المجرد عبارة عن مجموعة متكاملة من المعايير والمضامين والمبادئ التى تتكون بداخل الشخص من خلال احتكاكه مع البيئة المحيطة به، وتحددها خبرات مجتمعه وتعمل على توجيهه سلوكياً فيما يتوافق مع أهدافه التى يحددها لنفسه بالتوافق مع أهداف مجتمعه".
وبالتالى نستطيع أن نعرف القيم لدى طفل الروضة بأنها: "المعايير التى تعين الطفل وتساعده على التعامل، والتصرف بشكل سوى، وتوجهه نحو أهداف محددة تتوافق مع معايير الصحة فى مجتمعه، والتى تحدد خطأ أو صحة ما يقوم به الطفل من تصرفات وفقاً لما يحققه من نمو فى المعرفة، وما يتلقاه من تعليم وإرشاد وتربية من القائمين على تربيته ورعايته".
تصنيفات القيم:
وفقاً للدراسات والأبحاث الفكرية والفلسفية التى أجريت ووضعت، وكان موضوعها مسألة القيم فقد نتج عنها وجود عدة تصنيفات من بينها التصنيف الذى أورده عالم الاجتماع الألمانى (سبرانجر)، والذى يقوم من حيث الأصل على (6) أسس ومعايير يمكن أن إجمالها بما يلى:
  1. التصنيف استناداً إلى معيار المحتوى: وفى هذا المعيار يتم تقسيم البشر من حيث قيمهم إلى عدة أنواع تغلب على كل نوع منهم واحدة من القيم الآتى بيانها:
أ) القيم الدينية: وهو الاتصاف بالميل نحو أمور الدين، والعمل بها وهى القيمة التى تغلب على من يتصف بكونه من رجال الدين.
ب) القيم النظرية: وهى تتميز بكونها متعلقة بالبحث عن الحقيقة وسبر أغوار الاتجاهات العلمية والمعرفية، وهى القيمة التى تغلب على العلماء والمفكرين والفلاسفة.
ج) القيم الاجتماعية: وتتمثل فى الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية من مد يد العون إلى الآخرين ومساعدتهم ووضع العمل الخيرى والتعاونى هدفاً وغاية يتم العمل للوصول إليها وليس وسيلة، وهى قيمة يتصف بها القائمون على العمل الخيرى والخدمى.
د) القيم الاقتصادية: وهى القيم القائمة على الاعتبارات النفعية والمادية، والتى تحسب المنفعة العائدة من أى عمل قبل القيام به، وهى قيمة يتصف بها رجال المال والاقتصاد.
ه) القيم الجمالية: تقوم القيم فى هذا المعيار على أسس الملاءمة والتناسق ومظاهر الجمال المحيطة بالفرد من منظوره الشخصى، وهى قيمة يتصف بها الفنانون والأدباء والمبدعون.
و) القيم السياسية: تكون الأهداف فى تلك القيمة متقاربة مع مثيلتها فى القيم الاجتماعية من خدمة للآخرين ومعاونتهم، ولكن الفارق يكون فى الدافع الذى يدفع الفرد للقيام بذلك فهو فى القيم الاجتماعية ينبع من حب المساعدة فى حد ذاتها إلا أنه فى هذه القيمة تستند إلى دافع الرغبة فى السيطرة والشهرة، وتحقيق القوة وهى قيم تغلب على السياسيين والقادة ورجال الحرب (أبو سعد، 2011، 75-76).
  1. التصنيف استنادًا إلى معيار المقصد: يقوم هذا المعيار استنادًا إلى القصد والغاية من وراء القيمة، ولهذا المعيار مقصدين أساسيين إما أن يكون القصد من القيمة كونها وسيلة، حيث تعد طريقاً ممهداً للوصول إلى هدف محدد وتحقيقه وإما كونها هدفاً وغاية فى حد ذاتها، حيث تكون كافة أنشطة وأساليب حياة الفرد منعقدة للوصول إلى القيمة المستهدفة. 
  2. التصنيف استناداً إلى معيار الشدة: ويقصد بهذا المعيار مدى الالتزام الذى تفرضه القيمة على من يتصف بها وهى على أساس ذلك تنقسم إلى ثلاثة مستويات: 
أ) المستوى الأول وهى القيم الملزمة: وتعد أعلى مراحل ومستويات القيم من حيث شدة الإلزام فهى تتضمن القيم التى ينبغى أن تتبع وتوجب على الفرد الالتزام بها لتعلقها بمصلحة المجتمع، والتعاليم الدينية، والعقائدية كالصدق والأمانة.
ب) المستوى الثانى وهى القيم التفضيلية: وهى القيم التى يفضل أن يتصف بها الفرد ولا يكون إلزاماً عليه أن يتصف بها، ولا عقوبة له إن تركها بل هى اختيارية ولكنها مستحبة.
ج) المستوى الثالث وهى القيم المثالية: وهى عبارة عن القيم التى يتمنى الفرد أن يصل إليها ويتصف بها، والتى تعد بالنسبة للعقل مستحيلة التحقق بشكل كامل، وعلى الرغم من ذلك يجاهد فى سبيل تحقيقها.
  1. التصنيف استناداً إلى معيار العمومية: يستند هذا المعيار إلى درجة انتشار القيمة، حيث يقسمها إلى قسمين القيم العامة، وهى التى تعد الأكثر شيوعاً وانتشاراً بين أفراد المجتمع بكافة صورهم بينما القسم الآخر هو القيم الخاصة، وهى القيم التى تقتصر على جزء وفئة ومعينة من الأفراد وتسود فى زمن أو مكان معين.
  2. التصنيف استناداً إلى معيار الوضوح: يقسم هذا المعيار القيم من ناحية وضوحها إلى قيم صريحة يقوم بها الفرد بشكل صريح ومعلن، وقيم ضمنية وهى القيم التى نتعرف عليها من سياق أسلوب الفرد فى التعامل والسلوك المستمر.
  3. التصنيف استناداً إلى معيار الدوام: وأخيراً يأتى تقسيم القيم على أساس دوامها إلى قسمين أولهما القيم العابرة، وهى التى تكون وقتية سريعة الزوال، وثانيهما القيم الدائمة، وهى التى تظل ثابتة وراسخة فى نفس الفرد وتنتقل من جيل إلى جيل. (زهران، 1984، 125-126، دياب، 2003: 78-79، الجلاد، 2010، 48).
مفهوم القيم الأخلاقية (Moral Values Definition)
سبق وأن أوردنا تعريفاً مفصلاً للقيم، وبقيت حقيقة واحدة لم نوردها وهى أن هناك علاقة وثيقة تربط فيما بين القيم والأخلاقيات، وتلك العلاقة تعتبر علاقة أصل بنتائج، حيث أن الأصل هو القيم المستقرة فى وجدان الفرد، والتى تتمثل نتيجتها فى الأخلاق التى تحكم السلوك فلا يكون الفارق بين القيمة والأخلاقيات هو فارق نوعى بل هو فارق فى الدرجة، لذا فيمكننا أن نعرف القيم الأخلاقية بوجه عام على أنها معايير تجد قابليتها لدى الفرد والمجتمع فى آن واحد، ويكون لها أثر إلزامى فى وجدانهما، هذا الأثر الذى يجعلها تتحكم فى تصرفاتهم وتوجهها إلى الطريق الصحيح بحيث تجعل سلوك الفرد متناسقا مع مبادئ المجتمع. وهى بذلك تعد القواعد التى تحدد وتنظم سلوك الفرد فى أموره الحياتية سواء فى تصرفاته الظاهرة أو تفكيره الداخلى، وتحدد له ما يجب أن يحققه وليس ما حققه بالفعل (المزين، 2009، 18). 
أهمية القيم الأخلاقية:
للقيم الأخلاقية أهمية كبيرة لا يستطيع أن ينكرها أحد سواء بشكل عام للمجتمع أو بشكل خاص للفرد، لذا فأهمية القيم الأخلاقية تكمن فى اتجاهين وهما:
أولاً: أهمية القيم الأخلاقية بالنسبة للفرد:
تحدد للفرد السلوكيات القويمة التى تحقق له ما ينشده من أهداف بشكل يتفق مع معتقدات وقيم المجتمع، وتعد أيضا وسيلة ربط وتجاذب بين أفراد المجتمع الواحد والذين يتصفون بذات القيم. وتعد مؤشرًا يمكن معرفة السلوك المستقبلى للفرد وفقاً لما يتصف به ويعتنقه من أخلاقيات، وتساعد الفرد على التحكم فى تصرفاته وشهواته وضبطها، وتعمل على تشكيل شخصية الطفل ووضع الأسس الصالحة لبناء وجدان وعقل بناء، وتزرع الإحساس داخل الفرد بالطمأنينة والشعور بالراحة النفسية لأنه ينفذ تعاليم دينه ويتحلى بأخلاقياته (المصرى، 2010).
ثانياً: أهمية القيم الأخلاقية بالنسبة للمجتمع:
تزيد من تماسك ووحدة ولحمة المجتمع، وتعد أساساً هاماً ومعاوناً فى تحديد المناهج الدراسية والتوجهات التربوية السليمة، كما تقلل من نسبة الجرائم فى المجتمع، وتعتبر مؤشراً دالاً على مدى ما يبلغه المجتمع من درجة تحضر ورقى. (العاجز والعمرى، 1999(
ومن ذلك يتضح لنا مدى أهمية زرع القيم الأخلاقية بالتحديد فى نفوس ووجدان الطفل خاصة وأن الطفل فى سنوات عمره الأولى يكون فى مرحلة اكتساب الخبرات التى يتم صقلها فيما بعد فتكون القيم الأخلاقية هى الأولى بأن يتم غرسها فى الطفل كبذرة صالحة ستنمو فيما بعد ليجنى الفرد والمجتمع ثمارها من شباب ورجال ذوى قيم ومثل تتفق مع الأخلاقيات التى تبنى المجتمع وتسمو به كما أنها تنمي وازع الضمير لدى الطفل لتهيئته وجدانياً لاعتماد طريق صالح فى مسار حياته والابتعاد عن السلوكيات السلبية والخاطئة غير المرغوبة.
دور الأسرة فى غرس القيم الأخلاقية لدى الأطفال:
إن الأسرة باعتبارها الخلية الأولى للمجتمع لها دور هام تقوم به فى وضع الأسس والقيم الأخلاقية لدى أطفالها، حيث أن الأسرة تعد وعاءً اجتماعياً ينصهر فيه الطفل ليعاد تشكيله كالمادة الخام التى يتم تذويبها لتتخذ شكلاً جديدًا، ثم تصبح البوابة التى يتصل من خلالها بالعالم الخارجى ليخطو أولى خطواته فى عالم الواقع المجتمعى، فتكون أولى معلوماته يتلقاها من أسرته وأولى كلماته ينطقها معهم. فالأسرة صاحبة الدور الأول فى وضع بذرة القيم الدينية والأخلاقية والتربوية التى تتولى رياض الأطفال ترسيخها وتنميتها والمحافظة على نموها فى داخله. وتكمن أهمية دور الأسرة فى إمداد الطفل بكافة الخبرات التعليمية التى يحتاجها، وتوفير المناخ الملائم لتنمية القيم الاجتماعية لدى الطفل، وتطبيق العدل والمساواة بين الأطفال فى الأسرة الواحدة لتكون قيم العدالة والمساواة ليست نظرية بل واقع عملى يتم أمامهم ليرسخ بداخلهم، وكذلك توجيه الطفل نحو القيم الاجتماعية الصحيحة وإرشاده فى اختيار الأصدقاء الصالحين وتأسيسهم ضد الانحراف. (المزين، 2009)
دور رياض الأطفال فى تنمية القيم الأخلاقية لدى الأطفال:
ويأتى دور رياض الأطفال وأهميته فى كونها البيئة الثانية المكملة لبيئة المنزل والتى تكمل دور الأسرة فى رعاية وتنمية بذرة القيم الأخلاقية التى غرستها الأسرة فى نفس ووجدان الطفل. لذا فإن أهم دور لرياض الأطفال هو الحد من تأثير الأطفال بعضهم على الآخر، حيث أن الفصل الواحد فى مرحلة رياض يحوى عددًا من الأطفال الذين لكل منهم بيئة خاصة أتى منها تختلف عن بيئة من حوله من أطفال، كما أن لكل منهم قيمًا تم زرعها فى داخله تختلف عما تم زرعه من قيم داخل من حوله من أطفال آخرين، فيصبح دور رياض الأطفال عن طريق معلماتها كخطوة أولى بتحييد التأثير المتبادل بين الأطفال بعضهم البعض لمنع انتقال القيم السيئة فيما بينهم، ثم تحديد أياً من الأطفال يحمل من القيم ما يستوجب تقييمه أولاً، والعمل على تنقيته وتقويمه ثم العمل على توحيد القيم الصالحة بين الأطفال بأكملهم لتكون قيمة القيم فى داخلهم واحدة، ويكون الخطاب والإرشاد التربوى الموجه من المعلمة فيما بعد موجهاً لهم جميعاً وليس بعضهم دون الآخر.
كما أن لها دور عظيم فى نشر قيم التعاون، الاحترام، والصداقة فيما بين أطفال الروضة، حيث أنهم يمضون معظم اليوم بها فتكون بمثابة منزلهم الثانى، ويكون جميع الأطفال فى غرفة النشاط بمثابة أسرة واحدة يتعاونون ويتشاركون فى اللعب بكل إيجابية لتنمية تلك القيم داخلهم.
علاوة على ذلك فرياض الأطفال (ممثلة فى معلماتها) باعتبارها أولى مراحل احتكاك الطفل بالتعليم والتربية فى حياته العملية فهى تحمل رسالة مهمة تتمثل فى تعليم الطفل أولى مبادئ دينه الإسلامى، وتنمية آداب السلوك وأخلاقيات التعامل لدى الطفل وإعطائه الوسيلة فى اختيار القدوة والمثل الأعلى الذى يقتدى به ومعاونته فى اختياره، وتهيئة الطفل للحياة المدرسية والقيام بدور حلقة الوصل فيما بين الحياة الأسرية والحياة الاجتماعية فى المجتمع الأكبر (فهيم، 2016).
وكذلك رفع درجة تمسك الطفل بدينه وأخلاقياته عن طريق اتباع الأساليب المحببة إليه والتى يسهل أن تصل إلى قلبه وتمس وجدانه، وتوجيه الأسرة إلى الأسس القويمة التى تستطيع تنميتها داخل أطفالها وتنبيههم إلى أى عيوب أو أخطاء ترجع إلى الأسرة لتعمل على علاجها، والعمل على تعريف الطفل بمفهوم المعانى المجردة مثل الخير والحب والتعاون وتعريفهم الجزاء فى الدنيا والآخرة على ذلك، وتوعية الطفل بوجوب احترام الآخرين وترسيخ الآداب الأولية للحوار فيما بينهم وبين الآخرين، سواء فى نطاق الأسرة والروضة أو خارجها، وبناء شخصية قوية للطفل عن طريق تفهيمه وتوعيته بمعنى الحرية – على سبيل المثال - عن طريق إتاحة الفرصة له لتنفيذها وتجربتها عملياً، وذلك بأن يختار النشاط المناسب له بكل حرية ودون ضغط (رمضان، 2005).
أساليب تنمية القيم الأخلاقية فى رياض الأطفال:
يكتسب الطفل القيم عن طريق وسائل متعددة ومختلفة كالتقليد والمحاكاة وهى من أهم وسائل غرس وتنمية القيم الأخلاقية داخل الطفل، حيث أنه فى تلك الفترة يكون فى مرحلة يسهل فيها التأثير عليه وعلى اتجاهاته السلوكية، فهو يحاكى ويقلد الأشخاص الذين يعتبرهم مقربين له ممن يحيطون به فيسهل أن يقلدهم ويحاكيهم فى تصرفاتهم وأخلاقياتهم؛ لذا تستطيع معلمة الروضة التأثير على قيم وسلوك الطفل فى هذه المرحلة (النقيب، 2002).
كذلك يتأثر الطفل كثيرا بالقدوة والمثل الأعلى، والذى يعد مثالاً يضعه الطفل نصب عينيه، ويقتدى به فى كافة صفاته وسلوكياته، وهو فى الغالب يكون من المحيطين به والقريبين إلى قلبه، ويمكن أن يكون له أكثر من قدوة لذا فيمكن أن تكون معلمة الروضة من خلال علاقتها بالطفل هى إحدى أمثلته العليا فيأخذها قدوة له، وتصبح نصائحها وإرشاداتها وتصرفاتها ذات مفعول السحر على الطفل فينعكس أثرها بسرعة فى سلوك الطفل وأخلاقياته (جيدورى، 2005).
إن مد أواصر وجسور الحوار فيما بين المعلمة والطفل تساعد على أن يثق الطفل فى المعلمة فيدرك فى قرارة نفسه أنها لن تلقنه سوى ما فيه الصالح والخير له، ويكون لديه القابلية لإخبارها بكافة ما يدور بخلده مما قد يساعد المعلمة على اكتشاف ومعالجة أى سلوك غير سوى لدى الطفل.
نظام الثواب والعقاب أحد الوسائل المهمة، حيث أن الطفل يمكن توعيته وتعريفه ماهية الثواب وترغيبه فى الشعور بالإحساس الطيب الذى ينتجه كأثر له داخل وجدان الإنسان، كما يجب تعريفه بالعقاب أيضاً وما ينتجه داخل النفس من ألم وضيق ليتجنب من السلوكيات ما يمكن أن ينتج عنه أى عقاب (حمدى، 2008).
من الوسائل الأخرى تعويد الطفل بممارسة أعمال الخير واتباع كافة السلوكيات القويمة فى شكل يومى، مثل أن تقوم معلمة الروضة بتخصيص أنشطة ثابتة ويومية للأطفال كإطعام الطيور أو رعاية نبات وفعل الخير بشكل عام، واصطحابهم للصلاة لتصبح عادة يومية للطفل وترسخ فى داخله كقيمة (كاظم، 2013).
يمكن استخدام اللعب كوسيلة لترسيخ القيم الأخلاقية فى نفس الطفل لما للعب من جاذبية ومتعة وتشويق فى نفس للطفل ووسيلة لتفريغ طاقاته، حيث يمكن أن يتم عمل مسرحيات يشارك الطفل فى أدوار فيها فيتعلم منها القيم الصالحة، كما يمكن أن تختار المعلمة القصص المناسبة للأطفال لتقصها عليهم فيكتسبون منها السلوكيات المرغوبة (الحمود 2009/2010).
الدراسات السابقة:
فيما يلى عرض للدراسات السابقة ذات الصلة والتى أمكن للباحثة الوصول إليها:
أولا: الدراسات العربية:
أجرى بركات (2010) دراسة بعنوان: مدى توافر القيم فى عينة من قصص الأطفال فى سورية، والتى استهدفت التعرف على القيم التربوية فى قصص الأطفال للفئة العمرية (5-8) للمؤلفة مريم خير بك، وهى بعنوان سلسلة البشائر وتكونت العينة من 12 قصة عبرت أحداثها عن الطبيعة المحيطة بالطفل والبيئة التى يعيش فيها. وقد استخدمت الدراسة منهج تحليل المحتوى باستخدام مقياس القيم. وقد أظهرت النتائج أن القصص تضمنت 381 تكرارًا للقيم، حيث جاءت القيم المعرفية والثقافية فى المرتبة الأولى والقيم الروحية والأخلاقية فى المرتبة الثانية ومن بعدها القيم الاجتماعية، تليها قيم تكامل الشخصية، ثم القيم الترويحية والجمالية، فى حين جاءت القيم الصحية والوقائية فى المرتبة الأخيرة، وقد خلصت الباحثة إلى ضرورة الاهتمام بقصص الأطفال والتى لها دور أساسى فى تنمية القيم التربوية فى نفوس الأطفال. 
وأجرت حمدى (2007) دراسة بعنوان: دور الأسرة والروضة فى تشكيل القيم الأخلاقية للطفل دراسة ميدانية لأطفال الرياض فى اللاذقية، وكان هدف الدراسة رصد أساليب التربية الأسرية فى الأسر التى مر بها أطفال الرياض وأثرها على مستوى نمو سلوكيات الطفل الأخلاقية، وقد وصلت الباحثة إلى وجود علاقة إيجابية وثيقة بين أخلاقيات الطفل من جهة وبين أساليب التربية بشكل عام، وأساليب الوالدين، وأساليب المعلمة وخبرتها من جهة أخرى. كما أظهرت الدراسة أن المعلمات أكثر قدرة من الوالدين على توجيه أطفال الرياض بتشكيل قيم الطاعة والآداب العامة، فى حين أن الوالدين أقدر على توجيه الأطفال فى تشكيل قيم الصدق والإيثار.
كما أجرت باصرة وباحارثة (2015) دراسة هدفت لمعرفة دور رياض أطفال مدينة المكلا فى تنمية القيم من خلال الإجابة عن السؤال الرئيسى ما دور مربية الروضة فى تنمية القيم لدى الأطفال، تكونت عينة الدراسة من (50) معلمة رياض أطفال، أما أداة الدراسة فتكونت من استبانة بمجالين، المجال الأول يتكون من أربعة أنواع من القيم (القيم الإيمانية، القيم الأخلاقية، القيم الثقافية، القيم الاجتماعية) والثانى يتكون مع 12 فقرة حول الأساليب المستخدمة فى تنمية القيم. أظهرت نتائج الدراسة أن القيم الإيمانية حازت على أعلى متوسط حسابى، بينما حازت القيم الثقافية على أدنى متوسط حسابى، وأظهرت النتائج أن طريقة اللعب هى الأكثر استخدامًا من قبل المعلمات تليها طريقة مسرح العرائس.
أما فهيم (2016) فقد أجرى دراسة بعنوان غرس القيم الأخلاقية وتشربها مطلب تربوى فى ضوء التصور الفكرى لتربية طفل ما قبل المدرسة (دراسة نقدية)، باستخدام المنهج الفلسفى الاستنباطى. هدفت الدراسة إلى فهم أهمية رياض الأطفال لدورها كحلقة وصل بين المنزل والمدرسة، وفى غرس القيم الأخلاقية والإسلامية فى الطفل، وذلك فى ضوء التصور الفكرى للتربية القائم خلف تلك المرحلة. وقد بينت النتائج أن من ضمن الأساليب المستخدمة فى غرس القيم الأخلاقية مثل النظافة، النظام، الأمانة، التعاون والصدق: القدوة، التقليد، الثواب والعقاب، النصح والإرشاد ورواية القصص. كما أوضحت الدراسة أن العلاقة بين المنزل والروضة بالنسبة لتنمية القيم الأخلاقية لدى الطفل هى علاقة وثيقة لا يمكن فصلها. أوصى الباحث بعمل دراسات أخرى حول دور مؤسسات المجتمع المدنى والمسجد وجماعة اللعب والرفاق فى غرس القيم الأخلاقية.
وأجرت الحمود (2009/2010) دراسة بعنوان: دور معلمة الروضة فى بناء القيم الاقتصادية لدى أطفال الرياض ما بين (5-6) سنوات (دراسة ميدانية فى رياض مدينة دمشق). ويخلص هدفها فى تحديد القيم الاقتصادية المناسبة للطفل، وتعريف دور معلمة الروضة فى بناء تلك القيم لدى الطفل ودور الموجه والموجهة فى مساعدة المعلمة على ذلك، والتعرف على الأسباب والطرق الأكثر استخداماً من قبل معلمة الروضة لغرس القيم الاقتصادية لدى الطفل، وما يقابلها من صعوبات فى ذلك. وانتهت إلى أن أكثر القيم الاقتصادية مناسبة للطفل والتى حصلت على أعلى متوسطات حسابية هى: قيم ترشيد الاستهلاك، والإنفاق، والادخار، وحب العمل وتقديره، واحترام أصحاب المهن وتقديرهم. وأن لمعلمة الروضة دور كبير فى تنمية تلك القيم. أما أهم وسائل غرس تلك القيم هى سرد القصة يليه لعب الأدوار ثم المحاكاة ثم اللعب ثم القدوة. وبينت الباحثة أن هناك بعض المعوقات التى تواجه المعلمة فى مرحلة الروضة ورتبتها تنازلياً بدءاً من الصعوبات المتعلقة بأولياء الأمور مروراً بالصعوبات المتعلقة بالمعلمة والطفل انتهاء بصعوبة الاستفادة من أنشطة الروضة لترسيخ القيم الاقتصادية.
ثانيا: الدراسات الأجنبية
          قام باردواج وآخرون Bhardwaj et al. (2015) بدراسة بعنوان: دور منهج المدرسة والمعلمين فى غرس القيم لدى أطفال المرحلة الابتدائية، وقد هدفت الدراسة إلى تحليل الوسائل والأنشطة التى يطبقها المعلمون فى غرس القيم من خلال منهج اللغة الإنجليزية لطلاب الصف السابع فى جمهورية الهند. واعتمدت الدراسة على المنهج الكيفى من خلال استخدام المقابلة. وبلغت عينة الدراسة 24 معلمًا من المدارس الحكومية والخاصة. وكشفت النتائج أن بعض الإستراتيجيات التى يستخدمها المعلمون غير فعالة فى تعزيز القيم لدى طلاب المرحلة الابتدائية، ويعزو ذلك إلى عدم خضوع المعلمين للتدريب الملائم ما قبل الخدمة، كذلك عبء العمل المدرسى يؤثر على أداء المعلمين فى تنظيم الأنشطة المناسبة التى تساهم فى غرس القيم داخل المدرسة وخارجها.
أجرت نورليلاNurlaela  (2013 (دراسة بعنوان: أهمية تدريس القيم للطلاب، وقد استخدمت المقابلة كأداة للدراسة لجمع المعلومات من المعلمين من المدارس المهنية الحكومية والخاصة. وكان الهدف من الدراسة التعرف على أهمية القيم الأخلاقية وكيفية تدريسها للطلاب. وقد خلصت الدراسة إلى أن التربية الأخلاقية تؤثر على سلوك الطلاب وتحصيلهم الدراسى إيجابيا. ودعت إلى ضرورة تنمية القيم الأخلاقية بالمشاركة بين المدرسة والأسرة. كما أن هناك عديدًا من الإستراتيجيات والأنشطة تساهم فى تنمية القيم الأخلاقية، والتى من شأنها أن تعزز العلاقة الطيبة بين المعلم والطالب، وأكدت الدراسة على أربع قيم يتوجب على المعلم أن يركز عليها فى التربية الأخلاقية وهى: الأمانة، والرحمة، وآداب المعاملة، والصلاة.
            كما أجرت ديريلى إيمان Derili-Iman (2014) دراسة بعنوان أثر برنامج تعليم القيم على التطور الاجتماعى لأطفال من سن خمس سنوات إلى ست سنوات. وكان الهدف من هذه الدراسة قياس أثر برنامج تربوى لتعليم القيم لأطفال ما قبل المدرسة على المهارات الاجتماعية والتطور النفسى والاجتماعى ومهارات حل المشكلات، واعتمد البحث على المنهج التجريبى باستخدام مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة تتكون كلاهما من 33 طفلا، وقد استغرق تطبيق البرنامج ثلاثة أشهر. كما استُخدمت المقابلة، ومقياس تقييم المهارات الاجتماعية، مقياس السلوك النفسى والاجتماعى للأطفال ما قبل المدرسة لقياس المتغيرات التابعة. وأظهرت النتائج أن برنامج تعليم القيم قد زاد من نسبة السلوكيات المناسبة لدى الأطفال وانخفضت سلوكيات الأطفال غير المرغوب فيها.
            قام رحيم ورحيم   Rahim and Raheim (2012) بدراسة بعنوان: توظيف القصص فى التربية الأخلاقية للأطفال الصغار. وهدفت الدراسة إلى التعرف على دور معلمى رياض الأطفال فى توظيف القصص لتعزيز التربية الأخلاقية والتى تعد من المواد التكميلية فى رياض الأطفال فى إندونيسيا. وقد كشفت نتائج هذه الدراسة ما يلى: 
أولا: أن هناك عددًا قليلاً من المعلمين ممن يستخدمون القصص فى التربية الأخلاقية فى رياض الأطفال.
ثانيا: للمعلمين دور أساسى فى مساعدة الأطفال فى فهم القصة، والمغزى منها مما يشكل تحديا على المعلمين فى كيفية ربط محتوى القصة مع الحياة اليومية للأطفال. 
ثالثا: نظرة المعلمين إلى الأخلاق ومفاهيمها تؤثر على الوسيلة التى يوصل بها المعلمين القيم الأخلاقية فى القصة إلى الأطفال. 
التعقيب على الدراسات السابقة:
جاءت تلك الدراسات مختلفة فى أهدافها وأسسها إلا أنها اجتمعت واتفقت على حقيقتين مهمتين يؤيدهما الباحثان من خلال بحثهما الماثل، وهما أن القيم الأخلاقية أو غيرها من القيم الأخرى يجب أن يتم غرسها فى نفس ووجدان الطفل فى مرحلة الروضة، حيث يكون الطفل كالصفحة البيضاء التى يسهل أن نكتب عليها ما نريد سواء من حيث قابليته لتقبلها أو من حيث رسوخها الشديد فى نفسه، علاوة على عظم دور الأسرة ومعلمة الروضة فى ترسيخ القيم فى نفس طفل الروضة، وأن دورهما ليس منفصلاً أو مختلفاً بل هو عبارة عن علاقة تكاملية للدورين يتم عن طريقهما معاً تنشئة الطفل التنشئة الصحيحة والقويمة ولا يستقيم دور أحدهما دون الآخر.
حدود البحث:
اقتصرت الدراسة الحالية على:
الحد الموضوعى:
آراء معلمات رياض الأطفال فى دولة الكويت حول دورهن فى تعزيز القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض.
الحد المكانى:
عينة عشوائية من معلمات رياض الأطفال من المحافظات الست فى دولة الكويت وهى كالآتي: محافظة العاصمة، ومحافظة حولي، ومحافظة الفروانية، ومحافظة الجهراء، ومحافظة الأحمدي ومحافظة مبارك الكبير.
الحدود الزمانية:
طبقت الدراسة فى الفصل الثانى من العام الدراسى 2017/2018.
المعالجات الإحصائية:
استخدمت الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية للإجابة عن أسئلة الدراسة، واستخدمت الاختبارات الإحصائية الآتية:
  1. للإجابة عن السؤال الأول والثانى والثالث والرابع تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية.
  2. للإجابة عن السؤال الخامس والسادس تم استخراج تحليل التباين الثنائى One Way Anova.
إجراءات الدراسة
منهج الدراسة:
استخدم الباحثان المنهج الوصفى وذلك لملاءمته لطبيعة الدراسة وأهدافها، حيث اعتمد هذا المنهج على التعرف على معالم الظاهرة بهدف الوصول إلى وصف دقيق للظاهرة وخصائصها وتفسير نتائجها. كما يعد المنهج الوصفى من المناهج التى تعتمد على دراسة الظاهرة كما توجد فى الواقع، ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعبّر عنها كيفيا بوصفها وبيان خصائصها، وكميا بإعطائها وصفا رقميا من خلال أرقام وجداول توضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها أو درجة ارتباطها مع الظواهر الأخرى، وحينما يستخدم الباحثون المنهج الوصفى، لا يقومون بحصر الظواهر ووصفها جميعها، وإنما يقومون بانتقاء الظواهر التى تخدم أغراضهم من الدراسة ثم يصفونها ليتوصلوا بذلك إلى إثبات الحقيقة العلمية. (داود، 2011)
مجتمع الدراسة:
تكون مجتمع الدراسة من جميع معلمات رياض الأطفال فى الكويت والبالغ عددهن 7 آلاف و249، منهن 7 آلاف و54 كويتية، و195 غير كويتية.
عينة الدراسة
تكونت عينة الدراسة من (757) معلمة تم اختيارهن بالطريقة العشوائية بما نسبته (10%) من مجتمع الدراسة، والجدول التالى يبين عينة الدراسة وفق المتغيرات الديموغرافية للدراسة.
الجدول (1)
وصف عينة الدراسة بحسب المتغيرات
المتغير                     فئات المتغيرات العدد
المنطقة التعليمية العاصمة 140
الفروانية 152
حولى 169
الأحمدى 103
مبارك الكبير 90
الجهراء 103
المجموع 757
الخبرة أقل من خمس سنوات 199
خمس سنوات إلى أقل من 10 سنوات 257
عشر سنوات فما فوق 301
المجموع 757
 
أداة الدراسة
تكونت أداة الدراسة من استبيان للتعرف على دور رياض الأطفال فى تعزيز القيم الأخلاقية لدى الأطفال من وجهة نظر المعلمات فى دولة الكويت من إعداد الباحثين. قسمت الاستبانة إلى جزأين: بيانات ديمغرافية، والفقرات، وقد تمت الاستفادة فى إعداد الاستبانة من خلال الاطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة، وقد تكون المقياس فى صورته الأولية من (60) فقرة موزعة على (4) مجالات:
  1. دور معلمات الرياض فى تعزيز القيم الأخلاقية لدى الأطفال.
  2. القيم الأخلاقية التى ينبغى تعزيزها لدى أطفال الرياض.
  3. مدى الاهتمام بتعزيز القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض.
  4. الأساليب المستخدمة لغرس القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض.
وزعت الاستبانة على عينة عشوائية من معلمات رياض الأطفال و البالغ عددهن (757) معلمة موزعة على المحافظات الست فى دولة الكويت: محافظة العاصمة، ومحافظة حولى، ومحافظة الفروانية، ومحافظة الجهراء، ومحافظة الأحمدى ومحافظة مبارك الكبير.
صدق أداة الدراسة
للتحقق من صدق أداة الدراسة تم توزيع أداة الدراسة على مجموعة من المحكمين بلغ عددهم (10) محكمين فى تخصصات أصول التربية والقياس والتقويم، وتم إجراء التعديلات فى ضوء الملاحظات التى اتفق عليها (80%) وتكون المقياس فى صورته النهائية من (55) فقرة واعتمد مقياس ليكرت الثلاثى، والذى تضمن ثلاثة أوزان (أوافق 3 – إلى حد ما 2 - لا أوفق 1)
ثبات أداة الدراسة
للتحقق من ثبات أداة الدراسة، تم استخراج ثبات الإعادة من خلال تطبيق الأداة على عينة مكونة من (30) معلمة من خارج عينة الدراسة، وبعد مرور أسبوعين تم إعادة التطبيق مرة أخرى واستخرجت معامل ارتباط بيرسون بين مرتي التطبيق، كما تم استخراج معامل الاتساق بدلالة كرونباخ ألفا، والجدول (2) يبين هذه القيم.
الجدول (2)
قيم معاملات الثبات بطريقة الإعادة (Test-Retest)، والاتساق الداخلى بدلالة كرونباخ ألفا.
التسلسل المجال ثبات الإعادة (بيرسون) الاتساق الداخلى (كرونباخ ألفا)
1 دور معلمات الرياض فى تعزيز القيم الأخلاقية لدى الأطفال 0.79 0.83
2 القيم الأخلاقية التى ينبغى تعزيزها لدى أطفال الرياض 0.82 0.91
3 مدى الاهتمام بتعزيز القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض 0.80 0.82
4 الأساليب المستخدمة لغرس القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض 0.86 0.88
 
يلاحظ من نتائج الجدول (2) أن قيم معاملات الارتباط قد تراوحت ما بين (0.86) و(0.79)، كما تراوحت قيم الاتساق الداخلى ما بين (0.91) و(0.82) وجميع هذه القيم تعد مناسبة لأغراض الدراسة الحالية.
تصحيح أداة الدراسة:
للحكم على المتوسطات الحسابية تم استخدام المعادلة الآتية:
(أعلى قيمة فى التدريج - أدنى قيمة)/3 = (3-1)/3 = 0.66
وبالتالى تكون الفئات كما يلى:
1    -  1.66      منخفض
1.67   - 2.33    متوسط
2.34   -3          مرتفع
نتائج الدراسة وتفسيرها
ما دور رياض الأطفال فى الكويت فى غرس القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض من وجهة نظر المعلمات؟
ويتفرع من هذا التساؤل أسئلة البحث التالية:
نتائج الإجابة عن سؤال الدراسة الفرعى الأول: ما دور معلمات رياض الأطفال فى تعزيز القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض من وجهة نظر المعلمات أنفسهن؟
للإجابة عن هذا السؤال تم إيجاد المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والجدول التالى يبين ذلك.

الجدول (3)
المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب لدور معلمات رياض الأطفال فى تعزيز القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض من وجهة نظر المعلمات أنفسهن.
التسلسل الفقرة المتوسط الحسابى الانحراف المعيارى الرتبة مستوى الدور
3 أكون دائما قدوة ونموذجًا للأطفال 2.92 0.28 1 مرتفع
ا الإعداد الجيد للمواقف التى تعزز من القيم الأخلاقية لدى الأطفال 2.86 0.35 2 مرتفع
2 أمنح حوافز معنوية للأطفال لتعزيز القيم الأخلاقية لديهم 2.86 0.35 3 مرتفع
6 أصحح أخطاء التفكير فى السلوكيات غير المحببة فى المجتمع 2.86 0.36 4 مرتفع
11 القيم الأخلاقية مستمدة من الدين وعادات المجتمع 2.86 0.35 5 مرتفع
9 أهتم باستخدام القصص المشوقة عن القيم لدى الأطفال 2.83 0.38 5 مرتفع
4 أجعل الأطفال يقومون بأدوار متنوعة تمثل قيم مجتمعهم 2.80 0.41 5 مرتفع
5 أحفز الأطفال للاستثارات الذهنية باستمرار وأناقشهم فيها 2.80 0.41 8 مرتفع
10 أتواصل مع أولياء الأمور للتعرف على استجابة الطفل السلوكية باستمرار 2.52 0.60 8 مرتفع
7 أصحب الأطفال فى جولات ورحلات خارجية مدرسية للتعرف على قيم المجتمع 2.47 0.61 10 مرتفع
8 أتواصل مع أولياء الأمور باستمرار عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى 2.42 0.66 11 مرتفع
الدرجة الكلية 2.75 0.24 مرتفع
 
            يلاحظ من نتائج الجدول (3) أن درجة دور معلمات رياض الأطفال فى تعزيز القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض من وجهة نظر المعلمات أنفسهن جاء بدرجة مرتفعة، إذ بلغ (2.75) وبانحراف معيارى (0.24) وكانت جميع المتوسطات الحسابية فى المستوى المرتفع، وجاءت فى الرتبة الأولى الفقرة (3)، والتى نصت على "أكون دائما قدوة ونموذجًا للأطفال"، بمتوسط حسابى (2.92) وبانحراف معيارى (0.28)، وفى الرتبة الأخيرة جاءت الفقرة (8) والتى نصت على "أتواصل مع أولياء الأمور باستمرار عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى"، بمتوسط حسابى (2.42)، وانحراف معيارى (0.66)، وقد تُعزى هذه النتيجة المتعلقة بالفقرة الأولى إلى أن نظرة المجتمع والطفل بشكل عام للمعلم على أنه القدوة والمثل الأعلى؛ وبالتالى يحرص المعلمون على أن يكونوا القدوة الصالحة للأطفال بسلوكياتهم وتصرفاتهم، وقد جاءت جميع الفقرات بدرجة مرتفعة لحرص المعلمات على التواصل مع أولياء الأمور لما فيه خير ومصلحة الأبناء بشكل عام. كما واتفقت النتائج نسبياً مع دراسة فهيم (2016) والتى أشارت إلى العلاقة بين المنزل والروضة بالنسبة لتنمية القيم الأخلاقية لدى الطفل هى علاقة وثيقة لا يمكن فصلها. واختلفت نسبياً مع دراسة رحيم ورحيم   Rahim and Raheim(2012) والتى بينت نتائجها أن عددًا قليلاً من المعلمات يستخدمن القصص المشوقة فى التربية الأخلاقية. 
نتائج الإجابة عن سؤال الدراسة الفرعى الثانى: ما الأساليب التى تستخدمها معلمات رياض الأطفال؛ لغرس القيم الأخلاقية لدى أطفال الروضة؟
للإجابة عن هذا السؤال تم إيجاد المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والجدول (4) يبين ذلك.

الجدول (4)
المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب للأساليب التى تستخدمها معلمات رياض الأطفال؛ لغرس القيم الأخلاقية لدى أطفال الروضة
التسلسل الفقرة المتوسط الحسابى الانحراف المعيارى الرتبة درجة الممارسة
4 استخدام أساليب التشويق والمتعة 2.90 0.31 1 مرتفعة
17 التعزيز المستمر للطفل للسلوكيات الإيجابية 2.90 0.30 2 مرتفعة
13 استخدم أسلوب المناقشة مع الأطفال 2.89 0.32 3 مرتفعة
2 تمثيل القدوة والنموذج الصالح من المجتمع 2.87 0.34 4 مرتفعة
9 استخدام شخصيات كرتونية محببة للأطفال 2.86 0.36 5 مرتفعة
10 استخدم أسلوب تمثيل الأدوار؛ من مثل: (الألعاب – المسرحيات – التمثيليات) المعبرة. 2.86 0.35 5 مرتفعة
18 استخدام آيات من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة لتعزيز القيم 2.86 0.36 5 مرتفعة
5 الاستعانة بالقصص والمشاركة فى التمثيل فيها 2.85 0.36 8 مرتفعة
11 انتهاز المناسبات لتدعيم قيم معينة وتبنى قيم جديدة 2.85 0.37 8 مرتفعة
1 تفعيل شعارات القيم مع الأطفال 2.84 0.38 10 مرتفعة
7 مشاهدة مسرح العرائس والألعاب التمثيلية 2.83 0.39 11 مرتفعة
16 تقديم بدائل الحلول للمشكلات المرتبطة بالسلوكيات الخاطئة 2.83 0.40 11 مرتفعة
12 استخدم أسلوب المنافسة الذاتية بين الأطفال 2.81 0.41 13 مرتفعة
14 إبراز دور الشخصيات المهمة فى المجتمع للأطفال 2.80 0.41 14 مرتفعة
3 تقديم تطبيقات مبتكرة تعبر عن القيمة 2.79 0.42 15 مرتفعة
8 استخدم مسرح الظل فى عرض قصص تعبر عن القيم الأخلاقية 2.75 0.46 16 مرتفعة
21 إعداد البرامج المرئية واستخدام الفلاشات والتلفاز لتعزيز القيم عند الأطفال 2.75 0.46 16 مرتفعة
15 التواصل والمتابعة المستمرة مع أولياء الأمور 2.69 0.53 18 مرتفعة
6 تفعيل الزيارات والرحلات المعززة للقيم 2.63 0.54 19 مرتفعة
20 تأليف قصص وأناشيد عن القيم للأطفال 2.57 0.57 20 مرتفعة
19 إعداد مجلات ومطبوعات بمشاركة الأطفال 2.52 0.59 21 مرتفعة
  الدرجة الكلية 2.79 0.24 مرتفعة
 
يلاحظ من نتائج الجدول (4) أن درجة مُمارسة الأساليب المختلفة  التى تستخدمها معلمات رياض الأطفال لغرس القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض من وجهة نظر المعلمات أنفسهن جاءت  بدرجة مرتفعة، إذ بلغ المتوسط الحسابى (2.79) وبانحراف معيارى (0.24)، وجاءت المتوسطات الحسابية فى المستوى المرتفع، وجاءت فى الرتبة الأولى الفقرة (4)، والتى نصت على "استخدام أساليب التشويق والمتعة"، بمتوسط حسابى (2.90) وبانحراف معيارى (0.32)، وفى الرتبة الاخيرة جاءت الفقرة (19) والتى نصت على "إعداد مجلات ومطبوعات بمشاركة الأطفال"، بمتوسط حسابى (2.52) وانحراف معيارى (0.24)، وقد تعزى هذه النتيجة إلى الاهتمام الذى تبديه وزارة التربية والتعليم فى الكويت تجاه مدارس رياض الأطفال، وتقديم الدورات والتدريب المستمر الذى تخضع له المعلمات مما يساهم فى  صقل خبراتهن وتطوير مستوى المهارات التى يمتلكنها، كما واتفقت النتائج مع دراسة باصرة وباحارثة (2015) والتى استخدمت أساليب طريقة اللعب ومسرح العرائس؛ واتفقت أيضا مع دراسة فهيم (2016) فى الأساليب المستخدمة فى غرس القيم الأخلاقية: النصح والإرشاد ورواية القصص. وقد اختلفت هذه النتيجة نسبياً مع دراسة باردواج وآخرين Bhardwaj et al. (2015) والتى أشارت إلى عدم خضوع المعلمين للتدريب الملائم ما قبل الخدمة كذلك عبء العمل المدرسى يؤثر على أداء المعلمين فى تنظيم الأنشطة المناسبة التى تساهم فى غرس القيم داخل المدرسة وخارجها.
نتائج الإجابة عن سؤال الدراسة الفرعى الثالث: ما القيم الأخلاقية التى ينبغى تعزيزها لدى أطفال الروضة من وجهة نظر المعلمات أنفسهن؟
للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والجدول (5) يبين ذلك.

الجدول (5)
المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب للقيم الأخلاقية التى ينبغى تعزيزها  لدى أطفال الروضة  من وجهة نظر المعلمات أنفسهن مرتبة تنازليًا
التسلسل الفقرة المتوسط الحسابى الانحراف المعيارى الرتبة درجة الممارسة
11 تعويد الطفل على سلوك النظافة وتعزيزها فى سلوكه اليومى 2.94 0.26 1 مرتفعة
14 تعويد الطفل على الصدق وذم الكذب 2.93 0.26 2 مرتفعة
3 تدريب الطفل على التسامح مع النفس والآخرين 2.92 0.27 3 مرتفعة
6 تدريب الطفل على كيفية التعامل بصدق مع الآخرين 2.92 0.28 3 مرتفعة
13 أن يحب الآخرين كما يحبونه 2.92 0.27 5 مرتفعة
15 أشجع الطفل على التعاون والاشتراك فى الألعاب مع الأطفال الآخرين 2.92 0.28 6 مرتفعة
4 إكساب الطفل صفة الأمانة وتعزيزها فى سلوكه اليومى 2.91 0.300 7 مرتفعة
5 تشجيع الطفل على البر والإحسان للآخرين 2.91 0.29 7 مرتفعة
10 تعليم الطفل الطاعة والالتزام بقواعد المعلمة فى الروضة 2.91 0.29 7 مرتفعة
1 احترام الطفل للمعلمة ولأسرته والمحيطين به 2.90 0.31 10 مرتفعة
2 اتباع السلوكيات الصحيحة وعدم الخروج عن السلوك القويم المعتاد 2.89 0.33 11 مرتفعة
12 جعل الطفل يعبر عن مشاعره وأحاسيسه مع الآخرين 2.89 0.32 11 مرتفعة
8 جعل الطفل يتمثل سلوك التسامح مع الآخرين 2.88 0.33 13 مرتفعة
7 تعويد الطفل على أن يكون صبوراً فى تلبية مطالبه 2.85 0.38 14 مرتفعة
9 السماح للطفل بحيز من الحرية لا يخرج فيه عن سلوكيات وضوابط المجتمع 2.83 0.38 15 مرتفعة
الدرجة الكلية 2.90 0.19 مرتفعة
 
يلاحظ من نتائج الجدول (5) أن المتوسطات الحسابية  للقيم الأخلاقية التى ينبغى تعزيزها  لدى أطفال الروضة من وجهة نظر المعلمات أنفسهن جاءت بدرجة مرتفعة، إذ بلغ المتوسط الحسابى  (2.90) وبانحراف معيارى (0.24) وجاءت المتوسطات الحسابية فى المستوى المرتفع، وجاءت فى الرتبة الأولى الفقرة (11) والتى نصت على "تعويد الطفل على سلوك النظافة وتعزيزها فى سلوكه اليومى"، بمتوسط حسابى (2.94) وبانحراف معيارى (0.26)، وفى الرتبة الأخيرة جاءت الفقرة (9) والتى نصت على "السماح للطفل بحيز من الحرية لا يخرج فيه عن سلوكيات وضوابط المجتمع"، بمتوسط حسابى (2.83) وانحراف معيارى (0.38)، وتأتى نتيجة هذا السؤال منسجمة مع الثقافة الإسلامية والعربية والعادات والتقاليد للمجتمع الكويتى المحافظ، والذى يهتم بقيم النظافة والصدق والابتعاد عن ذم الآخرين، وتأتى هذه النتيجة منسجمة مع دراسة نورليلاNurlaela  (2013) والتى أشارت إلى أن التربية الأخلاقية تؤثر على سلوك الطلبة وتحصيلهم الدراسى إيجابياً، وأن هنالك أربع قيم يتوجب على المعلم أن يركز عليها فى التربية الأخلاقية، وهى: الأمانة، والرحمة، وآداب المعاملة، والصلاة، واختلفت هذه الدراسة نسبياً مع دراسة باصرة وباحارثة دراسة (2015) والتى أشارت إلى أن القيم الإيمانية جاءت بالمرتبة الأولى.
نتائج الإجابة عن سؤال الدراسة الفرعى الرابع: ما درجة اهتمام معلمات رياض الأطفال بتعزيز القيم الأخلاقية  لدى أطفال الرياض.
للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والجدول (6) يبين ذلك.

الجدول (6)
المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لدرجة الاهتمام بتعزيز القيم الأخلاقية لدى أطفال الروضة من وجهة نظر المعلمات أنفسهن مرتبة تنازلياً
التسلسل الفقرة المتوسط الحسابى الانحراف المعيارى الرتبة درجة الاهتمام
2 أشارك الأطفال فى عمل نشاطات تمثل قدوة للسلوكيات الصالحة 2.82 0.39 1 مرتفعة
1 أبحث عن قصص ترتبط بالقيم 2.78 0.42 2 مرتفعة
4 أقدم للأطفال مسابقات ذات جوائز عن السلوكيات القيمية الأخلاقية 2.78 0.44 2 مرتفعة
6 أبحث عما يبرهن عن القيم الأخلاقية فى التراث الإسلامى لأبينه للأطفال بطرائق مبسطة 2.77 0.44 4 مرتفعة
8 أتابع وأقوم سلوكيات الأطفال بالروضة باستمرار 2.77 0.43 4 مرتفعة
7 أشارك الأطفال فى الاحتفالات بتقديم فقرة عن القيم الأخلاقية 2.76 0.44 6 مرتفعة
3 أهتم بحضور أطفال الروضة لقاءات توعية بالقيم وأشاركهم فيها 2.66 0.52 7 مرتفعة
5 أساعد أولياء الأمور على تمثيل القيم الأخلاقية عن طريق مشاركة أولادهم بالروضة 2.60 0.56 8 مرتفعة
الدرجة الكلية 2.74 0.30 مرتفعة
 
            يلاحظ من نتائج الجدول (6) أن المتوسطات الحسابية  لدرجة الاهتمام بتعزيز القيم الأخلاقية لدى أطفال الروضة من وجهة نظر المعلمات أنفسهن جاءت بدرجة مرتفعة، إذ بلغ المتوسط الحسابى (2.74) وبانحراف معيارى (0.30) وجاءت المتوسطات الحسابية فى المستوى المرتفع، وجاءت فى الرتبة الأولى الفقرة (2) والتى نصت على "أشارك الأطفال فى عمل نشاطات تمثل قدوة للسلوكيات الصالحة"، بمتوسط حسابى (2.82) وبانحراف معيارى (0.39)، وفى الرتبة الأخيرة جاءت الفقرة (5) والتى نصت على "أساعد أولياء الأمور على تمثيل القيم الأخلاقية عن طريق مشاركة أولادهم بالروضة"، بمتوسط حسابى (2.60) وانحراف معيارى (0.56)، وتأتى نتيجة هذا السؤال منسجمة مع أهمية الدور الذى تلعبه معلمات رياض الأطفال وضرورة  مشاركة الأطفال فى أنشطة تساهم فى تعزيز القيم الأخلاقية لديهم، وهذه ما تركز عليه إستراتيجيات التدريس الحديثة التى تهتم بالأنشطة ومشاركة الأطفال واكتساب القيم الأخلاقية، وتنسجم هذه النتيجة مع دراسة رحيم ورحيم Rahim and Raheim   (2012) والتى أشارت إلى أن للمعلمين دور أساسى فى مساعدة الأطفال فى فهم القصة والمغزى منها ممّا يشكل تحدياً على المعلمين فى كيفية ربط محتوى القصة مع الحياة اليومية للأطفال. 
وأن نظرة المعلمين إلى الأخلاق ومفاهيمها تؤثر على الوسيلة التى يوصل بها المعلمون القيم الأخلاقية فى القصة إلى الأطفال، كما اتفقت نتائج الإجابة عن هذا السؤال نسبياً مع نتيجة دراسة ديريلى إيمانDerili-Iman  (2014) والتى أشارت إلى أن برنامج تعليم القيم قد زاد من نسبة السلوكيات المناسبة لدى الأطفال وانخفضت سلوكيات الأطفال غير المرغوب فيها.
نتائج الإجابة عن السؤال الفرعى الخامس: هل هناك فروق فى درجة الاهتمام بالقيم الأخلاقية لدى أفراد عينة الدراسة  تعزى إلى متغير (المنطقة التعليمية، الخبرة)؟
للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لدرجة الاهتمام بالقيم الأخلاقية لدى أفراد العينة من المعلمات تعزى إلى متغير (المنطقة التعليمية، والخبرة) والجدول (7) يبين ذلك.
الجدول (7)
المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لدرجة الاهتمام بالقيم الأخلاقية لدى أفراد العينة من المعلمات تعزى إلى متغير (المنطقة التعليمية، الخبرة)
المنطقة الخبرة المتوسط الحسابى الانحراف المعيارى
العاصمة أقل من 5 سنوات 2.74 0.33
5 سنوات فما فوق 2.73 0.30
10 سنوات فما فوق 2.76 0.29
الفروانية أقل من 5 سنوات 2.71 0.28
5 سنوات فما فوق 2.74 0.28
10 سنوات فما فوق 2.72 0.31
حولى أقل من 5 سنوات 2.79 0.28
5 سنوات فما فوق 2.78 0.28
10 سنوات فما فوق 2.71 0.33
الأحمدى أقل من 5 سنوات 2.77 0.43
5 سنوات فما فوق 2.76 0.31
10 سنوات فما فوق 2.80 0.25
مبارك الكبير أقل من 5 سنوات 2.65 0.33
5 سنوات فما فوق 2.72 0.30
10 سنوات فما فوق 2.70 0.28
الجهراء أقل من 5 سنوات 2.83 0.24
5 سنوات فما فوق 2.75 0.30
10 سنوات فما فوق 2.72 0.25
الدرجة الكلية أقل من 5 سنوات 2.75 0.32
5 سنوات فما فوق 2.75 0.29
10 سنوات فما فوق 2.73 0.29
 
يلاحظ من الجدول (7) وجود فروق ظاهرية بين المتوسطات الحسابية لدرجة الاهتمام بالقيم الأخلاقية لدى أفراد عينة الدراسة باختلاف متغيرى (المنطقة التعليمية، الخبرة)، ولمعرفة فيما إذا كانت هذه الفروق الظاهرية ذات دلالة إحصائية، تم استخراج تحليل التباين الثنائى، والجدول (8) يبين ذلك.
الجدول (8)
نتائج تحليل التباين الثنائى لدلالة الفروق بين المتوسطات الحسابية لدرجة الاهتمام بالقيم الأخلاقية لدى أفراد عينة الدراسة باختلاف متغيرى (المنطقة التعليمية، الخبرة)
مصدر التباين مجموع المربعات درجة الحرية متوسط المربعات ف مستوى الدلالة
المنطقة 0.464 5 0.093 1.037 0.394
الخبرة 0.031 2 0.016 0.176 0.839
الخبرة*المنطقة 0.458 10 0.046 0.512 0.882
الخطأ 66.141 739 0.090    
الكلى 5763.000 757      
الكلى المصحح 67.026 756      
 
يلاحظ من نتائج الجدول (8) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المتوسطات الحسابية لدرجة الاهتمام بالقيم الأخلاقية لدى أفراد عينة الدراسة باختلاف متغيرى (المنطقة التعليمية، الخبرة)، إذ بلغت القيمة الفائية لمتغير المنطقة (1.037)، ولمتغير الخبرة (0.176)، وللتفاعل الثنائى (0.512) وهى جميعها غير دالة عند مستوى (α=0.05)، وُيمكن تفسير هذه النتيجة بإن جميع المعلمات بغض النظر عن المنطقة التعليمية والخبرة ينخرطن فى دورات تدريبية، لتحسين المهارات والإستراتيجيات التى يمارسهن، ويعزى هذا لاهتمام وزارة التربية والتعليم بهذه الفئة العمرية تحديداً؛ لأنها تشكل نواة الجيل المستقبلى الذى سيساهم فى بناء الوطن والمحافظة عليه.
نتائج الإجابة عن سؤال الدراسة الفرعى السادس والذى نصه: هل هناك فروق فى الأساليب المستخدمة لغرس القيم الأخلاقية لدى أفراد العينة تعزى إلى متغيرى (المنطقة التعليمية، الخبرة) والتفاعل بينها؟
للإجابة عن هذا السؤال تم إيجاد المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب للمتوسطات الحسابية للأساليب المستخدمة لغرس القيم الأخلاقية لدى أفراد عينة الدراسة باختلاف متغيرى (المنطقة التعليمية، والخبرة) والتفاعل بينهم.  والجدول (9) يبين ذلك.
الجدول (9)
المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية للمتوسطات الحسابية للأساليب المستخدمة لغرس القيم الأخلاقية لدى أفراد العينة تعزى إلى متغير (المنطقة التعليمية، الخبرة)
المنطقة                    الخبرة المتوسط الحسابى الانحراف المعيارى
العاصمة أقل من 5 سنوات 2.82 0.19
5 سنوات فما فوق 2.80 0.23
10 سنوات فما فوق 2.80 0.24
الفروانية أقل من 5 سنوات 2.75 0.27
5 سنوات فما فوق 2.83 0.21
10 سنوات فما فوق 2.80 0.22
حولى أقل من 5 سنوات 2.80 0.23
5 سنوات فما فوق 2.81 0.24
10 سنوات فما فوق 2.77 0.30
الأحمدى أقل من 5 سنوات 2.84 0.29
5 سنوات فما فوق 2.82 0.26
10 سنوات فما فوق 2.85 0.19
مبارك الكبير أقل من 5 سنوات 2.73 0.23
5 سنوات فما فوق 2.76 0.25
10 سنوات فما فوق 2.74 0.25
الجهراء أقل من 5 سنوات 2.80 0.23
5 سنوات فما فوق 2.78 0.26
10 سنوات فما فوق 2.78 0.23
الدرجة الكلية أقل من 5 سنوات 2.79 0.25
5 سنوات فما فوق 2.80 0.24
10 سنوات فما فوق 2.79 0.24
 
يلاحظ من الجدول (9) وجود فروق ظاهرية بين المتوسطات الحسابية للأساليب المستخدمة لغرس القيم الأخلاقية لدى أفراد العينة تعزى إلى متغير (المنطقة التعليمية، الخبرة)، ولمعرفة فيما إذا كانت هذه الفروق الظاهرية ذات دلالة إحصائية، تم استخراج تحليل التباين الثنائى، والجدول (10) يبين ذلك.
الجدول (10)
نتائج تحليل التباين الثنائى لدلالة الفروق بين المتوسطات الحسابية لدرجة الاهتمام بالقيم الأخلاقية لدى أفراد عينة الدراسة باختلاف متغيرى (المنطقة التعليمية، الخبرة) والتفاعل بينهما
مصدر التباين مجموع التباين درجات الحرية متوسط المربعات ف مستوى الدلالة
المنطقة 0.392 5 0.078 1.332 0.248
الخبرة 0.008 2 0.004 0.066 0.937
الخبرة*المنطقة 0.208 10 0.021 0.353 0.966
الخطأ 43.510 739 0.059    
الكلى 5955.413 757      
الكلى المصحح 44.136 756      
 
يلاحظ من نتائج الجدول (10) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المتوسطات الحسابية لدرجة الاهتمام بالقيم الأخلاقية لدى أفراد عينة الدراسة باختلاف متغيرى (المنطقة التعليمية، الخبرة) والتفاعل بينها، إذ بلغت القيمة الفائية لمتغير المنطقة (1.332)، ولمتغير الخبرة (0.066)، وللتفاعل الثنائى بينها (0.353) وهى جميعها غير دالة إحصائياً عند مستوى (α=0.05)، وقد تعزى هذه النتيجة لأهمية هذه المرحلة العمرية طبقاً للخصائص النمائية والاهتمام فيها من جميع المعلمات بغض النظر عن المنطقة السكنية أو الخبرة التعليمية، وهذا يتفق مع ما أشار له صادق وأبو حطب (2008) من أن غالبية الصفات الشخصية التى يتصف بها الطفل تتشكل وترسخ فى داخله خلال هذه الفترة ويصعب تغييرها أو إعادة تشكيلها؛ فتكون هى ذاتها الصفات التى ستقوم عليها شخصيته عندما يصل إلى مرحلة الشباب والمراهقة، مما يتبين معه مدى أهمية تلك المرحلة فى تكوين القيادات المستقبلية عن طريق زرع القيم الصالحة فى داخل الطفل فى مرحلة الطفولة المبكرة، مما يقود إلى بيان ماهية القيم الواجب غرسها وترسيخها داخل الطفل، وهذه ما تدركه معلمات رياض الأطفال فى الكويت وتسعى لتحقيقه كما أشارت لذلك نتائج الدراسة.
التوصيات
فى ضوء النتائج التى تم التوصل لها يوصى الباحثان بما يلى:
  • إجراء المزيد من الدراسات حول القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض مع تناول أثر متغيرات أخرى.
  • دراسة أثر العلاقة بين المدرسة والرياض على القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض.
  • إجراء دراسات لاحقة للتعرف على المعوقات التى تحول بين معلمة رياض الأطفال وبين دورها فى تعزيز القيم التربوية تجاه الأطفال وإيجاد الحلول لها.
    • تطبيق دراسات أخرى تتناول دور معلمة رياض الأطفال فى غرس قيم تربوية أخرى مثل قيم المواطنة، القيم الدينية والقيم الاجتماعية.

قائمة المراجع
أولا: المراجع العربية
  • القرآن الكريم. سورة غافر
  • أبو سعد، أحمد (2011) دليل المقاييس والاختبارات النفسية والتربوية، الجزء الأول. مقاييس الصحة النفسية مقاييس المشكلات والاضطرابات. عمان، الأردن: مركز ديبونو لتعليم التفكير.
  • أبو مشايخ، يحيى (2008) النسق القيمى وعلاقته بالعنف المدرسى لدى طلبة المرحلة الثانوية بمحافظة غزة. رسالة ماجستير غير منشورة.  جامعة الأزهر، كلية التربية، غزة.
  • أل مراد، نبراس يونس وحسو، مؤيد عبد الرزاق (2008) "أثر استخدام برنامج القصص الحركية فى تنمية الجانب الخلقى لدى أطفال الرياض." مجلة التربية والعلم، المجلد الخامس عشر، العدد الأول، ص. 238-258.
  • بركات، فاتن سليم (2010) "مدى توافر القيم فى عينة من قصص الأطفال فى سورية." مجلة جامعة دمشق للعلوم التربوية والنفسية، المجلد السادس والعشرين، العدد الثالث، ص. 193-234.
  • الجلاد، ماجد زكى (2010) تعلم القيم وتعليمها: تصور نظرى وتطبيقى لطرائق وإستراتيجيات تدريس القيم. ط3. عمان، الأردن: دار المسيرة.
  •  جيدورى، صابر عوض (٢٠٠٥) أصول التربية الإسلامية (مدخل). المملكة العربية السعودية، الرياض: مكتبة الرشد.
  •  حمدى، لميس (2008) دور الأسرة والروضة فى تشكيل القيم الأخلاقية للطفل: دراسة ميدانية لأطفال الرياض فى محافظة اللاذقية دور الأسرة والروضة فى تشكيل القيم الأخلاقية للطفل: دراسة ميدانية لأطفال الرياض فى محافظة اللاذقية بين (5-6) سنوات. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة دمشق، سوريا.
  • الحمود، هناء قاسم (2009/2010) دور معلمة الروضة فى بناء القيم الاقتصادية لدى أطفال الرياض ما بين (5-6) سنوات: دراسة ميدانية فى رياض مدينة دمشق. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة دمشق، سوريا. 
  • الخطيب، طه ياسين (2003) "القيم التربوية فى موعظة لقمان لابنه" مجلة العلوم التربوية والنفسية، دمشق، المجلد الرابع، العدد الأول، ص. 121 -150.
  • الخوالدة، محمد إبراهيم والشوحة، أحمد مزيد (٢٠٠٥) "القيم التربوية المتضمنة فى كتب التربية الإسلامية المقررة للصفوف الأربعة العليا من المرحلة الأساسية فى الأردن" مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس، سوريا، المجلد الثالث، العدد الأول، ص. 138-175.
  • داود، عزيز (2011) مناهج البحث العلمي. عمان: دار أسامة للنشر والتوزيع.
  • دياب، فوزية (2003) القيم والعادات الاجتماعية. القاهرة: مكتبة الأسرة.
  • الراشد، مضاوى عبد الرحمن (2017) "مدى فاعلية برنامج مقترح باستخدام القصص والأناشيد الإلكترونية فى تنمية القيم الأخلاقية لطفل الروضة: دراسة ميدانية." مجلة الطفولة والتربية، العدد ثلاثون، ص. 149-253.
  •  رمضان، محمد جابر (2005) مجالات تربية الطفل فى الأسرة والمدرسة من منظور تكاملى. القاهرة: عالم الكتب.
  • الزليطنى، نجاة أحمد (2013) "المنطلقات والمبررات لاعتماد مرحلة رياض الأطفال بالسلم التعليمى فى ليبيا" المجلة الجامعة، جامعة الزاوية، المجلد الثانى، العدد الخامس عشر ص. 121-136.
  • زهران، حامد عبد السلام (1984) علم النفس الاجتماعى. القاهرة: عالم الكتب.
  • صادق، آمال وأبو حطب، فؤاد (2008) نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين. ط5، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
  • فهيم، فتوح محمود محمد (2016) "غرس القيم الأخلاقية وتشربها مطلب تربوى فى ضوء التصور الفكرى لتربية طفل ما قبل المدرسة: دراسة نقدية." مجلة العلوم والدراسات الإنسانية، جامعة بنغازى، العدد الحادى عشر، ص. 1-21.
  •  كاظم، سميرة عبد الحسين (2013) "دور الروضة فى تنمية القيم الخلقية لدى الأطفال"  مجلة كلية التربية للبنات جامعة بغداد، المجلد الرابع و العشرون، العدد الثالث،  ص 689-712.
  • المزين، خالد محمد (2009) القيم الأخلاقية المتضمنة فى محتوى كتب لغتنا الجميلة للمرحلة الأساسية الدنيا ومدى اكتساب تلاميذ الصف الرابع لها. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، الجامعة الإسلامية، غزة.
  • المصرى، دينا جمال (2010) أثر استخدام لعب الأدوار فى اكتساب القيم الاجتماعية. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، الجامعة الإسلامية - غزة.
  • ميخائيل، مطانيوس (٢٠٠٢) "دراسة مقارنة للقيم وقيم العمل السائدة لدى عينة من الطلبة الجامعيين فى سورية وأسكوتلندا." مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس، سوريا كلية التربية، جامعة دمشق، المجلد واحد، العدد اثنان ص. 11-54.
  • النقيب، إيمان العربى (٢٠٠٢) القيم التربوية فى مسرح الطفل. القاهرة: دار المعارف.
ثانيا: المراجع الأجنبية:
  • Bhardwaj, B., Tyagi, H.K. and Ameta  D. (2015) "A Study on the Role of School Curriculum and Teachers in Inculcation of Values among Elementary School Students." Journal of Education and Practice, vol. 6 (31), pp. 33-37.
  • Derili-Iman, E. (2014)." The Effect of the Values Education Programme on 5.5-6 Year Old Children's Social Development: Social Skills, Psycho-Social Development and Social Problem Solving Skills. Educational Sciences: Theory and Practices, vol.14, (1), pp. 262-268.
  • Nurlaela, S. (2013). "The Importance of Teaching Moral Values to the Students. Journal of English and Education, vol.1, (1), pp. 154-162.
  • Rahim, H. and Rahiem, M.D.H. (2012). "The Use of Stories as Moral Education for Young Children." International Journal of Social Science and Humanity, vol. 2, (6), pp. 454-458.
  • Shrivastava, S.K. (2017). "Promotion of Moral Values through Education." International Journal of Research in Social Sciences, vol. 7, (6), pp. 103-108.

المزيد من الدراسات