الرئيسيةأعداد المجلة تفاصيل العدد

المجلد السادس والعشرون

العدد السابع عشر بعد المائة - الجزء الثانى

  • مارس 2019
الرقم التسلسلي المعياري الدولي (ISSN) :
1687-3572 (الترقيم )
2537-0642 (الترقيم الإلكترونى)
وسائل الحصول على المجلة :
نسخة مطبوعة & نسخة إلكترونية

الافتتاحية

بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين
صدق الله العظيم

معالى الأستاذ الدكتور/ عمرو عزت سلامة[1]...
معالى الأستاذ الدكتور/ عبد الوهاب عزت[2]...
معالى الأستاذ الدكتور/ أحمد عزيز[3]...
معالى الأستاذ الدكتور/ الهلالى الشربينى الهلالى [4]...
سعادة الأستاذ الدكتور/ عصام نجيب الفقهاء[5]...
زملائى الأساتذة من صفوة العلماء والباحثين.... السادة الحضور الكرام.... الضيوف الأعزاء
وإنه كان من دواعى سرورى الشخصى أن أشكر جميع الحاضرين كل باسمه وشخصه، فكلكم أصحاب فضل وقامات علمية وفكرية متميزة، ولكن ضيق الوقت يحول دون ذلك.
يطيب لى أن أرحب بكم فى "أرض الكنانة" تحية محبة وتقدير معربًا عن بالغ سعادتى بوجودكم معنا اليوم فى رحاب جامعة عين شمس العريقة لافتتاح فعاليات مؤتمر المركز العربى للتعليم والتنمية، هذا المؤتمر الذى يجمعنا سنويًا. والحق أن عقد هذا المؤتمر للعام الحادى عشر هو دليل الاستمرارية وعلامة الجدية والتراكم ويستحق الإشادة.
وإننى أحيى من هذا المنبر ضيوفًا كبارًا آثروا الحضور والمشاركة برغم مشاغلهم الجسام وتجشموا رحلة المجىء إلينا من داخل وخارج مصر ليشدوا أزرنا ويباركوا جهودنا، وفى هذا الصدد فإنى أوجه تحياتى للأخوة والأشقاء من أبناء أمتنا العربية الذين قدموا من فلسطين والسعودية والعراق والأردن والكويت والجزائر وسلطنة عمان وبالطبع مصر، ومن أكثر من ثلاثين هيئة وجامعة ومؤسسة عربية مشاركين معنا فى أعمال هذا المؤتمر الذى خصص لواحدة من أهم هموم المستقبل الذى يلاحقنا.
السيدات والسادة:
إنه لشرف عظيم يتجدد كل عام أن أحظى بالحديث إليكم فى هذه المناسبة العلمية الهامة والتى نلتقى فيها هذا العام حول قضية من أخطر قضايا التنمية المستدامة تحت عنوان: مستقبل المكون المعرفى للتنمية المستدامة (التعليم والبحث العلمى نموذجا)، ليبرز الدور الهام "للمعرفة" على نحو أكثر وضوحًا وأعظم تأثيرًا من ذى قبل، حيث تسارعت المعارف فى الآونة الأخيرة بمعدل يفوق نظيره خلال قرون متتالية.. وانعكس ذلك على أداء الدول التى استطاعت أن تلاحق هذا التطور المعرفى المتعاقب الأمر الذى قاد إلى خلق فجوة معرفية وتكنولوجية ورقمية بين الدول التى أنتجت المعرفة واستوعبتها واستخدمتها والدول التى لم تستطع مواكبة ذلك.
ومن هنا فإن على الأمة العربية التى أخذت من المعرفة بقدر محدود أو تأخرت فى الإفادة منها.. أن تسعى لتحقيق تقدم فى هذا التوجه نحو "مجتمع المعرفة البازغ".. والبداية هى عبور هذه الفجوة الرقمية عبر مؤسساتها التعليمية والأكاديمية والتكنولوجية حتى تستطيع المنافسة المتوازنة والمتكافئة بينها وبين الدول المسيطرة على المعرفة.
نعيد ونؤكد الحقيقة الثابتة التى مؤداها أن التوجه نحو "مجتمع المعرفة" لن يكون إلا بسد الفجوة المعرفية والتكنولوجية.
والحق أقول لكم إن تلك المؤسسات العربية بحكم ما لديها من طاقات وخبرات بشرية علمية وبحثية مدربة وعالية التأهيل وبحكم تقاليدها المستمرة وخصوصية موقعها الحضارى كانت جديرة بأن تعتلى قمة هذا السلم الترتيبى، وأن تلعب فى نفس الوقت – دورها الأساسى فى تحسس الاحتياجات والمطالب التنموية لمجتمعاتها، وبالتالى تسد الفجوة بينها وبين المجتمعات المتقدمة، وبذا تصبح المحرك الرئيسى لحركة التنمية المستدامة ومجمل حركة التقدم.
على أن المشاهد هو أن حجم الإنجاز البحثى والمعرفى العربى أصبح يقل كثيرًا عن الكتلة الحرجة التى تؤهله لاعتلاء مكان الصدارة فى التصانيف الدولية فى نفس الوقت تجعله مؤثرًا بقوة فى بيئته ومجتمعه وقادرًا على التواصل المتنامى مع المستجدات العالمية والإقليمية والمحلية.
ومن الخطورة بمكان ألا نلتفت إلى هذا "التراجع المستمر" والذى يتكرس بمرور الأيام فى مؤسساتنا التعليمية والبحثية، حيث تتعرض – فى ظل الظروف الدولية والإقليمية بالغة التعقيد - إلى موجات تفرض عليها تحديات ومخاطر حضارية وكونية، كما تكرس "لمزيد من الأزمات" التى تهدد ليس فقط مؤسساتنا الجامعية والتعليمية بل أكثر من ذلك "تهدد أمننا القومى والوطنى" معًا.
وثمة حقيقة أخرى مهمة للغاية هى أن إشكاليات المؤسسات الجامعية والبحثية العربية مرتبطة بتدنى بل انهيار منظومة التعليم العام وقيمها بشكل جعل هذه المنظومة هى المشكلة، وهى الحل فى نفس الوقت، لذا، فالأمر يحتم الالتفات لتلك المنظومة والنظر فى سبل تحديثها وتطويرها وتخطيطها على نحو يجعلها رافدًا قويًا لمساندة منظومة التعليم العالى والبحث العلمى للارتقاء بقدرتها التنافسية المحلية والإقليمية بل والعالمية أيضًا.
خاصة أن السياقات التنموية السائدة تحتاج لمعونة حقيقية وعاجلة من جانب الجامعات نفسها ومراكز البحث فيها، لأنه فى ضوء التغيرات الاجتماعية الاقتصادية المتسارعة التى أصابت مجتمعاتنا العربية تولدت عنها تغيرات اجتماعية عميقة، شملت تداعياتها كل نواحى النشاط الحياتى المجتمعى، مما يتطلب بالضرورة دورًا نشطًا وفعالاً للعلماء والبحاث والمربين للتوصل إلى فهم عميق لطبيعة هذه التداعيات ولاسيما السلبى منها، والعمل على التنبؤ بمساراتها ورسم بدائل للسيطرة عليها وتوجيهها الوجهة التنموية المرجوة، والتى تكون بمقتضاها وسيلة لإثراء حركة البحث العلمى بدلاً من أن تكون معوقًا من أهم معوقاته.
تأسيسًا على ذلك فإن أزمة مؤسساتنا العربية لا يمكن أن تواجه تلك المخاطر وهذه الأزمات إلا بإبداع فكرى مجتمعى جديد وابتكار مستمر ومستدام.
وفى هذا الإطار تصبح تلك المؤسسات فى أشد الحاجة إلى تخطيط إستراتيجى فاعل يحلم بالتغيير إلى آفاق بعيدة.. ويتحرك فى إطار رؤى مستقبلية وإستراتيجية مطروحة ويحد من مخاطرها التى تمثل تهديدًا محتملاً ينبغى تجنبه، وفرصها الممكنة التى ينبغى استثمارها. وأن تستند فى ذلك إلى منهجية عمادها الدراسات العقلانية العميقة التى تساعد على "إبداع الوسائل" والأدوات لطرح الاحتمالات والممكنات والمفضلات، وتضعنا أمام الإمكانات والقوى والموارد الحقيقية لهذه المؤسسات بشكل ييسر التكيف مع متطلبات البيئة المتغيرة والموازنة بين البدائل والخيارات المتاحة. ومثل هذه "الإدارة الإستراتيجية" للمنظومة العربية المعرفية لابد أن تشتق من سياسات تنموية عامة تتجاوز النظرات القطاعية الضيقة.
ونظرًا للأهمية القصوى لهذا المؤتمر، وما ينتظر أن تصدر عنه من توجيهات مرشدة للفكر التعليمى والبحثى العربى، فقد استجابت لحضور هذا المؤتمر نخبة متميزة من صناع القرار العرب وكبار المفكرين والسياسيين والقيادات التنفيذية والأكاديمية والبحثية والتعليمية على نحو غير مسبوق.
وفى ظل هذا أتوقع أن يشهد أعمال مؤتمرنا هذا مساهمات معتبرة وبناءه فى النقاش العام حول سبل الارتقاء بالمكون المعرفى للتنمية المستدامة.. ويقود إلى ضخ روح جديدة ودماء جديدة فى شرايين مؤسساتنا العربية، ويقينى أن جلسات مؤتمركم ستتناول قضايا جد خطيرة ضمن نقاشات مطولة من العلماء الأجلاء وأصحاب الخبرات المتنوعة فى عالمنا العربى.
ولعل المستهدف من جهودنا جميعًا فى هذا المؤتمر هو إذكاء الحوار بين العلماء والمختصين من ناحية وصناع القرارات من ناحية أخرى. وبذلك فإننا نسعى لزرع الأمل فى البيئة العربية فيما يختص مستقبليًا وتنمويًا ومعرفيًا واقتصاديًا.
وفى الختام أتوجه بجزيل الشكر لكل من قدم يد المعاونة ودعم هذا المؤتمر، وشارك فى إثراء أعماله لذا فإننى أهدى أعمال هذا المؤتمر الهام إلى صانعى السياسات التنموية عله يثريها ويدعمها.
أود أن أنوه هنا بأن هذا المؤتمر كان ثمرة تعاون واسع بين المركز وجهات عديدة وفى مقدمتها جامعة عين شمس الراعى الأكاديمى للمؤتمر، وإلى كل الجهات الراعية لمؤتمرنا.
ولقد بدأت كلمتى "بسم الله الرحمن الرحيم" ولتكن كذلك آخر دعوانا أن "الحمد لله رب العالمين".
         ونتمنى لضيوفنا الكرام إقامة طيبة وعودة حميدة.
والله الموفق والمستعان،،،
 
         ونتمنى لضيوفنا الكرام إقامة طيبة وعودة حميدة.
والله الموفق والمستعان،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


1 الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية وراعى المؤتمر.
2 رئيس جامعة عين شمس والراعى الأكاديمى المؤتمر.
3 رئيس جامعة سوهاج.
4 وزير التربية والتعليم المصرى الأسبق.
5 الأمين العام المساعد للشئون العلمية للشبكة العربية وعميد كلية العلوم الإدارية والمالية – جامعة فيلادلفيا (نائب رئيس المؤتمر).