الرئيسيةأعداد المجلة تفاصيل الدراسة

الإسهام النسبى لإستراتيجيات تقديم الذات والتوجه نحو الحياة فى التنبؤ بالكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة

  • د. نجوى السيد بنيس,  
  • يناير 2020
  • المجلد السابع والعشرون
  • العدد الرابع والعشرون بعد المائة الجزء الاول
  • الصفحات.  11-92
مقدمة:
تعتبر المرحلة الجامعية مرحلة محورية فى حياة الشباب ففيها يتحدد شكل حياتهم المستقبلية بخلاف كونها مرحلة تتسم بالعديد من الضغوط، وحتى يتجاوز الطالب الجامعى تلك المرحلة بنجاح ينبغى عليه بذل الجهد والمثابرة وتحمل الأعباء والضغوط سواء كانت على مستوى الجامعة أو ضغوط الحياة اليومية عامة، وهذا يحتاج منه أن يكون لديه قناعة فى قدراته وامتلاكه قسطًا من المرونة النفسية حتى يتمكن من التغلب على صعوبات تلك المرحلة بسلام.
وباعتبار أن الشباب هم الطاقة المحركة للمجتمع وقادة المستقبل يتجه كثير من الدراسات التربوية والنفسية إلى تحديد احتياجاتهم والعمل على توفير الفرص المناسبة لهم، واستغلال طاقاتهم فيما هو مفيد لهم ولمجتمعهم. وتحسين إمكاناتهم الذاتية وقدراتهم على التعامل مع أمور حياتهم بسلاسة ومرونة.
إن كل فرد يسعى ليحظى بحياة طيبة وجيدة ولكننا نجد البعض يجتهد فى سعيه إلى تحقيق أفضل ما يستطيع بما يتناسب مع قدراته وإمكانياته، ويشعر بالفخر والرضا بالتالى تتحقق الكمالية السوية، بينما يتجه البعض الآخر إلى أهداف غير واقعية لا تناسب إمكانياته وقدراته، ولا يستطيع الوصول إليها ويصاحبه فى ذلك الشعور بالألم والضيق والقلق، فالكمالى العصابى يرى عمله ومجهوده غير جيد، ويبحث عن الأفضل باستمرار ويصاحب ذلك حالة عدم الرضا المستمر مما يجعله أكثر توترًا وعصابية (أباظة, 2011, 124).
فالكمالية هى رغبة عارمة وملزمة للأداء والإنجاز خوفًا من الفشل، ويمكن أن تأخذ شكلاً تدميريًا أحيانا للحصول على الكمال، وهى بناء إدراكى وسلوكى له دوافع وحاجات وصور ذهنية خاصة تميل بالفرد نحو الشك فى قدراته وانخفاض تقديره لذاته وعدم الرضا عن أى أداء بالرغم من جودته والإفراط فى نقد الذات  (عطية، 2009، 283).
ويذكر أن الوسائل التى يستخدمها الفرد الكمالى لكى يشعر أن كل شىء على أحسن حال هى التى تميز بين الكمالية السوية والعصابية، فالكمالى السوى يستخدم التنظيم والترتيب على نحو بنائى يحثه على الأداء الأفضل وعلى الجانب الآخر نجد الكمالى العصابى قلق يشده تجاه آماله وتوقعاته المرتفعة (شند, عبد المنعم, صالحين، 2016, 438).
وهذا التنظير يرتبط بتنظيم الفرد لذاته، فكلما كان الفرد أكثر انسجامًا مع ذاته فإنه من المتوقع فى المواقف الاجتماعية أن يقدم نفسه بطريقة إيجابية، بينما الشخص غير المتسق مع ذاته فإنه سوف يواجه كثيرًا من ردود الفعل السلبية كالقلق والاكتئاب والعدوانية. إن تقديم الذات يتطلب من الفرد فى الغالب أن يقوم بعملية تنظيم ذاتى فى المواقف الاجتماعية لأن ذلك يساعده على استخدام إستراتيجيات إيجابية بدلا من إستراتيجيات سلبية، وأن عدم تنظيم الذات أثناء ذلك سوف يولد لديه ضروبا من القلق وردود الأفعال السلبية.
لكن إذا فشل الفرد فى إشباع حاجاته يشعر بالتوجه السلبى نحو الحياة، ولا يستطيع أن يحقق أهدافه مما يجعله يشعر بالعجز واليأس وفقدان الأمل، ويقبل نحو الحياة بتردد وتوقع الفشل، ودائمًا يكون لديه شك فى قدرته على النجاح، وبالتالى يكون مضطربًا، فالفشل يؤدى إلى ﻋدم اﻟرﻀﺎ واﻟﺸﻌور ﺒﺎﻟذﻨب وﻋدم حب الذات وإيذاء الذات واﻻﻨﺴﺤﺎب اﻻﺠﺘﻤـﺎعى (Cheng, et. al., 2016, 792).
فالتوجه نحو الحياة يقوم بدور فى سلوك الأفراد وفى حالتهم النفسية، فعندما يتمكن الفرد من إشباع جميع حاجاته سيشعر بالتوجه الإيجابى نحو الحياة، ويستطيع أن يحقق أهدافه ومن ثم يشعر بالسعادة والرضا، ويحفزه ذلك على أن يقبل نحو الحياة بهمة ومثابرة ورغبة، ويأخذ بعين الاعتبار احتمالات النجاح مما يفتح للفرد حياة جديدة ليشعر بالسعادة والرضا وتحقيق أهدافه والتغير المستمر نحو الأفضل (Kawai, et al., 2017, 323)
مشكلة البحث وتساؤلاته:
تعد الكمالية من أهم السمات الانفعالية التى تؤثر على أداء الشباب الجامعى بما تفرضه من أهداف ومعايير عالية قد تجعلهم يقعون فى صراع بين التوقع والواقع، وتتحدد مشكلة البحث الحالى فى ضوء ما أكدته نتائج الدراسات (عطيه, 2009) (أبو سليمة, 2015) Vuyk,) (2015)  Stoeber, et. al., 2017)) Kosakowska-Berezecka, et. al., 2017
فالكمالى يعتمد فى تقييم أدائه على معاييره الشخصية المحددة مسبقًا من قبل الفرد، ولذلك فإن قدرة الفرد على تلبية المعايير التى وضعها لنفسه تزيد من رضا الفرد عن حياته فالأفكار الكمالية تقلل من مستوى الرضا عن الحياة كما يتسم بالشك فى قدراته وإمكاناته.     
فنجد الكماليون يجتهدون بشكل يكاد يكون إلزاميًا ومتواصلاً نحو تحقيق أهداف بعيدة المنال ويقدرون قيمة أنفسهم بناء على إنتاجيتهم وإنجازهم فى تحقيق تلك الأهداف، وانتقاد أنفسهم بقسوة عند الفشل مما يشكل الضغط النفسى لديهم وشعورهم بخيبة الأمل. (Carol, 2016, 198-201)
فالكمالية العصابية ليست البحث عن التميز ولكنها البحث عما لا يمكن إحرازه وتحقيقه. كما لديهم معايير شخصية غير واقعية ويرون العالم من زاوية الانحرافات المعرفية السلبية التى تؤدى إلى نقد الذات، وعدم الثقة بالنفس، وعدم قبول الأخطاء، وهنا تكمن مشكلة البحث فى أهمية تناول متغير الكمالية العصابية لما لها من أثر بالغ على سلوك الشباب وتطلعاتهم المستقبلية.
فإدراك الفرد لقيمته الذاتية هو أساس إنجازاته المتلاحقة فمتى ما كانت تلك الإدراكات إيجابية كان الفرد ناجحًا وطموحًا ومنجزًا، فإذا كان حاملاً لإدراكات سالبة عن نفسه فإنه سوف يشعر بالعجز والفشل (شاهين, 2017, 266).
تتمثل مشكلة البحث فى التساؤل الرئيسى:
          ما مدى إسهام إستراتيجيات تقديم الذات والتوجه نحو الحياة فى التنبؤ بالكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة؟
ويتفرع منه عدة تساؤلات:
  1. هل توجد علاقة بين إستراتيجيات تقديم الذات و التوجه نحو الحياة لدى طلاب الجامعة؟
  2. هل توجد علاقة  بين إستراتيجيات تقديم الذات وأبعاد الكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة؟
  3. هل توجد علاقة بين التوجه نحو الحياة وأبعاد الكمالية العصابية  لدى طلاب الجامعة؟ 
  4. هل توجد فروق فى (التوجه نحو الحياة – إستراتيجيات تقديم الذات - أبعاد الكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة تعزى إلى متغير الجنس؟
  5. هل يمكن التنبؤ بالكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة من خلال إستراتيجيات تقديم الذات  (الحظوة – الترقية – التخويف – المثالية - التوسل) والتوجه نحو الحياة؟
أهداف البحث:
  1.  التعرف على طبيعة العلاقة بين إستراتيجيات تقديم الذات والتوجه نحو الحياة لدى طلاب الجامعة.
  2. التعرف على طبيعة العلاقة بين إستراتيجيات تقديم الذات وأبعاد الكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة.
  3. التعرف على طبيعة العلاقة بين التوجه نحو الحياة وأبعاد الكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة.  
  4. التعرف على الفروق فى (التوجه نحو الحياة – إستراتيجيات تقديم الذات - أبعاد الكمالية العصابية  لدى الطلاب تعزى إلى متغير الجنس.
  5. يمكن التنبؤ بالكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة من خلال إستراتيجيات تقديم الذات  (الحظوة – الترقية – التخويف – المثالية - التوسل) والتوجه نحو الحياة.
أهمية البحث:
          تنطوى على جانبين:
الأهمية النظرية:
  • تتناول هذه الدراسة إحدى المتغيرات الحديثة وهو متغير إستراتيجيات تقديم الذات، فهو وإن تناولته الدراسات العربية والأجنبية، ولكن فى حدود ضيقة جدًا فإننا نحتاج أن نركز الضوء على هذا المتغير لأهميته فى تطوير الشخصية الإنسانية.
  • تتناول متغيرات نفسية ذات دلالة فى تكوين ونمو الشخصية كإستراتيجيات تقديم الذات.
  • والكمالية وهى من مكونات جودة الحياة الانفعالية للفرد.
  • إضافة مقاييس جديدة لمتغيرات البحث تثرى المكتبة العربية.
الأهمية التطبيقية:
  • وضع إطار نفسى اجتماعى للمتغيرات التى تساهم فى تشكيل الكمالية العصابية بأبعادها.
  • وانطلاقا من أهمية مرحلة الشباب وخطورة الكمالية العصابية على تقدم الشباب ورؤيته المستقبلية فى التعامل مع الأمور ظهرت ضرورة ملحة لدراسة المتغيرات التى قد تسهم فى التنبؤ بالكمالية العصابية وأبعادها.
  • قد يمد مخططى البرامج الإرشادية بواقع العلاقة بين الكمالية العصابية والمتغيرات النفسية السلبية والإيجابية للأخذ فى الاعتبار عند التخطيط.
مصطلحات البحث     Search Terms
  1.  إستراتيجيات تقديم الذات: Self-Presentation Strategies
بأنها الأساليب التى يستخدمها الفرد فى تقديم ذاته للآخرين فى مواقف مختلفة مما يضفى على ذاته شعورًا بالقيمة والأهمية، وينعكس ذلك على تقديره لذاته ورضاه عنها، وقد تبنت الباحثة تعريف المقياس (العاسمى, الضبع, 2011).
أما التعريف الإجرائى: الدرجة الكلية التى يحصل عليها المستجيب من إجابته على الأبعاد الفرعية  لفقرات مقياس إستراتيجيات تقديم الذات  المستخدم فى البحث الحالى.
  1. التوجه نحو الحياة:      Life Orientation
النظرة الإيجابية والإقبال على الحياة. والاعتقاد بإمكانية تحقيق الرغبات فى المستقبل بالإضافة إلى الاعتقاد باحتمال حدوث الخير أو الجانب الجيد من الأشياء بدلا من حدوث الشر أو الجانب السئ وأنه استعداد يكمن داخل الفرد الواحد للتوقع العام لحدوث الأشياء الجيدة أو الإيجابية أى توقع النتائج الإيجابية للأحداث القادمة. (الأنصارى, 2001, 3)
أما التعريف الإجرائى للتوجه نحـو الحيـاة: فيقصـد بـه الدرجـة التى يحصـل عليهـا المفحـوص من إجابته على مفردات مقيـاس التوجه نحو الحياة المعد لهذا الغرض.
3- الكمالية العصابية: Neural Perfectionism
تعرف بإنها سمة شخصية تتضمن التطلع إلى تحقيق معايير شخصية عالية مع توقع الفشل وزيادة التركيز على الأخطاء، وعدم الرضا عن أى إنجاز أو تقدم يحرزه الفرد ويلجأ فيها الفرد إلى تأجيل القيام بالمهام فيما يوصف بالتسويف أو المماطلة (أبو سليمة، 2015, 528)
أما التعريف الإجرائى: الدرجة الكلية التى يحصل عليها المستجيب من إجابته على فقرات مقياس الكمالية العصابية الذى أعدته الباحثة للبحث الحالى.
4- طلاب الجامعة: University Students
مرحلة النمو التى تحدد زمنيًا بالفترة ما بين 18 – 23 عامًا من العمر، وأنها المرحلة التى بنهايتها ينتهى التعليم عندها بالنسبة للفرد. (حامد زهران، 2001، 328)

حدود البحث:
يتحدد البحث بحدود موضوعية ومكانية وزمنية وبشرية:
الحدود الموضوعية:
          يتحدد البحث بالموضوع الإسهام النسبى لإستراتيجيات تقديم الذات، والتوجه نحو الحياة فى التنبؤ بالكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة.
الحدود المكانية:
          تتمثل حدود الدراسة فى جامعة الملك خالد بكلية التربية.
الحدود الزمانية:
          حددت الدراسة زمنيًا لعام 1440 - 1441.
الحدود البشرية:
          تتمثل حدود الدراسة فى عينة تتكون من200 طالب وطالبة من المستوى الرابع والسادس بكلية التربية بجميع أقسامها بمستوى عمرى (18 – 23) عامًا.
الإطار النظرى:
أولا: إستراتيجيات تقديم الذات
يعتبر مفهوم تقديم الذات من المفاهيم الحديثة نسبيًا وهو من العمليات التى تكاد تكون مستخدمة بين الأفراد بشكل مستمر، من خلال المواقف الجديدة التى يعيشها الأفراد. فعندما يلتقى شخصان لأول مرة نجد كل واحد منهما يحاول أن يقدم ذاته للآخر، وقد يكون ذلك عن طريق طرح أفكار معينة أو اتخاذ نمط معين من الحركة أو الجلوس أو اتخاذ أسلوب معين من نوع الملبس، كما يحدث فى كثير من المقابلات التى يتم إجراؤها لطلاب الجامعة الجدد، وهذا يحدث فى حياتنا بشكل يومى تقريبا عندما نلتقى مع أشخاص لأول مرة.
فطلاب الجامعة كما أوضح Hermann, & Arkin, (2013) غالبا ما يسعون إلى تقديم أنفسهم خصوصا فى بداية العام لتكوين انطباعات جيدة عن ذواتهم لدى زملائهم، فى صورة أنماط مختلفة من السلوك، الهدف منها هو رسم صورة قد تكون إيجابية فى الغالب فى ذهن الآخرين، فالفرد إذا ما وجد نفسه أمام الآخرين تتكون لديه بعض الأسباب ليجمع ويحشد ويدير أنشطته لتمكنه من توصيل انطباع معين للآخرين عنه. Hermann, & Arkin, 2013, 31
تعريف تقديم الذات:
إن تقديم الذات عبارة عن مجموعة من الأنشطة التى يمارسها الفرد من أجل تكوين انطباع محدد لدى الآخرين عنه، قد يكون ذلك من خلال سلوكيات لفظية، وتتمثل السلوكيات فى الأنشطة اللفظية التى يستخدمها الفرد مثل: استخدامه للعبارات والكلمات والحوار والنقاش، وسلوكيات غير لفظية تتمثل فى الأنشطة غير اللفظية التى يستخدمها الفرد كطريقة الجلوس أو الملبس والإيماءات الحركية.
ويمارس الفرد تلك الأنشطة من أجل إدارة الانطباع الذى يعرفه  (Schlenker (2003 أنه أنشطة مقصودة موجهة للتحكم فى المعلومات التى يقدمها الفرد عن نفسه بغرض التأثير فى الآخرين كمحاولة يحاول الفرد من خلالها تشكيل وتكوين انطباعات عن ذاته لديهم، موضحا أن الفرد عندما يحاول التحكم فى الانطباع لدى الآخرين عن نفسه فإن الأنشطة التى يمارسها تسمى تقديم الذات. (Schlenker, 2003, 871)
والطلاب مرتفعى مهارات تقديم الذات يكونون أقل مواجهة  لمشاكل إقناع الآخرين والتأثير عليهم بما يشعرون به فى المواقف، فمهارات تقديم الذات تلعب دورًا كبيرًا من حيث التأثير فى الآخرين حتى لو كانت المواقف غير واقعية، وفى نفس السياق فإن الطلاب الذين لا يتمتعون بمهارات تقديم الذات فيواجهون مشاكل فى إقناع الآخرين، حتى لو كانوا صادقين (Hermann, et. al., 2013, 32).
كما يؤكد ( Schlenker, 2012, 542) أن أسلوب تقديم الذات يصبح تلقائيًا عندما يشمل الصفات المميزة التى تتوافق مع تصور الفرد عن ذاته وسماته الشخصية، حيث يتأثر أسلوب تقديم الذات بالسمات الشخصية لدى الفرد عند قيامه بتقديم ذاته للآخرين.
ولقد أشار ( Leary, & Allen, 2011, 889)  إلى عملية تقديم الذات على أنها تلك العملية التى يتحكم بها الفرد فى كيفية تقييمه وإدراكه من خلال الآخرين، عندما يرغب الفرد أن ينظر إليه الآخرون بطريقة مقبولة ومرغوبة، وحتى يحدث  ذلك فإن الفرد يحاول التحكم فى الانطباعات أو الاستنتاجات التى قد يخرج بها الآخرين عنه فى مواقف معينة، وذلك عن طريق عرض جوانب محدودة عن نفسه قد تقود الآخرين إلى تكوين انطباع جيد عنه، بينما يحاول فى نفس الوقت إخفاء جوانب أخرى قد لا تساعد فى تحقيق مثل هذه الانطباعات الجيدة عنه، وهذا يؤكد أن إدارة الفرد للانطباع لدى الآخرين يعتمد اعتمادًا كبيرًا على عملية تقديم وعرض الذات بطريقة تلقائية.
إن الإناث عادة ما يكن أكثر اهتمامًا وتفاعلاً مع الأغراض والأهداف الاجتماعية والانفعالية بينما، وجد أن الذكور أكثر اهتمامًا وتفاعلاً مع الأهداف والأغراض الإجرائية ذات طابع السيطرة والسيادة، بمعنى أن مثل هذه الأهداف عادة ما تلعب دورًا فى استثارة المرأة والرجل كل على حسب اهتماماته ولذلك يستخدم كل من الذكور والإناث الأساليب الخاصة بتقديم ذواتهم بما يتناسب وطبيعة الأهداف التى تحظى باهتمام الرجل والمرأة، فالذكور يفضلون استخدام الأساليب الخاصة بالسيطرة المباشرة (التى فيها يقوم الفرد بتوجيه الآخرين) أكثر من الإناث اللاتى يفضلن التعبير عن مصالحهن الشخصية بكثرة استخدام الضمائر الشخصية أثناء الكلام.
وقد تلجأ الإناث إلى تبنى أسلوب المفاخرة للتأكيد على بعض الصفات غير الموضوعية لديهم، مثل تأكيد الكفاءة والقوة والغنى، وذلك من خلال المبالغة، وقد يلجأ الإناث إلى التقليل من مجهود الآخرين، وإبداء عدم الحاجة للآخرين، وفى نفس الوقت يقدمن أنفسهن أنهن الأفضل من الآخرين، أما بالنسبة لأسلوب التفاخر الفعال والموضوعى والتى تكون عادة ما ترتبط بالإرادة والعزيمة لدى الذكور أكثر منه لدى الإناث (Lorimer, & Westbury, 2006, 774).
إستراتيجيات تقديم الذات:
تعد أساليب تقديم الذات مجموعة من الأنشطة التى يمارسها الفرد من أجل تكوين انطباع محدد لدى الآخرين، فهى أنشطة غرضية موجهة ومقصودة للتحكم فى المعلومات التى يقدمها الفرد عن نفسه بغرض التأثير، وتشكيل انطباع لدى الآخرين، ويعد أسلوب تقديم الذات هو الطريقة التى يستخدمها الفرد فى ممارسته للأنشطة المختلفة من أجل تكوين انطباع محدد لدى الآخرين عنه، ويختلف أسلوب تقديم الذات للفرد حسب الموقف الذى يتعرض له.
ويعرف (Lee, Quigley, Nesler, Corbett, Tedeschi, Lewis, & Neighbors, 2005, 469) تقديم الذات أنها تلك العملية التى يتحكم بها الفرد فى كيفية تقييمه وإدراكه من خلال الآخرين، فالفرد يرغب فى أن ينظر إليه الآخرون نظرة مقبولة ومرغوبة، ولذا نجده يحاول إخفاء جوانب أخرى قد لا تعطى انطباعات جيدة عنه.
ويشير (Julle, et. al, (2005 أنه من الممكن رسم الانطباع الأول لدى الآخرين من خلال التفاعل المباشر وغير المباشر مع الآخرين، وأن الأنماط السلوكية اللفظية تلعب دورًا مهمًا فى أسلوب تقديم الذات من خلال التعبير بالألفاظ عن الأفكار والآراء والاهتمامات للآخرين أى يكون التواصل هنا عن طريق المناقشة والحوار، هذا بخلاف أن الأنماط السلوكية غير اللفظية لها دور كبير أيضًا فى عملية تقديم الذات من خلال الإيحاءات والتلميحات غير اللفظية. وفى نفس السياق يؤكد (Donadiq, 2002) على أهمية المظهر والشكل العام لطلبة الجامعة فى تكوين الانطباع الأول عنهم لدى أساتذتهم وزملائهم. كما أوضحت دراسة Paulhus, Westlake, Calvez, & Harms, 2013))  على أن تقديم الذات فى المواجهة الأولى بين فردين يكون انطباعًا عند كل منهما يكون له الأثر الواضح بعد ذلك فى طريقة التعامل بينهما.
وأشار  (Zhang, et. al., 2007) أنه من الممكن التنبؤ بتقدير الذات من خلال تقديم الذات، حيث يعتبر تقدير الذات حكم الفرد على نفسه وما يعتقد فيه ويؤمن به، بينما تقديم الذات فهو الطريقة التى يقدم بها الفرد نفسه للآخرين ومن خلال الطريقة التى يستخدمها الفرد فى تقديم ذاته يمكن التنبؤ بتقديره لذاته.
يهدف سلوك تقديم الذات إلى التأثير فى انطباعات الآخرين، ويعد ظاهرة متكررة فى الحياة الواقعية، وهى من أهم حقائق التفاعل الاجتماعى، ويحدث تقديم الذات فى الحياة اليومية مثل:  تعبيرات الوجه، أو نوع الموضوعات التى يطرحها الفرد فى مناقشاته، وفى انفعالاته التى يظهرها. وأبسط أشكال تقديم الذات هو الجانب الذى يتعلق بالمظهر الخارجى مثل: وضع الألوان على الوجه وصبغ الشعر، وغيرها والناس عامة يدفعون الكثير من المال والجهد فى سبيل الظهور بشكل جذاب، ويرتبط تقديم الذات بوجود الآخرين أو الوعى بهم. فما دام الفرد يعى وجود الآخرين ويفكر كما هو دائمًا الفرد الإنسانى فيما يعتقدون عنه، فإنه سيمارس تقديم الذات بوعى وبدون وعى، بمعنى أن تقديم الذات يرتبط بالذات العامة أى ما يعتقد الفرد أن الآخرين يدركون فيه. 
فالأفراد يسعون لخلق انطباع إيجابى مرغوب عن ذواتهم لدى الآخرين، سواء كان هذا الانطباع صحيحًا أو غير صحيح، وتقديم الذات ما هو إلا محاولة لتشكيل انطباعات الناس عنا والتأثير عليها لكى نكسب مزيدًا من القبول أو الاستحسان، ويهتم معظم الناس بنقل انطباع إيجابى للآخرين، ويكون ذلك عادة لأهداف عديدة مثل: جذب قلب شخص من الجنس الآخر، أو للحصول على وظيفة مرموقة، وحتى فى المواقف الأقل أهمية من ذلك، فإننا بصفة عامه نرغب فى أن نظهر للجميع الوجه الذى نحبه ويعجب به ويحترمه الآخرون، وفى الواقع يعد كل من نيل القبول والاستحسان أى محاولة نقل الانطباع بأننا محبوبون والارتقاء بالذات أى محاولة نقل الانطباع بكفاءة شخصية من أهم أهداف تقديم الذات (Davies, McConnochie, Ross, Heim, & Wallace, 2004, 346).
إن عملية قيام الفرد بدوره فى المواقف الاجتماعية المختلفة فى الحياة اليومية بذلك الدور الذى يقوم به الممثل على خشبة المسرح أمام الجمهور، وقد أطلق على هذه العملية مصطلحًا خاصًا أسماه النموذج الدرامى Dramatical Model إذ يتعلم الفرد كيف يقدم نفسه للآخرين فى هذه المواقف بالطريقة نفسها التى يتعلمها الممثل من خلال اتباعه النص المسرحى، ومن خلال النموذج الدرامى يمكن تفسير الاختلاف فى استخدام إستراتيجيات تقديم الذات من موقف لآخر، حيث تعتمد الطريقة التى يقدم بها الفرد نفسه للآخرين على طبيعة الموقف الاجتماعى، وعلى تصوراته لما يتوقعه الآخرون منه من سلوك فى ذلك الموقف فالفرد قد يظهر جانبًا من ذاته يتناسب مع طبيعة الموقف الاجتماعى الذى يعيشه (Long, & Zhang, 2014, 454).
وفى نفس السياق قدم العديد من الباحثين  (Lewis, & Neighbors, 2005, 469; Sosik, & Jung, 2003, 233) خمس إستراتيجيات عامة لتقديم الذات يستخدمها الأفراد، ولكل منها شروطها ونتائجها على انطباعات الآخرين وهى: الحظوة من قبل الآخرين Ingratiation - ترقية الذات Self-Promotion - التهجم أو التخويف Intimidation- التمثيل أو التمثيل Exemplification- الاستجداء أو التوسل Supplication.
ثانيًا: التوجه نحو الحياة:
يقوم التوجه نحو الحياة بدور فى سلوك الأفراد وفى حالتهم النفسية، فعندما يتمكن الفرد من إشباع جميع حاجاته سيشعر بالتوجه الإيجابى نحو الحياة ويستطيع أن يحقق أهدافه، ومن ثم يشعر بالسعادة والرضا ويحفزه ذلك على أن يقبل نحو الحياة بهمة ومثابرة ورغبة، ويأخذ بعين الاعتبار احتمالات النجاح مما يفتح للفرد حياة جديدة ليشعر بالسعادة والرضا وتحقيق أهدافه والتغير المستمر نحو الأفضل (Kawai, et. al., 2017, 323)
لكن إذا فشل الفرد فى إشباع حاجاته يشعر بالتوجه السلبي نحو الحياة، ولا يستطيع أن يحقق أهدافه مما يجعله يشعر بالعجز واليأس وفقدان الأمل، ويقبل نحو الحياة بتردد وتوقع الفشل ودائمًا يكون لديه شك فى قدرته على النجاح، وبالتالى يكون مضطربًا، فالفشل يؤدى إلى ﻋدم اﻟرﻀﺎ واﻟﺸﻌور ﺒﺎﻟذﻨب وﻋدم ﺤب الذات وإيذاء الذات واﻻﻨﺴﺤﺎب اﻻﺠﺘﻤـﺎعى(Cheng, et. al., 2016, 792).
فالنظرة الإيجابية للحياة تكسب الفرد التفاؤل وتجعل لديه ثقة فى قدراته على تحقيق الهدف وتدفعه لبذل الجهد لتحقيق هذا الهدف، والإيمان أن لديه القدرة على التحكم فى مجريات الحياة ومواجهة الصعوبات مما يكون له أثر عميق على حياة الفرد فمن لديهم فعالية ذاتية يمكنه النهوض بحياته ويتعامل مع أمور الحياة بفعالية ذات عالية أكثر مما يتوقعون حدوث الأخطاء، وعلاوة على ذلك فإن التفاؤل هو النظرة الإيجابية والإقبال على الحياة والاعتقاد بإمكانية تحقيق الرغبات فى المستقبل (Carstensen, et. al., 2012, 181).
والفرد الذى يتسم بالاستعداد والنزعة للتفاؤل أو الذى يمتلك النظرة الإيجابية للحياة غالبًا ما يتمكن من مواجهة المواقف الضاغطة بطريقة متوافقة بالمقارنة بالأشخاص المتشائمين ذلك لأن ضغوط الحياة تؤثر على صحة الإنسان بطريقة سلبية، ويكون هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والجلطات فى المخ (Busseri, et al., 2016, 286).
ولقد أوضح (Rubino, et. Al., 2017, 105-106) أن توقع طلاب الجامعة للأحداث المستقبلية بصورة إيجابية يولد لديهم مشاعر الراحة والطمأنينة النفسية وتوقع النتائج الطيبة الإيجابية للأحداث المستقبلية، مما ينعكس إيجابيا على الصحة النفسية، فالأشخاص الذين يفسرون الأحداث المستقبلية بصورة سلبية يواجهون الضغوط النفسية بصورة سلبية، ويشعرون بالعجز وعدم القدرة على حل مشكلاتهم مما يجعل لها تأثيرًا خطيرًا على الصحة الجسمية والنفسية.
وتعتبر المرحلة الجامعية مرحلة محورية فى حياة الشباب ففيها يتحدد شكل حياته المستقبلية بخلاف كونها مرحلة تتسم بالعديد من الضغوطات وحتى يتجاوز الطالب الجامعى تلك المرحلة بنجاح ينبغى عليه بذل الجهد والمثابرة وتحمل الأعباء والضغوط سواء كانت على مستوى الجامعة أو ضغوطات الحياة اليومية عامة، وهذا يحتاج منه أن يكون لديه قناعة فى قدراته وامتلاكه قسطًا من المرونة النفسية حتى يتمكن من التغلب على صعوبات تلك المرحة بسلام، ولذا يعرف "كارفر" و"تشاير" & Scheier, 2003, 75) Carver) التوجه نحو الحياة أنه نظرة إيجابية، وإقدام على الحياة وإيمان الفرد بقدراته على تحقيق رغباته وأمنياته المستقبلية مع توقع حدوث الأفضل، مما يجعل الفرد أكثر استشرافا نحو المستقبل فى أفعاله وسلوكياته التى تجعله قادرًا على التغلب على الصعوبات والضغوطات التى تواجهه فى حياته.
إن التوجه نحو الحياة لدى طلاب الجامعة يعنى ميلهم ونزعتهم نحو تركيز الانتباه على المستقبل بدلاً من تركيزه على الماضى والحاضر هذه النزعة قد ترتبط بتحسن ما يفعله الآن، لأن ذلك من شأنه خفض التوتر الناتج عن التفكير فى الماضى أو ما سبق، ومن أهم مظاهر التوجه نحو الحياة السعادة والعلاقات الاجتماعية والطمأنينة والاستقرار والتقدير الاجتماعى. (Barnett, et. al., 2013, 574)
ومن أهم العوامل المحددة التى يفترض أن تحدد سمات الأفراد فى التوجه نحو الحياة العوامل البيولوجية التى تتضمن المحددات أو الاستعدادات الوراثية، فالأمراض المزمنة من المفترض أنها تؤثر سلبًا فى التوجه نحو الحياة. ومن بين العوامل هناك العوامل الاجتماعية التى تتمثل فى التنشئة الاجتماعية التى تساعد الفرد على اكتساب اللغة والعادات والقيم والاتجاهات السائدة فى مجتمعه، تلك العوامل لها دور كبير فى التوجه الإيجابى أو التوجه السلبى نحو الحياة (Dwivedi, et al., 2017, 265).
فالأساليب التى تتبعها الأسرة فى تربية أبنائها تقوم بدورها فى نموًا لأبنائها، فكلما كانت عملية التنشئة إيجابية وتشعر الطفل بأهميته وقيمته واحترامه وتقديره، وبأنه مرغوب فيه كلما كان الطفل أكثر توافقًا ويكون توجهه إيجابيًا نحو الحياة، لأن السلام والاستقرار الذى يسود تلك الأسرة يعكس مناخًا يسوده الحب والتفاؤل على العكس تماما من الاسرة التى يسودها مناخ ملىء بالتوتر وعدم الاستقرار والمشاحنات والخلافات والصراعات قد ينعكس سلبًا على شخصية الابن ومن ثم تتسم نظرته للحياة بالتوجه السلبى (Mihajlivna, et. al., 2015, 8).
علاوة على ما سبق فإن الفرد الذى يصادف فى حياته سلسلة من المواقف المثيرة للإحباط أو الضغط والمشقة النفسية يميل فى أغلب الأحيان إلى التوجه السلبى وبالعكس، حيث أن تعرض الفرد للضغوط النفسية والمواقف الصادمة والأمراض الجسمية قد يكون له أثر كبير على صحة الفرد النفسية وتوقعات ونظرته للحياة، والتى قد تكون مفعمة بفقدان الأمل والتوجه السلبى نحو الحياة (Kahana, et. al., 2011, 210).
كما أشار Słowik, et. al., 2017, 872)) أن الفرد الذى لديه توجه إيجابى يتسم بالتفاؤل والواقعية والتفكير بطريقة إيجابية ومنطقية، مساير للواقع ويسعى إلى تطوير ذاته حتى يصل إلى صورة ذات أفضل، ويكون لديه دافع كبير نحو العمل الجاد والمجاهدة بإصرار حتى يتمكن من التغلب على الصعوبات التى تواجهه، فالنظرة الإيجابية للحياة تزيد من قدرة الفرد وفرص نجاحه لأنه فرد يتسم بالسعادة والطمأنينة بخلاف الذين لديهم نظرة سلبية نحو الحياة.
وترى الباحثة أن طالب الجامعة عندما يواجه موقفًا ينظر إليه، ويتعامل معه وفق إدراكه الفكرى ومعتقداته، فقد يتعلم من المواقف أشياء إيجابية عندما تكون فكرته عن ذاته وعن الأشياء إيجابية مما تدل على التوجه الإيجابى والرضا عن الحاضر والتطلع إلى ما هو أفضل وأحسن فى المستقبل، بينما إذا كان إدراكه سلبًا لذاته وللأشياء فإنه سيتعلم أشياء تدل على التوجه السلبى، لأن الموقف بطبيعته يؤدى إلى ذلك بسبب المعتقدات الشخصية لدى الفرد عن المواقف وعن ذاته.
النظريات المفسرة للتوجه نحو الحياة
من أهم النظريات التى فسرت التوجه نحو الحياة نظرية المزاج Mood Theory لأن الحالة الانفعالية للشخص تؤدى إلى اختلاف الحالة المزاجية لدى الفرد، فاستخدام إستراتيجيات إدارة المزاج تزيد من مستوى التفاؤل وتقلل من العناد والغضب والعدوانية وحدة الطبع وتزيد من الجدية فى معالجة المواقف والأمور الحياتية، ولقد وجد أن الأشخاص المتشائمين أعلى فى التوجه السلبى نحو الحياة والتوقع السلبى نحو الأحداث ومتسرعين انفعاليًا، ولديهم بطء فى التفكير، وصعوبة فى التعامل مع الآخرين كما يتصفون باللامبالاة والخمول (Schmetkamp, 2017, 81) وفى نفس السياق وجدت العديد من الدراسات أن هناك علاقة بين الهرمونات والانفعالات والسلوك، ويعود إلى ردود كيميائية فى المخ (Stolarski, et. al., 2016, 512).
وتعتقد الباحثة أن التوجه الإيجابى نحو الحياة قاعدة عامة للحياة والشخص الذى لديه توجه إيجابى لم يتعرض فى حياته لحدث يسبب له أزمة نفسية، وأن نفس الفرد الذى لديه توجه إيجابى نحو الحياة قد تحدث له حادثة مفاجئة تجعله متشائما وذا توجه سلبى نحو الحياة.
وبالنظر إلى نظرية التحليل النفسى لفرويد نجد أن الشخصية لها ثلاث مكونات هى: الهو والأنا، والأنا الأعلى تلك المكونات عندما تعمل بصورة تشاركية تعاونية فإنها تسهل على الفرد التفاعل مع البيئة بمرونة فيتمكن من إشباع حاجاته ورغباته أما لو حدث العكس فإنها تجعل الفرد يفتقر إلى التوافق وعدم الرضا عن الذات والحياة وتقلل من كفاءته (Eagle, 2013, 44).
فيتحدد السلوك البشرى على أساس ما ينتج عن عملية الصراع بين هذه المكونات الثلاثة فمطالب الهو ورغباتها تكون فى صراع مستمر مع مطالب الأنا الأعلى، لأن الهو يسعى باستمرار إلى إشباع رغباته بما فيها الرغبات غير المقبولة، مما يؤدى إلى مواجهة مطالب الأنا الأعلى التى تكون فى العادة مطالب تتضمن قيم المجتمع الأخلاقية والأنا تمثل مطالب الواقع التى تتداخل فى عملية الصراع بقصد الوصول إلى تسوية أو حل وسط بين تلك المكونات.  (Abu-Raiya, 2014, 326-328)
كما تشير نظرية "شاير" و"كارفر" Scheier & Carver) أن أساس التوجه نحو الحياة هو الضبط السلوكى للذات أو التنظيم فى ربطها بالتوقعات المستقبلية لدى الفرد فى الأحداث أو العواقب الأمور، فالنظرة الإيجابية مرتبطة بمدى التوجه الإيجابى نحو تحقيق الأهداف، كما أن الانفعالات الإيجابية لا ترتبط بخبرة التوجه نحو تحقيق الأهداف فقط بل بتوقع النتائج الإيجابية للأحداث، أما النظرة السلبية فترتبط بمدى الابتعاد عن الأهداف التى لها توقعات سلبية للأحداث. ومن هنا يتضح أن هناك علاقة ارتباطية بين التوجه الإيجابى نحو الحياة والمحاولات النشطة من أجل التغلب على ضغوط الحياة، فعندما يواجه الفرد ضغوط الحياة فإنه يستخدم إستراتيجيات إدارة الضغوط التى تؤدى إلى نوعين من السلوك: إما مواصلة الحياة والكفاح والنضال أو الابتعاد والاستسلام. ويفترض "شاير" و"كارفر" أن التوجه نحو الحياة نزعة منظمة للإنسان لتكوين توقعات مستقبليه ومهمة للنتائج إما تكون جيدة أو غير جيدة فى مجالات حياة الفرد.
ولقد ميز "شاير" و"كارفر" & Scheier ,2003, 76) Carver) بين ذوى التوجه الإيجابى وذوي التوجه السلبى نحو الحياة كما يلى: فالأشخاص المتفائلون يستخدمون إستراتيجيات مختلفة فى متمركزة على المواجهة الانفعالية وإعادة صياغة وتقدير الموقف الذى يواجهونه بصورة إيجابية، لكن يميل المتشائمون إلى استخدام إستراتيجيات مواجهة قائمة على الرفض والإحجام.
فقد أكدت النظرية المعرفية على أن الإنسان كائن إرادى عقلانى يتمتع بإرادة حرة تمكنه من اتخاذ القرارات المناسبة فى الحياة، كما تؤكد على العمليات الداخلية وتوقعات الأحداث والاهتمامات والنظرة الإيجابية نحو الحياة والخطط التى يسعى الأفراد إلى تحقيقها. (Birgenheir, 2001, 190)
وفى سياق النظرية المعرفية يوضح (Kelly, 2016) أن توقعات الفرد للأحداث هى التى تؤدى إلى تقرير سلوكه، وما يبنى على هذه التوقعات سيؤدى إلى تشكيل أنماط معينة من السلوك، فإن كانت توقعات الفرد المستقبلية لحدث معين تتسم بالتوجه الإيجابى نحو الحياة فمن المتوقع أن تصدر منه أنماط من السلوك تتسم بالتوجه الإيجابى، وعلى العكس تمامًا عندما تستند تلك التوقعات إلى توجه سلبى نحو الحياة، فمن المتوقع أن تصدر من الفرد أنماط سلوكية تتسم بالتوجه السلبى نحو المواقف والأحداث التى يتعرض لها الفرد، وتكمن أهمية توقع الأحداث كمسألة مركزية وهامة لأن توقع الأحداث فى المستقبل هو حجر الأساس فى نظرية التكوينات الشخصية "لكيلى"، والتى يفترض فيها أن العمليات النفسية عند الشخص تسير عبر قنوات أو مسارات متعددة، والتى يتوقع الفرد من خلالها الأحداث ويتجه نحو المستقبل أو الحياة. ( Kelly, 2016, 193-194)
وقدم "كيلى" نظريته التى تسمى بـ (البنى الشخصية أو المعرفية)، وهى عبارة عن نظام من التوقعات للأحداث فى المستقبل، وأن الأفراد يعيشون حياتهم وفق هذه الأحداث، وأشار إلى أن الطريقة التى يتنبأ بها الشخص فى الأحداث المستقبلية مهمة وحاسمة لتحديد سلوكه، ويتأثر الفرد فى توقعاته للنجاح إذا كان توجهه إيجابيًا نحو الحياة وإذا كان توقعه للفشل يكون توجهه سلبيًا نحو الحياة (Paszkowska-Rogacz, 2012, 2).
ثالثًا: الكمالية العصابية: Neurotic Perfectionism
لقد حظى مفهوم الكمالية العصابية بالبحث والدراسة فى مجال سيكولوجيه الشخصية والاجتماع لما له من معان عدة فى حياة الأفراد، فقد تكون حاجة إلى أن يكون كل شىء على أحسن وأفضل وجه، وقد تكون شعورًا بعدم الرضا عن الأداء حتى يصبح كل شىء تحت السيطرة، وقد تكون خوفًا من الإقدام وتراجعًا عن اتخاذ القرار وكثيرًا ما ينظر إليها كمجال واسع لأسلوب عصابى غير محدد ترتبط بمشاعر الذنب والإحساس بالقصور وعدم الكفاية. (عبد الخالق، 2011، 379)
وقد عرف "دسوقى" الكمالية بأنها: "مطالبة النفس والآخرين بأداء أسمى ما يتطلبه الموقف، حيث تتسلط على الفرد رغبة فى تعقب التفاصيل الدقيقة، وفرض شكل غير عادى من الضبط والجودة، يفرضه على نفسه وعلى غيره". وتكون أهداف الفرد فيها عالية، ولكنها ليست متفقة مع قدراته، فهى تدفعه للعمل فى البداية لخوفه من الفشل، ثم تظهر الأخطاء أثناء سعيه لتحقيق هذه الأهداف، كما أنه يشعر بعدم الرضا والدونية على الرغم من الإنجاز الذى يحققه.
ومن هنا ظهرت الكمالية العصابية، وقد اتصفت بالجمود فى المعايير وبالمشاعر السلبية مثل الشعور بالذنب، والتشاؤم، والخجل، وانخفاض تقدير الذات أن الكمالية العصابية ليست البحث عن التميز ولكنها البحث عما لا يمكن إحرازه وتحقيقه. فهى التى يرى الفرد فيها أن عمله وجهوده ليست جيدة رغم جودة أدائه، ويرى أنه لابد أن يكون أفضل باستمرار، ويصاحب ذلك شعوره بعدم الرضى، ويضع لنفسه مستويات لا يستطيع الوصول إليها بقدراته وإمكانياته، كما أن لديه خوفًا دائمًا من الفشل.
وتناول "جابر" و"كفافى" الكمالية العصابية بأنها: "ميل قهرى لمطالبة الذات ومطالبة الآخرين بأعلى مستوى من الأداء أو أعلى من المستوى الذى يتطلبه الموقف على الأقل". ويعرفها "فورس" وآخرون بأنها "حالة من عدم الرضى يظهرها الفرد لجهوده وأعماله، حيث يضع الفرد لنفسه مستويات ليست واقعية، ويسعى لتحقيقها.  
كما تعد الكمالية العصابية من أخطر الاضطرابات السلوكية تأثيرًا على الذات وثقة الفرد بنفسه، حيث أنها تأتى متخفية خلف قشور من الإيجابيات الظاهرة، وقد ترتبط الكمالية العصابية بخصائص سالبة كالشعور بالفشل، والذنب والتردد وانخفاض الثقة بالنفس، وقد يصاحبها أشكال خطيرة من الحالات المرضية السيكولوجية مثل تعاطى المخدرات وقلق الموت فيسبب اضطراب الكمالية العصابية كثيرًا من المتاعب للفرد فالشخص الكمالى يكاد ينتحر من فرط إحساسه بالفشل، بينما هو فى قمة النجاح  كما أن منشدو الكمال العصابيين عاجزون عن الشعور بالرضا، لأنه يبدو فى نظرهم أنهم لن يفعلوا أشياء بإتقان كاف يبرر هذا الشعور مما يكون له أبلغ الأثر فى انخفاض ثقتهم بأنفسهم. (ناصف,  2013)
العوامل المؤثرة فى نشأة الكمالية:
تتعدد الأسباب فى نشأة الكمالية بشقيها السوية والعصابية "إن الكمالية تنمو وتتطور أثناء فترة الطفولة نتيجة ضغط الأسرة والضغط من الذات ومن المجتمع ومن وسائل الإعلام. (عبد النبى، 2009, 5)
وتؤيد هذا الرأى وتضيف "العبيدى" (2015, 164) أن الاتجاهات الكمالية لدى الفرد تتكون منذ طفولته المبكرة بفعل من المجتمع الخارجى، ولاسيما الوالدين اللذين يجعلان حبهما مشروطًا بالإنجاز والتميز مما يجعل تقدير الأبناء لذواتهم مرتبطا بالأحكام الخارجية وليس لقيمة الذات.
إن الأبناء الكماليين عادة ما ينتمون إلى أسر ذات أداء مرتفع، فهناك ميراث نفسى يتوارثه الأبناء عن الوالدين وتتناقله الأجيال يتمثل فى التنشئة والسلوكيات وأنماط التفاعل، ذلك ما ذكره "هيلقرس" Hilgers 2003 بأن الوالد الكمالى قد يجعل  أبناءه متمسكين بمعايير عالية، تقود للشعور بعدم الكفاية، والفشل عند كل من الوالد والابن. ويؤيد تطابق معايير الآباء والأبناء. كما أن القسوة الوالدية تؤدى إلى تبنى الكمالية كميكانزيم مواجهة للتوقعات العدائية الوالدية. أما "باندورا" ((Bandura فيرى أن الكمالية فى الأطفال تكون مرتبطة بتقديرات الكمالية الوالدية، والطفل فى ضوء ذلك يقلد سلوك الوالدين.
النظريات التى تناولت الكمالية العصابية:
يرى Adler أن الكفاح للتفوق والكمال كلاهما سمة فطرية للنمو الإنسانى تتضمن كل الجوانب الصحية، وفيها يكون الدافع للكمالية موجه نحو الحصول على الفوائد الاجتماعية أو تحسين ورقى المجتمع بدل تحسين ورقى الذات، ويُنظر فى الجانب غير الصحى على أنه ميكانزيم تعويضى عندما يتغلب الفرد على مشاعر النقص، وقد ميز  Adlerبين الكمالية السوية، والكمالية العصابية، فى مصطلحات محددة من النضال الاجتماعى وإدارة المشاعر المتدنية، فالأفراد ذوو الكمالية السوية يناضلون للحصول على مستويات كافية من الإتقان، ويخبرون مستويات يمكن ضبطها من مستويات النقص أو الدونية، ويبدون مستويات مرتفعة من الاهتمام الاجتماعى، ويتغلبون على مشاعر النقص من خلال أداء السلوكيات التى تفيد أنفسهم والآخرين. أما ذوو الكمالية العصابية فإنهم يناضلون مع وجود الكثير من مشاعر النقص، ويبحثون عن إتقان غير واقعى، ويبدون مستويات منخفضة من الاهتمام الاجتماعى، ويحاولون الحصول على التفوق بدون الاهتمام بالآخرين. (منصور, 2012, 59 - 60)
بينما ركز المدخل السلوكى فى تفسير الكمالية العصابية على تأثير البيئة الخارجية على تنشئه الطفل وكيف يمكن أن تؤثر هذه البيئة فى تشكيل سمة الكمالية العصابية لديه مثل نموذج التوقعات الاجتماعية، ونموذج التعلم الاجتماعى، وهذا النموذج مشتق من آراء روجرز عن قيمة الذات، فالطفل يتعلم أنه سيحظى بقبول وحب الوالدين من خلال المستويات العالية لأدائه، وأنه إذا لم يكن أداؤه جيدًا بما فيه الكفاية فلن يحظى بهذا الحب والتقبل، ولأن الطفل فى حاجة إلى الشعور بحب والديه وتقبلهم له يصبح دافعه للكمالية ليس خارجيًا فقط وإنمًا داخليًا أيضًا (Cook, 2002, 55
وهذا التنظير يرتبط بتنظيم الفرد لذاته فكلما كان الفرد أكثر انسجاما مع ذاته فإنه من المتوقع فى المواقف الاجتماعية أن يقدم نفسه بطريقه إيجابية بينما الشخص غير المتسق مع ذاته فإنه سوف يواجه كثيرًا من ردود الفعل السلبية كالقلق والاكتئاب والعدوانية. إن تقديم الذات يتطلب من الفرد فى الغالب أن يقوم بعملية تنظيم ذاتى فى المواقف الاجتماعية لأن ذلك يساعده على استخدام إستراتيجيات إيجابية بدلا من إستراتيجيات سلبية، وأن عدم تنظيم الذات أثناء ذلك سوف يولد لديه ضروبًا من القلق وردود الأفعال السلبية.
الدراسات السابقة:
يفتقر التراث البحثى النفسى فى حدود علم الباحثة للدراسات التى تناولت إستراتيجيات تقديم الذات سواء بشكل منفرد أو فى علاقات ارتباطية مع متغيرات أخرى، كما وجدت الباحثة أن متغير الكمالية لم يأخذ حقه فى البحث بالرغم من أهميته فى تأثيره على السلوك الإنسانى.
المحور الأول: تناول الدراسات الكمالية وتقديم الذات وبعض المتغيرات
دراسة العاسمى والضبع (2011)
هدفت الدراسة للتعرف على العلاقة بين إستراتيجيات تقديم الذات وعلاقتها بالقلق الاجتماعى ومعرفه دلالة الفروق لمتغيرات الجنس والبيئة والجنسية، وذلك لدى عينة من طلاب جامعتى دمشق وسوهاج، وقد تكونت العينة من 300 طالب وطالبة تم اختيارهم من طلاب الفرقة الأولى بمتوسط عمرى قدرة (17.47) وللإجابة عن تساؤلات الدراسة استخدم الباحثان مقياس إستراتيجيات تقديم الذات والقلق الاجتماعى، وقد أسفرت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية دالة بين إستراتيجيات تقديم الذات بأبعادها، والقلق الاجتماعى إضافة إلى وجود فروق داله بين أفراد العينتين فى بعض أبعاد إستراتيجيات تقديم الذات كما أن الذكور يختلفون عن الإناث فى استخدام بعض الإستراتيجيات، حيث تستخدم الإناث إستراتيجيات التوسل كوسيلة للتواصل مع الآخرين، بينما يستخدم الذكور إستراتيجيات الحظوة من الآخرين وترقيه الذات. كما أظهرت النتائج تباين العينتين السورية والمصرية فى استخدام إستراتيجيات تقديم الذات.
دراسة الدمنهورى وآخرين (2012)
هدفت الدراسة إلى التعرف على أساليب تقديم الذات لدى طلاب المرحلة الثانوية فى ضوء المرغوبية الاجتماعية والخوف من التقييم السالب، تكونت عينة الدراسة من 132 طالبًا وطالبة من طلاب الصف الثانى الثانوى واعتمد الباحثون على مقاييس من إعدادهم ومن أهم النتائج وجود فروق فى تقديم الذات لصالح المرغوبية الاجتماعية. كما أظهرت النتائج وجود فروق فى تقديم الذات تبعا لاختلاف الخوف من التقييم السالب، ولم تظهر فروق بين الذكور والإناث فى تقديم الذات.
دراسة منصور (2012)
تهدف الدراسة إلى التعرف على إستراتيجيات المواجهة  وتقدير الذات والانفعال الإيجابى والانفعال السلبى كمنيبات للكمالية التكيفية وأجريت الدراسة على عينة من الطلاب الذكور بقسم التربية الخاصة بجامعة الطائف بلغ قوامها ٢٦٩ طالبًا، وتم تطبيق أدوات الدراسة التالية على العينة الكلية: مقياس الكمالية وأساليب المواجهة، ومقياس تقدير الذات وقائمة الانفعال الإيجابى والانفعال السلبى وانتهت نتائج الدراسة إلى التالى:
  • وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات مجموعات طلاب التربية الخاصة فى مقياس الكمالية التكيفية، وأبعاده تبعا لاختلاف المسار.
  • وجود فروق دالة إحصائيًا بين منخفضى ومرتفعى الكمالية فى كل من المساندة الاجتماعية،  وحل المشكلات، وتقدير الذات، والانفعال الإيجابى والانفعال السلبى.
  • وجود علاقات ارتباطية دالة بين الكمالية التكيفية وكل من المساندة الاجتماعية، وحل المشكلات وتقدير الذات والانفعال الإيجابى والانفعال السلبى.
  • تباين الإسهامات النسبية لكل من المساندة الاجتماعية وحل المشكلات وتقدير الذات والانفعال الإيجابى والانفعال السلبى فى أبعاد مقياس الكمالية التكيفية ودرجته الكلية.
دراسة ناصف (2013)
هدفت الدراسة إلى الكشف عن العلاقة بين الثقة بالنفس وأبعاد الكمالية العصابية لدى طلاب جامعة الباحة الموهوبين، والكشف عن الفروق فى أبعاد الكمالية العصابية باختلاف النوع والكشف عن الفروق فى أبعاد الثقة بالنفس باختلاف النوع (ذكر – أنثى) اشتملت العينة النهائية 50 طالبًا وطالبة من طلاب الجامعة من الموهوبين بكلية التربية بفرع بلجرشى بمدى عمرى (18- 21) وتم تقسيمهم بالتساوى واستعان الباحث بالأدوات الآتية: اختبار القدرة العقلية العامة – اختبار نسبة الابتكار – مقياس الكشف عن الموهوبين – مقياس الثقة بالنفس – مقياس الكمالية العصابية، وتم استخدام المنهج الوصفى، وقد أسفرت نتائج الدراسة عن وجود ارتباط دال سالب بين ذوى الكمالية العصابية من الطلاب الموهوبين والثقة بالنفس. كما توصلت إلى عدم وجود فروق بين الطلاب فى الكمالية العصابية كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين الطلاب فى الثقة بالنفس لصالح الإناث.
دراسة  (Vuyk, 2015)  
هدفت الدراسة إلى مقارنة الأبعاد السلبية للكمالية، وتقديم الذات الكمالى والأعراض الاكتئابية تبعا لاختلاف النوع والصف لدى المراهقين ذوى مستوى أعلى من المتوسط فى القدرات الفكرية بأحد المدارس الخاصة فى أسونسيون باراجواى. وشملت الأدوات على مقياس الكمالية لدى الأطفال والمراهقين (CAPS)، ومقياس تقديم الذات الكمالى (PSPS-V)، وقائمة "بيك" للاكتئاب الطبعة الثانية (BDI-II). ومن خلال استخدام تحليل التباين متعدد التباين ظهرت فروق ملحوظة تختلف باختلاف النوع، ولكن لم تظهر فروق تبعًا لدرجة التفاعل بين الجنسين فى الصف العاشر. كما وجدت نتائج الدراسة أن الإناث أظهرن أعراضًا اكتئابيّة أكثر بالمقارنة بالذكور، ومع ذلك لم تظهر فروق ملحوظة بينهما فى الكمالية أو فى تقديم الذات الكمالى.
دراسة Devine, et. al., (2017)
هدفت الدراسة إلى دراسة تصورات طلبة الدكتوراه عن الإنهاك الانفعالى وعلاقته بالإشراف المدعم واستخدام إدارة الانطباع، وأوجه المطابقة وسلوكيات تقديم الذات، وأشارت نتائج الدراسة أن الإشراف المدعم يقلل بشكل ملحوظ من الإنهاك الانفعالى واستخدام سلوكيات تقديم الذات بينما استخدام أوجه المطابقة فيزيد من الإنهاك الانفعالى. وكشفت نتائج الدراسة أن طلبة الدكتوراه يستخدمون أوجه المطابقة نتيجة اختلاف القيم والأهداف التعليمية، وكذلك الرغبة فى إنهاء برنامج الدكتوراه. وتستخدم إدارة الانطباع من أجل تحقيق الدرجة والانتهاء منها وتجنب المواجهة واحترام دور المشرف وخبرته. وباختصار أشارت النتائج أن الإشراف المدعم وقدرة طلبة الدكتوراه على أن يكونوا ذواتهم ينبغى أن يقلل من إنهاكهم الانفعالى وسلوكيات تقديم الذات مما يؤدى إلى نتائج أفضل لهم.
دراسة Stoeber, et. al., (2017)
هدفت الدراسة للتعرف على الكمالية وأعراض اضطرابات الأكل لدى طالبات الجامعة: الدور الرئيسى لتقديم الذات الكمالى، وقد وجدت العديد من الدراسات أن الكمالية ترتبط فى علاقة إيجابية بأعراض اضطرابات الأكل، ولكن حتى الآن لا توجد دراسة تتناول ما إذا كان تقديم الذات الكمالى يمكن أن يفسر هذه العلاقات أو ما إذا كانت نفس العلاقات موجودة لدى مجموعات مختلفة من ذوى أعراض اضطرابات الأكل. وشارك فى الدراسة عينة قوامها 393 من طالبات الجامعة قامت جميعهن باستكمال مقاييس التقرير الذاتى عن الكمالية (الكمالية المتمركزة حول الذات والكمالية المتمركزة اجتماعيًا)، ومقياس تقديم الذات الكمالى (تعزيز الذات الكمالى والنقص غير المتكافئ وعدم الإفصاح عن النقص)، ومقاييس تقرير الذات وبشكل عام وجد أن تقديم الذات الكمالى يفسر 10.4-23.5٪ من التباين فى أعراض اضطرابات الأكل بينما تفسر الكمالية 7.9-12.1٪ من التباين. وتشير نتائج الدراسة إلى أن تقديم الذات الكمالى يفسر لماذا تظهر الإناث مرتفعة الكمالية مستويات أعلى فى أعراض اضطرابات الأكل، وخاصة اتباع النظام الغذائى. وهكذا يتضح أن تقديم الذات الكمالى يؤدى دورًا رئيسيًا فى علاقة الكمالية باضطرابات الأكل.
دراسة Kosakowska-Berezecka, et. al., (2017)
هدفت الدراسة إلى التعرف على إستراتيجيات تقديم الذات والخوف من النجاح وتوقع النجاح فى المستقبل بين طلاب الجامعة والمدرسة الثانوية، كما يشير نموذج تجنب رد الفعل العنيف أن الإناث أقل كفاءة فى تعزيز الذات بسبب الخوف من رد الفعل العنيف للسلوك غير المطابق مع أدوار النوع، ومن المحتمل أن يرتبط سلوك الإحجام عن تعزيز الذات بربط النجاح بالآثار والنتائج السلبية. أجريت الدراسة على دراستين للتعرف على إذا كان تعزيز الذات والخوف من النجاح تعتبر مؤشرات لتدنى الأجور، وتوقع فرص أقل من النجاح فى الاختبار، وتم الحصول على نتائج مشابهة لطلاب الجامعة غير أن الإناث كانت تتوقع الحصول على درجات مرتفعة على اختبارات اللغة كما ظهر اختلاف فى تصورات طلاب المدرسة الثانوية نحو مكاسبهم فى المستقبل، لكن بشكل بسيط كما وجدت الدراسة أن الخوف من الفشل وفق التقديرات الذاتية يعتبر مؤشرًا للتوقعات الخاصة بمكاسب المستقبل بعد التخرج.
دراسة Sechler (2018)
هدفت الدراسة إلى دراسة إدارة الانطباع فى الصف فى مرحلة المراهقة المبكرة: استكشاف إستراتيجيات تقديم الذات الأكاديمية مع الأقران ووضع مقياس وفق التقرير الذاتى للتعرف على إستراتيجيات تقديم الذات الأكاديمية (وتشمل: المبالغة وإستراتيجية التقليل Downplay والصدق والإحجام) وفقًا لنوع القرين (أفضل قرين أو أكثر شخص مألوف فى الصف)، وموقف الأداء الأكاديمى (أداء قوى أو أداء ضعيف) وإذا ما كان هناك فروق ترجع إلى النوع أم لا عند مناقشة الطلاب عن مستوى جهدهم المبذول فى أحد مشروعات الصف. وتم جمع البيانات من عينة قوامها 475 من طلاب الصف الثامن من بينهم 235 من الأولاد و222 من البنات فى التعليم الثانوى. وأشارت نتائج الدراسة أن طلاب الصف الثامن يدركون أن الراشدين ذوى الحالات المرتفعة أقل مشاركة أكاديمية مقارنة بأصدقائهم المقربين، وأن الطلاب يترددون فى الظهور مجتهدين لزملائهم. وقدمت الدراسة تفسيرًا لكيفية معالجة التعاملات بين المراهقين فى مرحلة المراهقة المبكرة وتصوراتهم عن المعايير الأكاديمية واهتمامهم بصورتهم أمام العامة واستخدامهم لإستراتيجيات تقديم الذات مع أقرانهم وأثر ذلك على الهوية التعليمية والالتزام لدى الطلاب.
المحور الثانى: يتناول دراسات الكمالية العصابية والتوجه نحو الحياة وجودتها:
دراسة Baldwin, et. al., (2003)
هدفت الدراسة إلى معرفة تأثير أحداث الحياة لمثيرة للضغط والمشقة النفسية على التوجه نحو الحياة لدى طلاب الجامعة. وشارك فى الدراسة عينة قوامها 106 من طلاب الجامعة الأمريكيين لأصول أفريقية. واستخدمت الدراسة مقياس الضغوط النفسية ومقياس الضغوط المدركة واختبار التوجه نحو الحياة. وكشفت نتائج الدراسة أن ارتفاع مستوى التوجه نحو الحياة ينخفض لديهم مستوى الضغوط النفسية، كما وجدت الدراسة أن السنة الدراسة تؤثر فى التوجه نحو الحياة لصالح طلبة المرحلة الثالثة والرابعة مقارنة بالمرحلة الأولى والثانية.
دراسة (Ayyesh, et. al., (2007
هدفت الدراسة إلى محاولة الكشف عن العوامل المنبئة عن التوجه نحو الحياة لدى عينة من طلاب الجامعة. وشارك فى الدراسة عينة قوامها 689 طالبًا من طلاب الجامعة عمر 14-24 عام. واستخدمت الدراسة مقياس الرضا عن الحياة ومقياس الانفعالية الإيجابية والسلبية ومقياس التوجه نحو الحياة ومقياس تقدير الذات. وكشفت نتائج الدراسة أن الانفعالات الإيجابية ترتبط بمستوى الصحة النفسية، وأن هناك علاقة إيجابية بين المستوى الاجتماعى الاقتصادى والتوجه نحو الحياة.
دراسة Megan, et. al., (2007)
هدفت الدراسة إلى دراسة العلاقة بين الوحدة النفسية والمساندة الاجتماعية وترتيبات التوجه نحو الحياة والسعادة والمثابرة. وشارك فى الدراسة عينة قوامها 410 من طالبات الجامعة. كما استخدمت الدراسة مقياس الوحدة النفسية، ومقياس المساندة الاجتماعية ومقياس التوجه نحو الحياة. وكشفت نتائج الدراسة عن وجود علاقة عكسية بين المساندة الاجتماعية والعزلة والسعادة والرضا عن الذات والآخرين. كما أشارت نتائج الدراسة أن التوجه نحو الحياة يرتبط فى علاقة قوية بالوحدة النفسية والمساندة الاجتماعية.
دراسة أبو سليمة (2015)
هدفت الدراسة لتصميم برنامج إرشادى انتقائى فى خفض الكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة والكشف عن طبيعة العلاقة بين الكمالية العصابية وجودة الحياة لدى طلاب الجامعة وكانت عينة الدراسة مكونة من 118 طالبًا وطالبة 90 من الإناث و28 من الذكور، وذلك بمتوسط زمنى قدره 19.827 وبانحراف معيارى قدره 0.0588 واستخدمت الدراسة الأدوات الآتية مقياس الكمالية العصابية لطلاب الجامعة، ومقياس جودة الحياة إعداد الباحثة وتوصلت إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث فى كل من الكمالية العصابية وجودة الحياة كما توصلت إلى وجود علاقه ارتباطية سالبة بين الكمالية العصابية وجودة الحياة لدى طلاب الجامعة.
التعليق على الدراسات السابقة:
من خلال عرض الدراسات السابقة نجد الآتى:
  1. أن الدراسات التى تناولت الكمالية العصابية كانت فى علاقتها بتقدير الذات والثقة بالنفس كما فى دراسة (منصور ( 2012) (ناصف، 2013) وهناك من تناولها فى ضوء الأبعاد السلبية للكمالية العصابية وارتباطها بتقديم الذات الكمالى، كما فى دراسة Vuyk, 2015)) كما اتفقت معها دراسة Devine, et. al., (2017) فى أنه ممكن أن يستخدم أسلوب تقديم الذات فى التعرف على الكمالية السلبية كما أظهرت دراسة  Kosakowska-Berezecka, et. al., (2017) فى الكشف عن إستراتيجيات تقديم الذات فى ارتباطها بتوقع النجاح والفشل والخوف من النجاح  فى المستقبل.
  2. ومن ناحية أخرى كان هناك ندرة فى الدراسات التى تناولت الكمالية مع التوجه نحو الحياة وقد حاولت الباحثة أن تتوصل إلى بعض المتغيرات التى من شأنها أن تلقى الضوء كما فى دراسة Scheier, et. al., (1994)، حيث أكدت على علاقة ذات دلالة بين التوجه نحو الحياة والعصابية والتحكم فى الذات واحترام الذات وسمة القلق. وقد اتفقت دراسة سليمة 2015 فى وجود علاقة بين الكمالية العصابية وجودة الحياة.
  3. كما اتفقت معظم الدراسات على عينة الدراسة وهم من طلاب الجامعة.
  4. وبناء على ما سبق اتضح للباحثة أهمية المتغيرات التى تم تناولها فى هذا البحث، وذلك لعدم إلقاء الضوء بشكل مباشر على كل من الكمالية العصابية وإستراتيجيات تقديم الذات فى الدراسات العربية مما دفع الباحثة لتناول موضوع البحث.
فروض البحث:
فى ضوء الإطار النظرى والدراسات السابقة التى تم عرضها يمكن طرح الفروض التالية:
  1. توجد علاقة دالة إحصائيًا بين إستراتيجيات تقديم الذات والتوجه نحو الحياة لدى طلاب الجامعة.
  2. توجد علاقة دالة إحصائيًا بين إستراتيجيات تقديم الذات، وأبعاد الكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة.
  3. توجد علاقة دالة إحصائيًا بين التوجه نحو الحياة وأبعاد الكمالية العصابية  لدى طلاب الجامعة.  
  4. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية فى (التوجه نحو الحياة – إستراتيجيات تقديم الذات - أبعاد الكمالية العصابية) لدى الطلاب تعزى إلى متغير الجنس.
  5. يمكن التنبؤ بالكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة من خلال إستراتيجيات تقديم الذات  (الحظوة – الترقية – التخويف – المثالية - التوسل) والتوجه نحو الحياة.
منهجيه البحث وإجراءاته:
أولاً: منهج البحث:
استخدمت الباحثة المنهج الوصفى الارتباطى المقارن القائم على استكشاف حجم ونوع العلاقات المتبادلة بين المتغيرات.
ثانيًا: مجتمع البحث:
طلاب جامعه الملك خالد بكلية (التربية) من جميع المستويات الدراسية والأقسام من الطلاب والطالبات.
ثالثًا: عينة البحث:
بعد أن قامت الباحثة بإعداد أدوات البحث تم تطبيقها على عينة استطلاعية ممثلة للمجتمع الأصلى لعينة البحث الأساسية واختيرت بطريقة عشوائية وقد بلغ حجمها (70) طالبًا وطالبة جامعيًا من طلاب كليه التربية بجامعه الملك خالد واستخدمت البيانات المستخلصة منها فى التأكد من صلاحية هذه الأدوات للاستخدام فى التطبيق على العينة النهائية للبحث الحالى، وقد تكونت عينة البحث الحالى من (200) طالب وطالبة من جامعة الملك خالد كلية التربية بجميع أقسامها ومستوياتها، وقد تراوحت أعمارهم ما بين (18- 22) عامًا بمتوسط عمر زمنى قدره (19.2) عامًا، وانحراف معيارى (1.78) عامًا. وتم استبعاد 18 من المجموع الكلى لعدم استكمال الإجابة على مقاييس الدراسة ليصبح المجموع النهائى 182 طالبًا وطالبة.
رابعًا: أدوات البحث:
أولا: مقياس إستراتيجيات تقديم الذات: إعداد العاسمى, الضبع 2011
اشتمل مقياس إستراتيجيات تقديم الذات فى صورته الأولية على (60 مفردة) موزعة على خمسة أبعاد هى الحظوة من قبل الآخرين وترقية الذات والتخويف والمثالية والتوسل.
وقد تم تطبيق المقياس فى صورته التجريبية على عينة استطلاعية من طلاب الجامعة بلغ عددها 120 طالبًا بواقع (60) طالبًا لكل من العينتين المصرية والسورية "وبعد تصحيح استجابات المفحوصين على المقياس تم التأكد من صلاحية المقياس من خلال حساب صدقه وثباته عن طريق صدق المحكمين ووصلت نسبة الاتفاق إلى 80% - 100% وقد تحقق صدق المضمون وبالنسبة للثبات تم عن طريق الاتساق الداخلى وطريقة إعادة التطبيق، وقد تكونت الصورة النهائية للمقياس من 50 عبارة موزعة على خمسة أبعاد التى يحتويها المقياس.
وقد تم إعادة تقنين المقياس على البيئة السعودية على عينة استطلاعيه بواقع 70 طالبًا وطالبة من الجامعة من قبل الباحثة, قامت الباحثة بتطبيق المقياس فى الصورة النهائية على عينة استطلاعية مكونة من (70) من طلاب وطالبات الجامعة، وقد تم اختيارهم بشكل عشوائى من  بعض كليات الجامعة، وذلك لحساب صدق وثبات المقياس.
الخصائص السيكو متريه للمقياس:
أولاً: الصدق:
- الاتساق الداخلى (صدق البنود):
تم حساب الاتساق الداخلى (على بنود المقياس وعددها 50 بندًا) باستخدام معامل ارتباط بيرسون وذلك عن طريق استخراج معامل ارتباط درجة كل بند  بدرجة البعد الذى تنتمى إليه – بعد حذف درجة البند  من درجة البعد -  وبالدرجة الكلية بعد حذف درجة البند  من الدرجة الكلية باعتبار باقى البنود محكًا للبند. 
جدول (1)
معاملات الارتباط بين درجات البنود ودرجة إستراتيجية الحظوة والدرجة الكلية للمقياس (ن=70)
رقم العبارة معامل الارتباط بالإستراتيجية معامل الارتباط بالمقياس رقم العبارة معامل الارتباط بالإستراتيجية معامل الارتباط بالمقياس
1 0.432** 0.494** 26 0.536** 0.445**
6 0.428** 0.243* 31 0.685** 0.0303*
11 0.355** 0.282* 36 0.583** 0.428**
16 0.235* 0.279* 41 0.470** 0.247*
21 0.372** 0.370** 46 0.625** 0.289*
 
* إحصائيًا عند مستوى 0.05 ** إحصائيًا عند مستوى 0.01
يتضح من الجدول (1) أن كل بنود مقياس (إستراتيجية الحظوة) لها علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجة الإستراتيجية والدرجة الكلية للمقياس. مما يعنى أن البنود تتمتع بدرجة عالية من الاتساق الداخلى، وبذلك أصبح عدد بنود إستراتيجية الحظوة (10) بنود. 
 
 
جدول (2)
معاملات الارتباط بين درجات البنود ودرجة إستراتيجية الترقية والدرجة الكلية للمقياس (ن=70)
رقم العبارة معامل الارتباط بالإستراتيجية معامل الارتباط بالمقياس رقم العبارة معامل الارتباط بالإستراتيجية معامل الارتباط بالمقياس
2 0.506** 0.285* 27 0.422** 0.343**
7 0.474** 0.312** 32 0.306** 0.291**
12 0.496** 0.242* 37 0.524** 0.424**
17 0.416** 0.246* 42 0.653** 0.478**
22 0.562** 0.284* 47 0.339** 0.347**
 
* إحصائيًا عند مستوى 0.05 ** إحصائيًا عند مستوى 0.01
يتضح من الجدول أن كل بنود مقياس (إستراتيجية الترقية) لها علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بدرجة الإستراتيجية وبالدرجة الكلية للمقياس. مما يعنى أن البنود تتمتع بدرجة عالية من الاتساق الداخلى، وبذلك أصبح عدد بنود إستراتيجية الترقية (10) بنود تقيس إستراتيجية الترقية. 
جدول (3)
معاملات الارتباط بين درجات البنود ودرجة إستراتيجية التخويف والدرجة الكلية للمقياس (ن=70)
رقم العبارة معامل الارتباط بالإستراتيجية معامل الارتباط بالمقياس رقم العبارة معامل الارتباط بالإستراتيجية معامل الارتباط بالمقياس
3 0.359** 0.295* 28 0.549** 0.502**
8 0.546** 0.257* 33 0.488** 0.471**
13 0.600** 0.299* 38 0.560** 0.459**
18 0.557** 0.374** 43 0.582** 0.379**
23 0.387** 0.391** 48 0.393** 0.529**
 
* إحصائيًا عند مستوى 0.05 ** إحصائيا عند مستوى 0.01
            يتضح من الجدول  أن كل بنود مقياس (إستراتيجية التخويف) لها علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجة إستراتيجية التخويف والدرجة الكلية للمقياس. مما يعنى أن البنود تتمتع بدرجة عالية من الاتساق الداخلى، وبذلك أصبح عدد بنود إستراتيجية التخويف (10) بنود.    
جدول (4)
معاملات الارتباط بين درجات البنود ودرجة إستراتيجية المثالية والدرجة الكلية للمقياس (ن=70)
رقم العبارة معامل الارتباط بالإستراتيجية معامل الارتباط بالمقياس رقم العبارة معامل الارتباط بالإستراتيجية معامل الارتباط بالمقياس
4 0.325** 0.420** 29 0.464** 0.323**
9 0.448** 0.374** 34 0.741** 0.553**
14 0.437** 0.382** 39 0.711** 0.382**
19 0.578** 0.312** 44 0.518** 0.307**
24 0.546** 0.380** 49 0.512** 0.368**
 
* إحصائيًا عند مستوى 0.05 ** إحصائيًا عند مستوى 0.01.
يتضح من الجدول أن كل بنود مقياس (إستراتيجية المثالية)  لها علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجة الإستراتيجية والدرجة الكلية للمقياس. مما يعنى أن البنود تتمتع بدرجة عالية من الاتساق الداخلى، وبذلك أصبح عدد بنود إستراتيجية المثالية (10) بنود. 
جدول (5)
معاملات الارتباط بين درجات البنود ودرجة إستراتيجية التوسل والدرجة الكلية للمقياس (ن=70)
رقم العبارة معامل الارتباط بالإستراتيجية معامل الارتباط بالمقياس رقم العبارة معامل الارتباط بالإستراتيجية معامل الارتباط بالمقياس
5 0.553** 0.377** 30 0.535** 0.246*
10 0.409** 0.276* 35 0.576** 0.295*
15 0.521** 0.314** 40 0.512** 0.308**
20 0.628** 0.252* 45 0.488** 0.293*
25 0.653** 0.307** 50 0.532** 0.499**
 
* إحصائيًا عند مستوى 0.05 ** إحصائيا عند مستوى 0.01.
يتضح من الجدول أن كل بنود مقياس (إستراتيجية التوسل) لها علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجة الإستراتيجية والدرجة الكلية للمقياس. مما يعنى أن البنود تتمتع بدرجة عالية من الاتساق الداخلى، وبذلك أصبح عدد بنود إستراتيجية التوسل (10) بنود.
ثانيًا: ثبات مقياس إستراتيجيات تقديم الذات:
وقامت الباحثة بحساب الثبات لمقياس إستراتيجيات تقديم الذات باستخدام طريقة سيبرمان براون وجثمان للتجزئة النصفية ومعامل ألفا كرونباخ، والجدول التالى يوضح معامل الثبات بالطرق الثلاثة  للمقياس.
جدول (6)
معاملات ثبات مقياس إستراتيجيات تقديم الذات
المقياس عدد العبارات الثبات بطريقة سيبرمان براون الثبات بطريقة التجزئة النصفية لجثمان الثبات بطريقة ألفا كرو نباخ
الحظوة 10 0.768 0.752 0.735
الترقية 10 0.706 0.705 0.795
التخويف 10 0.737 0.731 0.711
المثالية 10 0.704 0.797 0.724
التوسل 10 0.750 0.752 0.726
المقياس ككل 50 0.813 0.813 0.795
 
يتبين من الجدول أن مقياس إستراتيجيات تقديم الذات يتمتع بدرجات عالية  من الثبات  مما يشير إلى الوثوق بنتائج المقياس.
ثانيًا: استبانة التوجه نحو الحياة تعريب بدر محمد الأنصارى (2001)
من أجل اعتماد أداة لقياس التوجه نحو الحياة لدى طلاب الجامعة اطلعت الباحثة على الأدبيات والدراسات السابقة التى تناولت موضوع التوجه نحو الحياة، وبالتالى قامت الباحثة بمراجعة مجموعة من المقاييس الأجنبية لقياس التوجه نحو الحياة لدى طلاب الجامعة من أهمها مقياس Gustems -Carnicer, et. al., (2017) ومقياس Moore (2008)  وفى البيئة العربية مقياس الأنصارى (2001) ومجيد (2010) ، وهى مقاييس لقياس التوجه نحو الحياة تم إعدادها لطلاب الجامعة، وقد استقرت الباحثة على مقياس محمد بدر الأنصارى وذلك لمناسبته لعينة البحث – عدد العبارات مناسبة – ولاعتماد مقاييس كثيرة على بنوده فى التصميم. أعد هذا المقياس .محمد بدر الأنصارى. وذلك لقياس التوجه نحو الحياة، ويتكون المقياس من (10) بنود ويجيب المفحوص على كل بند بإجابة واحدة من بين خمسة اختيارات
قامت الباحثة بتطبيق المقياس فى الصورة النهائية على عينة استطلاعية مكونة من (70) من طلاب وطالبات الجامعة، وقد تم اختيارهم بشكل عشوائى من طلاب كلية التربية، وذلك لحساب صدق وثبات المقياس.
الخصائص السيكومترية للمقياس
أولاً: الصدق:
- الاتساق الداخلى (صدق البنود):
تم حساب صدق الاتساق الداخلى (على بنود المقياس وعددها 10بنود) باستخدام معامل ارتباط بيرسون وذلك عن طريق حساب معامل ارتباط درجة كل بند بدرجة بالدرجة الكلية بعد حذف  درجة البند من الدرجة الكلية باعتبار باقى البنود محكاً للبند والجدول التالى يوضح ذلك.
جدول (7)
معاملات الارتباط بين درجات البنود والدرجة الكلية للمقياس (ن=70)
رقم العبارة معامل الارتباط بالمقياس رقم العبارة معامل الارتباط بالمقياس
1 0.628** 6 0.643**
2 0.540** 7 0.307**
3 0.595** 8 0.350**
4 0.401** 9 0.382**
5 0.474** 10 0.241*
 
* إحصائيًا عند مستوى 0.05 ** إحصائيًا عند مستوى 0.01.
يتضح من الجدول أن كل بنود مقياس التوجه نحو الحياة لها علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية  بالدرجة الكلية للمقياس. مما يعنى أن البنود تتمتع بدرجة عالية من الاتساق الداخلى، وبذلك أصبح عدد بنود المقياس (10) بنود.  
ثانيًا: ثبات مقياس التوجه نحو الحياة:
قامت الباحثة بحساب الثبات لمقياس التوجه نحو الحياة باستخدام طريقة سيبرمان براون وجثمان للتجزئة النصفية ومعامل ألفا كرونباخ، والجدول التالى يوضح معامل الثبات بالطرق الثلاثة  للمقياس.
 
جدول (8)
معاملات ثبات مقياس التوجه نحو الحياة
المقياس عدد العبارات الثبات بطريقة سيبرمان براون الثبات بطريقة التجزئة النصفية لجثمان الثبات بطريقة ألفا كرونباخ
التوجه نحو الحياة 10 0.765 0.772 0.722
 
يتبين من الجدول أن مقياس التوجه نحو الحياة  يتمتع بدرجات عالية من الثبات  مما يشير إلى الوثوق بنتائج المقياس.
ثالثًا: مقياس الكمالية العصابية: إعداد الباحثة
قامت الباحثة بالاطلاع على المقاييس التى تم وضعها لقياس الكمالية العصابية، وذلك فى البيئة العربية والبيئة الأجنبية فى ضوء ما تيسر لها الحصول عليه ومن هذه المقاييس  Egan, S. (2005). , أبو سليمة (2015).
وقد تناول هذا المقياس قياس الكمالية العصابية فى الدراسة الحالية من خلال أربعة أبعاد، ويتكون المقياس من 20 بند وتقدر أعلى درجة للبند عند الموافقة عليه بثلاث درجات. (60 درجة وأقل درجة 20)، وتم توزيع عبارات المقياس على الأبعاد  الآتية – التدقيق فى الأداء – المغالاة فى مستويات الأداء والسلوك – الحساسية الزائدة والمفرطة للأخطاء – لوم ونقد الذات ويندرج تحت كل بعد 5 عبارات واعتمدت الباحثة على طريقة ليكرت فى وضع بدائل الإجابة لا يختار أكثرها انطباقا عليه. 
الخصائص السيكومترية لمقياس الكمالية العصابية:
أولاً: صدق مقياس الكمالية العصابية:
قامت الباحثة بالتحقق من صدق مقياس الكمالية العصابية كما يلى:
1- الصدق العاملى:
تم إجراء تحليل عاملى بطريقة المكونات الأساسية لهوتلينج لمقياس "الكمالية العصابية" (20 بندًا) على عينة قوامها (70) من طلاب كلية التربية بجامعة. الملك خالد، وبعد التدوير المتعامد بطريقة (الفاريمكس) (Varimax)؛ أسفر التحليل العاملى عن وجود أربعة عوامل مستقلة هى على النحو التالى: - العامل الأول (التدقيق فى الأداء)، والعامل الثانى (المغالاة فى مستويات الأداء)،  والعامل الثالث (الحساسية الزائدة للأخطاء)، والعامل الرابع (لوم ونقد الذات)، ويبين الجدول التالى أرقام البنود وتشعباتها، والجذر الكامن ونسبة التباين العاملى والتباين الكلى.
جدول (9)
تشعبات البنود على العوامل الخمسة لمقياس الكمالية العصابية
العامل الأول (التدقيق) العامل الثانى (المغالاة) العامل الثالث (الحساسية) العامل الرابع (لوم ونقد الذات)
الرقم التشعبات الرقم التشعبات الرقم التشعبات الرقم التشعبات
1 0.637 6 0.527 11 0.571 16 0.457
2 0.589 7 0.506 12 0.468 17 0.529
3 0.580 8 0.432 13 0.328 18 0.452
4 0.553 9 0.503 14 0.357 19 0.416
5 0.546 10 0.405 15 0.349 20 0.398
الجذر الكامن 3.34 2.89 2.41 1.92
نسبة التباين العاملى 16.69% 14.47% 12.06% 10.63%
التباين الكلى 53.86%
 
وقد بلغ عدد بنود العامل الأول (5 بند)، تدور فى مجملها حول التدقيق فى الأداء، وكانت قيمة الجذر الكامن لهذا العامل هى 3.34، ووفق المحكات الأساسية التى وضعها كايزر لقبول العامل وإخضاعه للتفسير فإن قيمة الجذر الكامن لهذا العامل تعتبر جيدة، حيث أنها أكبر من الواحد الصحيح، ويفسر هذا العامل نسبة 16.69% من التباين الكلى.
وقد بلغ عدد بنود العامل الثانى (5 بنود)، تدور فى مجملها حول المغالاة فى مستويات الأداء والسلوك، وكانت قيمة الجذر الكامن لهذا العامل هى 2.89، ووفق المحكات الأساسية التى وضعها كايزر لقبول العامل وإخضاعه للتفسير فإن قيمة الجذر الكامن لهذا العامل تعتبر جيدة حيث أنها أكبر من الواحد الصحيح، ويفسر هذا العامل نسبة 14.47% من التباين الكلى.
وقد بلغ عدد بنود العامل الثالث (5 بند) تدور فى مجملها حول الحساسية الزائدة والمفرطة للأخطاء، وكانت قيمة الجذر الكامن لهذا العامل هى 2.41، ووفق المحكات الأساسية التى وضعها كايزر لقبول العامل وإخضاعه للتفسير فإن قيمة الجذر الكامن لهذا العامل تعتبر جيدة، حيث أنها أكبر من الواحد الصحيح، ويفسر هذا العامل نسبة 12.06% من التباين الكلى.
وقد بلغ عدد بنود العامل الرابع (5 بند) تدور فى مجملها حول لوم ونقد الذات، وكانت قيمة الجذر الكامن لهذا العامل هى 1.92، ووفق المحكات الأساسية التى وضعها كايزر لقبول العامل وإخضاعه للتفسير فإن قيمة الجذر الكامن لهذا العامل تعتبر جيدة، حيث أنها أكبر من الواحد الصحيح، ويفسر هذا العامل نسبة 10.63% من التباين الكلى.
2- الاتساق الداخلى (صدق البنود)
تم حساب الاتساق الداخلى لمقياس "الكمالية العصابية" على عينة قوامها (ن = 70) من طلاب كلية التربية، وذلك بحساب معامل الارتباط بين درجة البند والدرجة الكلية للبعد الذى ينتمى إليه، والدرجة الكلية للمقياس، وكذلك معامل الارتباط بين درجة البعد والدرجة الكلية للمقياس، وفيما يلى جدول يوضح معاملات الارتباط بين درجة كل بند من بنود الأبعاد الأربعة والدرجة الكلية للبعد.
جدول (10)
معاملات الارتباط بين درجة كل بند  من بنود  الأبعاد الأربعة والدرجة الكلية للبعد فى مقياس الكمالية العصابية
م ر1 ر2 م ر1 ر2
1 0.371** 0.512** 11 0.697** 0.620**
2 0.425** 0.459** 12 0.727** 0.540**
3 0.611** 0.412** 13 0.655** 0.581**
4 0.627** 0.382** 14 0.839** 0.768**
5 0.512** 0.591** 15 0.656** 0.509**
6 0.734** 0.543** 16 0.650** 0.522**
7 0.695** 0.590** 17 0.674** 0.431**
8 0.656** 0.311** 18 0.477** 0.350**
9 0.707** 0.462** 19 0.636** 0.534**
10 0.522** 0.598** 20 0.618** 0.471**
 
ر1: معامل الارتباط بين درجة البند بالبعد، ر2: معامل الارتباط بالدرجة الكلية ** دالة عند مستوى دلالة 0.01.
ويتضح من الجدول  أن معاملات الارتباط بين درجة كل بند بدرجة البعد الذى ينتمى إليه وبالدرجة الكلية للمقياس دالة إحصائيًا عند مستوى (0.01)، وهو ما يشير إلى مستوى مرتفع من صدق الاتساق الداخلى لبنود المقياس.
وقامت الباحثة بحساب الاتساق الداخلى لمقياس الكمالية العصابية أيضًا بحساب معامل الارتباط بين درجة كل بعد والدرجة الكلية لمقياس الكمالية العصابية كما يوضحه جدول التالى:
جدول (11)
معامل الارتباط بين درجة كل بعد والدرجة الكلية لمقياس الكمالية العصابية
  البعد الأول البعد الثانى البعد الثالث الرابع المقياس ككل
البعد الأول - 0.385** 0.405** 0.298* 0.645**
البعد الثانى   - 0.442** 0.386** 0.748**
البعد الثالث     - 0.599** 0.843**
البعدالرابع       - 0.759**
المقياس ككل         -
 
  ** دالة عند مستوى 0.01    *دالة عند مستوى 0.05
ومن الجدول يتضح معاملات الارتباط بين الأبعاد الفرعية لمقياس الكمالية العصابية وبعضها البعض، وكذلك الدرجة الكلية للمقياس مقبولة ودالة إحصائيًا، مما يصبغ المقياس بدرجة مرتفعة من الصدق.               
ثانيًا: ثبات مقياس الكمالية العصابية:
قامت الباحثة بحساب ثبات مقياس الكمالية العصابية باستخدام كل من طريقة ألفاكرونباخ، ومعادلة جثمان، على عينة قوامها (ن=70) من الطلاب الذكور والإناث، وقد جاءت النتائج كما يوضحها الجدول التالى:
جدول (12)
معاملات الثبات بطريقة جثمان وألفاكرونباخ لمقياس الكمالية العصابية
الأبعاد والدرجة الكلية عدد البنود معامل الثبات بطريقة جثمان معامل الثبات ألفا كرو نباخ
التدقيق فى الأداء 5 0.789 0.769
المغالاة فى مستويات الأداء والسلوك 5 0.677 0.674
الحساسية الزائدة والمفرطة للأخطاء 5 0.794 0.761
لوم ونقد الذات 5 0.786 0.778
الدرجة الكلية للمقياس 20 0.787 0.819
 
ومن الجدول يتضح أن معاملات الثبات لمقياس الكمالية العصابية جميعها معقولة، وذلك لجميع أبعاد المقياس، وكذلك الدرجة الكلية، وهذا يؤكد تمتع المقياس وأبعاده بدرجة مقبولة من الثبات.
نتائج البحث ومناقشتها:
نتائج الفرض الأول:
والذى ينص على: "يوجد معامل ارتباط دال إحصائيًا بين إستراتيجيات تقديم الذات والتوجه نحو الحياة لدى طلاب الجامعة".
وللتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بحساب معامل الارتباط لبيرسون بين درجات مقياس إستراتيجيات تقديم الذات ودرجاتهم على كل من مقياس التوجه نحو الحياة لدى طلاب الجامعة والجدول التالى يوضح تلك النتائج:
 
جدول (13)
معاملات الارتباط بين درجات مقياس إستراتيجيات تقديم الذات ودرجاتهم على مقياس التوجه نحو الحياة لدى طلاب الجامعة. (ن = 182)
         التوجه نحو الحياة 
 
تقديم الذات   
التوجه نحو الحياة  ككل
الحظوة 0.09
الترقية  0.12
التخويف   0.08
المثالية 0.13
التوسل 0.11
الدرجة الكلية 0.22**
 
**دالة عند مستوى 0.01     * دالة عند مستوى 0.05
قيمة "ر" الجدولية عند مستوى دلالة 0.01 = 0.208 وعند مستوى 0.05 =0.159
يتضح من نتائج الجدول السابق ما يلى:
  • وجود علاقة ارتباطية دالة عند مستوى دلالة (0.01)، وموجبة بين استراتيجيات تقديم الذات ككل والتوجه نحو الحياة.
  • عدم وجود علاقة ارتباطية دالة بين إستراتيجيات تقديم الذات (الحظوة –  الترقية - المثالية  – التخويف – التوسل) والتوجه نحو الحياة لدى طلاب الجامعة.
ويمكن تفسير النتائج السابقة بما يلى: أن التوجه نحو الحياة لابد أن يرتبط بالدرجة الكلية لإستراتيجيات تقديم الذات دون الارتباط بالأبعاد الفرعية للإستراتيجيات، وذلك لأن الأفراد الذين يمتلكون درجة قوية من التجانس والتناغم بين أدوارهم فى الحياة، مثل دورهم فى العمل، وفى الزواج، وفى الحياة العائلية كلها، يخبرون درجات عالية من الشعور بالرضا عن الحياة ويتصرفون بإيجابيه، وبطريقة كلية نحو المواقف الحياتية، وقد وجد كل من لينون وروزنفيلد (Lenen & Rosenfield) أن الأفراد الذين يمتلكون أدوارا عديدة فى الحياة لديهم قدرة أكبر على التحكم فى حياتهم، وذلك على المستوى المالى والاجتماعى كما أنهم يخبرون مستويات أعلى من تقدير الذات Self Esteem، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسات كل من: (على, 2012) Perneger, et. al., 2004))
نتائج الفرض الثانى:
والذى ينص على:" يوجد معامل ارتباط دال إحصائيًا بين إستراتيجيات تقديم الذات وأبعاد الكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة".
وللتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بحساب معامل الارتباط لبيرسون بين درجات مقياس إستراتيجيات تقديم الذات، ودرجاتهم على كل من مقياس أبعاد الكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة.
جدول (14)
معاملات الارتباط بين درجات مقياس إستراتيجيات تقديم الذات ودرجاتهم على مقياس أبعاد الكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة. (ن = 182)
  الكمالية العصابية 
 
تقديم الذات   
التدقيق فى الأداء المغالاة الحساسية الزائدة لوم ونقد الذات الكمالية العصابية ككل
الحظوة 0.14 0.07 0.15* 0.11 0.16*
الترقية  0.07 -0.001 -0.004 0.06 0.04
التخويف   0.03 0.21** 0.18* 0.23** 0.22**
المثالية 0.12 0.13 0.23** 0.21** 0.23**
التوسل 0.09 0.07 0.13 0.13 0.14
الدرجة الكلية 0.15* 0.16* 0.24** 0.25** 0.27**
 
**دالة عند مستوى 0.01     * دالة عند مستوى 0.05.
قيمة "ر" الجدولية عند مستوى دلالة 0.01 =     0.208 وعند مستوى 0.05 =0.159.
يتضح من نتائج الجدول ما يلى:
  • وجود علاقة ارتباطيه دالة عند مستوى دلالة (0.01) وموجبة بين إستراتيجيات تقديم الذات ككل والكمالية العصابية ككل، وأبعادها لدى طلاب الجامعة. ويؤكد برنز  Burns على أن الكماليين الذين يندفعون بقهرية نحو أهداف الكمال غير الواقعية والمستحيلة قد يدفعون الثمن، والذى لا يقتصر على خفض الإنتاجية وإنما يشتمل اعتلال الصحة وضعف السيطرة على الذات وتتفق هذه النتيجة مع ( Ashby, J., & Rice, K. 2002, ناصف، 2013) Sassaroli, S., Gallucci, M., & Ruggiero, G. 2008)
  • وجود علاقة ارتباطيه دالة عند مستوى دلالة (0.01) وموجبة بين إستراتيجيات تقديم الذات (التخويف) والكمالية العصابية (المغالاة) لدى طلاب الجامعة. وتشير آمال عبد السميع أباظة 1996 إلى ارتباط الكمالية العصابية بخصائص سالبة كالشعور بالفشل والذنب والتردد وانخفاض تقدير الذات يتحقق فيها المغالاة ولذلك ترتبط بأسلوب المغالاة فى الكمالية العصابية وصف هورنى Horny للكماليين بأنهم يحاولون بطريقة عصابية أن يضعوا أنفسهم فى صورة مثالية ومستحيلة مما يجعل التقدير المتدنى للذات أمرًا محتومًا، ولا مفر منه، وتتفق هذه النتيجة مع كل من Doebler, T., Schick, C., Beck, B., & Astor-Stetson, E. (2000).Vuyk, .(2015)    
  • وجود علاقة ارتباطيه دالة عند مستوى دلالة (0.01) وموجبة بين إستراتيجيات تقديم الذات (التخويف – المثالية) والكمالية العصابية (الحساسية الزائدة) لدى طلاب الجامعة.
وذلك لأن أساليب تقديم الذات المتمثلة فى التخويف والمثالية فهى أساليب متطرفة، ولذلك ترتبط بالحساسية الذائدة للكمالية العصابية وتتفق هذه النتيجة مع كل من (الدمنهورى وآخرين  2012, Vuyk, (2015).
  • وجود علاقة ارتباطية دالة عند مستوى دلالة (0.01) وموجبة بين إستراتيجيات تقديم الذات (التخويف) والكمالية العصابية (لوم ونقد الذات) لدى طلاب الجامعة. وقد أكدت النظرية المعرفية على التشويهات المعرفية للشخص الكمالى العصابى، وميله إلى تبنى أساليب عزو غير تكيفية تجعله يعزو فشلة لعوامل داخلية، ولذلك يلجأ إلى لوم ونقد الذات، وكذلك  فإن أى انحراف عن الهدف الكمالى لدى الكماليين إنما يصاحبه نوع من النقد الأخلاقى للذات والمفهوم المتدنى عنها، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسات  كل من. (الدمنهورى وآخرون، 2012, ناصف، 2013)
  • عدم وجود علاقة ارتباطية دالة بين إستراتيجيات تقديم الذات (الحظوة – الترقية – التخويف – المثالية - التوسل) والتدقيق فى الأداء  لدى طلاب الجامعة.
  • ويمكن تفسير النتيجة السابقة بما يلى أن مطالبة النفس والآخرين بأداء أسمى ما يتطلبه الموقف، حيث تتسلط على الفرد رغبة فى تعقب التفاصيل الدقيقة، وفرض شكل غير عادى من الضبط والجودة، يفرضه على نفسه وعلى غيره". وتكون أهداف الفرد فيها عالية، ولكنها ليست متفقة مع قدراته، فهى تدفعه للعمل فى البداية لخوفه من الفشل، ثم تظهر الأخطاء أثناء سعيه لتحقيق هذه الأهداف، كما أنه يشعر بعدم الرضا والدونية على الرغم من الإنجاز الذى يحققه وتتفق هذه النتيجة مع  كل من: (أبو سليمة 2015, منصور، 2012) 
نتائج الفرض الثالث:
والذى ينص على: "يوجد معامل ارتباط دال إحصائيًا بين التوجه نحو الحياة، وأبعاد الكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة".
وللتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بحساب معامل الارتباط لبيرسون بين درجات مقياس التوجه نحو الحياة ودرجاتهم على مقياس أبعاد الكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة والجدول التالى يوضح تلك النتائج:
جدول (15)
معاملات الارتباط بين درجات مقياس التوجه نحو الحياة و ودرجاتهم على مقياس أبعاد الكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة .(ن = 182)
  الكمالية العصابية 
التوجه نحو الحياة   
التدقيق فى الأداء المغالاة الحساسية الزائدة لوم ونقد الذات الكمالية العصابية  ككل
الدرجة الكلية -0.11 -0.15* -0.13 0.05 -0.12
 
**دالة عند مستوى 0.01     * دالة عند مستوى 0.05.
قيمة "ر" الجدولية عند مستوى دلالة 0.01 = 0.208 وعند مستوى 0.05 =0.159.
يتضح من نتائج الجدول ما يلى:
  • وجود علاقة ارتباطية دالة عند مستوى دلالة (0.05) وسالبة  بين التوجه نحو الحياة ككل والمغالاة لدى طلاب الجامعة.
  • عدم وجود علاقة ارتباطيه دالة بين التوجه نحو الحياة والكمالية العصابية ككل وأبعادها  (التدقيق فى الأداء- الحساسية الزائدة – لوم ونقد الذات ) لدى طلاب الجامعة.
ويمكن تفسير النتائج السابقة بما يلى: أشار كاتل إلى التوجه نحو الحياة على أنها سمة، وهى بمثابة اللبنة الأساسية فى بناء الشخصية واهتم بتأثير الوراثة والبيئة وثقافة الإنسان فى نشوء السمات لديه، ولكنه لم يهتم بخبرات الإنسان ويؤكد جوردن البورت أن توجه الإنسان نحو الحياة يتأثر بالخبرات الحالية، وبالآمال المستقبلية أكثر من تأثرها بالماضى وأكد "كاتل" أن السمات يمكن أن تتأثر وتتغير باختلاف استجابات الأفراد للمواقف، فقد يكون الإنسان متفائلا أو متشائما فى موقف ما، وتكون هذه السمات غير مستقرة وعرضه للتبديل والتغير حسب الظروف وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسات كل من:  Ayyesh, et. al., 2007,)  Baldwin, et. al., 2003)) Megan, et. al., 2007))
الفرض الرابع:
والذى ينص على "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطات درجات الطلاب والطالبات على كل من  مقياس (التوجه نحو الحياة – إستراتيجيات تقديم الذات – وأبعاد الكمالية العصابية).
وللتحقق من صحة الفرض تم استخدام اختبار "ت" للعينتين المستقلتين Independent Samples Test   للتعرف على الفروق بينهما فى (مقياس التوجه نحو الحياة – إستراتيجيات تقديم الذات – ابعاد الكمالية العصابية) والجدول التالى يوضح المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيم "ت" لدرجات مجموعتى البحث (الذكور - الإناث) على مقياس التوجه نحو الحياة. 
جدول (16)
المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيم "ت" ودلالتها الإحصائية لدرجات مجموعتى البحث (الذكور - الإناث) على مقياس التوجه نحو الحياة.
المقياس المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعيارى درجات الحرية قيم ت مستوى الدلالة
التوجة نحو الحياة إناث
ذكور
97
85
31.19
32.28
4.11
3.99
180 1.80 0.07
 
قيمة "ت" الجدولية عند درجة حرية 180 ومستوى  دلالة 0.05  =  1.97   ومستوى 0.01 =   2.60.
  • يتضح من نتائج الجدول ارتفاع قيم المتوسطات لعينة الذكور على متوسطات عينة الإناث فى مقياس التوجه نحو الحياة.
كما يتضح أن قيمة "ت" غير دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات مجموعتى الإناث  والذكور على مقياس التوجه نحو الحياة، وبذلك يتم قبول الفرض الصفرى.
ويمكن تفسير ذلك كما يلى أن ثقافة تربية الأبناء، لا تفرق فى توجه كل منهما للحياة فالكل يسعى إلى حياة جيدة بغض النظر عن نوعه ويعد التوجه نحو الحياة مفهوما يؤلف أساس الشخصية الإنسانية المتوافقة فى بناء العلاقات الاجتماعية المتفاعلة بين الناس، وتتفق تلك النتيجة مع نتائج دراسات (فراج، 2004, اليحفوفى والأنصارى 2005) ولم تتفق النتيجة الحالية مع دراسة Perneger, et. al., 2004))
 
جدول (17)
المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيم ت ودلالتها الإحصائية لدرجات مجموعتى البحث (الذكور - الإناث) على  مقياس إستراتيجيات تقديم الذات.
المقياس المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعيارى درجات الحرية قيم ت مستوى الدلالة
الحظوة إناث
ذكور
97
85
19.51
19.23
2.71
2.75
180 0.68 0.49غير دالة
الترقية إناث
ذكور
97
85
20.75
19.76
3.40
2.88
180 2.09 0.05
التخويف إناث
ذكور
97
85
13.71
14.37
3.51
2.83
180 1.39 0.16غير دالة
المثالية إناث
ذكور
97
85
22.13
23.14
3.46
3.27
180 2.01 0.05
التوسل إناث
ذكور
97
85
14.53
14.62
3.44
3.87
180 0.16 0.87غير دالة
الدرجة الكلية إناث
ذكور
97
85
90.64
91.14
9.16
10.11
180 0.34 0.73 غير دالة
 
قيمة "ت" الجدولية عند درجة حرية 180 ومستوى  دلالة 0.05  =   1.97  ومستوى 0.01 =   2.60.
يتضح من نتائج الجدول ارتفاع قيم المتوسطات لعينة الذكور على متوسطات عينة الإناث فى مقياس إستراتيجيات تقديم الذات  وأبعاده. كما يتضح:
  • أن قيمة "ت" دالة إحصائيًا عند مستوى (0.05) بين متوسطات درجات مجموعتى الإناث  والذكور على مقياس (إستراتيجية الترقية) لصالح الإناث.
  •   أن قيمة "ت"  دالة إحصائيًا عند مستوى (0.05) بين متوسطات درجات مجموعتى  الإناث والذكور على مقياس (إستراتيجية  المثالية) لصالح الذكور.
  • أن قيمة "ت" غير دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات مجموعتى الإناث والذكور على مقياس  إستراتيجيات تقديم الذات ككل، وكل من (الحظوة – التخويف – التوسل)، وبذلك يتم قبول الفرض الصفرى جزئيًا.
  • ويمكن تفسير ذلك أن النتيجة ترجع إلى الإطار الاجتماعى الذى يعزز بعض السلوكيات لدى الذكور دون الإناث، فنجد أن التنشئة الاجتماعية فنجدهم يستخدمون إستراتيجيات كالحظوة من الآخرين والتخويف أثناء تقديم أنفسهم للآخرين   وهذا الإطار الاجتماعى نفسه يفرض على الإناث أن تكون هادئة ومتزنة فى تعاملها مع الآخرين فالإناث يتميزن عن الذكور فى إستراتيجية الترقية وأنهن قادرات على التعبير عن ذواتهم.
  • ويتضح أن نتائج هذا الفرض صادقة إلى حد ما فإستراتيجيات تقديم الذات شأنه شأن أنماط السلوك الأخرى، حيث يتعلمها الفرد من خلال عمليات التطبيع الاجتماعى، كما أن المعرفة النظرية والخبرة العملية تحدد طريقة تعامل الفرد مع الآخرين.
  • وتتفق تلك النتيجة مع نتائج دراسات (محمد عبد الرحمن، 2004) (دراسة العاسمى والضبع 2011) (الدمنهورى وآخرين، 2012)
جدول (18)
المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيم "ت" ودلالتها الإحصائية لدرجات مجموعتى البحث (الذكور - الإناث) على  مقياس الكمالية العصابية
المقياس المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعيارى درجات الحرية قيم ت مستوى الدلالة
التدقيق فى الأداء إناث
ذكور
97
85
10.73
10.47
1.61
1.93
180 0.99 0.32 غير دالة
المغالاة إناث
ذكور
97
85
8.63
8.98
2.22
2.65
180 0.96 0.33 غير دالة
الحساسية الزائدة إناث
ذكور
97
85
9.13
9.68
2.77
2.55
180 1.37 0.17 غير دالة
لوم ونقد الذات إناث
ذكور
97
85
9.88
10.49
2.15
1.93
180 1.98 0.05
الدرجة الكلية إناث
ذكور
97
85
38.39
39.63
6.77
6.78
180 1.23 0.22غير دالة
 
قيمة "ت" الجدولية عند درجة حرية 180 ومستوى  دلالة 0.05  =   1.97  ومستوى 0.01 =   2.60.
  • يتضح من نتائج الجدول اختلاف قيم المتوسطات لعينة الذكور عن متوسطات عينة الإناث فى مقياس الكمالية العصابية  وأبعاده. كما يتضح:
  • أن قيمة "ت" دالة إحصائياً عند مستوى (0.05) بين متوسطات درجات مجموعتى الإناث  والذكور على أبعاد (لوم ونقد الذات) لصالح الذكور.
  •   أن قيمة "ت"  غير دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات مجموعتى الإناث والذكور على مقياس الكمالية العصابية ككل، وكل من (التدقيق – المغالاة – الحساسية الزائدة)، وبذلك يتم قبول الفرض الصفرى جزئيًا.
  • ويمكن تفسير ذلك أن الطلاب سواء من الذكور أو الإناث لديهم ميل إلى تحقيق صفة الكمال، حيث يضعون معايير عالية لكل تصرفاتهم وعلاقتهم فلديهم التفكير دائمًا للوصول إلى مرتبة الكمال والإتقان للأشياء والموضوعات قد تكون فى بعض الأحيان غير قابلة للتحقيق، وهم يسعون بشكل قهرى لتحقيقها ويقيمون ذواتهم على أساس ذلك كما يتضح ارتفاع الذكور على بعد نقد ولوم الذات عن الإناث لأن الذكور تكون لديهم الرغبة فى أن كل شىء يكون تحت السيطرة، وقد تكون خوفًا من الإقدام وتراجعًا عن اتخاذ القرار، وهو بهذا يمثل أسلوب عصابى غير محدد ترتبط به مشاعر الذنب والإحساس بالقصور وعدم الكفاية.
  • وتتفق تلك النتيجة مع نتائج دراسات (ناصف، 2013)، (منال عبد الخالق, 2011) Ashby, J., & Rice, K. 2002)) (أبو سليمة، 2015)
الفرض الخامس:
والذى ينص على: "يمكن التنبؤ بالكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة من خلال إستراتيجيات تقديم الذات (الحظوة – الترقية – التخويف – المثالية - التوسل) والتوجه نحو الحياة.
وللتحقق من هذا الفرض استخدمت الباحثة   تحليل الانحدار المتعدد التدريجى Stepwise ، وقد استبعدت الباحثة الدرجة الكلية للمقاييس (إستراتيجيات تقديم الذات والتوجه نحو الحياة)  من نموذج الانحدار عند المعالجة الإحصائية – كأحد شروط الانحدار - للحصول على نتائج دقيقة، وفيما يلى تفصيلا للنتائج.
جدول (19)
العوامل  المنبئة بدرجات طلاب الجامعة فى الكمالية العصابية
نموذج الانحدار العوامل المنبئة
1 المثالية
2 التخويف
3 التوجه نحو الحياة
 
يتضح من الجدول:
  • بالنسبة لطلاب الجامعة: يمكن بناء نموذج للانحدار يتكون من ثلاث خطوات – ثلاث معادلات - وقد كانت العوامل المنبئة بدرجات طلاب الجامعة فى الكمالية العصابية بالترتيب هما (المثالية - التخويف) (التوجه نحو الحياة).
جدول (20)
قيم معامل الارتباط المتعدد ونسبة التباين المفسر للمتغيرات المنبئة (المثالية – التخويف  – التوجه نحو الحياة)
نموذج الانحدار معامل الارتباط
 
مربع
معامل الارتباط (حجم التأثير)
مربع معامل الارتباط (المصحح) الخطأ المعيارى
المقدر
1
2
3
0.23
0.35
0.41
0.05
0.13
0.16
0.05
0.12
0.15
6.61
6.38
6.25
 
  1. المنبئ الأول: المثالية.
  2. المنبئ الثانى: المثالية والتخويف. 
  3. المنبئ الثالث: المثالية والتخويف والتوجه نحو الحياة.
يتضح من الجدول السابق ما يلى:
  • معامل ارتباط المنبئ الأول (المثالية) بالكمالية العصابية لدى طلاب الجامعة بلغ 0.23 كما بلغ مربع معامل الارتباط 0.05 (والمصحح = 0.05)، وهذا يدل على أن 5% من التباين فى المتغير التابع (الكمالية العصابية)، يمكن تفسيره فى ضوء متغير المثالية، وهذا يدل على حجم أثر متوسط.
  • معامل ارتباط المتغيرين المنبئين الأول والثانى معا (المثالية والتخويف) بدرجة طلاب الجامعة فى الكمالية العصابية بلغ 0.35، كما بلغ مربع معامل الارتباط 0.13 (والمصحح = 0.12) وهذا يدل على أن 12% من التباين فى المتغير التابع (الكمالية العصابية) يمكن تفسيره فى ضوء المثالية والتخويف وهذا يدل على حجم أثر مرتفع.
  • معامل ارتباط المتغيرين المنبئات الأول والثانى والثالث معًا (المثالية والتخويف والتوجه نحو الحياة) بدرجة طلاب الجامعة فى الكمالية العصابية بلغ 0.41، كما بلغ مربع معامل الارتباط 0.16 (والمصحح = 0.15)، وهذا يدل على أن 15% من التباين فى المتغير التابع (الكمالية العصابية) يمكن تفسيره فى ضوء المثالية والتخويف والتوجه نحو الحياة وهذا يدل على حجم أثر مرتفع.
 ويوضح الجدول الآتى الدلالة الإحصائية لتقييم نموذج الانحدار
 
جدول (21)
قيمة "ف" لتحليل التباين ودلالتها لنموذج الانحدار
المتنبئات النموذج مجموع المربعات درجات الحرية متوسط المربعات قيمة (ف) الدلالة
المنبىء1 الانحدار
البواقى
الكلى
446.39
7884.46
8330.86
1
180
181
446.39
43.80
10.19 0.01
المنبىء2 الانحدار
البواقى
الكلى
1038.52
7292.34
8330.86
2
179
181
519.36
40.73
12.74 0.01
المنبئ3 الانحدار
البواقى
الكلى
1361.42
6969.43
8330.86
3
178
181
453.81
39.15
11.59 0.01
 
يتضح من الجدول السابق أن قيمة (ف) لدلالة تحليل التباين للمنبئ الأول (المثالية)، وللمنبئ الثانى (المثالية والتخويف)، والمنبئ الثالث (المثالية والتخويف والتوجه نحو الحياة) ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.01)، ويختبر الجدول السابق الفرضية الصفرية أن معامل الارتباط المتعدد فى مجموعة الأفراد يساوى صفرًا، وقد تم رفض هذا الفرض نظرًا لدلالة (ف).
ويوضح الجدول الآتى قيم معاملات الانحدار المعيارية (بيتا) وغير المعيارية.
 
 
جدول (22)
قيم معاملات الانحدار المعيارية (بيتا) وغير المعيارية.
نموذج الانحدار المعاملات غير المعيارية المعاملات المعيارية قيمة (ت) ودلالتها معاملات الارتباط
المعاملات غير المعيارية    (B) الخطأ المعيارى  
المعاملات المعيارية (Beta)
قيمة (ت) الدلالة **الجزئى الجزء*
1 ثابت الانحدار 28.55 3.29   8.65 0.01    
المثالية 0.46 0.14 0.23 3.19 0.01 0.23 0.23
2 ثابت الانحدار 18.48 4.13   4.46 0.01    
المثالية 0.55 0.14 0.28 3.91 0.01 0.28 0.27
التخويف 0.57 0.15 0.27 3.81 0.01 0.27 0.27
3 الثابت 26.51 4.92   5.38 0.01    
المثالية 0.63 0.14 0.32 4.50 0.01 0.32 0.31
التخويف 0.62 0.15 0.29 4.21 0.01 0.30 0.29
التوجه نحو الحياة -0.34 0.12 -0.20 2.87 0.01 0.21 0.20
 
**معامل الارتباط الجزئى Partial Correlation هو الارتباط بين متغيرين مع عزل تأثير المتغير الثالث عن كلاهما.
*معامل ارتباط الجزء Part Correlation  هو الارتباط بين متغيرين مع عزل أثر متغير ثالث من أحدهما فقط (الكنانى، 2002، 392).
يتضح من الجدول ما يأتى:
  • بالنسبة للمعاملات غير المعيارية والتى فى ضوئها يمكن صياغة معادلة الانحدار:
بالنسبة للمنبئ الأول (المثالية):
درجة الكمالية العصابية = ثابت الانحدار + (معامل انحدار× درجة المثالية)
درجة الكمالية العصابية = 28.55 + (0.46 × درجة المثالية)
وقد كانت قيمة (ت) المقابلة لثابت الانحدار ومعامل الانحدار دالة إحصائيًا
بالنسبة للمنبئ الثانى (المثالية والتخويف)
درجة الكمالية العصابية = ثابت الانحدار + (معامل انحدار × درجة المثالية) + (معامل انحدار التخويف × درجة التخويف)
درجة الكمالية العصابية = 18.48 + (0.55× المثالية) + (0.75× درجة التخويف)
وقد كانت قيمة (ت) المقابلة لثابت الانحدار ومعامل الانحدار دالة إحصائيًا
بالنسبة للمنبئ الثالث (المثالية والتخويف والتوجه نحو الحياة)
درجة الكمالية العصابية = ثابت الانحدار + (معامل انحدار × درجة المثالية) + (معامل انحدار التخويف × درجة التخويف) + (معامل الانحدار × درجة التوجه نحو الحياة)
درجة الكمالية العصابية = 26.51+ (0.63× المثالية) + (0.62× درجة التخويف) + (-0.34 × درجة التوجه نحو الحياة)
          وقد كانت قيمة (ت) المقابلة لثابت الانحدار ومعامل الانحدار دالة إحصائيًا
  • بالنسبة للمعاملات المعيارية (بيتا).
وتستخدم لمقارنة العوامل المختلفة، ومعيارية تعنى أن هذه القيم الخاصة بكل متغير تم تحويلها للمقياس نفسه، بحيث نستطيع مقارنتها مع بعضها.
ويتضح من الجدول السابق أن قيمة بيتا الأكبر كانت لمتغير المثالية، وقد بلغ (0.32) وهذا يعنى أن هذا المتغير هو الأكثر إسهاما فى تفسير درجات طلاب الجامعة فى الكمالية العصابية مقارنة بمتغير التخويف، وذلك عند استبعاد التباين الذى يفسره متغير التوجه نحو الحياة من الكمالية العصابية. وقد بلغت قيمة بيتا لمتغير التوجه نحو الحياة (0.20) علمًا بأن كانت قيمة (ت) المقابلة كانت دالة إحصائيًا.
ج- بالنسبة لمعامل الارتباط الجزئى ومعامل ارتباط الجزء:
  • بلغت قيمة معامل الارتباط الجزئى بين درجات طلاب الجامعة فى المثالية والكمالية العصابية بعد استبعاد التخويف من كليهما (0.32) كما بلغت قيمة معامل الارتباط الجزئى بين درجات طلاب الجامعة فى التخويف والكمالية العصابية بعد استبعاد متغير المثالية من كليهما (0.30)، وهذا يدل على إسهام أكبر لمتغير المثالية فى تلك العلاقة.
  • بلغت قيمة معامل ارتباط الجزء بين درجات طلاب الجامعة فى الكمالية والمثالية بعد استبعاد التخويف من متغير الكمالية العصابية (0.31) كما بلغت قيمة معامل الارتباط الجزء بين درجات طلاب الجامعة فى التخويف والكمالية العصابية بعد استبعاد متغير المثالية من متغير الكمالية العصابية (0.29) وهذا يدل على إسهام أكبر لمتغير المثالية فى تلك العلاقة.
  • ويمكن تفسير ذلك فى ضوء الآتى:
  • نجد أن الأشخاص العصابيين يكون لديهم انفصال بين الذات الحقيقية والمثالية ينتج ذلك عن اعتقادهم بأنهم يجب أن يكونوا قادرين على تحمل كل شىء، ومدركين لكل شىء ومحبوبين من الجميع، ومنتجين دائمًا ويشير هورنى إلى أن الكمالية العصابية هى الكفاح من أجل المجد وتسلط الأفكار الوجودية. يتضح فى رغبه الفرد فى الوصول إلى الكمال وتحقيق المثالية وعدم رضاء الفرد عن مجهوداته وأدائه بالرغم من جودة هذا الأداء وهى رغبه عارمة وملزمة للأداء والإنجاز خوفًا من الفشل ووضع مستويات إنجاز عالية يحاول تحقيقها فالكمالى العصابى هو من يضع لنفسه مستويات ومعايير مرتفعة بصورة غير واقعية ويكافح بصورة قهرية، ويناضل بصورة اجترارية من أجل تحقيق أهدافه المستحيلة، كما أنه يقيس قيمته بصورة كلية بناءً على مستوى الإنجاز (منصور، 2012)، (ناصف، 2013) Kosakowska-Berezecka, et. al., (2017) Stoeber, et. al., (2017) )ويؤكد Ashby et al., 2005)) على أن الكماليين العصابيين يدركون التباعد بين المعايير والأداء ويقيمون أنفسهم سلبيًا نتيجة لذلك.

المراجع:
  1. أباظة, آمال عبد السميع (2011). الكمالية العصابية والكمالية السوية, المجلة المصرية للدراسات النفسية, المجلد (6), العدد (3), ص ص 305-311.
  2. أبو سليمة, نجلاء فتحى (2015) الكمالية العصابية وعلاقتها بجودة الحياة لدى طلاب الجامعة. مجلة كلية التربية. بورسعيد, العدد الثامن عشر يوليو, 525.
  3.  زهران, حامد عبد السلام ( 2001). علم النفس النمو (ط5), القاهرة، عالم الكتب.
  4. شاهين, سارة محمد (2017). العلاقة بين الكمالية السوية وتقدير الذات والفاعلية الذاتية لدى طالبات الجامعة. مجلة البحث العلمى فى التربية العدد الثامن عشر, 260-289.
  5.  شند, سميرة محمد وآخرون (2016). الخصائص السيكومترية لمقياس الكمالية لشباب الجامعة. مجلة الإرشاد النفسى، العدد 47، ج2، أغسطس 438 – 460.
  6. عبد الخالق, منال جاب الله  (2011). أساليب اتخاذ القرار وعلاقتها بالكمالية وتحمل الضغوط لدى عينة من الراشدين, المجلة المصرية للدراسات العربية، المجلد 21، العدد 72، ص. ص 371 – 461.
  7. عبد الجبار (عبير عبد الستار) عباس (على أحمد) (2018) التوجه نحو الحياة وعلاقته بالضغوط النفسية لدى طلبة كلية الآداب, جامعة القادسية, قسم علم النفس, كلية الآداب.
  8. عبد النبى، سامية محمد صابر (2009). الكمالية العصابية (غير السوية) وعلاقتها باضطرابات الأكل لدى عينة من طلاب الجامعة جامعة بنها, مصر.
  9. عطية, أشرف محمد (2009). دراسة العلاقة بين الكمالية والتأجيل لدى عينة من الطلاب الجامعة المتفوقين عقليًا. مجلة الإرشاد النفسى، العدد 23, ص ص 281- 325.
  10.  فراج, فرج (2004). التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالتوجه نحو الحياة, بيروت, الصفا للنشر والتوزيع.
  11. العاصمى, رياض نايل, الضبع, فتحى عبد الرحمن (2011). إستراتيجيات تقديم الذات وعلاقتها بالقلق الاجتماعى لدى طلاب الجامعة: دراسة مقارنة على عينات مصرية سورية. دراسات تربوية ونفسية, مجلة كلية التربية بالزقازيق – مصر. ص ص155- 101.
  12. الكنانى, ممدوح عبد المنعم  (2002). الإحصاء الوصفى والاستدلالى فى العلوم السلوكية والاجتماعية، ط2، القاهرة: ‏دار النشر للجامعات.
  13. الأنصارى، بدر محمد (2001) إعداد صورة عربية لمقياس التوجه نحو الحياة, الندوة العالمية الأولى حول الصحة النفسية فى العالم الإسلامى, الجمعية اليمنية للصحة النفسية فى الجمهورية اليمنية, ص 3.
  14. الدمنهورى, ناجى قاسم (2012). أساليب تقديم الذات لدى طلاب المرحلة الثانوية فى ضوء المرغوبية الاجتماعية والخوف من التقييم السالب, مجلة كلية التربية بالإسكندرية – مصر،  مج22, ع2, 317-265.
  15. العبيدى، عفراء إبراهيم خليل (2015). الكمالية العصابية وعلاقتها بالاستقرار النفسى لدى طلبة الجامعة, مجلة علوم الإنسان والمجتمع (14) 157 – 183.
  16. اليحفوفى, يحيى والانصارى, محمد بدر (2005). التوجه نحو الحياة لدى طلبة الجامعة, رسالة ماجستير (غير منشور), كلية العلوم الاجتماعية, جامعه الكويت.
  17. منصور، السيد كامل الشربينى (٢٠١٢). إستراتيجيات المواجهة  وتقدير الذات والانفعال الإيجابى والانفعال السلبى كمنيبات للكمالية التكيفية، دراسات تربوية ونفسية, مجلة كلية التربية بالزقازيق، العدد (٧٧)، أكتوبر 59-60.
  18. ناصف، عماد متولى أحمد (2013). الكمالية العصابية وعلاقتها بالثقة بالنفس لدى طلاب جامعة الباحة الموهوبين بالمملكة العربية السعودية، مجلة كلية التربية بالسويس، المجلد السادس، العدد الثالث يوليو.
19- Ashby, J., & Rice, K. (2002). Perfectionism, Dysfunctional Attitudes, and Self-Esteem: A Structural Equations Analysis. Journal of Counseling & Development, 80, 197-203.
20- Abousselam, N. (2005). the Moderator effect of future time perspective in the relationship between self-efficacy and risky sexual behaviour. Unpublished master degree, University of the Free State.
21- Abu-Raiya, H. (2014). Western psychology and Muslim psychology in dialogue: Comparisons between a Qura'nic theory of personality and Freud's and Jung's ideas. Journal Of Religion And Health, 53(2), 326-338. doi:10.1007/s10943-012-9630-9
22- Ayyash, H & Alamuddin, R. (2007). Predictions of subjective well-being Among College youth in Lebanon. The Journal of Social psychology. 147 (3):265-284.
23- Ates,Ozturk,Yavuz,Ozisik,Kadri (2017) Obesity is an independent prognostic factor of decreased pathological complete response to neoadjuvant chemotherapy in breast cancer patientsAna Elisa Lohmann, Pamela J. Goodwin Moving forward with obesity research in breast cancerThe Breast, Volume 32, April 2017, Pages 225-226
24- Baldwin, D., Chambliss, L. & Towlr, K. (2003). Optimism and Stress: An African- American College Student Perspective. College Student Journal, 37 (2): 276-285
25- Benka, J., & Orosová, O. (2014). Life perspective in relation to alcohol use among university students.  Proceedings of The Conference On Social Processes & Personality, 53-61.
26- Birgenheir, D. G., & Pepper, C. M. (2011). Negative life experiences and the development of cluster C personality disorders: a cognitive perspective. Cognitive Behaviour Therapy40(3), 190-205. doi:10.1080/16506073.2011.566627.
27- Busseri, M. A., & Choma, B. L. (2016). Reevaluating the link between dispositional optimism and positive functioning using a temporally expanded perspective. Journal Of Positive Psychology11(3), 286-302. doi:10.1080/17439760.2015.1058970
28- Cheng, H., Sit, J., Cheng, K., Sit, J. H., & Cheng, K. F. (2016). Negative and positive life changes following treatment completion: Chinese breast cancer survivors' perspectives. Supportive Care In Cancer, 24(2), 791-798. doi:10.1007/s00520-015-2845
29- Carstensen, L. L., Lang, F. R., Hicks, J. A., Trent, J., Davis, W. E., & King, L. A. (2012). Future Time Perspective Scale. [Title denoted in this Source: FTP Scale]. Psychology And Aging, 27(1), 181-189.
30- Carver, C. S. & Scheier, M. F. (2003). Optimism. In S. J. Lopez and C. R. Snyder (Eds.) handbook of positive psychology assessment: A handbook of models and measures (75-89) Washington, DC: American psychological association.
31- Davies, J. B., McConnochie, F., Ross, A., Heim, D., & Wallace, B. (2004). Evidence for social learning in the self-presentation of alcohol problems. Alcohol And Alcoholism39(4), 346-350. doi:10.1093/alcalc/agh066.
32-Doebler, T., Schick, C., Beck, B., & Astor-Stetson, E. (2000). Ego Protection: The Effects of Perfection and Gender on Acquired and Claimed Self-Handicapping and Self-Esteem. College Student Journal, 34(4), 524-536
33- Dwivedi, A., & Rastogi, R. (2017). Proactive Coping, Time Perspective and Life Satisfaction. Journal Of Health Management,  doi:10.1177/0972063417699689
34- Du, H. (2015). American College Students Studying Abroad in China: Language, Identity, and Self-Presentation. Foreign Language Annals, 48(2), 250–266. Retrieved from http://dx.doi.org/10.1111/flan.12138
35- Eagle, M. N. (2013). The implications of conceptual critiques and empirical research on unconscious processes for psychoanalytic theory. Psychoanalytic Review, 100(6), 881-917. doi:10.1521/prev.2013.100.6.881.
36- Eysenck, H. J., Eysenck, S. G., & Corr, P. J. (2002). Eysenck Personality Questionnaire. Personality And Individual Differences33511-532.
37- Hermann, A. D., & Arkin, R. M. (2013). On Claiming the Good and Denying the Bad: Self-Presentation Styles and Self-Esteem. Individual Differences Research, 11(1), 31-43.
38- Huan, V., Yeo, L., Ang, R., & Chong, H. (2006). The influence of dispositional optimism and gender on adolescents' perception of academic stress. Adolescence. 2006 Fall;41(163):533-46
39- Ison, L. (2007). Repressive Coping Style, emotional arousal ,and physiological reactivity in adolescents and young adults with cystic fibrosis. The Sciences and Engineering, V.68(5-b),3439.
40- Jdaitawi, M., Maya-Panorama, Nawafleh, A., Nabrawi, I., Talafha, F., & Mohd, A. (2013). Students' Perspectives on University Experiences; The Role of Protective Factors in Students' Lives. International Education Studies, 6(7), 239-246.
41- Juile,W., Cara, K. & Michele, M.(2005): Self - Presentation , In IRC.
42- Kawai, T., & Moran, S. (2017). How do future life perspective and present action work in Japanese youth development?. Journal Of Moral Education, 46(3), 323-336.
43- Kahana, B., Kahana, E., Deimling, G., Sterns, S., VanGunten, M., Kahana, B., & ... VanGunten, M. (2011). Appraisals of Cancer-Related Trauma and Stress. Cancer Nursing, 34(3), 209-218.
44- Kelly, J., Parker, E. J., Steffens, M. A., Logan, R. M., Brennan, D., & Jamieson, L. M. (2016). Development and psychometric validation of social cognitive theory scales in an oral health context. Australian & New Zealand Journal Of Public Health, 40(2), 193-195. doi:10.1111/1753-6405.12500.
45- Kosakowska-Berezecka, N., Jurek, P., Besta, T., & Badowska, S. (2017). Self-presentation strategies, fear of success and anticipation of future success among university and high school students. Frontiers in Psychology, 8. https://doi.org/10.3389/fpsyg.2017.0188.
46- Leary, M., & Allen, A. (2011). Personality and persona: personality processes in self-presentation. Journal Of Personality, 79(6), 889-916. doi:10.1111/j.1467-6494.2010. 00704.x
47- Lee, D., Suh, H., & Lee, H. (2011). Factor structure of the Perfectionistic Self-Presentation Scale in Korea. Psychological Reports, 109(3), 990-1000. doi:10.2466/07.08.21.PR0.109.6.990-1000.
48- Lee, E., Ahn, J., & Kim, Y. J. (2014). Personality traits and self-presentation at Facebook. Personality And Individual Differences, 69162-167. doi:10.1016/j.paid.2014.05.020
49- Lee, S. J., Quigley, B. M., Nesler, M. S., Corbett, A. B., Tedeschi, J. T., Hewitt, P. L., & ... Stein, M. B. (2003). Self-Presentation Tactics Scale. Journal Of Personality And Social Psychology, 841303-1325.
50- Lee, S., Quigley, B. M., Nesler, M. S., Corbett, A. B., Tedeschi, J. T., Lewis, M. A., & Neighbors, C. (2005). Self-Presentation Tactics Scale. Journal Of Social Psychology, 145469-489.
51- Lewis, M. A., & Neighbors, C. (2005). Self-Determination and the Use of Self-Presentation Strategies. Journal Of Social Psychology, 145(4), 469-489.
52- Long, K., & Zhang, X. (2014). The role of self-construal in predicting self-presentation motives for online social network use in the UK and Japan. Cyberpsychology, Behavior, And Social Networking, 17(7), 454-459. doi:10.1089/cyber.2013.0506
53- Lorimer, R., & Westbury, T. (2006). Physical self-presentation and competitive anxiety in Male Master Divers. Psychological Reports, 99(3), 773-780. doi:10.2466/PR0.99.7.773-780
54- Megan, F., Nicpon, L., Elva, H., Sonja, S., Christie, B., and Sharon E. (2007). The Relationship of Loneliness and Social Support with College Freshmen's Academic Performance and Persistence. Journal of College Student Retention: Research, Theory & Practice, Vol 8, Issue 3, pp. 345 – 358.
55- Mihajlivna, B. V. (2015). FORMATION OF THE LIFE PERSPECTIVE IN CONDITIONS OF SOCIALIZATION IN HIGH SCHOOL: PROBLEM OF REPRESENTATIVE SAMPLE. Society: Sociology, Psychology, Pedagogics, (1), 7-9.
56- Paszkowska-Rogacz, A., & Kabzinska, Z. (2012). Applications of Kelly's Personal Construct Theory to Vocational Guidance.  Online Submission2(7).
57- Paulhus, D. L., Westlake, B. G., Calvez, S. S., & Harms, P. D. (2013). Self‐presentation style in job interviews: The role of personality and culture. Journal Of Applied Social Psychology, 43(10), 2042-2059. doi:10.1111/jasp.12157
58- Pontari, B. A., & Schlenker, B. R. (2000). The influence of cognitive load on self-presentation: Can cognitive busyness help as well as harm social performance?. Journal Of Personality And Social Psychology78(6), 1092-1108. doi:10.1037/0022-3514.78.6.1092.
59- Rand, K. (2009). Hope and of atomism: Latent Stint Stricture and in fluencies on Grade Expectancy and Academic performance. Journal of personality, 77(1), 231 -262.
60- Rubino, A., Strambi, A., & Tudini, V. (2017). Flourishing in Italian: Positive Psychology perspectives on the teaching and learning of Italian in Australia. Australian Review Of Applied Linguistics40(2), 105-107. doi: 10.1075/aral.40.2.01rub.
61-Sassaroli, S., Gallucci, M., & Ruggiero, G. (2008a) Low perception of control as a cognitive factor of eating disorders. Its independent effects on measures of eating disorders and its interactive effects with perfectionism and self-esteem. Journal of Behavior Therapy and Experimental Psychiatry, 39, 467-488.
62- Scheier, M., Carver, C. & Bridges, M. (1994). Distinguishing optimism from neuroticism (and trait anxiety, self-mastery, and self-esteem): A reevaluation of the life orientation Test. Journal of personality and social psychology, Vol, 67, pp. 1063-1078.
63- Schmetkamp, S. (2017). Gaining Perspectives on Our Lives: Moods and Aesthetic Experience. Philosophia, 45(4), 1681-1695
64- Sechler, C. M. (2018). Classroom impression management in early adolescence: Exploring students’ academic self-presentation strategies with peers. Dissertation Abstracts International: Section B: The Sciences and Engineering. ProQuest Information & Learning
65- Słowik, A. J., Jabłoński, M. J., Michałowska-Kaczmarczyk, A. M., & Jach, R. (2017). Evaluation of quality of life in women with breast cancer, with particular emphasis on sexual satisfaction, future perspectives and body image, depending on the method of surgery. Psychiatria Polska51(5), 871-888. doi:10.12740/PP/OnlineFirst/63787.
66- Stolarski, M., & Matthews, G. (2016). Time Perspectives Predict Mood States and Satisfaction with Life over and above Personality. Current Psychology, 35(4), 516-526. doi:10.1007/s12144-016-9515-2.
67- Schlenker, B. R. (2012). Self-presentation. In M. R. Leary, J. P. Tangney, M. R. Leary, J. P. Tangney (Eds.) , Handbook of self and identity (pp. 542-570). New York, NY, US: Guilford Press.-
68- Schlenker, B. R., & Wowra, S. A. (2003). Carryover Effects of Feeling Socially Transparent or Impenetrable on Strategic Self-Presentation. Journal Of Personality And Social Psychology85(5), 871-880. doi:10.1037/0022-3514.85.5.871
69- Schutz, A. (1998). Assertive, Offensive, Protective, and Defensive Styles of Self-Presentation: A Taxonomy. Journal Of Psychology132(6), 611.
70- Sosik, J. J., & Jung, D. I. (2003). Impression Management Strategies and Performance in Information Technology Consulting: The Role of Self-Other Rating Agreement on Charismatic Leadership. Management Communication Quarterly17(2), 233-268.
71- Stoeber, J., Madigan, D. J., Damian, L. E., Esposito, R. M., & Lombardo, C. (2017). Perfectionism and eating disorder symptoms in female university students: the central role of perfectionistic self-presentation. Eating And Weight Disorders: EWD, 22(4), 641–648. https://doi.org/10.1007/s40519-016-0297-1
72-Vuyk, M. A. (2015). Perfectionism, self-presentation perfectionism and depressive symptoms in adolescents. Revista Interamericana de Psicología, 49(2), 153–163. Retrieved from alexvuyk@ku.edu
73- Zhang, Y., Gan, Y., & Zhan, X. (2007). Perfectionistic Self-presentation in Chinese College Students and its Relations with Self-esteem. Chinese Mental Health Journal21(2), 94-115.

المزيد من الدراسات