الرئيسيةأعداد المجلة تفاصيل الدراسة

اقتصاد المعرفة كمدخل لتحقيق التفوق الإستراتيجى للجامعات المصرية فى إدارة رأس المال الفكرى باستخدام نموذج الاتجاهات الثلاثة Three – Way IC

الحاجة إلى الدراسة 
دخل المجتمع العالمى فى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادى والعشرين حقبة تاريخية هامة تمثلت فى التحول لمجتمع المعرفة، وبالتالى فرض مجموعة من التداعيات لعل من أهمها تحول النشاط الاقتصادى من إنتاج السلع إلى إنتاج الخدمات المعرفية والمهارية، مما أدى لزيادة أهمية المعرفة، وبالتالى ظهر اقتصاد جديد هو اقتصاد المعرفة، وهو القائم على توليد وابتكار المعرفة واستثمارها عن طريق تسويقها او تحويلها إلى أدوات تكنولوجية تساعد على التقدم والرقى داخل المجتمع. 
وارتكز اقتصاد المعرفة على أربع ركائز أساسية تمثلت فى نظام اقتصادى ومؤسسى قوى على قناعة تامة بأهمية المعرفة فى صناعة اقتصاد المجتمع، ونظام تعليمى قائم على توليد اكبر كمية ممكنة من المعلومات والمهارات من الطلاب، وبنية تحتية معلوماتية متمثلة فى وجود استراتيجية لإنتاج و استغلال وتسويق المعرفة ومنتجاتها، ونظام وبيئة قادرة على الابتكار والإبداع عن طريق البحث العلمى. 
وتزامناً مع التحول نحو اقتصاد المعرفة برزت أهمية رأس المال الفكرى كأحد أهم الموارد الإستراتيجية والأصول غير المادية التى تهيئ المؤسسات لتحقيق مميزات تنافسية مستدامة، وذلك عن طريق تحويل المعرفة - الأصول غير المادية - إلى أرباح، و أصبح من المتعارف عليه أن رأس المال الفكرى للمؤسسة هو مجموع رأس مالها البشرى (الموهبة) ورأس مالها الهيكلى ( الملكية الفكرية، المنهجيات، البرمجيات، الوثائق والمستندات وغير ذلك من النواتج المعرفية الاصطناعية ) ورأس مالها من العملاء ( العلاقات بالعملاء) .
وبناء على ماسبق تعد الجامعات أحد أهم مؤسسات رأس المال الفكرى والمسئولة عن إنتاج المعرفة عن طريق البحث العلمى سواء على مستوى مرحلة الدراسات العليا أو على مستوى البكالوريوس أو الليسانس، ونقل المعرفة عن طريق أحد أهم وظائف الجامعات وهو التدريس، ثم العمل على نشرها وتسويقها من خلال الوظيفة الثالثة للجامعة والمتمثلة فى خدمة المجتمع وتنمية البيئة. 
وتواجه الجامعات المصرية عدداً من التحديات بعضها يختص بمدخلات العملية التعليمية والتى تتمثل فى الموارد المالية والفيزيقية..الخ، وأيضاً منها ما يختص بالعمليات لعل من أهمها نمط الإدارة البيروقراطى التقليدى المر كزى الذى  لا يمتلك القدرة على التغيير، وأيضا هناك ما يختص بالمخرجات وأهمها ضعف تسويق مخرجات البحث العلمى، وعدم توفير البيئة اللازمة  لتحويل المخرجات البحثية لمنتجات تكنولوجية، لذا تقف كل هذه التحديات عائقاً أمام استثمار رأس المال الفكرى، وبالتالى هناك قصور فى قدرة الجامعات على امتلاك مميزات تنافسية تساعد على تقدم المجتمع المصرى بين المجتمعات الأخرى.
  لذا تحاول الدراسة وضع رؤية استشرافية تساعد على امتلاك الجامعات المصرية لبعض المميزات التنافسية التى تساعدها على تحقيق التفوق الاستراتيجى للجامعات المصرية على العديد من الجامعات الأخرى، وذلك بقدرتها على امتلاك أحد أهم أبعاد رأس المال الفكرى والممثل فى الأصول البشرية، والأصول الفكرية، والأصول الهيكلية، ورأس مال العلاقات..... وغيرها من أصول رأس المال الفكرى.  
قضية الدراسة 
تكمن قضية الدراسة فى امتلاك الجامعات المصرية أحد أهم موارد اقتصاد المعرفة، والتى تتمثل فى الموارد البشرية، ولكن هناك العديد من الإشكاليات التى تقف عائقا أمام استثمار الموارد البشرية بالجامعات المصرية سواء على مستوى الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس، مما ترتب عليه زيادة تخلف الجامعات المصرية، وتأخرها فى العديد من التصنيفات على جميع المستويات العالمية والإقليمية، لذا تتجه الدراسة لوضع رؤية استشرافية  تساعد الجامعات على تحقيق نوع من التفوق الاستراتيجى بامتلاك أهم مصادر رأس المال الفكرى. 
لذا تحاول الدراسة الإجابة على التساؤلات الآتية : 
1- ما أهمية  اقتصاد المعرفة ؟ وما أهم أهدافها ومؤشراتها ؟ وكيف يمكن تحقيق الميزة التنافسية للجامعات المصرية ؟  
2- ما أهمية إدارة رأس المال الفكرى ؟ وما أسبابها ؟ وما أهميتها ؟ وكيف يمكن لرأس المال الفكرى مواجهة تحديات اقتصاد المعرفة ؟  
3- كيف يمكن قياس رأس المال الفكرى فى الجامعات باستخدام نموذج Three-Way IC؟
4- ما خطوات التفوق الاستراتيجى التى يجب أن تتبعها الجامعات المصرية ؟   
5- ما الرؤية الاستشرافية التى  تساعد على تحقيق التفوق الاستراتيجى للجامعات المصرية فى إدارة رأس المال الفكرى فى اقتصاد المعرفة ؟  
أهداف الدراسة 
توجد مجموعة من الأهداف التى تسعى الدراسة لتحقيقها، لعل من أهمها: 
1- رصد أهمية المعرفة فى القرن الحادى والعشرين باعتبارها أهم موارد اقتصاد المعرفة، حيث أنها سلعة اقتصادية هامة فى مجتمع المعرفة لتمتعها بمجموعة من الخصائص. 
2- تحليل مؤشرات اقتصاد المعرفة سواء المتعلقة بالموارد البشرية أو مؤشرات العلم والتكنولوجيا أو مؤشرات البحوث.   
3- التعرف على مفهوم رأس المال الفكرى، ومراحل تطوره، وأهميته فى مواجهة تحديات اقتصاديات المعرفة، وأبعاده.
4- عرض أهم نماذج رأس المال الفكرى، وتحليلها. 
5- شرح خطوات التفوق الاستراتيجى فى المؤسسات بوجه عام والجامعات بوجه خاص.
6- وضع رؤية استشرافية للجامعات المصرية تساعدها على إدارة رأس المال الفكرى لمواجهة تحديات اقتصاد المعرفة.
أهمية الدراسة
تكمن أهمية الدراسة فى محاولة إظهار أهم وضعية الجامعات المصرية بين الجامعات العالمية والإقليمية، وعدم قدرتها على امتلاك بعض الميزات التنافسية التى تجعلها فى المقدمة، وأهمية إدارة رأس المال الفكرى فى الجامعات المصرية لتحقيق متطلبات اقتصاد المعرفة.
 كما تحاول الدراسة وضع رؤية استشرافية للجامعات المصرية تحاول عن طريقها تصحيح مسارها فى إدارة رأس المال الفكرى لتحقيق مؤشرات اقتصاد المعرفة، ووضع المسار الصحيح لمتخذى القرار فى إعادة هيكلة الجامعات المصرية من أجل جعل المجتمع المصرى فى مقدمة المجتمعات العالمية. 
منهج الدراسة  
انطلاقاً من الهدف الرئيسى للدراسة والذى يكمن فى رسم رؤية استشرافية لإدارة رأس المال الفكرى فى الجامعات المصرية لتحقيق أعلى مؤشرات لاقتصاد المعرفة، لذا تقوم الدراسة باستخدام منهجية مركبة حيث يتم تحليل إدارة رأس المال الفكرى فى الجامعات من خلال مدخل تحليل النظم الذى يعتمد على تحليل كيفية إدارة الجامعات لرأس المال الفكرى من خلال المنظومة الجامعية.
كما تسعى الدراسة لاستخدام أسلوب العصف الذهنى Brain Storming كأحد الأساليب المستقبلية الذى يساعد على وضع رؤية استشرافية للجامعات فى إدارة رأس المال الفكرى لمقابلة تحديات اقتصاد المعرفة.
 

المزيد من الدراسات