هدفت الدراسة إلى التعرف على معالم النظرية التربوية عند باولو فريرى، وأبعاد فكره التربوى؛ رغبة فى الاستفادة منه فى إحداث مقاربة فكرية بين ما نادى به فريرى من جهة، وبين الأمراض المزمنة التى يعانى منها الجسد التعليمى العربى. واعتمدت الدراسة على المنهج الفلسفى لدراسة وتحليل مؤلفات وأعمال باولو فريرى.
وخلصت الدراسة إلى وجود العديد من الممارسات السلبية التى يعانى منها النظام التعليمي العربى، والتى فى مجملها تقتل الإبداع، وتكرس القهر والتسلط والتقليد. وفى سبيل مواجهة تلك الأوضاع أوصت الدراسة بضرورة قيام العلاقات بين الأفراد داخل المدرسة وغيرها من مؤسسات التنشئة الاجتماعية على أسس التفاهم والتحاور والاحترام المتبادل، بعيدًا عن القهر والعنف، والتركيز على استخدام أساليب الثواب والمكافأة والتشجيع والتعزيز فى التنشئة الاجتماعية، وإشاعة جو من الأمن والحرية فى المجتمع ومؤسساته، وتحقيق الإصلاح السياسى عبر إنجاز المشاركة الاجتماعية الواسعة فى عملية اتخاذ القرارات السياسية، وصيانة الحقوق والحريات السياسية، ومراعاة البعد الإنسانى عند التعامل مع الطلاب، وجعل الهدف من العملية التعليمية أن تكون أداة لفهم الواقع والوعى بمشكلاته، وليس لاستظهار المحتوى الدراسى.