الرئيسيةأعداد المجلة تفاصيل الدراسة

تعليم الفرصة الثانية فى مصر "إستراتيجية مقترحة فى ضوء التوجهات العالمية"

مقدمة:
يمثل ترك المدرسة مبكرًا عقبة أمام تطوير المجتمعات، وقد يكون هذا الترك بسبب التسرب أو الرسوب أو عوامل خاصة بالطفل أو البيئة، كذلك هناك من لم تتح له فرصة المشاركة فى التعلم والحصول على مقعد عند عمر الإلزام.
   ويوجد فى عالمنا اليوم ملايين الأطفال والشباب لا يذهبون إلى المدرسة؛ وهذا فشل وخلل لا بد لنا من استدراكه معًا لأن التعليم مسؤولية مشتركة، والتقدم على هذا الطريق لا يصبح مستداماً إلا من خلال تضافر الجهود والعمل المشترك، وهو ما أكدته المنظمات الدولية لتلبية الطموحات المدرجة فى الهدف الرابع المتعلق بالتعليم ضمن أهداف التنمية المستدامة.
وتشير التقارير العالمية المعنية برصد حالة التعليم (اليونسكو، التقرير العالمى لرصد التعليم للجميع، أغسطس 2017) (اليونسكو، التقرير العالمى لرصد التعليم للجميع، 2015، 7) إلى ما يلى:
  • فى عام (2015)، كان هناك 264 مليون من الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدرسة؛ مع أنهم كانوا فى سن التعليم الابتدائى والثانوى.
  • بلغ معدل إتمام التعليم الابتدائى فى فترة (2010- 2015) نسبة 83%، ونسبة 69% فى المرحلة الدنيا من التعليم الثانوى، و45% فى المرحلة العليا من التعليم الثانوى.
  • لم يبلغ نحو 387 مليون طفل فى سن التعليم الابتدائى، أى ما يعادل 56% منهم حد الكفاءة الأدنى فى القراءة.
  • من بين الأطفال غير الملتحقين بالمدارس يكون احتمال عدم التحاق الفتيات بالتعليم المدرسى أكبر مما هو لدى الصبيان )48% مقابل 37%) واحتمال التحاق الصبيان بالتعليم المدرسى، وترك المدرسة فيما بعد أكبر مما هو لدى الفتيات (26% مقابل 20%)، واحتمال وصول الفتيات اللاتى التحقن بالتعليم المدرسى إلى الصفوف العليا أكثر رجحانًا من احتمال وصول الصبيان إليها.
  • لا يكفل حق الانتفاع بالتعليم المجانى والإلزامى للأطفال على مدى 12 سنة تعليمية سوى بلد واحد من كل خمسة بلدان.
فى إطار ما سبق؛ وانطلاقًا من الحق الإنسانى لكل طفل فى الحصول على فرصة التعلم، وإيمانًا بدور الدولة فى دعم جهود التنمية البشرية والمجتمعية وتكافؤ الفرص جاءت صفحات البحث الحالى.
الحاجة إلى البحث:
فى سبتمبر (2015) اعتمدت الدول الأعضاء بالأمم المتحدة رسمياً فى نيويورك خطة التنمية المستدامة لعام (2030)، وتضمنت الخطة 17 هدفاً منها هدف عالمى فى مجال التعليم (الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة)؛ وجاء مضمونه كما يلى: "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع"، ويذكر أن جميع دول العالم باختلاف مواردها وقدراتها؛ لاسيما الدول النامية سعت إلى إيجاد حلول بديلة، وتعليم مواز لاستيعاب جميع الأطفال فى ظروف صعبة، وأطفال القرى والأطفال الفقراء، وتيسير جميع السبل لهم، وتقديم ما يلزم من مزايا وتسهيلات ودعم قد لا يتوافر لهم فى مؤسسات التعليم النظامى.
ومصر دولة نامية تحاول جاهدة بشتى الطرق الوصول إلى خدمة الفقراء والمحرومين فى القرى والمناطق الأكثر احتياجًا من خلال المشاركة فى العديد من البرامج والمشروعات والمبادرات؛ ومن أهمها مبادرة تنمية القرى الأكثر فقرًا (2007-2016)، ومبادرة تعليم الفتيات (2000-2012) فى المحافظات الأكثر حرمانًا، ومشروع اليونسكو لإنشاء المدارس الصديقة لأطفال الشوارع والأطفال العاملين (2004)، ومبادرة اليونسيف لمدارس المجتمع (1992)، ويضاف إلى ما سبق تجربة مصر الرائدة فى إنشاء مدارس الفصل الواحد التى يرجع تاريخها إلى عام (1976) والتى اعتمدتها الحكومة المصرية (قرار وزاري رقم 255 لسنة 1993)، وكذلك مدارس الجمعيات الأهلية وغيرها مما لا يتسع المجال لذكره، كما يوجد الكثير من المبادرات والاتفاقات التى يصعب حصرها.
ورغم الجهود المبذولة تبقى التحديات المجتمعية والفرص الضائعة عقبة أمام استيعاب جميع الأطفال فى سن الإلزام وتقليل معدلات انقطاعهم عن الدراسة. وتحاول الورقة التالية البحث عن إستراتيجية مقترحة وآليات للحل.
تساؤلات البحث:
فى إطار ما سبق؛ فإن مشكلة البحث الحالى تتبلور فى التساؤل الرئيس التالى:
ما الإستراتيجية المقترحة لتعليم الفرصة الثانية فى مصر على ضوء التوجهات العالمية؟
ويتفرع عن هذا التساؤل الرئيس عدة أسئلة فرعية؛ وهى:
  1. ما المقصود بتعليم الفرصة الثانية؟ ومن هى الفئة المستهدفة؟
  2. ما التوجهات العالمية فى مجال تعليم الفرصة الثانية والتى تقدم للمحرومين من فرصة التعلم الأولى؟
  3. ما واقع تعليم المتسربين والمحرومين من فرصة التعلم الأولى فى مصر؟
  4. ما الإستراتيجية المقترحة لتعليم الفرصة الثانية فى مصر على ضوء التوجهات العالمية؟
أهداف البحث: 
استهدف البحث ما يلى:
  1. رصد أحدث التوجهات فى مدارس الفرصة الثانية بهدف تلافى أسباب ترك المدرسة مبكراً؛ وبما يساعد على تقليل نسب الانقطاع والتسرب وعودة التلاميذ للمدارس.
  2. تحليل ظاهرة ترك المدرسة مبكراً وحرمان بعض التلاميذ فى مصر من فرصة التعلم الأولى التى يكفلها الدستور للجميع دون تمييز.
  3. صياغة مجموعة آليات مستندة إلى إستراتيجية مقترحة بالاستفادة من التوجهات العالمية.
  4. التركيز على أحد جوانب مؤشرات الجودة فى التعليم؛ متمثلًا فى رفع معدلات الاستيعاب، وتقليل مستويات التسرب، وتحقيق التعليم للجميع.
أهمية البحث: 
تأتى أهمية البحث مما يلى:
  1. أنه يتطرق لقضية تنموية مهمة وهى تعليم الفقراء والمحرومين وتحقيق تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة فى توزيع الخدمات بين الجميع.
  2. كونه يسلط الضوء على نوعية من التعليم الموازى نحن بحاجة إليها نظرًا لكثرة عدد القرى وما يتبعها من نجوع وكفور قد لا يتوافر بها الفصول النظامية، وقد تبعد عن سكن الطفل أكثر من 2 كيلو.
  3. نقل الخبرة العالمية فى مجال البحث، والاستفادة منها فى صياغة إستراتيجية قد تساعد صناع القرار فى تحسين الوضع الحالى.
منهجية البحث وأدواته:
لتحقيق أهداف البحث  تم الاعتماد على المنهج الوصفى التحليلى بأساليبه وأدواته المتمثلة فى رصد وتحليل الدراسات السابقة، وتحليل الوثائق الرسمية والقرارات والقوانين الرسمية؛ وذلك لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والتحديات المتعلقة بالواقع؛ بهدف تقدير الموقف الراهن.
كما تم عقد مجموعة لقاءات وندوات مع المعنيين بإدارة التعليم المجتمعى بديوان الوزارة، وكذلك المختصين بالتعليم المجتمعى بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة، وعدد من الخبراء الأكاديميين فى كليات التربية والجمعيات الأهلية والمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية.
وبالاستفادة من أدوات المنهج الوصفى؛ تم تصميم استمارة استطلاع رأى الخبراء، وتقديمها للتنفيذيين بديوان الوزارة ومديرية التربية والتعليم بمحافظة القاهرة، وكذلك الخبراء الأكاديميين بالكليات ومراكز البحث التربوى.* 
مصطلحات البحث:
طبقاً لما ورد بعنوان البحث؛ فهى تشمل ما يلى:
تعليم الفرصة الثانية:2nd Chance Education 
      يعد تعليم الفرصة الثانية نوعاً من التعليم غير النظامى (In Formal Education- Non Formal Education)
وطبقاً لتعريف الاتحاد الأوربى لمدارس الفرص الثانية (European Association of Cities for second Chance Schools, E2C, 2017) 
هى: توجيه لمهارات التعليم والتعلم نحو مجتمعات التعلم، وأنها نوعية مميزة من المدارس تقوم على مبدأ التعليم للجميع؛ بما يعني إعطاء الأطفال فرصة ثانية لحمايتهم ورعايتهم وإلحاقهم بالتعليم، وأنها الطريق أمام الاستشفاء من مشاكل التعليم الأساسى فى دول كثيرة، كما أنها وسيلة للتنمية الحضرية والريفية المستدامة.   
    وتعرف موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية تعليم الفرصة الثانية كونه: تعلم قد يحدث فى بيئة رسمية أو غير رسمية مثل الفصول والورش والدورات والندوات وبرامج التنمية المهنية، ويتميز بقدر من المرونة فقد يكون مسائياً أو صباحياً، وقد يقدم نفس المقررات للتعليم النظامى أو مقررات معدلة. ( https://ar.wikipedia.org/wiki/)
      وتعرفه وزارة التربية والتعليم المصرية (قرار وزارى رقم 396 بتاريخ 30/11/2008) (وزارة التربية والتعليم، التعريف بمدارس التعليم المجتمعى، 1): أنه المشروع القومى لتعليم الفتيات بهدف مد الخدمة التعليمية لهن داخل قراهن ونجوعهن دون خوف أو عزوف عن الدراسة، وتطلق عليه التعليم المجتمعى؛ وذلك بسبب الصلة الوثيقة بينه وبين المجتمع المحلى بما يشمله من فرص وتحديات، كما يطلق على المدارس فى مصر مدارس الفرصة الثانية ومدارس الفرصة البديلة، لكن على المستوى الرسمى تسمى مدارس التعليم المجتمعى.
إستراتيجية:Strategy 
الإستراتيجية فى معناها العام تعني الجهد المبذول من أجل الاختيار بين السبل والطرق المتعددة لبلوغ الأغراض التعليمية التى تبلور بعض الأهداف النهائية-  على اعتبار أن الأغراض مستوى أدنى من الأهداف-  كما تتضمن مجموعة من الأساليب التى تساعد على المقارنة والموازنة بين البدائل والخيارات (غنيم،  2012، 18).
والبحث الحالى يتبنى التعريف التالى للإستراتيجية: هى رؤية إستراتيجية مقترحة لدعم وتعزيز تعليم الفرصة الثانية فى مصر بما يشمله من مدارس وبنية تعليمية مختلفة عن التعليم النظامى، مع اقتراح مجموعة آليات لتحقيق الرؤية، وبلوغ الأهداف.
الدراسات السابقة:
تم توظيفها فى صياغة أدوات الدراسة الميدانية، وتحليل النتائج.
محاور البحث:
لتحقيق أهداف الدراسة؛ جاءت المحاور كما يلى:
  • المحور الأول: تكوين الإطار العام للبحث، تم عرضه.
  • المحور الثانى: الإطار النظرى للبحث، ويشمل:
    • التوجهات العالمية فى مجال تعليم الفرصة الثانية.
    • واقع تعليم الفرصة الثانية فى مصر (نظريًا وميدانيًا).
  • المحور الثالث: صياغة ملامح إستراتيجية مقترحة لتعليم الفرصة الثانية فى مصر على ضوء التوجهات العالمية.
وفيما يلي عرض مفصل لبقية محاور البحث:
المحور الثانى: الإطار النظرى
ويتكون من شقين؛ وهما كالتالى:
  1. الشق الأول؛ يعرض الجزء التالى لبعض نماذج تعليم الفرصة الثانية عالميًا؛
وذلك كما يلى:
- تجربة الاتحاد الأوربى: (European Communities, 2001, 5)
تشير وثائق الاتحاد الأوربى للعام (2001) أن مدارس الفرصة الثانية بدأت فى الاتحاد الأوربى عام (1995) تحت شعار "توجيه مهارات التعليم والتعلم نحو مجتمعات التعلم"، وبعد أن كان مؤشر الرسوب جزءًا من مؤشرات جودة التعليم المدرسى تم إضافة مؤشر التسرب إليه عام (2000)، وشهدت الفترة ما بين (1996-1999) إنشاء عدد من مدارس الفرصة الثانية فى دول الاتحاد الأوربى لتشمل ألمانيا والدانمارك وأسبانيا والسويد والمملكة المتحدة، وتلا ذلك إنشاء الاتحاد العام لمدارس الفرصة الثانية (E2C) ورئيسه المنتخب وقتها كان هو عمدة مرسيليا بفرنسا.
وتشير الإحصاءات (Reinhold Schiffers, 2017) إلى أن مدارس الفرصة الثانية بدأت فى أوربا بعدد 6 مدارس عام (1997)، وأصبح عددها 48 مدرسة عام (2017) فى 13 قطر أوربى، وبلغت متوسط التكلفة لكل طفل بفصول الفرصة الثانية ما يساوى 8000 يورو، وفى فرنسا وحدها أنشئت 110 مدرسة للفرصة الثانية خلال الفترة مابين عامى (2005-2016)، كما قامت بعمل شبكة إلكترونية قومية تجمع مدارس الفرصة الثانية.
وتقوم فلسفة مدارس الفرصة الثانية فى فرنسا على الإرشاد والتدريب المهنى والتعاون الوثيق بين الهيئات، وفى المجر تقوم فلسفتها على خلق بيئة مختلفة داعمة ودعم المعلمين والقيادة المدرسية والتدريب المهنى، وفى البرتغال تقوم على الإبداع والتعليم غير النظامى والإشراف. (Reinhold Schiffers, 2017)
- تجربة الهند:
تعد الهند من الدول ذات الكثافة السكانية العالية؛ ومن ثم يوجد بها أكبر عدد من الأطفال خارج المدرسة الابتدائية مقارنة بدول جنوب آسيا، ومعظم هؤلاء الأطفال من الفقراء والريف والمناطق النائية؛ وقد يرجع ذلك لقلة عدد المدارس والغياب المتكرر للمعلمين، والموارد غير الكافية، ونقص المتابعة والمحاسبية، ويضاف إلى ذلك الفساد متعدد المستويات فى مجال التربية والتعليم، وكذلك عدم وجود دورات مياه منفصلة للبنات بالمدرسة، وقلة نظافتها، وعدم وجود ماء كاف، وفقر المعدات، ويضاف إلى ما سبق أن الفتاة قد لا تشعر بالأمان أثناء رحلة الذهاب للمدرسة، وكذلك الزواج المبكر للفتيات (Modi, 2017, 7-8)
وتشير الدراسات إلى أن ربع عدد المدارس فى الهند صغيرة للغاية، وتتكون من فصل واحد أو فصلين، وفى العام الدراسى (2002/2003) تم قيد ما يقرب من تسعة ونصف مليون طفل فى المدارس الصغيرة، والتى يقوم بالعمل بها معلم واحد؛ وهذا المعلم يتم تعيينه من قبل السلطات المحلية بعقد مؤقت، كما أن معظم المدارس غير مجهزة، وقد دعمت الولايات برامج الحضانة وما قبل المدرسة بهذه المدارس للتغلب على مشكلة رعاية البنات لأخواتهم، وهى مشكلة تواجه معظم الفتيات (جوفيندا، مارس 2009، 15).
وتتميز مدارس الريف والمدارس الصغيرة فى الهند بما يلى: (Consortium For Research Education, Access, Transition and Equity, 2009,.2-3) (Sharma, et al, 2016, p.3)                                    التعليم مسؤولية مشتركة بين الحكومة المركزية وحكومات الولايات.
  • مبادرة التعليم المجتمعى تشمل مشاركة المجتمع وأفراد المجتمع المحلى.
  • حق التعليم إلزامى مجانى يمنحه الدستور الهندى.
  • يستطيع والدا الطفل القيام بالتدريس والإشراف على المدرسة.
  • كثافة الفصل فى المتوسط 50 طفلاً أو أكثر، كما توجد فصول روضة مجانية للراغبين.
  • توجد وجبات مجانية كما أن الكتب مجانية والزى المدرسى مجانى.
- تجربة كولومبيا:
مدارس الفرصة الثانية فى كولومبيا:
تقوم فلسفة التعلم بمدارس الفرصة الثانية على المذهب البنائى؛ والتعليم فى كولومبيا إلزامى ما بين عمر (7-11) عامًا، ولكن كثيرًا من الأطفال لا يستطيعون إتمام التعليم، ويلتحق الطفل بالصف الأول الابتدائى فى عمر الخامسة، والمرحلة الابتدائية تشمل خمس سنوات، ولقد أظهرت كولومبيا تفوقًا فى مدارس المجتمع والمدارس الريفية؛ حيث تلقى دعم من الحكومة الكولومبية واليونسكو والبنك الدولى.
وقد تم إنشاء المدرسة المجتمعية فى كولومبيا عام (1975)، ودخلت حيز الإنشاء عام (1988)، وفى عام (2007) حصلت المدارس الريفية الصغيرة فى كولومبيا على جائزة دولية، وحاليًا يدرس فى برنامج المدارس الريفية حوالى (700000) طالب، كما أن البرنامج يتم تنفيذه فى (20000) مدرسة عبر البلاد، ولقد استفادت كل من البرازيل والفلبين والهند من تجربة كولومبيا فى المدارس الريفية والمجتمعية. (http:ar.wikipedia.org/wiki/Colombia)
وتعتمد ثقافة المدرسة المجتمعية على الاحترام تحت شعار (احترم نفسك أولاً، ثم احترم الآخرين، واحترم بيئتك)، كما أن التعلم تعاونى فى معظمه بالمدرسة، وتهتم المدرسة بالتعلم مدى الحياة، وإرساء أسس ودعائم التساؤل والحوار لدى التلاميذ، وتهدف المدرسة إلى ما وراء الذكاء التحصيلى المعرفى؛ فهى تنمى المهارات لدى التلاميذ والطلاب وتساعدهم على التفكير العميق، والقدرة على اتخاذ القرارات، ويكون التركيز على قدرات التلاميذ وقابليتهم للتعلم، ويتم التعلم فى مجموعات، أو قد يكون فرديًا (Debbie, & Denise, 2011, 4-5)
وتخدم هذه النوعية من المدارس الأطفال وأسرهم تحت خط الفقر؛ وهؤلاء الأطفال يأتون من أماكن قريبة من المدرسة، كما توفر المدرسة وسيلة انتقال للطلاب الذين يأتون من أماكن بعيدة، كما توجد أماكن لاستضافة المعلمين، ويستند التعليم على التمهين، ولذلك فإن الفصل به معلم نظرى ومدرب مهنى ومشرف، والكل يعمل فى تناسق، وأحيانًا ما يشارك ولى الأمر فى التدريس أو الإشراف، والمعلم يطلق عليه أيضًا ميسر، وهو يساعد المعلم الأصغر منه والأقل فى الخبرة، وتتراوح أعمار المعلمين ما بين (25-55) عامًا، وتتراوح أيضًا خبرتهم ما بين (4-30) سنوات، وجميع المعملين إناث وليسوا ذكورًا، ولكن المشرف أو المدير قد يكون رجلاً (Debbie, & Denise, 2011, 4-5).
- تجربة الصين:
تشير الدراسات إلى أن أكثر من نصف عدد سكان العالم ييشون فى قارة آسيا، ومعظمهم يواجهون الفقر، وتعانى المنطقة من عدم المساواة بين الذكور والإناث، والفقراء الذين يعيشون فى الريف هم الأقل فى معدلات الالتحاق بالمدارس، وكذلك حال الصين؛ وقد حاول الخبراء سد الفجوة بين الريف والحضر من خلال تحسين نوعية وجودة المدارس والمدرسين فى المناطق الريفية؛ ورغم ذلك فقد أظهرت الدراسات أن استيعاب التلاميذ بمدارس الريف أقل من المدن، كما أن معدلات الرسوب والتسرب والهدر أعلى بمدارس الريف، ونسبة من يكملون الدراسة بالمدرسة الثانوية لا يزيدون عن 25% بالقرى.(Oztunc, et al., 2015) (Lu, et al., 2017, 1)
وتقدر نسبة من يمتهنون الزراعة بالصين حوالى 56% من إجمالى السكان، وبالتالى فقد ركزت برامج تعليم الفرصة الثانية على التدريب على الإنتاج الزراعى وتربية الحيوانات، طبقًا للظروف المحلية، ففى وسط منغوليا، حيث المناخ الجاف تعلم المراهقون كيف يزرعون الذرة والخضار، وفى محافظة أخرى مناخها رطب تعلم المراهقون مهارات زراعة الشاى والأعشاب التقليدية الطبية الصينية المتوائمة مع المناخ، وقد تولى هذا التدريب مدربون من إدارات الزراعة وتربية الحيوان المحلية، وحضر التدريب الأولاد والبنات خارج المدرسة وأيضا النساء فى القرية (محمود، 2014، 100).
      ولقد اتبعت الحكومة الصينية سياسات تناشد الإصلاح فى الريف والقرى الصينية تحت مظلة مؤسسات التعليم الريفى والمجتمعى؛ مما كان له دور رئيس فى تنمية الوعى وتحسين معيشة الأفراد فى الريف، وهدفت مؤسسات التعليم الريفى فى الصين إلى استيعاب جميع الأطفال خارج النظام التعليمى بسبب الفقر أو الموقع الجغرافى، وتقليص الفجوة بين تعليم البنين والبنات، وبين الريف والحضر.
          وتشمل البرامج مقررات تعليم تجارية وحرفية مهنية وبرامج للصغار، ويلتحق بها الأطفال المعاقون أيضًا، ويمتد اليوم الدراسى إلى ثمانى ساعات يقضيها الطالب بين الدروس الأكاديمية والورش المتخصصة والحصص التطبيقية بالمصانع، كما تمنح المدرسة للدارسين قروضًا مادية لعمل بعض المشروعات الصغيرة والمساهمة فى الإنتاج، وتعمل هذه المدارس بنظام الفترات لتتيح لأكبر عدد ممكن من الطلاب الاشتراك بها حسب ظروف عملهم، وتقوم المؤسسات بدور واضح فى محو أمية الفلاحين (البربرى, 2015, 231).
ويؤكد تعليم الفرصة الثانية فى الصين على أهمية القراءة والكتابة، والحساب، والمعلومات الصحية، والتدريب على مهارات الإعاشة أو اكتساب الدخل للمراهقين، وهو ما يتفق مع رؤى الصين السياسية والتعليمية، وتوجهاتها التنموية؛ فتعليم القراءة والكتابة يرضى حاجة البالغين الأساسية للتعلم، ويقلل فجوة المعرفة بين المواطنين، ويمثل ضمانا لحق كل مواطن فى التعليم، كما يروج للعدالة فى فرص التعليم، كما أن الاهتمام بالصحة والنظافة هو تلبية لمطالب الريفيات الأميات، وخاصة فيما يتعلق بالأمومة وصحة الطفل والاقتصاد المنزلى وغيره (محمود، 2014، 96).
- تجربة كمبوديا للتجمعات العنقودية للمدارس العائمة بكمبوديا:
هذه التجربة مختلفة عما سبق؛ فهى تقدم نموذج مدرسة مختلفًا؛ إنه بناء عائم على الماء. فلقد قامت اليونيسيف بالتعاون مع الحكومة الكمبودية بإقامة تجمعات عنقودية للمدارس فى سبع مناطق ريفية، ومناطق الأقليات، وصيادى السمك؛ بهدف الاستفادة من الموارد التعليمية المتوفرة والأفكار وذلك بالتعاون بين المعلمين وبين المدارس، وبين القرى، وتوفير فرص استيعاب مزيد من الطلاب، وتحسين نوعية التعليم.
وتتميز أغلب المدارس بكمبوديا بأنها بناء عائم على الماء، وترسو وسط البيوت الخشبية، والخيزرانية فى القرى العائمة، ويقوم القرويون بتعويم بيوتهم والمدرسة نحو المياه الأكثر أمانًا عند بداية فصل الأمطار، ويتم تثبيت قاعدة المدرسة باستخدام أعمدة قوية من الخيزران، ويصل الأطفال إلى المدرسة فى قوارب صغيرة.
وقد أظهرت التجربة زيادة فى نسب التحاق الطلاب لتبلغ 60%، وتحسنًا فى نوعية التعليم وانخفاض نسب التسرب وتحسن العمل الإدارى؛ لذا تعتبر التجمعات العنقودية للمدارس فى كمبوديا عامل تغيير فى المجتمع. (اليونيسيف بالتعاون مع هيئة ضمان الجودة, 2014, 11).
خلاصة الخبرة العالمية، ودروس مستفادة:        
تتشابه النماذج السابقة لتعليم الفرصة الثانية بجميع البلدان النامية والمتقدمة على السواء من حيث الغرض الذى أنشئت من أجله؛ كونها توفر تعليمًا نوعيًا للأطفال بعامة، وللبنات والأطفال الفقراء بخاصة فى سن التعليم الابتدائى، والذين تم إقصاؤهم عن التعليم النظامى؛ لأسباب تعود إلى الفقر، أو الجهل، أو الزواج المبكر، أو لأى سبب آخر؛ وفلسفة هذه المدارس هى:
  • الإرشاد والتدريب المهنى والتعاون الوثيق بين الهيئات.
  • التعليم مسؤولية مشتركة بين الحكومة المركزية وحكومات الولايات، وحق التعليم إلزامى مجانى يمنحه الدستور فى كل البلدان، كما يمنحه الحق الإنسانى فى كل المواثيق الدولية.
  • التعلم تعاونى فى معظمه بالمدرسة، وتهتم المدرسة بالتعلم مدى الحياة وإرساء أسس ودعائم التساؤل والحوار لدى التلاميذ، وتهدف المدرسة إلى ما وراء الذكاء التحصيلى المعرفى.
وهذه المؤسسات لها معايير واشتراطات، هى:
  • تُبنى فى القرى والضواحى فى مواقع قريبة من سكن البنات والأطفال.
  • معلمة المدرسة يتم اختيارها من أهالى الأطفال ويستطيع والدى الطفل القيام بالإشراف على المدرسة.
  • توجد وجبات مجانية فى منتصف اليوم لجذب الفتيان والفتيات، كما تقوم بعض البلدان بتوزيع حصص تموينية على الدارسين.
  • توجد فصول روضة مجانية للراغبين؛ نظرًا لانشغال معظم البنات برعاية أخواتهم.
  • الكتب والخامات مجانية والزى المدرسى مجانى.
  • تتبنى المدارس ممارسة إستراتيجيات التعلم النشط، والتدريب المهنى.
  • الجدول الدراسى مرن ويبنى حسب ظروف الدارسين ووفقًا لاحتياجاتهم.
ومن أهم نواتج التعلم المستهدفة عالميًا من تعليم الفرصة الثانية؛
 ما يلى:
مهارات القراءة والكتابة والحساب، ومهارات الاتصال، والمهارات الحياتية والصحية، ومهارات التخطيط، ومهارات العمل الفردى والجماعى، والتدريب المهنى، والقدرة على تكوين مشاريع إنتاجية، والتوجهات الاجتماعية الإيجابية وتنمية الشعور بالانتماء.
  1.  الشق الثانى؛ واقع تعليم الفرصة الثانية فى مصر:
يمكننا القول أنه لا يوجد اعتراف واسع النطاق بحجم مشكلة التسرب والانقطاع عن الدراسة؛ وقد يكون سبب المشكلة هو فقر الأسرة أو الفروق بين الخدمات والبنية التحتية فى الريف والحضر أو صعوبة المناهج أو عادات مجتمعية سلبية مثل الزواج المبكر للفتيات أو عمل الصبيان، وذلك بالإضافة إلى سوء نوعية التعليم فى معظم المدارس الحكومية النظامية، حيث تكتظ القاعات بالتلاميذ وتبدو الكتب المدرسية غير جذابة، ويفتقر المعلمون للجدارات والكفايات اللازمة للتعامل مع شخصيات الأطفال باختلاف قدراتهم كما تقل عمليات الإشراف والمساءلة. 
ولقد وضعت وزارة التربية والتعليم فى مصر هدفًا عامًا لبرنامج إصلاح التعليم، وهو: "تعميم التعليم الأساسى للجميع"، والتأكيد على عدالة إتاحة فرص تعليمية عالية الجودة، وتمكين أطفال مصر من المهارات الأساسية فى القراءة والكتابة والرياضيات والعلوم، وتنمية قدراتهم المعرفية والإبداعية، وإكسابهم قيم الحوار والمواطنة والديمقراطية والتسامح، ورغم ذلك يبقى الفقر والأمية معوقين رئيسين فى طريق تحقيق كل ما سبق. والجزء الحالى يعرض للواقع فى مصر من خلال:
  1. واقع وثائقى.
  2. واقع كمى.
  1. واقع ميدانى.
ويوضح ذلك الجزء التالى:
  1. واقع وثائقى:
حرصت الحكومة المصرية على أن تتضمن دساتيرها بداية من دستور ما بعد الاستقلال عام (1923) أن يكون التعليم إجباريًا (إلزاميًا) ومجانيًا لجميع أبناء الشعب؛ ذكورًا وإناثًا، فى الريف والحضر على السواء، وجاء دستور (1971) ليمد الإلزام حتى مرحلة التعليم الإعدادى.
ولقد ورد بالمادة رقم (19) من دستور (2014)،  وهو الدستور المعمول به حاليًا "التعليم حق لكل مواطن؛ هدفه بناء الشخصية المصرية، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتأصيل المنهج العلمى فى التفكير، وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار، وترسيخ القيم الحضارية والروحية، وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز". كما ورد بالمادة ذاتها أن: "التعليم إلزامى حتى نهاية المرحلة الثانوية أو ما يعادلها، وتكفل الدولة مجانيته بمراحله المختلفة فى مؤسسات الدولة".
ورغم ذلك يوجد عدد من المحرومين ممن لم تتح لهم فرص التعلم، ومعظم هؤلاء المتسربين والمحرومين يختارون إعادة الاندماج فى مجال التربية والتعليم من خلال برامج ومدارس الفرصة الثانية لمرونتها وملاءمتها لأهدافهم واحتياجاتهم.
وعند الحديث عن نماذج تعليم الفرصة الثانية فى مصر؛ نجد أنها قطعت شوطاً لا بأس به فى المجال، كما أن لمصر السبق حينما أنشأت المدارس الريفية فى أربعينيات القرن الماضى، وعلى الرغم من أن القرارات واللوائح المنظمة لعمل مدارس المجتمع (الفرصة الثانية) فى مصر ترجع لعام (1993)، وذلك بناءً على موافقة مجلس الوكلاء بجلسته المنعقدة فى 11/10/1993، وبناءً على صدور القرار الوزارى رقم (255) للعام (1993) حول إنشاء (3000) مدرسة ذات فصل واحد بالكفور والنجوع والقرى بمساحة (160) مترًا مربعًا تشمل حجرة دراسة ومخزن للأدوات والأجهزة ودورات مياه.
إلا أن تاريخ إنشاء أول مدرسة من هذه النوعية من المدارس فى مصر يرجع إلى عام (1976) استجابة لتوصية من المجلس القومى للتعليم والبحث العلمى والتكنولوجيا برئاسة الدكتور "مصطفى كمال حلمى"، وكانت بهدف "توفير فرصة ثانية لتعلم الأطفال فى سن التعليم الإجبارى الذين لا يجدون مدرسة نظامية فى منطقتهم، وتوفير فرصة لمواصلة التعليم من جديد لأولئك الذين تركوا المدرسة بسبب الرسوب أو التسرب، وجرى أول تقويم لهذا النموذج عام (1981)، وصدر التقرير باللغة الإنجليزية، وتم ترجمته وإعادة نشره مؤخرًا عام (2008) بالمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية بالقاهرة (المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية بالتعاون مع اليونيسيف، 2008).
ولقد ظلت الإدارة العامة لمدارس الفصل الواحد بنفس المسمى حتى عام (2008م)، إلى أن تم تعديلها بموجب القرار الوزارى رقم (396) لعام (2008م)، وأطلق عليها الإدارة العامة للتعليم المجتمعى.
وجاء الهدف من إنشاء مدارس التعليم المجتمعى فى مصر؛ كالتالى:
"التزود بالحقائق الأساسية التى تتضمنها مختلف مناهج المواد الدراسية، وتعميق الشعور الدينى، وتكوين الاتجاهات السليمة والاتجاه العلمى، واكتساب مهارات تطبيقية على كافة الممارسات الحياتية، واكتساب مهارات يتم تطبيقها على الأنشطة الحياتية المختلفة، وتعميق الشعور الوطنى، وممارسة حقوق المواطنة، وتوفير احتياجات مشروعات التنمية من القوى العاملة المدربة" (وزارة التربية والتعليم، التعريف بمدارس التعليم المجتمعى، 2018، 2).
وعلى مدى خمسة وعشرين عامًا؛ فى الفترة ما بين (1993- 2018م) صدرت العديد من القرارات الوزارية والنشرات والموافقات المنظمة لعمل مدارس المجتمع فى مصر، والتى لا يتسع المجال لذكرها، ويمكن الاطلاع عليها بالإدارة المركزية لمعالجة التسرب التعليمي بديوان وزارة التربية والتعليم.
  1. واقع كمى:
الجزء التالى يشمل بيانات كمية حول أعداد مدارس الفرصة الثانية (مدارس التعليم المجتمعى) كما يطلق عليها فى مصر، كما يلى:
  • أعداد المدارس والطلبة والمعلمين بكل المحافظات طبقًا لإحصاءات عام (2018)، وتشمل مدارس التعليم المجتمعى فى مصر أربعة أنواع، وهى: مدارس الفصل الواحد والمدارس صديقة الفتيات ومدارس الجمعيات الأهلية والمدارس الصديقة لأطفال الشوارع، ويوضحها الجدول رقم (1) والجدول رقم (2).

جدول رقم (1)
أعداد المدارس والطلبة والمعلمين بكل المحافظات طبقا لإحصاءات عام 2017-2018
المديرية الفصل الواحد صديقة الفتيات
مدارس طلبة معلمون مدارس طلبة معلمون
القاهرة 23 626 22      
الإسكندرية 53 1368 170      
البحيرة 280 7097 679 130 4405 196
الغربية 83 1196 222      
كفر الشيخ 110 2760 332      
المنوفية 24 588 78      
القليوبية 40 777 120      
الدقهلية 189 2680 410      
دمياط 35 513 82      
الشرقية 366 6081 1031      
بورسعيد 12 240 46      
الإسماعيلية 62 1265 158      
السويس 14 267 40      
الجيزة 85 2060 157 77 2208 85
الفيوم 279 7902 369 272 6993 297
بنى سويف 303 8233 463 129 3362 186
المنيا 250 7568 688 209 4818 329
أسيوط 158 4729 279 83 2202 125
سوهاج 134 3692 226 127 3237 142
قنا 104 3898 260      
الأقصر 139 3124 154      
أسوان 107 2171 169      
مطروح 167 9033 128      
الوادى الجديد 9 52 17      
البحر الأحمر 7 198 4      
شمال سيناء 30 577 93 4 35 3
جنوب سيناء 10 86 22      
 
المصدر: وزارة التربية والتعليم، الإدارة العامة للإحصاء والحاسب الآلى، إحصاء بالبيانات الواردة بالجدول، 2018.
ومن قراءة الجدول نجد أن معظم الفصول تتركز فى الصعيد، ومحافظات البحيرة والشرقية وكفر الشيخ؛ وقد يرجع السبب إلى عمالة الأطفال وتسرب الإناث والزواج المبكر والفقر وغير ذلك، كما تقل فى المحافظات الأعلى دخلاً مثل بورسعيد والقاهرة والسويس ومحافظات الحدود.
ووفقًا لتقرير صادر عن رئاسة مجلس الوزراء فإن: "أكثر من نصف عدد القرى بإقليم شمال الصعيد تقع ضمن تصنيف القرى الأكثر فقرًا، كما يعانى إقليم شمال الصعيد من ارتفاع نسب الأمية، وتدهور الخدمات، ووجود المناطق العشوائية غير المخططة، ويوجد بالمنيا وحدها عدد 22 حيًا عشوائيًا غير مخطط، وأكثرها فى حى "دير مواس" وحى غرب، كما أن الفيوم بها عدد خمسة أحياء عشوائية غير مخططة، وهى سنورس والفيوم وإبشواى وإطسا وطامية، وتحوى مدينة الفيوم أكبر عدد من المناطق العشوائية الفقيرة. (الهيئة العامة للتخطيط العمرانى، 2015، 29-30).
  • تابع أعداد المدارس والطلبة والمعلمين بكل المحافظات طبقًا لإحصاءات عام (2018)؛ ويوضحها الجدول رقم (2) التالى:
جدول رقم (2)
تابع أعداد المدارس والطلبة والمعلمين بكل المحافظات                                             طبقا لإحصاءات عام 2017-2018
المديرية جمعيات أهليةمجتمع جمعيات أهلية - صديقة أطفال
مدارس طلبة معلمين مدارس طلبة معلمين
القاهرة 51 1825 101 1 12 0
الإسكندرية            
البحيرة 2 48 4      
الغربية            
كفر الشيخ            
المنوفية            
القليوبية 1 92 5      
الدقهلية            
دمياط            
الشرقية            
بورسعيد       2 14 4
الإسماعيلية            
السويس            
الجيزة 6 358 10 2 51 3
الفيوم 28 748 0 39 994 5
بنى سويف 1 34 0      
المنيا 34 889 6 1 13 0
أسيوط 389 11373 570 2 32 3
سوهاج 69 2410 5 1 18 1
قنا 154 3626 70 6 364 0
الأقصر            
أسوان            
مطروح            
الوادى الجديد            
البحر الأحمر            
شمال سيناء 1 22 2      
جنوب سيناء            
 
المصدر: وزارة التربية والتعليم، الإدارة العامة للإحصاء والحاسب الآلى، إحصاء بالبيانات الواردة بالجدول، 2018.
ومن قراءة الجدول السابق نجد أن معظم جهود الجمعيات الأهلية تتركز بالعاصمة ومحافظات الصعيد لاسيما محافظتى أسيوط وقنا، ويلاحظ ندرة أعداد الفصول الصديقة لأطفال الشوارع رغم أهميتها.
وتشير التقارير إلى أن محافظة القاهرة تستحوذ وحدها على ثلث سكان المناطق العشوائية بنسبة 36%، ويليها محافظة الجيزة بنسبة 13%، ثم محافظة القليوبية بنسبة 10%، بما يعنى أن القاهرة الكبرى تستحوذ وحدها على 59% من سكان العشوائيات الفقيرة. (رئاسة مجلس الوزراء، مايو 2008، 32).
ولذلك تعتبر محافظات القاهرة الكبرى بيئة خصبة لعمل الجمعيات الأهلية.
  • إجمالى أعداد الطلبة والمعلمين والمدارس حسب المحافظات؛ ويوضحها الجدول رقم (3).
جدول رقم (3)
جملة أعداد المدارس والطلبة والمعلمين بكل المحافظات                                   طبقا لإحصاءات عام 2017-2018
المديرية جملة التعليم المجتمعى
مدارس طلبة معلمون
القاهرة 75 2463 123
الإسكندرية 53 1368 170
البحيرة 412 11550 879
الغربية 83 1196 222
كفر الشيخ 110 2760 332
المنوفية 24 588 78
القليوبية 41 869 125
الدقهلية 189 2680 410
دمياط 35 513 82
الشرقية 366 6081 1031
بورسعيد 14 254 50
الإسماعيلية 62 1265 158
السويس 14 267 40
الجيزة 170 4677 255
الفيوم 618 16637 671
بنى سويف 438 11629 649
المنيا 494 13288 1023
أسيوط 632 18336 977
سوهاج 331 9357 374
قنا 264 7888 330
الأقصر 139 3124 154
أسوان 107 2171 169
مطروح 167 9033 128
الوادى الجديد 9 52 17
البحر الأحمر 7 198 4
شمال سيناء 35 634 98
جنوب سيناء 10 86 22
جملة 4899 128964 8571
 
المصدر: وزارة التربية والتعليم، الإدارة العامة للإحصاء والحاسب الآلى، إحصاء بالبيانات الواردة بالجدول، 2018.
ومن قراءة الجداول السابقة يتضح أن معظم أعداد الفصول والمدارس تتركز فى محافظات أسيوط والفيوم والبحيرة والشرقية؛ وقد يرجع ذلك لأسباب الفقر ووجود فجوة نوعية فى التعليم النظامى لصالح الذكور بهذه المحافظات.
   والمتتبع لحالة أقاليم القطر المصرى يجد أننا بحاجة ماسة إلى هذه النوعية المرنة من التعليم (تعليم الفرصة الثانية) لما تتميز به من جدول دراسى مرن، ومزايا عينية، وتكلفة منخفضة.
- جهود الشراكة مع المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية:
المدرسة المجتمعية فى مصر هى مدرسة مكونة من فصل أو اثنين، وتقدم خدمات تعليمية جيدة عبر منهج متعدد المستويات مع تركيز خاص لضمان وصول متكافئ للفتيات، ويتلقى معلمو التعليم المجتمعى تدريبًا على استخدام مناهج علم أصول التدريس والأساليب المعتمدة على مشاركة الطلاب.
ويقوم هذا النموذج على شراكة ثلاثية بين وزارة التربية والتعليم والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية، وتوفر وزارة التربية والتعليم الرواتب والكتب المدرسية والإشراف على المعلمين والصرف الصحى وخدمات الصحة الأساسية. (اليونيسيف، برنامج التعليم، 2017).
وتقوم المنظمات غير الحكومية بتحديد المواقع والأطفال غير المقيدين بالمدارس، كما تقدم الدعم للمجتمعات المحلية المسئولة عن توفير الصيانة للمدارس إضافة لإدارة المدرسة، وحاليًا يتم صياغة معايير لضمان جودة واعتماد المدارس المجتمعية، وذلك بالشراكة مع اليونيسيف والهيئة القومية لضمان جودة التعليم.
وهناك العديد من المنظمات والهيئات الدولية والمحلية التى سعت إلى تنفيذ عدد من المشاريع بالتعليم غير النظامى فى مصر؛ وفيما يلى عرض مبسط لبعض المبادرات والمنح:
  1. مبادرة وبرنامج الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف):
منذ عام (1992) تدعم اليونيسيف وزارة التربية والتعليم فى دعم حصول الأطفال الأكثر حرمانًا وتهميشًا على فرصة التعليم؛ وذلك عبر اعتماد وتوسيع نطاق نموذج التعليم المجتمعى. 
ونشأت مبادرة اليونيسيف لدعم مدارس الفصل الواحد عام (1993) فى إطار التعاون بين المنظمات الدولية المعنية بالتعليم ووزارة التربية والتعليم بغرض إنشاء نوع تعليم غير نظامى يستهدف الأطفال والفقراء، وسميت مدارس الفصل الواحد؛ وبدأت الفكرة بعدد (211) مدرسة فى الأماكن المحرومة من الخدمة التعليمية فى محافظات أسيوط وسوهاج وقنا. (اليونيسيف، برنامج التعليم، 2017).
  1. مشروع اليونسكو لإنشاء المدارس الصديقة لأطفال الشوارع والأطفال العاملين:
بدأ العمل بالمشروع عام (2004)، وذلك بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ومكتب اليونسكو الإقليمى فى بيروت وساعدت فى تنفيذه الجمعيات الأهلية، واستهدفت الأطفال العاملين وأطفال الشوارع، وبدأت بعدد (39) مدرسة مجتمعية، ووصل عددهم الآن إلى (153) مدرسة تستوعب (3623) طفلاً، وتقوم فلسفة هذه المدارس على تعديل سلوك الأطفال وإعادة دمجهم داخل أسرهم وتعليمهم مبادئ القراءة والكتابة والحساب من خلال مدة تأهيلية قد تصل إلى عام، ويعقد لهم فى نهاية المدة امتحان تحديد مستوى لتسكينهم على الصفوف المناسبة. (وزارة التربية والتعليم، التعريف بمدارس التعليم المجتمعى، 2018)
  1. المجلس القومى للطفولة والأمومة:
تمثلت جهود المجلس القومى من خلال الشراكة مع وزارة التربية والتعليم بموجب بروتوكول تعاون، وتم إنشاء عدد من المدارس "صديقة الفتيات" عام (2004) فى عدد ثمانى محافظات هى: (البحيرة - الجيزة - الفيوم - بنى سويف – المنيا - أسيوط – سوهاج - شمال سيناء) لتستوعب (27775) فتاة، وظلت تحت رعاية المجلس حتى تم تسليمها للوزارة عام (2012) (وزارة التربية والتعليم، التعريف بمدارس التعليم المجتمعى، 2018).
  1. برنامج اليونيسيف ومشروع الخطة الخمسية (2013-2017):
استهدف برنامج اليونيسيف خلال الخطة الخمسية السابقة تقليل الفجوة النوعية وتحسين استعداد الأطفال للالتحاق بالتعليم الابتدائى فى السن المناسب؛ خاصة فى المناطق المحرومة، وتمكين الأسر والمجتمعات من خلال التعبئة المجتمعية، وتلقت (١٨١) مدرسة ابتدائية حكومية فى الإسكندرية وأسيوط والقاهرة ودمياط والغربية ومطروح وسوهاج غرفاً مجهزة ومواد تدريب كافية لدمج (١٩٤٣) طفلاً من ذوى الاحتياجات الخاصة، كما تلقى (١٧٦٥) معلمًا وأخصائيًا اجتماعيًا ونفسيًا ونظار ونوابهم تدريبًا على مهارات التعليم الشامل، ومن المتوقع أن يعزز تحسين قدرات المعلمين من جودة التعليم والتعلم لكل من الأطفال ذوى الإعاقة فى نفس المدارس (اليونيسيف، برنامج التعليم، 2017).
  1. جهود الاتحاد الأوربى:
تمثلت جهود الاتحاد الأوربى فى برنامج التغذية العالمى بتغذية (16) مديرية، وتطوير (3500) مدرسة مجتمعية منذ (2015) حتى الآن وبناء قدرات (7000) معلمة، وتدريب المعلمات بمدارس التعليم المجتمعى، كما يتم حالياً برنامج التعليم الشامل، ويستهدف (200) مدرسة حكومية تفيد (6000) طفل من ذوى الإعاقات من (100.000 ) طفل بشكل عام فى الفئة العمرية (4-14سنة) فى بعض المناطق بحلول عام (2020). (وزارة التربية والتعليم، الجهات المانحة لمدارس التعليم المجتمعى، 2017).
  1. المعونة الكندية بلان:
بدأ المشروع عام (2009) وتضمن تقديم دعم لفتح مدارس التعليم المجتمعى فى ثلاث محافظات هى: (القاهرة - القليوبية - الجيزة)، كما تضمن تقديم تدريبات لمعلمى ثلاث محافظات أخرى هى: (دمياط – الإسكندرية - الشرقية)، ولا يزال المشروع مستمرا حتى الآن. (وزارة التربية والتعليم، التعريف بمدارس التعليم المجتمعى، 2018)
ج) واقع ميدانى:
                   اتساقًا مع أهداف البحث الحالى؛ فإن الجزء التالى يتناول بالعرض والتحليل إجراءات ونتائج الدراسة الميدانية؛ بهدف تحديد ملامح الوضع الراهن، كما أنه يهدف إلى التعرف على أهم المقترحات التى يمكن الاستفادة منها على المدى القريب والبعيد؛ لتطوير وتحسين الواقع الحالى.
وهدفت الدراسة الميدانية إلى ما يلى:
  • تحديد معايير واشتراطات فصول تعليم الفرصة الثانية فى مصر من وجهة نظر الخبراء.
  • تحليل بيئة تعليم الفرصة الثانية فى مصر من وجهة نظر الخبراء؛ من حيث رصد أهم الفرص والتحديات التى تواجهه.
  • صياغة ملامح إستراتيجية مقترحة لتعليم الفرصة الثانية فى مصر من وجهة نظر الخبراء.
عينة الدراسة الميدانية:
تم اختيار العينة بطريقة قصدية، وروعى فى اختيار العينة أن تكون ممثلة، ووصل إجمالى حجم العينة عدد (15) استمارة، تم توزيعها على الخبراء والمستشارين بالجامعات والمراكز البحثية ومعهد التخطيط القومى، وتم جمع عدد (14) استمارة.
صياغة الاستمارة:
تعتبر استمارة استطلاع الرأى (Opionnaire) أداة لقياس توجهات البعض تجاه موضوع معين، أى أن أداة استطلاع الرأى تقيس توجهاً، وليست لجمع معلومات حول موضوع، وهذه الأداة تحتوى مجموعة عبارات جدلية، ولا يزيد عددها عن عشرة أسئلة.
ولقد تمت صياغة الصورة المبدئية للاستمارة فى ضوء ما تم جمعه بالإطار النظرى وبالاستفادة من الدراسات السابقة، ثم عرضت على عدد من الخبراء والمحكمين فى مجال التربية وعلم النفس وذلك للتأكد من صدق الأداة، وهو ما يسمى "الصدق الخارجى"، ويقصد به "إمكانية تعميم نتائج الدراسة على مواقف مشابهة"، وفى ضوء ملاحظاتهم تم تعديل الاستمارة بالحذف أو الإضافة لتصبح جاهزة للتطبيق.
واشتملت الاستمارة الموجهة للخبراء على عدد (6) أسئلة مفتوحة، تضمنت السؤال عن نظام تعليم الفرصة الثانية فى مصر، وأهم الفرص والتحديات، ومستقبل هذه النوعية.
نتائج الدراسة الميدانية:
إيمانًا بمبدأ تكافؤ الفرص، وانطلاقًا من الحق الإنسانى لكل طفل فى الحصول على فرصة التعلم؛ فقد سعت الدولة إلى إيجاد نظم تعليم مرنة بديلة كصيغة من صيغ التعليم الموازى وذلك بهدف استيعاب من لم تتح له الفرصة للالتحاق بالتعليم النظامى، ومن هذه النوعية مدارس الفصل الواحد، ومدارس الجمعيات الأهلية، والمدارس صديقة الفتيات، وفصول الأطفال العاملين، وأطفال الشوارع، وفى هذا الإطار نرجو من  سيادتكم الإجابة على أسئلة الاستمارة:
1-  الحاجة إلى تعليم الفرصة الثانية:
هل ترى سيادتك أننا بحاجة إلى هذه النوعية من التعليم الموازى؟ ولماذا؟ وكانت استجابات عينة الخبراء بـ "نعم"، والسبب كما يوضحه الجدول التالى:
جدول رقم (4)
استجابات عينة الخبراء على السؤال الأول
م الاستجابات التكرار
1    نعم، نحن فى حاجة إلى هذه النوعية من التعليم الموازى، لتحقيق ديمقراطية التعليم ومبدأ تكافؤ الفرص التعليمية؛ نظراً لكثرة الأعداد، وقلة الإمكانيات، وتفاوت المستويات، وضعف الموارد. //
2 نظرًا لانخفاض تكلفة هذه النوعية //
3 لوجود عدد كبير من القرى الفقيرة بصعيد مصر والدلتا ///
4 لسد منابع الأمية ///
5 لارتفاع نسب التسرب وزواج الفتيات الصغار وضعف التحاق الفتيات بالمدارس بالقرى والعشوائيات ///
6 لتحقيق التنمية الريفية المستدامة /
7 حتى يتم تقديم فرصة تعليمية لمن حرموا من فرصتهم فى التعليم النظامى وهم فى سن الإلزام //
 
من قراءة الجدول السابق، يتضح أهمية تعليم الفرصة الثانية فى مصر لتحقيق تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، وسد منابع الأمية، ولو انتظرنا حتى يتم توفير مكان لكل طفل فى سن المدرسة حتى يتم قبوله فى التعليم النظامى لتعقدت المشكلة، واتسعت دائرة الأمية، وتكدست الفصول بالأطفال، وضاق المعلمون بالطلاب، وإذا عجزت الفصول فى المدارس النظامية عن استيعاب الطلاب، لم تعجز الشوارع والمناطق العشوائية عن استيعابهم.
2-  اشتراطات ومعايير تعليم الفرصة الثانية:
تتكون مدارس الفرصة الثانية فى مصر من فصل واحد متعدد المستويات يستوعب الأطفال من عمر (6-18) سنوات، ويتضمن المراحل الدراسية من الصف الأول حتى الصف السادس؛ فهل ترى سيادتكم أن ثمة اشتراطات ومعايير يجب أن تتوافر فى هذه النوعية من المدارس، ولماذا؟
وكانت الاستجابات بنعم، والسبب كما يوضحه الجدول التالى:

جدول رقم (5)
استجابات عينة الخبراء على السؤال الثانى
م الاستجابات التكرار
1 مساحة الحجرة يجب أن تتناسب مع أعداد الدارسين وأن يتناسب تأثيثها مع أحجام الدارسين حتى لا يشعروا بالضيق وعدم الارتياح وأن تتوافر جميع المواد الخام التى يحتاجونها فى المجال العملى. /
2 يجب أولاً توفير أعداد كافية من المعلمين الذين يتم إعدادهم وتأهيلهم وتدريبهم على التدريس فى هذه النوعية من الفصول، بحيث يستطيع معلم الفصل الواحد التعامل المناسب مع مختلف المستويات والأعمار والمقررات مع مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.  //
3 يجب أن تتواجد حجرة للزائرة الصحية وأن يتوافر فناء لممارسة الألعاب. ///
4 يجب أن تتواجد حمامات منفصلة للبنين والبنات. ///
5 يجب أن تتوافر وسائل مواصلات آمنة لنقل الفتيات. ///
6 يجب أن تراعى مواصفات الأمن والسلامة داخل الفصول. //
7 يراعى بعدها عن أماكن الضوضاء والأماكن الخطرة والأسواق. //
 
من قراءة الجدول السابق، يتضح أهمية وجود اشتراطات ومعايير تضعها هيئة الأبنية التعليمية وهيئة ضمان الجودة وتشرف عليها باستمرار، لتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة المرجوة، بأقل هدر ممكن من الطاقات الموجودة.
3-  اللوائح المنظمة وهيئة الإشراف والتدريس:
طبقًا للوائح المنظمة لعمل مدارس الفرصة الثانية؛ فإنه يقوم بالتدريس للتلاميذ معلمتان للمواد الثقافية ومعلمة للمواد المهنية لمدارس الفصل الواحد، ويتم انتداب معلم للغة الإنجليزية وإدارى لمدة يومين فى الأسبوع، وعند ترقية المعلمة طبقًا لقانون الكادر كمعلمة فصل ابتدائى؛ يتم ترقيتها فى مدرستها ولا يجوز نقلها إلى مدارس التعليم الابتدائى النظامى، وإذا كانت المعلمة زيادة عن نصاب مدرستها يتم نقلها إلى مدرسة مجتمعية أخرى خارج الإدارة التعليمية. هل تتفق وجهة نظر سيادتك مع ذلك؟ وهل ترى أننا بحاجة لبعض الإصلاحات والتعديلات للوائح تعليم الفرصة الثانية، وتراوحت الاستجابات بين نعم ولا، والسبب كما يوضحه الجدول التالى:
جدول رقم (6)
استجابات عينة الخبراء على السؤال الثالث
م الاستجابات التكرار
1 نعم أوافق على ما جاء بالسؤال، فى هذه النوعية من المدارس، من الأفضل التعامل مع الواقع وليس طبقاً للوائح، ويجب تقديم المصلحة وتحقيق المنفعة للطلاب فى الواقع، بغض النظر عن النصوص الواردة فى اللوائح. //
2 نعم  أوافق، لأن لدينا وفرة فى أعداد الإداريين والمعلمين بالتعليم الابتدائى ///
3 نعم أوافق، لأن الفئة المستهدفة من تعليم الفرصة الثانية مختلفة فى التعامل عن الأطفال الصغار وبالتالى تحتاج المعلمة إلى تدريب من نوعية خاصة. ///
4 لا أوافق، لأنه يجب أن تعطى المعلمات حرية التنقل بين التعليم المجتمعى والتعليم الابتدائى. ////
5 لا أوافق، لأن الدارسين بحاجة إلى تعلم اللغات الأجنبية. //
6 لا أتفق مع وجهة النظر هذه، لأن ذلك ربما يبعد المعلمة عن مكان إقامتها، وربما يتسبب فى تركها للعمل فى مثل هذه المدارس، وبالتالى يخسر هذا النظام من تسببوا فى نجاحه وتحقيق أهدافه. //
 
من قراءة الجدول السابق، يتضح أهمية تدريب المعلمات والموجهين على منهجيات مختلفة تؤهلهم للتعامل مع الدارسين حسب احتياجاتهم، ويجب أن تساعدهم على توظيف مصادر التعلم وعلى إدارة المشروعات والتدريب المهنى.
كذلك نحن فى حاجة إلى تعديل بعض اللوائح والقوانين، لأن إصلاح وتطوير التعليم إنما يتم بالإعداد المناسب للمعلمين المؤهلين، وإصلاح التشريعات المنظمة للوائح والقوانين.
4-  نظام التعليم فى المدارس:
فيما يتعلق بنظام التعليم؛ تقدم هذه النوعية من المدارس خدمة تعليمية للتلاميذ الفقراء والمحرومين من الخدمات التعليمية، ويتميز نظام التعليم بما يلى: (عدم دفع أية مصروفات- الإسراع التعليمى - تعلم مهنة - مشاريع إنتاجية - مرونة المواعيد - المزايا العينية - مناهج تعليمية مبسطة - ....إلخ). هل ترى سيادتكم أن هناك جوانب أخرى يجب أن يشملها نظام التعليم بالمدارس؟ وجاءت الاستجابات بنعم، والجدول التالى يوضح ذلك:
جدول رقم (7)
استجابات عينة الخبراء على السؤال الرابع
م الاستجابات التكرار
1 يجب الاهتمام بالنواحى الإنسانية والثقافية وليس فقط النواحى التعليمية والمهنية، بحيث يشعر كل طالب أن له قيمة فى ذاته، وليس مجرد ترس فى آلة، يتم إعداده بتساهل، وتأهيله بتجاوز، ليقوم بعمل ما، فى مكان ما، فى مهنة أو مشروع ما. /
2 يجب تقديم خدمات صحية للتلاميذ وأبناء الحى كالتطعيمات  ومكافحة الأوبئة. ///
3 يجب مراجعة المناهج الدراسية لتكون مناهج ريفية مستمدة من مفردات البيئة الريفية. ///
4 يجب التأكد من وجود أخصائى نفسى واجتماعى لمكافحة أسباب التسرب. ////
5 يجب أن يكون المشرف على المدرسة متواجدًا بصفة شبه دائمة لضمان استقرار العمل وتذليل المشكلات أولا بأول. //
6 يجب أن يتوافق الجدول المدرسي مع أيام الحصاد وظروف عمل الدارسين. ///
 
من قراءة الجدول السابق، يتضح ضرورة أن يتناسب الجدول المدرسى مع ظروف عمل الدارسين، كما يجب أن يتلاءم المنهج المدرسى مع مفردات البيئة، ويجب أن تقوم المدارس بدور خدمى لأبناء الحى، وهذه العناصر مجتمعة تنجح فى جذب الدارسين.
5- تحليل بيئى:
تعانى مدارس الفرصة الثانية فى مصر من عدة إشكاليات وتحديات تتمثل فى: (نقص الإمكانيات - ضعف التمويل - قلة الإشراف - عدم الاهتمام بالأنشطة والمواهب - ...الخ)، وعلى الجانب الآخر هناك فرصًا يمكن الاستفادة منها مثل: (دعم الهيئات الدولية - جهود الأهالى - مشاركة الجمعيات الأهلية - دور المجتمع المحلى - ..الخ)، فى ضوء ما سبق، هل ترى سيادتك أن هناك تحديات وفرصًا أخرى لم يتم ذكرها؟ وجاءت معظم الاستجابات بنعم، والجدول التالى يوضح ذلك:
جدول رقم (8)
استجابات عينة الخبراء على السؤال الخامس (التحديات)
م الاستجابات التكرار
1 ارتفاع نسب الأمية بين الأهالى. ///
2 ضعف الدور التنموى والخدمى الذى تقدمه مدارس التعليم المجتمعى. ///
3 شعور الطالب فى هذه النوعية من المدارس بأنه يعيش على هامش المجتمع وليس جزءاً منه. //
4 قلة الدعم المقدم من رجال الأعمال والأهالى للمدارس. //
5 ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة بسبب عمل الدارسين. //
6 ضعف المستوى الأكاديمى لهيئة التدريس بالمدرسة. ///
7 التقليل من شأن خريجى هذه المدارس وأحيانا معلميها. /
 
بالإضافة لما سبق ذكره؛ فإنه يوجد العديد من التحديات التى تعوق مدارس الفرصة الثانية عن تحقيق أهدافها، ولكن قد لا يتسع المجال لذكرها. والجزء التالى يوضح أهم الفرص من وجهة نظر الخبراء.
جدول رقم (9)
استجابات عينة الخبراء على السؤال الخامس (الفرص)
م الاستجابات التكرار
1 دعم الأسرة والإعلام. //
2 وجود دور مميز للهيئات الدولية فى مجال التعليم للجميع. ///
3 رغبة كثير من البنات فى الالتحاق بالتعليم. ///
4 جهود هيئات قومية محلية مثل الهيئة العامة لمحو الأمية والمجلس القومى للأمومة والطفولة ووزارة التضامن. ////
5 توقيع مصر على إعلان إنشيون بكوريا الجنوبية والتعليم للجميع والمعاهدات الدولية. //
6 تنامى دور الجمعيات الأهلية. //
 
بجانب ما ورد ذكره فى الجدول؛ فإنه توجد العديد من الفرص التى يمكن الاستفادة منها فى دعم وتعزيز مدارس الفرصة الثانية فى مصر مثل دور الأحزاب والمجتمع المدنى والإعلام والصحافة والقوى الناعمة بعناصرها.
6-  رؤية مستقبلية:
وأخيرًا؛ كيف ترى مستقبل هذه النوعية من التعليم فى مصر؟  وجاءت الاستجابات كما يلى:    
  • يجب الاهتمام بزيادة الوعى بهذه النوعية من التعليم، ليس فقط لدوره وأهميته للفرد والمجتمع، ولكن أيضاً لضرورته التى يفرضها تعليم المستقبل.
  • أرى أنها ستبقى على حالها مع بعض التحسن التدريجى البطىء.
  • أتوقع أنها ستشهد طفرة فى تطوير البنية التحتية والتنظيمية بالتوازى مع ما يحدث من تطوير فى التعليم النظامى.
  • نطمح فى زيادة أعداد هذه المدارس، كما نتمنى أن تزيد المرحلة العمرية التى تقبلها للدارسين بها.
  • أرى أنه سيتم تبنى المشروع القومى للقضاء على الأمية، وبالتالى سوف يشارك الجميع؛ وسائط تنشئة وجمعيات أهلية ورجال أعمال وآباء وأمهات وأخوة كبار وأخوات فى محو أمية الصغار أينما وجدوا، وبالتالى سيقل احتياجنا لهذه النوعية من المدارس.
  • أتوقع أن تشهد السنوات القادمة تطبيق المنهاج التنموى الشامل، وبالتالى سوف تشهد الفترة تعاونًا وثيقًا بين الهيئات والوزارات لتقديم خدمات تعليمية وصحية مميزة.
تعليق عام على النتائج:
  • اتفقت معظم الاستجابات على أن هذه النوعية من التعليم تختلف عن التعليم النظامى فى البنية والفلسفة والهدف، وبالتالى نحن بحاجة إلى معلم ومنهج ومشرف وإدارى وكيان مختلف.
  • فى الوقت ذاته، اتفقت الاستجابات بما لا يدع مجالاً للشك على وجود بعض العقبات، والإشكاليات والتحديات التى تواجه التعليم النظامى فى مصر؛ وهو ما يفرض على واضعى السياسات والخطط التعليمية، وكذلك المهتمين بالعملية التعليمية أن يجتمعوا ويحددوا صيغة مميزة للتعليم الموازى فى مصر.
  • يضاف إلى ما سبق؛ أن مجموعة الخبراء أجمعوا على ضرورة حسن اختيار وتدريب المعلمات والموجهات، وإطلاعهم على كل ما هو جديد بالمجال أولاً بأول، والارتقاء بمستوى الطلاب فى التمهين وإدارة المشروعات بصفة خاصة، وإعطائهم جوائز تشجيعية، وتحديث البنية التحتية للمدارس، وربطها بشبكة الإنترنت إن أمكن.
المحور الثالث: إستراتيجية مقترحة لتعليم الفرصة الثانية فى مصر بالاستفادة من التوجهات العالمية:
فى ضوء ما ورد بالإطار النظرى للبحث، وبالاستفادة من التجربة العالمية فى مجال البحث؛ أمكن التوصل إلى ما يلى:
منطلقات الإستراتيجية:
  • دعم برامج الفرصة الثانية فى مصر يضمن تحقيق تكافؤ الفرص بين المناطق الفقيرة والغنية، وبين الريف والحضر، وبين الإناث والذكور.
  • تقديم تعليم ذى جدول مرن يتناسب مع احتياجات وظروف البيئات المختلفة يضمن زيادة أعداد المستفيدين.
  • اشتراك الأهالى والمجتمع المحلى فى صياغة أهداف ومحتوى تعليم وبرامج الفرصة الثانية يجعلهم أكثر اقبالاً على البرامج.
  • تنطلق برامج تعليم الفرصة الثانية من احتياجات المتعلمين وبالتالى تتسم بطبيعة خاصة تجعلها تختلف عن برامج التعليم النظامى.
  • إن تحقيق متطلبات التنمية الريفية المستدامة يستلزم تضافر الجهود على كافة المستويات.
الرؤيــة:
تمثلت الرؤية المقترحة فى الجملة التالية:" إن تفعيل برامج تعليم الفرصة الثانية فى مصر يساعد المتخلفين عن ركب التعليم النظامى على اللحاق بأقرانهم، وعلى الاستفادة من فرصة التعلم التى يكفلها الدستور المصرى والإنسانى".
الرسالة:
تكمن رسالة الإستراتيجية المقترحة فى الآتى: "إن تبنى فكرة التعلم المرن المستند على احتياجات المتعلمين، والذى يراعى ظروف عملهم، سوف يسهم فى تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية، ويصل بإجمالى المستوعبين فى التعليم الأساسى إلى مستويات عالمية".
الأهداف الإستراتيجية:
  • تمكين الإناث من فرص التعليم والتعلم لتلعب المرأة دورها فى الأسرة مستقبلاً. 
  • تستهدف برامج تعليم الفرصة الثانية المحرومين والفقراء الأكثر احتياجًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
  • استقطاب مزيد من المعلمين المتطوعين للعمل بالفصول.
  • تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الريف والحضر، الإناث والذكور، والفقراء والأغنياء.
  • تحقيق مستويات أعلى من القراءة والكتابة بفصول الفرصة الثانية والوصول بها إلى مستويات عالمية.
  • استيعاب أعداد أكبر من العاملين والمتسربين والمنقطعين لتصل نسبة الاستيعاب الإجمالى إلى 99% بحلول عام 2030.
  • إشراك المجتمع المحلى والأهالى فى العملية التعليمية لما له من آثار إيجابية على محو أمية الكبار بالريف، وبالتالى النزول لمستويات أقل من أمية الكبار بالمناطق.
  • تشغيل الفتيات والفتيان وبناء قاعدة من رأس المال البشرى والمشروعات المدرة للربح.
  • توفير احتياجات خطة التنمية الاقتصادية فى مصر من القوى العاملة المتعلمة.
  • التأكيد على القيم الإيجابية والمهارات الحياتية للمتعلمين (إناث وذكور).
متطلبات تحقيق الإستراتيجية المقترحة:
يمكن للإستراتيجية المقترحة أن تحقق أهدافها من خلال مجموعة آليات؛  تمثلت فيما يلى:
  • تعزيز جهود الشراكة بين وزارة التربية والتعليم وقطاع الصحة ووزارة التضامن والشؤون الاجتماعية بما يضمن تحقيق أقصى استفادة للتلاميذ وأسرهم؛ لاسيما التلاميذ الفقراء والتلاميذ المعرضين للخطر والعاملين.
  • صياغة نماذج بديلة للتعليم النظامى رجوعًا إلى التجربة العالمية مثل العربات المتنقلة والفصول العائمة والعشش وغيرها؛ ومدها بما يلزم من تسهيلات تعليمية وخامات.
  • توفير وجبات تغذية مدرسية لجميع طلاب الروضة والتعليم الأساسى بجميع المدارس بحيث تشتمل على كمية مناسبة من عناصر الحديد لمنع الأنيميا بين التلاميذ؛ خاصة الفقراء.
  • احترام الاختلافات والتباين بين الثقافات والبيئات؛ وبالتالى نحن بحاجة لمحتوى مناهج مختلف يتفق مع طبيعة المجتمع المحلى والريف.
  • إيجاد آلية للتعرف على الطلاب المعرضين لخطر التسرب ولتشجيعهم ورفع معنوياتهم وبذل كل جهد لمساعدتهم بالبقاء فى المدرسة وإتمام تعليمهم.
  • الاستفادة من منح وجهود المؤسسات الدولية والجهات المانحة؛ مثل اليونيسيف واليونسكو وصندوق الأمم المتحدة الإنمائى والاتحاد الأوربى.
  • عقد ندوات والتواصل مع لجان حماية الطفل ومع المجلس الأعلى للثقافة، ونشر وتسويق ثقافة حقوق الطفل.
  •  تحديد قائمة من الوجبات الغذائية الملائمة لأطفال التعليم المجتمعى بالتنسيق مع المحليات، وإنتاج الوجبات الغذائية محليًا وتوزيعها على أطفال مدارس التعليم المجتمعى بمعدل ١٥٠ يومًا دراسيًا/ عام.
  •  عقد اتفاقيات مع مؤسسات المجتمع المدنى، ومنظمة الغذاء العالمى، وبنك الطعام لدعم التلاميذ وأسرهم بالمواد التموينية الجافة شهريًا.
  • المتابعة الدقيقة من قبل المرشد الطلابى والاتصال بولى أمر الطالــب للتشاور وتبادل الآراء والمعلومات حول مستوى الطالب والمصاعب التعليمية التى تواجهه من أجل المساعدة فى حلها.
  • تحسين نظام التأمين الصحى لاستيعاب جميع التلاميذ المشتركين ببرامج تعليم الفرصة الثانية.
  • ابتكار بيئة تعليمية آمنة ومحفزة لجذب التلاميذ الذين تسربوا من التعليم النظامى مبكرًا، وتصميم كتب دراسية مجسمة وجذابة.
  • دعم مشاركة أهالى التلاميذ، وتكييف سياسات وإستراتيجيات البرامج لتتلاءم مع احتياجات الدارسين ومع عادات المجتمع المحلى.
  • تدريب المعلمين والمشرفين على المناهج التعليمية وتوفير الوسائط والخامات التعليمية.
  • دعم نظم الإشراف والرقابة والتقييم لفصول وبرامج الفرصة الثانية.
  • توفير وسائل انتقال مريحة وآمنة للتلاميذ من وإلى الفصول بأسعار تتناسب مع المستوى الاقتصادى للأسر أو مجانية.
  • الاستفادة من جهود هيئة الأبنية التعليمية فى توافر عوامل الآمان والسلامة داخل الفصول، وتوافر البنية التحتية والخدمات.
  • التأكيد على عمليات المراجعة المستمرة والمحاسبية لهيئة التعليم بفصول الفرصة الثانية، وتحرى الخلل وإصلاحه أولا بأول قدر الإمكان.
  • إتاحة الفرصة لتدريب المعلمين والمتطوعين والميسرات على استخدام التسهيلات التعليمية المتاحة والتكنولوجيا الحديثة.
  • تبنى الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى مشاريع مدرة للربح وتدريب التلاميذ على ريادة الأعمال رجوعًا إلى التجربة العالمية.
  • التأكد من سلامة المرافق والبنية التحتية بمدارس القرى الأكثر احتياجًا؛ لضمان توافر الماء النظيف والصرف الصحى.
  • توافر حجرة إن أمكن للزائرة الصحية؛ لتقديم خدمات وقائية وعلاجية، وكذلك تدريب المعلمين على خطط مواجهة الأزمات والكوارث.
  • دعم التلاميذ الضعاف والمتأخرين تحصيليًا بما يلزمهم من برامج تقوية وبرامج علاجية مجانية داخل برامج تعليم الفرصة الثانية.
  • استثمار وقت التعليم لدى التلاميذ فى تعليمهم مهارات حياتية وأشغال يدوية.
  • حث المجتمع المدنى على دعم تعليم تلاميذ المناطق الأكثر احتياجًا وحصر أعدادهم، وتقديم ما يلزم من إعانات.
  • تعديل المكون المهنى فى مناهج التعليم المجتمعى والتوسع فيه.
  • تطوير المكون التكنولوجى الملائم للتعليم المجتمعى.
  • تطبيق معايير الجودة والأمان على التعليم المجتمعى وتدريب المعنيين عليها.

قائمة المراجع والمصادر:
مراجع باللغة العربية:
  • البربرى، محمد عوض. (يوليو 2015). مؤسسات التعليم المجتمعى فى الصين وإمكانية الإفادة منها فى مصر. جامعة الأزهر: مجلة كلية التربية، 164(4)، 207-262.
  • جوفيندا، رانجاشار. (16 مارس 2009). التعليم للجميع فى الهند: تقييم خطوات التقدم نحو الوفاء بأهداف مؤتمر داكار. جنيف: اليونسكو: مجلة مستقبليات، 38(3)، 637-659.
  • رئاسة مجلس الوزراء (مايو 2008). العشوائيات داخل جمهورية مصر العربية، دراسة تحليلية للوضع القائم. الجزء الأول. القاهرة: مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.
  • غنيم، صلاح الدين (مارس 2012). إستراتيجية مقترحة لتحقيق الاستقلال الذاتى لإدارة المدرسة الثانوية العامة فى مصر. مجلة مستقبل التربية العربية، مجلد 19، عدد76.
  • المركز القومى للبحوث التربوية بالتعاون مع مركز البحوث للتنمية الدولية (1981). تقويم مدرسة الفصل الواحد فى مصر: بحث ميدانى. (التقرير النهائى). دراسة مترجمة. القاهرة: المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية بالتعاون مع منظمة اليونيسيف.
  • محمود، يسرية (2014). تجارب بعض الدول المتقدمة فى مجال الفرصة الثانية للتعليم والخبرات المستفادة منها فى مصر. القاهرة: المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية.
  • منظمة اليونسكو (2015). التقرير العالمى لرصد التعليم للجميع لعام2000-2015: الإنجازات والتحديات. الملخص. باريس: اليونسكو.
  • منظمة اليونسكو (أغسطس2017). التقرير العالمى لرصد التعليم للجميع. المساءلة فى مجال التعليم: الوفاء بتعهداتنا. باريس: اليونسكو.
  • الهيئة العامة للتخطيط العمرانى (2015)، آليات تنفيذ المخطط الإستراتيجى لتنمية جنوب مصر: إعداد خرائط الفقر لإقليم شمال الصعيد. القاهرة: الهيئة العامة للتخطيط العمرانى.
  • وزارة التربية والتعليم (2017). الجهات المانحة لمدارس التعليم المجتمعى. الإدارة المركزية لمعالجة التسرب التعليمى.
  • وزارة التربية والتعليم (2018). إحصاء بيانات حول أعداد وتوزيع مدارس التعليم المجتمعى. الإدارة العامة للإحصاء والحاسب الآلى.
  • وزارة التربية والتعليم (2018)، التعريف بمدارس التعليم المجتمعى، الإدارة المركزية لمعالجة التسرب التعليمى.
  • وزارة التربية والتعليم (2018)، توجيهات وتعليمات العمل بمدارس التعليم المجتمعى، الإدارة المركزية لمعالجة التسرب التعليمى.
  • وزارة التربية والتعليم، الخطة الإستراتيجية للتعليم قبل الجامعى ٢٠١٤- 2030، البرامج التنفيذية للخطة الإستراتيجية للتعليم قبل الجامعى (2014-2017)، 103-106.
  • وزارة التربية والتعليم، قرار وزارى رقم 396 بتاريخ 30/11/2008، بشأن تعديل مسمى الادارة العامة للفصل الواحد إلى الإدارة العامة للتعليم المجتمعى. مكتب وزير التربية والتعليم.
  • اليونيسيف بالتعاون مع الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد. (ديسمبر2014). وثيقة معايير ضمان جودة واعتماد مؤسسات التعليم المجتمعى. القاهرة: الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد.
مراجع باللغة الأجنبية:
 - موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية. (2018). التعليم فى الصين. متاح على الموقع: التعليم فى الصين http:ar.wikipedia.org/wiki/
 - موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية. (2018). كولومبيا. متاح على الموقع:
  • Consortium For Research Education, Access, Transition and Equity (Create).(2009 may). Educational access in India [Country Policy brief].UK: Create. Retrieved from: http://www.Create-rpc.org
  • Debbie,k.,& Denise,w.(2011).Learners as Enquirers, Glenview Elementary School. Innovative Learning environment Project. Paris: OECD.
  • http://www.unicef.org/egypt/ar/education
http:ar.wikipedia.org/wiki/Colombia
  • Lu,M.; Loyalka,p.; Shi,y.; Chang,F.; Liu,C. & Roselle,S. (2017 January). The Impact of Teacher Professional Development Programs on Student Achievement in Rural China [Abstract].China: Working paper313, The Rural Education Action program.
  • Modi,A.(2017 November). Giving Girls Wings to fly: Tools to Empower Adolescent Girls in Rural Communities in India. Washington, D.C: Centre for Universal Education (CUE).
  • Oztunc,H.; Chi,Z.O.,& Serin,Z.u. (2015 April).Effect of Female Education on Economic Growth: A Gross Country Empirical Study. Educational Science; theory& Practice, 15(2),349-357. Doi:10.12738/estp.2015.2.2351
  • Reinhold Schiffers.(2017). The European Association for Cities and Second Chance Schools. (Presentation). Luxembourg: Office for Official Publications of the European Communities. Retrieved from:http://www.e2c.europe.org
    Retrieved from: http://www.glen.sd57.bc.ca
  • Sharma, S.; Burnette, D.; Bhattacharya, A.& Nath, S.(2016). Community Participation in Rural Primary Education: an Underestimated and Understudies Component of India Sarva Shiksha Abhiyan Initiative. Psycho sociological Issue in Human Recourses Management, 4 (1), 96-114.
 تاريخ الاسترجاع: 18-10-2018  
مواقع إلكترونية:
  • موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية. (2018). التعليم غير النظامى. متاح على الموقع:     تعليم غير نظامىhttps://ar.wikipedia.org/wiki/ -
تاريخ الاسترجاع: 7-2-2019
  • اليونيسيف. 2017. برنامج التعليم. متاح على الموقع:    
  • http://www.unicef.org/egypt/ar/education
      تاريخ الاسترجاع: 7-2-2019
 

ملحق بأسماء السادة الخبراء باستمارة استطلاع الرأى(*)
الوظيفة الاسم م
رئيس الإدارة المركزية لمركز إعداد وتدريب القيادات التعليمية د. أحمد إمام حشيش 1
مدير إدارة المناهج بالإدارة العامة للتعليم المجتمعى بديوان الوزارة.
  1. السيد عبد الفتاح صيام
2
أستاذ تكنولوجيا التعليم – المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية أ.د. حنان محمد ربيع 3
مدير إدارة شئون الطلاب بالإدارة العامة للتعليم المجتمعى بديوان الوزارة.
  1. حنان عبد المنعم الفحل
4
رئيس قسم تعليم الكبار- المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية أ.م.د. رضا عبد الستار 5
أستاذ السياسات التعليمية – المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية أ.د. سامى عبد السميع رضوان 6
أستاذ أصول التربية بكلية التربية – جامعة عين شمس. أ.د. عادل السكرى 7
أستاذ التخطيط التربوى المساعد- المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية. أ.م.د. فتحى مصطفى رزق 8
 مدير التوجيه الفنى بالإدارة العامة للتعليم المجتمعى بديوان الوزارة.
  1. فرج الشاعر
9
أستاذ التخطيط والإدارة التعليمية - المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية. أ.د. فؤاد أحمد حلمى 10
أستاذ علم الاجتماع المساعد ومدير مركز التخطيط الاجتماعى والثقافى بمعهد التخطيط القومى. أ.م.د. مجدة إمام حسنين 11
مدير عام إدارة التعليم المجتمعى - ديوان وزارة التربية والتعليم.
  1.  مجدى عبد الغنى عبد الله
12
أستاذ ورئيس قسم التخطيط التربوى - المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية. أ.م.د. محمد السيد حسونة 13
أستاذ ورئيس شعبة بحوث التعليم الفنى - المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية. أ.د. محمد يحيى ناصف 14
مدير إدارة البحوث - الأكاديمية المهنية للمعلمين. د. محمد يس علام 15
مدير عام بقطاع الأخبار - الهيئة الوطنية للإعلام. د. منى أحمد حسين 16
 
 
 


(*) راجع ملحق رقم 1.
*) الأسماء مرتبة أبجديًا.

المزيد من الدراسات