الرئيسيةأعداد المجلة تفاصيل الدراسة

الدور التنموى والفكرى لمؤسسات المجتمع المدنى وانعكاساته على تحقيق الأمن الفكرى "الجمعيات الأهلية نموذجًا"

مُقدِّمة
تُعدُّ مؤسسات المجتمع المدنى إحدى الآليات لتفعيل مشاركة قوى المجتمع المختلفة فى الحفاظ على مقدراته البشرية، وفى مواجهة المشكلات الاجتماعية والثقافية، فلم تعد الدولة بمؤسساتها الحكومية قادرة بالقدر الكافى على تناول كل المشكلات الناتجة عن الغزو الثقافى، بل إن الكثير من هذه المؤسسات لديه أنشطة متعددة من أجل تحقيق الدمج الثقافى والاجتماعى للشباب، وإدارة الحوار بين التيارات الفكرية المختلفة، وفى سعى المجتمع للحفاظ على نسقه القيمى وإحداث التغيرات الاجتماعية والثقافية المرغوبة كان لابُـدَّ من الاستفادة من إمكاناتها التى تكمن فى قدراتها على طرح المشكلات الفكرية بعمق لتجنب آثارها السلبية على أمن واستقرار الوطن (قنديل، 2005، 137) وتُمثل الجمعيات الأهلية إحدى مؤسسات المجتمع المدنى لتفعيل مشاركة قوى المجتمع المختلفة فى الحفاظ على مقدراته البشرية، وفى مواجهة المشكلات الاجتماعية والثقافية، بل إن الكثير من هذه الجمعيات لديها أنشطة متعددة من أجل تحقيق الدمج الثقافى، والاجتماعى للشباب.
وإدارة الحوار بين أصحاب التيارات الفكرية المختلفة (قنديل،2005، 136)، وتدعيم قيم العمل الاجتماعى القائم على التعاون، والتعايش، والحوار، والمساءلة لمتخذى القرار (سلامة: 2009، 93)
ولقد أشارت دراسة (عبد المعطى، 2008، 142) إلى أن هذه المؤسسات تعد شريكًا فعالاً لحماية الأمن القومى المصرى، وأنها تجد قبولاً لدى فئة الشباب للمشاركة فى برامجها، إلى جانب الثقة فى ما تطرحه من قضايا، ودورها البارز فى غرس قيم المواطنة.
كما تسهم فى نشر قيم التسامح، واحترام الرأى من خلال ما تقوم به من أنشطة من أجل تربية فكرية وثقافية معتدلة، وتنمية روح الولاء والانتماء، وحماية الطلاب من التأثر بدعاة التمدن غير المنضبط، ومواجهة ما يبث من أفكار عبر وسائل الإعلام الإلكترونية، والتى تخالف المعايير الخُلقية والإنسانية والدينية للمجتمع (رايس: 2011، 142)
إن الدور التنموى والتطوعى الذى تقوم به مؤسسات المجتمع المدنى بصفة عامة والجمعيات الأهلية بصفة خاصة فى النهوض بالمجتمع، والحفاظ على تماسكه لا سيما مع اتساع الهوة بين جيل الآباء والأبناء والمربين، فلم يعد دورها معالجة المشكلات الفكرية بعد حدوثها، وإنما تتجاوز ذلك الدور العلاجى إلى الدور التوازنى الذى يسعى إلى تحقيق التقارب بين القوى الفكرية المختلفة من أجل المساهمة فى عملية التغيير المجتمعى، وتحقيق ترابط وتماسك المجتمع، والحد من التنازعات الفكرية التى تهدد أمنه واستقراره.
وفى هذا السياق جاء تأكيد القيادة السياسية فى لقائها بمسؤولى الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدنى فى 4/1/2017؛ حيث أبرزت أهمية هذه المؤسسات فى حماية فكر الشباب من أى انحرافات فى ضوء ما تتمتع به من مرونة وقدرة على التحرك والعمل فى جميع القطاعات التنموية والثقافية لحماية مقدرات المجتمع البشرية، وفى اطار قدرتها على التواصل  الفعال على كافة المستويات المحلية والقومية (متولى، 2017، 1).
ولقد شهدت الجمعيات الأهلية تغيرًا كبيرًا فى سياستها وبرامجها فلم تعد ترتكز على العمل الخيرى وتقديم المساعدات المادية والعينية بل اتسع نطاقها لتشارك فى عملية التنمية والتنوير الفكرى لدى الشباب، والمشاركة فى البرامج الثقافية وبرامج التنمية البشرية التى تعد العقول للاندماج فى العمل المجتمعى، وتوظيف طاقاتهم بما يساهم فى تنمية المجتمع وتقدمه وهذا ما أكدته دراسة (مبروك: 2013، 234).
وتكتسب هذه المؤسسات أهمية متزايدة يومًا بعد يوم خاصة بعد ظهور مفاهيم جديدة فيما يتعلق بالمشاركة المجتمعية، وضرورة مساندة كل القوى المجتمعية الجهات الحكومية لأداء دورها، كما ينبغى أن يكون تطرقت للمساهمة فى الأنشطة الثقافية والاجتماعية وأصبحت قوى ثانية فى المجتمع بعد الأجهزة الحكومية فى تقديمها للخدمات المتنوعة (أبو النصر، 2007، 71).
ولقد أوضحت دراسة (طالوزى، 2009، 101) أن دور هذه المؤسسات أصبح يأخذ مضامين جديدة تقوم على أساس تعزيز القيم الأخلاقية، ونشر ثقافة الحوار وحماية العقول من التطرف الفكرى، والتصدى لمشكلات المجتمع من عنف وتعصب وإرهاب.
مشكلة الدراسة وأسئلتها
ظهرت العديد من التغيرات الفكرية، والثقافية، والاجتماعية داخل المجتمع المصرى منذ بداية العقد الأول من القرن الحادى والعشرين وحتى الآن، والتى أثرت بدورها على منظومة القيم المجتمعية، وأفرزت أنماطًا سلوكية مغايرة لقيم وعادات وأعراف المجتمع. وقد ظهرت كذلك فى مجتمع الجامعة باعتباره جزءًا من نسيج المجتمع - يتأثر بما يحدث فى منظومة المجتمع ككل -؛ فقد تأثر هو كذلك بمجموعة من التحولات القيمية لدى طلابه، والتى أنتجت أفكارًا لا تتناسب مع قيمه وثقافته، والتى يمكن وصف بعضها بالتشدد والعنف، وبعضها الآخر  باللامبالاة  مما شكل خللاً واضحًا على أمنه واستقراره وهُويته.
وترتب على تلك التحولات القيمية والفكرية العديد من الصراعات بين ثقافة المجتمع المتعارف عليها وثقافة العولمة الوافدة؛ مما أدى إلى  إضعاف هويتهم ووقوعهم فى فلك الاستقطاب الفكرى بما يهدد مجتمعهم وينحرف بهم عن المسار الصحيح  نحو الانحراف الفكرى  ويشكل خطرًا على مجتمعه، ويُعد موشرًا بانحرافه عن المسار الصحيح (قناوى، 2005، 149-150).
ويشخص (على، 2003، 215) أحد مواطن الخلل المؤثرة على الأمن الفكرى لدى شباب المجتمع فى تعرضه لعمليات تجريف لعقولهم؛ ليصبح مسطحًا خاويًا لا يهتم إلا بالتافه من الأمور، بما ينعكس على ثقافته الفكرية وقيمه وعقيدته.
ولقد ظهر عديدٌ من الأفكار السلبية بين الطلاب نتيجة الطفرة التكنولوجية الكبيرة فى مجال التواصل الاجتماعى؛ مما أدى إلى توسيع نطاق الاحتكاك بثقافات متعددة ومغايرة، لا تتفق مع قيم المجتمع ومعتقداته، وفى ظل افتقاد القدوة – لدى كثير منهم - فى الأسرة والمدرسة بل والجامعة (النحلاوى، 2010، 23-26)، مما يستلزم وجود تعاون وشراكة فعالة مع الجمعيات الأهلية كإحدى مؤسسات المجتمع المدنى انتشارًا فى المجتمع المحلى، وقدرتها على حمايتهم من الأفكار الهدامة والانحرافات الفكرية التى قد يتعرضون لها بصفة مستمرة. ولقد أوضح تقرير المجلس القومى للمرأة، 2015، 72)  أن ما يشهده المجتمع المصرى من حالات عنف وتحرش وانحراف أخلاقى بلغ نسبة عالية خلال هذا العام، وأن مصر تعد فى الترتيب الثانى عالميًا فى نسبة التحرش؛ مما يستوجب ضرورة دراسة هذه الظواهر، ووضع برامج متكاملة تتعاون فيه كل مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى للحد منها حفاظًا على الأمن الاجتماعى والقومى للمجتمع.
كما أشار تقرير (هورد، 2015، 8) إلى أن الجمعيات الأهلية تقوم بدور الوسيط بين الدولة والأفراد، وأنها كفيلة بالإرتقاء بشخصيته من خلال نشر الوعى الفكرى، وتدعيم ثقافة الحوار المجتمعى واحترام الرأى والرأى الآخر لا سيما بعد القصور النوعى لأجهزة الدولة فى احتواء الشباب، وبعد دورها الواضح فى ثورة 25يناير2011م فباتت مشاركتها ضرورة ملحة فى حفظ الأمن والاستقرار للمجتمع، والذى يبدأ بحماية عقول أبنائه من الانحراف الفكرى.
فلم يعد مسؤولية الحفاظ على عقول الطلاب وحمايتها من الانحراف الفكرى، وغرس القيم والأخلاقيات دور التربويين فقط بل هى مسؤولية مشتركة بين المؤسسات التربوية بكل أنواعها المباشرة وغير المباشرة، ومؤسسات المجتمع المدنى بما تملكه من إمكانات للحفاظ على أمن واستقرار المجتمع وهذا ما أكدته دراسة (الدجدج، 2015، 17).
ومن هنا تتحدد مشكلة الدراسة فى الأسئلة التالية:
  1. ما مفهوم الجمعيات الأهلية؟
  2. ما الدور التنموى والفكرى للجمعيات الأهلية وانعكاساته على تحقيق الأمن الفكرى؟
أهداف البحث:
تتمثل أهداف البحث الحالى فى توضيح مفهوم الجمعيات الأهلية وإبراز دورها التنموى والفكرى الدور التنموى والفكرى للجمعيات الأهلية وانعكاساته على تحقيق الأمن الفكرى.
أهمية البحث
  1. معالجة موضوع وثيق الصلة بالأمن القومى للمجتمع، وهو الأمن الفكرى لطلاب الجامعة باعتباره المحرك لسلوكهم، والمؤثر على أفكارهم ومعتقداتهم، والتى إذا حادت عن الاعتدال والوسطية كان لها مردود ‏سلبى على الفرد والمجتمع.
  2. لفت الانتباه إلى أهمية الثروة العقلية للمجتمعات، فقيمة أى مجتمع تُعدُّ بما يملكه من قيم ومبادئ، وأفكار وعقول مستنيرة لأبنائه، فلم تعد قيمة المجتمعات تقاس بما تملكه من مال أو ثروات معدنية، بل إن رأس المال الحقيقى فيما تملكه من عقول، وبما تحويه من فكر مستنير، والذى يجب الحفاظ عليه من أى تطرف أو انحراف فكرى يؤثر على تماسكه. 
  3. إلقاء الضوء على دور الجمعيات الأهلية كإحدى مؤسسات المجتمع المدنى ذات الفاعلية فى عملية التنمية المستدامة، وكيفية تدعيم هذا الدور فى تعزيز الأمن الفكرى لدى الطلاب.
مصطلحات البحث
أولاً: مؤسسات المجتمع المدنى
هى ذلك التنظيم غير الرسمى ذو أهداف عامة، وعضويته اختيارية ويسعى لتقديم خدمات اجتماعية وثقافية ويتميز بأن أفراده لا يسعون إلى السلطة وتتنوع أدوارها  فلا تقتصر على العمل الخيرى، وإنما تمتد للعمل الثقافى ونشر الوعى المجتمعى بحقوق وواجبات الأفراد (عبد العظيم، 2002، 52).
وتعنى إجرائيًا فى الدراسة الحالية أنها: تلك المؤسسات التطوعية التى تتكون من الأفراد أو الهيئات، ولا تسعى إلى الربح  ويتجه نشاطها وجهودها لخدمة المجتمع من خلال تقديم أنشطة ثقافية واجتماعية، وتقوم بدور فى إحداث تغيرات إيجابية وفقًا لمعايير وقيم وعادات المجتمع.
ثانيًا: الجمعيات الأهلية
هى مجموعة التنظيمات التطوعية المستقلة ذاتيًا والمعلنة، والتى تعمل فى ضوء القانون المنظم لها، وفى سياق الأعراف والقيم المجتمعية، وتسعى إلى تحقيق منافع عامة، ونشر ثقافة العمل الأهلى، ومحاربة الأفكار الهدامة (قنديل، 2005، 54).
ثالثًا: الأمن الفكرى
هو حماية وصيانة الهُوية الثقافية من الاختراق أو الاحتواء من الخارج، والحفاظ على العقل من أى انحراف فكرى أو عقائدى مخالف للوسطية فى الدين أو انحراف فى القيم الأخلاقية للطلاب (الدهشان، 2016، 35).
حدود البحث
اقتصر البحث الحالى على بيان مفهوم الجمعيات الأهلية، وإبراز دورها  التنموي والفكرى وانعكاساته على تحقيق الأمن الفكرى.
منهج البحث
استخدم البحث الحالى المنهج الوصفى، والذى يسعى إلى وصف الظواهر أو الأحداث، وجمع الحقائق والمعلومات والملاحظات عنها، ووصف الظروف الخاصة بها، وتقرير حالتها كما توجد عليه فى الواقع، ولا يقف المنهج الوصفى - فى كثير من الحالات – عند حد الوصف أو التشخيص الوصفى، بل يهتم بما ينبغى أن تكون عليه الأشياء والظواهر التى تتناولها الدراسة (جابر وكاظم، 1996م، 4).
المحور الأول: مفهوم الجمعيات الأهلية
يُعدُّ مفهوم الجمعيات الأهلية من المفاهيم التاريخية التى شهدت تحولات عديدة، واختلفت تعريفاتها ودلالاتها تبعًا لكل مرحلة تاريخية؛ فتارة يستخدم كمقابل للدولة والمجتمع السياسى، وثانية كمقابل للدين، وثالثة كبديل للهيمنة العسكرية.
فيعرفها (شكر، 2004، 177) على أنها مجموعة التنظيمات التطوعية المستقلة عن الدولة، والتى تنشأ لتحقيق مصالح عامة، وتقديم مساعدات للمواطنين، أو ممارسة أنشطة إنسانية متنوعة، ملتزمة فى ذلك بمفاهيم الإدارة الحديثة من المشاركة فى تحديد الأهداف، واحترام الرأى، وتشجيع التنوع، والاختلاف البناء؛ بهدف تنمية المجتمع ثقافيًا واجتماعيًا.
وتعتبر شكلاً من أشكال التكتل المجتمعى، والذى يتكون بهدف تنمية المجتمع، ويقدم مساعدات  لخدمة الإنسانية، ويتعلق بعض هذه المساعدات بالمرأة والطفل، ويرتبط بعضها الآخر بالنواحى الثقافية والصحية والسياسية، وتسعى للتغير الاجتماعى، وإكساب أفرادها القدرة على التطوير الذاتى (هاشم، 2007، 45).
وينظر إليها (أدلوف Adloff، 2009، 116) مؤسسات مستقلة تطوعية تدار ذاتيًا، وتسعى لإنجاز أشياء محددة فى مجالات متعددة ثقافية وسياسية، واجتماعية، واقتصادية من خلال برامجها فى مجال التعليم، والصحة، والتنمية الشاملة مستخدمة أرباحها فى زيادة نشاطها المجتمعى.
فهى نوع من المؤسسات تقوم على عنصر التطوعية، والفعل الإرادى الحر؛ لترسيخ مبادئ التعاون، والتسامح، وقبول الآخر، ساعية لتوفير مناخ للمواطنة السليمة، وحريات تعمل على الاستقلال النسبى عن سلطة الدولة، وذلك من أجل تدعيم مفهوم المشاركة المجتمعية الواعية (السيد، 2012، 112).
كما أنها تمثل كل تنظيم اجتماعي يستهدف غاية أو أهدافًا محددة ومعلنة، ومن أجل بلوغها يتم تحديد لائحة خاصة بهم، وميدان العمل والبيئة الجغرافية التى يقصدها أو الميدان النوعى أو الوظيفى لهم، ويكون قيامه لتحقيق المنفعة العامة لفئة من الفئات المجتمعية (راشد، 20112، 47). 
المحور الثانى: الدور التنموى والفكرى للجمعيات الأهلية وانعكاساته على تحقيق الأمن الفكرى
تسعى الجمعيات الأهلية إلى تحقيق مستوى معيشى أفضل لأفراد المجتمع، وتزايد أهميتها بصفة مستمرة لما تقوم به من أدوار حقيقية فى تنمية المجتمع، وتحقيق التغيرات الإيجابية. فلم يعد يقتصر دورها على تحسين المستوى الاقتصادى، بل يشمل الارتقاء بالمستوى الثقافى، والإنسانى والاجتماعى من احترام لحقوق الإنسان، وزيادة وعيه بقضايا مجتمعه ومشكلاته، وذلك بما تقدمه من برامج تنموية، وثقافية لطبقات المجتمع المختلفة.
ويمكن إبراز دور الجمعيات الأهلية فى التنمية والارتقاء بالفكر من خلال عدة محاور رئيسة، وقد رأت الباحثة البدء بدورها فى تحقيق التنمية المستدامة؛ لأهميتها فى توفير احتياجات الأفراد، والرقى بالمستوى المعيشى ثم الثقافى، والفكرى، ثم توفير الضبط الاجتماعى والتنمية الإنسانية؛ وصولاً للغاية الأشمل لأى مجتمع وهو الأمن الإنسانى لأفراده من خلال تحقيق التنمية الثقافية والسياسية، وتحقيق التنمية الإنسانية الخلاقة، وتحقيق الأمن الإنسانى.
  1. تحقيق التنمية الثقافية والسياسية.
للجمعيات الأهلية دورٌ واضحٌ فى إحداث التغيرات الثقافية فى المجتمعات من خلال قيامها بأنشطة حقيقية، وفاعلة تسهم فى النهوض بالمستوى الثقافى للمجتمعات، وتستهدف الفئات الأكثر احتياجًا إلى جانب تطرقها لمجالات ثقافية، وفكرية، وتعليمية، وتبنيها للعديد من القضايا القومية مثل: البطالة، والفقر، والتعليم، ومشاركتها برؤى واقعية حول القضايا الثقافية بوضع خطط تتناسب مع أفراد المجتمع وطموحاتهم وتطلعاتهم (الحسينى، 2014، 25).
كما تسهم الجمعيات الأهلية فى نشر الوعى الثقافى والفكرى بصورة غير مباشرة من خلال الخدمات والبرامج والمشروعات التى تقدمها من أجل النهوض بالعملية التعليمية، وتوفير فرص التعليم للفئات التى حُرمت منها سواء لأسباب اقتصادية أو ثقافية، مما يسهم فى زيادة الوعى للأفراد، ويتضح  ذلك الدور من خلال ما تقوم به من:
  • المشاركة فى تدعيم خدمة تعليمية للأماكن الأكثر حرمانًا والتى يصعب الوصول إليها.
  • دعم الأنشطة التعليمية داخل المدارس لتدعيم المشاركة الإيجابية وتوفير فرص تعليمية بديلة لمن أصبحوا خارج نطاق التعليم النظامى مثل: فرص التعليم المتمثل فى برامج مدارس المجتمع، والمدارس ذات الفصل الواحد التى تنتشر فى القرى والنجوع المصرية، وخاصة فى المناطق النائية.
  • مواجهة مشكلات الأمية؛ حيث يزداد عدد الجمعيات العاملة فى مجال محو الأمية بصفة مستمرة، ودورها فى مشروع القرية المتعلمة من خلال تركيزها على قرى بعينها لمحو أميتها، وفتح فصول محو الأمية بها (محمد، 2002، 218).
وقد أشارت دراسة (أبو الحسن، 2012، 230) إلى أن دور الجمعيات الأهلية قد تطور ليأخذ مناحى متعددة فى عملية التنمية المستدامة ليشمل الأعمال التنموية والتربوية والثقافية، وأن عملها أصبح يندرج تحت إطار التعليم والتنوير المستمر للفئات المختلفة، وأكدت بضرورة تضافر جهود المجتمع المدنى لتحقيق التطور المنشود للبيئة المحلية والقومية، ومواجهة التحديات التى تواجه الحكومة، وتعرقل مسيرة التنمية من تحديات اقتصادية وثقافية، واجتماعية، وأمنية كما أوضحت دور الجمعيات الأهلية فى ميدان الخدمات الثقافية والعلمية، وسعيها فى نشر الوعى التعليمى فى المجتمع من خلال مشاركتها  فى برامج محو الأمية. 
كما أن لها دورًا بارزًا فى تثقيف الشباب فى القضايا السياسية المطروحة من خلال المؤتمرات والملتقيات، والتى تنظمها بعض الجمعيات الأهلية حول قضايا المشاركة السياسية، وكيفية تكوين جماعات الضغط للمطالبة بحقوق فئات معينة، وكذلك مهارة التفاوض والتواصل والقدرة على الإقناع، وإعداد صف ثان من القيادات الشبابية القادرة على الإدارة والمحاسبة والرقابة الشعبية. 
          إلى جانب دورها فى غرس مجموعة من القيم والمبادئ فى نفوس أعضائها، كقيم الولاء والانتماء، والتعاون والتضامن والاستعداد لتحمل المسئولية المجتمعية، والمبادرة بالعمل التطوعى، والتحمس للشئون العامة، والتجاوز عن المصالح الشخصية من أجل المنفعة العامة، كما أن المشاركة فى عملية تداول السلطة والانتخابات الداخلية للجمعيات، والتنافس على القيادة والتصويت إنما يمثل بيئة ثرية يتعلم فيها العضو أسس السلوك الديمقراطى، ويؤهله إلى المشاركة السياسية  محليًا وقوميًا (إبراهيم، 2013، 42).
2- تحقيق التنمية الإنسانية الخلاقة.
تنبع قوة الإنسان الحقيقية من الطاقات الكامنة فى العقل الإنسانى، وإن تنمية هذه الطاقات واستثمارها يُعدُّ هدفًا أساسيًا من أهداف المؤسسات التطوعية نحو عالم يسوده السلام والمحبة والتعاون. ومن هذا المنطلق تسعى الجمعيات الأهلية إلى تحقيق التنمية الإنسانية الخلاقة؛ للاستفادة من قدرات الشباب، والتى تهدف إلى اعتبار البشر هم الثروة الحقيقية للأمم، ويجب توسيع خياراتهم نحو الرقى العقلى، مع ضرورة توافر الاستحقاقات الثلاثة الأساسية من حق التمتع بالرعاية الصحية، والحصول على المعرفة، وتوفير الموارد اللازمة لمستوى معيشى لائق، وتهيئة مناخ مناسب للإبداع، والاستمتاع باحترام الذات، وضمان حقوق الإنسان.
ويظهر ذلك من خلال عدة أدوار، ومنها:
تطوير للقدرات الإنسانية، وتدعيم قدرات الشباب نحو القيادة، وتدريبهم على تحمل المسئولية.
  • غرس قيم الفضيلة المجتمعية؛ وتثقيف الشباب، وتنشئتهم على قيم عامة كالمشاركة، والتسامح واحترام الرأي الآخر، وحقوق المواطنة.
  • الارتقاء بالشخصية الفردية من خلال نشر الوعى بمفاهيم التواصل الاجتماعى، والتعايش الإنسانى، وتأكيد مفهوم  المشترك الإنسانى الذى يجمع الشعوب محليًا وعالميًا، والأمثلة على ذلك عديدة، ومنها: "جمعية الهلال الأحمر المصرى، والتى تنشر أنشطتها على المستوى القومى والعالمى (عبدالله، 2014، 27).
3- تحقيق الأمن الإنسانى:
تستهدف إستراتيجية التنمية المستدامة لمصر 2030م تحقيق نمو احتوائى فى المجالات كافة من خلال الاستثمار فى القطاعات التى تمس الحياة اليومية للمواطنين، وتسعى إلى تحقيق اقتصاد تنافسى، ومتوازن، ومتنوع يعتمد على الابتكار والمعرفة، والحفاظ على العقل  البشرى، وقائم على العدالة الاجتماعية، واستثمار عبقرية المكان والإنسان لتحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بجودة الحياة للفرد (وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، 2016، 6).
يسعى أى مجتمع إلى بناء منظومة قيم ثقافية إيجابية فى المجتمع تحترم التنوع، والاختلاف، وحرية الرأى والحوار، واحترام حقوق المواطنة، وعدم التمييز بين الأفراد، وتمكين المواطن من الوصول إلى وسائل اكتساب المعرفة، وفتح الآفاق أمامه للتعامل مع معطيات عالمه المعاصر، وبما يحيط به من تدفق معلوماتي وانفتاح ثقافى، والقدرة على الاختيار الحر مع الاحتفاظ بهويته، وحماية فكره من الانحراف والتطرف، ويتطلب تحقيق ما سبق تكاتف وتعاون قوى الدولة من مؤسسات حكومية وجمعيات أهلية من أجل الحفاظ على المقدرات البشرية وحمايتها، وضرورة تعزيز الشراكة بين كافة القطاعات الثلاثة الحكومى والأهلى والخاص، وتفعيل دورهم فى حماية الأمن القومى لمصر فى ضوء المتغيرات والتحديات الداخلية والخارجية التى تسعى للتأثير سلبًا على أمن الوطن واستقراره (المجلس القومى لحقوق الإنسان، 2017، 21).
وتكمن أهميتها فى قدرتها على التواصل مع الطبقات المجتمعية كافة، وتوجيه الانتباه إلى ما تعانيه الطبقات المهمشة، والفئات المحرومة من الخدمات الضرورية، والعشوائيات ومحاولتها فى الحد من عدم الرضا تجاه الحكومات، والسعى لتوفير حياة مناسبة، والإسهام فى توفير فرص العمل مما يقلل من المخاطر الأمنية لهذه الفئات بانتشار الجريمة بأشكالها المختلفة.
ويتطلب الأمن الإنسانى الحماية من هذه المخاطر، وتمكين هذه الفئات من التمتع بحقوقهم ومواجهة مشكلاتهم. ولقد وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى قضايا هذه الفئات فى المرتبة الأولى من الاهتمامات للتنمية المستدامة، وتحقيق الأمن الإنسانى على الأرض مرتكزًا فى ذلك على سبعة مجالات رئيسة هى: الأمن الإنسانى، والغذائى، والاقتصادى، والصحى، والمجتمعى، والسياسى، والبيئى، ودعا إلى ضرورة التكامل والتعاون بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية؛ لإشباع حاجات الإنسان، وتنمية قدراته، واستثمارها وتوجيهها للارتقاء بها (جميل، 2018، 29)
فالدور التنموى التطوعى الذى تقوم به الجمعيات الأهلية فى النهوض بالمجتمع والحفاظ على تماسكه، يزداد بصورة واحدة، ولا سيما مع اتساع الهوة بين جيل الآباء والأبناء، فلم يعد دورها يقتصر على معالجة المشكلات الفكرية، والقومية بعد حدوثها، وإنما تجاوز ذلك الدور العلاجى إلى الدور الوقائى والإنمائى والتوازنى الذى يسعى إلى تحقيق التعاون بين القوى الثقافية، والسياسية المختلفة من أجل الإسهام فى عملية التغير الثقافى والاجتماعى، وتحقيق وحدة الصف والحد من الصراعات الفكرية التى تؤثر سلبًا على أمن واستقرار المجتمع، والحماية من الخلافات المذهبية التى تهدد تماسك المجتمع (أبو النصر، 2017، 71).
ومما سبق يتضح أن للجمعيات الأهلية أدوارًا متعددة فى النهوض بالمجتمع وأفراده، وتنمية قدراتهم وتحقيق الضبط المجتمعى بالشراكة مع الدولة.
نتائج البحث
  1. تُمثل الجمعيات الأهلية إحدى مؤسسات المجتمع المدنى الذى يتكون من أفراد وهيئات لا تسعى لتحقيق الربح المادى، وتوجه أنشطتها لخدمة المجتمع لتحقيق جملة من التغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
  2. هناك دور مؤثر للجمعيات الأهلية فى مواجهة العديد من المشكلات الاجتماعية الناتجة عن حالة عدم الرضا لدى الفئات الأكثر حرمانًا، وذلك من خلال قدرتها على تلبية العديد من احتياجاتهم المادية والمعنوية مما جعلها الأكثر قدرة على التواصل معهم، وإحداث التغير الاجتماعى والثقافى لديهم.
  3. يمثل التعدد النوعى للجمعيات الأهلية –من جمعيات ثقافية وصحية ورعوية - قوة هائلة يمكن الاستفادة منها فى إحداث تغيرات جذرية فى المجتمع؛ وذلك من خلال تنوع برامجها، وتوظيف مجالاتها لإحداث التنمية الفكرية لدى الشباب، وحمايتهم من الانجراف وراء تيارات فكرية متطرفة.
  4. إن قيام الجمعيات الأهلية فى برامجها على مبادئ التكامل الاجتماعى، وإعلاء قيم الإنسانية، وسعيها لتغليب المصلحة العامة على المصلحة الفردية يمثل دعامة أساسية لتربية الشباب على الارتقاء النفسى والاجتماعى، والحد من هيمنة النزعة الفردية التى فرضتها الثقافة الغربية الوافدة.
  5. تقوم الجمعيات الأهلية على فكرة التطوع والعمل بدون مقابل؛ من أجل خدمة الإنسانية، والسعى لتحقيق التعايش الإنسانى السوى، والذى يُعدُّ ركيزة أساسية فى بناء نسيج مجتمعى تتماسك أركانه المادية والمعنوية.
  6. استناد الجمعيات الأهلية على جملة من المقومات الإنسانية والاجتماعية والإدارية جعل منها بيئة ثرية لتدعيم قيم إيجابية فى نفوس أفرادها كالشعور بمعاناة الآخرين والتلاحم الإنسانى معهم، والقدرة على قبول التعدد الفكرى والتسامح الاجتماعى، والبعد عن التعصب والتشدد، والإسهام فى إحداث نموهم العقلى والوجدانى.
  7. للجمعيات الأهلية دور ملموس فى تناول بعض الظواهر المجتمعية السلبية التى فرضتها قيم العولمة من إعلاء قيم الفردية والأنانية، وذلك من خلال ما تقوم به من برامج وأنشطة مجتمعية تجعل الشباب أكثر قدرة على العطاء الإنسانى والمبادرة التطوعية لخدمة بيئتهم المحلية.
  8. تغيرت النظرة إلى الجمعيات الأهلية، واعتبارها قوة محركة فى إحداث التغير الجذرى فى البيئة المحلية، وذلك من خلال قدرتها على إجراء التعديلات فى برامجها وأنشطتها بما يتواكب مع تطورات المجتمع ووفقًا لمتغيرات العصر، وما يترتب عليها من تغيرات فكرية واجتماعية.
  9.  تقوم الجمعيات الأهلية على تدعيم قيم المواطنة الصالحة فى نفوس الشباب وإكسابهم القدرة على قبول الآخر، وذلك من خلال ما تقوم عليه من استقلالية منضبطة تعترف بحقوق الآخرين، وتؤمن بالتعددية والنسبية الثقافية.
  10. تمثل الجمعيات الأهلية إحدى القنوات الشرعية للتعبير عن الرأى فى القضايا المجتمعية؛ حيث تشارك بفاعلية فى المناقشات والفاعليات المفتوحة حول القرارات السياسية والاجتماعية، وذلك من خلال الحوار المجتمعى الذى تمثل الجمعيات الأهلية أحد آلياته، مما يُتيح الفرصة للشباب لعرض آرائهم والشعور بأدوارهم فى إحداث التغير الاجتماعى والثقافى والسياسى.
 

مراجع البحث
  1. أحمد سامى متولى ( 2017). "مشروعات مشتركة بين الحكومة والجمعيات الأهلية"، جريدة الأهرام، ع (47511)، مؤسسة الأهرام، القاهرة.
  2. أمانى قنديل  (2005).  مؤسسات المجتمع المدنى ووظائف الدمج الاجتماعى والسياسى" حالة مصرية"، مجلة الثـقافة الجديــدة، ع (175)، الهيئة العامة لقصـور الثقافة، يناير، القاهرة.
  3. أمانى قنديل (2005)، عملية التحول الديمقراطى فى مصر (1981م- 1993م)، مركز ابن خلدون للدراسات الإنسانية، القاهرة.
  4. إنجى جمال الدين عبد المعطى (2008).  دور المنظمات غير الحكومية وانعكاساتها على الأمن القومى المصرى: دراسة حالة لمنظمات حقوق الإنسان، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة.
  5. إيمان عبد الراضى أبو الحسن (2012). دراسة تقويمية لدور الجمعيات النسائية فى تعليم الكبار بمدن القناة، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة السويس.
  6. جابر عبد الحميد جابر وأحمد خيرى كاظم (1996). مناهج البحث فى التربية وعلم النفس، دار النهضة العربية، القاهرة.
  7. جمال الدهشان (2016). "الأمن الفكرى فى مؤسساتنا التعليمية فى عصر المعلوماتية"، من أبحاث المؤتمر العلمى السادس للتربية العربية وتعزيز الأمن الفكرى فى عصر المعلوماتية بين الواقع والمأمول.
  8. حسن سلامة (2009) ."الجمعيات الأهلية ودور رأس المال الاجتماعى"، مجلة الديمقراطية، ع (35)، مؤسسة الأهرام، يوليو، القاهرة.
  9. خالد جاسم إبراهيم (2013). الدور الرقابى لمؤسسات المجتمع المدنى وأثره على تنمية المجتمع: جمعيات النفع العام: دراسة حالة، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الشرق الأوسط، دبى.
  10. ديانا أيمن راشد (2014). أثر العولمة الثقافية على مواطنى الضفة، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الدراسات العليا، جامعة النجاح بنابلس، فلسطين، 2012م، ص 47.
  11. رباب الحسينى: "دور المجتمع المدني فى تفعيل الخطة العربية للطفولة"، مجلة أصداء مجداف، ع (21)، برنامج الخليج العربى للتنمية، الرياض.
  12. زواوى رايس (2011). "معوقات المجتمع المدنى"، الملتقى الوطنى حول دور التربية فى الحد من ظاهرة العنف، جامعة الجزائر، وهران، المنعقد فى الفترة من 7 إلى 8 ديسمبر، القاهرة.
  13. زينب عبد العظيم (2002).  دور المنظمات غير الحكومية فى ظل العولمة الخبرتان المصرية واليابانبة، مركز الدراسات الآسوية، جامعة القاهرة.
  14. سعيد إسماعيل على (2003).  تجريف العقول، عالم الكتب، القاهرة.
  15. سليمان عبد ربه محمد (2002). "الجهود التربوية للجمعيات الأهلية فى مصر"، ورقة عمل مقدمة لندوة: الجمعيات الأهلية وتطوير التعليم فى مصر، المنعقدة فى 15 إبريل 2001م، مجلة الجمعية المصرية للتربية المقارنة والإدارة التعليمية، مارس، القاهرة.
  16. شادية قناوى (2003). "الآثار الاجتماعية لتغير القيم فى المجتمع المـصرى"، مجـــلة الثقافة الجديدة،ع (175)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، يناير، القاهرة.
  17. شرين حسن مبروك (2013). رؤية مستقبلية لدور المجتمع المدنى فى تطوير التعليم العالى فى مصر، رسالة دكتوراه غير منشورة، معهد الدراسات والبحوث التربوية، جامعة القاهرة.
  18. صالح طالوزى (2009). دور مؤسسات المجتمع المدنى فى تعزيز الديمقراطية لدى الأفراد من وجهة نظر العاملين فيها وقيادات المجتمع المدنى، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الدراسات العليا، جامعة القدس.
  19. صلاح أحمد هاشم: (2007). "تقرير الاحتياجات التدريبية للجمعيات الأهلية كمؤشر تخطيطى لبناء قدراتها"، المجلة المصرية للتنمية والتخطيط، م (15)، ع (2)، وزارة التخطيط، ديسمبر،  القاهرة.
  20. عائشة عبد الفتاح الدجدج (2015). دور منظمات المجتمع المدنى فى نشر ثقافة المواطنة والمشاركة السياسية، المؤتمر السنوى الثالث عشر لمركز تعليم الكبار، جامعة عين شمس، المنعقد فى الفترة14-16 إبريل، القاهرة.
  21. عبد الرحمن النحلاوى (2010). أصول التربية الإسلامية وأساليبها فى البيت والمدرسة والمجتمع، ط (8)، دار الفكر، دمشق.
  22. عبد الغفار شكر (2004). اختراق المجتمع المدنى فى الوطن العربى وتحديات العولمة، مكتبة مدبولى، القاهرة.
  23. عبد المجيد راشد (2077). "التنمية الإنسانية"، الحوار المتمدن، ع (2115)                                    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=116956.
  24. عودة جميل (2018). مفهوم التنمية البشرية وأبعادها الإستراتيجية، منتدى التنمية العربى.
  25. فرانك أدلوف (2009). المجتمع المدنى: النظرية والتطبيق السياسى، ترجمة عبد السلام حيدك، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
  26. متاح على: www.dimatanmia.assoc.col t129-topi
  27. المجلس القومى للمرأة (2015).  منشورات المجلس القومى للمرأة، تقرير العنف لعام 2015م، إدارة الإعلام بالمجلس، القاهرة.
  28. المجلس القومى لحقوق الإنسان (2017). الملتقى السنوى الحادى عشر لمنظمات المجتمع المدنى ودورها فى التنمية المستدامة 2030، المنعقد فى 3 أكتوبر 2017م، المجلس القومى لحقوق الإنسان،  القاهرة.
  29. مدحت أبو النصر( 2007). إدارة منظمات المجـتمع المدنى، إيتراك للنشر والتــوزيع، القاهرة، 
  30. مدحت أبو النصر (2017). إدارة منظمات المجتمع المدنى، إيتراك للنشر والتوزيع، القاهرة.
  31. مركز هورد لدعم التغير الرقمى (2015) . تقرير مركز هور عن دور منظمات المجتمع المدنى وواقع مشاركتها فى تنمية المجتمع، مركز هورد لدعم التغير الرقمى، القاهرة.
  32. هانى عبد الله (2014). "الجمعيات الأهلية محاصرة برؤى ضيقة"، مجلة الوعى الإسلامى، م (51)، ع (584)، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، فبراير، الكويت.
  33. وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى (2016). رؤية مصر 2030م: مشروع خطة التنمية المستدامة، وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، القاهرة. 
  34. ولاء إبراهيم السيد (2011). دور الجمعيات الأهلية فى مواجهة مشكلات التلوث البيئى: دراسة ميدانية، رسالة ماجستير غير منشورة، معهد الدراسات والبحوث البيئية، جامعة عين شمس.

المزيد من الدراسات