الرئيسيةأعداد المجلة تفاصيل الدراسة

القيم التربوية في ثقافة التعايش مع الآخر لدى طلاب كلية التربية جامعة حلوان نموذجاً

الإطار العام للبحث
أولاً: مقدمة
لقد استهل العصر الحالى إطلالته بمتغيرات جذرية طرحت العديد من التحديات على الصعيد الإنسانى، ولم تكن هذه التحديات وليدة تلك الإطلالة، بل إنها نتاج متآلف لعوامل ومتغيرات كثيرة، فقد تركت جملة من المتغيرات العالمية المستجدة بصمات مؤثرة، وتحولات حادة على كافة مناحى الحياة الإنسانية، مما استوجب على النظم التربوية المعنية ببناء وتشكيل الشخصية الإنسانية إعادة النظر فى سياساتها وبرامجها.
ليس ثمة شك فى أن الظروف المحلية والقومية والعالمية التى يعيش فيها أو يتأثر بها فئة الشباب الآن تختلف اختلافـاً جوهرياً - فى النوع والكم - عن تلك التى عاشت فيها أو تأثرت بها فئات سابقة، ولعل أبرز التحديات حاليا التوجه نحو التطرف، وهو من المشكلات الخطيرة التى بدأت تفرض نفسها على الساحة المصرية، وتنتشر بين قطاعات عريضة من المجتمع - خاصة فئة الشباب - لتهدد أمن وسلامة الوطن ككل بصورة تدعو إلى ضرورة الاهتمام بها للتعرف على أسبابها واتجاه الأفراد نحوها، فقد أوجد تزايد المعرفة وتطبيقاتها فى حياة البشرية الكثير من التغيرات الاجتماعية، وهذا بدوره يجعل عملية تنظيم المعرفة التى يمكن أن تتاح للأجيال القادمة، وما يصاحبها من قيم، شرطًا أساسيًا لمواجهة التحديات التى يفرضها العصر القادم ويفترض على الجامعة تنمية قيم تقبل الآخر والتعايش معه باعتبارها أحد أهم المؤسسات التى يعتمد عليها المجتمع فى إعداد الجيل القادر على التكيف مع متطلبات المجتمع.
ونتيجة لما يمر به المجتمع المصرى من ظروف صعبة، ما بعد أحداث يناير، انبثقت سلوكيات سلبية منها التطرف ورفض الآخر فظهرت بشكل واضح، وهذه التغيرات الحادة والمفاجئة والمتلاحقة والغريبة على المجتمع المصرى المتماسك، ولدت لديهم حالات عجز عن التأقلم والتلاؤم واللجوء إلى اتخاذ مواقف مضادة تتسم بالتوتر، وفى حالة اقتران هذا النسق بنسق تقدير الذات، والمفهوم الإيجابى لدى الشخص عن نفسه، تنمو توجهات العدوان الفجة ضد المجتمع، ولا يقف منه موقف العداء فقط بل موقف الرفض والإنكار، ويتوقف  تطوير هذا الموقف إلى التطرف والإرهاب على عاملين هما:
  • تنامى الانحراف والتوجه نحو العدوان وتعاظم الأنا الأعلى ليبرر الإرهاب، أو التطرف باعتباره كفاحاً أخلاقياً لسيادة صورة مثالية يسعى إليها المتطرف.
  • وجود أيديولوجية تشكل مجتمعًا فرعيًا يجابه المجتمع (الأكبر – الأم – الأساس ) ويرفض من خلاله مشروعية وجوده.
هذه المظلة التى تسيطر على المتطرف، هو النظام الممثل لسلطته هو فقط، بحيث يمكن من خلال هذا الاعتماد وضع غلالة أو غطاء للنوازع العدوانية، أو صياغتها بمثاليات العقيدة أو الدين، فيبدو القتل والسلوك المضاد للمجتمع والاعتداء ليس جريمة ولكن بوصفه جهاداً وبوصفه دفاعًا عن المبادئ السامية وهكذا يتمكن الفرد من توفير مبررات تحتفظ لذاته بالتقدير، والتماسك وقوة الدفع، وكليهما أمور تؤدى إلى تماسك المجتمع الجديد أوالمجموعة المتطرفة عن النسق الأكبر (فرج، 1993، 413-428)(*).  
فالتطرف ظاهرة عالمية وقديمة بل وتاريخية فما ظهر دين أو مذهب أو نظام، إلا وكان بين أعضائه وأنصاره متطرفون فكرًا أو سلوكًا، ويؤكد البعض أن ضعف التنشئة الفكرية هى أحد أسباب التطرف لدى بعض الشباب وتعتبر المؤسسة الجامعية ذات دور محورى فى تحديد اتجاهات التنشئة الفكرية والاجتماعية وبلورة مساراتها، وبالقدر الذى تسود هذه المؤسسات إدارة التطور بالقدر الذى نجد جيلاً طموحًا متطلعًا إلى البناء والتنمية الذى يستنهض بالضرورة روح التعايش وقبول الآخر كقيمة أساسية ًللنهوض بالمجتمع.
فلم تعد القوة وحدها قادرة على الردع لكن لابد من تضافر جهود المؤسسات التربوية فى مكافحة التطرف والإرهاب لما للتعليم من أثر هام فى الحفاظ على تماسك المجتمع، وخلق الانتماء للمحافظة على بقاء المجتمع، ولذلك يحظى التعليم الجامعى فى مصر باهتمام بالغ لدى نسبة كبيرة من فئات المجتمع، نظرًا لما يسهم به فى إعداد الكفاءات البشرية القادرة على التفكير العلمى وحل مشكلات المجتمع، فضلاً عن تحمل مسئولية الحياة العلمية به، إذ أخطر ما يتضمنه عالمنا المعاصر هو هذه الهجمة الشرسة التى لم تقنع بالقوة، وإنما تضع الذات الحضارية بما تقوم عليه من ثقافة وقيم فى بؤرة الصراع، وتوجه صور الهجمة الشرسة إلى المفاصل الأساسية للذات الحضارية العربية والتى مقوماتها من عقيدة دينية ولغة وتاريخ (المرهون، 2018، 6) 
ومن المؤكد أن الدول التى لن تستطيع أن تساير هذه التغيرات العالمية ستواجه أخطار الانهيار أو الانصهار فى بوتقة الدول الأخرى (عثمان، 1996، 94) فتحسين خصائص الإنسان وإكسابه قيما كالتعايش العقلانى المستنير عن طريق التربية تعتبر البداية لمساعدة الجيل القادم على مواجهة مشكلات التطرف والعنف، فرسالة الجامعة تتمثل فى توفير نوع من البيئة لأداء رسالة متميزة فى مجالات المعرفة والفكر من منظور ثقافة العصر واحتياجات المجتمع تحقق للمجتمع الاستقرار(عمار، 1996، 94) وحتى يكون الطالب محققا  للأهداف العليا للمجتمع ينبغى أن توفر له الإمكانات التى تساعد على إعداده وتوجيهه وتكوينه النفسى والاجتماعى والدينى والروحى والجسمى، حتى يمارس مسئولياته بكفاءة كاملة لا فى عمليات الإنتاج فحسب بل فى عمليات العلاقات الإنسانية والقيم والسلوكيات والأخلاقيات، ويلاحظ أنهم فى حيرة فكرية لأنهم يعيشون عالة على فكر غيرنا فيجذبه هذا الفكر للقراءة عن أوطان تلك الثقافات ويتحول انتماؤه تدريجيا إلى تلك الثقافات، وبالتالى إلى أوطانها (الخميس، 1981، 6-7)
على رغم أن التعايش مع الآخر من القيم التى تسعى التربية إلى تحقيقها فى مجتمعنا المصرى، من منطلق أن الوظيفة القيمية، والتى لا تقل أهميتها عن وظائف التربية المتعددة الاقتصادية، والاجتماعية والسياسية وغيرها، إلا أن دور التعليم الجامعى فى ترسيخ القيم الإيجابية لدى طلابه لم يزل محدودًا، وقد ترتب على ذلك خلل فى منظومة القيم التى عاش بها المصرى معنى المواطنة المصرية والانتماء.
ومن أهم الأسباب التى تؤدى إلى ظهور التطرف الفكرى بين أوساط الطلبة الجامعيين هو تدهور وقدم أنظمة التعليم، فضلا عن سوء توزيع خدمات الدولة، وغياب العدل الاجتماعى فى تدنى مستوى الصحة والدخل والتعليم، مع تفشى ظاهرة البطالة طبقا للحالة الراهنة ومؤشرات التنمية البشرية أدى ذلك إلى ظهور التطرف بشتى صوره فى المجتمع المصرى، إضافة إلى اضطراب المعايير مما أدى إلى قصور دور التربية فى تنمية وعى الطلاب بالأطر الفكرية لمفهوم (تقبل الآخر).
وعلى رغم الدور الإيجابى الذى تؤديه الجامعة فى تفعيل آليات الضبط فى المجتمع، إلا أن التغيرات الاجتماعية والثقافية التى يمر بها المجتمع المصرى فى الوقت الحاضر (تعاقب الثورات وتفشى ظاهرة الإرهاب) أصبحت تفرض على النسق التربوى مسئوليات مضاعفة تتجاوز حدود التعليم فى نمطيته التقليدية، وتفرض على النسق التربوى الاضطلاع بدور أكثر أهمية فى تشريب جيل الشباب المعايير والقيم التى تحافظ على أمن واستقرار المجتمع، إن النسق التربوى فى الوقت الحاضر أصبح يعانى من الكثير من الضغوط بسبب قصوره عن أداء بعض الأدوار المناطة به مما يتطلب إعادة النظر.
كما أن من وظائف الجامعة تنمية ثقة الشباب فى نفسه وفى وطنه وفى قادته، والتى تعمل على تنمية التسامح والقدرة على تقبل الآخر والتعايش معه. لذلك فالتغير الاجتماعى - بسرعته الفائقة وشموله وعمقه - يأتـى دائما بأوضاع ليست لها سوابق يجعل التكيف معها أو إعادة التنظيم بينها أمرًا يكاد يكون صعبًا، فجوهر الصراع العالمى - هو سباق فى تطوير التعليم يتمثل فى تقبل الآخر، لأن التعليم يتحمل مسئولية هائلة فى تحقيق التعايش الذى نرجوه، وإذا نظرنا إلى التجارب الإنسانية الناجحة التى تمت فى العقود الماضية، والتى حققت تقدمًا ملموسًا فى كافة هذه المجالات شرقًا وغربًا، نجدها تمت بلا استثناء من بوابة التعليم. (بهاء الدين، 1997، 13 - 14)
فالمؤسسات التربوية فى حاجة ماسة إلى خطة تربوية تطبق بالفعل لتنمية قيمة تقبل الآخر والتعايش معه، ولاسيما شباب الجامعة، لأن هناك قصورًا واضحًا على كافة المناهج الدراسية، ساعد العنف أن يتجه فى مساره بوضوح ، إلى السيطرة على الآخر والهيمنة على مقدرات وجوده، وهذا يشكل موقفًا مكروهًا ومرفوضًا من قبل الجماعات المهيمنة فتهميش الآخر أمر صادم، ويمثل عملية اغتصاب لقيمة إنسانية ضرورية لتوازن المجتمعات الديمقراطية القائمة على مبدأ المواطنة ففى المجتمعات المعتدلة يوجد رفض صريح للخطاب العرقى والسلوك التعصبى، والتمييز الذى يستهدف الجماعات وينال من قيمتها وشخصيتها وأركان هويتها المتعلقة بالأصل والعرق والدين والجنس، فالتهميش يتم عبر الإهانات والتحقير والتصغير والتشهير والتمييز، وهى أفعال تمييزية تنتقص من قيمة الفرد وتدمر مرجعيات هويته الإنسانية، لقد لعب التطرف على توظيف هذا النوع من الإرهاب والتدمير الثقافى للهوية، وذلك تحت ذريعة التنوير والديمقراطية (وطفة، 2017، 6) قد يزداد فى هذه المرحلة الميل إلى النقد والتمسك بالرأى، وقد يلجأ إلى العنف متحملاً النتيجة ويحاول تحقيق المزيد من الاستقلال الاجتماعى ومقاومة السلطة (زهران، 2003، 8).
مما يفرض على الجامعة أن تمتد جذورها من الدور التعليمى إلى الدور التنويرى والاستشارى باعتبارها أحد أهم المؤسسات التى يعتمد عليها المجتمع فى ضخ منتج قادر على التعايش مع متطلبات المجتمع، وحاجات المجتمع والمساهمة فى رقى الفكر والتقدم العلمى وتنمية القيم الإنسانية، فلما كانت الجامعة مسؤولة عن إعداد شبابها إعدادًا علميًا، فإنها مطالبة أيضاً بإعدادهم إعدادًا ثقافيًا يؤهلهم للتعامل مع الواقع بوعى واتساع أفق والقدرة على التعايش مع الآخر، ليصبح لديه قدر من المرونة لتقبل الآخر كذلك مطالبة بإعداد نوعية جديدة من الخريجين للمجتمع المعاصر وعلى مستوى عال من الكفاءة بإحداث تطوير كامل وشامل فى العملية التعليمية.
فالجامعة هى معقل الفكر الإنسانى فى أرفع صوره، وبيت الخبرة فى شتى صنوف الآداب، ووسيلة للحفاظ على القيم الإنسانية وتنميتها فى تكامل مع قيم الثقافة الوطنية، مما يحفظ الشخصية الوطنية لمجتمعها،  وهى رائدة التطور والإبداع والتنمية وصاحبة المسئولية فى تنمية الثروة البشرية باعتبارها أكبر ثروة يملكها المجتمع، ويعتبر تحسين خصائص الطالب (المعلم) وإكسابه قيمًا كالتعايش العقلانى المستنير عن طريق التربية تعتبر البداية لمساعدة الجيل القادم على مواجهة مشكلات التطرف والعنف فرسالة الجامعة تتمثل فى توفير نوع من البيئة لأداء رسالة متميزة فى مجالات المعرفة والفكر من منظور ثقافة العصر واحتياجات المجتمع تحقق للمجتمع الاستقرار كما أن من وظائف الجامعة تنمية ثقة الشباب فى نفسه وفى وطنه وفى قادته، والتى تعمل على تنمية التسامح والقدرة على تقبل الآخر والتعايش معه.
أهمية المرحلة العمرية لطلاب الجامعة (18- 22) سنة:
تعتبر مرحلة الشباب مرحلة نمو مهمة جدًا فهى مرحلة الانتقال من الطفولة والاقتراب من الرشد وبالتالى لها خصائصها التى تميزها عما قبلها وما بعدها، كذلك وقد توصف بانها مرحلة عواصف وتوتر وشدة تسودها المعاناة والإحباط، والصراع والضغوط الاجتماعية، ويختلف العديد من الأفراد فى وصفه لهذه المرحلة على أنها مرحلة نمو عادية ولا تظهر مشكلات طالما يسير نمو الطالب فى النمو السليم (زهران، 2005، 475).
وتتميز هذه المرحلة بنمو الذكاء والقدرات العقلية والنضج العقلى والاجتماعى إلا أنه يغلب عليها نمو الانفعالات والتذبذب والتناقض والحساسية، ويعد قطاع الشباب الثروة الحقيقية لأى مجتمع من المجتمعات، حيث إنهم يمثلون أهم قطاعات المجتمع، إلى جانب كونهم شريحة اجتماعية تشغل وضعًا متميزًا فى بنية المجتمع، وشباب الجامعة يمثلون شريحة هامة داخل قطاع الشباب، حيث يساهمون فى تكامل عملية البناء فى المجتمع بالإضافة إلى أنهم يعدون نخبة منتقاة من الشباب الذين أتيحت لهم فرص الحصول على معارف وخبرات فى مختلف العلوم والفنون لم تتح لغيرهم ممن فى مثل سنهم، إلى جانب ما يمتازون به من حيوية ونشاط تؤهلهم لأن يكونوا إحدى القوى السياسية الفعالة عند ممارستهم للعمل السياسى الذى ينبغى أن يتمرسوا على أدائه.
فقد تعزى أهمية مرحلة الشباب الجامعي، وما تمثله من ضغوط توجه مسارهم نحو الانحراف والجريمة والتعصب من تأثيرات سلبية على المجتمع المصرى، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى التغير القيمى المتسارع وانهيار البناء القيمى فى ضوء ما تشهده المجتمعات من انتشار العولمة، وتفشى الإرهاب وانقياد الشباب تحت سيطرة الغير ضد مصالح الأوطان، وعدم القدرة على مواجهة الضغوط التى يمارسها الغير عليهم، ونتيجة لعدم قدرة الشباب فى المرحلة الجامعية فى مواجهة الأزمات فيصبحوا أكثر فئات عرضة لتبنى الأفكار السلبية، تؤدى إلى تشوه البناء المعرفى لديهم حول بعض الموضوعات التى تؤرقهم فى السياسة والدين والمهنة (طلعت، 2017، 22)
ومما لاشك فيه أن الشباب هم مصدر قوة للمجتمعات فعليهم تقع الآمال وبإرادتهم الجادة وسواعدهم تتحقق الطموحات السامية، أما إذا انحرفوا فإنهم يكونون سببًا فى تدمير أنفسهم أولا، وتدمير مجتمعهم وتحطيم آمالهم وآمال المجتمع فيهم، ومن أهم أنواع انحراف الشباب الانحراف الفكرى، وهو أخطر أنواع الانحراف، حيث يعتنق الشباب أفكارًا غير سوية، فالإنسان عندما يقتنع بشىء ما فهو مستعد للتضحية من أجله بغض النظر عن مدى صوابه أو خطئه، وهذه هى نقطة الخطر. ومجتمعنا فى العصر الحالى بدأ يعانى من ظاهرة التطرف التى أخذت تؤثر على الأفراد والجماعات وخاصة الشباب، وبشكل عام فإن التطرف يؤدي إلى انحراف فى السلوك، ومرحلة الشباب هى أسرع وأسهل مراحل العمر فى التحرر من القيم والاتجاهات، لذا فإن الحاجة ملحة إلى عملية تطوير وتحديث وتجديد فى المقررات التربوية والكفيلة بتنشئة وإعداد كوادر بشرية فاعلة تواكب هذا التطور المتسارع فى المعرفة، والمعلومة والتقنية وكوادر منتجة، ومشاركة ومساهمة فى دفع عجلة التقدم والرقى بمعارفهم وعلمهم وعملهم، فالتعليم حق لكل مواطن وهدفه بناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية الوطنية، وتأصيل المنهج العلمى فى التفكير وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار وترسيخ القيم الحضارية والروحية، وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز، وتلتزم الدولة بمراعاة أهدافه فى المناهج التعليمية ووسائله وتوفيه وفقاً لمعايير الجودة العالمية (شنودة، 1978، 5)
ويهدف إلى تكوين الفرد تكوينًا ثقافيًا وعلميًا وقوميًا بقصد إعداد الفرد وتزويده بالقدر المناسب الذى يحقق إنسانيته وكرامته وقدرته على تحقيق ذاته، وإسهامه فى الإنتاج من أجل تنمية المجتمع والقدرة على العيش فى سلام، فمنذ أوائل القرن العشرين وبظهور التربية التقدمية القائمة على الخبرة المباشرة أدى التعليم إلى حدوث تغيرات كبيرة فى ماهية المنهج الدراسى وطرائق تقديمها, بل إلى أن يصبح الدارس محور العملية التربوية لأنه هو الممارس للخبرة، وهو الذى يتفاعل مع البيئة، ومن ثم يجب أن يلبى المنهج الدراسى احتياجات ومتطلبات النمو للدارسين (بدران، 1998، 239)
وتقع مسئولية التربية والإعداد هنا على عاتق الجامعة باعتبارها أهم وسيط من وسائط التربية، حيث تلعب دورًا هامًا وحرجًا فى المساهمة بشكل كبير فى تكوين شخصية الفرد وصقلها، بل تحديد ملامحها العامة، وبخاصة بعد أن تغيرت النظرة لوظيفة الجامعة التى لم تعد قاصرة على البحث فى المعرفة ونقلها بل أصبح ينظر إليها على أنها مركز لخدمة المجتمع، وبالإضافة إلى ذلك إعداد الإنسان المزود بأصول المعرفة وطرائق البحث والقيم النبيلة وكذلك رعايته رعاية متكاملة من جميع الجوانب (مرسى، 1985، 105 - 106) كذلك تؤكد الدولة على ضرورة أن يكون للشباب دور فى القضايا السياسية للمجتمع وضرورة إشراكهم فى المواقع القيادية وعملية اتخاذ القرار.
ويرجع انتشار التوجه نحو التطرف بين طلاب الجامعة إلى غلبة بعض القيم الخارجة عن مجتمعنا المصرى الأصيل، والتى تدعو إلى العنف والتخريب والتدمير وزعزعة الأمن القومى للبلاد، وتغيير الأيدولوجيات والأفكار التى أنشأتها مؤسسات المجتمع من الأسرة والمدرسة ودور العبادة ، واستدراج قيم  دخيلة جديدة وتمريرها عبر قنوات غير شرعية تدعو إلى التصلب والجمود وعدم قبول الرأى الآخر والنقد من أجل النقد والتعصب وإثارة الفوضى والعنف بين طلاب الجامعة، فقد تشير مشكلة التطرف إلى ثورة وتمرد على الواقع غير المقنع، أو قد تمثل هروبًا من ذلك الواقع إذا كانت الثورة عليه ليست ذات جدوى، ومما يزيد من خطورة مشكلة التطرف كذلك ارتباطها الوثيق بظاهرة العدوان والعنف المسلح والإرهاب، حيث تؤكد نتائج العديد من الدراسات التى أجريت على فئات من المتطرفين إلى ارتفاع درجاتهم على مقاييس الجمود والسيطرة والاستقلالية والتسلطية والعدوانية (عبد الله، 1996، 81 - 82).
ويتسم الأفراد ذوى الاتجاهات المتطرفة بالعديد من مظاهر الاضطراب والتوتر وعدم الاتزان فى الشخصية، ويعبر هؤلاء الأفراد عن هذا التوتر والاضطراب على شكل اتجاهات متطرفـة فى السياسة والدين والمجتمع والرياضة والفن، ويتميز الشباب فى تعبيرهم عن اتجاهاتهم المتطرفة من خلال الرفض والثـورة والتمرد على مجـتمعهم بكل ما فيه من قيم ومبادئ (أبو دوابة، 2012) وينتشر الاتجاه نحو التطرف بين طلاب الجامعة انتشارًا كبيرًا، فمرحلة الشباب هى أسرع وأسهل مراحل العمر فى التحرر من القيم والاتجاهات، لأن هذه المرحلة يزداد فيها لدى الفرد الوعى الاجتماعى والميل إلى النقد والرغبة فى الإصلاح وقد يلجا إلى العنف متحملا فى سبيل ذلك المشاق، ويحاول تحقيق المزيد من الاستقلال الاجتماعى ومقاومة السلطة (زهران، 2003، 47)
لذا فإن البحث الحالى يهدف إلى إلقاء الضوء على القيم التربوية داخل الجامعة وعلاقتها بالتوجه نحو التطرف، ورفض الآخر باعتباره نوعًا من أنواع  العنف الثقافى الذى يؤدى إلى الهيمنة التى يمارسها أصحاب النفوذ على أتباعهم بصورة مقنّعة، إذ يقومون بفرض مرجعتيهم على الآخرين من أتباعهم، ويولدون لديهم إحساسا عميقاً بالدونية والشعور بالنقص ويخضعونهم لنسق من المعايير والرموز التى تؤكد دونيتهم ووضعياتهم الثانوية عبر عمليات ومشاعر النقص والضعف والافتقار إلى الجدارة والموهبة والشرف والكرامة وضعف تقدير الذات، فالهيمنة تمثل فى جوهرها عملية تطبيع الآخر على الشعور بالدونية، وضعف الإحساس بالقيمة الذاتية، وازدراء الأنا، كما تمثل فى جوهرها عملية تمويه وتورية واختفاء ومواربة فى تحقيق أهدافها وغاياتها السلطوية (وطفة،2012)
ثانيًا: مشكلة البحث
شهد المجتمع المصرى ظروفاً غير طبيعية بسبب انتشار ظاهرة رفض الآخر، وهذه الظروف أدت إلى إحداث تغييرات بنيوية اجتماعية، انعكست سلبًا على المجتمع المصرى، ولعل أبرز إفرازات هذه المرحلة ظهور أنماط غير مسبوقة من سوء العلاقات وانتشار الرغبة فى إقصاء الآخر وإبعاده، ومن ثم العمل على إلغائه فتتحول إلى إرادة طاغية تتجاوز حدود الرغبة فى عدم التعايش معه، وهنا تتعدد أشكال العنف وصيغه التى تبدأ بالإهانة والاحتقار والإذلال لتصل عبر التعذيب إلى الموت، فثمة ظواهر أخرى لا تزال تعلن عن نفسها بين بعض الطلاب، مثل مظاهر وضع شارات معينة، والتعصب لجماعات متطرفة مظهرًا وسلوكًا وفكرًا (حافظ، 1980، 4).
على الرغم مما تبذله الجامعة المصرية من جهود لنشر وتأصيل قيم التعايش مع الآخر فى نفوس طلابها، إلا أن الواقع يكشف أن المجتمع المصرى يتعرض لحملة تفتيت نسيجه، ولقد أصبحت من الظواهر التى تشكل هاجسا يضعف من قوام المجتمع المصرى، ويمثل هذا النوع من الظواهر تهديدًا لأمن المجتمع واستقراره.
ومما يزيد من خطورة هذه الجرائم وأثرها السلبى على المجتمع، أن مرتكبيها غالبًا ما يكونون من المتعلمين أى أن هناك تورطًا من بعض طلاب التعليم الجامعى فى أعمال العنف، وبعض التصرفات التى تضر بالمصالح الوطنية، بل إن أكثر المنفذين من فئة الشباب الذين تبلد الحس لديهم واعتقدوا بشرعية ما يرتكبونه من أعمال، ويمكن ملاحظة زيادة أعداد الطلاب المشاركين فى أحداث التطرف مما يستدعى ضرورة دراستها علميًا للتعرف على الأسباب التى أدت إليها، والأساليب الكفيلة بمواجهة آثارها السلبية على المجتمع وفى هذا الإطار نضع فى الاعتبار أهمية فهم وتفسير ما يحدث كخطوة أولية لوضع الحلول الاجتماعية المناسبة وتحديد أدوار كلية التربية نظرًا لأهمية التعليم باعتباره خط الدفاع الأول لأى أمة وبصفته صانع عقول أبنائها، ومن ثم صانع حاضرها الذى تعيشه وصانع مستقبلها الذى تأمله وتسعى إلى تحقيقه (محمد، 1994، 10).
لذا تكمن مشكلة البحث الحالى فى خطورة ظاهرة التطرف وما يتصل بها من أحداث عنف وعدوان وإرهاب، حيث تمثل تلك الظاهرة استجابة فى الشخصية تعبر عن التمرد والاستياء والرفض والاحتجاج على ما هو قائم بالفعل فى المجتمع، وتعكس مجموعة من السمات المميزة للشخصية المتطرفة مثل التصلب والدوجماتية والجمود الفكرى والمغايرة وضعف الأنا، وقد تدفع تلك السمات الشخصية إلى أساليب متطرفة فى السلوك مثل السيطرة والتسلطية والتعصب والعدوان والنفور من الغموض، وعلى رغم أن كافة الأديان السماوية قد رفضت التطرف، وتدعوا إلى الاعتدال  والوسطية، فما يزال الخطاب الدينى خلاف ذلك، وقد تصدر قائمة التطرف برفض الآخر، أو المبالغة فى تطبيقه، والتشدد الفكرى، فهو يسىء إلى أي فكر نافع فى حقيقته، دون العناية بفهمه وفق ظروفه، الأمر الذى يشيع الصراع والعنف بدلا من روح التسامح والحوار ونماذجه معروفه فى الساحة الفكرية والسياسية والاجتماعية العربية (طوالبة، 2000، 21).
ولذلك يمكن صياغة المشكلة فى العبارة الآتية:
تراجع دور الجامعة فى مواجهة التطرف من خلال كلياتها أو غياب المقررات التى تعمل على تقبل الآخر والقدرة على التعايش معه والتى قد تحد من أخطار التطرف والحد من ظاهرة الإرهاب فى المجتمع المصرى، لذا فيحاول البحث الحالى إلقاء الضوء على دور القيم التربوية فى مواجهة التوجهات نحو التطرف لدى طلاب كلية التربية بجامعة حلوان.
ثالثًا: أسئلة البحث
  1.  ما العلاقة بين القيم التربوية والتوجه نحو التطرف بأشكاله المختلفة لدى طلاب كلية التربية جامعة حلوان؟
  2.  ما مفهوم القيم التربوية (كالولاء والانتماء - والتسامح - وقبول الآخر والتعايش معه - والتعاون والسلام - والوسطية - وتحمل المسئولية) كقيم إيجابية فى المجتمع المصرى؟
  3.  ما مفهوم التطرف والغضب والعدوان والعنف والإرهاب كقيم سالبة فى المجتمع المصرى؟
  4.  ما العوامل التى تنمى قيام الطلاب بالأعمال الإرهابية وكيفية التغلب عليها؟
رابعاً: فروض البحث
على ضوء ما تعرض له الباحث فى الإطار النظرى أمكن صياغة فروض البحث كما يلى:
  1. توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين القيم التربوية والتوجه نحو التطرف لدى طلاب كلية التربية جامعة حلوان.
  2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور والإناث فى التوجه نحو التطرف.
  3. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور والإناث فى القيم التربوية.
  4. توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات التخصصين العلمى والأدبى فى التوجه نحو التطرف.
  5. لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات التخصصين العلمى والأدبى فى القيم التربوية.
  6. توجد فروق دالة إحصائيًا فى التوجه نحو التطرف تعزى لبعض المتغيرات الديمغرافية (عدد أفراد الأسرة، مستوى تعليم الأب، المستوى الاقتصادى للأسرة).
خامساً: أهداف البحث
  1. الكشف عن العلاقة بين القيم التربوية والتوجه نحو التطرف لطلبة كلية التربية جامعة حلوان.
  2. التعرف على مفهوم القيم (كالولاء والانتماء - والتسامح - وقبول الآخر والتعايش معه - والتعاون والسلام - والوسطية - والمواطنة - وتحمل المسئولية) كقيم إيجابية فى المجتمع المصرى.
  3. التعرف على مفهوم التطرف الفكرى والغضب والعدوان والعنف وفى المجتمع المصرى.
  4. التعرف على العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التى تنمى قيام الطلاب بالأعمال الإرهابية و تحقيق الأمن والتغلب عليها.
سادساً: أهمية البحث
تكمن فى مساعدة الجامعة فى مواجهة تفتت نسيج الأمة المتمثل فى ركيزتها وعماد تطورها وهم الشباب بكافة طوائفهم ومذاهبهم، وقد تفيد طلاب كلية التربية باعتبارهم الفئة المستهدفة من هذا البحث بما يحيط بهم من تحديات كثيرة، ومواجهة التطرف بأشكاله وكلية التربية باعتبارها واحدة من أهم وأخطر المؤسسات التربوية التى يشغل أعضاء هيئة التدريس احتكاكها بالناشئة فترة زمنية مؤثرة يجب استغلالها استغلالاًً  مدروسًا ومنظمًا عن طريق:
  1. إثراء المقررات الدراسية التى تعزز قيمة تقبل الآخر والتعايش معه والإعلاء من قيمة الانتماء للحد من ظاهرة التطرف داخل الجامعة بشتى صوره.
  2. إعداد مقياس التوجه نحو التطرف إنما يُساعد الباحثين فى قياس هذه الظاهرة، وتحديد حجمها تمهيدًا للبحث عن سبل علاج مناسبة لها.
  3.  توجيه نظر كلية التربية ومراكز الإرشاد الجامعى إلى ضرورة أخذ التدابير اللازمة لمواجهة رفض الآخر والعنف والتطرف الفكرى داخل الجامعة، وبث العديد من القيم التربوية كالتعايش مع الآخر والانتماء والولاء، التسامح، والوسطية، وتقبل الآخر.
سابعًا: حدود البحث
  1. حدود موضوعية: يتناول البحث موضوعًا من الموضوعات المصيرية والتى تؤثر على بناء الشباب، وهى القيم التربوية والتوجه نحو التطرف لدى طلاب وطالبات كلية التربية.
  2. حدود مكانية: اقتصر تطبيق البحث الحالى على عينة من طلاب كلية التربية جامعة حلوان.
  3. حدود زمنية: تم تطبيق البحث الحالى خلال النصف الثانى من العام الدراسى 2017-2018.
ثامنًا: منهج البحث
استخدم الباحث المنهج الارتباطى الفارق فى التحقق من فروض البحث والإجابة على تساؤلاته، حيث استُخدِم المنهج الارتباطى لتحديد مقدار واتجاه العلاقة بين القيم التربوية والتوجه نحو التطرف لطلاب الجامعة، كما استخدم المنهج الفارق لتحديد الفروق واتجاهاتها بين عينة البحث فى كل من القيم التربوية والتوجه نحو التطرف فى ضوء بعض المتغيرات كالنوع، والتخصص الأكاديمى، وعدد أفراد الأسرة، ومستوى تعليم الأب، والمستوى الاقتصادى للأسرة، ويعتبر هذا المنهج هو المناسب لطبيعة البحث، كما المنهج الوصفى وذلك لملاءمته للبحث، حيث يهتم بمعرفة الوضع الحالى للظاهرة محل البحث بهدف تحديد طبيعة الظروف والممارسات والاتجاهات السائدة, ومحاولة وضع تنبؤات عن الأحداث المقبلة (دالين، 1996، 213)
تاسعًا: مصطلحات البحث
  1. القيم التربوية Educational Values
يقال قيم الشىء تقييما أى قدر قيمته (الوجيز، 1996، 523) والقيمة جمعها قيم وهى ما يكون به الشىء ذا ثمن أو فائدة، وتشير إلى الخصلة الحميدة كحرصه على اقتناء الأشياء ذات القيمة الثمينة والاحتفاظ بها، فالقيمة تمثل مبدأ عامًا للسلوك يشير إلى ما تعارف الناس على أن له قيمة وقدراً بين الناس، حتى أن القيم تعتبر مبادئ يعتنقها الناس ويحكمون على سلوك الأفراد فى ضوئها من حيث الخير والشر (القادر، 2008، 182) وهى تحث الإنسان على العمل والاجتهاد والسيطرة على الواقع وتغييره أو قبوله والتكيف معه وتشكل القيم لدى الإنسان مجموعة القواعد والمبادئ التى يطبقها على كافة أفراد المجتمع دون تمييز فى الدين والجنس واللون والعرق (بركات، 1984، 324 -325)
هى مجموعة من القواعد والأحكام والمثل العليا والمبادئ التى يكتسبها الفرد وترسخ داخل نفسه وتفاعله مع المواقف والأهداف المختلفة، وتدفعه إلى السلوك بطريقة معينة، وتكون بمثابة المعايير والموازين التى يزن بها أعماله وأفعاله والحكم بها سلبيًا أو إيجابيًا على كل ما يصدر عنه وعن الآخرين من أقوال أو أفعال أو سلوكيات (باهى، 2008، 627) وهى مجموعة من الأحكام المعيارية المتصلة بمضامين واقعية يتشربها الفرد من خلال انفعاله وتفاعله مع المواقف والخبرات المختلفة، ويشترط أن تنال هذه الأحكام قبولاً من جماعة اجتماعية معينة حتى تتجسد فى سياقات الفرد السلوكية، اللفظية، اتجاهاته، أو اهتماماته وإنما على الإنسان أن يتجاوز حدود الحياة حتى يصل إلى الحقيقة، وهذه النظرة فى الفكر ترى أن الخبرة الحياتية لا تصلح للتمييز بين القيم الحسنة والسيئة أى إلى القيم الموروثة والصالحة لكل زمان ومكان وغير القابلة للشك فيها (زاهر، 1991، 12 -13)
ويعرفها الباحث بأنها: مجموعة من المعايير ومؤشرات بين الناس يتفقون عليها فيما بينهم ويتخذون منها قانونًا للحكم على أعمالهم به ويحكمون بها على سلوكهم، وتقاس إجرائياً بالدرجة التى يحصل عليها الطلاب على مقياس القيم التربوية.
  1. قبول الآخر أو التعايش  مع الآخر Coexistence with the other
يُعرف تقبل الآخر بأنه اتجاه الفرد نحو الغيرية ونحو عدم إصدار الأحكام ونحو عدم التهديد، والسعى الدائم إلى الاعتبار الإيجابى غير المشروط للآخر،  وذلك كله بصرف النظر عن الظروف المحيطة (Michael, 2013).
ولذا فإن التعايش هو مدى توافر العلاقة بين الطرف والطرف الآخر أو بين الأغلبية وبين المخالفين أو المعارضين، وهذا يعنى السماح لأعضاء جماعة المعارضين بالعيش طبقا لمعتقداتهم وتصوراتهم، وبالتالى فالتعايش هو أفضل وسيلة لإنهاء الصراعات أو تجنبها فقد يصل التعايش بين فئات المجتمع إلى امتلاك مقومات القوة بحيث يتم الاتفاق على أن الغاية من السلام والتسامح هى أفضل من كل البدائل الممكنة، ولذلك يفضلون التعايش السلمى على الصراع ويتقبلون طرائق العيش والمصالحة المشتركة للطرف الآخر.
  1. التسامح Tolerance
هو الاحترام المتبادل والقبول بتنوع واختلاف ثقافات عالمنا، وهو ليس مجرد واجب أخلاقى ولكنه ضرورة سياسية وقانونية وهو فضيلة تجعل السلام ممكنا، وتساعد على استبدال تفافة الحرب بثقافة السلام (اليونسكو، 1995) فالتسامح يعد خطوة مهمة، لاستعادة العلاقات المتضررة، والثقة المتبادلة بين طرفى العلاقة نحو مزيد من الانسجام، كما أنه يسهم فى حل المشكلات القائمة، ويمنع حدوث المشكلات المستقبلية، ومن قيم التسامح الإقرار بالتعددية السياسية والمشاركة فى العمل السياسى وقبول الآخر والتعايش معه، واحترام الآخرين وإرساء قانون حقوق الإنسان، والحد من التطرف ونبذ العنف والاضطهاد وإعلاء المصلحة العامة.
  1. التطرف  Extremism
هو مجاوزة الحد والبعد عن الوسطية والاعتدال إفراطًا وتفريطًا، وهذا التجاوز فى الفكر أو المذهب أو العقيدة عن الحدود المتعارف عليها من قبل غالبية المجتمع، والتعصب لرأى واحد، استنتاج خاطئ ومبالغة فى السلوك الناتج عن هذا التعصب أو التطرف، والتعصب فى الرأى وتجاوز حد الاعتدال فيه وما يترتب عليه من سلوك يتسم بالعنف أحيانًا أو هو أسلوب مغلق للتفكير يتسم بعدم القدرة على تقبل أية معتقدات تختلف عن معتقدات الشخص أو الجماعة (أحمد، 1990، 111)
يعرف التطرف بأنه الاقتناع بالأفكار الضالة والإصرار على حمل الأفراد على اعتناق الأفكار وعدم قبول الحوار والرأى الآخر (هاشم، 1991، 9) تلك الظاهرة هى ناتجة عن أسباب كثيرة أهمها حالة الاغتراب والهروب للماضى فى صورة التطرف أو الإدمان أو بالهجرة من أوطانهم هربًا أو يأسًا، وهى هجرة زمانية نتيجة غربة مكانية وإحساس بالعجز تجاه ظروف لم يستطيعوا التغلب عليها، أما العنف فيعنى إيقاع الأذى البدنى والنفسى أو كليهما بشخص ما أو جماعة ما أو ضد الأشياء العامة عن طريق تحطيمها أو إتلافها (عمارة، 2000، 62).
فالتطرف الفكرى هو الانحراف الحاد فكرًا أو سلوكًا فى كافة عناصر أيدولوجية المجتمع الكائن فيه الشخص المتطرف – أى المبالغة فى التمسك أو امتلاك الحقيقة المطلقة مما يولد عنده قناعه مطلقة بإصدار أحكام تجزم أن كل من يختلف معه على خطأ الأمر الذى يؤدى إلى غربته عن ذاته، وعن مجتمعه ويعوقه عن ممارسة التفاعلات المجتمعية التى تجعله فردًا منتجًا (البرعى، 2000، 18).
يعرف بأنه صور معرفية تتكون فى بداية الأمر فى أذهان المتطرفين، ويشكلون منها قناعات وأفكارًا أيديولوجية، لكى تبرر من خلال هذه الأفكار والقناعات، السلوكيات المتطرفة، ضد الآخرين والمجتمع (أبو دوابة، 2012).
ويعرفه الباحث بأنه: موقف الطالب (المعلم) الذى يتسم بالتعصب بالآراء، والأفكار، والغلو فى التمسك بالرأى، وعدم تقبل الرأى الآخر، ورفض الحوار مع المخالفين بالرأى، واستخدام العنف فى توصيل الأفكار ويقاس إجرائيًا بالدرجة التى يحصل عليها الطلاب على مقياس التوجه نحو التطرف، إن التطرف هو انتهاك للقيم الاجتماعية والتمرد عليها، وأن هؤلاء المتطرفين يتسمون بأسلوبهم المغلق فى التفكير، وعادة ما يكون تمردهم بهدف إحداث تغيير فى المجتمع، متخذين فى ذلك ما يرونه من وسائل قد تصل أحيانًا إلى العنف والعدوان فتتحول من كونها تطرفًا فى الفكر إلى إرهاب وعنف وعدوان (القطاوى، 2018، 36 - 38)
لذا أصحاب الأفكار المتطرف لديهم رغبة جامحة فى إقصاء الآخر واستبعاده فهم الوحيدون القادرون حسب رؤيتهم على فهم الحقائق والأمور، كما لديهم أحادية فى النظر فى الحقائق، والحقيقة عندهم ليس لها إلا وجه واحد وطريق الحياة ليس له إلا مسار واحد فى رؤيتهم ويحملون توجهات عقائدية وفكرية تؤكد ما لديهم من قناعات، ولا يرغبون فى التنازل عنها كما أنهم غير مستعدين للتخلى عنها أو مناقشة الآخرين فيها.
الإطار النظرى للبحث
أصبح العالم قرية كونية واحدة تتخالط فيه الأجناس والثقافات، وعلى الرغم من أن ما يميز المجتمع المصرى - الصمود أمام التيارات المختلطة والحفاظ على هويته والتسامح على مر العصور، فمنذ انهيار الحضارة الفرعونية الحضارة اليونانية والرومانية والقبطية وأخيرًا الإسلامية التى بدأت فى القرن السابع مع دخول العرب مصر عام 641 م والتى تتميز بالتعددية الاجتماعية والثقافية، فهذه المراحل الشاقة لم تعصف بالمجتمع المصرى، ولم تفكك بناءه المتماسك، لذلك فالأصل فى الثقافة المصرية تاريخيًا هو الوسطية التى تنطوى على قدر من التسامح ولكن هذا القدر يزداد فى فترات ويقل فى فترات أخرى وفقًا لمتغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية ونفسية تؤثر فى أنماط السلوك والقيم الثقافية (جعفر، 2008، 21)
فالمصرى هو نتاج الزمان المتراكم من الحضارات التى توالت عليه ونتاج المكان فمصر تقع فى قلب العالم العربى وقد ترتب على هذا وجود مناخ ثقافى قابل لقبول الآخر (حنا، 1999، 17) فقبول الآخر يعنى العيش معه فى سلام بدون مشاكل، وتقبل أفكاره وممارساته التى قد تختلف معهم والإقرار لأصحابه بحقهم فى ممارسة كافة حقوقهم فى المجتمع، دون محاولة نفيهم أو تجنبهم أو استبعادهم، فقد يمر المجتمع المصرى بفترة غريبة حيث ساده مجموعة من الظواهر الغريبة التى لم نكن نألفها من قبل، انتشرت فيه الفظاظة محل السماحة، والعنف محل الوداعة والرقة، والتعصب محل الاعتدال، والغلظة محل الرحمة (عصفور، 2000، 24)
ذلك الوضع من شأنه أن يعرقل التوجه نحو مجتمع تسوده المبادئ الإنسانية والتى تجعل الأفراد فى تردد بين القيم المرجعية والعادات الانتمائية والتى تؤدى بهم إلى التوجه ورفض الآخر، إلا  أن الملاحظ فى السنوات الأخيرة وجود ظواهر سيادة التعصب أو التطرف الفكرى والذى يمتد إلى نفى الآخر وما نتج عنه من تصاعد الصراع الذى يهدد كل طوائف المجتمع، والذى يظهر العديد من التناقضات والاختلافات القومية والدينية والعنصرية، و فى هذا السياق يطفو إلى السطح فلسفة الصدام التى تبررها الثنائية المتضاربة بين الوضع القائم والوضع القادم من جهة الرؤية الشمولية، والقيم العقلانية وحقوق الإنسان ومرجعية ثقافية متحررة، ومن جهة أخرى هناك خصوصيات مرجعية جديدة وهيمنة للحقيقة (وهبه، 1987، 155)
لذا نعيش تصارعًا ثقافيًا بين الأثر والتأثير (David, 2005, 376-380) فما يمارسه المعلمون سبب فى توجيه بعض صور العنف، والتى تبدأ من التلقين إلى القمع ولذا ينتشر التسلط والقهر لدى الطلاب كما أن المعلمين الذكور أكثر تسلطًا على الطالبات بالمقارنة من المعلمات الإناث وربما يعود ذلك إلى طبيعتهم البيولوجية (نجيب، 2003) لذلك بات على المنظومة التعليمية والمناهج الدراسية كأداة للتربية فى  تحقيق أهدافها، المراجعة الجذرية والشاملة بهدف إيجاد الجديد والملائم للمتغيرات العالمية المعاصرة (عطية، 2009، 7) لذلك فنجاح أى نظام تعليمى مرهون ليس بما يتعلمه الطلاب من تربية وتعليم وتعلم، بل بما يمارس سلوكا ًسويا، فيجب التركيز على تكوين طالب قادر على امتلاك الوعى الذى ينمى التماسك الاجتماعى والإعلاء من قيمة التسامح والتعايش وتقبل الآخر.
وفى إطار هذا السياق للمنظومة التعليمية وما يصاحبها من نمطية فإنها تعمل على نمو شخصية طالب يتسم بالتبعية، حاملاً كل مفردات ثقافة الاغتراب من إحساسه بالعجز أمام الطغيان المفروض عليه، وبالتالى يؤدي إلى تكوين شخصية طالب مغترب يكون فى حالة من العزلة الاجتماعية والنفسية وفقدان المعايير وعدم وضوح لرؤية المستقبل، حيث يشعر الطالب بأنه بعيد عن مجتمعه، وحينما يضعف الشعور بالانتماء ويشوبه الخلل فإن ذلك يجعل الفرد شخصية هشة مهزوزة عاجزة (محمد، 2016، 135) فالجامعة هى المسئول الشرعى التى تنتج منتجًا نهائيًا قادرًا على التكيف مع هذه المتغيرات - والذى لا يزال فى حاجة إلى قدر كبير من التطوير وصولاً إلى الأهداف التى تتفق مع روح العصر والتى ترسخ القيم الأصلية للمجتمع المصرى وتعزيز تماسك نسيجه الاجتماعى وتعميق روح الانتماء لخلق أجيال قادرة على الاندماج مع الغير، ومؤمنة بمفاهيم التحاور والتواصل والإقناع بعيدًا عن التناحر والتشدد والتطرف.
ويرى دور كايم وهو من أبرز علماء الاتجاه الوظيفى أن المجتمع يستطيع البقاء فقط إذا وجد بين أعضائه درجة من التجانس والتكامل، والنظام التربوى فى المجتمع متمثلا فى المدرسة يعد أحد الركائز المهمة فى دعم واستقرار مثل هذا التجانس، وذلك بغرسه فى الطالب منذ البداية الأولى للمدرسة قيم ومعايير المجتمع الضرورية لإحداث عملية التكامل الاجتماعى داخل البناء الاجتماعى، كما أن مهمة النظام التربوى فى المجتمع هى دمج الأفراد فى المجتمع، وهو ما يطلق عليه مفهوم التضامن الاجتماعى، والتى من خلال العملية التربوية يتشرب الطالب القيم الاجتماعية الإيجابية التى تغرس فى نفوسهم قيم الانتماء الوطنى ومشاعر الوحدة الوطنية التى تخلق التماثل الاجتماعى الضرورى للمحافظة على بقاء الأمن والاستقرار فى المجتمع فالتربية قد تكون عن طريق التسلط وسيلة للتطويع والمسايرة السلبية (وطفة، 2000، 218- 219).
أولاً: القيم التربوية Educational Values
تُعرف القيم بأنها: مجموعة المبادئ والمعايير التى تمكن الفرد من الحكم على كل ما هو ثمين أو مهم فى الحياة (Bil, 1996, 159) كما تعرف بأنها المبادئ الخلقية والجمالية والمعتقدات والمعايير التى تعطى انسـجامًا لاتجاه قرارات وأفعال الفرد (Rowntree, 1981, 339) كما أنها معيار اجتماعى ذو صفة انفعالية قوية تتصل بالمستويات الخلقية التى تقدمها الجماعة ويمتصـها الفرد من بيئته الاجتماعية والخارجية ويقيم منها موازين يبرر بها أفعاله ويتخذها هادياً ومرشداً (البهى، 2006)
وهى عبارة عن - مجموعة المعتقدات والمبادئ الكامنة لدى الفرد، تعمل على توجيه سلوكه وضبطه وتنظيم علاقاته فى المجتمع وسط الجماعة فى نواحى الحياة، وهى مجموعة من المعايير، والأحكام التى تتكون لدى الفرد من خلال تفاعله مع المواقف والخبرات الفردية والاجتماعية، بحيث تمكنه من اختيار أهداف وتوجهات لحياته يراها جديرة بتوظيف إمكانياته، وتتجسد من خلال الاهتمامات أو الاتجاهات أو السلوك العملى أو اللفظى بطريقة مباشرة أو غير مباشر(الزيود، 2002، 67- 68) وهى عبارة عن تنظيمات لأحكام عقلية انفعالية معممة نحو الأشخاص والأشياء والمعانى وأوجه النشاط، وهو يشير إلى أن القيم هى أحكام تقريرية أى أن الفرد يعبر عن رأيه فى الأشياء كما هى فى الواقع (زهران، 2003)
  1. أهمية القيمة لأفراد المجتمع:
المجتمعات عبارة عن تجمعات بشرية ارتضت أن تعيش وتتعايش مع بعضها، ولذلك فهى تحتاج إلى قيم ومعايير تضبط بها سلوكياتها بحيث يكون التعاون إيجابيًا يساعد على الاستمرار والبقاء، وبذلك فالقيم تساعد على الحفاظ على المجتمع واستقراره وكيانه فى إطار موحد، فالقيم والأخلاق الفاضلة هى بمثابة الركيزة الأساسية التى تقوم عليها الحضارات إن وجود القيم فى المجتمع وفق نظام يرتضيه، ضرورة إنسانية،فالمجتمع يفقد مبرر وجوده فى الحياة بدون هذا النظام القيمى، كما أكدته بعض الدراسات التى هدفت إلى معرفة القيم التربوية الممارسة لدى الطلاب، والتى توصلت إلى أن درجة ممارسة القيم التربوية لدى الطلاب كانت كبيرة، وبينت الدراسة أيضا عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية لتأثير متغيرى الجنس والمستوى الدراسى للطالب على جميع متغيرات الدراسة (الحربى، 2018)
ولا يحفظ هذا النظام القيمى الأخلاقى سوى الموروث الثقافى الذى يضبط تلك العلاقة بين الناس ورب هذا الكون، فوجود نظام قيمى أخلاقى وقانونى يمثل شرطًا أساسيًا لبقاء النوع الإنسانى، وتعد القيمة المحرك والموجه للسلوك القويم للفرد، فإذا غابت هذه القيم فإن الإنسان يغترب عن ذاته وعن مجتمعه ويفقد دوافعه للعمل ويضطرب كما أن القيمة تلعب دورًا هامًا فى تشكيل الشخصية الفردية وتحدد أهدافها، كما تساعد الفرد على فهم العالم المحيط به وتوسع إطاره المرجعى على فهم حياته وعلاقاته، وهى كذلك تحكم العقل فى شتا مناحى الحياة، وتسهم فى الآتى:
  • إكساب الفرد الإحساس بالأمان مادام التزم بها عـن رغبـة داخلية منه.
  • إكسـاب الأفراد خصائص المواطنة للارتقاء بالحياة الإنسانية داخل مجتمعه.
  • العمل كقوة محركة لسلوك الفرد فهى تعمل على توجيه أدائـه فى اتجاه معين.
  • الاهتمام بالنتائج العلمية التى تساهم فى رفع المستوى المعيشي للإنسان إذا ما التزم بها (أحمد، 2005، 3).
  • جعل الثقافة والقيم روحى التنمية بالإضافة إلى أنهما تساعدان على تشكيل آمال الناس ومخاوفهم وطموحاتهم ومواقفهم وأفعالهم اليومية (هايدون، 2001 ، 73)
  1. خصائص القيم التربوية
هناك عدة خصائص للقيم التربوية، تجعل منها محط اهتمام عملية التربية، وبخاصة فى الجامعة، وفى بعـض الوسـائط التربويـة المختلفـة، ومن أهم هذه الخصائص ما يلى:
  • أكثر ثباتا من الاتجاهات وأقل قابلية للتغيير منها: وقد يعود ذلك إلى مستوى عقيدة الفرد بقيمة أعلى من مستوى عقيدته باتجاهاته، وإلى كون القيم أكثر أهمية فى حياة الفرد والمجتمع كما يحقق استقرارًا نسبيًا لهـا (حافظ، 2000، 218)
  • أكثر عمومية وتجريدًا وشمولاً من الاتجاهات: القيم شاملة لجميع جوانب حياة الإنسان فهى تشمل العقل والروح، والجسد كما أنها تشمل كافة مراحل حياته فهى صالحة للصغير والكبير والصحيح والعليل، وشاملة لجميع الأفراد والجماعات عبر الأزمنة والأمكنة فالقيم تحدد بمثُل مجردة تتجـاوز الحالات الجزئية، فالولاء والإخلاص واحترام الحوار، والمثابرة فى العمل من القيم الأخلاقية، فهذه القيم أفكار مجردة ليست مادية، وتستخدم لتحديد الصفات المميزة للأشياء (بيومى، 2002، 131).
  • تتسم بالإيجابية: فالقيم واحدة من المفاهيم الواسعة الانتشار بين عامة الناس، حيـث تسـتخدم فى أحــاديثهم اليومية للدلالـة على ما هـو شائع ومألوف من أنماط السلوك بوصـف الجانب الإيجابى منه وليس السلبى، فيوصف أن هذا الشخص ذو قيم، أو أن المجتمع محافظ على قيمه، وبعكسه إذا ما أردنا إبراز الجانب السلبى نقـول انحـلال القـيم أو تفسـخها (كاظم، 2006، 40).
  • تشتمل على جانب تفضيلى أخلاقى: كتفضيل النشاط والفاعلية علــى الاستكانة والكسل، وتفضيل حياة الحضر على حياة الريف، فالقيم تستمد طابعها المطلق من الأخلاق، فإذا ما تهيأ للمرء القسط اللازم مـن التربية الأخلاقية، فإن إحساسه بـالقيم يمكنه من إدراك المعايير الأخلاقية الأساسية (محمد، 2000، 260).
  • مرغوبة وذات أثـر سـلوكى: فهى هنا تسير فى اتجاه مرغوب فيه لتعامل الإنسان مع غيره، بطريقة تحقق المصلحة العامة للإنسان ولمن حوله والبعد عما يفسد هذه العلاقة، من عدم احترام للعهود والمواثيق، وأداء الأمانات والصدق، والنزاهة، وفى مجال الاقتصاد تدعو إلى الجدية فى العمل والإخلاص والإتقان فيه وفى ميدان العلم تدعو إلى توظيف المعرفة ونشرها فى المجتمع لتحقق النتائج الإيجابية، ويصبح العلم وسيلة لنشر الخير وتحقيق المنفعة لكل الناس، وتكون علـى اتساق مع القيم الأخرى للفرد، ويتم تأكيدها علنا، ويصاحبها ممارسة عملية لما تتضمنه (أمير خان، 2000، 260).
  1. مصادر القيم التربوية
تشتق القيم بأى مجتمع من مصدرين أساسيين هما:
المصدر الأول: الديانات السماوية
وهى حافلة  بكل ما يثبت دعائم القيم ويرسخ  القواعد والأسس والمبادئ التى تستقيم معها الحياة الصالحة، فالدين هو مصدر الأخلاق المثلى، وكما أن تعاليم الدين تؤدى وظيفة هامة فى غرس القيم وتنميتها وإصلاح المعوج منها، فالدين يقوم بوظيفة غير رسمية فى تهذيب السلوك وتحويله إلى سلوك إنسانى، وهى ميزة تنفرد بها معظم الديانات (زقزوق، 2003، 143).
المصدر الثانى: المؤسسات الاجتماعية والتربوية والثقافية (الجامعة):
تسعى المؤسسات التربوية إلى توفير الفرص اللازمة لنمو الفرد نموا متكاملاً من النواحى الجسمية والعقلية والاجتماعية من ممارسة أنماط سلوكية تسير فى اتجاه مرغوب فيه وتحوله إلى فرد يشعر بانتمائة للمجتمع، كما أنها الوسيلة الرئيسية فى تنميته إذ أنها محور تقدمه وحجر الزاوية فى عملية التطوير والإصلاح (العساف، 2010، 2).
أخذت هذه الوسائط النهوض بمهام عدة كان للنهوض بالشباب فكريًا، وبناء السلام والتضامن الإنسانى وهى تعد من المؤسسات التربوية الهامة، إذ تقع فى قمة السلم التعليمى وتقع عليها العديد من المسئوليات المتعلقة بمواجهة مشكلات المجتمع وتلبية احتياجاته وتحقيق تقدمه، وهى الرسالة التى حددها قانون الجامعات المصرى الذى يختص بكل ما يتعلق بالتعليم الجامعى والبحث العلمى الذى تقوم به كلياتها ومعاهدها فى سبيل الارتقاء بالمجتمع حضاريًا متوخية فى ذلك المساهمة فى رقى الفكر وتقدم العلم وتنمية القيم الإنسانية والجامعة إلى جانب تزويد طلابها بالمعلومات والمعارف لإعدادهم للمهن المختلفة تسهم أيضا فى تنمية وعيهم فى مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفنية والسياسية بالإضافة لتنمية قيم التعايش مع الآخر، وهنا يكمن دور البحث العلمى فى مناقشة قضايا ومشكلات الشباب باعتبارها ضرورة ملحة لإعدادهم، لأن يصبحوا مواطنين صالحين باعتبارهم عماد الأمة بعد خروجهم للحياة العامة لذا يجب تنمية وعيهم تجاه الآخر (قانون تنظيم الجامعات، 2008).
فالجامعات تعد من المؤسسات التربوية التى تسهم فى تعزيز منظومة القيم إذ أن الهدف الأساسى من الجامغات هو تنشئة مواطنين مؤمنين ومنتمين لوطنهم ولعروبتهم متحلين بروح المسؤولية مطلعين على تراث أمتهم وحضاراتهم معتزين بها متابعين لقضاياهم الإنسانية وقيمها وتطورها، وهذه الوظائف التى تقوم بها الجامعة تعمل على إشباع رغبات الطلبة الفكرية والعلمية والاجتماعية والثقافية وتعمل على مساعدتهم وتكيفهم مع التطورات الحاصلة فى المجتمع، وتسهم بشكل كبير فى تشكيل عقول الشباب للالتزام بالقيم وتقوية قيمة الانتماء بالوطن وموروثه الثقافى والحضارى، ولذا تعد المرحلة الجامعية مرحلة فريدة فى تأهيل الفرد علميًا وثقافيًا. 
كما هدفت بعض الدراسات إلى الكشف عن المعالم الرئيسية لطبيعة العلاقة بين القيم ومواجهة إشكاليات العولمة، والتعرف على نوع وطبيعة المشكلات التى تعوق الجامعة عن تحقيق وظيفتها فى تنمية القيم لدى طلابها، وكان من أهم نتائج تلك الدراسات وجود مشكلة حقيقية فى طبيعة الدور الذى تمارسه الجامعة المصرية فى الوقت الراهن لتنمية قيم الفرد والمجتمع، واقتصار دور الجامعة على الجانب الأكاديمى والتدريسى وإهمال الجانب التربوى والقيم الأخلاقية، وعدم قدرة الجامعة على ترجمة قيم المجتمع المصرى إلى صورة سلوكية تترسخ فى وجدان الشباب المصرى وتنعكس فى أفعاله (الجريتلى، 2017).
ومن خلال هذا الدور الذى تلعبه الجامعة فى خدمة المجتمع وتفعيل آليات الضبط الاجتماعى إلا أن التغيرات الاجتماعية و الثقافية التى يمر بها المجتمع فى الوقت الراهن أصبحت تفرض على النسق التربوى الاضطلاع بدور أكثر أهمية فى إكساب الخريج معايير وقيم تحافظ على أمن واستقرار المجتمع، وربما تجعلهم غير قادرين على تقبل الآخر والتعايش معه فضلاً عن الإحساس بالعجز والعزلة واللامبالاة وأحيانا ًالتمرد على رموز الدولة، فمن الحقائق المؤكدة أن التحديات التى تواجه مجتمعنا الآن موجهة فى أصلها إلى الشباب باعتباره المادة القابلة للتشكل، وهذا يكشف بوضوح عن وجود خلل فى العلاقة التى تربط الطلاب بتقبل الآخر وبين ما يتم اكتسابه، فعندما يتعثر بعض الطلاب فى الحصول على الحد الأدنى من مقومات الحياة التقليدية، فإن هذا يعنى أن هناك قصورًا تجاه تدعيم قيمة التعايش مع الآخر لدى طلاب التعليم الجامعى.
كلية التربية:
توجيه العملية التربوية توجيهًا يطور فى شخصية المواطن القدرة على التحليل والنقد والمبادرة والإبداع، والحوار الإيجابى وتعزيز القيم المستمدة من الحضارة العربية والإنسانية، تعتبر من أهم الموضوعات التى تشغل جميع قطاعات المجتمع باختلاف مستوياتها واهتماماتها كرجال التربية وعلماء الاجتماع ، فلا يقتصر التعليم على كونه موضوعًا أكاديميًا أو مهنيًا بل هو موضوع تتناوله بالبحث العلوم المختلفة لذا فللتعليم دور هام فى أمور كثيرة من أهمها تشكيل الوعى للمتعلمين من خلال إمدادهم بالمعلومات، والمعارف التى تتصل بالمشكلات القومية، وبخاصة فى مراحل التعليم، ويقوم التعليم بدور وظيفى فى تنمية الوعى للفرد وهو ما أكدته العديد من الدراسات فى هذا المجال، حيث أكدت أن الفرد الأفضل تعليمًا وإعدادًا لحياة العمل، من خلال تنمية اهتماماتهم وقدراتهم ومواهبهم، وتمكينهم من اكتساب المعرفة الضرورية و المهارات الأساسية والاتجاهات المهنية ليكونوا أفرادًا منتجين، لذلك فالفرد الأكثر تعليمًا يكون أكثر:
  • إلمامًا ووعيًا من المواطن الأقل تعليمًا.
  • ميلاً لمتابعة الأحداث والقضايا الخاصة بالمجتمع.
  • يميل إلى أن يكون عضوًا فعالاً فى بيئته الاجتماعية (على، 1999، 2 - 3).
وقد سعت بعض الدراسات إلى الكشف عن أنماط القيم لدى طلبة كلية التربية، جامعة الأزهر وعلاقتها بالأنماط القيادية لديهم، ومعرفة ترتيب القيم لدى الطلبة وما النمط القيادى الأكثر شيوعًا، وبتطبيق مقياس القيم، ومقياس أنماط القيادة، توصلت إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة بين كل من القيم الدينية والاجتماعية والنمط القيادى الديمقراطى، ووجود علاقة ارتباطية سلبية بين القيم تربوية، النمط القيادى المتسلط، وبلوغ القيم الدينية قمة القيم أهمية لدى طلاب الجامعة يليها القيم السياسية، ثم القيم الاجتماعية، وأخيرًا القيم الجمالية، الاقتصادية، وعدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطى درجات الذكور والإناث فى القيم التربوية (العوضى، 2005).

شكل (1) يوضح  ترتيب القيم بالنسبة لطلاب جامعة الأزهر

 
 
 





 
وثمة إجماع أن نظام التعليم الجامعى يعد من أبرز النظم التعليمية التى انطلقت من المبادئ الأساسية، وراعت فى تشكيل بنيته ومختلف فعالياته روح المجتمع السلمى ومعاييره، وأولت فى برامجه الدراسية عناية فائقة بالحد من ظواهر التطرف الفكرى وقد حقق ذلك نتائج ملحوظة فى مجال التنشئة الاجتماعية، إلا أن الأمر فى الوقت الراهن وأمام المتغيرات المتجددة والتحديات العالمية يجب التفكير فى تدابير تربوية جديدة وتفعيل لبعض الأساليب والآليات الموجودة فعلاً من أجل أن يتحقق الأمن المجتمعى، كما كان من قبل، فضلاً عن الممارسات التسلطية التى تواجه العملية التعليمية، والتى تقوم على العنف والتعصب، هى أقصر الطرائق لتحطيم الطلاب وتدمير المجتمع وتعد من أهم الأمراض التى تعانى منها التربية (السورطى، 2009، 7).
وقد تؤدى هذه المقررات إلى زيادة مستوى التعصب لدى طلاب الجامعة وما ينتج عنها من عدم المشاركة وعدم الرضا عن أوضاع المجتمع ونظمه وقيمه السائدة مع الشعور بعدم القدرة على التأثير فى الشؤون المجتمعية، بالإضافة لشعور الفرد بغياب المعنى فى حياته وغياب القيم أو انحلالها وتناقضها، وازدواجيتها مما ينتج عن ذلك من الفردية المتطرفة والانتهازية (السورطى، 2003، 78) فما زال قصور التعليم الجامعى فى تنمية وتدعيم بعض القيم لدى الطلاب، بما يعانيه من معوقات مثل افتقاد المقررات الدراسية إلى العصرية والمرونة، وتركيزها على الجانب النظرى (عبد الرحمن، 1992، 392) فالمقررات بكلية التربية قد تسبب فى معاناة بعض الطلاب، والتى قد تؤدى إلى ارتفاع درجة الكراهية وضعف الانتماء للوطن، ومن ثم يهون عليه وطنه ولا يعبأ أن يعتدى على ممتلكاته ومصالحه، فضلاً عن التركيز على التقليل من الآخر وعدم الانسجام والعيش معه، فمن أهداف التعليم الجامعى تعميق وتأصيل دعائم المواطن الصالح، وبث ثقافة التعايش مع الآخر فى نفوس الطلاب، من خلال إعدادهم إعدادًا متكاملاً علميًا ونفسيًا واجتماعيًا، ويربطهم بوطنهم ومتغيرات عصرهم، رغم اختلاف الاتجاهات فلكل نظام منطلقات فكرية وأيديولوجية معينة تختلف باختلاف التطور التاريخى التى تمر بها المجتمعات مثل:
  • الاتجاه الماركسى:
وقد حاول ماركس الإجابة على العلاقة بين, الوجود والوعى كثيرًا من خلال مقولته الشهيرة ليس وعى البشر هو الذى يحدد وجودهم بل العكس, يتحدد وعيهم بوجودهم فى المجتمع (حفظى، 1994، 48) وهو من أكثر الاتجاهات التى تناولت موضوع الوعى, فالوعى السياسى فى هذا الاتجاه هو انعكاس للعلاقات الاقتصادية الأكثر مباشرة، وبهذا يملك الوعى وجودًا فعليًا مادامت للعلاقات الاقتصادية بنية طبقية، كما تؤثر الأيديولوجية السياسية فى بنية الوعى، حيث تتسلح الطبقات بأيديولوجيتها السياسية فى نضالها السياسى الذى هو الشكل الرئيس للصراع الطبقى، لذا فقد رفض "ماركس" الأفكار المثالية التى ترى أن الذات هى المحرك الأساسى للتاريخ، ويتبنى رؤية مادية تعتبر ظواهر الوعى لاحقة الوجود، فإنتاج الأفكار والمفاهيم والوعى مرتبط بالنشاط المادى للبشر، وهذا يعنى أن الحياة هى التى تحدد الوعى وليس الوعى هو الذى يحدد الحياة (مجاهد، 1993، 11).
ويذهب "ماركس" إلى أن وعى الإنسان يمر بمراحل معينة، أولها الوعى البدائى الذى يتمشى مع طبيعة الحياة الاجتماعية فى مراحلها الأولى، وقد تطور الوعى من خلال المزيد من الإنتاج والحاجات فكلما احتاج الإنسان وأنتج كلما زاد وعيه وتطور (ماركس، 1980، 126) معنى ذلك أن الماركسيين على اختلاف مذاهبهم يؤمنون بأن من يملك قوى الإنتاج يملك الوعى، ولقد تناول "ماركس" قضية الوعى من خلال مبدأين أساسيين هما - الأول: أن الوجود هو الذى يحدد الوعى والثانى: أن البناء التحتى يحدد البناء القومى.
  • الاتجاه الليبرالى:
يعرف بأنه اتجاه أيديولوجى يقوم على الاعتقاد بأهمية حرية الفرد ورفاهيته وإمكانية التقدم الاجتماعى من خلال تغيير النظام الاجتماعى، ويعتمد الليبراليون فى دعواهم وممارستهم على قيم مختارة من الماضى والحاضر معًا، وفى هذا الصدد يتفقون مع أصحاب الاتجاه المحافظ داخل الليبرالية بوجه عام، وإن كانا من الناحية التحليلية يتداخلان، فالمذهب الليبرالى يقدس حرية الأفراد ويستمد مقوماته الأساسية من الفكر الاقتصادى الرأسمالى الذى ينهض على أساس القوة تمنح للأفراد الذين يشغلون مواقع السلطة التى تجعل المترددين يسلكون السلوك المرغوب فيه، ولا يعتمد عليها إلا فى وقت الأزمات أما فى الحياة اليومية العادية فإنها تعتمد على أساس من الشرعية (ياسين، 1984، 12).
ولذلك فإنه على الرغم من أن الاتجاه الليبرالى يهدف إلى إكساب الإنسان الحق فى الحرية إلا أن الحرية ليست مطلقة بل مقيدة تحكمها مجموعة من الضوابط، أول هذه الضوابط المجتمع الإنسانى الذى يعيش فيه الإنسان كنظام اجتماعى وثانيها العلاقات بما حوله من مجتمعات بمعنى إيجاد نوع من التوازن بين الحرية والنظام وإلا يبدأ ظهور العنف الاجتماعى سواء الناتج من الإحساس باللامساواة الاجتماعية أو الإحساس بالتمييز، وبدأ الاتجاه الليبرالى يضع نوعًا من القيود على الحرية المطلقة.
وبإمكان الجامعة أن تقوم بدور أساسى فى تنمية وعى الطلاب بمختلف جوانبه عن طريق نوعية المقررات باعتبارها - نظم يتفاعل فيها كل من عضو هيئة التدريس والطالب والمواد التعليمية، ومن ثم فإن الإفادة المثلى من هذه المقررات تركز على الاستخدام الأمثل لهذا النظام (مرسى، 183) وتكتسب هذه الكليات أهميتها و دورها بناء على - طول الفترة التى يقضيها الطالب بها خلال مراحل التعليم وما يترتب على ذلك من تراكم كمى للمعارف والاتجاهات والقيم السياسية التى تنتقل إليه من خلال المقررات الدراسية - بحيث تتضمن هذه المقررات أمورا من أهمها:
  • تطبيق ما تسفر عنه نتائج الدراسات العلمية بصفة دورية لتطوير المناهج والمقررات الدراسية، وذلك لتحديد الجوانب التى تحتاج إلى تعديل السلوك الإنسانى.
  • أن تكون المقررات التى يدرسها الطلاب مرتبطة ارتباطا وثيقا باحتياجاتهم المستقبلية، وعلى أن تعالج المفاهيم المتضمنة فى هذه المقررات معالجة جديدة على ضوء الفكر المعاصر.
  • تنمية شعور حب الوطن والانتماء له والتضحية فى سبيله عند الطلاب، ويجعلهم قادرين على تحمل المسئوليات التى تلقى على عاتقهم.
  • مساعدة الطلاب على ممارسة العمل التعاونى، وعلى اكتساب مهارات التواصل ومفاهيم المواطنة، وعلى اكتساب مقومات السلوك الحميد والتربية الأخلاقية وعلى ما يبرز الاهتمام بإنسانية الإنسان (إبراهيم، 92 - 96).
كذلك فإن طبيعة المؤسسة التعليمية ونمط العلاقات السائدة فيها، يساعد بدرجة كبيرة على تشكيل إحساس الطالب بالفعالية الشخصية، وتحديد نظرته تجاه البناء الاجتماعى والنظام السياسى القائم، فالفرد باعتباره موضوعا  لعلم التربية لا ينظر إليه منعزلاً عن المجتمع لأنه لا يعيش ولا ينمو إلا فى مجتمع محدد والتربية هى الوسيلة التى تمد الفرد بالشعور بالانتماء إلى مجتمعه وباكتسابه القيم والاتجاهات والإحساس بمشكلات وآلام المجتمع، بل إن التربية هى وسيلة المجتمع لكى يعبر عن نفسه فى سلوك الأفراد، وبذلك يصبح منفردًا فى الأفراد أى يعيش ويستمر من خلال هؤلاء الأفراد، والمواطن فى ظل النظام الديمقراطى المستقر يتعلم طريقة التعبير عن نفسه وممارسة الحقوق السياسية من خلال الانتخابات وممارسة العمل الجماعى.
وهدفت  بعض الدراسات إلى التعرف على منظومة القيم لدى طلبة جامعة قناة السويس فى ضوء مجالات القيم الدينية والمعرفية والاجتماعية والاقتصادية، وكذلك الكشف عما إذا كانت هناك فروق بين متوسطات درجات الطلبة فى التغير فى القيم لديهم من وجهة نظرهم تعزى إلى المتغيرات (الجنس، نوع الكلية) ولتحقيق هذه الأهداف قام الباحث بإعداد استبانة لمعرفة أهم القيم الحالية والمستقبلية لدى طلاب الجامعة،  وأوضحت النتائج أن القيم الدينية جاءت فى المرتبة الأولى، تلتها القيم المعرفية والاجتماعية والاقتصادية على التوالى، وأظهرت النتائج وجود أثر لمتغير الجنس فى ترتيب منظومة القيم الاجتماعية لصالح الإناث والاقتصادية لصالح الذكور (الحبشى، 2012).
تعد القيم التربوية أحد مرتكزات العمل التربوى بل هى من أهم أهدافه ووظائفه وهذه القيم هدف المؤسسات التربوية والاجتماعية داخل المجتمع وجميعهم يهدف إلى تحقيق القيم التى تسير فى اتجاه مرغوب فيه، ومحو القيم غير المرغوب فيها التى تعوق حركة التنمية، ولما كانت القيم نتاجا اجتماعيا فإن الفرد يتعلمها وسكتسبها تدريجيا ويضيفها إلى إطاره المرجعى للسلوك وذلك عن طريق التفاهم الاجتماعى بحيث يتعلم الفرد أن بعض الدوافع والأهداف يفضل عن غيره.

شكل (2) يوضح  ترتيب منظومة القيم بالنسبة لطلاب جامعة قناة السويس



 
 
ونتيجة لأهمية القيم التربوية باعتبار أن الجامعة هى الإطار الذى يتفاعل المتعلم مع عمليتى التعليم والتعلم وذلك نتيجة للانفجار المعرفى فقد ساهم فى تنوع وتغير فى شتى منظومة التعليم، وبالتالى يجب تثبيت وتدعيم القيم التربوية التى يحتاجها الأفراد باعتبارها أحد أهم الظواهر التى تقوم عليها أيدولوجية المجتمع بل ومكانة المجتمع، كما أن القيم التربوية تعمل على التماسك الاجتماعى والخاص، الذى يؤدى إلى إصدار الأحكام على الممارسات التى يقوم بها الأفراد تجاه نفسه من جهة وتجاه الآخرين من جهة أخرى، وهى الأساس السليم لبناء جيل متميز.
  1. الوظائف التربوية للقيم:
توجيه سلوك أفراد المجتمع, وتحديد مسارته, ووصف الجزاءات الخاصة بانتهاك قيم المجتمع الأساسية أو الخروج عليها, فهى تملى على أفراد المجتمع اختياراتهم السلوكية.
  • تحافظ على حيوية الشخصية وسلامتها.
  • تحقيق التماسك الاجتماعى مما يساعد على التقدم العلمى والتقنى، حيث تدفع الباحث أو العالم نحو الإنجاز والإبداع من أجل تطوير وتنمية المجتمع الذى يعيش فيه.
  • تساعد على تحديد مشكلات المجتمع التى تنجم عن الصراع بين القيم, والعمل على التوصل إلى حلول مناسبة لهذه المشكلات.
  • تستخدم القيم كأداة للنقد الاجتماعى, باعتبارها مثل عليا, ونماذج معيارية.
  • تسهم فى تقبل القيم الجديدة داخل المجتمع، والتى تتفق مع القيم التى يعتنقها وتساعد الأفراد على نبذ القيم التى تتعارض مع قيم المجتمع.
  • تشكيل حياة الفرد سواء كانت على مستواه الشخصى أو فى علاقته مع أفراد المجتمع الذى يعيش فيه كما تعتبر القيم موجهًا ومرشدًا للأدوار الاجتماعية, وتحدد كل دور وحقوقه ووجباته.
  • تلفت نظر أعضاء المجتمع إلى الأنماط العامة للثقافة, وتوضح المرغوب فيه من وجهة نظر المجتمع لا من وجهة نظر الأفراد.
القيم عند "لروكيش" (خليفة، 1992، 71) Rokeach Value Survey (R.V.S.) ويتضمن جزأين: الأول: لقياس القيـم الغائية ويتكون من 18 قيمة، الثانى: لقياس القيم الوسيلية ويتكـون من 18 قيمة أيضا، ويطلب من الفرد ترتيب كل جزء منهما بشكل مستقل عن الآخر من رقم )1) وهى الأكثر أهمية من رقم 18 وهى الأقل أهمية:
جدول (1) مقياس القيمة الغائية (غاية)
مقياس القيمة الغائية
التقدير الاجتماعى المتعة الانسجام أو التناغم الأمن العائلى السلام العالمى الحياة المريحة
الصداقة الحقيقية الخلود فى الآخرة الحب الناضج الحرية جمال العالم الحياة المثيرة
الحكمة احترام الذات الأمن القومى السعادة المساواة الإنجاز
 
وهى القيم التى تعتبر غاية فى حد ذاتها مثل حب البقاء.
جدول (2) مقياس القيمة الوسيلية (وسيلة)
مقياس القيم الوسيلة
مهذب عقلانى أو منطقى واسع الخيال متسامح مرح طموح
متحمل للمسئولية محب مستقل خدوم نظيف واسع الأفق
منضبط (ضبط النفس) مطيع مثقف أمين شجاع قادر أو متمكن
 
وهى القيم التى تعتبر بمثابة الأدوات أو الوسائل التى يستخدمها الفرد لتحقيق أهداف وغايات بعيدة.
بعض القيم التربوية موضوع البحث
تناول البحث الحالى بعض القيم التربوية التى يمكن غرسها فى طلاب الجامعة من أجل القدرة على مواجهة العنف والتطرف، وتشمل هذه القيم: الانتماء والولاء، وقبول الآخر، التعاون، والمسئولية، والوسطية، والتسامح، وسوف يتناول الباحث كل قيمة من هذه القيم بالتفصيل:
يعتبر إنماء الوعى لدى الشباب من خلال المؤسسات التعليمية الملتحقين بها من أهم أهدافها، خدمة المجتمع وإمداده بما يحتاج إليه من قوة بشرية، وحيث إن هدف التعليم هو تنمية الإنسان تنمية شاملة فإن من الضرورى الاهتمام بالثقافة لدى الأفراد باعتبارهم أحد مكونات التنمية الشاملة للإنسان وبخاصة أن عدم التثقيف قد يؤدى إلى الانحراف، وعدم الولاء للمجتمع مما يسهل وقوع الفرد فريسة لمؤثرات خارجية قد تسخره فى هدم المجتمع وتخريبه، ولقد وجدت المجتمعات الإنسانية فى الإصلاح التربوى منطلقا لإصلاح أحوالها، والنهوض بطاقة أفرادها، وفى كل مرة يدق فيها إنذار الخطر تستنهض هذه المجتمعات أنظمتها التربوية بالإصلاح من أجل مواجهة الخطر وبناء الإنسان القادر على تجاوز محن الحضارة والمشاركة فى بنائها, ولما كانت القيم نتاجًا اجتماعيًا فإن الفرد يتعلمها ويكتسبها ويتشبع بها ثم تندرج تحت إطاره المرجعى للسلوك، حيث يتم بطريقة العلاقات الاجتماعية بحيث يتعلم الفرد أن بعض الدوافع والأهداف يفضلها عن غيرها بمدى قيمة الشىء, لذلك تتسم القيم بالاجتماعية لأنها تحقق للإنسان سعادة ومنفعة تجعله يقبل على الحياة وتحفزه لتقبل الآخر والتعايش معه بل وتحد من ظواهر الإرهاب والتطرف الفكرى، ومن هذه القيم:
  1. قيمة الولاء Loyalty
ويعنى الولاء للوطن أن الرابطة التى تجمع المواطن بوطنه تسمو عن العلاقات القبلية والحزبية، ولا خضوع فيها إلا لسيادة القانون، وأن هذه الرابطة لا تنحصر فى مجرد الشعور بالانتماء وما يتبع ذلك من عواطف، وإنما تتجلى إلى جانب الارتباط الوجدانى، ولا تتبلور فى الواقع صفة المواطن كفرد له حقوق وعليه واجبات، بمجرد توفر كافة القوانين، التى تتيح للمواطن التمتع بحقوقه والدفاع عنها فى مواجهة أى انتهاك، واستردادها إذا سلبت منه، وإنما كذلك بتشبع هذا المواطن بقيم المواطنة وثقافة القانون، التى تعنى أن الاحتكام إلى مقتضياته هو الوسيلة الوحيدة للتمتع بالحقوق وحمايتها من الخرق والولاء يعنى الصلات والعواطف التى تربط الفرد بالأسـرة أو العمل أو الوطن (بدوى، 1987، 19)
ويعنى الولاء للوطن شعور كل مواطن بأنه معنى بخدمة وطنه، والعمل على تنميته والرفع من شأنه، وحماية مقوماته الأيدولوجية والشعور بالمسؤولية عن المشاركة فى تحقيق الصالح العام، والالتزام باحترام حقوق وحريات الآخرين، واحترام القوانين التى تنظم علاقات المواطنين فيما بينهم، وعلاقاتهم بمؤسسات الدولة والمجتمع، والتضامن مع المواطنين فى مواجهة الطوارئ والأخطار التى قد تهدد الوطن فى أى وقت، والاستعداد للتضحية من أجل حماية استقلال الوطن، وهو أيضا عبارة عن اتجاه نفسى اجتماعى ذى جانب انفعالى عاطفى، وجانب سلوكى يدفع الفرد للقيام بسلوك معين نحو مصلحة ما، تتعلق بانتمائه للجماعة، هذا بالإضافة إلى جانبه المعرفى الذى يتمثل فى إدراك الفــرد للمفاهيم والقيم، التى يستند إليها شعوره بالولاء (خضر، 2000، 37).
  1. قيمة الانتماء  Affiliation
لكى تكسب الفرد قيمة الانتماء من خلال مراحل نموه المختلفة لذلك فالانتماء حاجة إنسانية وتدريب اجتماعى لذلك لا يتحقق تلقائيًا فتتضافر كل الجهود لإكساب الفرد قيمة الانتماء (حفنى، 1986، 61) لذلك فالحاجة إلى الانتماء هى الحاجة إلى تكوين العلاقات الاجتماعية التى يستطيع الفرد من خلالها تحقيق أهدافه فى ظل المعايير السائدة فى الجماعة التى ينتمى إليها، أى القدرة على معايشة الجماعة التى ينتمى إليها فى أبعاد زمنية ثلاث هى الماضى والحاضر والمستقبل (أباظة، 2012، 2).
فالفرد يسعى إلى الانتماء لوطن معين فالحاجة إلى الانتماء تضم العديد من الحاجات الاجتماعية مثل الحاجة إلى  تقبل الآخر، ولا يتحقق إشباع هذه الحاجات إلا فى وجود الغير من أفراد جنسه واتصاله بهم بصورة مباشرة، والولى يعنى المحب والصديق والنصير، ولذا فهو تكريس للعاطفة تجاه فرد أو قضية ما، وبالتالى يشير إلى أنه تعبير عن علاقة متبادلة بين الأفراد يسودها الإخلاص والوفاء بالعهد والحرص على أداء الواجب والإخلاص للقيادة أو السلطة أو المنظمة أو المؤسسة (عبد العزيز، 1987، 44) لذلك فالانتماء يشير إلى النزعة التى تدفع الفرد للدخول فى إطار اجتماعى فكرى معين، بما يقتضيه ذلك من الالتزام بمعايير وقواعد هذا الإطار ونصرته والدفاع عنه فى مقابل غيره من الأطر الاجتماعية والفكرية (الغندور، 1983، 5).
ويرى الباحث الولاء والانتماء على أنه وثيـق الارتباط بالالتزام نحو الأداء للواجبات للجماعة أو المؤسسة التى ينتمى إليها الفرد وتأخذ العبارات من 1 إلى 8 على مقياس القيم التربوية المعد من قبل الباحث.
  1. قيمة التسامح  Tolerance
التسامح فى اللغة هو التساهل واللين، وهو من: سَمَحَ، يَسْمحُ، سَمْحًا، وسماحا وسماحة والوصف منه سمح، وسمحة (ابن منظور) والتسامح اصطلاحا بذل بعض ما لا يجب، أما المسامحة عنده فهى ترك بعض ما يجب لذلك فالتسامح قيمة أخلاقية حضارية عظيمة تسهم فى نشر المحبة والألفة والسلام بين أفراد المجتمع وتوطيد دعائم التعايش وقبول الآخر، كما أن التسامح من شيم الأقوياء (الخزندار، 2003، 471).
ويعرف التسامح على أنه مجموعة من التغيرات المعرفية والوجدانية والسلوكية الإيجابية داخل الفرد نحو الشخص المسىء والتى تتمثل فى تناقص المدركات والانفعالات السلبية، وتناقص التجنب والدافعية للانتقام وتزايد فى النزعة لعمل الخير بصورة واضحة (السيد، 2008، 136).
يعد التسامح من ركائز التعايش لقدرته على حل المشكلات النابعة عن التعددية داخل المجتمع الواحد، فهو عكس التعصب ورفض حق الآخر فى الاختلاف والسبيل الوحيد إلى تعايش إيجابى قائم على الاستواء فى الحقوق بين مختلف مكونات المجتمع، فقد تكون قيمة التسامح مقترنة بقيمة العدل فالتعددية ظاهرة ملازمة للعمران البشرى فقد يكون غياب التسامح مقترنًا دائمًا باحتكار المعرفة وبالرغبة فى الهيمنة، والاستبداد فمن يتملكها يسعى إلى فرض اعتقاداته وقناعاته وأسلوبه فى الحياة على أنها وحدها الصالحة ووحدها المشروعة مما يجعل اللاتسامح يستقر فى معادلة تجمع بين رفض الآخر وامتلاك المعرفة، أى القدرة على منعه من الحق فى أن يكون مختلفًا، وبالتالى يسعى إلى توفير شروط التعايش عبر الحوار الذى يعد اعترافًا متبادلا بين كافة الأطراف وبالتالى لا يجب أن يكون الفرد مجبرًا على بذل التسامح من طرف دون الآخر.
ويرى الباحث التسامح على أنه العفو عند المقدرة وعدم رد الإساءة بالإساءة والترفع عن الصغائر والسمو بالنفس البشرية إلى مرتبة أخلاقية عالية، ويأخذ العبارات من 9 إلى 16 على مقياس القيم التربوية المعد من قبل الباحث.
  1. قيمة قبول الآخر Acceptance of the other
وتشتمل على التعايش معه والمساواة بين الناس  والرغبة فى العمل مع الأصدقاء والتواجد معهم والسعادة بصحبة الأصدقاء والنظر إليهم على أنهم وسيلة لمساعدة الفرد، تقديم مساعدة للأصدقاء والتغاضى عن أخطائهم، ويُعرف تقبل الآخر بأنه اتجاه الفرد نحو الغيرية ونحو عدم إصدار الأحكام ونحو عدم التهديد، والسعي الدائم إلى الاعتبار الإيجابى غير المشروط للآخر،  وذلك كله بصرف النظر عن الظروف المحيطة (Michael, 2013).
الوطن الذى تتعدد أصول مواطنيه العرقية، وعقائدهم الدينية، وانتماءاتهم الثقافية، لا يمكن ضمان وحدته واستقراره إلا على أساس التعايش معًا، والمساواة كركيزة رئيسية للمواطنة، تعنى أنه لا مجال للتمييز بين المواطنين على أساس الأيدولوجية، أو المعتقد الدينى، أو القناعات الفكرية، أو الانتماء، واختلاف الفئات وصفاتها وانتماءاتها لا يجعل أيا منها أكثر حظا من غيرها فى الحصول على المكاسب والامتيازات، كما لا يكون سببا فى انتقاص الحقوق، أو مبررًا للإقصاء والتهميش، وحسن تدبير الاختلاف والتعدد لا يتم إلا فى إطار المواطنة التى تضمن حقوق الجميع، وتتيح لكل المواطنين والمواطنات القيام بواجباتهم وتحمل المسؤوليات فى وطنهم على أسس متكافئة، وإرساء مبدأ المساواة فى منظومة الروابط والعلاقات التى تجمع بين أبناء الوطن الواحد وبينهم وبين مؤسسات الدولة، لا يمكن أن يقوم على إلغاء الصفات والانتماءات والمعتقدات وغيرها من خصوصيات بعض الفئات، وإنما يقوم على احترامها.
ولحماية مبدأ المساواة بين جميع المواطنين والمواطنات داخل المجتمع الذى تتناقض فيه المصالح والأغراض، فإنه لا يتحقق ذلك إلا فى ظل وجود ضمانات قانونية وقضاء مستقل وشامخ وعريق (القضاء المصرى) يتم اللجوء إليه من طرف كل من تعرضت حقوقه للمس أو الانتهاك من لدن الآخرين سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أو اعتباريين.
فلكل المواطنين (المصريين) نفس القدر من الكرامة الاجتماعية، وهم سواء لدى القانون، دون تمييز فى الجنس، أو العرق، أو اللغة، أو الدين، أو الأفكار السياسية، أو الأوضاع الشخصية والاجتماعية يضع على الدولة مسؤولية إزالة جميع العوائق الاقتصادية والاجتماعية التى تحد فى الواقع من حرية المواطنين والمساواة بينهم، وتحول دون التنمية التامة للشخصية الإنسانية، ودون مشاركة جميع العاملين الفعلية فى بنية البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
فمثل هذه القيم وحدها كفيلة بفض النزاع وحل الأزمات والتغلب على الصراعات بين أفراد المجتمع الواحد، والتى تنشأ نتيجة التطور فى العلم والتكنولوجيا فهى تُوجِد نوعًا من التكامل لكل مناحى الحياة لارتباط القيم بالشمول لكافة عناصر فكر المجتمع والتى تهدف إلى سعادة الإنسان (عبدالسلام، 1992، 19)، حيث أن التقدم الحقيقى لهذا الوطن فى ظل هذه التحديات تصنعه عقول تحديات الشباب المصرى، لذا فإن إكسابهم قيم المواطنة يعد الركيزة الأساسية للمشاركة الإيجابية، الفعالة فى التنمية الشاملة.
ويرى الباحث قبول الآخر على أنه الاتجاه نحو الآخرين بانفتاح ودون إصدار أحكام عليهم ويؤدى ذلك إلى الاهتمام الفعال بالآخرين، وتأخذ العبارات من 17 إلى 24 على مقياس القيم التربوية المعد من قبل الباحث.
  1. قيمة التعاون والسلام Cooperation
التعاون هو شكل من أشكال المساعدة التى يقدمها الناس لبعضهم من أجل الوصول لهدف معين، وهو بذلك بعيد عن الأنانية، لأن المصلحة من خلاله تكون للمجموعة لا للفرد نفسه، ويختلف التعاون عن غيره من أنواع المساعدة بأنه فعل تفاعلى يقوم الطرفان من خلاله بالعطاء، كما أنه فعل دون انتظار مقابل مادى أو معنوى (مدكور، 2003، 189).
    كما تهدف قيمة السلام إلى تدعيم الانتماء من أجل تقبل الآخر والتعايش معه، لذا فالسلام هدف إنسانى وغاية نبيلة تسعى الإنسانية لتحقيقها على امتداد تاريخها الحضارى، وقد ازدادت الدعوة للسلام والعمل على إرساء دعائمه وتعميمه فى العصر الحديث بعد الحرب العالمية الثانية، وقيام هيئة الأمم المتحدة كأداة تفاهم تجمع شعوب العالم حول هذا الهدف، ويعتبر الاهتمام بالسلام ضمن المواطنة من الاتجاهات الحديثة، ولقد بدأ الاهتمام بدراسات مفهوم السلام فى الجامعات لمواجهة العنف، أى ما يعانيه الناس نتيجة للنظم الاجتماعية والاقتصادية التى تؤدى إلى الانتقاص من آدمية الإنسان وانتهاك حقوقه، مثل التمييز العنصرى، وتسعى التربية لتحقيق السلام مع الذات ومع الآخرين، ومن هنا فإن التربية من أجل السلام تتراوح فى مداها من السلام بين الدول والشعوب إلى الأفراد داخل الأسرة أو الجماعة وأخيراً إلى الإنسان نفسه، والسلام مطلب إنسانى بدونه يعيش الإنسان فى فزع وخوف يفقده اتزانه ويجعله يتعامل مع من حوله على أساس أنهم أعداء ويفقده صداقة الناس واحترامهم، والإنسان اجتماعى بطبعه فإذا فشل فى التكيف، فإنه يفقد سلامه الاجتماعى ويشعر بالعزلة والتقوقع حول الذات، والسلام مطلب اقتصادى لأن الخلافات تؤثر على قدرات الفرد الإنتاجية.
    وعموما فإن السلام كمطلب اقتصادى للفرد يؤثر ويتأثر بالسلام كمطلب اقتصادى وطنى، فمستوى الرفاهية الذى قد يتمتع بها الفرد قد يعود بالدرجة الأولى للمستوى الاقتصادى للدولة التى يحمل هويتها، وهناك عدد من الأساليب التى يمكن من خلالها تعويد الطالب على التعايش والتعاون مع جيرانه المحليين والدوليين، منها - وضع الطالب فى مواقف تفاعلية حقيقية يدرك من خلالها أهمية الانتماء لوطنه, تعريف الطالب بأننا نعيش فى عالم تحكمه مجموعة من المثل والقيم والأهداف والمبادئ الدولية المشتركة، وإبراز الدور الهائل لوسائل الاتصال والمعاهدات التجارية والتشريعات الاقتصادية فى إقامة علاقة قوية بين الدول.
ويرى الباحث التعاون على أنه تضامن عدد من الأفراد ذوى الحاجات المتماثلة والمشاكل الواحدة، ويقوم تعاونهم معا لأجل صالح الجماعة، وتأخذ العبارات من 25 إلى 32 على مقياس القيم التربوية المعد من قبل الباحث.
  1. قيمة الوسطية Moderation
الوسطية هى الاعتدال فى كل أمور الحياة من تصورات ومناهج ومواقف، وهى تحرك متواصل للصواب فى التوجهات والاختيارات، فالوسطية ليست مجرد موقف بين التشدد والانحلال، بل هى منهج فكرى وموقف أخلاقى وسلوكى (مركز الفكر، 2015) ولا تتحقق المواطنة إلا بتساوى جميع المواطنين فى الحقوق والواجبات، وتتاح أمام الجميع نفس الفرص، ويعنى ذلك التساوى أمام القانون الذى هو المرجع الوحيد فى تحديد تلك الحقوق والواجبات، وإذا كان التعايش والشراكة والتعاون من العناصر الأساسية التى يفترض توافرها بين المشتركين فى الانتماء لنفس الوطن، فإنها تهتز وتختل فى حالة عدم احترام مبدأ المساواة، مما يؤدى إلى تهديد الاستقرار، لأن كل من يشعر بالحيف، أو الحرمان دون حق مما يتاح لغيره، وتنغلق فى وجهه أبواب الإنصاف، يصبح متمردًا على قيم المواطنة، ويكون بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار بشكل من الأشكال.
لذلك فالوسطية تعنى الاعتدال وعدم التطرف أو أن القيم التى حث الله سبحانه وتعالى عباده على التمسك بها ليس فيها إفراط ولا تفريط، وأنها تقف موقف الوسطية فهى تتعامل مع الإنسان كما خلقه الله تعالى وعرف قدره وإمكاناته، لذا تبذل الدولة جهودًا كبيرة من أجل بناء المواطن المصرى وفقا ًلسمات مرغوب فيها تتفق مع متطلبات المجتمع الحالية والمستقبلية، وإعطائه مساحة من الحرية لكي يمارس ألوانًا من النشاط تساعده فى تحويل أقواله إلى أفعال وممارسات صالحة تهدف لبناء المجتمع (الجمل، 1996، 25 - 26).
لا تكفى الوسطية وإنما لابد من توفير استعدادات حقيقية لدى كل المواطنين  فى الانتماء للوطن، وهذه الاستعدادات لا تتوفر إلا من خلال التربية التى يكتسبها المواطن (الطالب المعلم) طيلة بقائه داخل كلية التربية  وتحرير فكره من التطرف والتعصب، والمساهمة فى تحقيق أهداف الجماعة،إنها هدف لأن الحياة الديمقراطية السليمة تؤكد على اشتراك المواطنين فى مسؤوليات التفكير والعمل من أجل مجتمعاتهم.
ويرى الباحث أنه الأسلوب الذى يميز طالب الجامعة فى تفكيره وتوجهاته، فينعكس على أحكامه ومواقفه وسلوكه اعتدالاً وتوازنًا، بحيث لا يميل سلوكياً إلى طرف حاد يبدو عليه التشدد أو التفريط، ويأخذ العبارات من 33 إلى 40 على مقياس القيم التربوية المعد من قبل الباحث.
  1. قيمة المواطنة و تحمل المسئولية Responsibility Citizenship &
المسئولية هى إقرار الفرد بما يصدر عنه من أفعالٍ، واستعداده لتحمل نتائج هذه الأفعال، فهى القدرة على أن يُلزم الفرد نفسه أولاً، والقدرة على أن يفى بعد ذلك بالتزاماته الاجتماعية بواسطة جهوده الخاصة وبإرادته الحرة (طاحون، 1990، 171) تحدد أهمية نشر ثقافة المواطنة لدورها فى بناء المجتمعات، واسـتقرارها واحتفاظها بهويتها، وفى إكساب أفراد المجتمع الولاء والانتماء والرغبة فى المشاركة فى شئون المجتمـع والحـرص علـى الصالح العام، ومقاومة الجمود والسلبية التى انتشرت بين الشباب، والحفاظ على الروح الاجتماعيـة، واحترام القانون والالتزام بالقيم، ولذا فتربية المواطنة تعمل على تأكيد واحترام القانون، ونشر ثقافة الحوار، والتعـايش المشترك واحترام الرأى الآخر، وتعميق مفهوم المساواة بين المـواطنين فى الحقـوق والواجبـات، كما أن تمتع المجتمع المصرى بقيم المواطنة يجعله مجتمعا ديمقراطيا راقيا لأن المواطنة الطريقة الوحيدة لسيادة القانون وممارسة الديمقراطية والمساواة وعدم التميز فالمواطنة تعتبر الآلية المستديمة للحد من الصراعات العرقية والجنسية، حيث تؤدى إلى قوة وتماسك المجتمع فالوحدة الوطنية أقوى سلام دفاعى وهجومى فى آن واحد ضد أى محاولات ضالة لتقسيم المجتمع المصرى حسب الدين والعقيدة والعرق (الغازى، 2013، 23).
إن بناء الإنسان المواطن الذى تقع عليه أعباء الاندماج مع الجماعة بروح التضامن، وبناء الوطن يعد من أهم الأهداف التى يجب أن يعمل على تحقيقها كل مجتمع، فلابد من اضطلاع المؤسسات التربوية بدورها الـصحيح فى تربيـة الشباب بطريقة تمكنهم من تحمل مسئولياتهم، حيث إن غياب التربية لتنمية قيم التعايش وقبول الآخر تضعف مـن عاطفة الولاء والانتماء، ويزيد من فجوة الخلاف، مما يجعل الأفراد فريسة سهلة للأعداء (مكروم، 2004، 336).
فالتربية وسيلة المجتمع للمحافظة على بقائه واستمراره وثبات نظمه ومعاييره الاجتماعية وقيمه وخبراته ومعارف الأجيال السابقة، وتحقيق التربية هذا الهدف بتبادل الخبرات بين الأجيال، وبذلك يكون دور التربية هو تنمية السلوك الإنسانى الأخلاقى وتطويره وتغييره لكى يناسب كل ما هو سائد فى مجتمع ما (السيد، 2004، 36) كماأن المواطن الصالح الذى تريد التربية أن تحققه فينا ليس هو المواطن على غرار ما أودعته الطبيعة بل على غرار ما يريده المجتمع (عبد الدايم، 1981، 330).
ويرى الباحث أن المسئولية اتجاه أخلاقى يتضمن شعورالفرد بالالتزام والمسئولية عن نتائج أعماله مقبولة كانت أو غير مقبولة ،وعدم التنصل من النتائج إذا كانت غير مقبولة حتى و إن كانت غير مقصودة، ويأخذ العبارات من 41 إلى 48 على مقياس القيم التربوية المعد من قبل الباحث.
دور الدولة فى تدعيم الوحدة الوطنية والحفاظ على القيم الإيجابية به:
تلعب الدولة من خلال أجهزتها ومؤسساتها دورًا هامًا للحفاظ على كيان الأمة والحفاظ على تفتيت نسيج الأمة ودعم الوحدة الوطنية والتصدى لكل منحرف عن مسار المجتمع من خلال عدة مظاهر من  أهمها:
  1. إعادة هيكلة وبناء الخطاب الإعلامى الذى يستهدف تفتيت نسيج المجتمع الواحد.
  2. التأكيد على القيم والمبادئ الدينية الصحيحة التى تنبذ العنف والتعصب والتطرف الفكرى.
  3. تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية وإعطاء كافة المواطنين كل الحقوق دون النظر إلى الدين والعرق واللون والجنس.
  4. ترسيخ القيم الأصلية التى تحث على التسامح والإخاء وإعلاء دور الحوار والاعتدال والوسطية فى المجتمع حتى يمكن الحفاظ عليه.
  5. توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية.
  6. معاقبة كل من شأنه إثارة الفتن بين فئات المجتمع المختلفة.
ولذلك فالدور الذى يقع على كليات التربية فى الحد من تنامى ظاهرة التطرف الفكرى ونشر قيم التسامح وقبول الآخر، يتضمن النقاط التالية:
حيث أن التربية مهمتها الأساسية تشكيل الفرد، وتعهده بالنماء الشامل والمتكامل من خلال توفير متطلبات نمائه، والكشف عن إمكاناته وإظهارها من خلال أدوار متكاملة ومتفاعلة، حيث أن كلية التربية كمؤسسة تربوية معنية بتكوين شخصية المعلم لذلك ينبغى على برامجها مراعاة ما يلى:
  • إدخال قيم التسامح والمحبة والسلام عند التخطيط لبرامج إعداد طلاب كلية التربية لمواجهة التطرف الفكرى والتعصب بكل أنواعه.
  • أن تتضمن المقررات التربوية القدرة على الاختيار من بدائل بما يتناسب مع قيمه وعاداته وتقاليده.
  • أن تتضمن المقررات التربوية قضايا التطرف الفكرى صراع الحضارات ورفض الآخر لما لذلك من أهمية فى ربط المتعلم ببيئته وقومه.
  • أن تهدف رؤية ورسالة الكلية على التوفيق بين التيارات والاتجاهات المختلفة.
  • التركيز على أدوار الوسائط الاجتماعية لتدعيم دور الجامعة فى تلبية حاجات الشباب النفسية والجسمية والاجتماعية والعمل على شغل أوقاتهم بما هو مفيد ونافع.
  • القضاء على الفقر والجهل والمرض وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.
  • تفعيل مؤتمرات الشباب العربى (2013- 2018) لتبادل الخبرات والتجارب بين الشباب والشعوب.
  • تنمية قدرة الفرد على التفكير العلمى والحوار كمطلب أساس للحد من التطرف الفكرى وتجاوز سلبياته  والتفكير فى قبول الآخر والتعايش معه.
  • توطيد العلاقة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
  • حل مشكله البطالة التى تضع من الشباب فريسة للعناصر المتطرفة.
  • زيادة التوعية بالأساليب التربوية السليمة لوقاية الشباب من التطرف والإرهاب.
لذلك طبيعة العلاقة بين القيم وأبعادها (الصدق، الأمانة، الصبر، الإيثار، التسامح، تحمل المسئولية) وجودة الحياة لدى الطلاب، وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين القيم الخلقية وأبعاده المختلفة وجودة الحياة، وعدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات الذكور والإناث فى كل من القيم الخلقية وأبعادها، وجودة الحياة، وعدم وجود تأثير دال لتفاعل الجنس والتخصص الدراسي فى كل من القيم الخلقية وأبعادها وجودة الحياة وأبعادها (عبد القادر،2015)
ثانيًا: مفهوم التطرف الفكرى:
التطرف لغة: مأخوذ من الفعل (طرف) ويدل على حد الشىء وحرفه أى جعله طرفاً وتعنى أتى الطرف وجاوز حد الاعتدال ولم يتوسط (المعجم الوجيز، 1990) لذلك فالتطرف المشتق من الفعل طرف الشىء أى جعله طرفًا لتجاوزه حد الاعتدال ولم يتوسط، ويعنى النيل للذهاب إلى الأطراف والانحراف هو الإهمال والتفريط فى امتثال الأوامر واجتناب النواهى ويطلق  التطرف على الإفراط والمغالاة فى الالتزام، فالجماعات التى اعتنقت معتقدات وأفكارًا تختلف عن معتقدات المجتمع الذى تنتمى إليه واحتكرت لنفسها من الوعظ والإرشاد لتسيطر على الآخرين، اعتبرت جماعات متطرفة  لانحرافها بأفكارها عن حد الاعتدال وما يسود المجتمع من قيم تعتبر جماعة متطرفة لأنها قامت بانتهاك القيم بالخروج عليها والانحراف عن مسار المجتمع، فالمبالغة فى التمسك بالالتزام فكرًا أو سلوكًا أو الإفراط فى المغالاة فى الالتزام يعد تطرفًا فكريًا أو انحراف الأفراد عن مسار المجتمع (عثمان، 1996، 17).
إن الاتجاهات نحو التطرف تتكون فى بداية الأمر بصورة معرفية فى أذهان المتطرفين، ويشكلون منها قناعات وأفكار أيدولوجية لكى تبرر من خلال هذه الأفكار والقناعات السلوكيات المتطرفة ضد الآخرين والمجتمع، ويزيد ويرتفع الإحساس الوجدانى كمكون من مكونات الاتجاه بالكره والحقد ضد المختلفين عنهم وتعتبر المكونات المعرفية للفرد، هى المحور الرئيسى لشخصيته، وهى التى تؤثر على مشاعره وسلوكه، والمكون المعرفى للاتجاهات المتطرفة يتمثل فى المعتقدات والأفكار الجامدة التى توجد لدى بعض الأشخاص عن بعض الأشخاص الآخرين أعضاء الجماعات الأخرى، وهو ما يأخذ شكل القوالب النمطية الجامدة، كما أن المتطرفين يتصفون بوجود نسق اعتقادي جامد، حيث يتسمون بالتشدد مع أصحاب المعتقدات المناهضة دون أية محاولة منهم لتعرف تلك الأفكار والمعتقدات والتفكير فيها (Clarkson, 2014, 449 - 454)
وقد أكد ذلك بعض الدراسات والتى هدفت إلى الكشف عن العلاقة بين الاتجاه نحو التطرف والضغوط الأسرية لدى الطلاب، والتعرف على الفروق فى الاتجاه نحو التطرف والضغوط الأسرية تبعًا لمتغير الجنس، وبتطبيق مقياس الاتجاه نحو التطرف، ومقياس الضغوط الأسرية على عينة من الطلاب كشفت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين الدرجة الكلية للاتجاه نحو التطرف، بجميع أبعاده، والضغوط الأسرية، كما توجد فروق ذات دلالة إحصائية فى الضغوط الأسرية، تبعا لمتغير الجنس، وذلك لصالح الطالبات. وفى الاتجاه نحو التطرف لصالح الذكور (الحربى، 2018، 30).
لذا فهو أسلوب مغلق التفكير يتسم بعدم تقبل أو فتح مجال للحوار والمناقشة والاستعداد لمواجهة الاختلاف والذى يترتب عليه فرض المعتقد على الآخر وإن استخدم القوة أو الغضب أو العنف (أحمد، 113) والتطرف الفكرى وما ينجم عنه من ظاهرة ممارسة الإرهاب هى القمة فى سلسلة من الممارسات الفكرية والعلمية، تبدأ من (عمار، 2003، 249 - 250).
  1.  رفض الاستماع إلى الرأى الآخر.
  2.  العدوانية والعنف فى مواجهة أفكار الآخرين وممارستهم، ومحاولة التصدى لها.
  3.  محاولة القضاء على المخالفين وإيذائهم بالقوة تصل إلى القتل والاغتيال أو تشوية جسدى وجعلهم أمثلة لغيرهم ممن يحتضنون أفكارهم وهى بداية الإرهاب الإجرامى.
المتطرف:
هو ذلك الشخص الذى يتسم بالتصلب من الوجهة الذهنية وأقل تبصرًا بمتطلبات الواقع وتظهر فيه جملة من السمات تجمع بين الخضوع والتوتر وتزداد لديه مشاعر الخوف والنظرة التشاؤمية وتندرج من الانعزالية والاغتراب والنفور من الآخرين فضلاً عن ارتفاع معدلات الإقبال على أعمال العنف والعدوانية فى السلوك المنحرف عن مسار المجتمع (الدسوقى، 1993، 157) فيميل الأفراد المتطرفون نحو التشدد والخروج عن حد الاعتدال والبعد عن المألوف وتجاوز الأطر الفكرية والقيم الأخلاقية التى حددها وارتضاها المجتمع وقد يكون اتجاههم إيجابيا بمعنى الموافقة التامة، وقد يكون اتجاههم سلبيا بمعنى الرفض التام.
هؤلاء الأفراد أسهمت فى تشكيلهم ظروف متعددة منها الثقافية، والاجتماعية، والتعليمية وهم يستندون إلى معايير خاطئة تبرر أفعالهم، كما أن التعليم لم يسهم بفاعلية فى الحيلولة دون انزلاقهم إلى ذلك، ويتواجد الفرد ضمن سياق اجتماعى من المهد يتشعب فى شبكة علاقات متبادلة والتى تشكل شخصيته، والفرد يحتاج للتوجيه من المجتمع بقدر ما يرغب المجتمع فى توجيه الفرد- نتيجة لذلك فإن الفرد قابل لفعل الأذى لما يتعرض له من تغيرات سريعة والتى تهدده بتحطيم القيم الثابتة، ولذلك فما يتعرض له المجتمع من مشكلات معينة لا يعنى ظهورها مرة أخرى فى مراحل لاحقه والتطرف كظاهرة اجتماعية مرهون بقدرة أفراده على تنظيم صفوفهم كجماعة مما يزيد من قوة الفكر المنغلق والجمود العقائدى والانغلاق العقلى مثل هذا الاسلوب الذى يتصف بالآتى:
  1. عدم القدرة على تقبل الآخر.
  2. عدم تقبل أى معتقدات تختلف معه.
  3.  ضعف القدرة على التسامح مع الآخرين.
  4. ثبات وصدق الأسلوب إلى الأبد ولا يسمح بالحوار لتأكيده  بأدلة أو نفيه.
  5. الاستعداد لمقابلة التغيير بالعنف وفرض السيطرة على الآخرين والاصطدام بالمجتمع  أى الخروج عن القواعد والأطر الفكرية متخذ العزلة والهروب من الموقف والانسحاب تعبيرًا عن ضعفه (الجندى، 1998، 68).
فالطوائف الطلابيةٌ المتعددة والتى من بيئات ثقافية مختلفة تجعل الطلبة الذين يعيشون ويتربون فى البيئات ذات الطابع الريفى يكونون أكثر تطرفًا فى أحكام اجتماعية  بالموازنة مع الطلبة الذين يعيشون فى البيئات الحضرية، وأن الذكور أكثر تطرفًا من الإناث فى تلك الأحكام.
فالمتطرف يسعى لتشويه صورة الآخر، وتأجيج الصراع الدموي بين أفراد المجتمع على اختلاف طوائفهم العرقية والدينية، كما ساهم فى نماء التطرف والعنف تخلف الشعب عن ركب الحضارة، وما واكب ذلك من انحطاط فى القيم وتفكك اجتماعى ثم الفراغ العقائدى، كل هذه العوامل ساهمت فى تنامى ظواهر العنف والجريمة وانتشار الأسلحة واختلال الأمن، ونتيجة لتفشى الجهل وتدنى الثقافة فى شتى مجالات الحياة أو التنشئة فى ظروف غير طبيعية كالتعاسة والحياة المتدنية أو المدللة أو الإحباط الشديد والمستمر فقد تترك فى حياة الأفراد عقدًا نفسية مزمنة والتى بدورها لا تسمح للمتطرف باتخاذ لغة الحوار لفض التنازع الفكرى، بل إن البديل لإثبات الحجة هو وصف الآخر بالكفر ومحاولة فرض أفكارهم بالقوة والتهديد والترويع (الفنجرى، 1993، 15).
  1. أهم خصائص الشخصية المتطرفة
  • التصلب: وهو يفتقر إلى المرونة وضعف فى التكامل الاجتماعى، ويربط بينه وبين التطرف التوتر النفسى الذى يعانيه الفرد عند مواجهته للمواقف الصراعية المحبطة التى تواجهه.
  • التعصب بالرأى: لا يعترف للآخرين بوجود، ويعد التعصب أساس التطرف، حيث يكرس المتعصب جهوده للدفاع عما يتمسك وما يعتقد فيه من أفكار وقد يستخدم العنف لفرضه.
  • الجمود الفكرى: حيث تغلق الشخصية المتطرفة على نفسها باب الحوار مع غيرها ممن يخالفها فى الآراء وتتمسك بما جمد فى فكرها من اتجاهات ومعتقدات.
  • السيطرة: للدفاع عما جمد فى فكر الشخصية المتطرفة من آراء أو اتجاهات أو هى بمثابة حيلة دفاعية لا شعورية للتغلب على ضعف الأنا لديها.
  • ضعف الأنا: فما تبديه الشخصية المتطرفة من توتر يعكس ضعف قدرة الأنا لدى الفرد أمام الأنظمة القائمة والواقع الذى لا يحقق ما يطمع به من آمال مستقبلية.
  • المغايرة: حيث تحاول الشخصية المتطرفة أن تغاير ما عداها سواء فى الفكر أو الرأى أو المعتقد أو السلوك، وبذلك تصبح جماعة مرجعية سالبة، أما التى توافقها فى آرائها وسلوكها وتتبنى أفكارها وأنماط سلوكها جماعة مرجعية موجبة (سليمان، 1993، 72)
ويرجع ارتباط الفرد بالجماعات الإرهابية وانضمامه إليها واستجابته لاتجاهاتها المذهبية المتطرفة إلى أنه قد وجد لنفسه بداخل هذه الجماعات مكانة متميزة لا يجدها فى المجتمع الذى يعيش فيه من وجهة نظره وتكون النتيجة إحساسه بالضغوط وتعرضه لمشاعر الفشل والإحباط مما يجعله مهيأ للاندماج فى الجماعات المتطرفة التى تمنحه الإحساس بالراحة والقوة وتحقيق المكانة المتميزة التى حرم منها (أبو الروس، 2001، 13) علاوة على انتشار بعض المفاهيم المرتبطة - ببعض الأطر الفكرية المتطرفة التى تنفرد بطرح مفاهيم تستند وراء الشعارات الدينية أو السياسية، لتخفى تعصبها وأحقادها وعنفها وتستهدف الروح الوطنية لدى الطلاب لتدميرها (المنجد، 1984، 27).
اتجاهات التطرف الفكرى
ولذا فالتطرف إما أن يكون إيجابيًا عندما تكون غايته مصلحة المجتمع ويكتسب الصفة السالبة عندما يتعرض لمصالح الرأى العام (غراب، 1995، 61).
  1. اتجاه إيجابى
وهو تطرف بناء يعمل أفراده ًفى اجتهاد العقل ومحاولات تحرر العقل من القيود وإكسابه صفة الحرية بحكم استباقهم لعصورهم  مثل (العباقرة – المبدعون – المبتكرون – الفلاسفة – العلماء).
  1. اتجاه سلبى
الخروج عن الوسط واعتناق فكر متشدد يتسم بالجمود والتخلف ويسير فى اتجاه هدام غير مرغوب فيه ذلك هو الأسلوب الذى يتسم بعدم تقبل أية معتقدات تختلف عن معتقدات الجماعة (إبراهيم، 21).
ولا مشاحة أن التطرف الفكري سلوك يظهر فى سلوكيات كثير من البشر، ويرجع إلى عوامل ودوافع تحركه، وقد عرف السلوك المتطرف فى كل العصور، وكانت أول صوره بين ابنى آدم - عندما تقبل الله من أحدهما ولم يتقبل من الآخر فقتل الخاسر أخاه الرابح حسدا وظلما، وتتنوع الأسباب المؤدية إلى التطرف، وقد تتضافر كلها أو أغلبها فى الظهور لدى الشخص والتى تمتد آثارها إلى زعزعة النظام المجتمعى والأمان النفسى الذى يعد من أهم الضرورات الإنسانية، وهناك بعض الأسباب التى تؤدى إلى التطرف منها:
الأسباب الاقتصادية للتطرف:
يعد الاقتصاد بتقلباته وما يلحقها من تغيرات مؤثرة فى المجتمعات الفقيرة من الأسباب الخطيرة المحركة لموجات التطرف فى العالم، وتسهم الحركات الاقتصادية التى قد تجتاح العالم فى الأعوام المقبلة بمزيد من الأزمات الاقتصادية لكثير من الدول والمجتمعات ، مما يزيد الفجوة بين الدول الغنية، والدول الفقيرة، ويتوقع أن يستغل الإرهابيون التقدم العلمى والتقنى فى هذا القرن، فى تحويل الأموال والأفكار والتعليمات بين مواقعهم، من أقصى الأرض إلى أدناها، بواسطة الأنظمة المصرفية العالمية وشبكات الإنترنت - ويأتى هذا فى خضم انتشار المصالح الشخصية وفرض سيطرة التجارة والمال وغياب القيم والأخلاق التى تحكم المجتمعات.
الأسباب السياسية للتطرف:
إن التسيب الدولى هو الذى يفتح المجال واسعا أمام التطرف الفكرى الذى يجمع فى صفوفه بين القتلة والمحترفين والمرتزقة المأجورين وغيرهم من المغرر بهم دينيا أو سياسيا أو عقائديا، وتشجيعه على التمادى فى احتقار القانون الدولى، والاعتداء على سيادة الدول والإساءة إلى حقوقها ومصالحها المشروعة بوسائل تدينها الأخلاقيات والأعراف الدولية كالتهديد والتشهير والابتزاز، والقتل فى المدنيين العزل الأبرياء إن هذا التخاذل الدولى فى رأى أصحاب هذا التفسير قد ينتهى بكارثة دولية لا حدود لها.
فافتقار النظام السياسى الدولى إلى الحزم فى الرد على المخالفات والانتهاكات التى تتعرض لها مواثيقه بعقوبات دولية شاملة ورادعة ضد هذا المظهر الأخير من مظاهر العبث.
الأسباب الاجتماعية للتطرف:
العلاقة بين أطراف التعاقد الوهمى للنظرية الاجتماعية جاء بأسلوب أيدولوجى هو: توجيه كل من الطرفين إلى القيام بالمهام المنوطة به والواجبات الموكلة إليه بأسلوب قوى، وهذه البنود ضرورية للفرد للعيش فى الحياة الاجتماعية ولدوامها، أما ضرورتها لحياة الفرد فى المجتمع فهى أن الفرد لا يمكن أن ينجح فى حياته فى المجتمع إذا عمل لمصلحته الخاصة باستمرار دون مراعاة شعور الآخرين وحقوقهم الطبيعية، ولا يمكن أن تنجح حياته أيضا إذا عاش منعزلا فإن حياة العزلة إذا استمرت لا ينجو الفرد من عواقبها الأليمة.
التفكك الأسرى والاجتماعى، وقد أدرك الأفراد أن أخلاق كثير من الأطفال تفسد فى سن مبكرة بسبب المحيط السيئ والوسط الفاسد الذى يفتقد المراقبة والتوجيه السليم، فزيادة التدليل أو الخوف الزائد عليه وحرمانه من هذه الحاجات ومعاملته بالقسوة منذ صغره سوف يساعده على أن ينشأ قاسيًا ناقمًا على الناس، يتخذ من الانحراف وسيلة للثورة على مجتمعه وبيئته.
الأسباب النفسية للتطرف:
هناك من يرى من علماء النفس التحليليين أن ذلك يرجع إلى غريزة الموت والميل التدميرى الذى هو ميل متأصل ضارب الجذور فى تكوين البشر مثل فرويد، وميلانى كلاين، ويحللها بعض النفسيين بأنها تصريف لطاقة أو لشحنات لدفع العدوان والرغبة فى التدمير سواء الموجهة إلى الذات أو إلى الآخر، كذلك ضعف الأنا العليا وسيطرة الذات الدنيا " الهوى" أو النفس الأمارة بالسوء، على الشخصية الإنسانية فيتصرف الشخص فى هذه الحالة وفق هواه أو الإيحاءات الخارجية الصادرة ممن يعتقد أنهم رمز للقوة والحرية، وتتكون هذه الشخصية عادة لدى الأشخاص الذين يشعرون بالنقص فى ذواتهم، ولدى من تعرضوا لتربية والدية أو أسرية قاسية أو لدى الأشخاص الذين لم يحققوا ذواتهم ولم يجدوا من يأخذ بأيديهم أو يحتويهم وقد يكون لديهم ثمة ميول ودوافع للعدوان متخفية داخلهم أي يمكن أن تكون على مستوى غير شعورى فتظهر إذا ما سمحت لها الفرصة، وقد تظهر هذه الميول ردة فعل للإحساس بالضعف والعدوان معا، وتشير بعض الدراسات النفسية إلى أثر سلوك الآباء فى شخصيات المتطرفين والعدوانيين فهم مضادون للمجتمع.
وهذا ما أكدته  بعض الدراسات والتى كشفت عن طبيعة العلاقة بين الاتجاه نحو التطرف بأنواعه المختلفة، والحاجات النفسية لدى الطلاب، وكذلك التعرف على الفروق فى الاتجاه نحو التطرف والحاجات النفسية تبعا للجنس، وأشارت النتائج إلى وجود علاقة إيجابية ما بين الاتجاه نحو التطرف، والحاجات الاقتصادية، وعلاقة ارتباطية موجبة بين الاتجاه نحو التطرف الاجتماعى، والحاجة إلى تحقيق مكانة اجتماعية، ووجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطى درجات الذكور والإناث على مقياس الاتجاه نحو التطرف لصالح الذكور (أبو دوابة) وهذا من الحيل النفسية الدفاعية التى يلجأ إليها الشخص لتطهير ذاته والتكفير عن تقصيره تجاه نفسه أو معتقده الدينى أو مجتمعه، وغالبا ما يقترن ذلك بالخجل والاشمئزاز من النفس والاكتئاب، ويبلغ فى مرضى الوسواس والاكتئاب النفسى حدًا من القسوة والخطورة مما يجعل الحياة جحيمًا من العذاب وعبثا لا يطاق، هنا تستحوذ على الشخص حاجة ملحة لانتقاد نفسه والسعى إلى إنقاذها من الهلاك أو الشعور بالخطيئة والعمل وفق ما يرضى عنه ضميره.
كما أن الإحباط فى تحقيق بعض الأهداف أو الرغبات أو الوصول إلى المكانة المنشودة، فقد يأخذ الإحباط لدى بعض الشباب صورة الشعور بالاكتئاب، وهناك من يتمرد ويظهر السلوك المتطرف نتيجة شعور الفرد بالهزيمة أو الفشل، وكلما كان موضوع الإحباط مهما لدى الشخص أو يتعلق بمجال حيوى ومباشر كان الإحباط أشد، وظهرت ردة الفعل بصورة أقوى وأعنف.
الأسباب التربوية للتطرف:
على الرغم من أن العوامل التربوية ليست من الأسباب المباشرة للتطرف، إلا أن النقص والسلبيات فى المنظومة التعليمية تؤدى إلى ظهور مشكلة التطرف فى بعض المجتمعات مثل نقص الثقافة الدينية فى المناهج التعليمية من الابتدائى وحتى الجامعة بحيث لا يؤهل شخصًا مثقفًا، ليعرف ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وقد أدى ضعف المقررات الدينية، وعدم تلبيتها لحاجات الطلاب فى توعيتهم فى أمور دينهم وتنوير فكرهم بما يواجههم من تحديات فى هذا العصر، إلى نقص الوعى الدينى بوجه عام مما يكون له الأثر السلبى على سلوكهم واتجاهاتهم.
أشكال التطرف الفكرى الذى تناولها البحث
  1. التطرف الدينى
يعرف التطرف الدينى بأنه: مجاوزة حد الاعتدال فى السلوك الدينى فكرًا وعملاً أو هوالخروج عن مسلك السلف الصالح فى فهم الدين، فمسلك السلف الصالح فى الإسلام هو المعيار والمقياس الذى من خلاله يقاس السلوك القويم (بيومى، 1992، 95).  
ويعرف الباحث التطرف الدينى بأنه: ميل الفرد إلى المبالغة الشدة والمغالاة فى الأمور الدينية بالقدر الذى يتجاوز حد الاعتدال، ويتصف بالخروج عن التقاليد الدينية السمحة، ويتجه إلى التعصب للرأى إلى الحد الذى يجعله لا يرى رأيًا صحيحا غيره، وتأخذ العبارات من 1 إلى 8 على مقياس التوجه نحو التطرف لطلاب الجامعة، وقد هدفت بعض الدراسات إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين الاتجاه نحو التطرف والعوامل الخمس الكبرى للشخصية، والتعرف على الفروق فى الاتجاه نحو التطرف فى ضوء بعض المتغيرات وأظهرت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية موجبة بين الاتجاه نحو التطرف وسمات الشخصية العصابية (القطاوى).
  1. التطرف الأخلاقى
الطرف اللادينى تطرف فى التحلل من الدين والازدراء له والسخرية منه، ويكون هذا اللون من التطرف أمرًا طبيعيًا، لأنه مساير لقوانين الفعل ورد الفعل وهو جدير بأن ينبه أولئك الشاردين للرجوع إلى الوسط المعتدل، وبالتالى يعود هؤلاء ليلتقوا مع أولئك فى منتصف الطريق، يتمثل فى السلوك الذى يتعدى به الفرد على الآخرين بهدف إيذائهم سواء بالقول مثل السب والشتم والكلام الجارح ووصف الآخرين بصفات سيئة وإيقاع الفتنة بينهم بالفعل باستخدام الفرد لأعضاء جسده مثل الضرب (العيسوى، 1997، 103) أو يعرف بأنه هجوم أو فعل معاد موجه نحو شخص ما أو شىء ما و هو إظهار التفوق على الأشخاص الآخرين - ويعتبر استجابة للإحباط، كما يعنى الرغبة فى الاعتداء على الآخرين والاستخفاف بهم أو السخرية منهم (إسماعيل، 2007، 46) يعتبر السلوك العدوانى ظاهرة عامة ومنتشرة لأنه يشير إلى تنوع واسع فى السلوك، وله أسباب كثيرة حيث تؤدى بالفرد لارتكاب مثل هذه التصرفات التى تعتبر غير مناسبة فى الإطار العام للجماعة، وتتلخص فى الشعور بالفشل والحرمان والحب الشديد والحماية الزائدة فى ثقافة الأسرة التى تدعم العدوان.
أنواع السلوك العدوانى
  1. العدوان الجماعى: يوجهه مجموعة من الأفراد نحو فرد أو أكثر.
  2. العدوان الفردى: يوجهه الأفراد مستهدفا إيذاء فرد معين.
  3. العدوان اللفظى: التهديد بالقول المتمثل فى السب والشتم ووصف الآخرين بالصفات السيئة.
  4. العدوان المباشر:  يعرف العدوان على أنه مباشر للطفل إذا وجهه مباشرة إلى الشخص مصدر الإحباط وذلك باستخدام القوة الجسمية والتعبيرات اللفظية وغيرها.
  5. العدوان غير المباشر: عندما يفشل الفرد فى توجيه العدوان مباشرة إلى مصدره الأصلى خوفًا من العقاب فيحوله إلى شخص آخر أو شىء تربطه صلة بالمصدر.
  6. العدوان نحو الذات: لدى الأفراد المضطربين سلوكيا قد توجه نحو الذات وتهدف إلى إيذاء النفس.
  7. عدوان المنافسة: غالبًا ما يكون السلوك العدوانى حالة عابرة فى سلوك الفرد.
  8. عدوان تعبيرى: استخدام بعض الإيماءات أو الإشارات التى تعبر عن مضمون سيئ تثير الغضب.
النظريات المفسرة للسلوك العدوانى
اختلف العلماء فى تفسير السلوك العدوانى وفقا لرؤيتها النظرية ومن بينها:
النظرية البيولوجية
تدل الأبحاث الحديثة على أن تنبيهات كهربائية لأجزاء بالمخ لها علاقة بالعنف والعدوان.
نظرية التحليل النفسى
يرى أصحاب هذه النظرية بأن غريزة الموت توجد منذ لحظة الولادة، ويرى "فرويد" بأن الإنسان مزود بغرائز للموت وأخرى للحياة، وأن غرائز الموت تسعى لتدمير الإنسان وعندما تتحول إلى الخارج فإنها تصبح عدوانا على الآخرين (العقاد، 2001، 46).
 
نظرية الإحباط العدوانى
يوصف الإحباط بأنه شعور ذاتى يمر به الفرد عندما يواجه عائقًا ما يحول دون تحقيق هدف مرغوب أو نتيجة يتطلع إليها، والإحباط يؤدى إلى الغضب، ومن ثم فى الغالب إلى العدوان والنظرية فى مجملها تشير إلى إذا وجد إحباط وقع عدوان والعدوان دائما يسبقه إحباط.
نظرية التعلم الاجتماعى (التعلم بالملاحظة):
العدوان سلوك اجتماعى متعلم مثل غيره من السلوكيات وتصف العدوان باعتباره مدى واسعًا من السلوك يتم بناؤه لدى الفرد نتيجة الخبرة التى يكتسب فيها الشخص الاستجابات العدوانية، ومن خلال ما تم عرضه يتبين أن النظريات البيولوجية ترى أن العدوان سلوك فطرى يولد مع الفرد أما النظرية التحليلية فترى انه دافع غريزى فى الأفراد إلا أنها أهملت أن الأفراد يولدون على الخير والسلم وإنما تفسدهم البيئة والتنشئة الاجتماعية، أما نظرية الإحباط فترى أن السلوك العدوانى نتيجة الإحباط عندما لا يستطيع الفرد تحقيق أهدافه وأما نظرية التعلم الاجتماعى فترى أن السلوك العدوانى متعلم وبتكراره يصبح عادة عند الفرد.
ويعرفه الباحث بأنه: التحرر وفصل الدين عن مناحى الحياة إلى  حد وصل للتفريط فيه والازدراء و السخرية ومنه، ويأخذ العبارات من 9 إلى 16 على مقياس التوجه نحو التطرف لطلاب الجامعة.
  1. التطرف الفكرى
يعرف التطرف الفكرى بأنه: نوع من الجمود والانغلاق الفكرى لـدى فرد أو جماعة من جماعات المجتمع خرجت بفكرها عن حد الاعتدال وعلى ما تواجد أفـرادالمجتمع عليه، واعتادوا من طرق التفكير والشعور وهذه الجماعات تؤمن إيمانًا أعمى بـصحة معتقداتها ومستعدة للتضحية فى سبيلها، لذا فهو  قناعات عقلية لجماعات، أو أفراد بامتلاك الصواب دون غيرهم، وباستخدام أساليب متنوعة كالتهديد، والعنف، والإذعان، وقبول الشروط، والإملاءات، لاتخاذ المواقف التى تتمشى مع عقيدتهم (آغا، 2010، 783) والمتفقد للواقع الاجتماعى يجد أن العنف أصبح واضحًا فى سلوك الفرد لا يرتبط بمنطقة أو مجتمع معين بل إنه يرتبط بعوامل اجتماعية أفرزتها التطورات السريعة والمتلاحقة فى الوقت الراهن فقد شهد الربع الأول من القرن الحادي والعشرين تصاعدًا ملحوظًا فى العمليات الإرهابية المتزايدة على المستوى المحلى والعالمى، نمت مجموعة مشكلات شبابية حادة تتخذ صورًا مختلفة من حيث مضمونها وتتخذ أبعادًا مختلفة من حيث حدتها ويأتى على رأسها بعض المشكلات التى يعبر عنها التطرف الفكرى، حيث يتخذ فى بعض تفاعلاته صورا ًمن التطرف كفكر والعنف كسلوك (الخميس، 1993).
وما هدفت إليه بعض الدراسات هو أن مظاهر التطرف الفكرى لدى الطلاب وعلاقته بالعوامل الاقتصادية، والاجتماعية، والأكاديمية من وجهة نظر الطلاب أنفسهم، وقد أظهرت النتائج أن مظاهر التطرف الفكرى تتوافر لدى الطلاب بدرجة متوسطة، ووجود فروق فى استجابات الطلبة على استبانة مظاهر التطرف الفكرى لصالح الذكور، ووجود تأثير دال إحصائيًا للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والأكاديمية لها دور فى ظهور التطرف الفكرى، وجاءت العوامل الأكاديمية بالمرتبة الأولى (بنى فياض، 2008، 8) ويعد العنف سلوكًا قريبًا من السلوك العدوانى فى بعض أشكاله سواء كانت جسمية أو نفسية أو اجتماعية لذلك يعرف العنف بأنه الاستخدام غير الشرعى للقوة أو التهديد والاعتداء على شخص آخر باستخدام إلحاق الأذى والضرر بالآخرين، ضررًا جسميًا أو نفسيًا أو اجتماعيًا (عز الدين، 2001، 110) ويعرفه الباحث بأنه "ذلك الفكر المتسلط والجامد الذى يحاول مجموعة من الشباب تمريره إلى زملائهم داخل محيط الجامعة تحت ستار الدين أو العقيدة السمحاء وأن كل من يخالفهم فى الرأى هو ليس منهم، وتأخذ العبارات من 17 إلى 24 على مقياس التوجه نحو التطرف لطلاب الجامعة.
  1. التطرف الاجتماعى
يُعرف بأنه:  المغالاة بالإفراط أوالتفريط فى السلوك والآراء والأفكار الاجتماعية وأساسه التمييز والتعصب والانغلاق الاجتماعى منهجًا وفكرًا وسلوكًا، ويـضيف بـأن المتطـرف اجتماعيًا يعانى من سوء التوافق الاجتماعى، وهو مريض اجتماعيًا ونفسيًا (عبد المجيد، 1996، 56) وقد هدفت دراسة فرحات إلى التعرف على مدى انتشار ظاهرة التطرف لدى عينة من الطلاب المرحلة الثانوية بقنا، والتعرف على هل يختلف التطرف باختلاف الإقامة والجنس والمستوى الاجتماعى والاقتصادى وسمات الشخصية، وتم استخدام مقاييس أحادية الرؤية، والإقصائية، والاتجاه نحو التطرف الدينى، وأظهرت النتائج أن التطرف ظاهرة منتشرة لدى طلبة وطالبات المرحلة الثانوية بمحافظة قنا، وأنها تختلف باختلاف الإقامة لصالح المقيمين بصفة مؤقتة، والجنس لصالح الذكور، والمستوى الاجتماعى والاقتصادى لصالح المستويات الدنيا، وفى سمات الشخصية لصالح الشخصية أحادية الرؤية والمتصلبة (فرحات ، 2004).
التطرف الاجتماعى هو تكوين معرفى للأفكار والمعتقدات المنظمة فى نسق مغلق ويتمثل فى طريقة التفكير والسلوك، بحيث يظهر فى أية أيدولوجية بغض النظر عن مضمونها، ويتمثل التطرف فى نظرة متسلطة للحياة وفى عدم التسامح إزاء المعتقدات المتعارضة.
ومن خلال نظرية المجال التى تفسر سلوك الفرد بالاعتماد على ما يدركه فى حيز حياته فسلوكه هو دالة لحيز حياته أى البيئة النفسية الكلية للفرد أو العالم السيكولوجى له، والذى يمثل مجالاً معقدًا يتضمن التفاعل المستمر والاعتماد المتبادل بين التنظيم الداخلى للفرد وبين البيئة (هول، 1969، 284).
الأسباب التى تؤدى إلى التطرف الاجتماعى:
  • ضعف قدرة المجتمع فى إعادة بناء السلوك المتزن للأفراد نحو خدمة أهداف المجتمع.
  • ضعف تأثير المعايير الاجتماعية فى توجيه سلوك الفرد نحو أهدافها.
ويعرف الباحث التطرف الاجتماعى بأنه: رفض تقاليد وعادات المجتمع والأعراف السائدة والتى تتعارض مع معتقدات الفرد الشخصية"، وتأخذ العبارات من 25 إلى 32 على مقياس التوجه نحو التطرف لطلاب الجامعة.
  1. التطرف السياسى:
يعرف بأنه رفض جماعة سياسية الحوار مع مخالفيها، أو تمسكها بفكرة أومجموعة أفكار صماء أو جامدة و يرتبط التطرف هنا بمحاولة أقلية جامدة فكريًا أن تفرض رؤيتها أو أسلوبها فى التفكير على الأغلبية وهذا التطرف يولد مشاعر متزايدة من الإحباط والكبت السياسى (رشوان، 1997، 19).
ولم يتفق الباحثون حول أشكال الإرهاب لتنوع واختلاف الأطر الفكرية والمرجعية، كما أن الإرهاب نفسه تتعدد صوره وبواعثه ومصادره، فقد يصدر الإرهاب لفرد أو مجموعة من الأفراد، والذى يعتمد على النطاق الممارس به العمليات الإرهابية فقد يكون إرهابًا داخليًا أو خارجيًا، فقد يكتسب التطرف و العنف والعدوان والتعصب والإرهاب عن طريق ما يمارسه المعلم من سلطة وتسلط (الشدوح، 2007).
فلم تكن مصر بمنأى عن الحركات الإرهابية (فكرًا وسلوكًا)، نتيجة للتعصب الذى يعد اللبنة الأولى لبزوغ الإرهاب مرورًا بمراحل أكثر تعقيدًا، ولذلك فالمتعصب يرفض قبول الآخر أو الحق برغم ثبوت صحته، تزداد هذه المراحل تعقيداُ ليصل للتطرف الذى يعد أشد خطورة من التعصب، وهو الإفراط فى القول أو الفعل فإذا ما اقترن التطرف بالعنف وصدر عنه أعمال عدائية ضد مؤسسات الدولة أو الأشخاص بهدف تهديد استقراهم أصبح هذا عملاً إرهابيًا، لذا فقد يعرف الإرهاب بأنه كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيًا كانت بواعثه أو أغراضه ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر.
فثمة صراع ثقافى بين التيار المتطرف والتيار العلمانى ينشأ نتيجة لما تعانيه الأصولية المستوطنة من فكر الأفراد والتى تعتبر أدناها تطرفًا وأعلاها إرهاب وقتل - ولذا تعتبر كلية التربية من المؤسسات التربوية الإنتاجية، حيث تنتج العقول المفكرة، بل وإكساب الطلاب التكوين السليم ليعيشوا اليوم والغد (محمود، 2002، 65).
وفى ظل ذلك يبرز دور التربية والتعليم والتعلم فى مواجهة التيارات الثقافية التى يرفضها المجتمع وإحداث التوازن المطلوب بين الهوية الثقافية والثقافة العالمية، يمكن عن طريق هذه الأداة غرس هوية الأمة فى حياة المواطنين، وخاصة عن طريق المؤسسات التعليمية التى تعتبر جزءًا من هوية الأمة سواء فى فلسفتها أو أهدافها أو نظامها أو مناهجها (سلامة، 2001، 57) ولذلك أصبح الاهتمام  بقضايا الشباب يحظى بمزيد من العناية والرعاية فى مختلف المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء, ومما لا شك فيه أن الدعامة الرئيسة فى بناء المجتمعات تتمثل فى محاولة استثمار الطاقات البشرية وتوجيهها على اعتبار أن الثروات البشرية لا تقل أهمية عن الثروات المادية بأى حال من الأحوال.
الغضب:
هو عبارة عن مشاعر حادة تحدث نتيجة حالة من الاستياء الشديد - والدرجة الأعلى من الغضب هو العدوان والذى يرمى الفرد من خلاله الإساءة للآخرين ومن خلاله يصبح الفرد عدو الآخرين (كفافى، 2000، 11) ويعرف بأنه هو أكثر الحالات تصلبًا وعنادًا بين كل الحلات المزاجية التى يرغب الناس فى الهروب منها، إذ أنه يصعب السيطرة عليه، وهو أكثر الحالات حضا ًعلى العواطف السلبية (العقاد، 2001، 77) وما يحدث وقت الغضب يخرج عن إطار العقل والمنطق، ولذا فهو حالة مؤقتة تنتاب الفرد وليست دائمة وتختلف من فرد لآخر ويشترط التعبير عنه أو التصريح به حتى يستعيد الفرد توازنه مع الحياة، يعتبر الغضب مظهرًا انفعاليًا فى سلوك الأفراد والبارز فى حياة الشباب والذى يشعر به كدلالة على مواجهة الضغوط وعوامل الإحباط، والغضب قد يكون صورة ضعف عندما لا يتناسب مع الموقف أو عندما لا يوجه نحو مصدر التهديد ويكون صورة قوة عندما يزيد من نشاط الفرد ويدفعه فى بعض المناسبات إلى القيام ببعض الأعمال العنيفة لإزالة العوائق التى تعترض سبيله وتهدده بالخطر.
أو هو استجابة انفعالية حادة تثيرها مواقف التهديد، أو العدوان أو السب أو الإحباط وعادة ما يصحبه استجابات هجومية لفظية أو بدنية وبالتالى تختلف مدتها ولذلك يعرف  بانه انفعال له تأثير على أجهزة الفرد البيولوجيا ينتج عن موقف إيجابى يؤثر على إدراكات الفرد وسلوكه مع الآخرين (سعفان، 2003، 20) فى حين أن أى إنسان يغضب، وهذا أمر سهل لكن أن تغضب من الشخص المناسب فى الوقت المناسب وبالدرجة المناسبة وبالطريقة المناسبة، ومن أجل الهدف المناسب، فهذا ليس أمرًا سهلاً (موسى، 2011، 9).
فحينما يتمكن الغضب بالإنسان تتعطل قدراته على التفكير السليم وينتابه الغضب فالمشاعر الغاضبة تظهر عندما يحس أنه ضعيف وقليل الحيلة، ويعانى من الظلم فى التعامل، فالغضب يبعد الناس عن بعضهم (أبو فورة، 1997، 62) وتتعدد مصادر الغضب، لأنها من الانفعالات ذات المستوى العالى من التعقيد فالغضب انفعال محظور اجتماعيًا، وقد أكدت العديد من الدراسات أن هناك اختلافًا بين طلبة وطالبات الجامعة الهندية فى التعبير عن الغضب، حيث كان الطلبة أكثر تعبيرًا من الطالبات (فراج، 2005، 25).
ونتيجة لما يتعلمه الفرد من تربية بأنواعها مقصودة وغير مقصودة أو تعلم ظاهرى وتعلم خفى، وما ينتقل إليه من عادات وتقاليد التى تنظم العلاقة بين الأفراد وأفكار فإن مظاهر الغضب تختلف من وقت لآخر ومن زمان لآخر أو من مرحلة عمرية لأخرى، فالعضب فى الجامعة والتى تحمل على عاتقها مسئولية إعداد الشباب بكل ما تحمله هذه المرحلة من خصائص وظروف تختلف عن باقى المراحل لأهمية المراحل العمرية للأفراد، فقد تتركز العلاقات الإنسانية والمهنية بين الشباب وأعضاء هيئة التدريس والمنظومة التعليمية وكثيراً ما يدهش المراهقين أنفسهم تقلب مشاعرهم واستجابتهم للغضب فقد يشعرون بالسعادة فى لحظة ما – ثم يشعرون بالانقباض فى اللحظة التى تليها (كندال، 2002، 12).
وبالتالى فالأساس العرقى يلعب دورًا أو محفزًا لإثارة الغضب وإحداث الحيلة السلبية والصراعات العائلية لحد الإيذاء (Xiaojin, 2003) وتتعدد أنماط الغضب فهناك أكثر من نمط كالحالة والوسيلة والمتفجر والمزمن والمتخفى والهادف والتنظيمى والعاطفى وأشدهم - الغضب المدمر الذى يحدث كرد فعل تلقائى وطبيعى، ولذلك فإن هناك تعددًا لإدارة هذا الغضب بأنماطه المختلفة وغالباً يتطلب توفر الجو الهادف إذا ما ارتفع وتيرة الحدة بين الأطراف فيجب عدم مقابلة الغضب بالهجوم والاهتمام بمشاركة الآخرين (الغازى، 2013، 60).
النظريات المفسرة للغضب:
النظرية التحليلية:
الغضب الحاد يعتبر من منظور التحليل النفسى هو فرد معاق لديه إعاقة فى النمو الانفعالى وذلك نتيجة عدم إشباع حاجاته الوجدانية منذ الصغر والذى يشعره بان العالم من حوله غير آمن وبالتالى ربما يزامن الغضب عدوان، حيث يعتبر العدوان هو عقل الغضب وهو إحدى صور النرجسية الذاتية (برونو، 1997، 41).
النظرية المعرفية:
الحدث هو الذى ينتج عنه الانفعال الغاضب من الأفراد أى المعنى الذى يضيفه الفرد إلى الحدث والمواقف التى تعترض الفرد،  وهى التى تسبب إصدار نمط الغضب لذلك وقع على التعليم إكساب الأفراد الأفكار والمفاهيم العقلانية لما لها من سبب فى الحد من الغضب (الأعسر، 2000، 163).
الإرهاب:
كما أن الإرهاب هو كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيًا كانت بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذا لمشروع إجرامى فردى أو جماعى، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو بأخذ المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر (جامعة الدول العربية، 1998) ويمتد تأثير الإرهاب على المجتمع ككل على أفراد ليسوا بالضرورة أطرافًا فى الصراع الدائر بين مرتكب الإرهاب وأهدافه ولذلك تمتد آثار الإرهاب على المجتمع فى الجوانب السياسية والمتمثل فى تفتيت الدول إلى دول صغرى داخل الدولة الواحدة فضلا عن تراجع سيادة الدولة، وقد مر هذا المفهوم بعدة تغيرات فى معنـاه إلى أن وصل إلى المعنى الحالى وتمثلت هذه التغيرات فى ثلاث مراحل هى:
  1.  المرحلة الأولى: وتعرف بالمعنى القديم ويقصد به الحكم المسبق الذى يقوم على أساس القرارات والخبرات الفعلية.
  2. المرحلة الثانية: وهى إكساب المفهوم معنى الحكم الذى يصدر عن موضوع معين قبل القيام باختبار وفـحـص الحـقـائـق المتاحة عن الموضوع فهو هنا بمثابة حكم متعجل.
  3. المرحلة الثالثة: إكساب المفهوم خاصية الانفعالية الحالية سواء بالتفضيل أو عدم التفضيل، التى تصطحب الحكم الأولى المسبق الذى ليس له أى سند يدعمه (عبد الله، 1989، 42).
وقد يأخذ الإرهاب بعدًا وشكلاً جديدًا ومتطورًا باستخدام أحدث التقنيات الحديثة فى تنفيذ ما يسعى إليه من عمليات إرهابية بأقل مجهود وصعب على الأجهزة الأمنية ضبط مرتكبى العمليات الإرهابية لذلك يتسم الإرهاب فى هذه العصر بعدة خصائص هى استخدام الشباب فى العمليات الانتحارية والإرهابية واستخدام التقنيات التكنولوجية فى القيام بالأعمال الإرهابية (عن بُعد) والتأخر فى الوصول لمن قام بأعمال التطرف فكرًا وسلوكًا.
ولذلك يمكن تصنيف الإرهاب إلى ثلاثة أنماط كالآتى:
  1. إرهاب دولة مهيمنة على دولة أخرى أو إرهاب مجموعات وجماعات على دول فى حدود الإرهاب الدولى بغرض فرض فلسفتها وأهدافها على الدولة المسيطر عليها.
  2. إرهاب الدولة لمواطنيها من خلال أجهزتها الرقابية والتنفيذية بهدف ضمان استمرار النظام الحاكم والحفاظ على الوضع الراهن.
  3. إرهاب الأفراد والذى يعنى العنف المسلح الذى يقوم به الأفراد ضد دولتهم أو ضد أفراد آخرين  ويدل هذا النوع على اغتراب الأفراد وضعف انتمائهم أو عدم حصولهم على الحقوق الكاملة للمواطنة (الخولى، 2010، 145 - 146) ومن الناحية الاجتماعية تنخفض مؤشرات الدول تنمويا وتتراجع فى التعليم والصحة وارتفاع نسب البطالة فضلاً عن هجرة العديد من أفراد المجتمع إلى الخارج لإحلال الخوف والذعر محل الأمن والأمان، وبالتالى تنمو ظاهرة الإرهاب من الأسباب الآتية:
  • التعصب الطائفى.
غالباً ما لا يقتصر نجاح الدور الذى تقوم به المؤسسات التربوية على الناحية المهنية فقط، بل يتعداها ليبلغ طريقة التعامل بين الأشخاص بعضهم مع بعض وما يعرقل هذا هو التعصب الدينى والفهم الخاطئ والسلبى لبعض أمور الدين، كما قد يقدم بعض الأفراد على ارتكاب القتل والإرهاب بسبب ضعف الوازع الدينى، والذى يجعلهم يقدمون على بعض الجرائم بغرض رفض العيش بعضنا مع البعض.
  • انتشار ظاهرة تعاطى المخدرات:
يواجه المجتمع المصرى الآن حربا من نوع جديد - المقصود فكر وصحة شبابه وهى انتشار المخدرات بين أوساط الشباب، ومما يبين خطورة المخدرات انتشارها فى المؤسسات التربوية (المدرسة والجامعة)، فقد تبين أن الإجراءات العقابية والعلاجية قد فشلت فى مواجهة المشكلة فإن مواجهتها بالتربية السليمة لخلق نموذج نفسى اجتماعى صحيح (سليمان، 1991).
  • ارتفاع نسبة البطالة بين أوساط المتعلمين:
تمثل مشكلة البطالة فى الوقت الراهن إحدى المشكلات الرئيسية التى تواجه أغلب دول العالم نتيجة لندرة التخطيط الجيد للربط بين مخرجات النظام التعليمى واحتياجات سوق العمل من المهن والتخصصات المتنوعة، وقد تجاوز معدل البطالة غير المتعلمين وتعانى من بطالة المتعلمين بسبب التعليم الذى يغلب عليه الطابع النظرى، وتمثل البطالة إهدارًا لموارد المجتمع.
كما أنها مؤشر لعدم قدرة النظام الاقتصادى على إشباع حاجات السكان، فزيادة التغيرات التكنولوجية أدت إلى ظهور صعوبات شتى تواجه التعليم العالى فلم يستطع إعداد وتدريب طلابه لمواجهة هذه التغيرات لأن بعض الوظائف التى يلتحقون بها قد تختفى نتيجة لظهور التكنولوجيا الحديثة، ولذا فقد تؤدى هذه الأسباب إلى اهتزاز القيم الاجتماعية وهذا يعنى رفض الآخر والتعدى عليه بشتى الصور، وبالتالى ضعف الانتماء والولاء للوطن ويرجع ذلك للعديد من الدوافع التى تجعل الفرد يفرض الهيمنة على الآخر ونشأة الصراع بين فئات المجتمع فى ظل دعوة السلطات إلى تنمية الوحدة الوطنية والاتحاد فيما بينهم، ومن هذه الدافع:
  1. دوافع شخصية:
  • تدنى الولاء للوطن والانتماء إليه, وحب الهجرة والعمل خارج حدود الوطن.
  • الإحباط والفشل فى تحقيق الأهداف الخاصة.
  • عدم القدرة على التكيف مع المجتمع.
  1. دوافع اجتماعية:
  • ظهور الإسكان غير الرسمى مثل المقابر والعشوائيات.
  • افتقاد الميل والرغبة نحو المشاركة المجتمعية من أجل تحقيق الصالح العام.
  • ارتفاع نسبة الطلاق والتفكك الأسرى وارتفاع معدل نمو ظاهرة أطفال الشوارع.
  1. دوافع فكرية:
  • انشغال فئة بالوصايا على الفئة الأخرى.
  • التشدد والغلو فى نشر الأفكار والتعصب.
  • انتشار التشدد فى الأديان وبث أفكار مغلوطة بين أفراد المجتمع.
النظريات المفسرة لظاهرة الإرهاب:
النظرية البيولوجية:
يرى أصحاب هذه النظرية أن الميول العدوانية هى استجابات لم يتعلمها الفرد وإنما هى اتجاهات موروثة يولد بها الفرد وهو مزود بها، فهناك علاقة بين الوراثة والضعف العقلى كما أن ضعيف العقل قابل لارتكاب الجريمة إذا ما توافر الوسط الاجتماعى الذى يساعده على ذلك، غير أن هناك من يؤكد على أن ضعيف العقل ليس مجرما أو عدوانيا بطبيعته ولكنه يختلف عن غيره فى سهولة استدراجه وارتكابه للجرائم، ومن العوامل البيولوجية المسئولة عن العنف ارتفاع نسبة إفرازات الغدة الدرقية التى يرتفع معها التوتر النفسى والقلق.
نظرية الإحباط
يرى اصحاب هذه النظرية أن الإحباط يسبق العدوان وأن السلوك العدوانى يرتبط بقيام ظروف بيئية معينة، وقد أكدت إحدى الدراسات أن الاغتراب الاجتماعى الثقافى فى المجتمع المصرى، وخاصة لدى بعض طلاب الجامعة يأخذ ثلاثة أبعاد هى:
  1. الاغتراب عن الثقافة الشعبية.
  2. الاغتراب عن قيم المجتمع.
  3. الاغتراب عن المعايير السلوكية (البنـا، 1991، 60).
لذا فأزمة التربية تؤدى بدورها إلى تكريس وانتشار ظاهرة الإرهاب فى غياب الفلسفة التربوية نتيجة تعدد الفلسفات التربوية المتعددة والمستعارة وقد انعكست آثار هذه الفلسفات على التربية ولم تستطع التربية أن تحقق أهدافها لاتساع الفجوة بين الفلسفة والواقع، والذى أدى إلى فقدان الهوية التربوية والثقافية، فضلاً تزييف الوعى عن طريق قصور دور المؤسسات التربوية وهذه المؤسسات سواء رسمية أو غير رسمية فى حاجه إلى إعادة النظر فى مناهجها وأهدافها وطرائقها، لأنها تعرضت للكثير من النقد نظرًا لكونها معزولة عن الواقع وأن دورها متناقض أحيانا مع قيم المجتمع، وقد أدت هذه المؤسسات إلى غياب الفكر الثقافى الناضج وعجزت عن بناء إنسان عربى مثقف واع بمشكلات مجتمعه.
ويرى الباحث أن التطرف السياسى على أنه مواقف الفرد المتشددة نحو الموضوعات ذات الطابع السياسى، ومحاولته فرض آرائه السياسية على الآخرين ورغبته فى تحدى السلطة والتمرد عليها حسب ما يؤمن به من آراء سياسية، وتأخذ العبارات من 33 إلى 40 على مقياس التوجه نحو التطرف لطلاب الجامعة.
ووفقا لهذا الحال يمكن القول إن النيل من كرامة الفرد والطعن فى أهليته الإنسانية يشكل طعنًا فى وجوده وكينونته، ونيلاً من حريته، ولذا فإن التطرف يشكل فرض على الآخر هو صيغة من صيغ الإرهاب، ويعنى حرمانه من حق الحياة نفسها، فالذى يلحق بالإنسان من الإقصاء والقهر، يشكل وضعية عنف مجسد فالعنف هنا لا يمثل كيانًا ذاتيًا قائما بذاته، بل يوجد فى وسط اجتماعى محدد، حيث يتخذ هيئاته وصورته بين الناس والبشر وخارجهم أيضا، ومع ذلك فإن الإنسان يبقى فى النهاية المسؤول عن حضور العنف وممارساته المختلفة (وطفة،     ).
العوامل التى تؤدى إلى رفض الآخر  فى المجتمع :
شيوع التطرف وضعف الانتماء والعلاقة بينهما لدى الشباب الجامعى، يعزى إلى العديد من العوامل تبعا لمتغيرات النوع والمستوى الدراسى ومكان السكن والانتماء السياسى، ووجود علاقة ارتباطية موجبة ودالة إحصائيًا بين التطرف وضعف الانتماء، ووجود فروق فى التطرف للنوع وجاءت الفروق لصالح الذكور (عسلية، 2016، 44) فضلا عن هذه العوامل ومنها:
  1.  الأسرة تعكس مجمل أيدولوجية المجتمع وبالتالى ليس هناك دراسة أسرية مهما بلغت درجة موضوعتيها تبقى صالحة ومتلائمة مع المجتمع عبر الزمان لأهميتها فى بلورة شخصية الفرد.
  2.  الساحة التعليمية وما تشهده فى الفترة الأخيرة من بعض الأحداث السلبية وانتشار مظاهر العنف الذى امتد أثره إلى التعدى على أعضاء هيئة التدريس من قبل الطلاب مثل واقعة جامعة الأزهر ونتيجة لعوامل كثيرة ارتفع معدل التطرف والعنف فى الجامعات المصرية.
  3.  التيارالدينى المتطرف الذى يعارض المدنية وكل ما يتصل بالتقدم الحضارى، فهى من وجهة نظرهم ليست إلا فسادًا فى الأخلاق، ويرون أن الفرد يعيش لنفسه ويرفض فكر الآخر ويقاومه، ليصل إلى الحق والمبادئ الأساسية فيها، ليقارنها بما عنده من أصول ومبادئ.
  4.  ضآلة الاهتمام بالتفكير الناقد والحوار البناء من قبل المؤسسات التربوية والاجتماعية - فالاهتمام بالعقول وإثرائها بالمفيد واستثارتها للتفكير والتحقق يتطلب التناول العلمى فى النظر إلى الأمور وإعطاء أهمية للحوار الفكرى مع الآخر (بن ناهض، 2002، 62).
  5.  ولذا فالأسرة من أهم النظم البنيوية المؤثرة بدرجة كبيرة فى تشكيل البناء الاجتماعى ورسم الأطر الفكرية والأخلاقية، وتلعب دورًا هامًا فى حياة الفرد، وفى مدى تحقيقه لأهدافه ومدى تقبله للتغيير وخاصة فى عملية إعادة بناء النفوس، فيجب عليها أن تمارس عملية التنشئة وبناء الفرد بقيم تجعله ينسجم اجتماعيًا وهى أيضًا التى بدورها أن تمد المجتمع بفرد قد يكون ساخطاً على مجتمعه متسمًا بالعنف والتطرف الفكرى نتيجة سيادة العنف بداخلها فالعديد من الآباء يجهلن طرائق التربية السليمة والصحيحة، فضلا عن استقلال الآباء عن تربية الأبناء الذى أظهر فى المجتمع أطفال الشوارع الذين يتم استخدامهم فى أعمال التطرف والإرهاب.
فقد تسهم الأسرة فى الحد من التطرف أو ارتفاع نسبته وزيادة سيطرة الآباء على الأبناء فالتفرقة والعقاب المستخدم داخل الأسرة يثير الغضب والتطرف، حيث يغضب الفرد إذا ما شعر بعدم تقدير وانتقاد مستمر لإحساسه بالضعف وعدم القدرة على إثبات الذات، كما أن شعور الفرد بالتهديد من كثرة العقاب يؤثر فى الشخصية ويدفعه لصد أى خطر بالعناد كأحد أدوات تأكيد الذات(سيمليروث، 2007، 126).
فقد تسهم هذه التربية إلى عدم قبول الآخر، أى السعى إلى نفيه وبالتالى إباحة استعمال القوة لمحوه من الوجود محوًا ماديًا، وعدم قبول الاختلاف معه ، مما ينبغى صهره وإدماجه وإرهاقه والضغط عليه وتنميطه لمحوه معنويًا، فضلاً عن الجهل بطبيعة الإنسان من حيث الاعتقاد بأن طبيعته تقبل القهر وتقبل التخلى عن المبادئ والقيم، النتائج لهذا العنف تكون على درجة عالية من القوة والتأثير، حيث يؤدى هذا العنف إلى توليد التناقضات والتوترات فى مكونات الهوية، أى إلى الفوضى الأخلاقية إذ تكمن خطورته فى دفع الجماعات المهمشة إلى استبطان مشاعر الدونية، واستصغار الأنا، وازدراء الذات، وتبخيس الهوية، كما يؤدى أحياناً إلى توليد مشاعر النقمة واللجوء إلى العنف عبر التماهى بسلوك المتسلط أو الجلاد.
  1.  التحديات الاجتماعية:
لا تمثل هذه التحديات مشكلات مستقلة بذاتها بل هى من نتاج منظومة (سياسية، اقتصادية، ثقافية، حضارية) وهى:
  • التركيب الاجتماعى والعلاقات التى تحكم الفئات والشرائح الاجتماعية، والطوائف العرقية والمذهبية والدينية، وما ينجم عنه من تمايز اجتماعى ينتهى فى نهاية المطاف إلى الصراع المستمر بين هذه الفئات والشرائح والطبقات المختلفة.
  • الفقر والبطالة، والاستغلال السيئ للثروة ومقومات التنمية، ومدخلاتها الاقتصادية.
  • اغتراب الطلاب عن واقعهم، يحيل هذه الفئات المحرومة إلى فئات عاجزة، لا تقوى على مواجهة التحديات المعاصرة.
  • علاقة الفرد بالدولة فهناك هوة تفصل بينهم فى علاقتهما التى تتسم بالتشكيك والخوف، مع غياب الحرية، والمسؤولية، وأثرها فى بناء منظومة التربية الوطنية والقومية والثقافية والهوية.
  1. التحديات التربوية والعلمية والثقافية:
إن البرامج التربوية الحالية، مهما أجرينا عليها من تعديلات، أو من عمليات تستهدف تطويرها فى بنيانها الفلسفى والفكرى، أو مكونات أهدافها، أو وسائلها وبرامجها تبقى فى أساسها تعديل لا يستهدف المنظومة التربوية التى لا زالت تخطو خطا بطيئة نحو الإصلاح والتجديد، والتوظيف المنهجى العقلانى لطاقاتنا العلمية، ولقد ظلت الجامعة دائما تابعة للمجتمع، تتابعه فى حركته العامة، ولذلك فإن أية محاولة لتحديد معالم الجامعة فى هذا القرن لا بد أن تقوم على أساس تحديد طبيعة وشكل المجتمع الحالى والعصر الحالى، فى سياقاته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية،  بحيث يتم تطويرها لتواكب هذه التغيرات وتعمل على معالجتها بالشكل المناسب سواء بترسيخ الجوانب الإيجابية منها ومواجهة الجوانب السلبية، فالمجتمع يحتاج إلى نوعية من البشر يمكنهم التكيف بسهولة مع متغيرات العصر حتى يمكن الانتقال بين المهن والأعمال على اختلاف أنواعها، بل وضرورة تغيير النظرة إلى التقويم بحيث تتسع لتشمل قياس قدرات الطلاب على تحقيق ذواتهم، والعيش مع الآخرين، إن طبيعة النظام التعليمى فى كافة مؤسساتنا الجامعية، استطاع أن يقدم رسالة عكسية، قوامها تنمية الحفظ  فى عقول الطلاب، وهو يتسم بأنه تعليم متصلب ومتسلط، وتعليم بنكى يقهر العقل، ويفرض عليه المعرفة عن طريق الذاكرة، ويغيب فيه الحوار، كما أصيب التعليم بمرض الطاعة التى تؤدى إلى مقتل العقل، وتكريس العبودية، تغيب كل إمكانيات الإبداع، والمشاركة فى بناء الحضارة، لأن الرفض هو الأصل، وهو مبدأ السلوك الحى، لأنه يدل على نزعة عقلية، لا تقبل إلا ما يقع فى دائرة العقل (وطفة).

الدراسات السابقة
أولاً: دراسات تناولت القيم التربوية وعلاقتها ببعض المتغيرات
دراسة رأفت العوضى (2005). هدفت إلى إبراز أنماط القيم لدى طلبة كلية التربية، جامعة الأزهر وعلاقتها بالأنماط القيادية لديهم، ومعرفة ترتيب القيم لدى الطلبة، وما النمط القيادى الأكثر شيوعًا؟ تكونت عينة الدراسة من (1212) طالبًا وطالبة، وتم تطبيق مقياس القيم، ومقياس أنماط القيادة، وتوصلت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة بين كل من القيم الدينية والاجتماعية والنمط القيادى الديمقراطى، ووجود علاقة ارتباطية سلبية بين القيم التربوية، النمط القيادى المتسلط، بلوغ القيم الدينية قمة القيم أهمية لدى طلاب الجامعة يليها القيم السياسية، ثم القيم الاجتماعية، وأخيرًا القيم الجمالية، الاقتصادية، عدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطى درجات الذكور والإناث فى القيم التربوية (العوضى، 2005).
دراسة مجدى الحبشى (2012). هدفت إلى حصر منظومة القيم لدى طلبة جامعة قناة السويس فى ضوء مجالات القيم الدينية والمعرفية والاجتماعية والاقتصادية، وكذلك الكشف عما إذا كانت هناك فروق بين متوسطات درجات الطلبة فى التغير فى القيم لديهم من وجهة نظرهم تعزى إلى المتغيرات (الجنس، نوع الكلية). تكونت عينة الدراسة من (500) طالب وطالبة منهم، ولتحقيق هذه الأهداف قام الباحث بإعداد استبانة لمعرفة أهم القيم الحالية والمستقبلية لدى طلاب الجامعة، وأوضحت النتائج أن القيم الدينية جاءت فى المرتبة الأولى، تلتها القيم المعرفية والاجتماعية والاقتصادية على التوالى، وأظهرت النتائج وجود أثر لمتغير الجنس فى ترتيب منظومة القيم الاجتماعية لصالح الإناث والاقتصادية لصالح الذكور (الحبشى، 2012، 82).
دراسة أشرف عبد القادر وآخرين (2015). هدفت إلى البحث عن طبيعة العلاقة بين القيم الخلقية وأبعادها (الصدق، الأمانة، الصبر، الإيثار، التسامح، تحمل المسئولية) وجودة الحياة لدى عينة من طلاب الجامعة، وكذلك معرفة أثر متغيرى الجنس والتخصص الدراسى والتفاعل بينهما، وتكونت عينة الدراسة من (228) طالبًا وطالبةً من طلاب جامعة بنها، واستخدم الباحث مقياس القيم الخلقية، ومقياس جودة الحياة (إعداد الباحث)، وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين القيم الخلقية وأبعادها المختلفة وجودة الحياة، وعدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات الذكور والإناث فى كل من القيم الخلقية وأبعادها، وجودة الحياة، وعدم وجود تأثير دال لتفاعل الجنس والتخصص الدراسى فى كل من القيم الخلقية وأبعادها وجودة الحياة وأبعادها (عبد القادر، 2015، 343).
دراسة سلوى الجريتلى (2017) هدفت إلى الكشف عن المعالم الرئيسية لطبيعة العلاقة بين القيم ومواجهة إشكاليات العولمة، والتعرف على نوع وطبيعة المشكلات التى تعوق الجامعة عن تحقيق وظيفتها فى تنمية القيم لدى طلابها، استخدمت الباحثة فى هذه الدراسة المنهج الوصفى القائم على وصف الوضع الراهن للتعليم الجامعى المصرى، وعلاقته بمواجهة إشكاليات العولمة، وكان من أهم نتائج الدراسة وجود مشكلة حقيقية فى طبيعة الدور الذى تمارسه الجامعة المصرية فى الوقت الراهن لتنمية قيم الفرد والمجتمع، واقتصار دور الجامعة على الجانب الأكاديمى والتدريسى وإهمال الجانب التربوى والقيم الأخلاقية، وعدم قدرة الجامعة على ترجمة قيم المجتمع المصرى إلى صورة سلوكية تترسخ فى وجدان الشباب المصرى وتنعكس فى أفعاله (الجريتلى، 2015، 479).
دراسة مساعد الحربى (2018) هدفت إلى معرفة القيم التربوية الممارسة لدى طلبة جامعة المجمعة فى المملكة العربية السعودية، ولتحقيق الهدف من الدراسة قام الباحث بتطبيق استبانة القيم التربوية مكونة من أربعة مجالات (القيم الدينية، القيم الاجتماعية، القيم المعرفية، القيم السياسية) على عينة مكونة من (645) طالبا وطالبة فى جامعة المجمعة. وتوصلت الدراسة إلى أن درجة ممارسة القيم التربوية لدى طلبة جامعة المجمعة كانت كبيرة، وبينت الدراسة أيضًا عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية لتأثير متغيرى الجنس والمستوى الدراسى للطالب على جميع متغيرات الدراسة (الحربى، 2018، 265).
ثانيًا: دراسات تناولت التوجه نحو التطرف وعلاقته ببعض المتغيرات
دراسة محمد فرحات (۲۰۰4). هدفت الدراسة إلى تعرف مدى انتشار ظاهرة التطرف لدى عينة من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية بقنا، وهل يختلف التطرف باختلاف الإقامة والجنس والمستوى الاجتماعى والاقتصادى وسمات الشخصية، وقد تكونت العينة من (600) طالب ًوطالبة من طلاب المرحلة الثانوية، وتم استخدام مقاييس أحادية الرؤية، والإقصائية، والاتجاه نحو التطرف الدينى، وأظهرت النتائج أن التطرف ظاهرة منتشرة لدى طلبة وطالبات المرحلة الثانوية بمحافظة قنا، وأنها تختلف باختلاف الإقامة لصالح المقيمين بصفة مؤقتة، والجنس لصالح الذكور، والمستوى الاجتماعى والاقتصادى لصالح المستويات الدنيا، وفى سمات الشخصية لصالح الشخصية أحادية الرؤية والمتصلبة (فرحات، 2004)
دراسة يحيى بنى فياض )2008). هدفت إلى معرفة مظاهر التطرف الفكرى لدى طلبة الجامعة الأردنية وعلاقتها بالعوامل الاقتصادية، والاجتماعية، والأكاديمية من وجهة نظر طلبة الجامعة الأردنية أنفسهم، وباستخدام المنهج الوصفى واستبانة مظاهر التطرف الفكرى طبقت على عينة عشوائية من (1069) طالبًا وطالبة، أظهرت النتائج أن مظاهر التطرف الفكرى تتوافر لدى الطلاب بدرجة متوسطة، ووجود فروق فى استجابات الطلبة على استبانة مظاهر التطرف الفكرى لصالح الذكور، ووجود تأثير دال إحصائيًا للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والأكاديمية لها دور فى ظهور التطرف الفكرى، وجاءت العوامل الأكاديمية بالمرتبة الأولى (بنى فياض، 2008).
دراسة محمد أبو دوابة (2012). هدفت إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين الاتجاه نحوالتطرف بأنواعه المختلفة، والحاجات النفسية لدى طلبة جامعة الأزهر بغزة، وكذلك التعرف على الفروق فى الاتجاه نحو التطرف والحاجات النفسية تبعا للجنس، تكونت العينة من (617) طالبًا وطالبة، واشتملت الأدوات على مقياس الاتجاه نحو التطرف، ومقياس الحاجات النفسية، وأشارت النتائج إلى وجود علاقة إيجابية ما بين الاتجاه نحو التطرف، والحاجات الاقتصادية، وعلاقة ارتباطية موجبة بين الاتجاه نحو التطرف الاجتماعى، والحاجة إلى تحقيق مكانة اجتماعية، ووجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطى درجات الذكور والإناث على مقياس الاتجاه نحو التطرف لصالح الذكور (أبو دوابة، 2012).
دراسة محمد عسلية (2016). هدفت إلى التعرف على مدى شيوع كل من التطرف وضعف الانتماء والعلاقة بينهما لدى الشباب الجامعى بمحافظات غزة، وكذلك تعرف الفروق فى التطرف وضعف الانتماء تبعا لمتغيرات النوع والمستوى الدراسى ومكان السكن والانتماء السياسى، وأجريت الدراسة على عينة عشوائية طبقية قوامها (180) طالبًا وطالبة من طلبة جامعة الأقصى بغزة، وباستخدام مقياس التطرف، ومقياس ضعف الانتماء، توصلت الدراسة إلى أن لدى طلبة الجامعة مستوى متوسط من التطرف، وقد جاء التطرف الاجتماعى فى أعلى المراتب يليه التطرف الأسرى ثم السياسى، وأخيرًا التطرف الدينى، كما تبين وجود علاقة ارتباطية موجبة ودالة إحصائيًا بين التطرف وضعف الانتماء، ووجود فروق فى التطرف للنوع وجاءت الفروق لصالح الذكور (عسلية، 2016).
دراسة سحر القطاوى (2018). هدفت إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين الاتجاه نحو التطرف والعوامل الخمس الكبرى للشخصية، والتعرف على الفروق فى الاتجاه نحو التطرف فى ضوء بعض المتغيرات (الجنس، والمستوى الدراسى، والمستوى الاجتماعى والاقتصادى)، وتكونت عينة الدراسة من (480) طالبًا وطالبة من طلاب كلية التربية جامعة السويس، واشتملت الأدوات على مقياس الاتجاه نحو التطرف، وقائمة العوامل الخمس الكبرى للشخصية، وأظهرت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية موجبة بين الاتجاه نحو التطرف وسمات الشخصية العصابية والانبساطية، ووجود فروق دالة إحصائيًا بين الجنسين فى الاتجاه نحو التطرف لصالح الذكور، ووجود فروق دالة إحصائيًا فى الاتجاه نحو التطرف لصالح المستوى الاجتماعى والاقتصادى المنخفض للأسرة (القطاوى، 2018).
دراسة بدر الحربى (2018). هدفت إلى الكشف عن العلاقة بين الاتجاه نحو التطرف والضغوط الأسرية لدى طلاب كلية العلوم والآداب بمحافظة الرس، والتعرف على الفروق فى الاتجاه نحو التطرف والضغوط الأسرية تبعًا لمتغير الجنس، تكونت العينة من (340) طالبًا وطالبة، من طلبة كلية العلوم والآداب بمحافظة الرس. وتمثلت الأداة فى مقياس الاتجاه نحو التطرف، ومقياس الضغوط الأسرية، وكشفت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين الدرجة الكلية للاتجاه نحو التطرف؛ بجميع أبعاده، والضغوط الأسرية، كما توجد فروق ذات دلالة إحصائية فى الضغوط الأسرية، تبعا لمتغير الجنس؛ وذلك لصالح الطالبات. وفى الاتجاه نحو التطرف لصالح الذكور (الحربى، 2018).
التعليق على الدراسات السابقة
يقتصر دور الجامعة على الجانب الأكاديمى والتدريسى فقط وإهمال الجانب التربوى والقيم الأخلاقية، وعدم قدرة الجامعة على ترجمة قيم المجتمع المصرى إلى صورة سلوكية تترسخ فى وجدان الشباب المصرى وتنعكس فى أفعاله.
  • ترتبط القيم التربوية ارتباطًا موجبًا بالعديد من المتغيرات الإيجابية كجودة الحياة النفسية والاجتماعية.
  • توجد فروق بين الجنسين من طلاب الجامعة فى التوجه نحو التطرف لصالح الذكور.
  • توجد علاقة ارتباطية بين التوجه نحو التطرف وبعض المتغيرات السلبية مثل: سمات الشخصية الأحادية، ضعف الانتماء، وتحقيق المكانة الاجتماعية، والضغوط الأسرية.
  • قلة ممارسة القيم التربوية داخل المحيط الجامعى سبب مباشر للتوجه نحو التطرف بأشكاله المختلفة (الدينى، والسياسى، والفكرى، والاجتماعى).
  • عدم وجود فروق بين الجنسين من طلاب الجامعة فى إدراك القيم التربوية.
  • يعتبر ترسيخ القيم التربوية كالتسامح وقبول الآخر والوسطية هام للغاية فى المجتمع الجامعى وهى موضوع البحث الحالى.
  1. عينة الخصائص السيكومترية
تكونت عينة الخصائص السيكومترية من (150) طالبًا وطالبة من طلاب كلية التربية جامعة حلوان، وتم تطبيق أدوات البحث على هذه العينة بهدف التأكد من مؤشرات الصدق والثبات للمقياس وصلاحيتها للاستخدام مع العينة الأساسية.
  1. العينة الأساسية
تكونت عينة البحث الأساسية من (100) طالب وطالبة من طلاب الفرقة الثالثة بكلية التربية جامعة حلوان، بحيث اشتملت العينة على الجنسين، والتخصصين العلمى والأدبى، وبعض المتغيرات الديمغرافية الأخرى مثل: (عدد أفراد الأسرة، ومستوى تعليم الأب، والمستوى الاقتصادى للأسرة).

 

أدوات البحث
1- مقياس القيم التربوية (إعداد/ الباحث)
خطوات بناء المقياس
  •  اطلع الباحث على الأدبيات التى تناولت القيم التربوية.
  •  اطلع الباحث على بعض الأدوات السابقة التى تناولت القيم التربوية مثل:-
  1. مقياس القيم لسبرينجر (ترجمة: محمود أبو النيل، وماهر الهوارى، 2003).
  2. مقياس القيم الاجتماعية (إعداد: أمانى عبد المقصود، 2015).
  3. مقياس القيم التربوية المكتسبة لطلبة الجامعة الأردنية (إعداد: نهاد البطيخى، 2017).
  • حدد الباحث ستة أبعاد رئيسية لمقياس القيم التربوية وهى: (الانتماء والولاء، التسامح، قبول الآخر التعاون، الوسطية، المسئولية).
  • تم صياغة المفردات فى ضوء الأبعاد الرئيسية، واشتمل المقياس فى صورته الأولية على (48) مفردة (33 عبارة إيجابية، 15 عبارة سلبية)، وخضعت المفردات لميزان تقدير ثلاثى (أوافق = 3،  إلى حد ما = 2، لا أوافق  = 1).
  •  الدرجة العليا للمقياس (144) درجة وهى تعبر عن تمتع الطالب بمستوى مرتفع من القيم التربوية، بينما الدرجة الدنيا للمقياس هى (48) وتعبر عن مستوى منخفض من القيم التربوية لطلاب الجامعة.

جدول (4) يوضح مفتاح التصحيح اليدوى للصورة الأولية من مقياس القيم التربوية
م أبعاد المقياس عدد المفردات أرقام العبارات
1 الانتماء والولاء 8 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8
2 التسامح 8 9، 10، 11، 12، 13، 14، 15، 16
3 قبول الآخر 8 17، 18، 19، 20، 21، 22، 23، 24
4 التعاون 8 25، 26، 27، 28، 29، 30، 31، 32
5 الوسطية 8 33، 34، 35، 36، 37، 38، 39، 40
6 المسئولية 8 41، 42، 43، 44، 45، 46، 47، 48
 
* العبارات التى أسفلها خط تمثل العبارات السلبية
**الخصائص السيكومترية لمقياس القيم التربوية
أولاً: صدق المقياس Scale Validity
  • صدق التكوين
استخدم الباحث صدق التكوين (الاتساق الداخلى) لاستكشاف معاملات الارتباط بين العبارات والمحاور الرئيسية والدرجة الكلية لمقياس القيم التربوية وهى كالآتى:



 يتضح من الجدول (5) ارتفاع معاملات ارتباط عبارات مقياس القيم التربوية بالبعد المنتمية إليه والدرجة الكلية للمقياس، مما يدل على صدق الاتساق الداخلي للمقياس، وهذا ما أكدته أيضاً نتائج التحليل العاملى الاستكشافى، ليصبح عدد عبارات مقياس القيم التربوية فى صورته النهائية 48 عبارة.
الصدق العاملى
هو نوع من أنواع الصدق الذى يهدف إلى تحديد الحد الأدنى من العوامل أو التكوينات الفرضية اللازمة لتفسير الارتباطات البينية بين مجموعة من الاختبارات أو مجموعة من الفقرات أو المتغيرات لذا فهو يعتبر من أهم الأساليب الإحصائية التى نستخدمها فى تقدير صدق التكوين الفرضى (خطاب، 2000).
تم إجراء التحليل العاملى الاستكشافى بطريقة المكونات الأساسية على عينة قدرها (150) طالبًا وطالبة من طلاب جامعة حلوان، حيث وزعت عبارات وفقرات المقياس على عوامل فرضية، وهى الأبعاد التى تم تحديدها لبناء المقياس والتى سبق ذكرها مسبقاً. كما تم استخدام محك كايزر فى تقدير العامل المستخلص كمؤشر للتوقف أو الاستمرار فى استخلاص العوامل، حيث تم الإبقاء على العوامل التى تزيد جذورها الكامنة عن الواحد الصحيح، كما استخدم أيضًا محك "جيلفورد" الذى يعتبر محك التشبع الجوهرى للبند على العامل بأن يكون دالاً إحصائيًا عند (± 0.30) أو أكثر وفيما يلى مخرجات التحليل العاملى:
1- شرط كفاية العينة KMO
يجب ألا تقل نسبة كفاية العينة عن 0.50، وتم حساب (KMO) لعينة الدراسة على مقياس القيم التربوية لطلاب الجامعة، وبلغت نسبة كفاية العينة 0.583
 
2- معنوية مصفوفة الارتباط
باستخدام اختبار (Bartlett's Test) اتضح إنه يوجد ارتباط معنوى بين متغيرات مقياس القيم التربوية لطلاب الجامعة عند مستوى معنوية أقل من 0.001 
3- العوامل المستخرجة ونسب التباين
أسفر التدوير المتعامد بطريقة الفاريماكسVarimax  لفقرات وبنود مقياس القيم التربوية عن ستة عوامل تشبعت عليها (48) عبارة، كما بلغت نسبة التباين الكلى لمفسر للمقياس (41.739 %)، وسيتم توضيح العوامل فى الجداول التالية:
جدول (6) يوضح نسبة التباين الكلى لمقياس القيم التربوية
العوامل الجذر الكامن نسبة التباين المفسر % نسبة التباين التراكمية %
1 3.834 10.089 10.089
2 2.783 7.325 17.414
3 2.660 6.999 24.414
4 2.374 6.248 30.662
5 2.165 5.697 36.359
6 2.045 5.381 41.739
 
 

 









يتضح من الجدولين (6، 7) ما يلى:
استوعب البعد الأول: الانتماء والولاء (8) عبارات رتبت تنازلياً من أعلى التشبعات 0.705 إلى أقل تشبع 0.413 استوعبه العامل، وقد بلغ الجذر الكامن للعامل 3.834 وهى قيمة أكبر من الواحد الصحيح، وبلغت قيمة التباين التى فسرها العامل 10.089٪.
استوعب البعد الثانى: التسامح (8) عبارات رتبت تنازلياً من أعلى التشبعات 0.742 إلى أقل تشبع 0.315 استوعبه العامل، وقد بلغ الجذر الكامن للعامل 2.783 وهى قيمة أكبر من الواحد الصحيح، وبلغت قيمة التباين التى فسرها العامل 7.325٪.
استوعب البعد الثالث: قبول الآخر (8) عبارات رتبت تنازليًا من أعلى التشبعات 0.678 إلى أقل تشبع 0.301 استوعبه العامل، وقد بلغ الجذر الكامن للعامل 2.660 وهى قيمة أكبر من الواحد الصحيح، وبلغت قيمة التباين التى فسرها العامل 6.999٪.
استوعب البعد الرابع: التعاون (8) عبارات رتبت تنازليًا من أعلى التشبعات 0.663 إلى أقل تشبع 0.325 استوعبه العامل، وقد بلغ الجذر الكامن للعامل 2.374 وهى قيمة أكبر من الواحد الصحيح، وبلغت قيمة التباين التى فسرها العامل 6.248٪.
استوعب البعد الخامس: الوسطية (8) عبارات رتبت تنازليًا من أعلى التشبعات 0.656 إلى أقل تشبع 0.320 استوعبه العامل، وقد بلغ الجذر الكامن للعامل 2.165 وهى قيمة أكبر من الواحد الصحيح، وبلغت قيمة التباين التى فسرها العامل 5.697٪.
استوعب البعد السادس: المسئولية (8) عبارات رتبت تنازليًا من أعلى التشبعات 0.583 إلى أقل تشبع 0.308 استوعبه العامل، وقد بلغ الجذر الكامن للعامل 2.045 وهى قيمة أكبر من الواحد الصحيح، وبلغت قيمة التباين التى فسرها العامل 5.381٪.
بلغت نسبة التباين التراكمية لمقياس القيم التربوية لطلاب الجامعة (41.739٪)، وتشبعت عليه (48) مفردة موزعة على ستة أبعاد هى الأبعاد الفرضية التى افترضها الباحث مسبقًا، وبذلك تم التحقق من الصدق العاملى للمقياس.
ثانيًا: ثبات المقياس Scale Reliability
تم حساب معاملات ثبات مقياس القيم التربوية وأبعاده الفرعية بطريقتين هما : معامل ثبات ألفا كرونباخ α، وطريقة التجزئة النصفيةGuttman Split-Half، وذلك باستخدام معادلة التصحيح لسبيرمان براون Brown.
جدول (8) يوضح قيم معاملات الثبات باستخدام معامل ألفا كرونباخ
ومعادلة التصحيح لمقياس القيم التربوية
أبعاد المقياس عدد العبارات معامل ثبات ألفا α معادلة تصحيح
سبيرمان براون
مستوى الدلالة
الانتماء والولاء 8 0.746 0.731 0.01
التسامح 8 0.571 0.400 0.01
قبول الآخر 8 0.615 0.637 0.01
التعاون 8 0.584 0.653 0.01
الوسطية 8 0.333 0.339 0.01
المسئولية 8 0.616 0.491 0.01
الدرجة الكلية للمقياس 48 0.789 0.718 0.01
 
يتضح من خلال جدول (8) ارتفاع قيم معاملات ثبات مقياس القيم التربوية وأبعاده الفرعية، حيث بلغت قيمة معامل ثبات ألفا للدرجة الكلية (0.789) وبمعامل تصحيح سبيرمان (0.718)، مما يدل على تمتع المقياس بدرجة مقبولة من الصدق والثبات.
ثالثًا: الصورة النهائية للمقياس
تكون مقياس القيم التربوية فى صورته النهائية (48) عبارة تقيس القيم التربوية لدى طلاب الجامعة وموزعة على ستة أبعاد رئيسية بموجب ثمانية عبارات لكل بعد من الأبعاد، كما تكون المقياس على (33) عبارة إيجابية، (15) عبارة سلبية، ويخضع الطالب فى الإجابة على فقرات المقياس وفق تدريج ثلاثى: دائمًا ويحصل عنده على ثلاث درجات، وأحيانًا ويحصل عندها على درجتين، وأبدًا ويحصل عندها على درجة واحدة، وبذلك تتراوح الدرجة التى يحصل عليها الطالب بين 48 – 144 درجة.
جدول (9) يوضح الصورة النهائية لمقياس القيم التربوية وأبعادها الفرعية
          أبعاد المقياس عدد العبارات أرقام العبارات
الانتماء والولاء 8 6، 4، 5، 1، 3، 2، 8
التسامح 8 12، 10، 15، 11، 9، 16، 14، 13
قبول الآخر 8 17، 21، 23، 18، 24، 19، 20، 22
التعاون 8 26، 30، 32، 25، 27، 29، 28، 31
الوسطية 8 33، 39، 35، 40، 34، 36، 38، 37
المسئولية 8 41، 45، 46، 43، 42، 44، 48، 47
 
2- مقياس التوجه نحو التطرف (إعداد/ الباحث)
خطوات بناء المقياس
  •  اطلع الباحث على الأدبيات التى تناولت الاتجاهات نحو التطرف.
  •  اطلع الباحث على بعض الأدوات السابقة التى تناولت سلوك التطرف مثل:-
  • مقياس القيم لسبرينجر (ترجمة: محمود أبو النيل، وماهر الهوارى، 2003).
  •  حدد الباحث خمسة أبعاد رئيسية لمقياس التوجه نحو التطرف، وهى (التطرف الدينى، التطرف الأخلاقى، التطرف الفكرى، التطرف الاجتماعى، التطرف السياسى).
  •  تم صياغة المفردات فى ضوء الأبعاد الرئيسية، واشتمل المقياس فى صورته الأولية على (40) مفردة، وخضعت المفردات لميزان تقدير ثلاثى (أوافق = 3، إلى حد ما = 2، لا أوافق = 1).
  •  الدرجة العليا للمقياس (120) درجة وهى تعبر عن مستوى مرتفع من توجه الطالب الجامعى نحو التطرف، بينما الدرجة الدنيا للمقياس وهى (40) وتعبر عن مستوى منخفض من توجه التطرف لطلاب الجامعة.
جدول (10) يوضح مفتاح التصحيح اليدوى للصورة الأولية من مقياس
التوجه نحو التطرف
م أبعاد المقياس عدد المفردات أرقام العبارات
1 التطرف الدينى 8 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8
2 التطرف الأخلاقى 8 9، 10، 11، 12، 13، 14، 15، 16
3 التطرف الفكرى 8 17، 18، 19، 20، 21، 22، 23، 24
4 التطرف الاجتماعى 8 25، 26، 27، 28، 29، 30، 31، 32
5 التطرف السياسى 8 33، 34، 35، 36، 37، 38، 39، 40
 
**الخصائص السيكومترية لمقياس القيم التربوية
أولاً: صدق المقياس Scale Validity
  • صدق التكوين
استخدم الباحث صدق التكوين (الاتساق الداخلى) لاستكشاف معاملات الارتباط بين العبارات والمحاور الرئيسية والدرجة الكلية لمقياس التوجه نحو التطرف وهى كالآتى:
جدول (11) يوضح صدق الاتساق الداخلى لعبارات مقياس التوجه نحو التطرف
رقم
البند
التطرف الدينى رقم البند التطرف الأخلاقى رقم البند التطرف الفكرى رقم البند التطرف الاجتماعى رقم البند التطرف السياسى
1 0.641** 9 0.440** 17 0.729** 25 0.586** 33 0.672**
2 0.468** 10 0.579** 18 0.680** 26 0.172 34 0.593**
3 0.215 11 0.515** 19 0.577** 27 0.512** 35 0.512**
4 0.689** 12 0.618** 20 0.408** 28 0.201 36 0.453**
5 0.610** 13 0.127 21 0.366** 29 0.525** 37 0.482**
6 0.540** 14 0.565** 22 0.418** 30 0.698** 38 0.417**
7 0.532** 15 0.592** 23 0.635** 31 0.661** 39 0.393**
8 0.511** 16 0.611** 24 0.426** 32 0.471** 40 0.336**
الدرجة الكلية 0.525** 0.610** 0.635** 0.515** 0.483**
 
ن = 150            * عند مستوى 0.05          ** عند مستوى 0.01
يتضح من الجدول (11) ارتفاع معاملات ارتباط عبارات مقياس التوجه نحو التطرف بالبعد المنتمية إليه والدرجة الكلية للمقياس، ما عدا العبارة رقم (3) من البعد الأول، والعبارة رقم (13) من البعد الثانى، والعبارة رقم (26، 28) من البعد الرابع. حيث كان معامل ارتباطهما ضعيفًا وغير دال إحصائيًا مما يستلزم على الباحث حذف هذه العبارات، لتصبح عدد عبارات مقياس التوجه نحو التطرف فى صورته النهائية (36) عبارة، وهذا ما أكدته أيضًا نتائج التحليل العاملى الاستكشافى.
  • الصدق العاملى
1- شرط كفاية العينة KMO
يجب ألا تقل نسبة كفاية العينة عن 0.50، وتم حساب (KMO) لعينة الدراسة على مقياس التوجه نحو التطرف لطلاب الجامعة، وبلغت نسبة كفاية العينة 0.618
2- معنوية مصفوفة الارتباط
باستخدام اختبار (Bartlett's Test) اتضح أنه يوجد ارتباط معنوي بين متغيرات مقياس التوجه نحو التطرف لطلاب الجامعة عند مستوى معنوية أقل من 0.001 
3- العوامل المستخرجة ونسب التباين
أسفر التدوير المتعامد بطريقة الفاريماكس Varimax لفقرات وبنود مقياس التوجه نحو التطرف عن خمسة عوامل تشبعت عليها (37) عبارة، كما بلغت نسبة التباين الكلى لمفسر للمقياس (34.964٪)، وسيتم توضيح العوامل فى الجداول التالية:
جدول (12) يوضح نسبة التباين الكلى لمقياس التوجه نحو التطرف
العوامل الجذر الكامن نسبة التباين المفسر ٪ نسبة التباين التراكمية ٪
1 5.694 11.165 11.165
2 3.775 7.401 18.566
3 3.277 6.426 24.992
4 2.735 5.363 30.356
5 2.350 4.609 34.964
 
 







يتضح من الجدولين (12، 13) ما يلى:
استوعب البعد الأول: التطرف الدينى (7) عبارات رتبت تنازليًا من أعلى التشبعات 0.641 إلى أقل تشبع 0.374 استوعبه العامل، وقد بلغ الجذر الكامن للعامل 5.694 وهى قيمة أكبر من الواحد الصحيح، وبلغت قيمة التباين التى فسرها العامل 11.165٪.
كما استوعب البعد الثانى: التطرف الأخلاقى (7) عبارات رتبت تنازليًا من أعلى التشبعات 0.749 إلى أقل تشبع 0.428 استوعبه العامل، وقد بلغ الجذر الكامن للعامل 3.775 وهى قيمة أكبر من الواحد الصحيح، وبلغت قيمة التباين التى فسرها العامل 7.401٪.
واستوعب البعد الثالث: التطرف الفكرى (8) عبارات رتبت تنازلياً من أعلى التشبعات 0.692 إلى أقل تشبع 0.345 استوعبه العامل، وقد بلغ الجذر الكامن للعامل 3.277 وهى قيمة أكبر من الواحد الصحيح، وبلغت قيمة التباين التى فسرها العامل 6.426٪.
واستوعب البعد الرابع: التطرف الاجتماعى (6) عبارات رتبت تنازليًا من أعلى التشبعات 0.622 إلى أقل تشبع 0.489 استوعبه العامل، وقد بلغ الجذر الكامن للعامل 2.735 وهى قيمة أكبر من الواحد الصحيح، وبلغت قيمة التباين التى فسرها العامل 5.363٪.
كما استوعب البعد الخامس: التطرف السياسى (8) عبارات رتبت تنازلياً من أعلى التشبعات 0.692 إلى أقل تشبع 0.341 استوعبه العامل، وقد بلغ الجذر الكامن للعامل 2.350 وهى قيمة أكبر من الواحد الصحيح، وبلغت قيمة التباين التى فسرها العامل 4.609٪.
بلغت نسبة التباين التراكمية لمقياس التوجه نحو التطرف لطلاب الجامعة (34.964٪)، وتشبعت عليه (36) مفردة موزعين على خمسة أبعاد هى الأبعاد الفرضية التى افترضها الباحث مسبقاً، وبذلك تم التحقق من الصدق العاملى للمقياس.
ثانيًا: ثبات المقياس Scale Reliability
تم حساب معاملات ثبات مقياس التوجه نحو التطرف وأبعاده الفرعية بطريقتين هما: معامل ثبات ألفا كرونباخ α، وطريقة التجزئة النصفية Guttman Split-Half، وذلك باستخدام معادلة التصحيح لسبيرمان براون Brown.
جدول (14) يوضح قيم معاملات الثبات باستخدام معامل ألفا كرونباخ ومعادلة التصحيح لمقياس التوجه نحو التطرف
أبعاد المقياس عدد العبارات معامل ثبات ألفا α معادلة تصحيح
سبيرمان براون
مستوى الدلالة
التطرف الدينى 7 0.674 0.580 0.01
التطرف الأخلاقى 7 0.603 0.508 0.01
التطرف الفكرى 8 0.568 0.512 0.01
التطرف الاجتماعى 6 0.619 0.579 0.01
التطرف السياسى 8 0.582 0.494 0.01
الدرجة الكلية للمقياس 36 0.609 0.534 0.01
 
يتضح من خلال جدول (14) ارتفاع قيم معاملات ثبات مقياس التوجه نحو التطرف وأبعاده الفرعية، حيث بلغت قيمة معامل ثبات ألفا للدرجة الكلية (0.609) وبمعامل تصحيح سبيرمان (0.534)، مما يدل على تمتع المقياس بدرجة مقبولة من الصدق والثبات.
ثالثًا: الصورة النهائية للمقياس
تكون مقياس التوجه نحو التطرف فى صورته النهائية من (36) عبارة تقيس، موزعة على خمسة أبعاد رئيسية، ويخضع الطالب فى الإجابة على فقرات المقياس وفق تدريج ثلاثى: دائمًا ويحصل عنده على ثلاث درجات، وأحيانًا ويحصل عندها على درجتين، وأبدًا ويحصل عندها على درجة واحدة، وبذلك تتراوح الدرجة التى يحصل عليها الطالب بين (36) درجة، وهى تعبر عن انخفاض توجه الطلاب نحو التطرف، (108) درجة، وهى تعبر عن ارتفاع توجه الطلاب نحو التطرف.
جدول (15) يوضح الصورة النهائية لمقياس التوجه نحو التطرف وأبعاده الفرعية
                        أبعاد المقياس عدد العبارات أرقام العبارات
التطرف الدينى 7 5، 4، 7، 8، 6، 1، 2
التطرف الأخلاقى 7 9، 12، 10، 11، 15، 14، 16
التطرف الفكرى 8 21، 17، 22، 24، 19، 23، 20، 18
التطرف الاجتماعى 6 27، 25، 29، 31، 30، 32
التطرف السياسى 8 33، 38، 39، 35، 36، 34، 37، 40
 
نتائج البحث وتفسيرها
نتيجة الفرض الأول
ينص الفرض الأول على أنه: "توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين القيم التربوية والتوجه نحو التطرف لدى طلاب كلية التربية جامعة حلوان وللـتأكد من صحة هذا الفرض قام الباحث بحساب معامل ارتباط بيرسون بين درجات الطلاب عينة البحث على مقياسى القيم التربوية والتوجه نحو التطرف وجاءت النتائج وفق الجدول التالى:
جدول (16) يوضح قيم معاملات الارتباط بين الدرجة الكلية لمقياس القيم التربوية، والدرجة الكلية لمقياس التوجه نحو التطرف
المتغيرات التوجه نحو التطرف مستوى الدلالة
القيم التربوية 0.500** 0.01
 
ن = 100       ** الارتباط عند مستوى 0.01          * الارتباط عند مستوى 0.05
يتضح من خلال جدول (16) أن قيمة معامل الارتباط بين درجات الطلاب على مقياس القيم التربوية ومقياس التوجه نحو التطرف بلغت (-0.5)، وهى قيمة سالبة ودالة إحصائيًا عند مستوى معنوية 0.01، مما يعنى وجود علاقة ارتباطية عكسية ودالة إحصائيًا بين القيم التربوية والاتجاه نحو التطرف.
أى أنه كلما تمتع طلاب كلية التربية جامعة حلوان بالقيم التربوية كالانتماء والتسامح، وقبول الآخر والتعاون، والوسطية وتحمل المسئولية كلما انخفض توجههم نحو التطرف بأشكاله المختلفة الدينى والأخلاقى والفكرى، والاجتماعى والسياسى، لذا يجب أن تلعب الجامعة دورًا مهمًا فى عملية غرس القيم لدى طلابها، ودورها لا يقل أهمية عن دور الأسرة، حيث تمتاز الجامعة عن غيرها فى عملية التنمية الأخلاقية فى أنها بيئة تربوية مبسطة للمواد العلمية والثقافية، وتقوم بتعليم النشء بشكل مباشر من خلال الخبرات الشخصية وخبرات الآخرين، وهى موحدة لميول واتجاهات الطلاب، وتصهرهم فى ثقافة واحدة مما ييسر عملية التعاون والتفاهم بينهم.
وتحتاج الجامعات إلى القيام بدورها الريادي فى تنمية القيم التربوية من خلال مراعاة القائمين على تخطيط المناهج، لأهمية وأهداف القيم التربوية، وربط الأهداف التعليمية بالأهداف الأخلاقية والمجتمعية، حتى يكون التعليم وسيلة للترقية الأخلاقية التى تغرس قيم المثل العليا والفضائل، والتى تساهم فى الحفاظ على كيان المجتمع من التفكك والانحلال، كما تعمل على توفير الجو الاجتماعى المناسب الذى يلائم عملية غرس القيم عن طريق توفير العلاقة الحميمة مع جميع العاملين فى المؤسسة الجامعية ومؤسسات المجتمع المحلى فضلاً عن توفير القدوة الحسنة والصالحة الممثلة فى الأستاذ الجامعى القادر على تنمية القيم، لذلك يجب على المعلم أن يكون ملتزمًا بتلك القيم، ومراعيا لوظيفته، ومتمكنا من تخصصه العلمى والتربوى، وبأساليب التدريس المناسبة، كما يلزم الجامعات الاهتمام بتنشيط دور المراكز الجامعية المختلفة المعنية بممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية والترويحية كجماعة الكشافة والجوالة وجماعة الموسيقى والمسرح، وغيرها، فهذه الأنشطة إنما تسهم فى تنمية العديد من القيم فضلاً عن أنها تسمح للطلاب بالتنفيس الانفعالى عن الرغبات والتوجهات المكبوتة والتى تؤدى إلى التطرف فيما بعد.
نتيجة الفرض الثانى
ينص الفرض الثانى على أنه: "توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور والإناث من كلية التربية جامعة حلوان فى التوجه نحو التطرف.
وللتأكد من صحة هذا الفرض قام الباحث بحساب دلالات الفروق بين متوسطات درجات الذكور والإناث من عينة البحث على مقياس التوجه نحو التطرف باستخدام اختبار (ت) t.test الفروق بين متغيرين مستقلين ويوضح الجدول التالى البيانات المستخرجة:
جدول (17) يوضح دلالات الفروق بين الجنسين على مقياس التوجه نحو التطرف
لطلاب كلية التربية جامعة حلوان
المتغير المجموعة العدد المتوسط الحسابى الانحراف المعيارى قيمة "ت" درجة الحرية قيمةالدلالة الاحصائية حجم التأثيرη2
التوجه نحو التطرف الذكور 47 82.81 5.815 10.308 98 0.000 0.747
الإناث 53 68.66 7.651 دالة عند 0.01 كبير
 
يتضح من خلال الجدول (17) أن قيمة "ت" المحسوبة للنوعين (ذكور، إناث) على مقياس التوجه نحو التطرف بلغت )10.308) عند درجة حرية (98)، وهى قيمة دالة إحصائياً عند مستوى (0.01)، وهذا يعنى أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور والإناث من كلية التربية جامعة حلوان على مقياس التوجه نحو التطرف، لصالح الذكور، حيث بلغ متوسطهم الحسابى (82.81) فى حين كان متوسط درجات الإناث (68.66).
كما قام الباحث بحساب قيمة مربع إيتا لإيجاد حجم تأثير التوجه نحو التطرف على جميع أنشطة الطلاب فى الجامعة فوجد أنه يساوى (0.747) وبمقارنته بمحكات حجم التأثير التى أوردها لكوهين (1988) يقابل حجم تأثير كبير، مما يلزم ضرورة تكريس الجهود داخل الجامعة لمواجهة هذه الظاهرة بين طلاب الكليات المختلفة خصوصًا الذكور.
وهذا يعنى أن الطلاب الذكور أكثر ميلاً للتطرف من الطالبات الإناث فى كل من التطرف الدينى والأخلاقى والفكرى، والاجتماعى والسياسى، ويرجع ذلك إلى طبيعة الفروق البيولوجية بين الجنسين واهتمامات كل منهما، فالإناث يهتمون بكافة الأنشطة الاجتماعية كالمأكل والملبس والموضة، أما الذكور يتخذون اهتمامات متباينة فى الأيديولوجيات كتبنى فكر معين أو نهج دينى أو حزب سياسى، أو مذهب أخلاقى.
لذا يجب أن تراعى المناهج والمقررات المقدمة تلك الفروق بين طلاب وطالبات الجامعة بهدف تنمية قيم مضادة لمنحى التطرف تعلم الطلاب معنى التسامح الحقيقى وقبول الآخر، وترك حرية الرأى فى حدود المنهج الأخلاقى، كما تعمل على تنمية قيمة الانتماء والولاء للوطن الواحد دون النظر إلى دين أو مذهب أو فكر وتفتيت فكرة المذهبية والتبعية والانفتاح نحو مبدأ المواطنة والأرض للجميع.
وتتفق نتيجة هذا الفرض مع العديد من نتائج الدراسات والبحوث السابقة التى تناولت الفروق بين الجنسين فى الاتجاه نحو التطرف، حيث اتفقت جميعها فى أن الطلاب الذكور كانوا أكثر من الإناث فى توجههم نحو التطرف الدينى والفكرى والأخلاقى والاجتماعى والسياسى، ومن هذه الدراسات دراسة كل من محمد فرحات (۲۰۰4)، ودراسة يحيى بنى فياض )2008)، ودراسة محمد أبو دوابة (2012)، ودراسة محمد عسلية (2016)، ودراسة بدر الحربى (2018).
نتيجة الفرض الثالث
ينص الفرض الثالث على أنه: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور والإناث من كلية التربية جامعة حلوان فى القيم التربوية.
وللتأكد من صحة هذا الفرض قام الباحث بحساب دلالات الفروق بين متوسطات درجات الذكور والإناث من عينة البحث على مقياس القيم التربوية باستخدام اختبار (ت) t.test الفروق بين متغيرين مستقلين ويوضح الجدول التالى البيانات المستخرجة:
جدول (18) يوضح دلالات الفروق بين الجنسين على مقياس القيم التربوية لطلاب كلية التربية جامعة حلوان
المتغير المجموعة العدد المتوسط الحسابى الانحراف المعيارى قيمة "ت" درجة الحرية قيمة الدلالة الاحصائية حجم التأثير η2
القيم التربوية الذكور 47 100.83 12.298 3.831 98 0.000 0.398
الإناث 53 110.17 12.054 دالة عند 0.01 متوسط
 
يتضح من خلال الجدول (18) أن قيمة "ت" المحسوبة للنوعين (ذكور، إناث) على مقياس القيم التربوية بلغت )3.831) عند درجة حرية (98)، وهى قيمة دالة إحصائيًا عند مستوى (0.01) وهذا يعنى أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور الإناث من كلية التربية جامعة حلوان على مقياس القيم التربوية، لصالح الإناث، حيث بلغ متوسطهم الحسابى (110.17) فى حين كان متوسط درجات الذكور (100.83).
كما قام الباحث بحساب قيمة مربع إيتا لإيجاد حجم تأثير القيم التربوية على جميع أنشطة الطلاب الجامعية فوجد أنه يساوى (0.398) وبمقارنته بمحكات حجم التأثير التى أوردها لكوهين (1988) يقابل حجم تأثير متوسط، وهذا يعني أن القيم التربوية التى تمارس داخل الجامعة بشكل أقل من المتوقع. مما يلزم على الجامعات ضرورة توجيه نظر المسئولين عن أهمية تعويض هذا الفقد التربوى. فالجامعة ليست جهة تدريس للعلوم فقط إنما هى حصن للطالب فى مواجهة مخاطر العولمة والانفتاح الثقافى.
كما يجب أن تكون الأنشطة التربوية التى تمارس داخل الجامعة موجهة للجنسين دون تمييز، حتى يتثنى للطلاب الذكور الانشغال بأنشطة أكثر فائدة، تساعدهم على مواجهة الأفكار التدميرية التى تتسرب إليهم من القنوات غير الشرعية المختلفة، فالطلاب الذكور هم عماد المجتمع وهم درع وحماة الوطن من أى عدوان سواء مادى أو فكرى، فمن الضرورى الاهتمام بهم وتوفير كل سبل العون وتمكينهم من القيادة فى كافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية، حتى نتمكن من تنشئة جيل واعى أكثر قدرة على فهم متغيرات الحياة ومتطلباتها، وأكثر يقظة لما يحاك للوطن من مؤامرات، تستهدف طاقة أبنائه.
وتختلف نتيجة هذا الفرض مع نتائج الدراسات السابقة والتى تناولت الفروق بين الجنسين فى القيم التربوية، والتى أشارت إلى عدم وجود فى منظومة القيم التربوية التى يكتسبها كل من الذكور والإناث، ومن هذه الدراسات دراسة: دراسة رأفت العوضى (2005)، ودراسة أشرف عبد القادر وآخرين (2015)، ودراسة مساعد الحربى (2018)، وتتفق جزئيًا مع دراسة مجدى الحبشى (2012)، والتى أظهرت وجود أثر لمتغير الجنس فى ترتيب منظومة القيم الاجتماعية لصالح الإناث.
نتيجة الفرض الرابع
ينص الفرض الرابع على أنه: "توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات التخصصين العلمى والأدبى من طلاب كلية التربية جامعة حلوان فى التوجه نحو التطرف.
وللتأكد من صحة هذا الفرض قام الباحث بحساب دلالات الفروق بين متوسطات درجات التخصصين العلمى والأدبى من عينة البحث على مقياس التوجه نحو التطرف باستخدام اختبار (ت) t.test الفروق بين متغيرين مستقلين ويوضح الجدول التالى البيانات المستخرجة:
جدول (19) يوضح دلالات الفروق بين التخصصين العلمى والأدبى على مقياس التوجه نحو التطرف لطلاب كلية التربية جامعة حلوان
المتغير المجموعة العدد المتوسط الحسابى الانحراف المعيارى قيمة "ت" درجة الحرية قيمة الدلالة الاحصائية حجم التأثير η2
التوجه
نحو التطرف
علمى 55 82.11 6.274 11.862 98 0.000 0.770
أدبى 45 67.00 6.414 دالة عند 0.01 كبير
 
يتضح من خلال الجدول (19) أن قيمة ت المحسوبة للتخصص الأكاديمى (علمى، أدبى) على مقياس التوجه نحو التطرف بلغت )11.862) عند درجة حرية (98)، وهى قيمة دالة إحصائيًا عند مستوى (0.01)، وهذا يعنى أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات التخصصين العلمى والأدبى من طلاب كلية التربية جامعة حلوان على مقياس التوجه نحو التطرف، لصالح التخصص العلمى. حيث بلغ متوسطهم الحسابى (82.11) فى حين كان متوسط درجات التخصص الأدبى (67.00).
نتيجة الفرض الخامس
ينص الفرض الخامس على أنه: "توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات التخصصين العلمى والأدبى من طلاب كلية التربية جامعة حلوان فى القيم التربوية.
وللتأكد من صحة هذا الفرض قام الباحث بحساب دلالات الفروق بين متوسطات درجات التخصصين العلمى والأدبى من عينة البحث على مقياس القيم التربوية، باستخدام اختبار (ت) t.test الفروق بين متغيرين مستقلين ويوضح الجدول التالى البيانات المستخرجة:
جدول (20) يوضح دلالات الفروق بين التخصصين العلمى والأدبى على مقياس القيم التربوية لطلاب كلية التربية جامعة حلوان
المتغير المجموعة العدد المتوسط الحسابى الانحراف المعيارى قيمة "ت" درجة الحرية قيمة الدلالة الإحصائية حجم التأثير η2
القيم
التربوية
علمى 55 101.09 11.915 4.338 98 0.000 0.446
أدبى 45 111.51 11.995 دالة عند 0.01 متوسط
 
يتضح من خلال الجدول (20) أن قيمة "ت" المحسوبة للتخصص الأكاديمى (علمى، أدبى) على مقياس القيم التربوية بلغت )4.338) عند درجة حرية (98)، وهى قيمة دالة إحصائيًا عند مستوى (0.01). وهذا يعنى أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات التخصصين العلمى والأدبى من طلاب كلية التربية جامعة حلوان على مقياس القيم التربوية، لصالح التخصص الأدبى. حيث بلغ متوسطهم الحسابى (111.51) فى حين كان متوسط درجات التخصص العلمى (101.09).
نتيجة الفرض السادس
ينص الفرض السادس على أنه: "توجد فروق دالة إحصائيًا فى التوجه نحو التطرف لطلاب كلية التربية جامعة حلوان تعزى لبعض المتغيرات الديمغرافية (عدد أفراد الأسرة، مستوى تعليم الأب، المستوى الاقتصادى للأسرة)، وللتأكد من صحة هذا الفرض تم حساب اختبار متوسطات الرتب لكروسكالواليز Kruskal-Wallis وذلك لكل متغير من المتغيرات الديمغرافية (عدد أفراد الأسرة، مستوى تعليم الأب، المستوى الاقتصادى للأسرة) على مقياس التوجه نحو التطرف، ويتضح ذلك فى الجداول التالية:
  1.  بالنسبة لعدد أفراد الأسرة
جدول (21) يوضح متوسطات رتب عدد أفراد الأسرة فى ضوء مقياس التوجه نحو التطرف
مستوى الدلالة درجة الحرية قيمة
كا ²
متوسط الرتب العدد عدد أفراد الأسرة المتغيرات
دالة عند
0.01
 
2 81.424 81.50 37 أربعة فأكثر التوجه
نحو التطرف
41.70 43 ثلاثة أفراد
12.08 20 فردين
 
يتضح من خلال الجدول (21) وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب عدد أفراد الأسرة على مقياس التوجه نحو التطرف لصالح الأسر ذوى عدد الأفراد أكثر من أربعة، حيث بلغ متوسط رتبهم (81.50)، يليها الأسر التى بلغ عدد أفرادها ثلاثة أفراد، حيث بلغ متوسط رتبهم (41.70)، وجاءت فى المرتبة الأخيرة الأسر التى يقل عدد أفرادها عن ثلاثة، حيث بلغ متوسط رتبهم (12.08).
وهذا يعنى أن التوجه نحو التطرف يزداد بزيادة عدد أفراد الأسرة، فكلما زاد عدد أفراد الأسرة تنتشر الفوضى والقابلية والميل نحو ممارسة التطرف والعنف، الأمر الذى يستلزم على الجامعة تقديم الدور التنويرى والاسترشادى لأسر طلابها حول ضرورة تنظيم النسل حفاظًا على التماسك الأسرى، والبعد عن الأفكار المتطرفة التى تهدم كيان الأسرة المصرية، وتنقل روافدها إلى شتى مناحى الحياة الاجتماعية، وتلقى بظلالها السلبية على المجتمع بأثره.
  1.  بالنسبة لمستوى تعليم الأب
جدول (22) يوضح متوسطات رتب مستوى تعليم الأب فى ضوء مقياس التوجه نحو التطرف
مستوى الدلالة درجة الحرية قيمة كا ² متوسط الرتب العدد مستوى تعليم الأب المتغيرات
 
دالة عند 0.01
3 87.144 85.69 27 أمى التوجه نحو التطرف
55.72 37 يقرأ ويكتب
24.28 25 مؤهل متوسط
6.18 11 مؤهل عالى
 
يتضح من خلال الجدول (22) وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب مستوى تعليم الأب على مقياس التوجه نحو التطرف لصالح الطلاب الذين يصل مستوى تعليم آبائهم إلى مرحلة الأمية، حيث بلغ متوسط رتبهم (85.69)، يليهم الطلاب الذين يصل مستوى تعليم آبائهم إلى مرحلة القراءة والكتابة، حيث بلغ متوسط رتبهم (55.72)، يليهم الطلاب الذين يصل مستوى تعليم آبائهم إلى مرحلة التعليم المتوسط، حيث بلغ متوسط رتبهم (24.28)، وجاء فى المرتبة الأخيرة الطلاب الذين يصل مستوى تعليم آبائهم إلى المؤهل العالى، حيث بلغ متوسط رتبهم (6.18).
ويعنى ذلك أن التوجه نحو التطرف يزداد عند طلاب كلية التربية جامعة حلوان بانخفاض مستوى تعليم الأب، وينخفض كلما زاد المستوى التعليمى للأب، فالأب هو رائد الأسرة وراعيها به يتم تمرير الأفكار والأيدولوجيات والأساليب الاجتماعية الأخرى، فكلما صلح الأب صلحت الأسرة وصلح والمجتمع، وهذا يعكس أهمية التعليم الذى ينشل الأسر من الظلمات إلى النور والذى يرقى الأفراد إلى درجات رفيعة المستوى فى الثقافة والفكر.
ثالثًا: بالنسبة للمستوى الاقتصادى للأسرة
جدول (24) يوضح متوسطات رتب المستوى الاقتصادى للأسرة فى ضوء مقياس التوجه نحو التطرف
مستوى الدلالة درجة الحرية قيمة
كا ²
متوسط الرتب العدد المستوى الاقتصادى للأسرة المتغيرات
دالة عند 0.01 2  
69.517
83.50 34 منخفض التوجه نحو التطرف
37.54 45 متوسط
24.83 21 مرتفع
 
يتضح من خلال الجدول (24) وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب المستوى الاقتصادى للأسرة على مقياس التوجه نحو التطرف لصالح الطلاب ذوي المستوى الاقتصادى المنخفض، حيث بلغ متوسط رتبهم (83.50)، يليها الطلاب ذوى المستوى الاقتصادى المتوسط، حيث بلغ متوسط رتبهم (37.54)، وجاء فى المرتبة الأخيرة الطلاب ذوى المستوى الاقتصادى المرتفع، حيث بلغ متوسط رتبهم (24.83).
وهذا يعنى أن التوجه نحو التطرف يزداد بانخفاض المستوى الاقتصادى للأسر، ويقل كلما تحسن ذلك المستوى، فالحاجة والعوز يجعل الأسر تتبع من يغدق عليها ويستميلها بعض الشىء وتنقم على سبب فقرها فسوء الأحوال المعيشية تكون دافعًا مهما نحو لجوء المجتمعات إلى التطرف وإحداث الفوضى والشغب والعنف فى سبيل الحصول على امتيازات.
لذلك يجب على الجامعة أن تلعب دورها التنويرى فى توعية الأسر ذوى المستويات الاقتصادية المتدنية إلى ضرورة التحمل من أجل الوطن، ومن أجل سير عجلة الإنتاج، ومن جهة أخرى ضرورة لفت نظر أصحاب رؤوس الأموال والشركات لرعاية أصحاب الدخول الفقيرة لمنع لجوئهم إلى جماعات غير معروفة تبث أفكارًا معينة هدفها تخريب وهدم البناء وشق وحدة الصف الوطنى.
توصيات البحث
فى ضوء نتائج البحث الحالى يوصي الباحث بالتوصيات الآتية:
  1. إضافة مقرر التربية الوطنية يدعو إلى تنمية قيمة التسامح والتعايش وتقبل الآخر.
  2. ضرورة إعداد برامج أو كتب تعالج قضايا ومشكلات التطرف داخل المجتمع فى ضوء منظومة القيم.
  3.  إعادة هيكلة المناهج التى تقى المجتمع وتحد من ظاهرة الإرهاب و ضرورة إدماج القيم التربوية فى المناهج متناولة الاتجاهات المعاصرة فى بناء المناهج.
  4.  ألا يقتصر دور الجامعة على الجانب الأكاديمى والتدريسى فقط وإهمال الجانب التربوى والقيم الأخلاقية، وعدم قدرة الجامعة توفير لقاء دورى لتسهيل الحوار بين صفوة وقادة المجتمع وبين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات وبين الطلاب والعمل على شغل أوقات الفراغ للطلاب والعمل على ترجمة قيم المجتمع المصرى إلى صورة سلوكية تترسخ فى وجدان الشباب المصرى وتنعكس فى سلوكياتهم.
  5.  الاهتمام بتعزيز القيم الإيجابية فى المقررات الدراسية التى تعلم الطالب معنى الولاء والانتماء وطرح الأفكار السياسية وإبداء الرأى والتنوع بالأفكار وزيادة وعى الطلاب بخطورة الإرهاب  
  6.  ترسيخ القيم التربوية كالتسامح وقبول الآخر، والوسطية فى المجتمع الجامعى، والحفاظ على منظومة القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية والمعرفية، التى تعمل على تنمية تقبل الطلاب لمفهوم المواطنة وغرس قيم واحترام الآخرين وزيادتها والارتقاء بها لأنها صمام الأمان للمجتمع والدولة.

المراجع
  1. إبراهيم محمد الغازى: التفكير الإيجابى كمنبئ نفسى للشعور بالانتماء لدى طلاب كلية التربية، مجلة كلية الآداب، جامعة بورسعيد، 2013.
  2. إبراهيم محمد الغازى: قضية المواطنة بين الواقع والمستقبل، ورقة عمل مقدمة المؤتمر العلمى السنوى الثالث عشر بعنوان (المواطنة بعد ثورة 25 يناير، 2011)، 2013.
  3. ابن منظور: لسان العرب، بولاق، القاهرة، مادة (س م ح).
  4. إحسان محمد حفظى: الوعى والمشاركة ودورهما فى إنجاح التنمية الحضرية، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، 1994.
  5. أحمد أبو الروس: الإرهاب والتطرف والعنف فى الدول العربية، المكتب الجامعى الحديث، الإسكندرية، 2001.
  6. أحمد خيرى حافظ: سيكولوجية الاغتراب لدى طلاب الجامعة، دكتوراه (غير منشورة)، كلية الآداب، جامعة عين شمس، 1980.
  7. أحمد زكي بدوى: معجم مصطلحات الرعاية والتنمية الاجتماعية، بيروت: دار الكتاب اللبنانى للطباعة والنشر، 1987.
  8. أحمد شوقى الفنجرى: التطرف والإرهاب، الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة، 1993.
  9. أحمد عمر هاشم: التطرف والإرهاب دراسة اجتماعية نفسية وسياسية، القاهرة، مكتبة مدبولى، 1991، ص 9.
  10. أحمد محمد بيومى: ظاهرة التطرف (الأسباب والعلاج)، القاهرة: دار المعرفة الجامعية، 1992.
  11. أشرف أحمد عبد القادر وآخرون: القيم الخلقية وعلاقتها بجودة الحياة لدى عينة من طلاب الجامعة. مجلة كلية التربية جامعة بنها، 26 (103)، 2015.
  12. آمال عبد الحميد أباظة: الشعور بالانتماء الوطنى والقومى العربى وعلاقته ببعض المتغيرات النفسية لدى الشباب الجامعى، الملتقى الثامن، الكويت، 27-29 مارس، 2012.
  13. أمنية محمد الجندى: التطرف بين الشباب، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1989.
  14. إميل فهمى حنا شنودة: التربية السياسية والوعى السياسى لطلاب كليات التربية دراسة ميدانية،الأنجلو المصرية، القاهرة، 1978.
  15. أنس جعفر: كلمة بالمؤتمرالسنوى السادس عن إستراتيجيات الإصلاح ومنظومة القيم، من 16:15 مارس 2008.
  16. إيمان عبد الله أحمد البنـا: دينامية العلاقة بين الاغتراب وتعاطى المواد المخدرة لدى طلبة الجامعة، ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة عين شمس، 1991.
  17. الصاوى الصاوى أحمد: القيم الدينية وثقافة العولمة، قضايا إسلامية، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، 2005.
  18. السيد ياسين: الديمقراطية والعلوم الاجتماعية، مجلة العلوم الاجتماعية، الكويت، 1984.
  19. السيد سلامة الخميس: التربية السياسية لشباب الجامعات فى مصر منذ 1952 – دراسة تحليلية، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة إسكندرية، 1981.
  20. السيد سلامة الخميس: تربية التسامح الفكرى صيغة تربوية مقترحة التطرف، كلية التربية، جامعة المنصورة، 1993.
  21. السيد محمد عبد المجيد: دراسة لاتجاهات طلاب الجامعة نحو التطرف الدينى والاجتماعى. المؤتمر السنوى الثانى لقسم علم النفس التربـوى رؤيـة نفسية تربوية لمشكلات المجتمع المعاصر، كلية التربية، جامعة المنصورة، فى الفترة من ٧-٦ مايو 1996.
  22. اليونسكو: وثيقة إعلان اليونسكو حول التسامح, المؤتمر العام لليونسكو فى الدورة 28، باريس، فرنسا، 1995.
  23. الهامى عبد العزيز: الانتماء للأسرة وعلاقته بأساليب التنشئة الاجتماعية، رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة عين شمس، 1987.
  24. ب. فان دالين: مناهج البحث فى التربية وعلم النفس، ط6، القاهرة، الأنجلو المصرية, 1996.
  25. بثينة حسنين عمارة: العولمة وتحديات العصر وانعكاساتها على المجتمع المصرى، دار الأمين للتوزيع والنشر، 2000، القاهرة.
  26. بدر خالد الحربى: الاتجاه نحو التطرف وعلاقته بالضغوط الأسرية لدى طلاب وطالبات كلية العلوم والآداب بمحافظة الرس، مجلة العلوم التربوية والنفسية بالمركز القومى للبحوث، 2(30)، 2018.
  27. جابر عصفور: ضد التعصب، مكتبة الأسرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2000.
  28. جامعة الدول العربية: الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، الأمانة العامة لمجلس وزراء العرب، القاهرة ، 1998 http://www.arableagueonline.org/las/arabic/
  29. جراهـام هايـدون: ملخـص كتـاب التـدريس والقـيم- مـدخل جديـد, ترجمـة عبـد الـودود مكـروم، وعبـد الناصـر بسـيوني، الجمعيـة المصـرية للتربيـة المقارنـة والإدارة التعليمية، كلية التربية، جامعة عين شمس، 2001.
  30. جلال محمد سليمان: التطرف وعلاقته بمستوى النضج النفسى الاجتماعي لدى الشباب، رسالة دكتوراه، غير منشورة، كلية التربية جامعة الأزهر، 1993.
  31. جمال السيد إبراهيم مجاهد: دور وسائل الإعلام فى تنمية الوعى السياسى فى العالم الثالث، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة عين شمس، 1993.
  32. حامد عبد السلام زهران: علم النفس الاجتماعى، ط6، عالم الكتب، القاهرة، 2003.
  33. حامد عبدالسلام زهران: التوجيه والإرشاد النفسى، عالم الكتب، القاهرة، 2005.
  34. حامد عمار: مواجهة العولمة فى التعليم والثقافة، دراسات فى التربية والثقافة (8)، الدار العربية للكتاب، القاهرة، 2003.
  35. حامد عمار: دراسات فى التربية والثقافة، مكتبة الدار العربية للكتاب، القاهرة، جزء4، 1996.
  36. حسن محمد طوالبة: الحركات المتطرفة فى المجتمع العربى، مجلة دراسات اجتماعية، بغداد، العدد 5، 2000.
  37. حسين رشوان: التطرف والإرهاب، من منظور علم الاجتماع، دار المعرفة الجامعية، الإسـكندرية، 1997.
  38. حسين كامل بهاء الدين: التعليم والمستقبل، دار المعارف، القاهرة، 1997.
  39. حسين محمد طاحون: تنمية المسئولية الاجتماعية (دراسة ميدانية)، رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة عين شمس، 1990.
  40. حليم بركات: المجتمع العربى المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1984
  41. حمد موسى عثمان: الإرهاب أبعاده وعلاجه، مكتبة مدبولى، القاهرة، 1996.
  42. خالد بن صالح بن ناهض: دور التربية الإسلامية فى الإرهاب، دار عالم الكتب، الرياض، 2002.
  43. خالد عز الدين: السلوك العدوانى عند الأطفال، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان، 2001.
  44. الخطة الإستراتيجية 2015-2020، المعتمدة بقرار مجلس الجامعة رقم 434 بتاريخ 21/2/ 2015.
  45. خليل قطب أبو فورة: سيكولوجية العدوان، مكتبة الشباب، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 1997.
  46. دراسة مساعد الحربى: القيم التربوية الممارسة لدى طلبة جامعة المجمعة فى المملكة العربية السعودية. المجلة الدولية للأبحاث التربوية، جامعة الإمارات، 2018.
  47. دينا رشاد محمد حسن: نمط البنية الاجتماعية فى المدرسة الابتدائية وعلاقتها ببعض قيم المتعلمين، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة حلوان، 2016.
  48. رأفت العوضى: أنماط القيم السائدة لدى طلبة كلية التربية جامعة الأزهر وعلاقتها بأنماط القيادية لديهم، رسالة ماجستير، جامعة الأزهر، غزة، 2005.
  49. رشاد على عبد العزيز موسى: سيكولوجية الغضب، دار الوفاء  للنشر والتوزيع، الإسكندرية، 2011.
  50. سامية عبدالرحمن عبدالسلام: القيم الأخلاقية دراسة نقدية فى الفكر الإسلامى، النهضة المصرية، القاهرة، 1992.
  51. سحر منصور القطاوى: الاتجاه نحو التطرف وعلاقته بالعوامل الخمس الكبرى للشخصية لدى طلاب الجامعة، مجلة العلوم التربوية، 26(1)، 2018.
  52. سحر منصور قطاوى: الاتجاه نحو التطرف وعلاقته بالعوامل الخمس الكبرى للشخصية لدى طلاب الجامعة, مجلة العلوم التربوية بكلية الدراسات العليا للتربية، جامعة القاهرة، 2018.
  53. سعد الدين إبراهيم: مصر تراجع نفسها، دار المستقبل العربى، القاهرة.
  54. سعيد إسماعيل على: رؤية سياسية للتعليم، القاهرة، عالم الكتب، 1999.
  55. سلوى محمد الجريتلى: دور الجامعة فى تنمية وعى طلابها بالقيم لمواجهة إشكاليات العولمة، مجلة كلية التربية، جامعة بورسعيد، ع(21)، 2017.
  56. سمير نعيم أحمد: المحددات الاقتصادية والاجتماعية للتطرف الدينى فى مصر، مجلة المستقبل العربى، العدد 113، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1990.
  57. سميرة أحمد السيد: الأسس الاجتماعية للتربية فى ضوء متطلبات التنمية الشاملة والثورة المعلوماتية، دار الفكر العربى، القاهرة، 2004.
  58. شبل بدران وفاروق محفوظ: أسس التربية, دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية, 1998.
  59. صفاء الأعسر: فى التربية السيكولوجية – الذكاء الوجدانى، دار قباء، القاهرة، 2000.
  60. ضياء الدين زاهر: القيم فى العملية التربوية، مركز الكتاب للنشر، القاهرة، 1995.
  61. طارق الشدوح: السلطة والتسلط فى العمل التربوى من وجهة نظر المشاركين فيه – فى محافظة إربد، كلية التربية، جامعة اليرموك، الأردن، 2007.
  62. عادل عبد الفتاح سلامة: التعليم الجامعى عن بعد، مؤتمر مخرجات التعليم الجامعى فى ضوء معطيات العصر، المؤتمر القومى السنوى الثامن لمركز تطوير التعليم الجامعى، جامعة عين شمس،14:13 نوفمبر2001
  63. العارف بالله حسن الغندور: سيكولوجية الانتماء دراسة جماعة صوفية راهنة، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة عين شمس، 1983.
  64. عبد الجليل زيد المرهون: التطرف الفكرى. خلفياته وسبل معالجته، منقول منhttp://www.alriyadh.com/
  65. عبد الرحمن العيسوى: سيكولوجية المجرم، دار الراتب الجامعية، لبنان، 1997.
  66. عبد اللطيف محمد خليفة: ارتقاء القيم (دراسة نفسية) سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب، الكويت، العدد 160، أبريل 1992.
  67. عبد الله عبد الدايم: الجمود والتجديد فى التربية المدرسية, دار العلم للملايين، بيروت، 1981.
  68. عبد المنعم السيد: العفو وعلاقته بالبطء الانتباهى والذكاء الاجتماعى لدى طالب الجامعة. المجلة المصرية للدراسات النفسية، 2008.
  69. عبد الودود مكروم: الإسهامات المتوقعة للتعليم الجامعى فى تنمية قيم المواطنـة، مجلة مستقبل التربية العربية، مجلد 10، العدد 33، 2004.
  70. عبداللطيف محمود محمد وآخرون: دور المدرسة الثانوى فى مواجهة مشكلة التطرف، مجلة العلوم التربوية، المجلد الأول، العدد الثانى، معهد الدراسات التربوية، القاهرة، سبتمبر 1994.
  71. عثمان محمد عثمان وآخرون: منظومة تطبيقية لتحسين كفاءة الدراسات العليا، الدراسات العليا وتحديات القرن الحادى والعشرين، من 23 – 24 أبريل 1996، مؤتمر جامعة القاهرة لتطوير الدراسات العليا؛ جامعة القاهرة، 1996، ص 28.
  72. عصام عبد اللطيف العقاد: سيكولوجية العدوانية وتروضيها (مدخل علاجى معرفى جديد) دار الغريب للنشر والتوزيع، القاهرة، 2001.
  73. على أحمد الجمل: القيم ومناهج التاريخ الإسلامى "دراسة تربوية"، عالم الكتب، القاهرة، 1996.
  74. على أحمد مدكور: التربية وثقافة التكنولوجيا، دار الفكر العربى، القاهرة، 2003.
  75. على أسعد وطفة: الطاقة الاستلابية للعنف الرمزى، نقلاً من www.watfa.net، بتاريخ الخميس, 18 أكتوبر 2017.
  76. على أسعد وطفة: العدوانية فى سيكولوجيا فرويد، مركز صبر للإعلام والدراسات، نقلاً من www.watfa.net، بتاريخ الاثنين 25 يونيو 20120.
  77. على أسعد وطفة: بنية السلطة وإشكالية التسلط التربوى فى الوطن العربى، ط2، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2000.
  78. على ماهر خطاب: القياس والتقويم فى العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية، الأنجلو المصرية، القاهرة، 2000.
  79. على مهدى كاظم: النسق القيمى لدى طلبة جامعة قار يونس، مجلة علم النفس، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2006عبـد الراضـى إبـراهيم محمـد: دراسات فى فلسـفة التربية المعاصـرة، ط٥، دار الفكر العربى، القاهرة، 2002.
  80. فرانك برونو: الأعراض النفسية – ترجمة رزق سند، دار الحكيم، القاهرة، 1997.
  81. فرج عبد القادر طه: موسوعة علم النفس والتحليل النفسى، دار الوفا للطباعة والنشر، أسيوط، 2005، نقلا ًعن مصطفى حسين باهى: القيم التربوية لطفل الحلقة الأولى من التعليم الأساسى "دراسة مقارنة"، المؤتمر السنوى السادس، "إستراتيجيات الإصلاح ومنظومة القيم"،  15، 16 من مارس 2008.
  82. فؤاد البهى، سعد عبد الرحمن: علم النفس الاجتماعى (رؤية معاصرة)، دار الفكر العربى للطبع والتوزيع، القاهرة 2006.
  83. قانون تنظيم الجامعات ولائحته التنفيذية، المادة الأولى، الطبعة السادسة والعشرون، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة، 2008.
  84. قدري محمود حفنى: التنشئة الاجتماعية للطفل بين الوحدة والتفرد، مجلة النيل، الهيئة العامة للاستعلامات، العدد 2، 28 نوفمبر 1986.
  85. كارل سيمليروث: عادة العنف فى تربية الأولاد، ترجمة فاطمة عصام صبرى، دار العكبيان للنشر والتوزيع، السعودية، 2007.
  86. كارل ماركس: الأدب والفن فى الاشتراكية، ترجمة عبد المنعم الحفنى، ط2، مكتبة مدبولى، القاهرة، 1980.
  87. كمال نجيب: إنتاج وإعادة إنتاج الثقافة المصرية، ضمن دراسات كتاب (قيام – جلوس)، ثقافات التعليم فى مصر، القاهرة، مجلس السكان الدولى، 2003.
  88. لطيفة إبراهيم خضر: دور التعليم فى تعزيز الانتماء، القاهرة: عالم الكتب، 2000.
  89. ماجد الزيود: تصورات الشباب الجامعى فى الأردن لدرجة اسهام البيئة الجامعية فى تشكيل الاتجاهات والقيم لديهم فى ظل العولمة والمعلوماتية، مجلة اتحاد المكتبات العربية للتربية، العدد 5، 2002.
  90. مجدى على الحبشى: منظومة القيم لدى طلاب الجامعة فى مصر فى ضوء بعض المتغيرات ودور الجامعة فى التعامل الواعى معها. مجلة كلية التربية بالإسماعيلية، ع (22)، 2012.
  91. محمد إبراهيم عسلية : التطرف وعلاقته بضعف الانتماء لدى الشباب الجامعي بمحافظات غزة. مجلة العلوم الاجتماعية بالكويت، 44(1)، 2016.
  92. محمد أحمد إبراهيم سعفان: اضطراب انفعال الغضب الخلقية النظرية – التشخيص – العلاج، دراسات فى علم النفس والصحة النفسية، دار الكتاب الحديث للنشر والتوزيع، القاهرة، 2003.
  93. محمد أحمد بيومى: علم اجتماع القيم، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2002.
  94. محمد الدسوقى: سيكولوجية التطرف دراسة نفسية مقارنة بين المتطرفين فى اتجاهاتهم الدينية وبعض الفئات الإكلينيكية، دكتوراه، كلية الآداب، جامعة عين شمس، 1993.
  95. محمد أنور فراج: دراسات عربية فى علم النفس، المجلد الرابع، العدد الأول، دار غريب، القاهرة، 2005.
  96. محمد حمزة أمير خان: الأحكـام الأخلاقيـة والقـيم، دراسـة مقارنـة بـين السـعوديين وغيـر السـعوديين فـى مدينـة  جدة - الجزء الغربى من المملكـة العربيـة السـعودية، مجلـة جامعـة أم القـرى، 2000.
  97. محمد عبدالرؤوف عطية: التعليم وأزمة الهوية الثقافية، مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع، القاهرة، 2009.
  98. محمد عيسى إسماعيل: الفرق فى تباعد التفاعل الأسرى داخل أسر التلاميذ ذوى الإعاقة الذهنية البسيطة العدوانيين وغير العدوانيين، رسالة ماجستير، جامعة البحرين، 2007.
  99. محمد محمود أبو دوابة: الاتجاه نحو التطرف وعلاقته بالحاجات النفسية لدى طلبة جامعة الأزهر بغزة. رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة الأزهر، 2012.
  100. محمد نور فرحات:  مفهوم العنف والتطرف وبعض مظاهره فى المجتمع المصرى، المؤتمر السنوى الرابع: الأبعاد الاجتماعية والجنائية للعنف فى المجتمع المصرى، القاهرة: المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، 2004.
  101. محمد هاشم آغا: رؤية تربوية للخروج من أزمة التطرف الفكرى فى المجتمع الفلسطينى بمحافظات غزة، مجلة جامعة الأزهر، 2010.
  102. محمود حمدى زقزوق: الإنسان والقيم فى التصور الإسلامى، القاهرة: دار الرشاد للنشر والتوزيع، 2003.
  103. محمود محمد الخزندار: هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا، ط7، دار طيبه للنشر والتوزيع، الرياض، 2003.
  104. مختار محمد طلعت مختار: فاعلية برنامج إرشادى عقلانى انفعالى لتنمية أساليب مواجهة أزمة الهُوية لدى الشباب الجامعى، دكتوراه غير منشورة، قسم الصحة النفسية، كلية التربية، جامعة حلوان، 2017.
  105. مديحة فخرى محمود محمد: دور جامعة حلوان فى التخطيط لبناء برامج لمحو الأمية الوظيفية للإناث بمنطقة حلوان، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة حلوان، 2002.
  106. مراد وهبه: التسامح والدوجماطبقية، المؤتمر التعليمى الأول للمجموعة الأوربية العربية للبحوث الاجتماعية، التسامح الثقافى، الأنجلو المصرية، القاهرة، 1987.
  107. مركز الفكر الإستراتيجى للدراسات: الوسطية والاعتدال: من أجل إستراتيجية لاستيعاب فكرة الغلو والتظرف، بيروت،27 / 9 / 2015.
  108. مصطفى حسين باهى: بناء وتصميم مقياس القيم التربوية لممارسى الرياضة للجميع، المؤتمر السنوى السادس، إستراتيجيات الإصلاح ومنظومة القيم، من 15 إلى 16 مارس 2008، مجلس التربية الأخلاقية، القاهرة.
  109. معتز سيد عبد الله: الاتجاهات التعصبية، سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب، الكويت، العدد 137، مايو 1989.
  110. معجم اللغة العربية: المعجم الوجيز، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، وزارة التربية والتعليم القاهرة، 1996.
  111. المعجم الوجيز: الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة، 1990.
  112. المنجد فى اللغة والإعلام: الطبعة 27، دار المشرق، بيروت، 1984.
  113. ميلاد حنا: الأعمدة السبعة للشخصية المصرية، ط 5، دار النهضة مصر، القاهرة، 1999.
  114. ميلاد حنا: قبول الآخر، فى سلسلة مكتبة الأسرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1999.
  115. نبيل عبد الفتاح حافظ: مقدمة فى علم النفس الاجتماعى، القاهرة: زهراء الشرق، 2000.
  116. نصر إبراهيم سليمان حمودة: دور المدرسة الثانوية فى مواجهة ظاهرة تعاطى المخدرات – دراسة ميدانية بمحافظة بورسعيد، كلية التربية، جامعة المنصورة، 1991.
  117. نوال حلمى مرسى عطية: دراسة للأنشطة الطلابية فى الجامعة ودورها فى تثقيف الطلاب، رسالة ماجستير، كلية البنات، جامعة عين شمس، 1985.
  118. هاشم فتح الله عبد الرحمن: دور كليات التربية فى تنمية وتدعيم بعض القيم لدى طلابها، دراسة ميدانية، كلية التربية، جامعة المنيا، 1992.
  119. هديل مصطفى الخولى: التعليم وتغير مفهوم المواطنة فى المجتمع المصرى "دراسة تحليلية"، رسالة دكتورة، كلية التربية، جامعة حلوان، 2010.
  120. هشام إبراهيم عبد الله: الاتجاه نحو التطرف وعلاقته بالحاجة للأمن النفـسى لدى عينه من العاملين وغير العاملين مجلة الإرشاد النفـسى، 1996.
  121. هشام عبدالله: الاتجاه نحو التطرف وعلاقته بالحاجة للأمن النفسى لدى عينة من العاملين وغير العاملين، مجلة الإرشاد النفسى، العدد الخامس، مركز الإرشاد النفسى، السنة الرابعة، 1996.
  122. وفاء محمد أحمد البرعى: دور الجامعة فى مواجهة التطرف الفكرى لدى الشباب فى المجتمع المصرى رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة الاسكندرية، 2000.
  123. يحيى أحمد بنى فياض: ظاهرة التطرف الفكرى ومظاهرها لدى طلبة الجامعة الأردنية وعلاقتها بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية والأكاديمية، رسالة دكتوراه، كلية الدراسات العليا، الجامعة الأردنية، 2008.
  124. يزيد عيسى السورطى: الدور الاغترابى للتربية فى الوطن العربى، المجلة التربوية، الكويت، المجلد 17، العدد67، 2003.
  125. يزيد عيسى السورطى: السلطوية فى التربية العربية، الكويت، سلسلة عالم المعرفة، العدد 362، 2009.
  126. يستر كير كندال: ما يجب على المراهق أن يعرفه، ترجمة محمد نسيم رأفت، سلسلة دراسات سيكولوجية (54)، مكتب النهضة المصرية، القاهرة، 2002.
  127. يوسف خليفة غراب: مفهوم التطرف فى ضوء التربية الإسلامية، صحيفة المكتبة، مجلد 27، العدد الثالث، كلية التربية، جامعة حلوان، أكتوبر 1995.
  128. - Bogaki, David F, and others, Reducing school violence the corporal punishment scale and its relationship to authoritarianism and pupil– control ideology, the journal Of Psychology &Law,2005,
  129. Chen – Xiaojin; Life Stressors, anger, and internalization, and Substance abuse American, Indian Adolescent in the Mid-West, An Empirical test of general Stain theory, PhD Psychology Clinical Lowe – state, University. 2003.
  130. Clarkson, J, et al: A self-validation perspective on the mere thought effect. Journal of Experimental Social Psychology,2014.
  131. Dreak Rowntree: A dictionary of Education, Harper& Row, Publishers, London,1981.
  132. Judy Pearsall& Bill Trumble :The Oxford English Reference Dictionary, Second Edition, Oxford University Press, New York,1996.
  133. Michael, E. The Strength of Self-Acceptance Theory, Practice and Research Editors. (2013).
  134. Rokeach, M. Religious values and Social Compassion, The Review of Religious Research,1969. Vol, 2
 


(*)اتبع الباحث فى التوثيق نظام جمعية علم النفس الامريكية American Psychological Association  (APA 6th Ed) وذلك بكتابة  (اسم القبيلة، سنة النشر ورقم الصفحة) وذلك بالنسبة للمراجع الأجنبية والعربية.

المزيد من الدراسات