الرئيسيةأعداد المجلة تفاصيل الدراسة

الاستفادة من الفن فى خفض الأفكار اللاعقلانية لتدعيم التوافق الزواجى لدى معلمى المرحلة الثانوية فى ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية "فن النسيج نموذجاً"

مقدمة
سن الله سبحانه وتعالى الزواج لبنى آدم لحكمة عظيمة للفرد وللمجتمع وللحياة ككل؛ والزواج يحقق للإنسان السكن والمودة والرحمة، فيصبح الزوج سترًا وسندًا لزوجته وتصبح الزوجة هى الصديقة والحبيبة ومصدر الحنان والدفء. وبذلك يتحقق الإشباع النفسى والعاطفى والروحى والجنسى لكليهما، ويشعر الفرد بالسعادة والاستقرار والرضا عن حياته ككل. وتعانى الأسرة المعاصرة من كثير من التحديات، والمشكلات المعقدة فى ظل عصر يتميز بالضغوط والصراعات التى تتطلب سلامة بناء الأسرة، ووجود شريكين متوافقين زواجيًا، ومتفهمين لمعانى الزواج والأسرة، والتضحية، والتماسك والتعاون.
والتوافق الزواجى هو الرضا المتبادل بين طرفين الزوج والزوجة، وهو قبول الزوج أو الزوجة أحدهما للآخر، وتقبل إيجابياته وسلبياته، والقدرة على التواصل، وحل المشكلات، وتحمل المسئولية. ويُعرف التوافق الزواجى بأنه مستوى من التآلف بين الزوجين قابل للتطور والنمو بقدر ما يحققه ويقدمه أحد الطرفين من تفهم وتقدير لظروف وطبيعة الطرف الآخر، الذى عليه مقابلة ذلك بالمثل، ومع مرور وتقدم عمرهما الزواجى وما يقدمانه لبعضهما من دعم ومساندة للسلوك الجيد، والتفاعل الجيد (خدير، وبن كانون، 2012).
ويتأثر التوافق الزواجى بقوة ونوعية العلاقة بين الزوجين، فإذا كانت العلاقة متوازنة ومتينة يسودها التوافق والتماسك، فإنها تتخطى الصعوبات والمشكلات بسهولة، وأما إذا كانت العلاقة ضعيفة أو مضطربة أو غير متوازنة، فتكون الأسرة فى مهب الريح، وسهلة الانهيار والتفكك. كما يتأثر التوافق الزواجى بشكل أساسى بسمات شخصية الزوجين، فالاضطراب النفسى، أو توهم المرض، أو الاكتئاب، أو التفكير السلبى، أو وجود الأفكار اللاعقلانية لدى الأزواج نحو بعضهم البعض يؤدى إلى انخفاض التوافق الزواجى لديهم (محمود،  2006، 62).
وهناك نوعان من الأفكار يؤثران على الانسان، أفكار عقلانية ولاعقلانية ، ويوضح "ألبرت أليس" Ellis, 1994)) أن الأفكار اللاعقلانية هى مجموعة من الأفكار الخاطئة غير المنطقية، والمبنية على مزيج من الظن والتنبؤ، والتهويل، والمبالغة، لدرجة لا تتفق مع الإمكانيات الحقيقية للفرد، وهى نمط من أنماط التفكير المرضى، والتى تؤدى إلى اضطرابات فى سلوك الفرد. وتُعرف بأنها تلك الأفكار الخاطئة، وغير الواقعية المكتسبة من الأسرة، والمجتمع، والإعلام، والمتصفة بعدم الموضوعية، والمنطقية، والتى تعيق الفرد عن التكيف السوى (الزهرانى، 2010،  34 -35). وتؤكد الدراسات أنه إذا ظهر لدى أحد الزوجين الأفكار اللاعقلانية فإن هذا يؤدى إلى اضطرابه وسوء توافقه الزواجى، وعدم قدرته على حل المشكلات التى تواجه الأسرة بطريقة منطقية وعقلانية. كما يمكن أن تظهر أفكار لا عقلانية بين الأزواج مثل مقارنة الشريك بالآخرين، وعدم القناعة به، أو الشعور بالحساسية الزائدة تجاهه، أو الشعور بالحب المثالى بين الأزواج، مما يؤدى إلى علاقة سلبية بينهم كما ظهر فى نتائج الدراسات مثل دراسة كل من                                                                    (Pourmohamed, Neshan & Fard, 2014؛ Maserrat & Dolatshai, 2017).
ومن العوامل التى تؤثر على الأزواج أيضاً هو طريقة إدراكهم للأحداث من حولهم، وتفسيرهما لتلك الأحداث ومصدرها سواء كان مصدرها داخلى أم خارجى، وهذا ما يسمى بوجهة الضبط أو (Locus of Control)، وهى عبارة عن بناء للشخصية يشير إلى إدراك الفرد لوجهة الأحداث، والتى تتحدد إما داخليًا بسلوكه الداخلى، أو خارجيًا كما يدركها من نتائج المواقف التى يمر بها فى حياته تحت تحكمه الشخصى ((Hunter, 2002. وقد تمت دراسة علاقة وجهة الضبط فى العلاقات الشخصية كالزواج بشكل محدود وظهر أنه توجد علاقة ارتباطية موجبة بين وجهة الضبط وبين التوافق الزواجى، كما فى دراسة (Ghumman, Ghumman & Shoaib, 2013)، ودراسة ((Hassan Shahi, Noori & Moulavi, 2004.
وموضوع التوافق الزواجى من الموضوعات الهامة فى مجال الصحة النفسية، وفى كل مجالات الحياة عمومًا، وتزداد أهميته إذا تم طرحه ودراسته لدى المعلمين وتحديدًا معلمى المرحلة الثانوية؛ حيث أن تلك الفئة الهامة من فئات المجتمع تستحق الاهتمام بدراسة مشكلاتها، وتوافقها النفسى، والاجتماعى، والمهنى، والزواجى أيضاً. تلك الفئة من المعلمين تعانى من كثير من الضغوط الحياتية والمادية والتحديات فى العمل مع الطلاب بهذه المرحلة العمرية الحرجة، وكلما كان المعلم أكثر توافقًا من كل الجوانب كان أقدر على العمل والإنتاج، وكان أكثر صحة نفسية، وانسجامًا فى عمله مع طلابه، وفى أسرته مع شريك حياته وأبناءه.
وهناك عدة متغيرات ديموغرافية تؤثر على المعلم وتوافقه الزواجى منها العمر، والمؤهل، ومدة الزواج مثل ما ظهر من نتائج الدراسات مثل دراسة (الشهرى، 2009؛ خدير، وبن كانون، 2012).
مشكلة الدراسة:
يعانى المعلم من كثير من الضغوط الحياتية، والمادية، والمهنية، والنفسية، والأسرية، وخصوصًا المعلم بالمرحلة الثانوية، بما تذخر به تلك المرحلة من ضغوط وأعباء ومسئوليات إضافية؛ حيث أنه يتعامل مع شريحة هامة، وفئة تمر بمرحلة عمرية حرجة، تقتضى من المعلم أن يكون فى حالة شديدة من التوازن النفسى، والانفعالى، والنفسى، ويحتاج معلم المرحلة الثانوية أن يتسم بالصحة النفسية، والهدوء، والتوافق فى كل جوانب حياته كى يؤدى دوره على أكمل وجه، فى ظل التحديات المعاصرة، والضغوط التى تتسم بها الحياة عمومًا. أحد أنواع التوافق الهامة جدًا فى حياة الفرد عامًة، والمعلم خاصًة هو التوافق الزواجى.
إذا لم تتسم العلاقة الزوجية بالانسجام، والتفاهم بين الزوجين تنشأ العديد من الاضطرابات والمشاكل التى تؤثر على كافة جوانب حياتهم، وتعيقهم عن أداء أدوارهم الاجتماعية بكفاءة، وينعكس ذلك على الأبناء أيضًا. وتحدث المشكلات الزوجية لعدة أسباب، منها وجود الأفكار اللاعقلانية لدى كلا الزوجين أو أحدهما، تلك الأفكار اللاعقلانية تغذى تلك المشكلات، وقد يكون مصدرها التنشئة الاجتماعية، فينقل الزوج أفكاره اللاعقلانية السلبية إلى بيته وأسرته مما يمثل صعوبة للزوجين فى مواجهة ضغوط الحياة، ويقلل من قدرتهم على حل المشكلات (المناحى، 2017). وربطت كثير من الدراسات بين سوء التوافق الزواجى وبين وجود الأفكار اللاعقلانية مثل ما اتضح فى دراسات (Filipovic, Gvozden & Opacic,2016؛Pourmohamed, Neshan & Fard, 2014).
وكذلك يتأثر التوافق الزواجى للمعلم بوجهة الضبط لديه سواء كانت داخلية أم خارجية، لأنها تحدد إدراك الفرد لقدرته على التحكم فى الأحداث المحيطة به، فقد يدرك أن ما يحدث له قد يكون بسبب الحظ او الصدفة أو بسبب نفوذ خارجى، أو يرى أن ما يحدث يكون بسبب داخلى لديه، ونتيجة لسلوكه وتحكمه الشخصى. ووجهة الضبط يُعد أحد المتغيرات الهامة للشخصية، وتؤثر على نوع تفكير الفرد، وأصحاب الضبط الداخلى هم أكثر مرونة تحت ظروف الضغط الشديد (المرشدى، والطفيلى، 2015). وأظهرت نتائج الدراسات وجود علاقة بين وجهة الضبط، وبين التوافق الزواجى مثل دراسات  (Hassan Shahi, Noori & Moulavi, 2004؛ Ghumman, Ghumman& Shoaib,2013؛ Shoaib, 2013). وقد أظهرت الدراسات أن التوافق الزواجى يتأثر بالمتغيرات الديموغرافية، كالعمر، والمؤهل الدراسى للزوجين، ومدة الزواج.
وقد شعر فريق البحث بهذه المشكلة من خلال احتكاكها الشخصى بفئة المعلمين، ومن خلال قراءتها للدراسات السابقة حول موضوع التوافق الزواجى، والأفكار اللاعقلانية، ووجهة الضبط، وشعرت بخطورتها على الصحة النفسية للمعلم، وعلى جوانب حياته المختلفة، وعلى أدائه لدوره المهنى والأسرى والاجتماعى. وقد لاحظ الباحثون كذلك ثراء الدراسات الأجنبية التى درست متغيرات الدراسة، فى حين وجدت أنها قليلة جدًا فى البيئة العربية، وبخاصة عند دراستها لدى المعلمين، مما أدى لقيامهم بالدراسة الحالية.
ويمكن صياغة السؤال الرئيسى للدراسة كما يلى:
ما علاقة التوافق الزواجى بالأفكار اللاعقلانية، ووجهة الضبط فى ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية لدى عينة من معلمى المرحلة الثانوية؟
وينبثق من هذا السؤال الرئيسى الأسئلة الفرعية التالية:
  1. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية فى التوافق الزواجى تُعزى لمتغير العمر، والمؤهل الدراسى، وفترة الزواج لدى عينة الدراسة؟
  2. هل توجد فروق فى التوافق الزواجى حسب درجة وجود الأفكار اللاعقلانية لدى معلمى المرحلة الثانوية؟
  3. هل توجد فروق فى التوافق الزواجى حسب درجة وجود وجهة الضبط لدى معلمى المرحلة الثانوية؟
  4. هل توجد فروق بين وجهة الضبط الخارجية والداخلية فى الأفكار اللاعقلانية لدى معلمى المرحلة الثانوية؟
أهمية الدراسة:
تتمثل أهمية الدراسة الحالية فى:
أ- الأهمية النظرية:
  1. قلة الدراسات السابقة العربية والأجنبية – فى حدود علم فريق البحث- التى تناولت علاقة التوافق الزواجى، بالأفكار اللاعقلانية، ووجهة الضبط لدى المعلمين.
  2. أهمية الفئة المعنية بالدراسة، ألا وهى المعلمون بما لهم من دور هام فى المجتمع، ولاحتياجهم للتوافق الزواجى، والنفسى، والاجتماعى الذى يمكنهم من أداء هذا الدور الهام.
  3. إثراء المكتبة النفسية بدراسات عن متغيرات هامة مثل التوافق الزواجى، والأفكار اللاعقلانية، ووجهة الضبط للمعلم.
ب- الأهمية التطبيقية:
  • من خلال نتائج الدراسة يمكن اقتراح بعض البرامج الإرشادية التى تدعم التوافق الزواجى لدى المعلمين، وتسهم فى خفض الأفكار اللاعقلانية لديهم.
  • بناء مقياس للتوافق الزواجى، وللأفكار اللاعقلانية لدى المعلمين.
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى:
  1. التحقق من علاقة التوافق الزواجى بالأفكار اللاعقلانية لدى عينة من معلمى المرحلة الثانوية.
  2. الكشف عن العلاقة بين التوافق الزواجى بوجهة الضبط لدى عينة من معلمى المرحلة الثانوية.
  3. التحقق من علاقة الأفكار اللاعقلانية بوجهة الضبط لدى عينة من معلمى المرحلة الثانوية.
  4. التحقق من وجود فروق ذات دلالة إحصائية فى التوافق الزواجى تُعزى لمتغير العمر، والمؤهل الدراسى، وفترة الزواج لدى عينة الدراسة.
  5. توظيف نتائج الدراسة فى التوعية بخطورة الأفكار اللاعقلانية على الفرد، وبأهمية التوافق الزواجى، وأثره على أنواع التوافق الأخرى.
مصطلحات الدراسة:
1- التوافق الزواجى Marital Adjustment:
يعرفه "فاروق" (2017) بأنه هو درجة الشعور بالتواصل الفكرى، والعاطفى مع الطرف الآخر فى العلاقة الزواجية، بما يحقق لهما أساليب توافقية تساعدهما على التوائم مع مطالب الزواج، وتخطى ما يعترض حياتهما من عقبات، وتحقيق قدر معقول من السعادة والرضا.
ويعرفه فريق البحث إجرائيًا بالدرجة التى يحصل عليها أفراد العينة على مقياس التوافق الزواجى.
2- الأفكار اللاعقلانية Irrational Beliefs:
يعرفها إليس (Ellis, 1991) بأنها مجموعة من المعتقدات، والمفاهيم السلبية، وغير الواقعية، والتى تتصف بعدم موضوعيتها، والمبنية على تعميمات خاطئة وعلى المبالغة، والتهويل بدرجة لا تتفق مع الإمكانات الفعلية للفرد.
ويعرفها فريق البحث إجرائياً بالدرجة التى يحصل عليها أفراد العينة على مقياس الأفكار اللاعقلانية.
3- وجهة الضبط Locus of Control:
هى درجة اعتقاد الفرد وتوقعاته حول مصدر المسئولية فى أحداث حياته، ونتائجها من نجاح وفشل، وتيسير، وأهداف، وطموح، وغيرها (يمينة، 2016).
ويعرفها فريق البحث إجرائيًا بالدرجة التى يحصل عليها أفراد العينة على مقياس وجهة الضبط.
الدراسات السابقة:
المحور الأول: دراسات عن علاقة التوافق الزواجى والأفكار اللاعقلانية
دراسة (Pourmohamed, Neshan&Fard, 2014)
استهدفت الدراسة فحص العلاقة بين الأفكار اللاعقلانية والتوافق الزواجى لدى الأزواج بمدينة أصفهان، بإيران، وتكونت العينة من (62) زوجًا، وقد استخدم الباحثون مقياس التوافق الزواجى التكاملى لـ (Spanier, 1976)، ومقياس الأفكار اللاعقلانية لـ (Jones,1986). وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود علاقة ارتباطية سلبية بين التوافق الثنائى التكاملى وبين المكونات المعرفية مثل، الحاجة لموافقة الآخرين، وارتفاع التوقع الذاتى، والميل إلى اللوم، وتجنب المشاكل، والقلق من التغيير، والقلق الشديد، وعدم وجود المسئولية العاطفية، ورد الفعل تجاه الحرمان.
دراسة (Seydan & Shahri, 2015)
تهدف الدراسة إلى  معرفة العلاقة بين وجود الأفكار اللاعقلانية والتوافق الزواجى، تمثلت عينة الدراسة فى (150) زوجاً وزوجة بإيران، واستخدم الباحثان استبيان التوافق الزواجى اعدادSingh ، واستبيان الأفكار اللاعقلانية ل Jones. توصلت الدراسة إلى وجود علاقة موجبة دالة بين الأفكار اللاعقلانية، وبين التوافق الزواجى، ووجود علاقة إيجابية بين الأفكار العقلانية وبين التوافق الزواجى. 
دراسة (Filipovic, Gvozden & Opacic, 2016)
كان الهدف من الدراسة هو معرفة العلاقة بين الأفكار اللاعقلانية، واختلال المشاعر، والتوافق الزواجى كنموذج بنائى. تكونت العينة من (200) زوج وزوجة فى صربيا، وتم استخدام مقياس الاتجاه والمعتقد العام لـ (Bernard, 1998)، ومقياس القلق لـ (Spielberger, 1983)، ومقياس الاكتئاب Beck, Steer, & Brown, 1996))، ومقياس التوافق الزواجى التكاملى لـ (Spanier, 1976)، واتضح من نتائج الدراسة أن الأفكار اللاعقلانية تؤدى إلى اختلال المشاعر والتى تؤدى بالتبعية إلى اختلال التوافق الزواجى.
دراسة (Maserrat & Dolatshai, 2017)
وكان الهدف من الدراسة هو تقييم تأثير معدلات التوافق الزواجى لدى الأزواج على الأفكار اللاعقلانية، اشتملت عينة الدراسة على (388) زوجًا وزوجة بإيران، 194 زوجة، و194 زوجًا. وتم استخدام مقياس التوافق الزواجى التكاملى لـ (Spanier, 1976)، ومقياس الأفكار اللاعقلانية لـ (Jones,1986)، واتضح من النتائج وجود علاقة خطية دالة إحصائية بين التوافق الزواجى، والأفكار اللاعقلانية، وأنه كلما ارتفعت الأفكار اللاعقلانية، كلما انخفض التوافق الزواجى.
دراسة (المناحى، 2017)
هدفت الدراسة إلى تصميم برنامج إرشادى نفسى قائم على العلاج العقلانى الانفعالى السلوكى لتعديل الأفكار اللاعقلانية، وأثر ذلك على التوافق الزواجى لدى الأزواج بمدينة الرياض. تكونت العينة من (22) زوجًا، وتم استخدام مقياس التوافق الزواجى، ومقياس الأفكار اللاعقلانية، والبرنامج الإرشادى. وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق فى متوسطا درجات المجموعة التجريبية فى مقياسى الأفكار غير العقلانية والتوافق الزواجى لصالح القياس البعد، وكذلك فى مقياس التوافق الزواجى بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة فى القياس البعدى لصالح المجموعة التجريبية، كماكشفت الدراسة عن عدم وجود فروق دالة إحصائيًا فى متوسطات درجات المجموعة التجريبية فى التوافق الزواجى بين القياس البعدى والتتبعى.
المحور الثانى: دراسات عن علاقة التوافق الزواجى ووجهة الضبط
دراسة ((Hassan Shahi, Noori & Moulavi, 2004
كان الغرض من الدراسة هو تحديد العلاقة بين وجهة الضبط والتوافق الزواجى لدى معلمى المرحلة الثانوية بإيران. وأجريت الدراسة على عينة قوامها (74) زوجًا وزوجة. وقد تم استخدام مقاييس التوافق الزواجى التكاملى لـ (Spanier, 1979)، ومقياس وجهة الضبط الداخلية والخارجية لـ (Loc, 1966). واتضح من نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباطية موجبة بين وجهة الضبط وبين التوافق الزواجى لدى الأزواج، بينما لدى الزوجات كانت العلاقة سالبة.
دراسة (Ghumman, Ghumman & Shoaib, 2013)
استهدفت الدراسة التحقق من العلاقة بين وجهة الضبط وبين التوافق الزواجى لدى المعلمات فى باكستان، وتكونت العينة من (140) معلمة بالمدارس الثانوية، وتم استخدام مقياس وجهة الضبط، ومقياس التوافق الزواجى التكاملى لـ (Spanier, 1979)، وظهر من نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباطية موجبة بين وجهة الضبط الداخلية والخارجية، وبين التوافق الزواجى لدى عينة الدراسة.
دراسة (إسماعيل، 2015)
كان الهدف من الدراسة هو اكتشاف العلاقة بين وجهة الضبط، ومستوى الطموح وعلاقته بالتوافق الزواجى لدى الزوجات. كانت العينة عبارة عن (100) مدرسة مصرية، واستخدمت الباحثة مقياس التوافق الزواجى ومقياس وجهه الضبط ومقياس مستوى الطموح من إعداد الباحثة، وتوصلت نتائج البحث إلى عدم وجود علاقة ارتباطية بين التوافق الزواجى ووجهة الضبط لدى الزوجة.
دراسة (فاروق، 2017)
تهدف الدراسة إلى التعرف على مستوى تقدير الذات، والتوافق الزواجى لدى الزوج المصاب بالعقم، وقد تم تطبيق مقياس تقدير الذات لـ (سميث، 1967) وكذلك مقياس التوافق الزواجى من إعداد ((Spanier، ومقياس وجهة الضبط "لروتر" الذى أعاد تقنينه (كفافى، 1982). اتضح من نتائج الدراسة وجود علاقة سلبية بين وجود العقم وبين انخفاض التوافق الزواجى، كما اتضح أن مركز الضبط كان خارجياً وليس داخليًا.
المحور الثالث: دراسات عن علاقة الأفكار اللاعقلانية بوجهة الضبط
دراسة (المرشدى، والطفيلى، 2015)
استهدف البحث دراسة العلاقة بين وجهة الضبط والأفكار اللاعقلانية لدى طلبة الجامعة بالعراق، تكونت العينة من (120) طالبًا وطالبة، واستخدم الباحثان مقياس الأفكار اللاعقلانية لـ (الريحانى، 1987)، ومقياس وجهة الضبط لـ (الحلو، 1989). وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود علاقة ضعيفة بين المتغيرين لدى أفراد العينة.
دراسة ((Clifford, 2018
كان الغرض من الدراسة هو التحقق من العلاقة بين الأفكار اللاعقلانية، ووجهة الضبط، وفعالية الذات، ومستوى القلق لدى طلبة الجامعة بإيرلندا. اشتملت عينة الدراسة على (120) طالبًا وطالبة، 44 من الذكور، و76 من الإناث، تم استخدام مقياس Steer, 1990) & (Beck  للقلق، ومقياس وجهة الضبط لـ (Rotter, 1996)، ومقياس فعالية الذات من إعداد (Jerusalem, & Schwarzer, 1995) ، وكذلك مقياس المعتقدات من إعداد كل من (DiGiuseppe, Leaf, Exner, & Robin, 1998). واتضح من نتائج الدراسة أن فعالية الذات ووجهة الضبط ينبئان بالقلق لدى عينة الدراسة، وأن الأفكار اللاعقلانية ليس لها تأثير ذا دلالة على مستويات القلق لدى عينة الدراسة من طلاب الجامعة.
تعقيب على الدراسات السابقة:
من حيث الهدف:
اتفقت الدراسات فى التوافق الزواجى فكان هدف الدراسات هو الكشف عن العلاقة بين التوافق الزواجى والأفكار اللاعقلانية، والمحور الثانى معرفة العلاقة بين التوافق الزواجى ووجهة الضبط، بينما فى المحور الثالث كان الهدف هو معرفة العلاقة بين الأفكار اللاعقلانية ووجهة الضبط. تتفق أيضًا أهداف الدراسة الحالية مع هدف الدراسات السابقة وهو الكشف عن العلاقة بين التوافق الزواجى والأفكار اللاعقلانية ووجهة الضبط.
من حيث العينة:
استخدمت الدراسات السابقةعينات متنوعة لم يُذكر فى كثير من الأحيان وظيفة الأزواج، بينما كانت عينة الأزواج من المعلمين نادرة جدًا مثل دراسة (إسماعيل، 2015)، و أيضًا دراسات كل من (Hassan Shahi, Noori & Moulavi, 2004; Ghumman, Ghumman& Shoaib, 2013) . وقد اختيرت عينة معلمى المرحلة الثانوية لتكون موضع الدراسة؛ نظرًا لندرة وأهمية تلك الفئة فى الدراسات العربية والأجنبية.
 
من حيث الأدوات:
يلاحظ أن الكثير من الدراسات السابقة استخدمت مقياس التوافق الزواجى لـ (Spanier, 1976)، بينما فى وجهة الضبط تم استخدام مقياس (Rotter, 1996) بكثرة، ولقياس الأفكار اللاعقلانية كثُر استخدام مقياس Jones, 1986)).
أما الدراسة الحالية فهى  تتفق مع الدراسات السابقة فى نوع المقاييس المستخدمة، فهى تستخدم:
  1. مقياس التوافق الزواجى من إعداد فريق البحث.
  2. مقياس الأفكار اللاعقلانية للمعلم.
  3. مقياس وجهة الضبط إعداد (كفافى، 1982)
من حيث النتائج:
اتفقت نتائج الدراسات على وجود علاقة سلبية بين الأفكار اللاعقلانية وبين التوافق الزواجى، ووجود علاقة بين التوافق الزواجى ووجهة الضبط، كذلك وجود علاقة بين الأفكار اللاعقلانية وبين وجهة الضبط.
ومن خلال الدراسة الحالية سيتم الكشف عن طبيعة العلاقة بين الأفكار اللاعقلانية وبين التوافق الزواجى ووجهة الضبط، ويتم استعراض ذلك فى نتائج الدراسة.
فروض الدراسة:
  1. توجد فروق بين التوافق الزواجى بالأفكار اللاعقلانية لدى عينة من معلمى المرحلة الثانوية.
  2. توجد فروق بين التوافق الزواجى ووجهة الضبط  لدى عينة من معلمى المرحلة الثانوية.
  3. توجد فروق بين الأفكار اللاعقلانية ووجهة الضبط لدى عينة من معلمى المرحلة الثانوية.
حدود الدراسة:
- الحدود الزمانية: عام 2019
- الحدود المكانية: فى مدارس التعليم الثانوى بمحافظة السويس.
- الحدود البشرية: معلمو ومعلمات مدارس التعليم الثانوى بمحافظة السويس.
- مجتمع الدراسة والعينة:
أ- مجتمع الدراسة:
وهم معلمو مدارس التعليم الثانوى الحكومى بمحافظة السويس وعددهم (836) معلمًا ومعلمة.
  • بإدارة شمال (283) معلمة، و(215) معلمًا.
  • بإدارة جنوب (342) معلمة، و(185) معلمًا.
  • بإدارة الجناين (26) معلمة، و(27) معلمًا.
ب- عينة الدراسة:
تتكون عينة الدراسة من (200) معلم ومعلمة. يتم اختيارهم باستخدام الطريقة العشوائية الطبقية.
 
أدوات الدراسة:
سوف تستخدم الدراسة الحالية المقاييس التالية:
  1. مقياس التوافق الزواجى من إعداد فريق البحث.
  2. مقياس الأفكار اللاعقلانية للمعلم فى مجال الحياة الزوجية إعداد فريق البحث.
  3. مقياس وجهة الضبط إعداد (كفافى، 1982)
منهج الدراسة:
ستقوم الدراسة الحالية على المنهج الوصفى لأن المنهج الوصفى هو الذى يحدد طبيعة الظاهرة موضع البحث وتحليلها ويوضح العلاقة بين متغيراتها، والمنهج التجريبى والخاص بمجال الفن.
النتائج:
  1. أن الفن يقلل من الأفكار اللاعقلانية.
  2. الاستفادة من الفن فى تدعيم التوافق الزواجى
  3. الاستفادة من الفن فى خفض الأفكار اللاعقلانية.
  4. أن الفن يفيد فى تفادى الأفكار السلبية والمشكلات.
التوصيات:
  1. التعامل بالفن.
  2. وخاصة فن النسيج.
 
 

المراجع
إسماعيل، حنان محمد سيد (2015). وجهة الضبط والطموح لدى الزوجات وعلاقتهما بالتوافق الزواجى، مجلة كلية التربية - جامعة بنها، 26(101)، 34-80.
خدير، سميرة، وبن كانون، مسعودة (2012). التفكير اللاعقلانى وعلاقته بالتوافق الزواجى لدى الأزواج والزوجات: دراسة ميدانية استكشافية لدى عينة من الأزواج والزوجات ببلديتى الزاوية العابدية وتماسين- تقرت. مذكرة مكملة لنيل شهادة الليسانس، جامعة قاصدى مرباح، قسم العلوم الاجتماعية، الجزائر.
الزهرانى، حسن على محمد (2010). الأفكار اللاعقلانية وعلاقتها بإدارة الوقت لدى عينة من طلاب جامعة حائل. رسالة دكتوراة غير منشورة فى علم النفس، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية.
الشهرى، وليد محمد (2009). التوافق الزواجى وعلاقته ببعض سمات الشخصية لدى عينة من المعلمين المتزوجين بمحافظة جدة. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية.
فاروق، دراغمية (2017). تقدير الذات والتوافق الزواجى ومركز التحكم لدى الزوج المصاب بالعقم. دراسة حالة. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة المسيلة، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، الجزائر.
محمود، عبدالله جاد (2006). التوافق الزواجى فى علاقته ببعض عوامل الشخصية والذكاء الانفعالى، مجلة كلية التربية بالمنصورة، 60(1)، 52-110.
المرشدى، عماد حسين عبيد، والطفيلى، عقيل خليل ناصر(2015). الأفكار اللاعقلانية وعلاقتها بموقع الضبط لدى طلبة الجامعة، مجلة كلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والإنسانية/ جامعة بابل، 19، 22-45.
المناحى، عبدالله عبد العزيز مناحى (2017). فاعلية برنامج إرشادى نفسى فى تعديل الأفكار غير العقلانية لزيادة التوافق الزواجى لدى عينة من الأزواج بمدينة الرياض، مجلة رسالة التربية وعلم النفس، 57، 25-50.
يمينة، غسيرى (2016). وجهة الضبط الزواجى وعلاقته بكل من مصدر الضبط العام وبعض المتغيرات التفاعلية فى العلاقة الزواجية. رسالة دكتوراة غير منشورة، جامعة محمد خيضر، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، الجزائر.
Clifford, N. (2018). Investigating the effect Locus of Control, Irrational Beliefs and Self-Efficacy have on Anxiety levels of University Students.  Unpublished master thesis in psychology, National College, Ireland.
Ellis, A. (1991). A brief introduction to rational emotive behavior therapy (REBT).Carol Publishing Group, New York.
Ellis, A. (1994). Rational Emotive Behavior Therapy in the Treatment of Stress.British Journal of Guidance and Counseling, 22.
Filipovic, S. ,Gvozden, T. V. &Opacic, G.  (2016). irrational beliefs, dysfunctional emotions, and marital adjustment: A structural model. Family Issues Journal, 37(16), 2333-2350.
Ghumman, A. ,Ghumman, S. &Shoaib, M. (2013). Role of locus of control in marital adjustment among school teachers: A study of working women in Gujrat-Pakistan. World Applied Sciences Journal, 25(4), 694-698.
Hassan Shahi, M.M., Noori, A. &Moulavi, H. (2004).Relationship between locus of control and marital adjustment in secondary school teachers in Shiraz.Psychological Research Journal, 7(1-2).
Hunter, D. R. (2002).Development of an aviation safety licus of control scale.Journal of Aviation, Space and Environmental Medicine, 9, 1-2.
Pourmohamed, M., Neshan, S. P. &Fard, T. N. (2014). The relationship between irrational beliefs and marital adjustment, Social Welfare Journal, 14(53), 179-193.
Maserrat, M. Z. &Dolatshai, B. (2017). Evaluation of the effectiveness couples marital adjustment rates of irrational beliefs. Rooyesh E Ravanshenasi Journal, 6(1), 69-84.
Seydan, S. A. &Shahri, A.P. (2015).A study on the relationship between irrational thinking and marital adjustment in female staffs.International Academic Journal of Social Sciences 2( 8), 24-30.
Shoaib, M. (2013). Role of locus of control in marital adjustment among school teachers: A study of working women in Gujrat-Pakistan, World Applied Sciences Journal, 25(4),694-698.

المزيد من الدراسات