الرئيسيةأعداد المجلة تفاصيل الدراسة

علاقة حساسية الرفض والكمالية ببعض الاضطرابات النفسية لدى طلاب الجامعة

مقدمة:
تهدف الدراسة الحالية إلى إيجاد العلاقة بين حساسية الرفض والكمالية، وبعض الاضطرابات النفسية التى يتوقع أن يتعرض لها طلاب الجامعة أثناء دراستهم مثل (الفوبيا الاجتماعية - نوبات الهلع - اضطرابات التكيف) فالأدوار التى يلعبها الفرد فى حياته تختلف باختلاف مراحل النضج العمرى والنفسى، فيعتبر انتقال الفرد من مرحلة اجتماعية لأخرى هى أشد وأخطر الأدوار تمثيلاً، مثالاً على ذلك انتقال الفرد من مرحلة التعليم الأساسى بما فيه من ضوابط وأشكال محددة مسبقًا - وفى نفس الوقت هى انتقال من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الشباب - إلى مرحلة التعليم الجامعى فيواجه فيها الفرد أحد أخطر تحديات تكوين حياته النفسية متمثلة فى بناء نظرته الخاصة نحو شخصه فى ظل ظروف حياتية ذات ضوابط وأحكام جديدة، ففى تلك المرحلة يظهر العديد من أشكال الاضطرابات النفسية المصاحبة لتلك المرحلة الانتقالية الجديدة التى تصاحب الفرد حتى نهاية إحكام سيطرته على تلك المرحلة، وتعرف تلك المرحلة الحرجة بما يسمى التطبيع الاجتماعى - أو بمسمى آخر التكيف الاجتماعى - فهو يتم داخل إطار من العلاقات الاجتماعية التى يعيش فيها الفرد، ويحيا من خلالها ويتفاعل معها، وفى حالة الإخلال بأى من متطلبات تلك المرحلة تظهر العديد من المشكلات النفسية التى يعبر عنها الفرد فى صورة اضطرابات قد تحمل طابع الخطورة، وبقيام الباحثة بالبحث عن أهم العوامل التى تؤدى إلى الاضطرابات النفسية ظهرت عدة مصطلحات قد يؤدى ارتباطها معًا لتفاقم تلك المشكلة وهى (الكمالية – حساسية الرفض – القلق الاجتماعى أو ما يعرف بالفوبيا الاجتماعية – نوبات الهلع – اضطرابات التكيف) فتأثير تلك المشكلات على الفرد قد ينعكس على شخصيته مما يسبب له العديد من المشكلات المختلف تأثيرها.
مشكلة الدراسة:
بقيام الباحثة بالاطلاع على الدراسات العربية والأجنبية فى مجال الدراسة، وجدت ندرة فى الدراسات العربية التى تتناول تلك المشكلة وبالبحث فى المراجع الأجنبية وجدت بعض الدراسات القليلة التى تربط بين الكمالية والقلق، ولم تجد دراسات تربط جميع المتغيرات معًا فى حدود علم الباحثة. ويرى العديد من الباحثين فى هذا المجال أن الدراسات العربية تحتاج إلى إثراء مفهومى الكمالية وحساسية الرفض فطبقا لآمال باظة (1996) أنها لم تجد دراسات عربية فى مجال الكمالية حتى وقت بحثها، فمصطلح الكمالية لم يتواجد بصفة بارزة إلا مؤخرًا، فهناك اختلاف جذرى بين الباحثين حول مفهوم الكمالية، فهناك من يراها أحادية البعد مثل (Burns, 1980) و(Packet, 2007) وهناك من يراها ثنائية البعد مثل (Hamacheck, 2007) فيما يراها (Frost et. al., 1990) بأنها مكون متعدد الأبعاد وحصرها فى ستة أبعاد هى (المعايير الشخصية/ المعاملة الوالدية/ النقد الأبوى/ الشكوك حول التصرفات/ التنظيم/ الاهتمام الزائد بالأخطاء)؛ أما بالنسبة لمصطلح حساسية الرفض فهو لم يندرج فى أى من الدراسات العربية مطلقًا - فى حدود علم الباحثة - ولم يتم إجراء أية أبحاث عربية فيه.
وفى ضوء ذلك يمكن صياغة مشكلة الدراسة فى التساؤل الرئيس التالى:
ما علاقة حساسية الرفض والكمالية ببعض الاضطرابات النفسية لدى طلاب الجامعة؟ 
ويتفرع من السؤال الرئيس عدة تساؤلات فرعية:
  1. ما علاقة حساسية الرفض بالاضطرابات النفسية متمثلة فى (الفوبيا الاجتماعية - نوبات الهلع – اضطرابات التكيف) لدى طلاب الجامعة؟
  2. ما علاقة الكمالية بالاضطرابات النفسية متمثلة فى (الفوبيا الاجتماعية - نوبات الهلع – اضطرابات التكيف) لدى طلاب الجامعة؟
  3. ما الإسهام النسبى لكل من حساسية الرفض والكمالية بالاضطرابات النفسية لدى طلاب الجامعة؟
أهداف الدراسة:
  1. تفسير علاقة حساسية الرفض بالاضطرابات النفسية لدى طلاب الجامعة.
  2. تفسير علاقة الكمالية بالاضطرابات النفسية لدى طلاب الجامعة.
  3. التعرف على سمات بعض الاضطرابات النفسية التى تواجه طلاب الجامعة.
  4. تقديم مقياس لحساسية الرفض يناسب البيئة المصرية قائم على دراسة علمية دقيقة لهذا المتغير.
حدود الدراسة:
  • مكانيًا: جامعة السويس.
  • زمنيًا: الفصل الدراسى الأول للعام الدراسى 2019-2020.
مصطلحات الدراسة:
  • حساسية الرفض (Rejection Sensitivity):
"اضطراب عاطفى ينتج عنه الآم نفسية ناجمة عن التصور- وليس بالضرورة الواقع - إن الشخص قد رفض أو انتقد من قبل أشخاص مهمين فى حياته." (XiaLi, 2011).
  • الاضطرابات النفسية (Psychiatric Disorder):
"اضطراب يتم تشخيصه من قبل أخصائى الصحة العقلية، من خلال تشويش تفكير المريض، وزيادة شعوره بالألم، أوالموت، أوفقدان الحرية، أوالعجز، ولإثبات الإصابة يجب أن تكون ردة فعل المريض أكثر حدة من الاستجابة المتوقعة، ويزيد هذا الاضطراب بشكل خطير من خطر الإصابة بالإعاقة أو الألم أو الوفاة" (APA, 2018).
  • اضطرابات التكيف (Adjustment Disorder):
          "تطور أعراض عاطفية أو سلوكية استجابةً لحدوث ضغط أو عوامل إجهاد يمكن تحديدها فى غضون أشهر من بداية ظهورها وتتمثل فى انتقال الفرد من مرحلة لأخرى". (Bressert, 2016).
الإطار النظرى للدراسة:
المحور الأول: حساسية الرفض:
2-1-1 تعريف حساسية الرفض:
  1. التعريف اللغوى لحساسية الرفض فى اللغة العربية فى المعاجم اللغوية: حسَّاسيَّة [مفرد] مصدر صناعىّ من حَسّاس: وتخفّف سينها، قوّة الشّعور بالأحوال الانفعاليّة كاللَّذات والآلام "حساسيَّة شعور"، الرفض [مفرد]: أرفضَّ الناسُ عنه: أى تفرَّقوا وابتعدوا عنه (معجم اللغة العربية المعاصرة، 2008، 49-915)
  2. التعريف الأجنبى لحساسية الرفض فى اللغة الأجنبية:[1] الرفض: اسم، فعل عدم القبول، أو الإيمان، أو الاتفاق مع شىء ما أو شخص ما، أو موقف يتوقف فيه شخص ما عن إعطائك الحب أو الاهتمام، حساسية: اسم، القدرة على فهم مشاعر ومشاكل الآخرين. (From Longman Dictionary of Contemporary English)
  3. التعريف النفسى لحساسية الرفض: يستخـدم هذا التعبيـر ليدل على حـالة الحسـاسية المرضـية كرد فعل لعـامل يتفاعل مع الكائن، ويستخـدم التعبير أيضا للخجل أو فرط التـأثـر الـنفــسى، ويـطلق علــى ذلك أيـضـا فـرط الحـســاسيـة Hypersensitivity. (معجم مصطلحات الطب النفسى، 168، د.ت)
  4. التعريف المفهومى (الاصطلاحى) لحساسية الرفض: "اضطراب عاطفى ينتج عنه آلام نفسية ناجمة عن التصور - وليس بالضرورة الواقع - أن الشخص قد رفض أو انتقد من قبل أشخاص مهمين فى حياته." (Xia Li, 2011).
2-1-2 خصائص الشخصية المصابة بحساسية الرفض:
          إن الحساسية الانفعالية سمة من سمات الشخصية التى بدأ العلماء مؤخرًا الاهتمام بها فلم يعترف رسميًا بها كأحد أهم سمات الشخصية إلا منذ سنوات قليلة ماضية (Danial Goleman, 2007, 14-15)  تحديدًا فى العام 1996عندما وضع إيلان آرون Elain Aron هذا المصطلح ليصف به الأفراد الذين لديهم مستويات عالية من عدم الثبات الانفعالى، ورهافة الحس والاضطرابات العاطفية التى تجعلهم ينتقلون من النقيض إلى النقيض، فالشخص الحساس انفعاليا يتأثر بالعوامل الخارجية أكثر من اللازم، حيث أنها تؤثر فى توجيه سلوك الفرد وتتدخل فى سلامته النفسية، حيث أنها تجعل انفعالاته عنيفة يصعب التحكم فيها كونها مزيجا بين انفعالات طفولية وراشدة فى آن واحد. (Hasher, & Zacks, 2007, 234).
ويرى (Cooper, 1990, 212) أن الحساسية الانفعالية هى الإفراط فى الانفعالات وزيادة الشعور بالأفكار بشكل سلبى، وأن الحساسية الانفعالية تنقسم إلى بعدين هما:
  1. الحساسية الانفعالية السالبة: وهى ردود الأفعال الغاضبة والعدوانية أو اليائسة تجاه المواقف والأحداث والأشخاص بصورة مبالغ فيها. وقد يحدث ذلك بشكل إرادى لرغبة الفرد فى التنفيس عن رغباته العدوانية المكبوتة، وفى بعض الأحيان تحدث الحساسية الانفعالية بشكل قسرى دون إرادة الفرد نظرًا لارتباطها باضطراب التحكم فى الانفعال.
  2. الحساسية الانفعالية الموجبة: وهى نوع من الحدس يجعل الفرد قادرًا على التعرف على فهم انطباعات الآخرين، وتعبيراتهم اللفظية وغير اللفظية، فيدرك جيدًا الإشارة والحركة والإيماءة.
وقد أضاف كل من (Leticia & Feldman, 2005) بعدًا ثالثًا للحساسية الانفعالية وهى الابتعاد العاطفى، ويقصد بها "اتجاه الأفراد نحو الابتعاد عن الآخرين من أجل تفادى الحساسية الانفعالية السلبية لهم". الأفراد الحساسون للرفض غالبًا ما يرون رفضًا من قبل الآخرين، كبيان بأنهم غير مقبولين كأشخاص. يرون الرفض كحكم على قيمتهم كإنسان. لسوء الحظ، يمكن أن يعنى وجود حساسية الرفض نبوءة تحقق ذاتها. عندما تتوقع الرفض، يكون من الصعب أن تشعر بالرضا أو تشعر بالأمان فى العلاقات، حيث ستشاهد الرفض بشكل متكرر وغالبًا عندما لا يكون المقصود، وعندما لا تشعر بالرفض، فمن المرجح أنك تتوقع ذلك.
يتطلب البقاء فى العلاقات قبول أخطاء الشخص الآخر. بالنسبة لشخص لديه حساسية الرفض، من المرجح أن ينظر إلى أخطاء الشخص الآخر على أنها نقص فى العناية أو الأحكام. حتى القرارات الروتينية، مثل المعجبين والكراهية قد تفسر على أنها رفض. إذا طلب أحد الأشخاص الذين لديهم حساسية رفض من الأصدقاء مقابلة ما، فقد يُنظر إلى الرفض على أنه رفض لشخصه. قد يكون لدى الصديق التزام سابق أو سبب آخر لقول لا، ولكن هذا صعب التقبل على الشخص الذى لديه حساسية رفض. بشكل عام، ترتبط حساسية الرفض بانخفاض احترام الذات. ومع ذلك، فإن حساسية الرفض تنطوى على انعدام الأمن حول العلاقات مع الآخرين أكثر من الشك حول قيمة الفرد كفرد. تم وضع تصور لحساسية الرفض فى الأصل على أنه ميل للاعتقاد بأن سبب الرفض المحتمل يرجع إلى الخصائص الشخصية. وقد وسع المزيد من العمل أبحاث حساسية الرفض لمعالجة رفض يستند إلى عضوية المجموعة، مثل العرق أو الجنس. إذا كنت تعتقد أنك قد تكون، أو رفضت لأنك عضو فى مجموعة أقليات موصومة، يمكن أن يؤثر ذلك على كيفية تفاعلك مع أعضاء مجموعة الأغلبية أو المؤسسات الاجتماعية مثل، المدارس أو أماكن العمل. أوضحت إحدى الدراسات أنه بالنسبة للطلاب الأمريكيين من أصول إفريقية الذين يدخلون إلى الكلية ذات الأغلبية البيضاء، ترتبط المستويات الأعلى من حساسية الرفض المستندة إلى العرق بصداقات أقل تنوعًا عنصريًا، ويرجع ذلك إلى أن الأشخاص الحساسين للرفض يبالغون فى رد الفعل تجاه موقف الرفض نفسه، مما يزيد من احتمال رفض شركائهم لهم بالفعل. يمكن لحساسية الرفض أيضًا أن تعرقل الأشخاص من تكوين علاقات وثيقة وهادفة. عند الجمع بين عوامل أخرى، قد تؤدى حساسية الرفض إلى تعرض الأشخاص لخطر الإصابة بمتلازمات سريرية مثل الاكتئاب والقلق الاجتماعى واضطراب الشخصية الحدية. (Social Relations Laboratory, 2015).
ويرى (Scott Feldman, 2008) أن هناك فرقًا كبيرًا بين الرفض الاجتماعى وحساسية الرفض، فحساسية الرفض شعور داخلى يتولد لدى الفرد، وقد لا يكون حقيقيًا بالأساس، أما الرفض الاجتماعى يحدث عندما يتم استبعاد الفرد عمدًا من العلاقة الاجتماعية أو التفاعل الاجتماعى. ويشمل الرفض بين الأشخاص (أو رفض الأقران)، والرفض الرومانسى والغرور العائلى. ويمكن أيضًا رفض شخص من قبل أفراد أو مجموعة كاملة من الناس نتيجة وصمة أو إعاقة أو صفات غير مرغوبة. 
2-1-3 النظريات المفسرة والعوامل المؤثرة فى الرفض: يستخدم مصطلح (الرفض) باعتباره محصلة نمط اجتماعى سائد فى المجتمع، تترابط وتتنوع فيه الملامح والأبعاد سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو ثقافيًا فيعمل على إقصاء وتهميش أفـراد وجماعات داخل المجتمع، طبقا لاعتبارات تقررها وتفعلها الجماعة، وتعيد إنتاجها بصور مختلفة (أنتونى غدنز، 2005، 349). ويـرى "لاكشمان" أن الرفض هـو عملية معقدة ومتعددة الأبعاد، حيث إنه يعبرعن النقص أو الحرمان من الموارد والحقوق والسلع والخدمات، وعدم القدرة على المشاركة فى العلاقات والأنشطة العادية المتاحة لغالبية الناس فى المجتمع، سواء فى  المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أو السياسية، إذ أنه يؤثر فى كل من نوعية حياة الأفراد، والإنصاف والتماسك فى المجتمع  ككل. (Lakshmanasamy, 2013, 23)، ويرى "فيبر" الرفض بوصفه أحد أشكال الانغلاق الاجتماعى، فمن الطبيعى أن ينشأ ذلك الانغلاق على خلفية عوامل ناتجة من استحواذ البعض على المكاسب والمغانم والمصالح التى تحتاج إلى نوع من الحماية، فالرفض هو محاولة البعض لتأمين مركز متميزعلى حساب جماعة أخرى بإخضاعها، ومن ثم إضعافها واختزال مصالحها أو مسح هويتها إلى حد والتشويه والقمع. (جوليان لوغران, 2007، 24) وقد وصف بوركهارت الرفض بأنه عدم المشاركة فى الأنشطة الاجتماعية الأساسية، وعدم المشاركة فى الأنشطة الاقتصادية الاجتماعية، وعدم التفاعل الاجتماعى والتكامل الأسرى. (Tania Burchardt, 2019, 30) وبعيدًا عن المدارس الفكرية وتحليلاتها للأسباب التى ينجم عنها الرفض خاصة الاجتماعى يمكن أن نذكر الأسباب التى يمكن أن تنتج منها هذه الظاهرة، وذلك كما يلى:
  • الأسباب السياسية: يـؤدى إنفراد بعض الأفراد بسلطة القرار، وغياب التنظيم الذى يكفل للأفراد المشاركة فى تناولهم قضاياهم ومشكلاتهم، إلى إحساس الأفراد بالضيق الذى يظهر على هيئة توتر واستعداد كبير للإصابة بالتلف وعدم التكيف.
  • الأسباب الاقتصادية: يعتبر العامل الاقتصادى أهم العوامل التى تؤدى إلى بروز مظاهـرالرفض من عمق النسق الاجتماعى، نظرًا إلى ما للعامل الاقتصادى من دور فى تحديد فعالية الأفـراد فى النظام الاجتماعى، ومدى تحكمها فى توسيع أو تضييق دوائر النشاط لدى الفرد، فعلى سبيل المثال تعتبر حاليًا الثورة أهم محددات استبعاد الفرد أو اندماجه فى المجتمع.
  • الأسباب النوعية: يحدد جنس الفرد فى المجتمع دوره ومكانته، وحتى منطلق التربية، فالثقافة العربية تفرق بين الذكور والإناث فى إعدادهم لأدوار متباينة يحددها النوع الذى ينتمون إليه، وهو ما جعل العديد من الحركات الداعية إلى رفع القيود وأشكال التهميش والرفض للمرأة، فى أداء العديد من الأدوار الجديدة، والتى تكون فى العادة نتيجة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التى تعرفها المجتمعات العربية. (محمود عبدالعليم، 2015، 216)
 
المحور الثانى: الاضطرابات النفسية:
2-2-1 تعريف الاضطرابات النفسية:
  1. التعريف اللغوى للاضطرابات النفسية فى اللغة العربية فى المعاجم اللغوبة: الاضطرابات النفسية [مفرد]: حالة من عدم الاستقرار، الفوضى، البلبلة، الصَخَب والجَلَبة الداخلية التى يشعر بها الفرد. (معجم اللغة العربية المعاصرة، 2008، 1360)
  2. التعريف الأجنبى للاضطرابات النفسية فى اللغة الأجنبية: [2] اضطراب نفسى: اسم، مرض عقلى أو جسدى يمنع جزء من جسمك من العمل بشكل صحيح. (From Longman Dictionary of Contemporary English)
  3. التعريف النفسى للاضطرابات النفسية : خلل أو اضطراب فى الـوظائف البـدنية أو النفـسية يؤدى إلـى حالة مرضية (معجم مصطلحات الطب النفسى، 44).
  4. التعريف المفهومى (الاصطلاحى) للاضطرابات النفسية: إن الاصابة بالمرض تعتبر من أوائل الأخطار التى واجهت الإنسان منذ بداية الخليقة فهى التهديد الأول للبقاء، ولكن ما يعد الأخطر منها هو الإصابة بالاعتلال (الاضطراب) النفسى فهو من أشد العوامل قسوة وفتكا مما يجعله مصدر تهديد قاتل للصحة النفسية للفرد مما يتسبب فى إعاقة لإنتاجيته وإبداعه فى عمله وحياته بشكل عام، وقد يظن البعض أن الاضطرابات النفسية هى وليدة العصر الحديث، والتقدم التكنولوجى إلا أنه ليس صحيحًا، فقد ثبت تاريخيًا وجود العديد من الاضطرابات النفسية المصاحبة للحروب والكوارث التى كان يتعرض لها الفرد منذ القدم، وقد تناولها العديد من علماء العرب واليونان القديم بالفحص والتشخيص والعلاج.     
ظهرت العديد من الخلافات حول تقديم مفهوم واضح للاضطرابات النفسية، فهناك من قام بتصنيفها تبعًا لارتباطها بالسلوك الإنسانى مثل (نبيل سفيان، 2004) الذى يرى الاضطراب النفسى ما هو إلا "اضطراب وظيفى ليس له سبب عضوى، وسمى وظيفيًا لأنه يعطل بعض وظائف الأعضاء". ويراه (أديب الخالدى، 2006) بأنه "اضطراب وظيفى فى شخصية الفرد نتيجة وجود خلل أو تلف أو انحراف عن السواء والمرض النفسى هنا لا يرجع إلى خلل فى وظائف الدماغ إنما يعود باسبابه إلى خبرات الفرد المؤلمة أو صدمات انفعالية حادة تعرض لها". وهناك من قام بتصنيفها باعتبارها خللاً عضويًا جسميًا، وهذا ما تبناه "جرسنجر" فقد أجزم بناء على عدة دراسات بأن "كل مرض نفسى ينطوى على تغير فسيولوجى فى المخ كسبب مباشر للمرض" (روجر سميث، 1982)، ويتفق معظم علماء علم النفس الحديث على أن الاضطرابات النفسية تشير إلى "حالات سوء التكيف مع النفس أو مع الجسد، أو مع البيئة طبيعية كانت أم اجتماعية، ويعبر عنها بدرجة عالية من القلق وتوتر والإحساس باليأس والتعاسة والقهر، وغالبًا ما تمس البعد الانفعالى للشخصية، ويظل معها الفرد المضطرب متصلاً بالحياة الواقعية قادرًا على استبصار حالته المضطربة" (أسماء أبو وعود، 2014) وقد تعددت تصنيفات الاضطرابات النفسية بين عدة تصنيفات منها تصنيف منظمة الصحة العالمية والدليل التشخيصى والإحصائى للاضطرابات النفسية، وهو ما سوف نتبعه طوال سرد البحث العلمى فقد أقر التصنيف السادس للدليل التشخيصى والإحصائى من الجمعية الأمريكية للعلوم النفسية بأن الاضطرابات النفسية ما هى إلا "اضطراب يتم تشخيصه من قبل أخصائى الصحة العقلية، من خلال تشويش تفكير المريض، وزيادة شعوره بالألم، أوالموت، أوفقدان الحرية، أوالعجز، ولإثبات الإصابة يجب أن تكون ردة فعل المريض أكثر حدة من الاستجابة المتوقعة، ويزيد هذا الاضطراب بشكل خطير من خطر الإصابة بالإعاقة أو الألم أو الوفاة" (APA, 2018)
2-2-2 تصنيف وأنواع الاضطرابات النفسية:  يقصد بتصنيف الأمراض النفسية عمليّة تمييز الأشياء بعضها عن بعض، وترتبيها وتقسيمها وفق تشابهها إلى مجموعات، حيث يضمّ كل صنف مجموعة من الوحدات المشتركة مع بعضها البعض فى صفات أو خواص معينة، بحيث يسهل فهمها والتعامل معها وتشخيصها، ويختلف التصنيف المعتاد Classification عن تصنيف الأمراض النفسية Nosology فهو علم يقوم على نظام معين يهدف إلى وضع الفئات المرضية فى تصنيف محدد واضح. (لويس مليكة، 1997، 57)
أ‌. تصنيف منظمة الصحة العالمية (ICD) تم وضعه عام 1946 وتمت مراجعته مرارًا حتى وصل إلى المراجعة العاشرة، وتم تصنيفها فى الفئات التالية:
  • اضطرابات الشخصية والسلوك الناتجة عن مرض أو خلل وظيفى فى المخ.
  • اضطرابات الشخصية والسلوك الناتجة عن تعاطى الكحول.
  • اضطرابات الشخصية والسلوك الناتجة عن تعاطى العقاقير والمواد الطبية.
  • اضطرابات الشخصية والسلوك المصاحبة للنفاس.
  • اضطرابات الشخصية والسلوك المصاحبة للارتقاء والتوجه الجنسى.
  • اضطرابات الشخصية والسلوك المصاحبة للتأخر العقلى.
  • اضطرابات الشخصية والسلوك المصاحبة للنمو فى مرحلة الطفولة المتأخرة والمراهقة.
  • اضطرابات الشخصية والسلوك المصاحبة للخلل الوظيفى والعوامل البدنية.
  • اضطراب التوافق مع خلل مختلط فى المشاعر والسلوك.
  • اضطراب التوافق مع خلل أساسى فى السلوك.
  • اضطرابات نفسية وسلوكية مصاحبة لأمراض عضوية مصنفة.
  • اضطرابات نفسية وسلوكية مصاحبة لخلل فسيولوجى وظيفى غير محدد.
  • اضطرابات نفسية وسلوكية مصاحبة لاضطرابات الشخصية والمسلك للراشدين.
  • اضطرابات نفسية وسلوكية نمائية.
  • اضطرابات نفسية وسلوكية فى اللوازم.           (W.H.O,1999)
ب. التصنيف الثانى المتبع للاضطرابات النفسية هو الدليل التشخيصى والإحصائى الخاص بالجمعية الأمريكية للطب النفسى APA الذى يعتبر مرجعًا أساسيًا للتشخيص فى العديد من دول العالم، وقد صدر العدد الأول منه فى العام 1952 مرورًا بالطبعة الرابعة التى صدرت عام 1994 وتم تنقيحها وصدرت عدة طبعات منها حتى عام 2000 وصدر أخيرًا الإصدار الخامس والأخير حتى الآن عام 2011. (APA, 2011).
2-2-3 اضطرابات التكيف النفسى (Adjustment Disorder):
2-2-2-1 المفاهيم:
  1. التعريف اللغوى لاضطرابات التكيف فى اللغة العربية فى المعاجم اللغوية:  تكيف [مفرد]  تكيَّف الشَّخصُ: انسجم وتوافق مع الظروف، أو جعل ميله أو سلوكه أو طبعه على غرار شىء "تكيَّف وفق الظروف - تكيَّف وفق البيئة الاجتماعيّة - تكيَّفتِ الفتاةُ مع الآخرين" تكيُّف التَّعليم: ملاءمته حاجات الطالب ومقدرته. (معجم اللغة العربية المعاصرة، 2008، 1345)
  2. التعريف الأجنبى لاضطرابات التكيف فى اللغة الأجنبية: [3] التكيف: اسم، عملية تغيير شىء ما لجعله مناسبًا لوضع جديد. (From Longman Dictionary of Contemporary English).
  3. التعريف النفسى لاضطرابات التكيف: تحدث اضطـرابات التكيف نـتيجة للتعـرض للمواقف الضـاغطة فى الحـياة، وتظهـر علامات الاضطـراب خلال ثلاثة أشهر مـن التعرض لهذه الضغوط فى صـورة اضطراب فى الحياة الاجتمـاعية أو العملية أو الدراسية، وتحـدث فى النساء أكثـر من الرجال، وقد تكون مـصحوبـة بالقلق أو الاكـتئاب، ويـتضمن العلاج الـوسائل النفسية واستخدام الأدوية فى بعض الحالات. (محمود حمودة، 2004، 661)
  4. التعريف المفهومى (الاصطلاحى) لاضطرابات التكيف: لكى نعرف اضطرابات التكيف النفسى يجب علينا أولا معرفة معنى التكيف النفسى العام  ويعنى "كل سلوك أو نشاط يهدف إلى تحقيق وإشباع الحاجات النفسية للفرد ودوافعه بصورة لا تتعارض مع معايير المجتمع وقيمه، ولا تورطه فى محظورات تعود عليه بالعقاب: (فرج طه وآخرون، 1993، 259) وهكذا يمكن تعريف اضطرابات التكيف بأنها "استجابات سلوكية مرضية لضغوط نفسية اجتماعية تؤدى إلى إعاقة أو توقف الوظائف الاجتماعية والمهنية للفرد، وقد تصنف تلك الخبرات فى إطار الخبرات العادية التى يمر بها الفرد". (محمد حسن غانم، 2017، 226) ويرى (Bressert, 2016) اضطرابات التكيف بأنها "تطور أعراض عاطفية أو سلوكية استجابةً لحدوث ضغط أو عوامل إجهاد يمكن تحديدها فى غضون 1- 3 أشهر من بداية ظهورها، وهو انتقال الفرد من مرحلة لأخرى فقد يكون حدثًا إيجابيًا، مثل حفل زفاف أو شراء منزل جديد، أو حدث سلبى، مثل وفاة أحد أفراد العائلة أو تفكك علاقة مهمة أو فقدان وظيفة" وتشير الأبحاث أن العلاقات الإيجابية بين الأفراد تغير كليًا التوقعات الشخصية للفرد ففى حالة وجود رفض اجتماعى للفرد نجد أن علاقاته مع الآخرين يشوبها القلق والتوتر والعديد من الاضطرابات النفسية المصاحبة لهذا الرفض، فالشخص المنبوذ اجتماعيا نجد لديه ارتفاعًا فى مستويات القلق الاجتماعى وحساسية الرفض طبقًا لبعض الأبحاث النفسية التى أجريت فى هذا الموضوع.
2-2-3-2 أسباب اضطرابات التكيف النفسى: يلعب الاستعداد الشخصى للفرد دورًا أساسيًا فى تحديد مدى احتمالية الإصابة بمظاهر اضطرابات التكيف إلا أنه على الأغلب يحدث بعد تعرض الفرد لصدمة عصبية أو حادث ضاغط، ويبدأ الاضطراب عادةً فى الظهور خلال شهر من ظهور الحدث شديد الكرب ولا تتجاوز فترة الأعراض ستة أشهر.
  1. أسباب وراثية: أظهرت الدراسات أن الأشخاص ذوى طباع القلق الشديد أكثر استعدادًا من غيرهم للتفاعل بصورة مفرطة تجاه الأحداث الضاغطة مما يتسبب لهم باضطراب فى التكيف النفسى العام.
  2. أسباب بيولوجية: أثبتت الدراسات أن الأفراد المصابين بأمراض عضوية خطرة أكثر عرضه للوقوع فى اضطرابات التكيف مقارنة بغيرهم ممن لم يتعرض لتجربة المرض العضوى الخطير. (محمود حمودة، 2004، 663)
  3. عوامل نفسية واجتماعية: أظهرت الأبحاث الإكلينيكية التى قام بإجرائها (Kaplan & Sadock, 1996) أن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بأمراض التكيف هم الذين تعرضوا للظروف الآتية: (فقدان الوالدين أثناء الطفولة/ المرور بتجربة الحرمان (سواء كان حقيقيًا أم لا) / المنع من التواصل مع الآخرين/ الإحباط النفسى ما قبل سن الرشد/ عدم إشباع الحاجات الأساسية خلال مرحلة الطفولة).
2-2-3-3 كيفية التشخيص والعلاج:
أ‌- الأعراض المصاحبة لاضطرابات التكيف النفسى:
  1. اضطراب الكرب الحاد وما بعد الصدمة: يحدد نوع الضاغط العصبى المسبب للكرب.
  2. اضطراب الذهان المختصر: يتسم بوجود هلاوس وضلالات قد تصل إلى البارانويا.
  3. الفجيعة غير المتبوعة بمضاعفات: تصيب الفرد نتيجة التعرض لتجربة الموت له أو لشخص مقرب.
ب‌- العلاج: تعددت المداخل العلاجية لهذا الاضطراب فشملت العلاج الدوائى بمضادات القلق والاكتئاب والمهدئات وشملت أيضا العلاج النفسى بمختلف فنياته، وأبرزها العلاج السلوكى الجماعى والفردى، وقد أثبتت نجاحها فعادةً تقل حدة الأعراض بمرور الوقت خاصة عند إزالة الضاغط العصبى. (محمد حسن غانم، 2017، 229).
الدراسات السابقة:
  • دراسات ربطت حساسية الرفض باضطرابات التكيف:
  • دراسة (Stella, 2018) والتى هدفت إلى دراسة الارتباطات بين جودة علاقة التوجيه وحساسية الرفض. كان المشاركون (446 فردًا) كجزء من تقييم التعيين العشوائى الوطنى لبرامج التوجيه المدرسى فى Big Brothers Big Sisters of America. أظهر الشباب فى علاقات التوجيه الأكثر ثقة انخفاضًا فى الأدلة السلوكية التى أبلغ عنها المعلم عن حساسية الرفض. وارتبطت هذه الانخفاضات ارتباطًا إيجابيًا بتأكيد الذات للشباب على أقرانهم وسلوكهم الاجتماعى. أظهرت النتائج أن حساسية الرفض توسطت فى العلاقة بين الثقة فى علاقة التوجيه والسلوك الاجتماعى.
  • دراسة (Murphy AM, 2018) استخدمت الدراسة الحالية أخذ عينات (247) من البالغين لتقييم العلاقة بين حساسية الرفض، والغيرة، والعدوان. تم استخدام نموذج وساطة لاختبار ثلاث فرضيات: الدرجات العليا من حساسية الرفض ستكون مرتبطة إيجابيًا بالدرجات الأعلى من العدوان (فرضية 1)؛ درجات أعلى من حساسية الرفض ستكون مرتبطة إيجابيًا إلى درجات أعلى من الغيرة (فرضية 2)؛ الغيرة تتوسط العلاقة بين حساسية الرفض والعدوان (فرضية 3). تشير نتائج الدراسة إلى وجود ميل للأفراد الذين لديهم حساسية رفض عالية لتجربة مستويات أعلى من الغيرة، وبالتالى لديهم ميل أكبر للعدوان، من الأفراد الذين لديهم حساسية رفض منخفضة. قد توفر الأبحاث المستقبلية التى تثبت وجود صلة بين فرط الحساسية للرفض والغيرة والعدوان وسيلة للوقاية أو التعليم أو التدخل فى الحد من العدوان داخل العلاقات الشخصية.
  • دراسة (Downey, 2006) والتى هدفت إلى توضيح أثر حساسية الرفض على الحياة الوجدانية العاطفية على البالغين، وتم تطبيقها على عدد من الأزواج، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن  25% من الأزواج تظهر لديهم معدلات عالية من العنف الزواجى، كما أبلغت إدارة مركز مكافحة الأمراض مما يؤثر على عملية التكيف الزواجى والعلاقات الأسرية بين الأفراد.
  • دراسة (Gary W. Ladd, 2003) والتى هدفت إلى توضيح كيفية مساهمة السلوكيات المبكرة وفعالية الذات فى استيعاب المشاكل الداخلية، والمشاكل الخارجية، والوحدة وتم تطبيقها على (399) من الطلاب (193 إناثًا و206 من الذكور) وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن المعتقدات الذاتية والنظراء توسطت جزئيًا فى العلاقة بين صعوبات الأقران واستيعاب المشاكل والشعور بالوحدة والرفض النفسى مما يؤثر على عملية التكيف النفسى أثناء اليوم الدراسى.
  • دراسة (Ozlem Ayduk, 2000) والتى هدفت إلى دراسة دور التنظيم الذاتى من خلال نشر الاهتمام الإستراتيجى فى إدارة العلاقة بين حساسية الرفض والنتائج غير القادرة على التكيف. تم تقييم التنظيم الذاتى عن طريق تأخير نموذج الإشباع (DG) فى مرحلة الطفولة عن طريق دراستين، فى الدراسة الأولى تم تقييم الأطفال فى سن ما قبل المدرسة من مجتمع "ستانفورد" فى الدراسة الثانية، تم تقييم ذوى الدخل المنخفض والأقلية فى المدارس المتوسطة على نفس النموذج أسفرت النتائج أن  التأثير الوقائى لقدرة الإشباع والتكيف على القيمة الذاتية للأطفال عالية حساسية الرفض من خلال تقليل المشكلات الشخصية، ومناقشة آليات الاهتمام الكامنة وراء التفاعل بين حساسية الرفض والتنظيم الذاتى الإستراتيجى والتكيف.
وبناء على ما سبق تمت صياغة فروض الدراسة كالتالى:
  1. يوجد ارتباط دال إحصائيًا بين حساسية الرفض والاضطرابات النفسية متمثلة فى (الفوبيا الاجتماعية - نوبات الهلع – اضطرابات التكيف) لدى طلاب الجامعة.
  2. يوجد ارتباط دال إحصائيًا بين الكمالية والاضطرابات النفسية متمثلة فى (الفوبيا الاجتماعية - نوبات الهلع – اضطرابات التكيف)  لدى طلاب الجامعة.
  3. يختلف الإسهام النسبى لكل من حساسية الرفض والكمالية بالاضطرابات النفسية لدى طلاب الجامعة.
مجتمع الدراسة:
تم اختيار عينة البحث بطريقة عشوائية من طلبة الجامعة وتكونت العينة من (126) طالب وطالبة بالفرقة الأولى بالجامعة بواقع (39) طالب و(87) طالبة.
أدوات الدراسة:
  1. مقياس حساسية الرفض (2013) ترجمة الباحثة:
  • هدف المقياس:  قياس مدى استجابة حساسية الرفض من الشخص نحو نفسه، ونحو استجابة الآخرين له، وقياس مدى صحة توقعه للرفض من الآخرين.
ترجمت الباحثة مقياس حساسية الرفض بمراعاة تطبيقها على عينة الدراسـة مـن طـلاب الجامعـة من خلال عدة اعتبارات تتمثل فى النقاط التالية:
  1. يُعد المقياس من أحدث مقاييس حساسية الرفض التى تم تطبيقها وتقنينهـا على طلاب الجامعة، إذ تراعى عبارات المقياس شــكل وطبيعة هــذا السلوك لدى الطلاب فى البيئة المصرية.
  2. يجمع المقياس بين ثـلاث جوانـب أساسـية مهمـة فى شخصية الطالـب الجـامعى هى (الجانب المعرفى، والجانب السلوكى، والجانب الوجدانى).
  3. تتميـز عبـارات المقيـاس بالسهولة والوضوح والتى تتناسـب مـع المسـتوى العقلى لطلاب الجامعة.
  • مكونات المقياس: إن الحساسية المفرطة للرفض والأنماط المميزة للرد على إمكانية الرفض فى الحياة اليومية هى جزء من معايير تعريف العديد من التشخيصات النفسية، بما فى ذلك اضطراب الشخصية التهربية/ الرهاب الاجتماعى، واضطراب الشخصية الحدية، والقلق بكافة أنواعه (الرابطة الأمريكية للطب النفسى، 2000). واعترافا بالدور المحورى لحساسية الرفض فى أنماط العلاقات الشخصية، تم بناء هذا المقياس للتحكم والتنبؤ وتفسير السلوكيات المصاحبة لهذا الاضطراب.
  • مرت عملية ترجمة المقياس بعدة مراحل حتى وصل إلى صورته النهائية وهى:
  1. تم عرض المقياس على (13) محكمًا من أساتذة الجامعة، والمدرسين المساعدين بقسم اللغة الإنجليزية وأصول التربية وقسم الصحة النفسية بكليات التربية  والآداب، وكانت درجة  الاتفاق بين المحكمين على عبارات المقياس أكبر من 80%، وفى ضوء آراء لجنة التحكيم تم التعديل اللغوى لبعض عبارات المقياس.
  2. تم التطبيق على العينة الاستطلاعية البالغة (30) طالبًا وطالبة بمختلف كليات الجامعة.
  3. التحليل الإحصائى للمقياس وحساب الصدق والثبات.
  4. الصدق والثبات:
 
أولاً: صدق المقياس:
أ. صدق المحكمين:
تم عرض المقياس على (13) محكمًا من أساتذة الجامعة، والمدرسين المساعدين بقسم اللغة الإنجليزية وأصول التربية وقسم الصحة النفسية بكليات التربية والآداب، وقد تم الاستجابة لآراء المحكمين من حيث إجراء التعديلات اللازمة فى ضوء مقترحاتهم ليناسب البيئة المصرية، وبذلك خرج المقياس فى صورته النهائية.
ب. صدق الاتساق الداخلى:
بإجراء اختبار المقارنة الطرفية للمقياس فى كل من عينة التقنين وإعادة الاختبار أظهر الاختبار اتساقًا وتجانسًا داخليًا بمستوى دلالة (0.803) بعينة الخصائص السيكومترية، ومستوى دلالة (0.930) بعينة إعادة الاختبار، والتى أجريت على 30 طالبًا وطالبة بالفرقة الأولى بالجامعة.
ثانيًا: ثبات المقياس:
يشير الثبات إلى الحصول على درجات متشابهة إذا ما أعيد تطبيقه على نفس المجموعة مرتين متتاليتين، وقد تم قياس الثبات بعدة طرق:
  1. معامل ثبات ألفا كرونباخ: تم حساب معامل ثبات ألفا كرونباخ لمقياس حساسية الرفض لطلاب الفرقة الأولى وبلغ (0.781) لمجموع العبارات و(0.858) للعبارات أ. و(0.885) للعبارات ب، مما يؤكد ثبات المقياس.
  2. التجزئة النصفية: تم استخدام معامل الثبات جتمان لحساب ثبات المقياس عن طريق التجزئة النصفية، وذلك لأن التباين غير متساو بين النصفين، كما أن معامل ثبات ألفا كرونباخ أيضًا غير متساو للنصفين، واتضح أن ثبات الاستبيان للمقياس كالتالى:
جدول (1) حساب ثبات فقرات المقياس باستخدام طريقة التجزئة النصفية
   
معامل ألفا
معامل الارتباط بين النصفين معامل ثبات سبيرمان براون معامل ثبات جتمان
العبارات الفردية 0.665 0.762 0.865 0.858
العبارات الزوجية 0.541
 
مقياس حساسية الرفض للبالغين فى صورته النهائية:
كان عدد أفراد العينة الذين تم تطبيق حساسية الرفض للبالغين عليهم (126) طالبًا وطالبة، وبلغت عبارات المقياس (36) عبارة، وفيما يلى الإحصاء الوصفى للمقياس.
جدول(2) الإحصاء الوصفى لمقياس حساسية الرفض للبالغين
ن الوسط الوسيط المنوال الانحراف المعيارى التباين أعلى درجة أقل درجة المدى الالتواء التفرطح
126 9.359 8.445 12.650 3.318 11.010 18.11 4.06 14.06 0.471 - 0.363
 
وكما يظهر من جدول (2) فإن قيمة الوسيط تكاد تقترب من قيمة الوسط، وهذه دلالة على اعتدالية التوزيع.
ثبات المقياس:
  1. معامل ألفا: قامت الباحثة بقياس ثبات المقياس باستخدام معامل ثبات ألف كرونباخ فكانت نسبة الثبات (0.810) لمجموع العبارات ومعاملات الثبات للعبارات (0.868) للعبارات أ و(0.865) للعبارات ب.
  2. الثبات بالتجزئة النصفية: تم حساب الثبات بالتجزئة النصفية كما يتضح من الجدول التالى:
جدول (3) حساب ثبات المقياس باستخدام طريقة التجزئة النصفية
درجات الاختبار ن معامل ألفا معامل الارتباط بين النصفين معامل ثبات سبيرمان براون معامل ثبات جتمان
النصف الفردى 18 0.661 0.830 0.907 0.907
النصف الزوجى 18 0.634
 
وكما يظهر من الجدول السابق، فإن معامل الارتباط بين النصفين (0.830) هو معامل ارتباط دال قوى جدًا، كما أن معامل الثبات بمعادلة سبيرمان براون بلغ (0.907) أى أن معامل الثبات قوى ودال على استقرار الدرجة على المقياس.
1-2 مقياس التكيف النفسى العام (إجلال سرى, 1986):
  • هدف المقياس: قياس التوافق النفسى العام وعلاقته بالمتغيرات الديموجرافية والفروق بين الجنسين.
  • مكونات المقياس: يتكون من (40) عبارة تقيس التوافق فى أربعة أبعاد التوافق الشخصى – التوافق الاجتماعى – التوافق الأسرى – التوافق الانفعالى.
  • ثبات المقياس: تم قياس ثبات المقياس بعدة عوامل:
    1. معامل ألفا: قامت الباحثة بقياس ثبات المقياس باستخدام معامل ثبات ألفا كرونباخ فكانت نسبة الثبات (0.477)، ومعاملات الثبات للأبعاد الأربعة على التوالى هى (0.485، 0.673، 0.319، 0.837).
    2. طريقة التجزئة النصفية: تم استخدام معامل الثبات جثمان لحساب ثبات المقياس عن طريق التجزئة النصفية، وذلك لأن التباين غير متساو بين النصفين، كما أن معامل ثبات ألفا كرونباخ أيضا غير متساو للنصفين واتضح أن ثبات الاستبيان للمقياس كالتالى:
جدول (4) حساب ثبات فقرات المقياس باستخدام طريقة التجزئة النصفية
درجات الاختبار معامل ألفا معامل الارتباط بين النصفين معامل ثبات سبيرمان براون معامل ثبات جتمان
النصف الفردى 0.399 0.372 0.428 0.427
النصف الزوجى 0.326
 
مقياس التكيف النفسى العام لإجلال سرى فى صورته النهائية:
كان عدد أفراد العينة الذين تم تطبيق حساسية الرفض للبالغين عليهم (126) طالبًا وطالبة وبلغت عبارات المقياس (36) عبارة، وفيما يلى الإحصاء الوصفى للمقياس:
جدول (5) الإحصاء الوصفى لمقياس التكيف النفسى العام
ن الوسط الوسيط المنوال الانحراف المعيارى التباين أعلى درجة أقل درجة المدى الالتواء التفرطح
126 22.301 22.001 20 3.908 15.276 40 15 25 1.232 4.244
 
وكما يظهر من جدول (5) فإن قيمة الوسيط تكاد تقترب من قيمة الوسط، وهذه دلالة على اعتدالية التوزيع.
  • ثبات المقياس:
  1. معامل ألفا: قامت الباحثة بقياس ثبات المقياس باستخدام معامل ثبات ألفا كرونباخ، فكانت نسبة الثبات (0.557) لمجموع العبارات ومعاملات الثبات للأبعاد الأربعة على التوالى هى (0.559, 0.616, 0.442, 0.754).
  2. الثبات بالتجزئة النصفية: تم حساب الثبات بالتجزئة النصفية كما يتضح من الجدول التالى:
جدول (6) حساب ثبات المقياس باستخدام طريقة التجزئة النصفية
درجات الاختبار ن معامل ألفا معامل الارتباط بين النصفين معامل ثبات سبيرمان براون معامل ثبات جتمان
النصف الفردى 20 0.399 0.506 0.672 0.669
النصف الزوجى 20 0.297
 
وكما يظهر من الجدول السابق، فإن معامل الارتباط بين النصفين (0.506) هو معامل ارتباط دال قوى جدًا، كما أن معامل الثبات بمعادلة سبيرمان براون بلغ (0.672) أى أن معامل الثبات قوى ودال على استقرار الدرجة على المقياس.
عرض نتائج البحث وتفسيرها:
الفرض الأول: يوجد ارتباط دال إحصائيًا بين حساسية الرفض والاضطرابات النفسية متمثلة فى (اضطرابات التكيف) لدى طلاب الجامعة.
وللتحقق من هذا الفرض قامت الباحثة بحساب معاملات الارتباط بين درجات أفراد العينة من طلاب الفرقة الأولى بالجامعة مقياس حساسية الرفض، وبين درجاتهم على مقياس التكيف النفسى العام (الدرجة الكلية – الأبعاد) والتى يوضحها الجدول التالى:
جدول (7) حساب معامل ارتباط بيرسون بين حساسية الرفض والتكيف النفسى كمثال للاضطرابات النفسية
البعد القيمة ت.شخصى ت.اجتماعى ت.أسرى ت.انفعالى الدرجة الكلية للتكيف النفسى
حساسية الرفض م.الارتباط 0.228 0.199 0.179 0.206 0.639
الدلالة 0.010* 0.025* 0.045* 0.021* 0.000**
 
يتضح من الجدول السابق أنه يوجد علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيًا بين حساسية الرفض والتكيف النفسى (الدرجة الكلية) لأفراد العينة بمعامل ارتباط (0.639)؛ أما بالنسبة للأبعاد جاءت جميع العلاقات طردية قوية بأعلى معامل ارتباط للتكيف النفسى الشخصى بقيمة (0.0228) يليه التكيف الانفعالى بقيمة (0.206) ثم التكيف الاجتماعى بقيمة (0199) ثم أخيرًا التكيف الأسرى بقيمة (0.179) وجميعها ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) و(0.01).
وقد فسرت الباحثة تلك النتائج بأن هناك تأثيرًا واضحًا لحساسية الرفض على درجة التكيف النفسى بكافة أبعاده خاصة التكيف النفسى الأسرى والاجتماعى مما يؤثر على الفرد وعلاقاته بمن يحيط به من أفراد؛ وقد أظهرت عدة دراسات مدى تأثر شخصية الفرد، وتكيفه النفسى بمدى ارتفاع أو انخفاض حساسية الرفض لديه فقد أظهرت دراسة Murphy AM, 2018)) ودراسة (G, Downey, 2006) أثر حساسية الرفض على الحياة الوجدانية العاطفية على البالغين مما يؤثر على عملية التكيف الزواجى والعلاقات الأسرية بين الأفراد؛ وأشارت دراسة (Ozlem, Ayduk, 2000) ودراسة Downey, 1996) G, ) إلى مدى تأثير الرفض الاجتماعى على التكيف النفسى أثناء فترة الزواج مما يؤثر مباشرة على التكيف النفسى الأسرى والانفعالى والاجتماعى، وهذا ما اتفقت عليه نتائج الدراسة الحالية.
مما سبق يتضح أهمية دراسة حساسية الرفض لدى الفرد وبخاصة خلال المراحل الانتقالية مع الاهتمام باخراج المزيد من الدراسات التى توضح مدى تأثير هذا المفهوم على شخصية الأفراد، وهو متغير هام جدًا لصالح المعلم والطالب والمجتمع ككل. وتوصى الباحثة بما يلى:
  1. توفير بيئة داعمة لعلاج أسباب ارتفاع مستوى حساسية الرفض لدى الأفراد لتشجعهم على النمو المهنى، والاستقلالية، وعلى المشاركة فى اتخاذ القرارات الهامة.
  2. تفسير علاقة حساسية الرفض بالاضطرابات النفسية  لدى طلاب الجامعة.
  3. التعرف على سمات بعض الاضطرابات النفسية التى تواجه طلاب الجامعة.
  4. تقديم مقياس لحساسية الرفض يناسب البيئة المصرية والعربية قائم على دراسة علمية دقيقة لهذا المتغير.
  5. توفير برامج إرشادية تسهم فى زيادة فهم الأشخاص ذوى مستوى حساسية الرفض المرتفع.
  6. إقامة الندوات حول أهمية خفض حدة حساسية الرفض لدى الأفراد.
  7. تقديم برامج إرشادية لتنمية الجوانب التكيفية للفرد كى يستطيع ممارسة حياته اليومية بطبيعية.

المراجع
أحمد عكاشة (1998). الطب النفسى المعاصر. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
أحمد مختار عمر (2008). معجم اللغة العربية المعاصرة. القاهرة: عالم الكتب.
أسماء أبو وعود ( 2014). الاضطرابات النفسية بين منظور علم النفس الحديث والمنظور النفسى الاسلامى. مجلة الراسخون، شبكة العلوم النفسية العربية، الجزائر.
آمال عبدالسميع باظة (1996). الكمالية العصابية والكمالية السوية. مجلة الدراسات النفسية. 6 (3). 311-330.
أيمن حلمى (2009). المكونات العاملية للكمالية المنبئة بالاكتئاب، وتقدير الذات لدى طلاب الجامعة. رسالة دكتوراة. كلية التربية . جامعة قناة السويس.
جبر محمد جبر (1998). دراسة مقارنة بين مستويات القلق لدى طلاب الجامعة المصريين والسعوديين, دراسة عبر حضارية (غير منشورة).
جمعة سيد يوسف (2000). الاضطرابات السلوكية وعلاجها، القاهرة: دار غريب للنشر والطباعة.
جوليان لوغران ودافيد بياشو (2007). الاستبعاد الاجتماعى: محاولة للفهم. ترجمة محمد الجوهرى. الكويت: المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب.
حامد عبدالسلام زهران (1977). الصحة النفسية والعلاج النفسى. القاهرة: عالم الكتب.
حنان خضر أبو منصور (2011). الحساسية الانفعالية وعلاقتها بالمهارات الاجتماعية لدى المعاقين سمعيًا فى محافظات غزة. رسالة ماجستير. كلية التربية الإسلامية. جامعة غزة.
دافيد شيهان (1989). مرض القلق ت. عزت شعلان. الكويت: عالم المعرفة.
سامر جميل رضوان (2001). القلق الاجتماعى. دراسة ميدانية لتقنين مقياس القلق الاجتماعى على عينات سورية. مجلة مركز البحوث التربوية. 10(19). 47-77.
عبدالحميد صفوت إبراهيم (2010). البحث العلمى (مفهومه - أدواته – تصميماته). الرياض: دار الزهراء.
عبدالمنعم طلعت (1992). المخاوف الاجتماعية لدى المراهقين والمراهقات. دراسة نفسية. مجلة علم النفس 1 (2).
عبدالله جاد محمود (2010). الكمالية لدى عينة من معلمى التعليم العام فى علاقتها ببعض اضطرابات القلق والبارانويا لديهم. مجلة كلية التربية بالمنصورة. 2(72).
عماد حمزة (2014). الحساسية الانفعالية لدى طلبة الجامعة وفاعلية الإرشاد بفرض المفهوم الخاطئ (رايمى) فى التقليل من فرط الحساسية السلبية. جامعة ذى قار.
فرج طه، حسين عبدالقادر، شاكر قنديل (1993). موسوعة عالم النفس والتحليل النفسى. القاهرة: دارسعاد الصباح.
كرينغ آن وآخرون (2016). علم النفس المرضى ت. الحويلة وآخرون. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
كمال دسوقى (1990). ذخيرة علم النفس. القاهرة: الدار الدولية للنشر والتوزيع.
لطفى الشربينى (د.ت). معجم مصطلحات الطب النفسى. الكويت: مركز تعريب العلوم الصحية.
لويس مليكة (1997). علم النفس الإكلينيكى ج 1 تقييم القدرات، القاهرة: دار فيكتور كرلس.
محمد حسن غانم (2017). الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
محمود عبدالرحمن حمودة (2004). أمراض النفس. القاهرة: مركز الطب النفسى والعصبى للأطفال.
محمود عبدالعليم (2015). الاستبعاد الاجتماعى ومخاطره على المجتمع. رسالة ماجستير. مركز دراسات الوحدة العربية.
نبيل سفيان (2004). المختصر فى الشخصية والإرشاد النفسى. القاهرة: إيتراك للنشر والتوزيع.
American Psychiatric Association (2011). Diagnostics and Statistical Manual of Mental disorder, (5th ed – TR) . Washington DC.
Bonita London  Geraldine Downey  Cheryl Bonica  Iris Paltin(2007). Social Causes and Consequences of Rejection Sensitivity. Colombia University press.
Daniel Goleman (2007).The Emotional World - Moral Inelegancy, American Journal of Psychology.14(2).14-52.
Downey.G.& Feldman.S. I. .(2013). RSQ/RS – Personal (8 item and 18item). Measurement Instrument Database for the Social Science. From www.midss.ie.
Downey.G,  Cheryl Bonica,  Claudia Rincón, Wyndol Furman (2006). Rejection Sensitivity and Adolescent Romantic Relationships. Cambridge University Press. pp 148-174.
Downey. G. (1996). Implications of rejection sensitivity for intimate relationships. Journal of Personality and Social Psychology. 70(6). 1327-1343 .
Downey, G., Khouri, H., & Feldman, S. I. (1997). Early interpersonal trauma and later adjustment: The mediational role of rejection sensitivity. In D. Cochiti & S. L. Tooth, Rochester symposium on developmental psychology, Developmental perspectives on trauma: Theory, research, and intervention,8 ,85-114. Rochester, NY, US: University of Rochester Press.
Ladd Gary W. (2003). The Role of Chronic Peer Difficulties in the Development of Children's Psychological Adjustment Problems. ISI Journal Citation Reports 74(5),1344-1367.
Leticia Guarino & Feldman.L, (2005). The difference between emotional sensitivity between Britons and Venezuelans. Psicotema,17(4), 639-644.
Gao S, Assink M, Liu T, Chan KL, Ip P.(2019). Associations Between Rejection Sensitivity, Aggression, and Victimization: A Meta-Analytic Review. National Library of Medicine National Institutes of Health.
Gordon Parker.(2002). Atypical Depression: A Reappraisal. The American journal of psychiatry. 159(9). 1470-1479.
Hasher, L.& Zacks, r., (2007).Inhibitory mechanisms and the control of attention. Conway press.
Kristalyn salters pedneault (2017). Case studies in clinical psychological science, personality and dissociative disorders. P:301-328, from psych central. Longman Dictionary of Contemporary English Online.
Marks. I.M. (1987).Fears. phobias. and rituals. Panic. anxiety. and their disorders. New York: Oxford University Press.
Murphy AM, Russell G.(2018). Rejection Sensitivity, Jealousy, and the Relationship to Interpersonal Aggression. 33(13),2118-2129 .
Ozlem Ayduk, Mendoza-Denton R, Mischel W, Downey G, Peake PK, Rodriguez M.(2000). Regulating the interpersonal self: strategic self-regulation for coping with rejection sensitivity. J Pers Soc Psychol. 79(5):776-92.
Ozlem Ayduk, Geraldine Downey, Minji Kim (2001). Rejection Sensitivity and Depressive Symptoms in Women. Colombia University 27( 7),868-877
Pietrzak, J., Downey, G., & Ayduk, O. (2016). Rejection Sensitivity as an Interpersonal Vulnerability. In M. W. Baldwin (Ed.), Interpersonal cognition,New York, NY, US: Guilford Press. 62-84 .
Rice K. G..(2000). Perfectionism. attachment. and adjustment. Journal of Counseling Psychology. 47(2). 238-250.
Scott Feldman.(2008). Rejection sensitivity as a mediator of the impact of childhood exposure to family violence on adult attachment behavior. Cambridge University Press.
Social Relations Laboratory.(2015) Columbia University Department of Psychology. from http://socialrelations.psych.columbia.edu/.
Stella S. Kanchewa, Laura A. Yoviene, Sarah E. O. Schwartz, Carla Herrera, Jean E. Rhodes(2018). Relational Experiences in School-Based Mentoring: The Mediating Role of Rejection Sensitivity. 50(8),1078-1099.
S. Bressert. (2016).Adjustment Disorder Symptoms. From Psych Central.
World Health Organization (1999). ICD10 classification of mental and behavioral  disorders, clinical descriptive and diagnostic guidelines. Geneva.
Xia Li. (2011) . The Relative Research on Rejection Sensitivity. Self-esteem. Social Support and Social Anxiety of Teenagers. Education and Management International Symposium. Dalian China:ISAEBD.


Rejection: Noun, the act of not accepting, believing in, or agreeing with something or someone, or a situation in which someone stops giving you love or attention (From Longman Dictionary of Contemporary English)
Sensitivity: Noun, the ability to understand other people’s feelings and problems. (From Longman Dictionary of Contemporary English).[1]
Psychological Disorder: Noun, a mental or physical illness which prevents part of your body from working properly. (From Longman Dictionary of Contemporary English).[2]
Adjustment: Noun, the process of changing something to make it suitable for a new situation. (From Longman Dictionary of Contemporary English).[3]

المزيد من الدراسات