الرئيسيةأعداد المجلة تفاصيل الدراسة

صورة الجسم وعلاقتها ببعض المتغيرات النفس – اجتماعية لدى طالبات الجامعة فى المجتمع السعودى

المقدمة
تشكل صورة الجسم ومظهره جانبًا هامًا فى حياة الإنسان، نظراً لارتباط الصحة النفسية بصورة الجسم الإيجابية، فالإنسان عندما يكون لديه صورة إيجابية عن مظهره الجسمى وتقديره لذاته فإنه يعيش فى حالة سوية.
حيث أن نجاح الإنسان فى حياته يحتاج إلى تحديد مفهومه عن ذاته وتقدير قيمة ذاته، حيث أن صورتنا عن أنفسنا تسهم بشكل فعال فى نجاحنا، وأى خلل فى هذه الصورة يدفعنا لتكوين مفهوم سلبى عن ذاتنا، وتقدير سىء لإمكانياتنا وطموحاتنا ومستقبلنا مما يؤدى إلى عرقلة قدرتنا على تحقيق الأفضل والأحسن (Branden, 2000, 203).
لذا نجد أن جسم الفرد وصفاته العضوية تلعب دوراً هاماً فى تشكيل جانب أساسى من مفهوم الفرد عن ذاته يعرف بصورة الجسم، ذلك التصور الذى يكونه الفرد عن جسمه ومظهره العضوى، وعن كل ما هو محسوس فيه كشخص. (أنور، 2001، 127).
لا شك أن البناء الجسمى يؤثر بطريقة أو بأخرى، على تطور ونمو الشخصية وكذا السلوك، ومن الجوانب الأخرى التى تؤثر على نمو الشخصية وتطورها والتى تندرج أيضاً تحت مفهوم البناء الجسمى Body Built ما يعرف بالجاذبية الجسمية Physical Attractiveness إذ أنها تسهم فى الشعور بالثقة بالنفس لدى الإناث والذكور على حد سواء، ومن هذا المنطلق يمكن تعريف التصور الجسمى بأنه الصورة الذهنية التى يكونها الفرد عن جسمه ككل، وتسهم فى تقييمه لذاته، فيكون المفهوم السالب للذات راجعاً إلى تشوه صورة الجسم واضطرابها، وعلى العكس من ذلك، يصاحب الرضا عن صورة الجسم شعوراً إيجابياً نحو الذات فضلاً عن التقدير المرتفع لها. ويبدو أن قضية التصور الجسمى من حيث الرضا أو عدم الرضا – تمس الإناث بشكل واضح، فلا توجد امرأة تشعر بالرضا عن صورة جسمها، فهى ترى أن هناك شيئاً يحتاج لتعديل فى جسمها لتبدو أفضل صورة، ولكن هذا الإدراك خاطئ يصاحبه تغيرات نفسية لها أثرها الوخيم على صحتها النفسية، فتصاب بوسواس النحافة، وإذا لم تصل إلى ما ترجوه من وزن تصاب بأعراض الاكتئاب والقلق. (إبراهيم، والنيال، 1994م، 2-4). وهذا يؤكد أنه فى حالة عدم الرضا عن صورة الجسم لدى الإناث الجامعيات يكن غير قادرات على مواجهة الضغوط ويشعرن بالخوف من مواجهة الآخرين، وبالعجز وعدم القدرة على التأثير فى الآخرين وانخفاض تقدير الذات. (فايد، 2004م، 2).
وأكد ذلك: القول بأن الرضا عن الجسم يرتبط بالشعور بالسعادة والاطمئنان وأن الفرد الذى يشعر بالجاذبية الجسمية يكون راضياً عن صورته الجسمية، ويكون سعيداً فى حياته ولذا فإنه يتمتع بقبول حسن من الآخرين، وينجح ويتفوق فى بناء علاقات اجتماعية سوية ويسعد بالانتماء الاجتماعى (شقير، 2009م، 1).
وقد أظهرت نتائج بعض الدراسات السابقة إمكانية التنبؤ بالاكتئاب من خلال متغيرات صورة الجسم، مما يؤكد العلاقة الارتباطية السالبة بين صورة الجسم والاكتئاب، فكلما زاد اضطراب صورة الجسم كلما زادت الأعراض الاكتئابية لدى الإناث فى مرحلة المراهقة، والمرحلة الجامعية، مثل دراسات كل من (إبراهيم، والنيال، 1994م)، (الزائدى، 2006م)، (Santon, et. al., 2007)، (Bearman & Stice,  2008) ، (بشرى، 2008م).
وهناك دراسات افترضت أن المتغيرات الأسرية وأساليب المعاملة الوالدية من أقوى المنبئات بعدم الرضا عن صورة الجسم مثل دراسة : (هيدجيبث Hedgepeth, 2009,  4483) التى أثبتت أن العلاقات الإيجابية بين الوالدين والابنة من أقوى المنبئات بالصورة الإيجابية للجسم، وأكدت على أهمية الدور الذى تلعبه جودة العلاقات بين الوالدين والأبناء على صورة الجسم لدى المراهقات.
وجدير بالذكر أن عدم الرضا عن صورة الجسم من العوامل المهمة والمحددة للبناء النفسى الجيد خلال مرحلة المراهقة، فخلال هذه الفترة تنمو بشكل تدريجى المعايير الجمالية لدى المراهقين، لذلك تلعب صورة الجسم من حيث الرضا أو عدم الرضا دوراً كبيراً فى الحياة النفسية للأفراد. (بشرى، 2008، 133، 134).
بناءً على ما سبق يتضح للباحثة أن لكل مجتمع معايير خاصة به تسهم فى تبنى صورة الجسم المثالية، فإذا ما تطابقت صورة الجسم، وهذه المعايير شعر الفرد بجاذبيته الجسمية، وإذا اختلفت صورة الجسم عن تلك المعايير تكونت لدى الفرد اتجاهات سلبية نحو جاذبيته الجسمية، وخاصة الفتيات فى مرحلة المراهقة تلك المرحلة التى تعانى فيها الإناث عموماً من انخفاض تقديرهن لذواتهن، ويكن أكثر عرضة للاضطرابات النفسية  (مثل الاكتئاب والقلق) من الذكور، وعلى وجه الخصوص فى المجتمع السعودى فالإناث المراهقات أكثر انشغالاً بمظهرهن وبعلاقتهن مع الآخرين، وغالباً ما تكون الفتاة المراهقة غير راضية عن شكل أجزاء جسمها، وربما تشعر بالقلق من بدانة جسمها أو نحافته، وبالتالى تكون عرضة للإصابة باضطرابات الأكل إما فقدان الشهية العصبى أو الشره العصبى للأكل، وذلك قد يكون نتيجة للضغوط النفسية التى تعانى منها الفتاة سواء على المستوى الشخصى أو مستوى المناخ الأسرى، وما يسوده من أساليب معاملة والدية مختلفة سواء من الأب أو الأم أو المستوى الاجتماعى فالنحافة والرشاقة تعتبر شغلهن الشاغـل.
مشكلة الدراسة:
يعد مظهر الجسم من الأمور التى تشغل بال كثير من الناس، وأصبح الانشغال بالمظهر الجسمى أمراً مقلقاً ومزعجاً لكثير من الأفراد، وغالباً ما يحدث هذا الانشغال فى المواقف الاجتماعية التى يشعر فيها الفرد بذاته، ويتوقع أن يعطيه الآخرون قدراً كبيراً من الاهتمام والتركيز، لذلك فإن هؤلاء الأفراد يتجنبون المواقف الاجتماعية التى يعتقدون أنها تؤدى إلى تركيز الانتباه على مظهرهم الجسمى. (الدسوقى، 2006م، 10، 15).
وفى دراسة (لياو وآخرين Liao, et. al., 2009, 339-341) التى ناقشت العلاقة بين الرضا وعدم الرضا عن صورة الجسم، وبين القلق الاجتماعى والاكتئاب لدى طلاب الجامعة فى الصين تبين أن 32% من هؤلاء الطلاب مهتمون ببعض جوانب مظهرهم وهؤلاء ترتفع لديهم مشاعر القلق والاكتئاب بالمقارنة بالأفراد الذين لديهم صورة جسم إيجابية، كما تركز الاهتمام بدراسة صورة الجسم ضمن مكونات مفهوم الذات خاصة عند الذين اهتموا بمكونات مفهوم الذات والتى من ضمنها مفهوم الذات الجسمية.
وأكدت دراسة (سالتون Salton, 2001, 5031) بأن الأفراد الذين على صلة وثيقة بوالديهم، لديهم مستويات مرتفعة من الرضا عن صورة الجسم، ويرون أنفسهم لائقين بدنياً ولديهم جاذبية جسدية، كما أوضحت أن القيم والمثل الثقافية والاتجاه نحو المقارنة الاجتماعية تتداخلان فى العلاقة بين الاتصال بالوالدين والرضا عن صورة الجسم. ودراسة (ميلر Miller, 2001, 6713) التى أوضحت نتائجها وجود علاقة قوية بين مفهوم الذات وصورة الجسم وأن الإناث المراهقات اللاتى لديهن علاقة إيجابية مع الوالدين يشعرن بالرضا عن صورة أجسادهن، وتتكون لديهن صورة إيجابية عن الجسد، كما أوضحت أن أثر الوالدين من حيث جودة أساليب المعاملة الوالدية، والاهتمام بالمظهر يكون فى أدنى حدوده فى فترة المراهقة المتوسطة.
يتضح من خلال نتائج بعض الدراسات السابق ذكرها، أن طلاب الجامعة الذين يهتمون ببعض جوانب مظاهرهن ترتفع لديهم مشاعر القلق والاكتئاب، وأن الوزن الزائد ينبئ بارتفاع مستوى عدم الرضا عن صورة الجسم، مما يؤكد أن الإناث اللاتى ترتفع أوزانهم يزداد لديهم مستويات القلق والاكتئاب وصورة الجسم السالبة، وينخفض مستوى تقديرهن لذواتهن.
كما يتضح أيضاً أن الإناث اللاتى لديهن علاقة إيجابية مع الوالدين يشعرن بالرضا عن صورة أجسادهن، وتتكون لديهن صورة إيجابية عن أجسادهن، وأن أساليب المعاملة الوالدية تعتبر من العوامل المؤثرة على صورة الجسم واضطرابات ومشكلات الأكل لدى البنات.
وقد تبين أنه لا توجد دراسة عربية – فى حدود علم الباحثة – تناولت صورة الجسم وعلاقته بالاكتئاب ومفهوم الذات وأساليب المعاملة الوالدية، خاصة فى البيئة السعودية.
وبناء على هذه النتائج المختلفة كانت الحاجة إلى دراسة طبيعة العلاقة بين صورة الجسم والاكتئاب، ومفهوم الذات وأساليب المعاملة الوالدية (التى تسود المناخ الأسرى) لدى عينة من طالبات الجامعة فى البيئة السعودية – نظراً لاهتمام المرأة فى المجتمع السعودى بمظهرها الشخصى، وإنشغالها بالرضا أو عدم الرضا عن صورة الجسم لديها بدرجة كبيرة، خاصة فى المواقف الاجتماعية المختلفة التى يكون فيها تركيز الانتباه على المظهر الجسمى والشخصى.
أهداف الدراسة:
1-          الكشف عن العلاقة بين صورة الجسم وبعض المتغيرات النفس – اجتماعية (الاكتئاب – مفهوم الذات - أساليب المعاملة الوالدية).
2-    التعرف على الفروق بين طالبات الجامعة اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، والطالبات نظرائهن اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقاييس (الاكتئاب - مفهوم الذات - أساليب المعاملة الوالدية).
أهمية الدراسة:
أولاً: الأهمية النظرية:
1-   لا توجد دراسة عربية – فى حدود علم الباحثة - وخاصة فى البيئة السعودية – تناولت العلاقة بين صورة الجسم وبعض المتغيرات النفس – اجتماعية (الاكتئاب – مفهوم الذات – وأساليب المعاملة الوالدية).
2-   أن الدراسة الحالية تناولت موضوعاً هاماً فى الصحة النفسية – بصفة عامة – لأن المظهر الشخصى يشغل بال الكثيرين، وخاصة الفتيات والسيدات فى المواقف الاجتماعية التى يتركز فيها الانتباه على مظهرهن الجسمى الذى يعتبر مكونًا أساسيًا ضمن مكونات مفهوم الذات، ويعرف بمفهوم الذات الجسمى، فعندما تكون صورة الجسم موجبة وصحيحة يكون السواء (الرضا)، وعندما تكون سالبة ومضطربة يكون اللاسواء (عدم الرضا).
3-   عينة الدراسة الحالية من طالبات الجامعة فى المجتمع السعودى، وهن أكثر اهتماماً بصورة الجسم، ويضحون بالكثير من المال والوقت والجهد فى سبيل صورة الجسم الجذابة والشكل الأنيق.
4-   الدراسة الحالية تتناول الإناث فى المرحلة الجامعية وهى مرحلة عمرية هامة لها خصائص معينة فهى تقع بين مرحلتى (المراهقة – الشباب)، فإذا وجدن مشكلات فى صورة الجسم أدى ذلك إلى اضطرابات نفسية لديهن.
5-   عينة الدراسة من طالبات كلية التربية وهن معلمات المستقبل ومن الأهمية أن يتمتعن بصحة نفسية جيدة، لما لهن من دور مؤثر فى العملية التعليمية والتربوية.
ثانياً: الأهمية التطبيقية:
1-  من خلال نتائج الدراسة الحالية يمكن التخطيط لوضع برامج إرشاد وعلاج نفسى، لتعديل المفاهيم الخاطئة والأفكار السلبية لدى المراهقات والفتيات اللاتى لديهن عدم رضا عن صورة الجسم فى البيئة السعودية.
2-  توجيه وإرشاد الآباء والمربين والمعلمين بأهمية صورة الجسم لدى الطفل وضرورة الدعم الانفعالى والعاطفى والتشجيع المستمر، وتقبل الآباء حتى يتكون لدى الطفل صورة جسم موجبة وصحيحة.
حدود الدراسة:
مكانياً: المملكة العربية السعودية.
زمانياً: خلال العام الدراسى 1435 / 1436 هـ
بشرياً: طالبات الجامعة (طالبات كليتى الآداب والتربية للبنات بأبها – جامعة الملك خالد).
مصطلطحات الدراسة:
1- صورة الجسم:
هى الصورة التى يكونها الفرد فى ذهنه لحجم وشكل وتركيب الجسم، إلى جانب المشاعر التى تتعلق بهذه الصورة، وأن هذه الصورة قد تكون إيجابية أو سلبية، وتعلن هذه الصورة عن نفسها من خلال مجموعة من الميول السلوكية التى تظهر مصاحبة لتلك الصورة. (الدسوقى، 2004م، 9).
إجرائياً: صورة الجسم هي الدرجة التى تحصل عليها الطالبة فى مقياس صورة الجسم المستخدم فى الدراسة الحالية.
2- مفهوم الذات:
هو تكوين معرفى منظم ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتقييمات الخاصة بالذات، يبلوره الفرد ويعتبره تعريفاً لذاته، وأن وظيفة مفهوم الذات وظيفة دافعية، وتكامل وتنظيم وبلورة عالم الخبرة المتغير الذى يوجد الفرد فى وسطه، لذا فهو يعتبر حجر الزاوية فى الشخصية لأنه ينظم ويحدد السلوك. (زهران، 2005م، 95).
إجرائياً: مفهوم الذات هو الدرجة التى تحصل عليها الطالبة على مقياس مفهوم الذات المستخدم فى الدراسة الحالية.
3-   الاكتئاب: Depression
هو حالة انفعالية يشعر فيها الفرد بالحزن وفقدان السعادة والانسحاب الاجتماعى وفقدان الأمل، والإحساس بعدم القيمة، بالإضافة إلى عدم القدرة على الإنجاز، وزيادة الحساسية الانفعالية، والشعور بالوحدة النفسية، والإحساس بالذنب نحو الذات ونحو الآخرين؛ كما يتميز بوجود أعراض جسمية مثل توهم المرض واضطرابات الشهية، والشعور بالإجهاد ونقصان الوزن. (عبدالغفار، 2007م، 647).
ويعرف إجرائياً: بالدرجة التى تحصل عليها الطالبة فى مقياس «بيك» الثانى للاكتئاب BDI-II المستخدم فى الدراسة الحالية.
4-   أساليب المعاملة الوالدية:
           نعنى بها كل سلوك يصدر عن الأب أو الأم أو كليهما ويؤثر على الطفل وعلى نمو شخصيته، سواء قصد بهذا السلوك التوجيه والتربية أم لا، وتتحدد هذه الأساليب فى [الرفض – القسوة – الحماية الزائدة – التذبذب – التحكم – الإهمال – التفرقة – إثارة القلق والشعور بالذنب – الأساليب الصحيحة – التباين فى المعاملة الوالدية]، (كفافى، 1989م، 56، 57).
وإجرائياً: بالدرجة التى تحصل عليها الطالبة فى مقياس أساليب المعاملة الوالدية (إعداد الباحثة).
المفاهيم النظرية
أولاً: صورة الجسم:
يعرف (عبدالحميد، وكفافى، 1989م، 248) صورة الجسم بأنها صورة ذهنية نكونها عن أجسامنا ككل، بما فيها الخصائص الفيزيقية والخصائص الوظيفية (إدراك الجسم) واتجاهاتنا نحو هذه الخصائص (مفهوم الجسم)، على أن صورة الجسم تنبع لدينا من مصادر شعورية ولا شعورية، وتمثل مكوناً أساسياً فى مفهومنا عن ذواتنا.
ويؤكد (أنور، 2001م، 134): أن صورة الجسم هى الصورة الذهنية للفرد عن تكوينه الجسمانى وكفاءة الأداء الوظيفى لهذا البيان، وتتحدد هذه الصورة بعدة عوامل هى: شكل أجزاء الجسم، وتناسق هذه الأجزاء والشكل العام للجسم، والكفاءة الوظيفية للجسم، والجانب الاجتماعى لصورة الجسم.
* أبعاد صورة الجسم Body Image Dimensions
يتفق بعض الباحثين فى موضوع صورة الجسم بشكل كبير على أن صورة الجسم هى مفهوم متعدد الأبعاد Multi Dimensional، كما أن صورة الجسم تتعلق بمواقف الذات متعددة الأبعاد نحو جسم الفرد التى تركز على المظهر بالذات (Angie, 2004, 3).
فقد حدد (كفافى، والنيال، 1996م، 64) أربعة أبعاد لصورة الجسم كما يلى:
بُعد يتعلق بالوزن، وبعد يتعلق بالجاذبية الجسمية، وبعد يتعلق بالتآزر العضلى، وبعد يتعلق بتناسق أعضاء الجسم.
ويشير « براون وآخرون» (Brown, et. al., 1990, 135) إلى أبعاد تشمل صورة الجسم كما يلى: مثل: الإدراك، والاتجاه، والمعرفة، والسلوك، والفعالية، والخوف من السمنة، وتشوه الجسم، وعدم الرضا عن صورة الجسم، وتوظيف السلوك الإدراكى، والتقييم وتفضيل النحافة: والأكل المقيد (الرجيم).
كذلك حدد (فايد، 1999م، 201) أربعة أبعاد لصورة الجسم تتمثل فى:
بُعد عدم الرضا عن الوزن، وبعد النحافة باعتبارها بعدًا جيدًا للحياة، وبُعد الرسائل البينشخصية عن الحياة، وبُعد تقدير ممارسة التمارين الرياضية.
فى حين ترى (شقير، 1998م، 204) أن أبعاد صورة الجسم تشمل ستة أبعاد هى:
الجاذبية الجسمية، والتناسق بين مكونات الوجه الظاهرية، والتآزر بين أشكال الوجه وباقى أعضاء الجسم الخارجية والداخلية، والمظهر الشخصى العام، والتناسق بين الجسم والقدرة على الأداء لأعضاء الجسم المختلفة والتناسق بين حجم الجسم وشكله ومستوى التفكير.
وقد أوضح «بانفيلد ومكاب» (Banfield & McCabe, 2002: 373) أن صورة الجسم متعددة الأبعاد، وحدد ثلاثة أبعاد هى: (1) المعارف والانفعالات الخاصة بالجسم (2) أهمية الجسم وسلوك الحمية (3) صورة الجسم المدركة. حيث يتعلق البعد الأول (المعرفى) بالأفكار والمعتقدات عن شكل الجسم و(الانفعالى) بالمشاعر التى تتكون داخل الشخص عن مظهر جسمه. أما البعد الثانى فيتعلق بسلوك الفرد المرتبط بنمو الحمية. البعد الثالث (صورة الجسم المدركة) فهو يصف دقة الأفراد عندما يحكمون على شكلهم وحجمهم ووزنهم.
يتضح مما سبق: أنه بالرغم من اتفاق الباحثين على أن صورة الجسم متعددة الأبعاد، إلا أنهم لا يتفقون على مقدار أو طبيعة الأبعاد، وإن كانت معظم الأبعاد تشير إلى المظهر والجاذبية بالذات.
* المكونات المعرفية لصورة الجسم:
تتضمن المكونات المعرفية Cognitive Components لصورة الجسم، إدراك صورة الجسم  Perception of Body Image (فمرضى اضطراب تشوه صورة الجسم ينتبهون بطريقة انتقائية للعيب المدرك)، والمعتقدات أو الاتجاهات نحو صورة الجسم (ربما تتضمن الاتجاهات نحو صورة الجسم مطلباً للكمال Perfectionsim أو التناسق فى المظهر، ومن الصعب الفصل بين المعتقدات التى يتم التمسك بها بشدة مثل (يجب أن يكون مظهرى مثالياً) وبين الدافع البيولوجى المتزايد للكمال أو التناسق)، والعوامل السيكولوجية والانفعالية (أن المرضى الذين يعانون من اضطراب تشوه صورة الجسم يشعرون بمجموعة مختلطة من الانفعالات، ويعانون أيضاً من الأعراض الاكتئابية نتيجة للعزلة الاجتماعية والإحباط ) (الدسوقى، 2006م، 41-47).
* الرضا عن صورة الجسم:
إن صورة الجسم من حيث الرضا أو عدم الرضا تمس الإناث بشكل أكثر وضوحاً – فلا تكاد امرأة تشعر بالرضا الكامل عن صورة جسمها، فرضا الأنثى أو عدم رضاها عن صورتها الجسمية يتحقق من خلال تعيينات الآخرين لها، فهى دائماً تبحث عن آراء الآخرين حول جاذبيتها الجسمية، فإذا كان تقييم الآخرين يمثل عاملاً مهماً فى مدى رضا المرأة عن صورة جسمها، فإن المرأة لها أيضاً تقييمها حول صورة جسدها. (الحويج، 2008م) http://www.eLssafa.com
ويوضح (فايد، 2006م، 9 -22) أن مفهوم الذات الإيجابى لدى النساء غالباً ما يقوم على الجاذبية الجسمية المدركة، حيث أن كثيرًا من النساء يبدأن فى قياس قيمة ذواتهن وسعادتهن من خلال مظهرهن البدنى مثل السمنة يمكن أن تؤثر سلباً فى الحركة الاجتماعية للنساء، وهذا يؤكد أن بعض النساء تبدأن فى الحكم على قيمة الذات لديهن بحجم وشكل وجاذبية أجسامهن. وقد أوضحت الدراسات الأمبريقية أن النساء يخبرن قلقاً أكثر بالنسبة لمظهرهن من الرجال، ويظهرن هذا القلق بمراقبة وضبط مظهرهن وملبسهن، وأن المرأة التى تقلق بالنسبة للأكل ووزن الجسم، والمظهر الجسمى يكون لها تقدير ذات منخفض بالنسبة للمظهر، وفى حين أن هذه النتائج تكون هامة، فإنها تربط القلق الخاص بالمظهر الجسمى بعدم الرضا عن جسم الفرد، كذلك القلق مرتبط بالاكتئاب بشكل كبير، ومن ثم أصبح النساء مكتئبات بنسبة الضعف للرجال، وقد يتضمن أسباب هذا الاكتئاب فشلهن فى بلوغ المثل العليا للجمال، حيث أنه على الرغم من أن النساء يمكن أن يمارسن النظام الغذائى كمجهود لتغيير أجسامهن أو مظهرهن، فإنه توجد حدود للمدى الذى تستطيع فيه النساء تغيير أجسامهن لتحقيق المثل الثقافية العليا.
* اضطراب صورة الجسم:
عندما ينشغل الفرد بشأن مظهره الجسمى إلى الدرجة التى تسبب خللاً فى حياته؛ فإن ذلك يطلق عليه اضطراب صورة الجسم Body Image Distortion، وفى هذا الصدد يشير (محمد، 2000م، 288، 289) إلى أن هذا الاضطراب عادة ما يبدأ خلال مرحلة المراهقة، فنجد المراهقين تكثر شكواهم وتصل هذه الشكاوى إلى حد الاضطراب إذا ما صُوحبت بالقلق والانزعاج إلى جانب انشغال الفرد بهذا الموضوع لدرجة قد تعوقه فى أداء أعماله العادية، كما تؤدى إلى انسحابه من كثير من المواقف الاجتماعية. أيضاً هو شكل من أشكال الاضطرابات النفسية التى يكون فيها اضطراب صورة الجسم هو السمة الأساسية المحددة، حيث يُشار إليه على أنه القلق على جمال وصحة الجسم Beauty Hypochondria والخوف من التشوه أو العجز Dysmorphophobia كما أنه انشغال زائد عن الحد لدى الأفراد بعيوب تكون تخيلية، ومبالغ فيها بدرجة كبيرة. وغالباً ما نجدهم أكثر انطواء وانزواء وعزلة، وأكثر ما يميز سلوكهم الخجل والتوتر.
ويختلف الباحثون فى تصورهم للمفاهيم الخاصة باضطراب صورة الجسم فلقد تم وصفه على أنه اضطراب وسواس قهرى Obsessive – Complsive Disorder (OCD) وعلى أنه خواف اجتماعى Social Phobia، وعلى الرغم من أن اضطراب تشوه صورة الجسم يتميز بمعتقدات غير عقلانية قوية يمكن أن تسيطر على حياة الفرد إلا أن هذه المعتقدات يكون مبالغ فيها، وهى ليست وسواسية لطبيعتها فى واقع الأمر، لكن عديد من الدراسات توصلت إلى أن الاكتئاب هو الاضطراب المصاحب بطريقة أكثر تكراراً لاضطرابات تشوه صورة الجسم. (الدسوقى، 2006م، 19-25).
ويمكن التفرقة بين اضطراب صورة الجسم كاضطراب وبين الانشغال العادى بالمظهر الجسمى، بأن الانشغال بالمظهر الجسمى عندما يرتبط بإعاقة الوظائف الاجتماعية، ويصبح المظهر الجسمى هو محور حياة الفرد، يصبح ذلك أقرب إلى اضطراب صورة الجسم. (بشرى، 2008، 140).
ويؤكد ذلك تعريف (Veal, 2004,  113) اضطراب صورة الجسم بأنه انشغال مبالغ فيه بعيب متخيل فى المظهر الجسمى، وذلك مع وجود مظهر جسمى عادى ولكن الشخص يبالغ فى انشغاله واهتمامه بهذا العيب، ويسبب ذلك اضطرابًا وإعاقة فى التكيف المهنى والوظيفة الاجتماعية للشخص.
وتعد اضطرابات الأكل رد فعل تجاه صورة جسم غير واقعية وعوامل أخرى مؤثرة، فقد أوضحت بعض الدراسات أن كثيرًا من الفتيات يعانين من سلوكيات مرتبطة باضطرابات الأكل، وبعض الفتيات يعانين من الشره العصبى والبعض الآخر يعانين من فقدان الشهية العصبى، لذا فإن الأفراد الذين يعانون من فقدان الشهية العصبى Anorexia لديهم تشوه فى صورة الجسم، فقدان الشهية يؤدى إلى العديد من المشكلات الجسمية، بالإضافة إلى المشكلات الانفعالية مثل الاكتئاب، سرعة الغضب، انعدام السعادة، التشاؤم.
وفقاً لمحكمات الدليل التشخيصى والإحصائى الرابع للاضطرابات النفسية (DSM-IV) يمكن تحديد بعض السمات التى تميز الفرد الذى يعانى من اضطراب تشوه صورة الجسم فيما يلى:
1-   تقدير سلبى للذات يرجع إلى عدم الرضا عن المظهر الجسمى.
2-   العزلة وعدم الرغبة فى مقابلة الآخرين الذين يعرفونه خوفاً من أن يجبر على أن يتفاعل أو يتجاوب معهم.
3-   الاعتقاد بأن كل فرد حتى الأصدقاء المقربين ينظرون بإمعان وتأمل إلى كل جزء من جسده، يرى أنه شاذ إلى حد كبير فى نظره.
4-   الشعور بأن الآخرين يشمئزون منه.
5-  الثبات على حالة واحدة عند النظر إلى المرأة فهو يفحص مراراً وتكراراً الصفة القبيحة المزعومة لكى يرى إذا كان هناك أى تغير قد طرأ أو حدث عليها، وأحياناً يتجنب الفرد النظر إلى المرايا إلى حد الخوف المرضى (Barlow & Durand,  1999, 164-165)
* العوامل المؤثرة على صورة الجسم:
أوضحت بعض الدراسات أن صورة الجسم الإيجابية والسلبية تتكون عن طريق عوامل عديدة منها: المقارنة الاجتماعية والجاذبية (Salton, 2001) (Chen & Jackson, 2009) (Green, et, al., 2009)  والأقران (Kim, 2009) (Porter, 2008) ) (Phares,  2004) والإعلام (Faul, 2007)  (cooley, et al., 2008) والجنس (النوع) والعرق (Hayman, et al., 2007) (Xie, et al., 2010) (Ivezaj, et al., 2010) والعلاقات بين الوالدين والأبناء وأساليب المعاملة الوالدية (Hedgepeth, 2009) (Miller, 2001) ( Meadows, 2005) (Rodgers et al., 2009) وتعليقات الأمهات والسلوكيات الوالدية من الأمهات ونمذجنة الأمهات والتغذية الراجعة السلبية من الأمهات بحيث تؤثر على وعى الابنة بصورة الجسم (Kichler & Crowther, 2001) (Cooley, et al.,  2008) (Anschutz, et al., 2009) والرسائل اللفظية التى يقدمها الوالدان حول الوزن سواء بالنقد (Cordero, 2007) أو بالتشجيع المستمر (Reardon, 2003) (Rodgers & Chabrol, 2009) والأفكار الثقافية حول النحافة (Haworth, 2000) ومعايير النحافة (Tawamaley & Davies, 1999).
وفى ضوء ما سبق يمكن توضيح بعض العوامل المؤثرة على صورة الجسم فيما يلى:
1- العوامل الوراثية:
تعتبر العوامل الوراثية التى تتفاعل مع الضغوط البيئية التى تعانى منها المرأة الحامل من أهم المؤثرات فى صورة الجسم للأبناء وخاصة الفتيات.
2- الآباء والعائلة:
تبين أن الملاحظات السلبية من قبل أفراد العائلة لها تأثير سلبى على صورة الجسم، بالإضافة إلى المضايقة والتعليق على عادات الأكل لدى الطفل تؤدى إلى نمو علاقات غير صحية مع الطعام، كما أن ملاحظات الأسرة عن وزن الطفل قد تؤدى إلى ممارسته للرجيم بشكل غير صحى فى سن مبكرة. أيضاً الآباء الذين يمارسون الرجيم ويتحدثون دائماً بشكل سلبى عن أجسامهم، يرسلون بذلك رسائل قوية توحى بالقلق والانزعاج من الوزن الطبيعى، أو المتوقع لدى الأطفال مما يجعلهم يشعرون شعوراً سلبياً تجاه أجسامهم. وجدير بالذكر أن التوقعات غير المنطقية من قبل الأسرة تعتبر من العوامل المؤثرة على صورة الجسم، فعندما لا تتحقق مثل هذه التوقعات يشعر الأطفال بعدم الكفاءة والإحباط والإحساس بالذنب، وقد يفرغون هذه الشحنات الانفعالية السلبية عن طريق الرجيم أو التمرينات الشاقة، كوسائل للسيطرة على أجسامهم (فرغلى، 2003، 226).
3- العوامل المزاجية والضغوط الاجتماعية:
من المنظور النفسى تعد الحساسية الزائدة للمدركات الجمالية والاتجاهات السلبية نحو المظهر الجسمى، صورة الجسم السلبية، الكمالية فيما يتعلق بالمظهر الجسمى، التأكيد الزائد على المظهر الجسمى من أهم العوامل المزاجية التى تؤدى إلى اضطراب صورة الجسم، كذلك الضغوط الاجتماعية لتحقيق الجمال والنحافة والجاذبية الشخصية، والامتثال للمعايير الجمالية للمجتمع، تعتبر من العوامل المسئولة عن الاستياء الذى يشعر به الأفراد تجاه أجسامهم، ومن ثم يعانون من اضطراب صورة الجسم . (بشرى، 2008م، 145، 146).
4- الأصدقاء والأقــران:
يلعب الأقران دوراً مكملاً فى بناء صورة الجسم خاصة أثناء المراهقة، حيث أن الأصدقاء يزودون بعضهم البعض بالأمان العاطفى، وقد يقوم الأصدقاء بتشجيع كل منهم للآخر على سلوكيات غير صحية مثل اضطرابات الأكل والرجيم غير الصحى.. فالعلاقة بالأصدقاء تؤثر تأثيراً مباشراً، لأنها قد تصنع أو تحطم تقدير الذات. (فرغلى، 2008م، 226، 227) وهذا يتفق مع ما ذكره (الأشرم، 2008م، 33) أن الأطفال وخاصة البنات يتعلمون معايير المظهر فى سن مبكرة من أقرانهم، وهذه المعايير والقيم التى ينمونها أثناء الطفولة قد توجه مواقفهم واتجاهاتهم وسلوكهم فى المستقبل، لأن هذه الفترة هامة فى حياتهم، وأى تعليقات بخصوص الوزن أو المظهر قد تؤثر عليهم مدى الحياة، فالتعليقات السلبية أو المثيرة من الأقران يمكن أن تؤثر على مفهوم الذات وتقدير الذات وقيمة الذات Self-Worth لدى الفرد، وقد يحمل البعض هذه الرسائل معه إلى سن الرشد.
5- صدمات الطفولة Chilhood Adversity
يوضح (Veale, 2004, 121) أن صدمات الطفولة مثل (المضايقات ومشاعر التذمر المتعلقة بالمظهر الجسمى أو الكفاءة، العلاقات الضعيفة مع الأقران، العزلة الاجتماعية، ضعف المساندة والدعم الأسرى، الإساءة البدنية، الإساءة الجنسية التى تتسبب فى تدمير صورة الجسم لدى الطفل وتجعلهم يعيشون خبرة مؤلمة جداً مع أجسامهم) تعتبر من العوامل التى من المحتمل أن يكون لها دور هام فى ظهور اضطراب صورة الجسم.
6- وسائل الإعلام والثقافة The Media & Cultural
تؤثر وسائل الإعلام (التليفزيون، المجلات، الإعلانات التجارية، الصحف، لوحات الإعلانات) فى تقدير الذات وصورة الجسم، فكل وسائل الإعلام المختلفة تبعث برسالة مؤداها أن المظهر أكثر أهمية من الشخصية والطباع، والمشاركة الاجتماعية، لذلك نجد أن نقص تقدير الذات وانخفاض الثقة بالنفس وصورة الجسم السلبية تزداد أثناء فترة المراهقة. (فرغلى، 2008م، 227)، وفى هذا الصدد يضيف (الأشرم، 2008م، 34، 35) أن الاطلاع على الصور الإعلامية ارتبط بالاكتئاب، والغضب، و أن مشاهدة التليفزيون يمكن أن تغير صورة جسم الأشخاص بالتأثير عليهم للتفكير بشأن وزنهم، والجاذبية، والمظهر، مما يؤدى إلى عدم رضا أكبر عن صورة الجسم، وقد وجد أن الإناث اللاتى تعرّضن لأجهزة الإعلام المتعلقة بالمظهر كن أقل رضا عن شكل جسمهن ولديهم انخفاض صورة الذات وانخفاض تقدير الذات من الإناث اللاتى لم يتعرضن للصور ذات العلاقة بالمظهر، ولأن لكل مجتمع ثقافته الخاصة به والتى تحدد العلاقة الارتباطية بين صورة الجسم وبعض المتغيرات النفسية، ومعايير خاصة به تسهم فى تبنى صورة الجسم المثالية، فإذا تطابقت صورة الجسم وهذه المعايير أشعره ذلك بجاذبيته الجسمية، وكلما ابتعدت الصورة للفرد عن هذه المعايير تكونت لدى الفرد اتجاهات سلبية نحو جاذبيته الجسمية.
ثانياً: الاكتئاب
يعد الاكتئاب أحد أكثر الأمراض النفسية شيوعاً، وأنه يصيب النساء والرجال إلى وقت قريب كان يعتقد أن الاكتئاب اضطراب يصيب البالغين فقط، وأنه يرتبط بتقدم العمر .. ولكن الدراسات الحديثة أظهرت أنه يصيب الأطفال أيضاً كما يصيب الشباب والمسنين.
وقد أطلق مصطلح «الاكتئاب Depression» من قبل عدد من الأطباء النفسيين على مجموعة متزامنة من الأعراض الانفعالية والجسدية والوجدانية المضطربة التى تسبب للشخص هبوطاً واضحاً فى حالته المزاجية، وتدهوراً واضحاً فى أنشطته الحياتية اليومية، وعزوفاً عن القيام بأى عمل إيجابى هادف، وتقاعساً عن الإتيان بوظائفه المعتادة، فيعتزل الحياة الطبيعية، وتقل قيمته فى نفسه ويرى الحياة كلها بلا قيمة، فيزهدها وقد يفكر فى التخلص من حياته. (عبدالباقى، 2009، 13، 15).
كما يعبر الاكتئاب عن كل الآلام النفسية والجسمية والمنغصات التى تمضى عليها الأيام والشهور، حيث أن الاكتئاب يأخذ فى البداية شكل أعراض وأمراض جسمية كالصداع وفقدان الشهية، واضطرابات النوم، وآلام العضلات واضطرابات المعدة، وتزداد المشكلة تعقيداً، عندما يكون الاكتئاب مصحوباً بأمراض نفسية وجسمية أخرى مستقلة. (إبراهيم، 2008م، 52).
ويمكن للمقاييس النفسية فى حالة تطبيقها على الأفراد أن تمنحنا صورة موضوعية عن الجوانب النوعية للمشكلة وعن الأعراض المميزة لهذا الفرد أو ذاك، ويمثل مقياس «بيك» للاكتئاب محاولة ناجحة لقياس درجة الاكتئاب فى الشخصية، (وهو المقياس المستخدم فى الدراسة الحالية) ويتكون من (21) مجموعة من الأسئلة (ولكن تم استبعاد المجموعة الأخيرة من الأسئلة حتى يلائم طالبات البيئة السعودية، وأصبح مكونًا من (20) مجموعة من الأسئلة) وكل مجموعة تصف أحد الأعراض الرئيسية للاكتئاب كما يلى:
1 -  الحزن      2- التشاؤم من المستقبل           3- الإحساس بالفشل     
4- السخط وعدم الرضا            5 – الإحساس بالندم أو الذنب      6- توقع العقاب 7- كراهية النفس  8- إدانة الذات  9- اليأس           10 – وجود أفكار انتحارية
11- البكاء وعدم الاستقرار النفسى          12- الانسحاب الاجتماعى
13- التردد وعدم الحسم                       14- تغير صورة الجسم والشكل
15- هبوط مستوى الكفاءة والعمل.         16- اضطرابات النوم
17- التعب والقابلية للإرهاق       18- فقدان الشهية          19- تناقص الوزن
20- الانشغال على الصحة.
وهذا المقياس يكشف عن ميل الفرد إلى الاكتئاب والكدر بالنسبة للمجتمع الخارجى، كما يكشف عن الجوانب النوعية التى يعبر بها عن هذا الاضطراب والتى تشمل الشكاوى الجسمية أو الحزن أو الإحساس بالذنب ... إلخ كما يكشف عن معاناة الفرد من المشكلات الاجتماعية المرتبطة بالاكتئاب بما فيها مثلاً توتر علاقاته بأفراد أسرته أو زملائه، وفقدان الرغبة فى المبادرات الاجتماعية الايجابية.
ويعرف الاكتئاب بأنه حالة من الألم النفسى مصحوبة بالإحساس بالذنب إحساساً شعورياً، وانخفاضاً ملحوظاً فى تقدير النفس لذاتها، ونقصانًا فى النشاط العقلى والحركى (عطا، 1993م، 275).
**النظريات المفسرة للاكتئاب:
لقد تعددت النظريات المفسرة للاكتئاب، ويمكن عرض بعض وجهات النظر المختلفة كما يلى:
(1) الاكتئاب من المنظور السلوكى:
يرى أصحاب النظرية السلوكية فى علم النفس، أن الاكتئاب سببه ألوان من العجز التى تصيب الفرد عندما تقع له خبرات مؤلمة ومنفردة، وفى نفس الوقت تعجز البيئة والظروف المحيطة به عن تعويضه أو مساندته وتدعيمه لمواجهة تلك الخبرات المؤلمة. (عبدالباقى، 2009م، 13، 14) وفى هذا الصدد تشير (كردى، 2009م، 131) إلى أن النظرية السلوكية قدمت فهماً واضحاً لسلوك المكتئب، فالسلوكيات والمشاعر الاكتئابية تتم إثارتها بسبب انخفاض معدل تدعيم الاستجابة، فالأفراد المكتئبون يقومون بسلوكيات أقل ويستقبلون تدعيما"ً إيجابياً للذات أقل كما تقل أنشطتهم وممارستهم للمهارات الاجتماعية وذلك بالمقارنة بغير المكتئبين، فالاكتئاب ينتج من فقدان القدرة على الضبط الفعال لبيئة الفرد البين شخصية مثل اضطرابات الاتصال وصورة التفاعل اللفظى.
(2) الاكتئاب من منظور نظرية التحليل النفسى:
نجد أن النظريات المبكرة من التحليل النفسى تنظر إلى الاكتئاب بصفته نتاجًا للتفاعل (أو التصارع) بين الدوافع (أو الرغبات) والجوانب الوجدانية بما فيها مشاعر الذنب والخسارة فى العام الأول من العمر، ويشير «فرويد» إلى أن الكراهية اللاشعورية تضاعف مشاعر الاكتئاب والغضب الداخلى واتهام الذات، ويرى «رادو» الذى يعتبر من العلماء التحليليين الذين اهتموا بدراسة الاكتئاب، أن الاكتئاب ما هو إلا «صرخة بحث عن الحب» ويصف «فينخيل» المكتئب بأنه «إنسان مدمن حب»، لكن «بيبرينج» ينظر للموضوع نظرة أشمل فيرى أن الخاصية الرئيسية التى تميز الاكتئاب تتمثل فى العجز عن تحقيق الحاجات أو الطموحات ويرى أن الحاجة للحب والتقدير ما هى إلا واحدة من ثلاث إحتياجات رئيسية تشمل الحاجة للقوة والأمان، والحاجة لمنح الحب، ويحدث الاكتئاب نتيجة للفشل فى إرضاء أو لإحباط أى حاجة من تلك الحاجات الثلاثة. (إبراهيم، 2008م، 73، 74).
(3) الاكتئاب من منظور النظرية الاجتماعية:
يفترض علماء الاجتماع أصحاب النظرية الاجتماعية فى علم النفس أن «الاكتئاب» يحدث نتيجة لعجز الفرد فى محاولاته لتأكيد ذاته، وفشله فى العلاقات والمهارات الاجتماعية، وتفاقم مشكلاته (عبدالباقى،2009م، 14).
وتعزو النظريات الاجتماعية ظهور الاكتئاب لعدد من الأسباب قد يكون من بينها (البيت غير المترابط – غياب الروابط والعطف والحب وانحراف الأب أو غيابه- ، والعزلة الاجتماعية، الإحساس بالنبذ الاجتماعى، وسوء الأحوال الاقتصادية، وانخفاض الإنجاز أو الفشل فى تحقيق الأهداف المادية، والعلاقات الشخصية والاجتماعية. (عبدالنبى، 2008م، 197).
(4) الاكتئاب من منظور النظرية المعرفية:
يرى أصحاب النظرية المعرفية فى علم النفس أن الاكتئاب يحدث نتيجة التشويهات التى تصيب عمليات التفكير والاعتقادات والاتجاهات الفكرية اللاتكيفية. (عبدالباقى، 2009م، 14) حيث أن الإكتئاب ينتج بشكل أساسى من ميل الفرد للنظر إلى نفسه والمستقبل والعالم نظرة تشاؤمية، وتتلخص الفكرة الأساسية لدى أصحاب النظرية المعرفية فى أن الشخص المكتئب لديه تنظيم معرفى يعمل على تثبيت تفكيره التشاؤمى السلبى وتأكيده، ويقوم ذلك التنظيم المعرفى السلبى بتفسير الأحداث بشكل سلبى ومحرف للواقع، وتفترض هذه النظرية أن ذلك التنظيم يتكون ويتطور نتيجة لخبرات الشخص، وأنه يبقى فى حالة كمون حتى يتم إستثارته بالضغوط المختلفة أو ما يسمى بالعوامل المعجلة التى يكون الشخص حساساً تجاهها وخاصة إذا كان ذلك التنظيم السلبى مستهدفاً للاكتئاب. (كردى، 2009م، 131، 132).
ويرى «إليس» أن التفكير والانفعال والسلوك عوامل متداخلة ومتفاعلة مع بعضها، وأن أى تغيير فى إحداها يؤدى بالضرورة إلى تغيير بقية العوامل، لذلك فإن سلوك الإنسان يعتبر المحصلة النهائية لأفكاره وانفعالاته، كما أكد على أن أفكارنا غير المنطقية واعتقاداتنا غير الواقعية تخلق لنا سلوكيات سلبية عاجزة عن أداء وظائفها وممارساتها وإنجازاتها المرجوة منها. (عمر، 2003م، 17، 26).
وجدير بالذكر أن وراء كل انفعال إيجابى (الرضا عن النفس، توقع الطيب، السرور)، أو سلبى (كالاكتئاب والقلق)، بناء معرفى ومعتقدات، وطريقة تفكير سابقة لظهوره، فإذا كانت طريقة التفكير عقلانية ومنطقية، فإن كل من الانفعال والسلوك سيكون إيجابياً وهادئاً، ودافعاً لمزيد من النشاط والبناء، والعكس صحيح، إذا كانت طريقة التفكير غير مقبولة، وغير منطقية، فإن كلاً من السلوك والانفعال سيكون على درجة مرتفعة من الاضطراب (عبدالغفار، 2007م، 651).
* أنواع الاكتئاب:
يذكر (صادق، 2009م، 10) الأنواع التالية:
1- الاكتئاب التفاعلى «العصابى»:
وهو مرض نفسى يدرك المريض أبعاده، ويحدث نتيجة لمؤثرات خارجية، تدفع الإنسان إلى الإحساس بالحزن دون أن يصاحب ذلك أى أعراض فسيولوجية، ومريض الاكتئاب التفاعلى لا يفكر إطلاقاً فى الانتحار، بل هو يسعى للعلاج بنفسه للخلاص من أحزانه.
2- الاكتئاب الذهانى «العقلى»:
وهو مرض قد يصيب الإنسان مرة واحدة فى حياته .. وقد يظل يلاحقه فى صورة نوبات متكررة. وهو مرض يحدث نتيجة لاضطرابات كيميائية فى مخ الإنسان بسبب انخفاض نسبة الأحماض الأمينية فى بعض مراكز المخ وهى: السيروتونين، الدوبامين، والنور أدرينالين. إذن هو خلل غير معروف سببه ، والعامل الوراثى قد يلعب دوراً .. والضغوط أيضاً قد تؤدى إلى حدوث النكسات.
3- اكتئاب سن اليأس:
يشابه الاكتئاب الذهانى إلا أنه يصيب المريض للمرة الأولى فى حياته بعد سن الخمسين وهو أكثر فى النساء عن الرجال بنسبة 8 : 1.
4- الاكتئاب العضوى:
هذا الاكتئاب قد يأتى لأسباب عضوية أى نتيجة لمرض فى الجسم وأهم الأسباب اضطراب الغدد الصماء وعلى رأس القائمة (الغدة الدرقية) و(50%) من مرض المكسيديما Myxoedem (نقص هرمون الغدة الدرقية) تبدأ أعراضهم بالاكتئاب. وزيادة نشاط الغدة الكظرية (فوق الكلوية) Supra Renal Gland التى تفرد الكروتيزون، وتسبب مرضاً يعرف باسم «كوشنج» Cushing يؤدى إلى ظهور أعراض الاكتئاب، وكذلك أمراض الجهاز العصبى قد يصاحبها الاكتئاب مثل الشلل الرعاشى وتصلب شرايين المخ فى كبار السن، أيضاً نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية الرئيسية قد يسبب الاكتئاب بالإضافة إلى أعراض عصبية أخرى كما يحدث فى مرضى البلاجرا Pellagra. (صادق، 2009م، 10- 19).
وقد تبين أن الأم المكتئبة تنعكس حالتها الانفعالية على معاملاتها لأطفالها، وأنهم يقلدون كثيراً من سلوكيات الاكتئاب لديها. كما أوضحت بعض الدراسات أن الطلاب الذين يشاهدون المنازعات الوالدية الحادة يكونون أكثر اكتئاباً، كذلك المعاملات الوالدية السالبة تجعل الطفل أكثر عرضة للاكتئاب النفسى مثل الأوامر المستبدة والإهمال وعدم الاهتمام. (عبدالباقى، 2009، 23، 93-100).
أيضاً هناك أوجه شبه فى أعراض الاكتئاب الأساسى Major Depression بين الأطفال والراشدين، فيشبه الأطفال والمراهقون من سن السابعة إلى السابعة عشر الراشدين فى كل من المزاج المكتئب، وفقد القدرة على الاستمتاع والسرور، والتعب، ومشكلات لتركيز الانتباه، والتفكير فى الانتحار. (على، 2010، 248، 249).
ثالثاً: مفهوم الذات:
إن مفهوم الذات يلعب دوراً محورياً فى تشكيل سلوك الفرد وإبراز سماته المزاجية، فكل منا ينحو إلى أن يسلك مع الطرق التى تتفق مع ذاته. إن مفهومنا عن ذاتنا يحكم سلوكنا بشكل واضح سواء كان هذا المفهوم صحيحاً أو خاطئاً. وهذا يؤكد أهمية استخدام مفهوم الذات فى فهم الشخصية ولمعاونة الفرد على حل مشكلاته المختلفة وإعادة توافقه مع البيئة الخارجية وربما لفهم جوانب شخصيته، ووضع قوانين تسهم فى التنبؤ بسلوكه فى المواقف المختلفة (فيتس، وليم، 1998م، 7، 8).
ويعرف «شافيلسون وآخرون» مفهوم الذات بأنه إدراك الفرد لنفسه، وهذه الإدراكات يتم تشكيلها من خلال خبرته فى البيئة وتتأثر على وجه الخصوص بتدعيمات المهمين من حوله فى البيئة (Shavelson, et. al., 1982, 3).
ويؤكد «جنيسين» بأن مفهوم الذات هو إدراك الفرد لذاته ويتشكل مفهوم الذات من خبرة الفرد بالبيئة التى يوجد بها، ويتأثر بتدعيمات الأفراد ذوى الأهمية فى حياة الفرد (Jensen, 1985, 53).
كذلك يرى «كرابير» أن مفهوم الذات هو أفكار الفرد وإدراكاته حول ذاته، والتنظيم الكلى والكامل لهذه الإدراكات التى يدركها الفرد عن نفسه (Kraebber, 2007, 12).
أيضاً يرى «كوين» أن مفهوم الذات هو مجموعة من المعتقدات القائمة على حكم الشخص على نفسه، وليس من الضرورة أن يكون هذا الحكم دقيقاً، كما يعد تقدير الذات طريقة أخرى لمعرفة مفهوم الذات حيث أن الشخص ذا التقدير المرتفع لذاته لديه مفهوم ذات إيجابى على العكس من الشخص ذي التقدير المنخفض لذاته فلديه مفهوم ذات سلبى.  (Quinn, 1995, 262)
كما تعرف «جال وآخرون» مفهوم الذات بأنه الطريقة التى يدرك بها الفرد نفسه، فيشمل مفهوم الذات تصوراتنا عن أنفسنا فى ضوء الشخصية والمظهر، كما يشمل أيضاً إدراكنا لكيفية رؤية الآخرين لنا. (Gall, et. al., 1996, 324)
وفى هذا الصدد يوضح (الفقى، 2008م، 99-101) أن الصورة الذاتية هى الصورة التى يرسمها لنفسه بسبب اعتقاده عن نفسه وبسبب آراء الناس عنه، فالإنسان عندما يرضى عن نفسه من خلال إنجازاته فتتحسن صورته الذاتية وتقديره الذاتى، وتزداد ثقته فى نفسه، ويجد نفسه سعيداً فى حياته.
وأكد «هارتر وآخرون» على اختلاف أبعاد ومكونات مفهوم الذات باختلاف المرحلة العمرية، حيث تختلف هذه المكونات فى مرحلة الطفولة عنها فى مرحلة المراهقة ومرحلة الشباب أو لدى طلاب الجامعة، وقد حددوا مكونات مفهوم الذات لدى الأطفال ونتج عن ذلك وجود خمسة عوامل وهى (الكفاءة المدرسية، التقبل الاجتماعى، الكفاءة الرياضية، المظهر البدنى أو الجسدى، السلوك)، وعند دراسة مفهوم الذات لدى المراهقين ظهرت ثلاثة أبعاد جديدة هى (الكفاءة المهنية، الجاذبية العاطفية، العلاقات والصداقة القوية)، أما دراسة مفهوم الذات لدى الشباب الجامعى فقد نتج عنها (11) بعداً من أبعاد مفهوم الذات وهى (الابتكارية، القدرة العقلية، الكفاءة الدراسية، الكفاءة المهنية، الكفاءة الرياضية، المظهر، العلاقات العاطفية، التقبل الاجتماعى، العلاقات القوية مع الأصدقاء، العلاقات مع الآباء، الحصول على المرح والمتعة فى الحياة، الأخلاق). (Rodriguez, 1998, 28-30).
وتقوم النظرية المعاصرة  لمفهوم الذات على اعتباره متعدد الأبعاد، وتتميز هذه الأبعاد بالتداخل والترابط وتتفاعل مع بعضها البعض لتصنع الصورة النهائية للذات، وهذه الأبعاد كما يلى:
1- مفهوم الذات العام Global Self Concept
يتضمن مشاعر الفرد حول كفاءته فى العديد من النواحى، وغالباً يرى الأفراد مرتفعو مفهوم الذات أنفسهم باعتبارهم أكفاء ذوى قيمة، وبشكل عام لديهم نظرة إيجابية لأنفسهم.
2- مفهوم الذات البدنى Physical Self Concept
ويتضمن نظرة الفرد لجسده بما فيها الجانب الصحى، المظهر، الجانب الجنسى، المهارات البدنية، ويرتبط هذا المكون أو البعد ارتباطاً شديداً بمفهوم الذات العام.
3- مفهوم الذات الخلقى  Moral Self Concept
ويتضمن نظرة الفرد لذاته من جهة خلقية ويتضمن مشاعر الرضا عن الدين أو  عدم التدين، وامتلاك الفرد لمعايير السلوك القويم.
4- مفهوم الذات الشخصى Personal Self Concept 
ويتضمن إحساس الفرد بالقيمة وتقييم شخصية الفرد بشكل يعبر عن مشاعر الفرد حول جسده أو علاقاته مع الآخرين.
5- مفهوم الذات الأسرى Family Self Concept
ويتضمن مشاعر الفرد وإدراكه لذاته فى علاقاتها مع أعضاء أو أفراد أسرته.
6- مفهوم الذات الاجتماعى Social Self Concept
ويشير إلى كيف يدرك الفرد ذاته فى علاقاتها مع الآخرين، كما يرتبط مفهوم الذات الاجتماعى بمفهوم الذات البدنى، بينما يشير انخفاض مفهوم الذات الاجتماعى إلى ضعف المهارات الاجتماعية وارتفاع مشاعر العزلة والاغتراب.
7- مفهوم الذات الأكاديمى Academic Self Concept
ويشير إلى كيف يدرك الأفراد أنفسهم فى المدرسة والعمل، ويرتبط مفهوم الذات الأكاديمى بالأداء الأكاديمى الفعلى، ويميل الأفراد مرتفعو مفهوم الذات الأكاديمى إلى الشعور بالكفاءة فى العمل أو المدرسة. (Tarquin, 2007,  14-15)
* نظرية الذات لـ «كارل روجرز»:
تناولت الباحثة نظرية الذات لـ «كارل روجرز» دون غيرها من النظريات المتعددة للذات لأن المقياس المستخدم فى هذه الدراسة الحالية تم تصميمه فى ضوء هذه النظرية.
ويعد «كارل روجرز» من أبرز علماء النفس الذين تناولوا مفهوم الذات بالدراسة العلمية المنظمة، بهدف الكشف عن طبيعة الشخصية ومكوناتها ودينامياتها، كما أنه يصور كل فرد على أنه مركز لعالم من الخبرة يتغير باستمرار (بدر، 2005م، 236) وقد عرف «كارل روجرز» «الذات» بأنها جوهر الشخصية، ومفهوم الذات بأنه حجر الزاوية فيها، وهو الذى ينظم السلوك، ويتضح تعريف «الذات» كما حدده «روجرز» فى نظريته «بأنها كينونة الفرد أو الشخص، وتنمو الذات وتنفصل تدريجياً عن المجال الإدراكى، وتتكون بنية الذات نتيجة للتفاعل مع البيئة . وعلى الرغم من أن مفهوم الذات ثابت إلى حد كبير إلا أنه يمكن تعديله وتغييره تحت ظروف معينة فى الإرشاد والعلاج النفسى (زهران، 2005م، 94- 95).
وتبعاً لنظرية «روجرز» فإن الفرد يقدر كل خبرة فى علاقاتها بمفهوم الذات لديه. أن الناس يريدون أن يتصرفوا بطرق تتسق مع صورة ذواتهم وخبراتهم ومشاعرهم، وتتسبب الخبرات والمشاعر غير المتسقة فى تهديد بالنسبة للشخص، وكلما زادت مجالات الخبرة التى يتعين على الشخص إنكارها نتيجة لعدم اتساقها مع مفهوم الذات لديه، اتسعت الهوة بين الذات والواقع، وزاد احتمال حدوث القلق. والذات الأخرى فى نظرية «روجرز» هى «الذات المثالية Ideal-Self» فلدى كل منا فكرة عن نوع الشخص الذى نتمنى أن نكونه، وكلما اقتربت الذات المثالية من الذات الواقعية أصبح الشخص محققاً لذاته منجزاً وسعيداً، أما المفارقة الكبيرة بين الذات الواقعية والذات المثالية فيترتب عليها أن يكون الشخص تعيساً غير راض بحياته (عبدالخالق، 1991، 474).
بناء على ما سبق نجد أن جميع البحوث التى تناولت تغير ونمو الذات قد تضمنت تقييمًا قبليًا وبعديًا لمفهوم الفرد عن الذات الحقيقية التى عليها المرء فعلاً، مقارنة بمفهوم المرء للذات المثالية أو الذات مثلما ينبغى أن يكون عليها المرء، وأى تباين يعنى الصراع، والغرض من تقييم الذات غرض إيجابى للتقويم بعد التعرف على نقاط القوة والضعف، ولكن يحتمل أن تصبح عملية تقويم الذات سلبية للغاية، فنحن نتحدث عن الاكتئاب واليأس والتشاؤم كأحوال حياتية، والتى يجد المرء نفسه منساقاً خلالها للتهوين من الذات والمشاعر باعتبارها تعكس عجز الذات. (من موقع على الإنترنت: Thomas E. Behavior Education Center - Wheeling, Illinois - P4)
لذا يرى العلماء أن الإنسان لا يولد بذاته، بل ينمو من خلال التفاعل الاجتماعى، حيث ينمىّ الإنسان تدريجياً اتجاهات ومعتقدات حول نفسه من خلال مقارنة نفسه بالآخرين، ومن خلال تخيله عن رأي الآخرين فيه، والذات التى ننميها هى نتاج عملية التنشئة الاجتماعية، أى من خلال القيم والمعتقدات والقواعد الشائعة فى الثقافة التى نعيش فيها، ومن ثم يتضح أهمية الأسرة، ويجعلنا نتوقع أن أى إخفاق من قبل الأسرة ينعكس بالضرورة على توافق أفراد الأسرة وخاصة الأبناء، فالصراعات الأسرية تخلق جواً متوتراً وتدعم المناقشات الحامية المستمرة بين الوالدين أحاسيس الطفل بعدم الأمان، ويشعر بقدرة أقل فى التعامل مع المخاوف الطفولية العادية، وأيضاً يشعر بالعبء النفسى، مما يعكس كل هذا نفسه على أحاسيس الفرد تجاه ذاته، وبالتالى يؤثر هذا بدوره على مفهومه عن ذاته، فيتبنى مفهوماً سلبياً عن ذاته، مما يمهد إلى ظهور أشكال من السلوك غير سوية مثل السلوك العدوانى (هدية، 1998م، 7، 8).
رابعاً: أساليب المعاملة الوالدية:
حيث أن الأسرة تعتبر هى المؤسسة النفسية والاجتماعية الأولى بالنسبة للطفل ففيها تتشكل شخصيته، ويؤثر الوالدان على أطفالهما بما يتبؤه من أساليب معاملة وتنشئة، وبما يتلقاه الطفل من معايير وقواعد سلوكية وقيم أخلاقية ودينية، فالآباء هم المسئولون أساساً عن تزويد أبنائهم بالنمو الآمن ليصبحوا أفراداً أسوياء فى المجتمع. وأى خلل فى ذلك يؤدى إلى نوع من العنف الأسرى أو «الإهمال المعنوى» الذى يعرفه «فريدرايخ وهيللر Friedrich & Wheeler» على أن الفشل فى إمداد الطفل بالعاطفة والمساندة الضرورية لنموه الانفعالى والنفسى والاجتماعى، ويتضمن ذلك أى سلوك يأتى به الوالدان أو القائمين على رعاية الطفل، ويتعارض مع الصحة النفسية له أو نموه النفسى والاجتماعى، كما يتضمن ذلك إطلاق أو استدعاء الطفل بأسماء مضحكة أو يقصد بها السخرية منه، وإلقاء المسئولية على الطفل ولومه على مشكلات البالغين، وتنمية إحساس الطفل بالخجل والذنب، والمقارنات السلبية بالآخرين والاستخفاف بالطفل والتقليل من شأنه. (عبدالرحمن، 2006م، 26، 27).
لذا تعتبر البيئة الأسرية عاملاً هاماً فى تشكيل شخصية الإنسان، وتكوين اتجاهه وميوله ونظرته للحياة ، لذلك كان لزاماً أن يكون الجو الأسرى صالحاً للطفل منذ ولادته، وأن تتبع الأسرة أحسن الوسائل التى تساعده على الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب بدون أن يتخلف عن هذا الانتقال أى اضطرابات فى تكوين شخصيته (فهمى، 1967م، 64).
وفى هذا الصدد يشير (كفافى، 1999م، 99) إلى المناخ الأسرى بالجو الذى يسود الأسرة باعتبارها شبكة العلاقات الإنسانية والاجتماعية التى تربط بين أفراد الأسرة، وعلى رأس هذه العلاقات طبيعة العلاقة بين الوالدين، ثم طبيعة علاقة كل منهما بكل فرد من أفراد الأسرة الآخرين.
ويصف «كولمان» أن المناخ الأسرى هو المنهج الذى يستخدمه الأبوان عند التنشئة الاجتماعية لأبنائهما وأثناء ضبط سلوكهم، ويشير إلى أن هذا المنهج فى التربية الأسرية ينقسم إلى ثلاثة أساليب (ديمقراطى – ديكتاتورى – فوضوى). (Coleman, 1980, 254)
كذلك للمناخ الأسرى وأساليب الوالدين فى التربية والعلاقة مع الأبناء، دور هام فى تقييم الذات لدى الأبناء وفى صحتهم النفسية، حيث أن المناخ الأسرى الذى يتصف بالتماسك الضعيف يرتبط بخصائص الشخصية السلبية لأن أفراد الأسرة يكونون أقل دعماً لبعضهم البعض، وهذا ما يؤدى إلى انخفاض تقدير الذات والشعور بالقلق والاكتئاب. (Aydin, et. al., 2001, 141).
فى ضوء ما سبق : نجد أن المناخ الأسري هو الجو السائد فى الأسرة بكل أشكاله المختلفة مثلاً (ديمقراطى – متسامح – متسلط) وما يسوده من أساليب واتجاهات والدية يستخدمها الآباء فى التنشئة الأسرية والاجتماعية لأبنائهم. (العمروسى، 2010م، 48).
وتعد الاتجاهات الوالدية فى معاملة الأبناء أو أساليب الرعاية الوالدية ذات أثر بالغ على شخصية هؤلاء الأبناء، وقد تبين أن من أهم المشكلات التى يتعرض لها الأبناء فى حياتهم اليومية والتى تحول بينهم وبين الصحة النفسية هى علاقاتهم بالآباء والأمهات وما يتبعونه معهم من أساليب فى المعاملة، لذا اقتصر البحث الحالى على دراسة عامل هام فى المناخ الأسرى وهو أساليب المعاملة الوالدية لمعرفة علاقته بصورة الجسم لدى طالبات الجامعة.
وفى هذا الصدد يوضح (عبدالفتاح، 1992م، 28) أن أساليب الرعاية الوالدية تعد من الاتجاهات الاجتماعية التى تحدد إلى حد كبير أساليب التربية والتنشئة والمعاملة التى يتبعها الوالدان مع أبنائهم.
ويعرف «عماد الدين إسماعيل وآخرون» أساليب المعاملة الوالدية بأنها ما يراه الآباء، ويتمسكون به من أساليب معاملة الأبناء فى مواقف حياتهم المختلفة، كما يظهر ذلك فى تقريرهم اللفظى، وتتحدد هذه الأساليب فى [التسلط ، الحماية الزائدة، الإهمال، التدليل ، القسوة، التذبذب، التفوق، السواء، إثارة الألم النفسى]. (شافعى، 2000م، 59).
كما يعرف (كفافى، 1989م، 56) أساليب المعاملة الوالدية بأنها كل سلوك يصدر عن الأب أو الأم أو كليهما؛ ويؤثر على الطفل وعلى نمو شخصيته سواء قصد بذلك التوجيه والتربية أم لا، وحدد هذه الأساليب فى (الرفض – القسوة – الحماية الزائدة – التذبذب – التحكم – الإهمال – التفرقة- إثارة القلق والشعور بالذنب – الأساليب الصحيحة – التباين فى المعاملة الوالدية).
وتشير (عبدالمجيد، 1980) إلى أن مفهوم المعاملة الوالدية كما يتلقاها الأبناء ويتمثل فى آراء الأبناء وتعبيرهم عن نوع الخبرة التى تلقونها من خلال معاملة والديهم، ومما يتمثل فى الرأى الذى يحمله الابن فى ذهنه ويدركه فى شعوره عن معاملة أبيه وأمه له وتتمثل المعاملة فى (التقبل- الرفض – التسامح – الإهمال – التشدد – الاستقلال – التبعية – التحكم – المبالغة فى الرعاية).
وتعرف (قناوى، 1983م، 83) أساليب المعاملة الوالدية بأنها «الإجراءات التى يتبعها الوالدان فى تطبيع وتنشئة أبنائهما اجتماعياً، أى تحويلهم من مجرد كائنات بيولوجية إلى كائنات اجتماعية وما يعتنقاه من اتجاهات توجه سلوكهم فى هذا المجال.
أيضاً توضح (دسوقى، 1991م، 96) أن المعاملة الوالدية هى الأسلوب الذى يتبعه الآباء لاكتساب الأبناء أنواع السلوك المختلفة، والقيم والعادات والتقاليد، وتختلف أساليب التنشئة الاجتماعية باختلاف الثقافة والطبقة الاجتماعية وتعليم الوالدين والمهنة، وتؤثر على ما سوف يكتسبه الفرد من خصائص مرتبطة بالأسلوب التربوى المتبع ومنها على سبيل المثال: (أساليب التقبل، الرفض، الاستحواذ، الضبط ، عدم الاتساق، الإكراه، الفردية).
وترى (مشهور، 2001م، 18) أن أساليب المعاملة الوالدية هى: ما يستخدمه الآباء من أساليب خلال عملية التنشئة والتطبيع الاجتماعى فى المراحل العمرية المختلفة، وهى كذلك مشاعر الأطفال وردود أفعالهم تجاه معاملة والديهم لهم.
بناء على ما سبق: ترى الباحثة أن أساليب المعاملة الوالدية هى الأساليب والسلوكيات التى يتبعها الوالدان فى تربية أبنائهما وتكون واضحة فى معاملة هؤلاء الأبناء خلال مواقف الحياة العديدة عبر مراحل نموهم المختلفة، ومن ثم تؤثر فى شخصياتهم بشكل إيجابى أو سلبى من خلال التفاعل المتبادل بين الوالدين وأبنائهما. وقد حددت هذه الأساليب فى الدراسة الحالية فيما يلى (القسوة والتشدد – التفرقة – التدليل – الرفض – التقبل – الحماية الزائدة – النبذ والإهمال – إثارة الألم النفسى – الأساليب الصحيحة فى التنشئة).
ويمكن توضيح التعاريف الإجرائية للأبعاد الرئيسية (9) التى تعبر عن أساليب المعاملة الوالدية التى يتلقاها الفرد من والديه أو أحدهما (الأب – الأم)، والتى يتضمنها مقياس أساليب المعاملة الوالدية لطالبات الجامعة فى البيئة السعودية – فى صورتين متماثلتين إحداهما صورة الأب والثانية صورة الأم. (تمثلها 100 عبارة، بواقع (50) عبارة لصورة الأب، (50) عبارة تمثل صورة الأم)، كما يلى:
1- القسوة والتشدد:
يميل بعض الآباء إلى الصرامة فى معاملتهم لأبنائهم، وتأخذ هذه الصرامة مظاهر مختلفة من الأمر والنهى والنقد والعقاب والمقاومة لرغبات الأبناء، وأمثال هؤلاء يتصفون بالقسوة فى معاملتهم لأبنائهم لأن أسلوب تربيتهم يقوم فى أساسه على السيطرة والتحكم الزائد، والتشدد يتمثل فى إلزام الأبناء الطاعة الشديدة، وعدم سماح الوالدين لأن يفرض الأبناء إرادتهما عليهما.
2- التفرقة:
ويقصد بها عدم مساواة الوالدين بين أبنائهما جميعاً، والتفضيل بينهم لأى سبب سواء كان الجنس أو السن أو أى سبب آخر، مما يؤدى إلى شعور الفرد بأن والديه أو أحدهما يميز بينه وبين إخوته بسبب أو بدون سبب.
3- التدليل:
ويقصد به تشجيع الوالدين للأبناء على تحقيق رغباتهم بالشكل الذى يريدونه مع عدم توجيههم لتحمل أي مسئوليات تتناسب مع مرحلة النمو التى يمرون بها سواء كانت (طفولة أو مراهقة أو رشد).
4-الرفض:
يشير إلى غياب الدفء والمحبة من قبل الوالدين واتباعهما لسلوكيات يفسرها الفرد بأن والديه غافلان عنه وغير مهتمين بشئونه وأمور حياته، وقد يدرك الفرد من خلال معاملة والديه له أنهما لا يتقبلانه وكثيراً ما ينتقدانه، ومن ثم يشعر الفرد بالتباعد بينه وبين والديه.
5- التقبل:
يعنى «التقبل الوالدى» (الأب – الأم): اتجاهاً إيجابياً من جانب الوالدين ويتميز باهتمام ودى بالطفل وبعاطفة قائمة على الحب له، والتقبل هو شكل من أشكال التفاعل الإيجابى بين الوالدين والذى يؤدى إلى نمو الطفل نمواً صحيحاً، ويساعده على توافقه.
6- الحماية الزائدة:
تتألف الحماية الزائدة من التقرب الزائد إلى الطفل والتودد إليه، واستمرار فترة الرعاية الطفلية وحماية الطفل من بذل الجهد أو التعب، فلا ينمو معتمداً على نفسه، ولا يستطيع حل مشكلاته، ولا شك أن الحماية الزائدة كشكل من أشكال التفاعل بين الطفل والوالدين، وكممارسة تضر بالنمو السليم لشخصية الفرد وتؤدى إلى سوء توافق الأبناء وشعورهم بالنقص وإحساسهم بعدم قيمتهم.
7- النبذ والإهمال:
بعض الآباء والأمهات ينبذون أطفالهم ويهملونهم ويتركونهم دون رعاية أو تشجيع أو إثابة للسلوك المرغوب أو محاسبة وعقاب على السلوك الخاطئ، وقد يكون الإهمال والنبذ صريحاً، وقد يكون غير صريح، وهذا الأسلوب يعتبر شكلاً من أشكال التفاعل السلبى داخل الأسرة والذى قد يؤدى إلى اضطراب الشخصية وسوء التوافق.
8- إثارة الألم النفسى:
يقصد به تلك المعاملة التى يشعر من خلالها الفرد بأن والديه أو أحدهما يحاولان (يحاول) التقليل من شأنه وتحقيره، ويميلان إلى السخرية من تصرفاته وسلوكياته غير المرغوب فيها، وإثارة الإحساس بالذنب لديه مما يشعره بالقلق والتوتر.
9- الأساليب الصحيحة فى التنشئة:
ويقصد بها ممارسة الوالدين لأساليب سوية فى تربية أبنائهما والتى تتمثل فى معاملة الأبناء معاملة طيبة وإعطائهم الحرية النسبية، وتلبية معظم رغباتهم، وجعلهم يشعرون بالدفء فى الأسرة والأمن النفسى، كذلك الثبات النسبى لموقف الوالدين فى معاملتهما لأبنائهما، حتى يتفق ذلك مع وجهة نظر الحقائق التربوية والنفسية فى تنشئة الأبناء، ومن ثم يشعر الفرد بأن والديه يفهمانه ويحرصان على إزالة كل ما يسبب له الضيق.
الدراسات السابقة
* الدراسات الأجنبية:
سيتم عرض الدراسات السابقة فى أربعة محاور على النحو التالى:
الأول: دراسات تناولت العلاقة بين صورة الجسم والاكتئاب.
الثانى: دراسات تناولت العلاقة بين صورة الجسم ومفهوم الذات.
الثالث: دراسات تناولت العلاقة بين صورة الجسم وأساليب المعاملة الوالدية.
الرابع: دراسات تناولت العلاقة بين صورة الجسم ومتغيرات الدراسة.
أولاً: دراسات تناولت العلاقة بين صورة الجسم والاكتئاب:
هدفت دراسة « سانتوس وآخرين» (Santos, et. al., 2007, 440-449) إلى التعرف على أهم المنبئات بالاكتئاب واضطرابات الأكل لدى المراهقين، وأظهرت النتائج إمكانية التنبؤ بالاكتئاب من خلال متغيرات صورة الجسم، ولم تجد الدراسة فروقاً بين الذكور والإناث فى اعتبار أن صورة الجسم أقوى المنبئات بالاكتئاب.
ناقشت دراسة «بيرمان وستيس» (Bearman & Stice, 2008, 1251-1263) الدور الذى يلعبه متغير صورة الجسم فى الاكتئاب لدى المراهقين، وحاولت الدراسة تفسير ارتفاع نسبة انتشار الاكتئاب لدى الإناث بالمقارنة بالذكور. وأشارت النتائج إلى أن صورة الجسم من أقوى المنبئات بالاكتئاب لدى الإناث دون الذكور، وأكدت على الدور الذى يلعبه صورة الجسم فى انتشار الاكتئاب لدى المراهقات بالمقارنة بالذكور.
ناقشت دراسة «لياو وآخرين» (Liao, et al., 2009, 339-341) العلاقة بين الرضا أو عدم الرضا عن صورة الجسم وبين القلق الاجتماعى والاكتئاب لدى طلاب الجامعة فى الصين. وركزت الدراسة على مشاعر طلاب الكليات الطبية الذين يدرسون بالفرقة الأولى عن صورة الجسم وعلاقتها بالقلق الاجتماعى والاكتئاب. أظهرت النتائج أن (6) مفحوصات تحققت لديهن معايير الدليل التشخيصى للاضطرابات العقلية DSM IV لاضطراب الخوف من تشوه الجسم. كما أوضحت النتائج أيضاً أن 32% من أفراد العينة مهتمون ببعض جوانب مظاهرهم، وهؤلاء ترتفع لديهم مشاعر القلق والاكتئاب بالمقارنة بالأفراد الذين لديهم صورة جسم إيجابية، وأثبتت وجود علاقة بين صورة الجسم والقلق الاجتماعى والاكتئاب.
افترضت دراسة «براوش» (Brausch, 2009, 5013) أن اضطرابات الأكل وصورة الجسم إلى جانب أعراض الاكتئاب يؤديان أو يسهمان فى النزعة إلى الانتحار لدى المراهقين، وأشارت النتائج إلى أن اضطرابات الأكل تسهم فى كل من الأعراض الاكتئابية والنزعة إلى الانتحار. بينما ترتبط الأعراض الاكتئابية وصورة الجسم بشكل مباشر، وأن عوامل مثل تقدير الذات، ودعم الرفاق، ودعم الوالدين تلعب دوراً كعوامل حماية ووقاية فى خفض حدة الأعراض الاكتئابية والنزعة إلى الانتحار، حيث تتدخل متغيرات تقدير الذات ودعم الوالدين فى العلاقة بين الانتحار والاكتئاب.
استكشفت دراسة «إكساى وآخرين» (Xie, et al., 2010, 476-488) العلاقة بين الوزن الزائد، صورة الجسم، والاكتئاب لدى المراهقين من الأسيويين والإسبانيين. وأظهرت النتائج أن الوزن الزائد منبئ بارتفاع مستوى عدم الرضا عن صورة الجسم والذى يرتبط بأعراض الاكتئاب وتوصلت الدراسة أيضاً إلى وجود علاقة بين الوزن الزائد والاكتئاب من خلال صورة الجسم.
تناولت دراسة «إيفزاج وآخرين» (Ivezag et al., 2010, 18-24) العلاقة بين الأكل فى المناسبات الاجتماعية والوزن وتأثيرها على الاكتئاب، صورة الجسم والقلق لدى طلاب الجامعة، وأظهرت النتائج وجود فروق بين الجنسين فى الأكل فى المناسبات الاجتماعية والقلق والاكتئاب وصورة الجسم. كذلك أوضحت أن السيدات اللاتى أوزانهن ترتفع لديهن مستويات القلق والاكتئاب وصورة الجسم السالبة بالمقارنة بباقى المجموعات.
ثانياً: دراسات تناولت العلاقة بين صورة الجسم ومفهوم الذات:
تناولت دراسة «إسناولا» (Esnaola, 2007, 149-163) العلاقة بين اتباع نظام غذائى Diet وبين مفهوم الذات وصورة الجسم لدى أفراد فى مراحل عمرية مختلفة [مراهقين، شباب، راشدين]، وأظهرت النتائج وجود علاقة قوية بين إدراك اتباع نظام غذائى جيد وبين مفهوم الذات وصورة الجسم. وأشارت النتائج إلى أن الأفراد الذين يعتقدون أنهم يتبعون نظاماً غذائياً صحياً لديهم مفهوم ذات وصورة جسم إيجابية بالمقارنة بالأفراد الذين يعتقدون أنهم لا يتبعون نظاماً غذائياً صحياً.
حاولت دراسة « هايمان وآخرين» (Hayman, et al., 2007, 55) التعرف على العلاقة بين الروحانية، وصورة الجسم، تقدير الذات والضغوط لدى طلاب الجامعة. وأشارت النتائج إلى وجود علاقة بين الروحانية وتقدير الذات وصورة الجسم، كما أكدت على وجود فروق بين الجنسين فى صورة الجسم حيث ترتفع مستويات عدم الرضا عن صورة الجسم لدى الإناث بالمقارنة بالذكور.
ناقشت دراسة «جريفين وكيربى» (Griffin & Kirby, 2007, 83-92) الفروق بين الجنسين فى العلاقة بين صورة الجسم وتقدير الذات. وحاولت الدراسة معرفة أثر الفروق بين الجنسين فى أثر النشاط على العلاقة بين تقدير الذات وصورة الجسم، أظهرت النتائج وجود فروق بين الذكور والإناث فى صورة الجسم لصالح الذكور، كما حدث تحسن فى صورة الجسم لدى الأفراد فى مجموعة التدريبات الرياضية فى نهاية مدة التدريبات.
استهدفت دراسة «دى فونسيكا وآخرين» (DeFonseca, et al., 2008: 94-105) التعرف على العلاقة بين عدم الرضا عن صورة الجسم ومفهوم الذات لدى الشباب والمراهقين، وقد أظهرت النتائج وجود علاقة بين صورة الجسم ومفهوم الذات.
تناولت دراسة «ماكفارلند وكامينسكى» (McFarland & Kaminski, 2009, 68-70) العلاقة بين مفهوم الذات والشعور باليأس واضطرابات صورة الجسم لدى طلاب الجامعة، وأشارت النتائج إلى أن انخفاض مستويات مفهوم الذات، وإرتفاع مستوى الاكتئاب، والقلق من المنبئات بمشكلات صورة الجسم لدى الذكور.
استهدفت دراسة «سيربى» (Serpe, 2009, 3188) التعرف على العلاقة بين السعى نحو النحافة، صورة الجسم، مفهوم الذات واضطرابات الأكل لدى الإناث. وأشارت النتائج إلى وجود علاقة موجبة بين الدافع إلى النحافة وأعراض اضطرابات الأكل، كما أوضحت وجود علاقة سالبة بين صورة الجسم ومفهوم الذات.
هدفت دراسة «تشين وجاكسون» (Chen & Jackson, 2009: 977-994) إلى التعرف على المنبئات بالتغيرات فى صورة الجسم لدى المراهقين الصينيين، وأظهرت النتائج أن مستوى المقارنة الاجتماعية والجاذبية من أقوى المنبئات بانخفاض مستوى صورة الجسم. وأكدت الدراسة على وجود مجموعة من العوامل التى تسهم فى التنبؤ بالتغيرات فى صورة الجسم.
تناولت دراسة «فارتانيان» (Vartanian, 2009, 94-126) العلاقة بين وضوح مفهوم الذات وصورة الجسم والاهتمام بالرجيم الغذائى، ولاستكشاف هذه العلاقة أجرى الباحث دراستين: الأولى أسفرت نتائجها عن أن انخفاض وضوح مفهوم الذات من المنبئات بصورة الجسم والاهتمام بالرجيم الغذائى. أما الدراسة الثانية فقد أظهرت نتائجها أن عوامل مثل المسايرة ووزن الجسد تتداخل فى العلاقة بين مفهوم الذات وصورة الجسم.
ثالثاً: دراسات تناولت العلاقة بين صورة الجسم وأساليب المعاملة الوالدية التى تسود المناخ الأسرى:
افترضت دراسة «تاومالى وديفيز» (Tawamaley & Davies, 1999, 467-489) أن عدم الرضا عن صورة الجسم يتداخل فى العلاقة بين اضطرابات الأكل والتعرض لمعايير النحافة. وأوضحت النتائج أن تقدير الذات يتداخل فى العلاقة بين عدم الرضا عن صورة الجسم واضطرابات الأكل. وأكدت أن البيئة الأسرية وخصائص الشخصية تلعب دوراً محورياً فى نمو اضطرابات الأكل.
ناقشت دراسة «هاروث» (Haworth, 2000, 212-227) الدور الذى تلعبه متغيرات الثقافة والأسرة على ظهور إعلانات الأكل، وأكدت النتائج على الدور الهام الذى تلعبه البيئة الأسرية والضبط الوالدى القهرى على مشكلات اضطرابات الأكل وعدم الرضا عن صورة الجسم.
ناقشت دراسة «كيشلر وكراوثر» (Kichler & Crowther, 2001, 443-457) أثر التواصل الأسرى السلبى كعامل وسيط فى العلاقة بين اتجاهات الأبناء نحو الأكل وصورة الجسم بعد ضبط متغيرات حجم الجسم والبيئة الأسرية لدى طالبات الجامعة وأمهاتهن، و أظهرت النتائج أن التواصل الأسرى السلبى يتداخل فى العلاقة بين نمذجة الأمهات وصورة الجسم لدى الأبناء وإتجاهاتهم نحو الأكل. وأكدت النتائج على الدور الذى تلعبه عملية النمذجة من الأمهات وأثرها على تكوين صورة الجسم والاتجاهات نحو الأكل.
استكشفت دراسة «سالتون» (Salton, 2001, 5031) العلاقة بين المناخ الأسرى واضطرابات صورة الجسم لدى طلاب الجامعة من الذكور والإناث. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها أن المفحوصين الذين على صلة وثيقة بوالديهم لديهم مستويات مرتفعة من الرضا عن صورة الجسم، وأن المفحوصين الذين تربطهم بوالديهم صلات وثيقة لديهم جاذبية جسدية.
تناولت دراسة ميلر (Miller, 2001,  6713) العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية وصورة الجسم، وأظهرت النتائج أن الإناث من المراهقات اللاتى لديهن علاقة إيجابية مع والديهم يشعرن بالرضا عن صورة أجسادهن وتتكون لديهن صورة إيجابية عن الجسد، كما أوضحت النتائج أن أثر الوالدين من حيث جودة أساليب المعاملة الوالدية والاهتمام بالمظهر يكون فى أدنى حدوده فى فترة المراهقة الوسطى.
تناولت دراسة «ريردون» (Reardon, 2003, 1553) اتجاهات الأمهات وسلوكياتهن على صورة الجسم وسلوكيات التحكم فى الوزن والاهتمام بالوزن لدى تلميذات الصفوف من الأول إلى الخامس، وأشارت النتائج إلى وجود علاقة بين تشجيع الأمهات للبنات على إنقاص الوزن واتباع نظام غذائى، وبين عدم الرضا عن صورة الجسم لدى البنات. وأكدت على الدور الذى تلعبه اتجاهات الأمهات وسلوكياتهن نحو التحكم فى الوزن والاهتمام بالوزن على صورة الجسم لدى بناتهن.
استهدفت دراسة «روكارت» (Rockart, 2004, 4151) التعرف على العلاقة بين المناخ الأسرى، الحساسية البينشخصية وعدم الرضا عن صورة الجسم، وأوضحت النتائج أن متغيرات البيئة الأسرية وعدم الرضا عن صورة الجسم والحساسية البينشخصية تسهم فى العلاقة مع اضطرابات الأكل.
استكشفت دراسة «فاول» (Faul, 2007, 2686) العوامل الموقفية والمسهمة فى صورة الجسد، وحاولت الدراسة التعرف على طبيعة إسهام مجموعة من المتغيرات المرتبطة بصورة الجسم مثل متغيرات البيئة الأسرية ، التوجه نحو دور الجنس، الضغوط، الخجل والشعور بالذنب ، وأوضحت النتائج أن هناك أثرًا قويًا للضغوط المدركة والخجل على صورة الجسم.
استهدفت دراسة «كورديرو» (Cordero, 2007, 4702) الكشف عن الدور الذى يلعبه الآباء كعوامل حماية ضد ظهور ونشوء مشكلات واضطرابات الأكل لدى طالبات الجامعة، وأوضحت النتائج أن رسائل النقد من الآباء والأمهات تؤثر على عدم الرضا عن صورة الجسم ومشكلات الأكل.
ناقشت دراسة «كولى وآخرين» (Cooley et al., 2008, 52-61) أثر سلوكيات الأم واتجاهات الأم والتغذية الراجعة المقدمة من الأم لابنتها نحو جوانب الوزن، وأوضحت النتائج أن التغذية الراجعة السلبية المقدمة من الأمهات تؤثر على صورة الجسم، وتنعكس على اضطرابات صورة الجسم لدى البنات. وأكدت الدراسة على أن أهم العوامل المنبئة بصورة الجسم لدى البنات هى التغذية الراجعة المقدمة من الأمهات وعدم موافقة الأم على شكل الابنة.
هدفت دراسة «أنشيوتز وآخرين» (Anchutz et al., 2009, 54-61) إلى التعرف على العلاقة بين السلوكيات الوالدية من الأمهات Maternal Behaviors وصورة الجسم لدى الأطفال، وأظهرت النتائج وجود علاقة بين إدراكات الأطفال لتشجيع أمهاتهم لهم ليكونوا نحافًا Thin وبين عدم الرضا عن صورة الجسم. ولم تجد الدراسة فروقاً بين الجنسين فى هذه العلاقة بين سلوكيات الأمهات وبين صورة الجسم لدى الأطفال.
استكشفت دراسة «رودجيرز وآخرين» (Rodgers et al., 2009,  837-849) الفروق بين الجنسين فى الآثار الوالدية Parental Influences على صورة الجسم لدى المراهق فى منطقة « تولوز» الفرنسية. وقد أظهرت النتائج وجود فروق بين الجنسين حيث تميل الإناث إلى إدراك تعليقات أمهاتهن حول وزنهن وشكل أجسادهن وأهمية المظهر الخارجى للجسد.
أجرى «رودجيرز وكابرول» (Rodgers & Chabrol, 2009, 137-151) دراسة للتعرف على العلاقة بين الاتجاهات الوالدية Parental Attitudes واضطرابات صورة الجسم واضطرابات الأكل لدى المراهقين والراشدين. وأظهرت النتائج وجود أثر قوى للوالدين كموصلين للضغوط الثقافية الاجتماعية. ويتم أثر الوالدين من خلال الرسائل اللفظية والتشجيع المستمر، حيث يكون لهما أثر قوى على صورة الجسم وسلوكيات الأكل لدى الأبناء.
هدفت دراسة «كيم» (Kim, 2009, 297-2003) إلى استكشاف أثر عدم الرضا عن صورة الجسم باعتباره من العوامل المسهمة فى محاولة الانتحار لدى المراهقين الكوريين، وأشارت النتائج إلى وجود علاقة بين صورة الجسم والنزعة إلى الانتحار لدى الذكور والإناث، كما أكدت نتائج تلك الدراسة أن العلاقات مع الآباء والعلاقات مع الأقران تتداخل فى العلاقة بين عدم الرضا عن صورة الجسم والانتحار.
ناقشت دراسة «هيد جييبث» (Hedgepeth, 2009, 4483) أثر العلاقات بين الوالدين والأطفال Parent - Child Relationships على الرضا عن صورة الجسم لدى الفتيات الأمريكيات من أصل أفريقى. وأظهرت النتائج أن العلاقات الإيجابية بين الوالدين والابنة من أقوى المنبئات بالصورة الإيجابية للجسم، وأكدت الدراسة على أهمية الدور الذى تلعبه جودة العلاقات بين الوالدين والأبناء على صورة الجسم لدى المراهقات.
رابعاً: دراسات تناولت العلاقة بين صورة الجسم ومتغيرات الدراسة:
تناولت دراسة «جرانت وكاش» (Grant & Cash, 1995, 69-84) مدى فاعلية العلاج المعرفى السلوكى فى اضطراب صورة الجسم لدى عينة من طالبات الجامعة، وأظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسط درجات أفراد العينة على مقاييس اضطراب صورة الجسم، وتقدير الذات، والقلق الاجتماعى، والاكتئاب فى القياس القبلى ومتوسطات درجاتهن على نفس المقاييس فى القياس البعدى، وذلك لصالح القياس البعدى.
استكشفت دراسة «لى ولى» (Lee & Lee, 1996, 177-183) انتشار اضطرابات الأكل وعلاقتها بعدم الرضا عن صورة الجسم وعدم التوافق الأسرى أو الخلل الأسرى Family Dysfunction والاكتئاب لدى الفتيات الصينيات. وأظهرت النتائج أن اضطرابات الأكل يمكن التنبؤ بها من خلال عدم الرضا عن صورة الجسم ومن خلال التماسك الأسرى والصراع الأسرى.
تناولت دراسة «لى» (Lee, 1998, 0093) إدراكات البيئة الأسرية وصورة الجسم وتقدير الذات لدى السيدات ذوات اضطرابات الأكل والعاديات. وأظهرت النتائج أن السيدات من ذوات فقدان الشهية العصبى تنخفض لديهن مستويات التعبيرية، التوجه العقلى والثقافى وأنشطة الترويح من أبعاد البيئة الأسرية. كما أكدت نتائج تلك الدراسة على وجود علاقة بين إدراكات صورة الجسم وتقدير الذات والبيئة الأسرية.
تناولت دراسة «فاريس» (Phares, 2004 : 421-429) الفروق بين الجنسين فى الآثار الوالدية وآثار الرفاق على اضطرابات صورة الجسم، وتقدير الذات والتوافق النفسى لدى الأطفال فى مرحلة ما قبل المراهقة. وقد أشارت النتائج إلى أن الإناث أكثر اهتماماً بالأنظمة الغذائية، وأكثر اهتماماً بأوزانهن بالمقارنة بالذكور، وأوضحت أن خبرات الإناث حول صورة الجسم (عدم الرضا عن صورة الجسم، الشره العصبى، الدافع نحو النحافة) ترتبط بالعديد من العوامل مثل : تأثيرات الأقران، الإغاظة، الاكتئاب، تقدير الذات العام، والتاريخ الأسرى.
تناولت دراسة «ميدوس» (Meadows, 2005, 3716) العلاقة بين عدم الرضا عن صورة الجسم، تقدير الذات، النشاط البدنى والعلاقات بين الوالدين والمراهقين، وذلك لدى المراهقين الذكور. وأظهرت النتائج وجود علاقة بين تقدير الذات وصورة الجسم (عدم الرضا عن صورة الجسم)، كما أوضحت النتائج وجود أثر للنوع على العلاقة بين سلوك الأكل، وعدم الرضا عن صورة الجسم، تقدير الذات والنشاط البدنى.
تناولت دراسة براون (Brown, 2008, 7656) العاطفة الذاتية Self Comassion كمتغير وسيط فى العلاقة بين صورة الجسم والاكتئاب وتقدير الذات. وأشارت النتائج إلى عدم وجود علاقة بين الرضا عن الجسم وأعراض الاكتئاب لدى الإناث من أفراد عينة الدراسة. كما وجدت هذه الدراسة علاقة بين مستويات الرضا عن الجسم وبين تقدير الذات.
هدفت دراسة «تشين وتشين» (Shin & Shin, 2008, 502-506) إلى التعرف على العلاقة بين عدم الرضا عن صورة الجسم وتقدير الذات والاكتئاب لدى الأطفال الكوريين البدناء، وتوصلت النتائج إلى وجود علاقة بين صورة الجسم وارتفاع مستوى أعراض الاكتئاب وانخفاض مستوى تقدير الذات لدى الأطفال البدناء، وأن عدم الرضا عن صورة الجسم ترتبط بأعراض الاكتئاب وانخفاض تقدير الذات.
تناولت دراسة «بورتر» (Porter, 2008, 3275) العلاقة بين تقدير الذات والاكتئاب، وإستراتيجيات المواجهة وصورة الجسم لدى المراهقين البدناء. وأظهرت النتائج وجود فروق بين الجنسين، حيث ترتفع مستويات عدم الرضا عن صورة الجسم لدى الذكور، كذلك أوضحت أن صورة الجسم تلعب دوراً هاماً كمتغير وسيط فى العلاقة بين ارتفاع إغاظة المراهق والأعراض الاكتئابية وانخفاض تقدير الذات لديه.
هدفت دراسة «جرين وآخرين» (Green et al., 2009, 989-999) التعرف على العوامل التى تسهم فى العلاقة بين اضطرابات الأكل والاكتئاب، وأكدت النتائج على الدور الذى تلعبه متغيرات المقارنة الاجتماعية، وعدم الرضا عن صورة الجسم وتقدير الذات فى العلاقة بين اضطرابات الأكل والاكتئاب.
استهدفت دراسة «أودى» (O’Dea,  2009,  509-517) التعرف على العلاقة بين إدراك الذات، تقدير الذات، عدم الرضا عن صورة الجسم، مخاطر اضطرابات الأكل، الاكتئاب، القلق لدى المراهقين، وأظهرت النتائج وجود علاقة موجبة بين إدراك الذات وتقدير الذات، بينما توجد علاقة سالبة بين إدراك الذات والاكتئاب وقلق الحالة والسمة. أيضاً أظهرت النتائج أن (80%) من المراهقين فى عينة الدراسة فوق المتوسط على مقياس اضطرابات الأكل.
استكشفت دراسة «جامارا وآخرين» (Gamarra, et al, 2009, 585-590) العلاقة بين صورة الجسم ومفهوم الذات وعلاقتهما بالأعراض الاكتئابية لدى مرضى «باركينسونز» Parkinsons Disease، وأشارت النتائج إلى انخفاض مستوى صورة الجسم ومفهوم الذات لدى مرضى «باركينسونز» وارتفاع مستوى الاكتئاب.
* الدراسات العربية التى تناولت صورة الجسم:
ناقشت دراسة (إبراهيم، والنيال، 1994): صورة الجسم وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية (دراسة سيكومترية مقارنة لدى عينة من طالبات جامعة قطر، وتوصلت النتائج إلى أن الطالبات القطريات من ذوات صورة الجسم المرتفعة أكثر تقديراً لذواتهن الشخصية وأكثر تقييماً لها وأكثر تقييماً لتفاعلاتهن الاجتماعية مع الآخرين، مما يشير إلى تمتعهن بالصحة النفسية وقوة الأنا وتقدير الذات، مقارنة بذوات الصورة المنخفضة للجسم. وقد حصلت عينة الإناث ذوات الدرجات المنخفضة لصورة الجسم على متوسط درجات أعلى على متغير الاكتئاب لإحساسهن بعدم جاذبيتهن الجسمية.
تناولت دراسة (بشرى، 2008) اضطراب صورة الجسم لدى عينة من طلاب جامعة أسيوط، بهدف الكشف عن العلاقة بين اضطراب صورة الجسم وبعض المتغيرات الشخصية (تقدير الذات، مركز الضبط، الاكتئاب)، وأشارت النتائج إلى ارتفاع نسبة اتنشار اضطراب صورة الجسم فى هذه الدراسة؛ لأن الأفراد فى هذه المرحلة العمرية يهتمون كثيراً بصورة الجسم والمظهر الجسمى، كما أوضحت النتائج وجود ارتباط سالب بين اضطراب صورة الجسم وتقدير الذات، فكلما زاد اضطراب صورة الجسم انخفض تقدير الذات لدى الفرد، كذلك وجود ارتباط موجب بين اضطراب صورة الجسم والاكتئاب والوسواس القهرى لدى عينة الدراسة من الإناث والذكور فى المرحلة الجامعية.
تناولت دراسة (دوجان، 2004) الرضا عن صورة الجسم لدى المعلمين الأردنيين بحسب الجنس والحالة الاجتماعية، وأوضحت النتائج أن الإناث المتزوجات أكثر رضا عن صورة أجسامهن من الإناث العازبات، كما أشارت إلى أن متوسط رضا المعلمين الأردنيين عن صورة أجسامهم كان مرتفعاً، وهذا الارتفاع فى تقدير الرضا عن صورة الجسم يرتبط بارتفاع مفهوم الذات لدى أفراد عينة البحث ويعود هذا الارتفاع فى مفهوم الذات لديهم إلى النظرة الاجتماعية والأهمية التى يوليها المجتمع الأردنى للمظهر الجسمى.
تناولت دراسة (فايد، 2004) الرهاب الاجتماعى وعلاقته بكل من صورة الجسم ومفهوم الذات لدى طالبات جامعة حلوان، وأكدت النتائج وجود علاقة سالبة جوهرية بين الرهاب الاجتماعى وكل من صورة الجسم الإيجابية والمفهوم الإيجابى للذات، لأن عدم الرضا عن الجسم لدى طالبات الجامعة يشعرهن بعدم القدرة على الكفاءة، وانخفاض تقديرهن لذواتهن، بذلك صورة الجسم لها أثر بالغ على تفاعل الفرد الاجتماعى.
تناولت دراسة (كفافى، والنيال، 1996) صورة الجسم وبعض المتغيرات الشخصية لدى عينات من المراهقات – دراسة ارتقائية ارتباطية عبر ثقافية بهدف معرفة العلاقة بين صورة الجسم وبعض المتغيرات النفسية وهى (تقدير الذات – السعادة – القلق – الوساوس – توهم المرض – الشعور بالذنب)، وتوصلت إلى نتائج عديدة منها وجود ارتباط موجب جوهري بين الرضا عن صورة الجسم وتقدير الذات الإيجابى لدى مجموعة الإناث القطريات، بينما كان الارتباط موجباً جوهرياً بين الرضا عن صورة الجسم وكل من تقدير الذات الإيجابى والسعادة والإستقلال لدى مجموعة الإناث المصريات.
هدفت دراسة (الدسوقى، 2008) التحقق من مدى فاعلية برنامج للعلاج المعرفى السلوكى فى تحسين إدراك صورة الجسم لدى عينة من طالبات جامعة المنوفية اللاتى يعانين من هذا الاضطراب، وأظهرت النتائج فاعلية البرنامج العلاجى المستخدم فى تحسين إدراك صورة الجسم حيث شعر أفراد المجموعة التجريبية بالرضا عن المظهر الجسمى واختفاء الأعراض التى تصاحب هذا الاضطراب.
تناولت دراسة (الزائدى، 2006) صورة الجسم وعلاقاتها ببعض المتغيرات الإنفعالية (القلق – الاكتئاب – الخجل) لدى عينة من المراهقين والمراهقات من التعليم العام داخل مدينة الطائف – السعودية. وتوصلت نتائج عديدة منها إلى وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين كل من صورة الجسم والقلق والاكتئاب والخجل لدى عينة الدراسة من المراهقين والمراهقات، حيث كانت هناك علاقة ارتباطية سالبة بين صورة الجسم وكل من القلق والاكتئاب والخجل، وعلاقة ارتباطية موجبة بين القلق وكل من الاكتئاب والخجل.
تناولت دراسة (الأشرم، 2008) صورة الجسم وعلاقتها بتقدير الذات لذوى الإعاقة البصرية (دراسة سيكومترية – كلينيكية) ، وتوصلت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين صورة الجسم وتقدير الذات لدى المراهقين المعاقين بصرياً، كما أظهرت النتائج الإكلينيكية أن ظروف التنشئة الأسرية وخبرات الطفولة والاتجاهات الاجتماعية بالإضافة إلى العلاقات الشخصية والجنسية تؤثر على نمو صورة الجسم وتقدير الذات لدى الحالات الطرفية.
استهدفت دراسة (فايد، 1999) الكشف عن العلاقة بين صورة الجسم والقلق الاجتماعى وفقدان الشهية العصبى لدى الإناث المراهقات، وأسفرت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية موجبة بين عدم الرضا أو عدم تقبل صورة الجسم وكل من القلق الاجتماعى، وفقدان الشهية لدى عينة الدراسة، وزيادة درجة فقدان الشهية العصابى بفعل التأثير المشترك لكل من عدم الرضا عن صورة الجسم، والقلق الاجتماعى.
هدفت دراسة (عبدالنبى، 2008) دراسة صورة الجسم وعلاقتها بتقدير الذات والاكتئاب لدى عينة من طلاب الجامعة، وتوصلت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة بين صورة الجسم وتقدير الذات لدى عينة الدراسة – أيضاً وجود علاقة ارتباطية سالبة بين صورة الجسم والاكتئاب لدى عينة الدراسة ككل. كما أوضحت النتائج أن الإناث الجامعيات أكثر اكتئابًا من الذكور لأن الإناث أكثر حساسية وتأثراً بالعديد من المؤثرات التى تؤثر على الحالة المزاجية لديهن وتجعلهن أكثر عرضة وقابلية للشعور بالحزن والاكتئاب عن الذكور.
تناولت دراسة (عباس، وشويخ، 2009) صورة الجسم والشخصية البينية (الحدية) وعلاقتهما ببعض الاضطرابات السيكوسوماتية لدى طلاب جنوب الوادى، وقد أوضحت النتائج أن صورة الجسم ارتبطت بشكل وثيق بالاضطرابات السيكوسوماتية بوجه عام، واقتصر ارتباطها فقط على اضطراب القلب والأوعية الدموية واضطراب الاكتئاب بوجه خاص، كما أثبتت أن الدور التنبؤى لمتغير صورة الجسم اقتصر على اضطراب الجلد.
عرضت (فرغلى، 2003) صورة الجسم وتقدير الذات وعلاقتهما باضطرابات الأكل لدى الأطفال، وأشارت إلى أن  الأشخاص الذين لديهم صورة جسم سلبية يكونون مشاعر مزعجة وسلبية عن أجسامهم ويشعرون بالفشل والإحباط. وحددت العوامل التى تؤثر على صورة الجسم وتقدير الذات لدى الأطفال فيما يلى: الآباء والعائلة والأصدقاء، حيث أن الملاحظات السلبية منهم، لها تأثير سلبى على صورة الجسم، وخاصة أثناء مرحلة المراهقة، ووسائل الإعلام والثقافة أيضاً تؤثر فى تقدير الذات وصورة الجسم، كذلك التربية البدنية، حيث أن الرياضة تحافظ على فقدان الوزن بطريقة فعالة للوصول إلى شكل مرغوب من الناحية الجمالية.
تناولت دراسة (فايد، 2006) صورة الجسم وعلاقتها ببعض أنماط التفاعلات الاجتماعية لدى التلاميذ فى مرحلة الطفولة المتأخرة بمدينة المنصورة، وأوضحت النتائج أن النظرة الإيجابية إلى الجسم والرضا عنه تقترن بالاتجاهات الإيجابية والتفاعلات الاجتماعية البناءة نحو الذات والآخرين، لذا فإن الرضا عن صورة الجسم يزيد من ثقة الإنسان فى ذاته، ويعد مؤشراً على الصحة النفسية والاتزان الانفعالى والتوافق النفسى والاجتماعى للفرد.
استهدفت دراسة (كردى، 2010) التوافق الزواجى وصورة الجسم لدى عينة من مستأصلات الرحم المنجبات وغير المنجبات – السعوديات، وأوضحت النتائج أن صورة الجسم لم تتغير لأن صورة الجسم لدى المرأة السعودية قد اشتملت على معان وقيم ومفاهيم ثقافية أثرت فى وجدانهن وتم إحاطتها بشىء من العناية والخصوصية، لذا فإن فقد هذا العضو لا يؤثر فى صورة الجسم لديها. كما أوضحت أن المرأة تدرك اضطراب صورة الجسم على أنه تشويه للذات، والحزن على فقد جزء من الجسم حتى وإن كان هذا الفقد فيه إنقاذ للحياة، بالتالى تشعر بالضعف وفقدان الجاذبية.
* فروض الدراسة:
فى ضوء الإطار النظرى وما توصلت إليه الدراسات السابقة من نتائج يمكن صياغة الفروض كما يلى:
1-      توجد علاقة ارتباطية سالبة ذات دلالة إحصائية بين درجات صورة الجسم ودرجات الاكتئاب لدى عينة الدراسة من طالبات الجامعة.
2-   توجد علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين درجات صورة الجسم، ودرجات مفهوم الذات لدى عينة الدراسة من طالبات الجامعة.
3-   أ) توجد علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين درجات صورة الجسم، ودرجات أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأب) لدى عينة الدراسة من طالبات الجامعة.
ب) توجد علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين درجات صورة الجسم، ودرجات أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأم) لدى عينة الدراسة من طالبات الجامعة.
4-   توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، ودرجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس الاكتئاب لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة.
5-   توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، ودرجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس مفهوم الذات لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة.
6-  أ) توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، ودرجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأب)، لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة.
ب) توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، ودرجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأم) لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة.
* إجراءات الدراسة:
أولاً: منهج الدراسة:
تعتمد الدراسة على منهج البحث الوصفى بما يشتمل عليه هذا المنهج من خطوات علمية أساسية معروفة.
ثانياً: عينة الدراسة:
تكونت عينة الدراسة من (200) طالبة من طالبات كليتى الآداب والتربية للبنات. جامعة الملك خالد بأبها – المملكة العربية السعودية – بالفرقتين الدراسيتين الثانية والثالثة فى تخصصات مختلفة (اللغة العربية – اللغة الإنجليزية – علم النفس – جغرافيا – تاريخ – دراسات إسلامية) تتراوح أعمارهن ما بين (19-24) سنة، حيث بلغ المتوسط الحسابى لأعمارهن (20.27) والانحراف المعيارى (1.11).
ثالثاً: أدوات الدراسة:
          تم استخدام الأدوات التالية:
1-       مقياس صورة الجسم:
          أعد هذا المقياس فى البيئة المصرية «الدسوقى، » (2004) ويتكون من (34) عبارة، وقد اعتمدت عليه الباحثة نظراً لكفاءته السيكومترية وتطبيقه على عينة من طالبات الجامعة، وهى نفس عينة الدراسة الحالية. وفيه يطلب من المفحوصة أن تجيب على العبارات وفقاً لبدائل خمسة (دائماً، غالباً، أحياناً، نادراً، أبداً) وتقدر دائماً بأربع درجات، غالباً بثلاث درجات، أحياناً بدرجتين، نادراً بدرجة واحدة، أبداً بصفر، وتعكس الدرجات فى العبارات (6، 11، 13، 19، 22، 24، 25) وتشير الدرجة المرتفعة على هذا المقياس إلى الرضا عن صورة الجسم، وكما تشير الدرجة المنخفضة إلى عدم الرضا عن صورة الجسم.
          وقامت الباحثة بتقنين هذا المقياس فى البيئة السعودية على عينة مكونة من (80) طالبة من طالبات كليتى الآداب والتربية للبنات – جامعة الملك خالد بأبها – بالفرقتين الدراسية الثانية والثالثة فى تخصصات مختلفة (لغة عربية – لغة إنجليزية – علم النفس – جغرافيا – تاريخ – دراسات إسلامية) تتراوح أعمارهن ما بين (19-24) بمتوسط عمرى بلغ (20,12) وانحراف معيارى بلغ قدره (0,98).
أ) صدق المقياس:
تم حساب صدق مقياس صورة الجسم باستخدام طريقتين كما يلى:
1-  الصدق البنائى أو التكوينى (الاتساق الداخلى): وذلك عن طريق حساب معامل الارتباط بين درجة كل عبارة (مفردة) مع الدرجة الكلية لمقياس صورة الجسم، والجدول التالى يوضح ذلك:
جدول (1) يوضح معاملات الارتباط بين درجات العبارات (المفردات) مع الدرجة الكلية لمقياس صورة الجسم
رقم العبارة معامل ارتباط بيرسون مستوى الدلالة رقم العبارة معامل ارتباط بيرسون مستوى الدلالة رقم العبارة معامل ارتباط بيرسون مستوى الدلالة
1 0.407 0.01 13 0.530 0.01 25 0.491 0.01
2 0.390 0.01 14 0.438 0.01 26 0.375 0.01
3 0.579 0.01 15 0.374 0.01 27 0.313 0.01
4 0.492 0.01 16 0.638 0.01 28 0.293 0.01
5 0.482 0.01 17 0.550 0.01 29 0.563 0.01
6 0.303 0.01 18 0.580 0.01 30 0.652 0.01
7 0.496 0.01 19 0.338 0.01 31 0.599 0.01
8 0.291 0.01 20 0.460 0.01 32 0.682 0.01
9 0.294 0.01 21 0.292 0.01 33 0.508 0.01
10 0.380 0.01 22 0.461 0.01 34 0.311 0.01
11 0.660 0.01 23 0.609 0.01      
12 0.295 0.01 24 0.298 0.01      
 
يتضح من الجدول (1) أن قيم معاملات ارتباط عبارات (مفردات) مقياس صورة الجسم بالدرجة الكلية تراوحت بين (0.291، 0.682) وجميع هذه المعاملات دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01)، وتشير إلى اتساق المقياس وصدق محتواه (مفرداته أو عباراته) فى قياس (ما وضع لقياسه) صورة الجسم.
2-  الصدق التمييزى: أجرت الباحثة المقارنة الطرفية بين متوسط درجات الطالبات اللاتى حصلن على درجات مرتفعة على مقياس صورة الجسم، ومتوسط درجات نظرائهن اللاتى حصلن على درجات منخفضة (ن = 200)، وذلك بحساب النسبة الحرجة لدرجات أعلى 25% ودرجات أدنى 25%، والجدول التالى يوضح ذلك.

جدول (2) يوضح النسبة الحرجة لدلالة الفرق بين متوسط درجات الطالبات الواقعات ضمن أعلى 25% ومتوسط درجات نظرائهن الواقعات ضمن أدنى 25% على مقياس صورة الجسم (ن = 50)
مجموعتا المقارنة العدد المتوسط الانحراف المعيارى النسبة الحرجة مستوى الدلالة
الطالبات غير الراضيات عن صورة الجسم 50 78.84 10.57 23.28 0.01
الطالبات الراضيات عن صورة الجسم 50 116.86 4.62
 
يتضح من الجدول (2) أن النسبة الحرجة لدرجات أعلى 25% ، ودرجات أدنى 25% قد بلغت قيمتها (23.28)، وتشير هذه القيمة إلى أن الفرق بين المجموعتين دال إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01)، مما يشير إلى قدرة المقياس على التمييز بين مرتفعى ومنخفضى صورة الجسم.
ب) ثبات المقياس:
          تم حساب ثبات مقياس صورة الجسم باستخدام طريقة التجزئة النصفية، وفى هذه الطريقة يتم تجزئة المقياس إلى نصفين بعد تصحيحه، وإيجاد قيمة على إجابات كل طالبة على الأسئلة الفردية، وإيجاد قيمة أخرى على إيجاباتها على الأسئلة الزوجية، ويتم حساب معامل القيمتين بعد التصحيح باستخدام معادلتى «سبيرمان – براون» و«جيتمان» (السيد، 2006، 52).
وقد اعتمدت الباحثة على حساب معامل الثبات باستخدام معادلتى «سبيرمان – براون» و«جيتمان»، والجدول التالى يوضح ذلك:
جدول (3) يوضح معامل الثبات لمقياس صورة الجسم بإستخدام معادلتى «سبيرمان – براون» و«جيتمان»
المقياس معامل ارتباط «سبيرمان- براون» معامل ارتباط «جيتمان»
صورة الجسم 0.5817 0.5254
 
يتضح من الجدول (3) أن قيم معاملات الثبات مرتفعة ومتقاربة باستخدام معادلتى «سبيرمان- براون» و«جيتمان»، وهذه القيم دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (0.01)، مما يدل على ثبات مقياس صورة الجسم.
2- مقياس «بيك» الثانى للاكتئاب BDI-II
          المعد الرئيسى لمقياس «بيك» للاكتئاب هو «أرون بيك Beck» الطبيب النفسى الأمريكى، وقام بتعريبه «غريب» (2000)، وهو أحدث صورة مطورة لمقياس «بيك» للاكتئاب BDI، ويتكون المقياس من (21) بنداً، ويتراوح تقدير كل بند بين (صفر) للعبارة الأولى، (1) للعبارة الثانية، (2) للعبارة الثالثة، (3) للعبارة الرابعة ، ويتم تصحيح المقياس بجمع تقديرات كل البنود لكى تشير إلى درجة المفحوص، وقد اعتمدت عليه الباحثة نظراً لكفاءته السيكومترية، وتطبيقه على المرحلة الجامعية ، وقامت الباحثة بتقنين هذا المقياس فى البيئة السعودية- بعد حذف البند الأخير رقم (21) فى المقياس حتى يتلاءم مع طبيعة المجتمع السعودى، وأصبح المقياس مكونًا من (20) بند - وتم تطبيقه على عينة قوامها (80) طالبة من الفرقتين الدراسيتين الثانية والثالثة من طالبات كليتى الآداب والتربية للبنات– جامعة الملك خالد بأبها – فى تخصصات مختلفة، وهى نفس عينة تقنين مقياس صورة الجسم.
أ) صدق المقياس:
صدق مفردات مقياس «بيك» للاكتئاب:
تم حساب معاملات ارتباط المفردات بالدرجة الكلية للمقياس، والجدول التالى يوضح ذلك:
جدول (4) يوضح معاملات ارتباط المفردات بالدرجة الكلية لمقياس الاكتئاب
رقم المفردة معامل الارتباط مستوى الدلالة رقم المفردة معامل الارتباط مستوى الدلالة
1 0.415 0.01 11 0.511 0.01
2 0.545 0.01 12 0.555 0.01
3 0.527 0.01 13 0.611 0.01
4 0.481 0.01 14 0.403 0.01
5 0.287 0.01 15 0.461 0.01
6 0.330 0.01 16 0.471 0.01
7 0.492 0.01 17 0.368 0.01
8 0.362 0.01 18 0.404 0.01
9 0.618 0.01 19 0.656 0.01
10 0.616 0.01 20 0.507 0.01
 
يتضح من الجدول (4) أن جميع عبارات مقياس «بيك» للاكتئاب مرتبطة بدرجة الكلية، حيث كانت جميع العبارات دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01)، وهذا يعنى أن المقياس لديه درجة مرتفعة من الاتساق الداخلى، وبذلك يكون مقياس «بيك» للاكتئاب صادقاً فى قياس الاكتئاب.
ب) ثبات المقياس:
          تم حساب ثبات مقياس «بيك» للاكتئاب باستخدام طريقة التجزئة النصفية وحساب معامل الثبات باستخدام معادلتى «سبيرمان – براون» و«جيتمان»، والجدول التالى يوضح ذلك:
جدول (5) يوضح معامل الثبات لمقياس «بيك» للاكتئاب باستخدام معادلتى «سبيرمان- براون» و«جيتمان»
المقياس معامل ارتباط «سبيرمان- براون» معامل ارتباط «جيتمان»
الاكتئاب 0.7576 0.7494
 
يتضح من الجدول (5) أن قيم معاملات الثبات مرتفعة ومتقاربة باستخدام معادلتى «سبيرمان- براون» و«جيتمان». وهذه القيم دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01)، مما يدل على ثبات مقياس الاكتئاب.
3- مقياس مفهوم الذات:
          أعده فى الأصل «دانيال أوفر Offer. D.» وعربه «الصياد» (1999)، وقد قامت الباحثة بإجراء بعض التعديلات على هذا المقياس ووضعت له أوزانًا متدرجة لاختيار الإجابات من البدائل الأربعة لكل عبارة، والمقياس يتكون من (30) عبارة، ويتراوح تقدير كل عبارة بين (1) تنطبق تماماً، (2) تنطبق، (3) تنطبق إلى حد ما، (4) لا تنطبق، وتشير الدرجة المرتفعة على هذا المقياس إلى مفهوم ذات إيجابى، والدرجة المنخفضة تشير إلى مفهوم ذات سلبى، ثم قامت بتقنين هذا المقياس فى البيئة السعودية عام (2008) على عينة قوامها (84) من طالبات كلية التربية للبنات - جامعة الرياض – شملت تخصصات مختلفة، وذلك لاستخدامه فى رسالة الدكتوراه، وأثبتت تمتعه بدرجة عالية من الصدق والثبات. (العمروسى، 2010، 101-105) ، وقد قامت الباحثة بإعادة حساب الكفاءة السيكومترية لهذا المقياس فى البيئة السعودية لاستخدامه فى الدراسة الحالية على عينة قوامها (80) طالبة من طالبات كليتى الآداب والتربية للبنات – جامعة الملك خالد بأبها- بالفرقتين الدراسيتين الثانية والثالثة- تخصصات مختلفة، وهى نفس عينة تقنين مقياس صورة الجسم.
أ) صدق المقياس:
صدق مفردات مقياس مفهوم الذات:
تم حساب معاملات ارتباط المفردات بالدرجة الكلية للمقياس، والجدول التالى يوضح ذلك:
جدول (6) يوضح معاملات ارتباط المفردات بالدرجة الكلية لمقياس مفهوم الذات
رقم المفردة معامل الارتباط الدلالة رقم المفردة معامل الارتباط الدلالة رقم المفردة معامل الارتباط الدلالة
1 0.391 0.01 11 0.574 0.01 21 0.310 0.01
2 0.290 0.01 12 0.566 0.01 22 0.571 0.01
3 0.531 0.01 13 0.555 0.01 23 0.428 0.01
4 0.417 0.01 14 0.260 0.01 24 0.532 0.01
5 0.672 0.01 15 0.372 0.01 25 0.276 0.01
6 0.666 0.01 16 0.357 0.01 26 0.452 0.01
7 0.384 0.01 17 0.477 0.01 27 0.657 0.01
8 0.498 0.01 18 0.491 0.01 28 0.565 0.01
9 0.403 0.01 19 0.678 0.01 29 0.510 0.01
 
يتضح من الجدول (6) أن معامل ارتباط مفردات مقياس مفهوم الذات بالدرجة الكلية للمقياس دال إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) ما عدا العبارتين (14، 25)، كانتا دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.05)، وذلك يوضح أن جميع عبارات المقياس مرتبطة بالدرجة الكلية للمقياس، مما يدل على صدق مقياس مفهوم الذات.
ب) ثبات المقياس:
تم حساب ثبات مقياس مفهوم الذات باستخدام طريقة التجزئة النصفية، وحساب معامل الثبات باستخدام معادلتى «سبيرمان – براون» و«جيتمان»، والجدول التالى يوضح ذلك.

جدول (7) يوضح معامل الثبات لمقياس مفهوم الذات باستخدام معادلتى «سبيرمان- براون» و«جيتمان»
المقياس معامل ارتباط «سبيرمان- براون» معامل ارتباط «جيتمان»
مفهوم الذات 0.8988 0.8985
 
يتضح من الجدول (7) أن قيم معاملات الثبات مرتفعة ومتقاربة باستخدام معادلتى «سبيرمان- براون» و«جيتمان». وهذه القيم دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01)، مما يدل على ثبات مقياس مفهوم الذات.
4- مقياس أساليب المعاملة الوالدية: (إعداد الباحثة)
قامت الباحثة بالاطلاع على عدد من الدراسات التى وردت بها أدوات قياس أساليب المعاملة الوالدية مثل دراسة كل من (عبدالمجيد، 1980- سلامة، 1984 - كفافى، 1989- دسوقى، 1991 – الغرباوى، 1998- أمين، 2006- العويضة، 2001).
وبعد الرجوع إلى الإطار النظرى والبحث عن الدراسات فى الكتب والمراجع المختلفة، تم اختيار بعض الأبعاد المناسبة لأساليب المعاملة الوالدية مع تحديد العبارات المناسبة لكل بعد، وتلك الأبعاد هى (9) أبعاد متتالية (القسوة والتشدد – التفرقة – التدليل – الرفض – التقبل – الحماية الزائدة – النبذ والإهمال – إثارة الألم النفسى – الأساليب الصحيحة فى التنشئة) ويتكون من (50) عبارة تمثل صورة الأب، وكذلك (9) أبعاد تشمل (50) عبارة تمثل صورة الأم بما يتلاءم مع البيئة السعودية، وتم تحديد الأوزان المتدرجة كما يلى:
(تنطبق دائماً (3) درجات – تنطبق أحياناً (2) درجتان – لا تنطبق (1) درجة واحدة ) وبذلك أصبح المقياس فى صورته النهائية يتكون من (100) عبارة تشمل صورة الأب وصورة الأم، ولتصحيح المقياس تجمع الدرجات لحساب الدرجة الكلية التى تحصل عليها الطالبة (المفحوصة) على المقياس، وتشير الدرجة المرتفعة على المقياس إلى تمتع الطالبة بأساليب معاملة والدية طيبة، كما تشير الدرجة المنخفضة على المقياس إلى سوء أساليب المعاملة الوالدية التى تعرضت لها الطالبة (المفحوصة) والجدول التالى يوضح المرحلة النهائية لمقياس أساليب المعاملة الوالدية.
جدول (8) يوضح المرحلة النهائية لمقياس أساليب المعاملة الوالدية
    صورة الأب                                                                                                                      صورة الأم
م البعد عدد عباراته أرقام العبارات   م البعد عدد عباراته أرقام العبارات
الأول القسوة والتشدد 7 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7   الأول القسوة والتشدد 7 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7
الثاني التفرقة 5 8، 9، 10، 11، 12   الثاني التفرقة 5 8، 9، 10، 11، 12
الثالث التدليل 5 13، 14، 15، 16 ، 17   الثالث التدليل 5 13، 14، 15، 16، 17
الرابع الرفض 5 18، 19، 20، 21 ، 22   الرابع الرفض 5 18، 19، 20، 21، 22
الخامس التقبل 5 23، 24 ، 25 ، 26 ، 27   الخامس التقبل 5 23، 24، 25، 26، 27
السادس الحماية الزائدة 5 28، 29 ، 30 ، 31 ، 32   السادس الحماية الزائدة 5 28، 29 ، 30 ، 31 ، 32
السابع النبذ والإهمال 5 33، 34 ، 35، 36 ، 37   السابع النبذ والإهمال 5 33، 34 ، 35، 36 ، 37
الثامن إثارة الألم النفسى 5 38، 39، 40، 41، 42   الثامن إثارة الألم النفسى 5 38، 39، 40، 41، 42
التاسع الأساليب الصحيحة فى التنشئة 8 43، 44، 45، 46، 47 ، 48، 49، 50   التاسع الأساليب الصحيحة فى التنشئة 8 43، 44، 45، 46، 47 ، 48، 49، 50
أ ) صدق مقياس أساليب المعاملة الوالدية (إعداد الباحثة)
1-   صدق المحكمين:
تم عرض المقياس على (7) محكمين من السادة الأساتذة المتخصصين فى الصحة النفسية والإرشاد والعلاج النفسي والخبراء من تخصصات أخرى، وفى ضوء آراء الأساتذة المحكمين تم إجراء بعض التعديلات شملت حذف وتعديل وإضافة بعض العبارات بما يتلاءم ويتناسب مع طبيعة عادات وتقاليد المجتمع السعودى، بُناء على توجيهات السادة المحكمين.
2-   الصدق بطريقة الاتساق الداخلى:
قامت الباحثة بتقنين هذا المقياس فى البيئة السعودية على عينة قوامها (80) طالبة من طالبات كليتى الآداب والتربية للبنات – جامعة الملك خالد بأبها – من الفرقتين الدراسيتين الثانية والثالثة فى تخصصات مختلفة، وهى نفس عينة تقنين مقياس صورة الجسم.
أولاً: صدق مفردات مقياس أساليب المعاملة الوالدية:
تم حساب معاملات الارتباط بين كل عبارة (مفردة) والبعد الذى تنتمى إليه فى كل من صورة الأب وصورة الأم، والجداول التالية توضح ذلك (9)، (10):

جدول (9) يوضح معاملات ارتباط كل عبارة (مفردة) والبعد الذى تنتمى إليه (صورة الأب)
البعد العبارات معامل الارتباط الدلالة البعد العبارات معامل الارتباط الدلالة
(الأول)
القسوة والتشدد
1
2
3
4
5
6
7
0.614
0.823
0.606
0.320
0.573
0.614
0.690
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(السادس)
الحماية الزائدة
28
29
30
31
32
0.634
0.593
0.634
0.628
0.637
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(الثانى)
التفرقة
8
9
10
11
12
0.685
0.671
0.647
0.616
0.529
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(السابع)
النبذ
و
الإهمال
33
34
35
36
37
0.726
0.718
0.603
0.627
0.628
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(الثالث)
التدليل
13
14
15
16
17
0.614
0.599
0.410
0.471
0.269
0.01
0.01
0.01
0.01
0.05
(الثامن)
إثارة الألم النفسى
38
39
40
41
42
0.713
0.516
0.580
0.714
0.643
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(الرابع)
الرفض
18
19
20
21
22
0.778
0.620
0.658
0.760
0.706
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(التاسع)
الأساليب
الصحيحة
في
التنشئة
43
44
45
46
47
48
49
50
0.610
0.582
0.732
0.773
0.726
0.730
0.786
0.759
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(الخامس)
التقبل
23
24
25
26
27
0.692
0.815
0.790
0.755
0.762
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
       
 
يتضح من الجدول (9) أن قيمة الارتباط بين العبارات وأبعادها دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) ، فيما عدا العبارة رقم (17) التى تنتمي إلى البعد الثالث دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.05)، مما يدل على صدق مقياس أساليب المعاملة الوالدية صورة الأب.
جدول (10) يوضح معاملات ارتباط كل عبارة (مفردة) بالبعد الذى تنتمى إليه (صورة الأم)
البعد العبارات معامل الارتباط الدلالة البعد العبارات معامل الارتباط الدلالة
(الأول)
القسوة والتشدد
1
2
3
4
5
6
7
0.777
0.539
0.745
0.561
0.621
0.746
0.701
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(السادس)
الحماية الزائدة
28
29
30
31
32
0.726
0.512
0.649
0.698
0.748
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(الثانى)
التفرقة
8
9
10
11
12
0.727
0.670
0.767
0.601
0.554
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
 
(السابع)
النبذ و
الإهمال
33
34
35
36
37
0.754
0.752
0.536
0.448
0.640
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(الثالث)
التدليل
13
14
15
16
17
0.662
0.639
0.569
0.557
0.352
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(الثامن)
إثارة الألم النفسى
38
39
40
41
42
0.681
0.443
0.651
0.667
0.596
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(الرابع)
الرفض
18
19
20
21
22
0.713
0.652
0.786
0.787
0.611
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(التاسع)
الأساليب
الصحيحة
في
التنشئة
43
44
45
46
47
48
49
50
0.547
0.629
0.839
0.805
0.706
0.651
0.729
0.626
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
(الخامس)
التقبل
23
24
25
26
27
0.793
0.740
0.832
0.799
0.715
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
       
 
يتضح من الجدول (10) أن قيمة الارتباط بين العبارات والأبعاد التى تنتمى إليها دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) ، مما يدل على صدق مقياس أساليب المعاملة الوالدية صورة الأم.
ثانياً: صدق أبعاد مقياس أساليب المعاملة الوالدية:
تم حساب معاملات الارتباط بين كل من بعد والدرجة الكلية للمقياس فى كل من صورة الأب وصورة الأم والجداول التالية (11) ، (12) توضح ذلك:
جدول (11) يوضح معاملات ارتباط كل بعد بالدرجة الكلية للمقياس (صورة الأب)
م أبعاد مقياس أساليب المعاملة الوالدية معامل ارتباط بيرسون مستوى الدلالة
البعد الأول
البعد الثانى
البعد الثالث
البعد الرابع
البعد الخامس
البعد السادس
البعد السابع
البعد الثامن
البعد التاسع
القسوة والتشدد
التفرقة
التدليل
الرفض
التقبل
الحماية الزائدة
النبذ والإهمال
إثارة الألم النفسى
الأساليب الصحيحة فى التنشئة
0.473
0.421
0.403
0.439
0.461
0.598
0.414
0.411
0.448
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
 
يتضح من الجدول (11) أن قيم معاملات الارتباط (بيرسون) بين كل بعد والدرجة الكلية للمقياس فى صورة الأب، مرتفعة ودالة عند مستوى دلالة (0.01)، مما يدل على صدق المقياس.
جدول (12) يوضح معاملات ارتباط كل بعد بالدرجة الكلية للمقياس (صورة الأم)
م أبعاد مقياس أساليب المعاملة الوالدية معامل ارتباط بيرسون مستوى الدلالة
البعد الأول
البعد الثانى
البعد الثالث
البعد الرابع
البعد الخامس
البعد السادس
البعد السابع
البعد الثامن
البعد التاسع
القسوة والتشدد
التفرقة
التدليل
الرفض
التقبل
الحماية الزائدة
النبذ والإهمال
إثارة الألم النفسى
الأساليب الصحيحة فى التنشئة
0.536
0.561
0.487
0.307
0.329
0.599
0.509
0.595
0.527
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
0.01
 
يتضح من الجدول (12) أن قيم معاملات الارتباط (بيرسون) بين كل بعد والدرجة الكلية للمقياس فى صورة الأم، مرتفعة ودالة عند مستوى دلالة (0.01)، مما يدل على صدق مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأم).
ب) ثبات المقياس:
تم حساب ثبات مقياس أساليب المعاملة الوالدية باستخدام طريقة «تحليل التباين» حيث تم حساب معامل ثبات مقياس أساليب المعاملة الوالدية لكل من صورة الأب وصورة الأم باستخدام معامل ألفا كرونباخ، والجداول التالية (13)، (14) توضح ذلك.
جدول (13) يوضح معامل ألفا كرونباخ لكل بعد والدرجة الكلية وحساب ألفا الكلية (صورة الأب)
الأبعـــــــاد معامل ألفا كرونباخ
البعد الأول
البعد الثانى
البعد الثالث
البعد الرابع
البعد الخامس
البعد السادس
البعد السابع
البعد الثامن
البعد التاسع
القسوة والتشدد
التفرقة
التدليل
الرفض
التقبل
الحماية الزائدة
النبذ والإهمال
إثارة الألم النفسى
الأساليب الصحيحة فى التنشئة
0.6269
0.6255
0.6579
0.6546
0.6250
0.5172
0.6120
0.6298
0.6041
ألفا الكليــــــة 0.7850
     
 
يتضح من الجدول (13) أن قيمة ألفا الكلية (0.7850) وهذا يعد معامل ثبات مرتفع، مما يدل على أن مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأب) يتمتع بدرجة عالية من الثبات فى قياس أساليب المعاملة الوالدية للأب.
جدول (14) يوضح معامل ألفا كرونباخ لكل بعد والدرجة الكلية وحساب قيمة معامل ألفا الكلية (صورة الأم)
الأبعـــــــاد معامل ألفا كرونباخ
البعد الأول
البعد الثانى
البعد الثالث
البعد الرابع
البعد الخامس
البعد السادس
البعد السابع
البعد الثامن
البعد التاسع
القسوة والتشدد
التفرقة
التدليل
الرفض
التقبل
الحماية الزائدة
النبذ والإهمال
إثارة الألم النفسى
الأساليب الصحيحة فى التنشئة
0.7017
0.7474
0.7687
0.7182
0.7292
0.7299
0.7551
0.7326
0.8057
ألفا الكليــــــة 0.8198
     
 
يتضح من الجدول (14) أن قيمة معامل ألفا الكلية بلغت (0.8197) ذلك يعد معامل ثبات مرتفع، مما يدل على أن مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأم) يتمتع بدرجة عالية من الثبات فى قياس أساليب المعاملة الوالدية للأم.
* الأساليب الإحصائية المستخدمة:
استخدمت الباحثة الأساليب الإحصائية التالية:
§    معامل ارتباط «بيرسون»، معامل ارتباط «سبيرمان – براون» و«جيتمان»، معامل ألفا كرونباخ، حساب المتوسط والانحراف المعيارى.
§    اختبار «ت» لحساب دلالة الفروق بين متوسطات درجات الطالبات فى الإرباعى الأعلى لصورة الجسم، وبين متوسطات درجات الطالبات فى الإرباعى الأدنى لصورة الجسم، وذلك فى المتغيرات الثلاثة (الاكتئاب – مفهوم الذات – أساليب المعاملة الوالدية لكل من صورة الأب وصورة الأم).
§        حساب النسبة الحرجة فى مقياس صورة الجسم .
* نتائج الدراسة وتفسيرها:
1- اختبار صحة الفرض الأول:
ينص الفرض الأول على أنه:
«توجد علاقة ارتباطية سالبة ذات دلالة إحصائية بين درجات صورة الجسم ودرجات الاكتئاب لدى عينة الدراسة من طالبات الجامعة».
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب معامل الارتباط «بيرسون» بين درجات أفراد عينة الدراسة على مقياس صورة الجسم ومقياس الاكتئاب، والجدول التالى يوضح معامل ارتباط بيرسون بين درجات أفراد العينة على مقياسى صورة الجسم والاكتئاب.
جدول (15) يوضح دلالة معامل الارتباط بين درجات أفراد عينة الدراسة على مقياسى صورة الجسم والاكتئاب
القياس صورة الجسم العينة (ن)
الاكتئاب معامل ارتباط بيرسون مستوى الدلالة 200
-0.333 0.01
 
يتضح من الجدول (15) أن معامل الارتباط (-0.333) دال إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01)، وبذلك يتحقق الفرض الأول وهو: توجد علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائياً بين صورة الجسم والاكتئاب لدى عينة الدراسة ككل.
وهذه النتيجة تتسم بالمنطقية، لأن الفرد عندما يدرك مظهر وشكل جسمه بشكل خاطئ ويشعر بعدم الرضا عن صورة جسمه فيتكون لديه صورة سالبة عن جسمه، وخاصة الإناث فيرتفع لديهن الشعور بالقلق وعدم التوازن النفسى – ونقد الذات وانعدام القيمة والقابلية للغضب والتهيج والاستثارة والخجل فى المواقف الاجتماعية والميل إلى العزلة وتجنب الآخرين مما يؤدى بهن إلى زيادة الشعور بالاكتئاب لديهن.
والمرأة فى المجتمع العربى بصفة عامة – والمجتمع السعودى بصفة خاصة تهتم بجاذبيتها الجسمية، ودائماً تبحث عن آراء الآخرين حول تلك الجاذبية، وعلى وجه الخصوص طالبة الجامعة فى المجتمع السعودى أكثر مما يثير اهتمامها وانشغالها هو مظهرها الجسمى وجاذبيتها، وعدم رضاها عن صورة جسمها يولد بداخلها مشاعر الاكتئاب.
هذه النتيجة تتفق مع الدراسات السابقة وهى: (إبراهيم، والنيال، 1994- الزائدى، 2006 –  Bearman & Stice, 2008 - Santos, et al., 2007- بشرى، 2008 – عبدالنبى، 2008 – ألطاف،  والشيوخ، 2009 – Liao, et al., 2009  - Ivezaj, et al., 2010- Xie, et al., 2010) والتى أوضحت أن الاكتئاب قد يكون سمة متأصلة فى صورة الجسم التى تتسم بالتشويش أو الاضطراب أو الانخفاض، وذلك لوجود علاقة ارتباطية سالبة بين صورة الجسم وكل من القلق والاكتئاب، وأنه يمكن التنبؤ بالاكتئاب من خلال صورة الجسم لدى الإناث، حيث أن الوزن الزائد منبئ بارتفاع مستوى عدم الرضا عن صورة الجسم الذى يرتبط بالاكتئاب فالأعراض الاكتئابية ترتبط بصورة الجسم بشكل مباشر، بسبب وجود ارتباط موجب بين اضطراب صورة الجسم والاكتئاب وهو من الاضطرابات السيكوسوماتية، وذلك لدى طلاب المرحلة الجامعية وخاصة الإناث اللاتى يعانين من صورة الجسم السالبة والاكتئاب عند ارتفاع أوزانهن. وهذا يؤكد أن الإدراك السلبى للمظهر الجسمى والوزن يرتبط بالاكتئاب لدى الأفراد خاصة طالبات الجامعة.
2- اختبار صحة الفرض الثانى:
ينص الفرض الثانى على أنه: «توجد علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين درجات صورة الجسم ودرجات مفهوم الذات لدى عينة الدراسة من طالبات الجامعة».
          وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب معامل الارتباط «بيرسون» بين درجات أفراد عينة الدراسة على مقياس صورة الجسم، ومقياس مفهوم الذات، والجدول التالي يوضح معامل ارتباط «بيرسون» بين درجات أفراد العينة على قياسى صورة الجسم ومفهوم الذات.
جدول (16) يوضح دلالة معامل الارتباط بين درجات أفراد عينة الدراسة على مقياسى صورة الجسم ومفهوم الذات
القياس صورة الجسم العينة (ن)
مفهوم الذات معامل ارتباط بيرسون مستوى الدلالة 200
0.358 0.01
 
يتضح من الجدول (16) أن قيمة معامل ارتباط بيرسون (0.358) وهى قيمة دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01)، وبذلك يتحقق الفرض الثانى وهو: توجد علاقة ارتباطية موجبة بين صورة الجسم ومفهوم الذات لدى عينة الدراسة ككل.
وهذه النتيجة تبدو منطقية، حيث أن الفتاة عندما تدرك جسمها بشكل صحيح، وتشعر بالرضا عن جسمها، ويتكون لديها صورة جسم موجبة، فتزداد ثقتها بنفسها، بالتالى يكون مفهومها عن ذاتها مرتفع، مما يجعلها تحقق إنجازات فى مختلف مجالات حياتها، ومن ثم تتمتع بالصحة النفسية.
وتتفق هذه النتيجة مع نتائج بعض الدراسات السابقة مثل (إبراهيم، والنيال، 1994- كفافى، والنيال، 1996- فايد، 2004 – دوجان، 2004 – خليل، 2006 – Hayman, 2007 - Esnaola, 2007- Griffin & Kirby, 2007 - DeFonseca, et al. 2008 – محمد، 2008- Serpe, 2009 Mc Farland & Kaminski,  2009Vartanian, 2009- كردى، 2010)، التى أوضحت أن طالبات الجامعة القطريات من ذوات صورة الجسم المرتفعة أكثر تقديراً لذواتهن الشخصية، وأكثر تقييماً لها وأكثر تقييماً لتفاعلاتهن الاجتماعية مع الآخرين. وأن الرضا عن صورة الجسم يرتبط إيجابياً مع تقدير الذات الإيجابى لدى المراهقات القطريات والمصريات، فى حين أن عدم الرضا عن صورة الجسم لدى طالبات الجامعة يشعرهن بعدم القدرة على الكفاءة، وانخفاض تقديرهن لذواتهن، لذا فإن الارتفاع فى تقدير الرضا عن صورة الذات يرتبط بارتفاع مفهوم الذات، حيث أن النظرة الإيجابية إلى الجسم والرضا عنه تقترن بالاتجاهات الإيجابية والتفاعلات الاجتماعية البناءة نحو الذات، ونحو الآخرين، لذا فإن الرضا عن صورة الجسم يزيد من ثقة الإنسان فى ذاته. كما أن الأفراد الذين يعتقدون أنهم يتبعون نظاماً غذائياً صحياً لديهم مفهوم ذات وصورة جسم إيجابية، وأكدت تلك الدراسات إلى وجود علاقة موجبة بين الدافع للنحافة وأعراض اضطرابات الأكل، وانخفاض وضوح مفهوم الذات من المنبئات بمشكلات صورة الجسم والاهتمام بالرجيم الغذائي، مما يؤكد وجود علاقة موجبة بين اضطرابات صورة الجسم وانخفاض مفهوم الذات، وأن الإشتراك فى التدريبات الرياضية البدنية تؤدى إلى تحسن صورة الجسم، بالتالى ارتفاع تقدير الذات. وفى هذا الصدد أشارت (فكرى، 1991،  78، 79) إلى أن السمنة الزائدة تمثل عبئاً نفسياً يتحمله الفرد، ويجعله غير راض عن ذاته، والذات الجسمية تعتبر أحد الأبعاد الهامة لمفهوم الذات وشخصية الفرد، وأن شعور الفرد نحو جسمه يرتبط بثقته فى نفسه وفى طريقة تعامله مع البيئة المحيطة به، وأن شعور الفرد بأن جسمه كبير وصغير، جذاب أو غير جذاب قد يفيد كثيراً فى التعرف على مفهومه لذاته ونمط سلوكه تجاه الآخرين، وأن ممارسة التمرينات الرياضية تساعد على المظهر الجيد لشكل الجسم ، فهى الأسلوب الأمثل للتخلص من السمنة عن طريق إنقاص الوزن وتحسن مفهوم الذات الجسمية (صورة الجسم) للفتيات البدينات.
بالإضافة إلى ذلك إن المرأة العربية بصفة عامة والمرأة السعودية بصفة خاصة تدرك اضطراب صورة الجسم على أنه تشويه للذات وفقدان الجاذبية، ومن ثم ينخفض لديها مفهومها عن ذاتها، وذلك يؤكد نتيجة اختبار صحة الفرض الثانى للدراسة الحالية.
3- اختبار صحة الفرض الثالث:
          ينص الفرض الثالث على أنه:
أ) «توجد علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين درجات صورة الجسم، ودرجات أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأب) لدى عينة الدراسة من طالبات الجامعة».
ب) «توجد علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين درجات صورة الجسم ودرجات أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأم) لدى عينة الدراسة من طالبات الجامعة».
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب معامل الارتباط «بيرسون» بين درجات أفراد عينة الدراسة على مقياس صورة الجسم ومقياس أساليب المعاملة الوالدية، والجدول التالى يوضح معامل ارتباط بيرسون بين درجات أفراد العينة على قياسى صورة الجسم وأساليب المعاملة الوالدية.
جدول (17) يوضح دلالة معامل الارتباط بين درجات أفراد عينة الدراسة على مقياسى صورة الجسم وأساليب المعاملة الوالدية
القياس صورة الجسم العينة (ن)
أساليب المعاملة الوالدية لصورة الأب معامل ارتباط بيرسون مستوى الدلالة 200
0.199 0.321 غير دالة
أساليب المعاملة الوالدية لصورة الأم 0.150 0.328 غير دالة
 
يتضح من الجدول (17) أن قيمة معامل ارتباط بيرسون لصورة الأب  بلغت (0.199) عند مستوى دلالة (0.321) وهى قيمة منخفضة غير دالة إحصائياً، وقيمة معامل ارتباط بيرسون لصورة الأم  بلغت (0.150) عند مستوى دلالة (0.328) وهى قيمة منخفضة غير دالة إحصائياً. ولذا فإن الفرض الثالث لم يتحقق. أى أنه لا توجد علاقة ارتباطية تذكر بين صورة الجسم وأساليب المعاملة الوالدية لدى أفراد عينة الدراسة ككل بالنسبة لصورة الأب وصورة  الأم.
ويمكن تفسير هذه النتيجة فى ضوء الوضع الاقتصادى لأبناء المجتمع السعودى وخاصة المرأة السعودية، وبالأخص فتاة الجامعة، حيث تهتم الأسرة بتوفير الإمكانيات المادية لبناتها حتى يتمكنّ من الإهتمام بمظهرهن الشخصى وجاذبيتهن الجسمية، مهما كانت أساليب المعاملة الوالدية بصفة عامة سوية أم غير سوية، بذلك تساهم فى إعدادها للزواج فى إطار ثقافة المجتمع الإسلامي الذى يسير على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم «تنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها» وهذا يعنى أن الإسلام لم يسقط الجمال من حسابه عند اختيار الزوجة، لذلك نجد أن صورة الجسم لدى المرأة العربية بصفة عامة والمرأة السعودية بصفة خاصة قد اشتملت على معان وقيم ومفاهيم ثقافية أثرت فى وجدانها وتم إحاطتها بشىء من العناية والخصوصية، فلم تؤثر أساليب المعاملة الوالدية المتبعة فى تنشئتها على صورتها الجسمية ورغبتها فى الاهتمام بجاذبيتها الجسمية، ويعود ذلك إلى النظرة الاجتماعية والأهمية التى يوليها هذا المجتمع الإسلامى للمظهر الجسمى.
وهذه النتيجة تتفق مع دراسة (Faul, 2007) التى أثبتت عدم وجود تأثير للوالدين على صورة الجسم، حيث أن التأثير الوالدى خاصة سمات الوالدين والبيئة الأسرية لم يكن بالقوة التى افترضتها الدراسة، بأن المتغيرات الأسرية من أقوى المنبئات بعدم الرضا عن صورة الجسم أي التأثير ضعيف يكاد لا يذكر، كما جاء فى الدراسة الحالية عدم وجود علاقة ارتباطية تذكر بين صورة الجسم وأساليب المعاملة الوالدية بصفة عامة لأن قيمة معامل الارتباط منخفضة جداً تكاد لا تذكر أيضاً بالنسبة لصورة الأب وصورة الأم.
ولكن تختلف هذه النتيجة مع بعض نتائج الدراسات السابقة مثل:
)Tawamaley & Davies, 1999- Haworth, 2000- Kichler & Crowther, 2001- Miller, 2001-Salton, 2001 – Reardon, 2003- Rockart, 2004- Cordero, 2007-Cooley, et al., 2008- Anschutz, et al., 2009- Rodgers, et al., 2009-Rodgers & Chabrol, 2009- Hedgepeth, 2009).
التى أكدت أن البيئة الأسرية تلعب دوراً محورياً فى نمو اضطرابات الأكل وعدم الرضا عن صورة الجسم، وأشارت إلى الدور الذى يلعبه الآباء كعوامل حماية من الاضطرابات فى صورة الجسم، كما أكدت على أهمية الدور الذى تلعبه جودة أساليب المعاملة الوالدية للوالدين، وجودة العلاقات بين الوالدين والأبناء على صورة الجسم، والاهتمام بالمظهر لدى الفتيات المراهقات.
          وحيث أن عينة الدراسة الحالية من طالبات الجامعة فهى مرحلة تعد نهاية المراهقة وبداية الرشد، تلك المرحلة التى تزداد فيها أهمية المظهر الجسمى بشكل أكثر وضوحاً، والامتثال للقيم والمثل الثقافية وزيادة الاتجاه نحو المقارنة الاجتماعية والجاذبية الجسمية والنظرة للنحافة.
          وهذا ما تسعى إليه معظم طالبات الجامعة فى الدراسة الحالية حتى تجعل صورتها الجسمية متطابقة أو قريبة من معايير الجسد المثالى السائدة فى ثقافة المجتمع السعودى، بالتالى تشعر بالرضا عن صورتها الجسمية، مهما كانت أساليب المعاملة الوالدية سوية أو غير سوية، سواء كانت من الأب أو من الأم. مما يشير إلى ضعف تأثير أساليب المعاملة الوالدية لكل من الأب والأم على صورة الجسم لدى طالبات الجامعة.
4- اختبار صحة الفرض الرابع:
ينص الفرض الرابع على أنه: «توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، ودرجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس الاكتئاب لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة».
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب المتوسطات والانحراف المعيارى وقيمة «ت» ودلالتها الإحصائية بين الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، والطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس الاكتئاب، والجدول التالى يوضح ذلك:
جدول (18) يوضح المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيمة «ت» ودلالتها الإحصائية لدى الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة والطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس الاكتئاب
المقياس مجموعتا المقارنة المتوسط الانحراف المعيارى قيمة (ت) مستوى الدلالة
الاكتئاب الإرباعى الأعلى للطالبات لديهن صورة جسم موجبة 14.50 8.01 4.01 0.01 دالة
الإرباعى الأدنى للطالبات لديهن صورة جسم سالبة 21.34 8.99
 
يتضح من الجدول (18) أن هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة الجسم موجبة والطالبات اللاتى لديهن صورة الجسم سالبة على مقياس الاكتئاب لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة الجسم سالبة، وبذلك يتحقق الفرض الرابع وهو: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة ودرجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس الاكتئاب لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة.
وتتفق هذه النتيجة مع نتائج الدراسات السابقة مثل نتائج كل من:
دراسة (إبراهيم، والنيال، 1994) التى أثبتت أن الإناث (من طالبات الجامعة) ذوات الدرجات المنخفضة لصورة الجسم حصلن على درجات أعلى على متغير الاكتئاب.
دراسة (Lee & Lee, 1996) التى أوضحت أن أنماط عدم الرضا عن صورة الجسم واضطرابات الأكل منتشرة لدى المراهقات اللاتي تعانين من الاكتئاب، ودراسة (Phares, 2004) التى أكدت أن عدم الرضا عن صورة الجسم يرتبط بالاكتئاب لدى الإناث، ودراسة (الزائدى، 2006) التى توصلت إلى وجود علاقة سالبة بين صورة الجسم والاكتئاب لدى المراهقات، ودراسة (بشرى، 2008) التى أوضحت أنه كلما زاد اضطراب صورة الجسم زاد الاكتئاب لدى الإناث والذكور فى المرحلة الجامعية، ودراسة (عبدالنبى، 2008) التى أكدت على أن الإناث الجامعيات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة هن أكثر اكتئاباً. ودراسة (Porter, 2008) التى أظهرت أن عدم الرضا عن صورة الجسم يرتبط بارتفاع مستوى الأعراض الاكتئابية، وهذا أكدته دراسات كل من:
(Chin & Chin, 2008, Brown, B., 2008. Green, et al., Gramara, et al., 2009. O’Dea, 2009)  
ودراسة (ألطاف، وشويخ، 2009).  
من كل ما سبق؛ يتضح أن الإناث فى مرحلة المراهقة وطالبات الجامعة اللاتى يشعرن بعدم الرضا عن صورة الجسم، تكون لديهن صورة جسم سالبة، بالتالى ترتفع لديهن مستويات الأعراض الاكتئابية، بعكس نظرائهن اللاتى يشعرن بالرضا عن صورة الجسم وجاذبيتهن الجسمية، ومن ثم تكون لديهن صورة جسم موجبة، تجعلهن يتمتعن بصحة نفسية سليمة.
5- اختبار صحة الفرض الخامس:
          ينص الفرص الخامس على أنه: «توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، ودرجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس مفهوم الذات لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة».
          وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب المتوسطات والانحراف المعيارى وقيمة (ت) ودلالتها الإحصائية بين الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، والطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس مفهوم الذات، والجدول التالى يوضح ذلك:
جدول (19) يوضح المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيمة (ت) ودلالتها الإحصائية لدى الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، والطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس مفهوم الذات
المقياس مجموعتا المقارنة المتوسط الانحراف المعيارى قيمة (ت) مستوى الدلالة
مفهوم الذات الإرباعى الأعلى للطالبات لديهن صورة جسم موجبة 100.02 14.08 4.48 0.01 دالة
الإرباعى الأدنى للطالبات لديهن صورة جسم سالبة 86.96 15.03
 
يتضح من الجدول (19) أن هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0,01) بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة الجسم موجبة، والطالبات اللاتى لديهن صورة الجسم سالبة على مقياس مفهوم الذات لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة الجسم موجبة. وبذلك يتحقق الفرض الخامس وهو: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، ودرجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس مفهوم الذات وذلك لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة.
          وتتفق هذه النتيجة مع نتائج بعض الدراسات السابقة مثل:
دراسة (Grant, et al., 1995) التى أثبتت فاعلية العلاج السلوكى فى تحسين صورة الجسم وتقدير الذات لدى طالبات الجامعة، مما يشير إلى ارتباط صورة الجسم الموجبة بتقدير الذات المرتفع.
ودراسة (Lee, 1998) التى أوضحت أن الإناث اللاتى يدركن صورة الجسم بشكل إيجابى، يرتفع لديهن تقدير الذات، ويكن أكثر تقييماً لذواتهن من حيث الجانب الجسمى والشخصى والاجتماعى.
ودراسة (فرغلى، 2003) التى أشارت من خلال بعض الدراسات التى عرضت نتائجها أن الأشخاص الذين لديهم صورة جسم إيجابية يكون لديهم مفهوم واضح وصحيح عن شكل الجسم ويقدرون ويعجبون بهذا الشكل ويفهمون أن شكل الجسم يعبر ولو قليلاً عن الشخصية، وتقييم الفرد كإنسان، ومن ثم يكون مفهومه عن ذاته إيجابيًا والعكس صحيح. كذلك دراسة كل من (Porter, 2008) (Shin & Shin, 2008) ، (Brown, 2008)، (بشرى، 2008)، (عبدالنبى، 2008)، (Gamarra, et al., 2009) (Green, et al., 2009)، أكدت على أن الأفراد (وخاصة الإناث) ذوات صورة الجسم الموجبة يتمتعن بالثقة بالنفس وتقدير الذات المرتفع ومفهوم الذات الإيجابى، عكس نظرائهن اللاتى يشعرن بعدم الرضا عن صورة الجسم وفقدان الجاذبية الجسمية، بالتالى ينخفض التقدير الذاتى لديهن وتكون صورة الجسم سالبة وتنخفض ثقتهن بأنفسهن فتختل صورة الفرد عن ذاته ويكون مفهومه عن ذاته سلبياً.
بناءً على ما سبق، يتضح أن تقييم الفتاه لمظهرها وجاذبيتها الجسمية بشكل إيجابى يعكس مفهومها عن ذاتها بشكل إيجابى، وتزداد ثقتها بنفسها نتيجة شعورها بالرضا عن ذاتها الجسمية، وذلك كان جلياً فى عينة الدراسة الحالية بنسبة كبيرة إلى حد ما.
6- اختبار صحة الفرض السادس:
ينص الفرض السادس على أنه:
أ) «توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، ودرجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأب) وذلك لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة».
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب المتوسطات والانحراف المعيارى وقيمة (ت) ودلالتها الإحصائية بين الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، والطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس اساليب المعاملة الوالدية (صورة الأب) والجدول التالى يوضح ذلك.
جدول (20) يوضح المتوسطات والإنحرافات المعيارية وقيمة (ت) ودلالتها الإحصائية لدى الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة والطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأب)
المقياس مجموعتا المقارنة المتوسط الانحراف المعيارى قيمة (ت) مستوى الدلالة
أساليب المعاملة الوالدية
(صورة الأب)
الإرباعى الأعلى للطالبات لديهن صورة الجسم  الموجبة 92.56 6.88 2.04 0.05 دالة
الإرباعى الأدنى للطالبات لديهن صورة الجسم السالبة 89.84 6.48
 
يتضح من الجدول (20) أن هناك فروقًا ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة الجسم موجبة، والطالبات اللاتى لديهن صورة الجسم سالبة على مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأب) وذلك عند مستوى دلالة (0.05) لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة الجسم الموجبة.
ب) «توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، ودرجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأم) وذلك لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة».
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب المتوسطات والانحراف المعيارى وقيمة (ت) ودلالتها الإحصائية بين الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، والطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأم) والجدول التالى يوضح ذلك.
جدول (21) يوضح المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيمة (ت) ودلالتها الإحصائية لدى الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة والطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأم)
المقياس مجموعتا المقارنة المتوسط الانحراف المعيارى قيمة (ت) مستوى الدلالة
أساليب المعاملة الوالدية
(صورة الأم)
الإرباعى الأعلى للطالبات لديهن صورة الجسم  الموجبة 95.72 7.34 0.996 0.322 غير دالة
الإرباعى الأدنى للطالبات لديهن صورة الجسم السالبة 94.24 7.83
 
يتضح من الجدول (21) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة الجسم موجبة والطالبات اللاتى لديهن صورة الجسم سالبة على مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأم).
          تتفق نتائج الجدول رقم (20) جزئياً مع الفرض السادس (أ)  وهو:
« توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، ودرجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأب)، وذلك لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة».
وهذا يشير إلى صحة الفرض السادس جزئياً، حيث ظهرت فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطات درجات الطالبات فى مجموعة الإرباعى الأعلى لصورة الجسم وبين متوسط درجات الطالبات فى مجموعة الإرباعى الأدنى لصورة الجسم، وذلك فى متغير أساليب المعاملة الوالدية التى يتبعها الأب، لصالح الطالبات فى مجموعة الإرباعى الأعلى لصورة الجسم الموجبة بينما تختلف نتائج الجدول رقم (21) جزئياً مع الفرض السادس (ب) وهو: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، ودرجات الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم سالبة على مقياس أساليب المعاملة الوالدية (صورة الأم)، وذلك لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة» ، حيث أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسط درجات الطالبات فى مجموعة الإرباعى الأعلى لصورة الجسم الموجبة، وبين متوسط درجات الطالبات فى مجموعة الإرباعى الأدنى لصورة الجسم السالبة فى متغير أساليب المعاملة الوالدية التى تتبعها الأم، حيث بلغت قيمة (ت) = 0.996 وهى قيمة غير دالة إحصائياً.
          ويمكن تفسير الاتفاق والاختلاف بين نتائج الدراسة الحالية وغيرها من الدراسات السابقة فى ضوء الفروق الحضارية والثقافية للمجتمعات التى أجريت بها هذه الدراسات أو البحوث فالشخصية الإنسانية تفهم فى ضوء الإطار الثقافى الذى يعيش فيه الفرد. ولذا فإن النمط الجسدى الذى يعتبر جذاباً ومناسباً ومثالياً من وجهة نظر الثقافة التى يعيش فيها الفرد، كثيراً ما يكون له تأثير كبير على مدى رضا الفرد أو عدم رضاه عن جاذبيته الجسمية.
          وفى الدراسة الحالية يكون الرضا عن الجاذبية الجسمية دليلاً على تمتع الفتاة بصورة جسم موجبة، وعدم الرضا عن الجاذبية الجسمية معبراً عن صورة جسم سالبة.
وقد أظهرت النتائج الحالية وجود فروق بين أفراد عينة الدراسة من طالبات الجامعة اللاتى لديهن صورة جسم موجبة، وبين نظرائهن اللاتى لديهن صورة جسم سالبة، ترجع إلى أساليب المعاملة الوالدية التى يتبعها الأب فى تنشئتهن. وذلك لصالح الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة.
وهذا يتفق جزئياً مع نتائج كل من دراسة (Salton, 2001) التى توصلت إلى أن طلاب الجامعة من الذكور والإناث الذين لديهم صلة وثيقة بوالديهم يرون أنفسهم لائقين بدنياً، ولديهم جاذبية جسدية، ويتمتعن بمستويات مرتفعة من الرضا عن صورة الجسم، ودراسة (Miller, 2001) التى أظهرت أن الإناث من المراهقات اللاتى لديهن علاقة إيجابية مع الوالدين، يشعرن بالرضا عن صورة أجسادهن وتتكون لديهن صورة إيجابية عن الجسم، ودراسة (Hedgepeth, 2009) التى أوضحت أن العلاقات الإيجابية بين الوالدين والابنة من أقوى المنبئات بالصورة الإيجابية للجسم، ودراسة (Rodgers & Chabrol, 2009) التى أكدت على أثر الوالدين القوى على صورة الجسم من خلال الرسائل اللفظية والتشجيع المستمر لأبنائهم، مما يشير إلى الدور الذى تلعبه اتجاهات الوالدين فى تطوير صورة الجسم لدى الأبناء.
وفيما يتعلق بالجزء الثانى من نتائج الفرض السادس والذى يتمثل فى «عدم وجود فروق تذكر بين الطالبات اللاتى لديهن صورة جسم موجبة وبين نظرائهن اللاتى لديهن صورة جسم سالبة، تعود إلى أساليب المعاملة الوالدية التى تتبعها الأم فى تنشئتهن، وذلك لأن معظم الأمهات فى المجتمع السعودى يشجعن بناتهن على الاهتمام بالمظهر الشخصى والجاذبية الجسمية، ومن ثم فظهور طالبات لديهن صورة جسم موجبة دليل شعورهن بالرضا عن جاذبيتهن وصورة الجسم لديهن، وظهور طالبات لديهن صورة جسم سالبة دليل إحساسهن بعدم الرضا عن جاذبيتهن وصورة الجسم لديهن، يرجع إلى عوامل أخرى إما قلة من الأمهات اللاتى يقدمن رسائل نقد أو تغذية راجعة سلبية لبناتهن، أو تعليقات ومضايقات بعض أفراد العائلة أدى إلى نتيجة ضئيلة ليس لها دلالة إحصائية، أو الأصدقاء كذلك ملاحظتهم السلبية يكون لها تأثير سلبى على صورة الجسم لديهن، بجانب تأثير وسائل الإعلام والثقافة السائدة فى المجتمع التى توضح أن الفتاة لكى تنجح فى الحياة يجب أن تكون جذابة ونحيفة وجميلة، فكل هذا يجعلها تشعر بعدم الرضا عن صورة جسمها وجاذبيتها ويتكون لديها صورة سلبية عن جسمها.
وهذا يتفق مع نتائج بعض الدراسات السابقة مثل:
دراسة (Kichler & Crowther, 2001) التى أظهرت أن التواصل الأسرى السلبى يتداخل فى العلاقة بين نمذجة الأمهات (التى تشمل سلوكيات الرجيم السابقة والحالية وعدم الرضا عن صورة الجسم والاتجاهات غير التكيفية نحو الأكل وسلوكيات الأكل) وتكوين صورة الجسم.
ودراسة (Faul,  2007) التى أوضحت أن الإعلام من أقوى المؤثرات على صورة الجسم، بينما التأثير الوالدى والبيئة الأسرية لم يكن بالقوة التى افترضتها هذه الدراسة لأنه كان ضعيفاً يكاد لا يذكر.
ودراسة ((Cooley, et al., 2008 التى أكدت على أن التغذية الراجعة السلبية المقدمة من الأمهات تؤثر على  صورة الجسم وتنعكس على اضطرابات صورة الجسم لدى البنات.
ودراسة (Anschutz, et al., 2009) التى أظهرت وجود علاقة بين إدراكات الأبناء لتشجيع أمهاتهم لهم ليكونوا «نحاف Thin» وبين عدم الرضا عن صورة الجسم لديهم.
ودراسة (Rodgers, et al., 2009) التى أشارت إلى ميل الإناث إلى إدراك تعليقات أمهاتهن حول وزنهن وشكل أجسادهن وأهمية المظهر الخارجى للجسد، وأكدت على أن الآثار الوالدية تلعب دوراً هاماً فى تفسير التباين فى عدم الرضا عن صورة الجسم.
وفى ضوء ما سبق: يمكن الإشارة إلى نتائج بعض الدراسات السابقة التى تختلف أو تتناقص مع النتيجة الحالية، حيث أكدت نتائج كل من دراسة (Tawamaley & Davies, 1999)، (Howorth, 2000)، و(Rockark, 2004)، على أهمية الدور الذى تلعبه البيئة الأسرية، والضبط الوالدى القهرى فى مشكلات اضطرابات الأكل وعدم الرضا عن صورة الجسم وذلك من خلال اتجاهات أفراد الأسرة نحو الوزن وشكل الجسم والمظهر الاجتماعى.
وكذلك دراسة (Reardon, 2003) التى أسفرت عن وجود علاقة بين تشجيع الأمهات للبنات على إنقاص الوزن واتباع نظام غذائي وبين عدم الرضا عن صورة الجسم لدى البنات.
ودراسة (Phares, 2004) التى أكدت أن خبرات الإناث حول صورة الجسم (عدم الرضا عن صورة الجسم – الشره العصبى، الدافع نحو النحافة) ترتبط بالعديد من العوامل مثل تأثيرات الأقران والإغاظة والتاريخ الأسرى والاكتئاب.
أيضاً نتائج دراسة (Cordero, 2007) التى أوضحت أن رسائل النقد من الأمهات والآباء تؤثر على عدم الرضا عن صورة الجسم ومشكلات الأكل.
كما أشارت نتائج دراسة(Kim, 2009)  إلى وجود علاقة بين صورة الجسم والصعوبات الاقتصادية التى تواجه الأسرة، تتمثل فى عدم الرضا عن صورة الجسم لدى الذكور والإناث.
ويمكن توضيح التناقض بين نتيجة الجزء الثانى من الفرض السادس وهو (6- ب) مع نتائج بعض الدراسات السابقة بأنه يرجع إلى اختلاف البيئات والثقافات التى تناولت تلك الدراسات، حيث أن الدراسات السابقة التى تناولت موضوع صورة الجسم مع أساليب المعاملة الوالدية التى تسود المناخ الأسرى جميعها دراسات أجنبية تمت فى البيئة الغربية، وهى تختلف عن طبيعة البيئة العربية وخاصة البيئة السعودية وثقافة المجتمع السعودى التى تختلف تماماً عن ثقافة المجتمعات الغربية.
توصيات الدراسة:
·           من الضرورة أن يشعر الإنسان بالرضا عن مظهره الجسمى، لأن الرضا عن صورة الجسم يؤدى إلى الشعور بالسعادة.
·     يجب على كل من الأب أو الأم أو أفراد العائلة تجنب رسائل النقد والتعليقات التى يوجهونها لأبنائهم لأنها تولد لديهم الإحساس بعدم الرضا عن صورة جسمهم وتظهر عليهم أعراض الاكتئاب وانخاض تقدير الذات.
·     ضرورة عمل برامج إرشاد نفسي لطالبات الجامعة اللاتى لديهن صورة جسم سلبية لمساعدتهن على إعادة البناء النفسى والوصول إلى التوافق النفسى والاجتماعى فى البيئة السعودية.

المراجع
المراجع العربية:
·        إبراهيم، عبدالستار (2008)، الاكتئاب والكدر النفسى – فهمه وأساليب علاجه، منظور معرفى - نفسى، الطبعة الثانية، القاهرة، دار الكاتب للطباعة والنشر والتوزيع.
·        إبراهيم، إبراهيم على، والنيال، مايسه أحمد (1994)، صورة الجسم وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية (دراسة سيكومترية مقارنة لدى عينة من طالبات جامعة قطر)، مجلة دراسات نفسية، القاهرة، رابطة الأخصائيين النفسيين، المجلد الرابع، العدد الأول يناير، ص ص (1-40).
·        إبراهيم، عُلا عبدالباقى (2009)، الاكتئاب، أنواعه – أعراضه – أسبابه وطرق علاجه والوقاية منه، الطبعة الأولى، القاهرة، عالم الكتب.
·        أحمد، أحمد محمد شافعى (2000)، التعصب وعلاقته ببعض المتغيرات النفسية والاجتماعية - دراسة مقارنة على عينة من طلاب التعليم العام والأزهرى، رسالة دكتوراه، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس.
·        الأشرم، رضا إبراهيم محمد (2008)، صورة الجسم وعلاقتها بتقدير الذات لذوى الإعاقة البصرية (دراسة سكيومترية – كلينيكية)، رسالة ماجستير، كلية التربية، قسم الصحة النفسية، جامعة الزقازيق.
·        أمين، فاتن محمد (2006)، أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها الأبناء من الجنسين وعلاقتها بالمهارات الاجتماعية فى المرحلة العمرية من (13-17) عاماً، رسالة دكتوراه، معهد الدراسات العليا للطفولة، قسم الدراسات النفسية والاجتماعية، جامعة عين شمس.
·        أنور، محمد الشبراوى (2001)، علاقة صورة الجسم ببعض متغيرات الشخصية لدى المراهقين، مجلة كلية التربية، جامعة الزقازيق، العدد (38)، ص ص (127 – 135).
·        بدر، فائقة محمد (2005)، مفهوم الذات وعلاقته بالقلق الاجتماعى والتحصيل الدراسى لدى طلاب المرحلة المتوسطة بالمملكة العربية السعودية، مجلة كلية التربية، جامعة طنطا، العدد (34)، المجلد الثانى.
·        بشرى، صمويل تامر (2008)، اضطراب صورة الجسم لدى عينة من طلاب جامعة أسيوط، مجلة التربية المعاصرة، السنة الخامسة والعشرون، العدد 78 يناير، مصر، ص ص (133-176).
·        الحويج، صالح المهدى (2008)، «مفهوم صورة الجسد وعلاقتها بالاستعداد للعصابية لدى طالبات شهادة التعليم الأساسى». فى المجتمع الليبى. هذه الدراسة من موقع على الإنترنت )http،//www.elssafa.com(.
·                    الدسوقى، مجدى محمد (2004)، مقياس اضطراب صورة الجسم، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية.
·        الدسوقى، مجدى محمد (2006)، اضطراب صورة الجسم (الأسباب – التشخيص – الوقاية والعلاج)، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية.
·                    الدسوقى، مجدى محمد (2008) ، دراسات الصحة النفسية، المجلد الثانى، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية.
·        دوجان، خالد إبراهيم (2004)، الرضا عن صورة الجسم لدى المعلمين الأردنيين بحسب الجنس والحالة الاجتماعية، مجلة شئون اجتماعية، العدد (83)، السنة (21)، ص ص (59-73).
·        الزائدى، إبتسام عوض عواض (2006)، صورة الجسم وعلاقتها ببعض المتغيرات الانفعالية (القلق – الاكتئاب – الخجل ) لدى عينة من المراهقين والمراهقات للمرحلتين الدراسيتين المتوسطة والثانوية داخل مدينة الطائف، رسالة ماجستير، كلية التربية، قسم علم النفس تخصص (إرشاد نفسى)، جامعة أم القرى – مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية.
·                    زهران، حامد عبدالسلام (2005)، التوجيه والإرشاد النفسى، الطبعة الرابعة، القاهرة، عالم الكتب.
·                    السيد، فؤاد البهى (2006)، علم النفس الإحصائى وقياس العقل البشرى، القاهرة، دار الفكر العربى.
·        شقير، زينب محمود (1998)، الحواجز النفسية وصورة الجسم والتخطيط للمستقبل لدى عينة من ذوى الاضطرابات السوماتوسيكولوجية «دراسة إكلينيكية متعمقة لذوى التشوهات ومرضى روماتيزم القلب» المجلة المصرية للدراسات النفسية، مجلد (8)، العدد (19)، ص ص 181-233.
·                    شقير، زينب محمود (2009)، مقياس صورة الجسم، الطبعة الرابعة، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية.
·                    صادق، عادل (2009)، الاكتئاب – أسبابه وطرق علاجه، الطبعة الأولى، القاهرة، الصحوة للنشر والتوزيع.
·        عباس، مدحت ألطاف، وشويخ، هناء أحمد (2009)، صورة الجسم والشخصية البينية (الحدية) وعلاقتهما ببعض الاضطرابات السيكوسوماتية لدى طلاب الجامعة، المجلة العلمية، كلية التربية، جامعة أسيوط، المجلد الخامس والعشرون، العدد الثانى، ص ص (523-571).
·                    عبدالحميد، جابر وكفافى، علاء الدين (1989)، معجم علم النفس والطب النفسى، الجزء الثانى، القاهرة، دار النهضة العربية.
·                    عبدالخالق، أحمد محمد (1991)، أسس علم النفس، الطبعة الثالثة، (منقحة)، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية.
·                    عبدالرحمن، على إسماعيل (2006)، العنف الأسرى، الأسباب والعلاج، الطبعة الأولى، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية.
·        عبدالغفار، غادة محمد (2007) ، الأفكار اللاعقلانية المنبئة باضطراب الاكتئاب لدى عينة من طلاب الجامعة، مجلة دراسات نفسية، المجلد 17، العدد (3) ص ص 643-688.
·        عبدالفتاح، يوسف (1992)، ديناميات العلاقة بين الرعاية الوالدية – كما يدركها الأبناء - وتوافقهم وقيمهم «دراسة عاملية مقارنة بدولة الإمارات»، مجلة علم النفس، العدد (24) أكتوبر – ديسمبر – السنة السادسة.
·        عبدالله، إنشراح محمد دسوقى (1991)، الفروق بين طلاب الريف والحضر فى إدراك المعاملة الوالدية، وعلاقة ذلك ببعض خصائص الشخصية، مجلة علم النفس، العدد السابع عشر، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
·        عبدالمجيد، فايزة يوسف (1980)، التنشئة الاجتماعية للأبناء وعلاقتها ببعض سماتهم الشخصية وأنساقهم القيمية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة عين شمس.
·        عبدالنبى، سامية محمد صابر (2008)، صورة الجسم وعلاقتها بتقدير الذات والاكتئاب لدى عينة من طلاب الجامعة، مجلة البحوث النفسية والتربوية، كلية التربية – جامعة المنوفية - العدد الأول – السنة (23)، ( ص ص 187-235).
·        عطا، محمود (1993)، تقدير الذات وعلاقته بالوحدة النفسية والاكتئاب لدى طلاب الجامعة، مجلة دراسات نفسية، المجلد (3)، العدد (3) يوليو، ص ص 269-287.
·        على، السيد فهمى (2010)، معدلات انتشار الأعراض الاكتئابية لدى عينات من الأطفال والمراهقين فى مرحلتى ما قبل المراهقة والمراهقة المبكرة، مجلة دراسات نفسية، مجلد (20)، العدد الثانى – أبريل – ص ص 247-304.
·        عمر، ماهر محمود (2003) ، العلاج السلوكى الانفعالى العقلانى – رؤية تحليلية لمدرسة ألبرت إليس الإرشادية، الطبعة الأولى، الإسكندرية، مركز الدلتا للطباعة.
·        العمروسى، نيللى حسين (2010)، فاعلية برنامج إرشادى نفسى فى تخفيف حدة مشاعر الغضب وبعض المتغيرات النفسية لعينة من طالبات الجامعة (دراسة تجريبية – إكلينيكية)، رسالة دكتوراه، صحة نفسية، (إرشاد وعلاج نفسى)، معهد البحوث والدراسات العربية، جامعة الدول العربية بالقاهرة.
·        العويضة، سلطان موسى (2001)، أساليب المعاملة الوالدية المدركة وبعض سمات الشخصية لدى المراهقين والمراهقات فى ضوء المستوى التعليمى للوالدين فى المجتمع السعودى (دراسة مقارنة) مجلة علم النفس المعاصر والعلوم الإنسانية، المجلد الثانى، العدد الأول، يناير (127-156).
·        الغرباوى، مى حسن (1998)، المعاملة الوالدية وعلاقتها بالعدوانية لدى الأبناء من الجنسين فى المرحلة العمرية من 11 إلى 15 سنة، رسالة ماجستير، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس.
·                    غريب، غريب عبدالفتاح (2000) ، مقياس الاكتئاب BDI-II، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية.
·        فايد، جمال عطية خليل (2006)، صورة الجسم وعلاقتها ببعض أنماط التفاعلات الاجتماعية لدى التلاميذ فى مرحلة الطفولة المتأخرة، مجلة كلية التربية، جامعة المنصورة، العدد (60) يناير، ص ص (153-207).
·        فايد، حسين على (1999)، صورة الجسم والقلق الاجتماعى وفقدان الشهية العصبى لدى الإناث المراهقات، المجلة المصرية للدراسات النفسية، مجلد (9) العدد (23)، ص ص (180-223).
·        فايد، حسين على (2004)، الرهاب الاجتماعى وعلاقته بكل من صورة الجسم ومفهوم الذات لدى طالبات الجامعة، مجلة الإرشاد النفسى، مركز الإرشاد النفسى، العدد الثامن عشر، ص ص (1-49).
·                    فايد، حسين على، (2006)، قراءات فى علم النفس، القاهرة، مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع.
·        فرغلى، رضوى (2003)، صورة الجسم وتقدير الذات وعلاقتهما باضطرابات الأكل لدى الأطفال، مجلة الطفولة والتنمية، المجلد الثالث، العدد الحادى عشر (225-230).
·                    الفقى، إبراهيم (2008)، أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك، القاهرة، دار الراية للنشر والتوزيع.
·        فكرى، مها محمد (1991)، تأثير برنامج تمرينات هوائى لإنقاص الوزن على صورة الجسم وعلاقتها ببعض أبعاد وصف الذات البدنية للفتيات البدينات، مجلة أسيوط لعلوم وفنون التربية الرياضية، المجلد الثانى، العدد (16)، ص ص (76-100).
·                    فهمى، مصطفى (1967)، أنت وأسرتك – الجيل الصاعد، وزارة الثقافة، القاهرة، دار الكتاب العربى.
·                    فيتس، وليم (1998)، مقياس تنسى لمفهوم الذات، ترجمة وتعريب صفوت فرج وسهير كامل. مركز الإسكندرية للكتاب.
·                    قناوى، هدى محمد (1983)، سيكولوجية الطفولة والمراهقة، القاهرة، مكتبة مصر.
·        كردى، سميرة عبدالله مصطفى (2010)، التوافق الزواجى وصورة الجسم لدى عينة من مستأصلات الرحم المنجبات وغير المنجبات، المؤتمر الإقليمى الثانى لعلم النفس 29/11-1/12/2010، رابطة الإخصائيين النفسيين المصرية، ص ص (899-929).
·        كردى، سميرة عبدالله مصطفى (2009)، الاكتئاب والذكاء الانفعالى لدى عينة من مدمنات الإنترنت «دراسة وصفية مقارنة»، مجلة دراسات نفسية، المجلد (19)، العدد الأول – يناير – (121-166).
·                    كفافى، علاء الدين (1999)، الإرشاد والعلاج النفسى الأسرى – المنظور النسقى الاتصالى، القاهرة، دار الفكر العربى.
·        كفافى، علاء الدين (1989)، التنشئة الوالدية والأمراض النفسية (دراسة إمبريقية – كلينيكية)، الطبعة الأولى، القاهرة، هجر للطباعة والنشر والتوزيع.
·        كفافى، علاء الدين والنيال، مايسة أحمد (1996)، صورة الجسم وبعض المتغيرات الشخصية لدى عينات من المراهقات «دراسة ارتقائية ارتباطية عبر ثقافية»، مجلة علم النفس، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، العدد (39).
·                    محمد، عادل عبدالله (2000)، العلاج المعرفى السلوكى «أسس وتطبيقات»، القاهرة، دار الرشاد للطباعة والنشر والتوزيع.
·        مشهور، خديجة عبدالحى حسن (2001)، أساليب المعاملة الوالدية للأطفال المتلعثمين، واقتراح برنامج علاجى إرشادى لمواجهة حالات التعلثم فى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، رسالة دكتوراه، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس.
·        هدية، فؤاد محمد على (1998)، الفروق بين أبناء المتوافقين زواجياً وغير المتوافقين فى كل من درجة العدوانية ومفهوم الذات، مجلة علم النفس، العدد (47)، السنة (12) يوليو – سبتمبر.
المراجع الأجنبية:
·                    Angie, Strickland (2004), Body Image and self – Esteem, A study of Relationships and comparisons beteween more and less physically Active college women. Doctoral Dissertation, College of Education, The Florida State University.
·                    Anschutz,D.; Kanters, L.; Van Strein, T.; Vermulst; A. & Engels, R. (2009), Maternal behaviours and restrained eating and body dissatisfaction in young children. International Journal of Eating Disorders, vol. 42 (1), 54-61.
·                    Aydin, et al. (2001), Examination of Adolescent’s Negative Thoughts Depressive mode, and Family Environemnt. Adolescence, 00018449, Spring, Vol. (36) Issue (141).
·                    Banfield, S.S. &Mc Cabe, M.P. (2002), An evaluation of the constrcut of body image, Adolescnce, vol. (37), (146), 373-393.
·                    Barlow, D.H.,& Durand, V.M. (1999), Abnormal psychology, An integrative approach. New York, Brooks/Cole publishing Compnay.
·                    Bearman, S.& Stice, E. (2008), Testing a gender additive model, The role of body image in adolescent depression. Journal of Abonoraml childe psychology, vol., 36 (8), 1251-1263.
·                    Beck, A., (1984), Cognitive therapy of depression. New York, The Guilford press.
·                    Branden, N. (2000), The psychology of self – esteen. (2nd ed). San Francisco, CA, Jossey – Bass.
·                    Brausch, A. (2009), Evaluation of factors for depression and suicide in a community sample of adolescents the role of body image, disordered eating, parent and peer support, and self esteem. Diss- Abs- Int; Section B, vol. 69 (8-B), 5013.
·                    Brown, B (2008), Self Compassion as a moderating factor in the relation of body image to depression and self esteem. Diss. Abs. Inte. Vol. 68 (11-B), 7656.
·                    Brown, T.A., Cash, T.F. & Mikulka, Pj. (1990) , Attitudinal body-image Assessment, Factor Analysis of the Body-Self Relations Questionnnair. Journal of personality Assessment, Vol. (55), 134-155.
·                    Chen, H. & Jackson, t. (2009), predictors of changes in body image concerns of chinese adolescents. Journal of Adolescence, Vol. 32 (4), 977-999.
·                    Coleman, J. (1980), The nature of adolescence. Methuen, London & Newyork, Rutledge.
·                    Cooley, E.; toray,T.; wang, M.& Valdez, N. (2008), Maternal effects on daughter’s eating pathology and body image. Eating behavior, Vol., 9 (1), 52-61.
·                    Cordero, E. (2007), Parents as proteetive Factors against the emergance of eating problems in college women. Diss. Abs. Int., Vol., 67 (8-B) 4702.
·                    DeFonseca, M.; Nunes, M.; Noronha, A (2008), satisFacdo com a imagen corporal e auto conceitoem adolescentes. Psicologia, Teoria pratica, vol. 10 (2), 94-105.
·                    Esnaola, I. (2007), Alimentacion, auto conceptoe imagen corporal (Diet, self concept and body image). Revista de psicalogia social, vol. 22 (2), 149-163.
·                    Faul, K. (2007), Contextual and mecliating Factors in body image dissatisFaction. Diss. Abs. Int., vol., 68 (4-B) 2686.
·                    Gall, S.; Benis, B. & Feldman, A. (1996), The encyclopedia of psychology. Penobscat Bldg Detroit Gale Research.
·                    Gamarra, A.; Molski, C.; Hilbig, A.; Valentini, C.; Striebel, V.; deMello, R. (2009), Evaluation of body image and self concept and their correlation with depressive symptoms in pakrinsons diseas. Arquisvos de Neuro – psiquiatria, vol., 67 (3-A) , 585-590.
·                    Grant, J. & Cash, T.F. (1995), Cognitive- behavioral body- image therapy, Comparative efficacy of group and modest- contact treatements. Behavior Therapy, Vol. 26, PP. 69-84.
·                    Green, M.; Scott, N.; Cross, S.; Liao, K et al. (2009), Eating disorder behaviors and depression, A minimal relationship beyond social comparison, self esteem, and body dissatisfaction. Journal of clincial psychology, vol. 65 (9) , 989-999.
·                    Griffin, M. & Kirby, S. (2007), The effect of gender in a positive change in body image and self esteem, The online Journal of sport psychology, vol. 9 (3), 83-92.
·                    Haworth-Hoeppner,S. (2000), The Critical shapes of body image, The role of culture and family in the production of eating disorders. Jouranl of Marriage & the family, vol. 62 (1) , 212-227.
·                    Hayman; J.; Kurpuis, S. & Befort, C.(2007) , Spirituality among college Freshman, Relationships to self esteem body image, and stress. Counseling and values, Vol. 52 (1) , 55.
·                    Hedgepeth, V. (2009), Effects of the quality of parent – child relationship on body image satisfaction and image acculturation among African American girls. The mediating role of racial identity. Diss. Abs-Int., vol. 69(7-B), 4483.
·                    Ivezoj,v.;saules, K.; Hoodin, F.; Alschuler, K.;et al.(2010), The relationship between bing eating and weight status on depression, anxiety, and body image among a diverse college sample, A Focus on Bil Muttiracial women. Eating Behaviors, vol., 11 (1), 18-24.
·                    Kichler, J.& Crowther, J. (2001), The effects of maternal modeling and negative famitial communicating on women’s eating attitude and body image. Behavior therapy, vol. 32 (3), 443-457.
·                    Kim, D. (2009) , Body image dissatisfaction as an important contr.butor to suicidal ideation in Korean adolescents, Gender difference and mediation of parent and peer relationships. Journal of psychosomatic Research. Vol. 66 (4), 297-303.
·                    Kraebber, S. (2007) , The relationship between self concept and self ratings of generalizable skills of studnets in post secondary Carrie and Technical programs. Ph. D. Dissertation presented to prudence university. Umi number 3307505.
·                    Lee, A. & Lee, S. (1996), Disordered eating and its psychological correlates among chinese adolescent females in Hong Kong. International Jouranl of Eating Disorders, vol. 20 (2) , 177-183.
·                    Lee, J. (1998), Percentions of Family environment, body image and self esteem of eating disordered and non eating disordered women. Diss. Abs. Int., vol. 59 (1-A) 0093.
·                    Liao, Y.; Liu, T.; Tang, J. & Deng, Y. (2009) , A study of body concern social anxiety and depression in chinese medical students. Chinese Journal of Clinical Psychology, Vol, 17(3) , 339-341.
·                    McFarland, M. & Kaminski, P. (2009) , Men, muscles, and mood, The relationship between self concept, dysphoria and body image distrubances. Eating behaviors, vol. 10(1), 68-70.
·                    Meadows. S. (2005), Correlates in the development of eating disorders among adolescent males. Dissertation Abstracts International, section B vol. 65 (7-B),  3716.
·                    Miller, R. (2001), parenting dimensions and body image, An object relations a ccount . DISS. Abs. Int., vol. 61 (12-B) 6713.
·                    O’Dea, J. (2009), Self perception Score from Zero to ten correlates well with standarized scoles of addescents self esteem, body dissatisfaction, eating disorders risk, depression and anxiety. International Jourand of Adolescent Medicine and Health, Vol. 21 (4), 509-517.
·                    Phares, V. (2004), Gender differences in peer and parental influences, body image distrubrances, self worth and psychological funchtioning in preadolescent children. Jouran of youth and Adolescence, vol.33 (5), 421-429.
·                    Porter, J. (2008), Relationship among perceptions of teasing, self esteem, depression, coping strategies and body image among obese adolscents. Dissertation Abstrcuts International, vol. 69 (5-B), 3275.
·                    Quinn, N. (1995), Applying psychology, 3rd ed., Newyork, Mc-Grew Hill, Inc.
·                    Reardon, C. (2003), The influence of maternal attitududes and behaviors on the development of weight concern, body dissatisfaction, and weigh control behaviors among first- through fifth grade girls. Diss.Abs. Int., Vol. 64 (3-B), 1553.
·                    Rockort, E. (2004), Family climate, interpersonal sensitivity and body dissatisfaction. Realtion to eating disturbance. Diss-Abs. Int., section B, Vol. 65 (1-B), 451
·                    Rodgers, R.& Chabrol, H. (2009), parental attitudes, body image disturbance and disorderd eating among adolecents and young adults, A review. European Eating Disorders Review, vol. 17 (2),  137-151.
·                    Rodgers, R.; Faure, K. & chabrol, H. (2009), Gender differences in parental influences on adolescent body dissatisfaction and disordered eating. Sex Roles, vol., 61 (11-12) , 837-849.
·                    Rodriguez, D. (1998), The construct validity of the tennis self concept scale II. Ph. Dissertation presented to the Faculty of the Graduate school of the university of Maryland ant college park. Umi Number 9836470.
·                    Salton, K. (2001), An investigation of the relationship between parental bonding and body & body image disturbances among male and Female college studnets. Diss. Abs. Int., vol 61 (9-B), 5031.
·                    Santos, M. (2007), Comorbidity between depression and disordered eating in adolescents. Eating behaviors, Vol. 8 (4) , 440-449.
·                    Serpe, T. (2009), Assocation among pubertal timing, pursuit of thinness, body image, self concept, and disordered eating. Dissertation Abstracts Int., Vol, 70 (5-B) , 3188.
·                    Shavelson, R. & Bolus, R (1982), Self Concept, The Interplay of theory and methods. Journal of Educational psychology. Vol (74), No. (1), PP, 3-17.
·                    Shin, N. & Shin, M. (2008), Body dissatisfaction, self esteem and depression in obese korean children. The Journal of pediatrics, Vol. 152 (4), 502-506.
·                    Tarquim, K. (2007), Relationship among aspects of student alienation and self concept. Ph.D. Thesis presented to the Faculty of the graduate school of New York of Bufalo. Umi Number 3261931.
·                    Tawamaley, E. & Davies, M. (1999), The socio cultural model of eating disturbances in young women . The effects of personal attributes and family environment. Journal of Social and Clinical psychology, Vol. 18 (4), (467-489).
·                     Thomas E. S (W.O), Self – Concept, special populations, and outdoor Therapy. Behavior Education Center, WHEELTNG, ILLINOIS. من موقع على الانترنت
·                    Vartanial, L. (2009), When the body defines the self, Self concept Journal of social and clnical psychology, vol. 28 (1) ,  94-126.
·                    Veale. D.  (2004),  Advnaces in cognitive-Behaviral Model of Body dysmorphic Disorder, Body image Journal, 1 (1) , 113-125.
·                    Xie, B.; Unger, J. & Gallaher, P. (2010), Over weight body image, and depression in Asian and Hispanic adoblescents. American Journal of Health Behavior, Vol. 34 (4), 476-488.
·                    مراجع من مواقع على الإنترنت :
·                    http,//AFaq-n.net/showthread. php.? t=18649
·                    http,//webCache. Googleusercontent.com
·                    http,//www.elssafa. Com.

المزيد من الدراسات